الكيل بمكيالين.. حلال ليكم .. حرام لغيركم/ مجدى نجيب وهبة

فى سمسطا بمحافظة بنى سويف أسلم شاب يدعى سامى عزيز ، وكما ذكرت بعض الصحف ووسائل الإعلام أن جمعت سامى علاقة عاطفية بفتاة مسلمة وترك المسيحية من أجلها وأشهر إسلامه ، وبعدها تجمع الشباب القبطى من عدة قرى تابعة لسمسطا ومازورة وتجمهروا أمام قسم الشرطة مطالبين بتسليمهم سامى أو تسليمه إلى الكنيسة بدعوى إنه قاصر لم يبلغ عمر الـ 18 عاما وهى تعتبر أول مرة يقع فيها التظاهر من أجل شاب وليس من أجل فتاة كما إنها أول مرة يتظاهر فيها الأقباط أمام أحد أقسام الشرطة ...
** وبالقطع لم يفت جريدة المصرى اليوم إستغلال هذه الواقعة لتضخيمها أو نفخ النار فيها لتشتعل ويحترق الجميع بها فنشرت فى العدد الصادر فى 21 إبريل 2010 خبر مفداه أن نيافة الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا إتصل بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وطلب منه تسليم سامى عزيز والذى أشهر إسلامه منذ عدة أيام ... والذى أثار هذا التقرير الكثير من الجدل وإستياء البعض أدى إلى الهجوم على الكنيسة من بعض العامة ومن بعض المواقع الإلكترونية ، حيث ذكر "القارئ" سامى سعيد المقيم فى بريطانيا منذ 20 عاما إنه يعيش فى وسط أجواء من الحرية فمن أراد أن يغير دينه أو ملته يغير من المسيحية البروتستانتية إلى الكاثوليك أو إلى الإسلام أو البوذية أو العكس فلا علاقة لأى أحد بشأن الأخر ، بينما قال القارئ "منعم حسن" رحم الله شيخ الأزهر السابق "طنطاوى" وتعامله فى مثل هذه الظروف وأخص بالذكر تعامله مع وفاء قسطنطين بالرغم من إنها بالغة ومتزوجة إلا أنه أصر على إرجاعها للكنيسة ، وعلق قارئ أخر بقوله لماذا كل هذه الضجة الجوفاء إذا أراد أى شخص تغيير دينه أو مذهبه فما دخل الكنيسة أو الأزهر فى ذلك ؟ .. كل إنسان حر تماما فى إعتناق ما يشاء ولا يحق للكنيسة أو أى جهة أخرى المطالبة بتسليم أى إنسان قام بتغيير ديانته .. أتركوا الناس تعيش بالحرية التى أعطاها الله إياها .. وهذه النماذج من الأراء تعتبر أكثر إعتدالاً وإحتراماً للأخر .
** أما جريدة الشروق فكتبت يوم الخميس الموافق 22 إبريل 2010 نقلاً عن القمص عبد القدوس حنا وكيل مطرانية ببا أن العلاقة بين مطرانية ببا والأمن متوترة وأن الشرطة بصدد إصدار أوامر إعتقال لعدد من الشباب المسيحى بل وأكدت الجريدة أن الطوب الذى ألقى على رجال الشرطة كان من بعض البيوت المجاورة للقسم .
** وبالعودة للواقعة نجد أن شاب مسيحى تعرف بفتاة مسلمة وربما نشأت علاقة بينهم ربما بالخطأ أو بالصواب فى كلا الأحوال تم خطف الصبى إذا صح القول ربما أرغم على إشهار إسلامه بتهديده أن يقدم ضده بلاغ إسوة بما تم مع "جرجس بارومى جرجس" الذى أتهم بإغتصاب طفلة من فرشوط ، ومازال التحقيق مستمراً .. هذا بالإضافة إلى توابع هذا الإتهام من إقتحام القرية وما تعرضت له القرية من إجرام وسفالة وعمليات سلب ونهب علماً بأن هناك حالات إغتصاب عديدة يندى لها الجبين ، وأخر هذه الأحداث المخجلة ما قام به مدرس بأحد المدارس الأزهرية بإغتصاب عديد من الفتيات دون أن يتجاوز عمرهم الـ 10 أعوام .. كل هذه المعطيات وضعت أمام الشاب ولأن الدولة تتعامل بمكيالين للملف الطائفى فهى تحلل كل ما يخصها وتحرم كل ما يخص الأخرين وهنا أقصد الأقباط ، ومن ثم سرت إشاعة تقول أن سامى عزيز محجوز بالقسم تحت مزاعم القهر والترهيب وأسلمته بالقوة وهذا الإحتمال هو الذى جعل الشباب يخرجون من بيوتهم متوجهين إلى قسم الشرطة للتظاهر ولكن لم نجد شاب يحمل مطواة أو جنزير أو سنجة أو يقوم بإشعال الحرائق وإنما كان تظاهر ربما خرج البعض عن هدوءه إلا أنه لم تحدث أى مواجهات عنيفة بين الأهالى والشرطة ، لذا علينا أن نحذر أن ما حدث مع الفتى سامى عزيز صاحب الـ 18 عاماً هو ربما يكون البداية لحملة جديدة تهدف إلى إرهاب الشباب المسيحى وتهديدهم ببلاغات قضايا التحرش الجنسي للمسلمات لإرغامهم على إعتناق الإسلام وهو ما يتطلب من الدولة إلتزام الحياد والمصداقية والتحقيق فى هذه الإدعاءات ، فإن خطورة ما يحدث هو محاولة شق نسيج المجتمع وتحويله إلى فئتين "مسلم ومسيحى" لإرهاب الجميع ، ومن ثم السيطرة على المجتمع للوصول للحكم .
** ونعود لما كتبته المصرى اليوم حول الإتصال المزعوم بين نيافة الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، فقد نفى القمص عبد القدوس حنا وكيل مطرانية ببا كل ما ذكرته المصرى اليوم وأن هذا الكلام عار تماما من الصحة والمضمون ، كما نفى القمص عبد القدوس ما جاء على لسانه بجريدة الشروق يوم الخميس الموافق 22 إبريل 2010 بأن العلاقة بين مطرانية ببا والأمن متوترة وأن الشرطة بصدد إصدار أوامر لإعتقال عدد من الشباب المسيحى ، وأن الطوب الذى ألقى على رجال الشرطة من بعض البيوت المجاورة للقسم ، وهو ما نفته الشرطة تماما فلم تتهم الشرطة أى مواطن بقذف الطوب .. "وخلاصة الواقعة أن شاب مسيحى أعلن إسلامه مع ألف سلامه فهذا شأنه وليس من حق أى مخلوق أن يتدخل فى حياته الخاصة" ، ولكن يبدو أن هناك حواديت وحكايات وترهيب أصبح يمارس ضد بعض الأقباط فى بعض القرى والمدن بتحريك بلاغات التحرش الجنسى ضدهم إن لم يشهروا إسلامهم ، وإذا كانت الدولة سوف تظل تترك هذه القضايا مشتعلة فأعتقد أننا مقبلون على بلطجة وفوضى وتحرش سوف تؤدى إلى تدمير الوطن بالكامل ولن تفيد جلسات الصلح العرفى أو موائد الرحمن .
** أما رداً على بعض القراء الذين قالوا أن كل واحد حر فى دينه ولا شأن للكنيسة أو الأزهر فى إرغامه على ترك دينه الجديد فأنا أتفق معهم جملة وتفصيلاً ولكن ما رأيهم فيما تم نشره على بعض المواقع من شكوى مواطن مصرى وإبنته البالغة من العمر 15 عاما إعتنق المسيحية هو وإبنته ومنذ هذا الوقت وهو مطارد من جميع أجهزة الدولة حيث منع من السفر وسحب جواز سفره وتعرضت إبنته إلى قذفها بماء النار أثناء خروجها مع والدها مما إضطر الأب إلى رفضه ذهابها للمدرسة حفاظاً عليها ، هذا علاوة على كم التهديدات التليفونية التى يتلقاها يوميا بتصفيته جسديا هو وإبنته .... وما رأى هؤلاء القراء فى تعامل الدولة مع المتنصر محمد حجازى هو وزوجته وإضطراره إلى الهروب بزوجته من مسكن لأخر خوفا على حياتهم هذا بجانب مضايقات الدولة لهم الدءوبة والمستمرة .. وعديد من النماذج التى تتعامل معهم الدولة بصورة إرهابية وهم المتنصرون وكأنهم حشرات أو مرضى بالجزام أو الإيدز يجب حرقهم والأمثلة كثيرة مثل نجلاء الإمام وغيرها وغيرها كثيرون .. هذا بجانب فوضى وبلطجة الشارع المصرى والذى حذرت منه وطلبت من كل المؤيدين لهذه الفوضى أن يحذروا أن الفوضى التى وجهت من البعض فى يوم 6 إبريل للنظام هى بروفة لتوجيهها للأقباط بعد ذلك ... فهل نفهم !!! ، ويمكن معرفة ذلك من خلال المحرضين عليها .. من هم ؟ ، ستكون الإجابة بالقطع هم "جماعة الإخوان المسلمين" .
** خلاصة القول أن هناك عديد من عمليات الأسلمة لبعض الفتيات ربما البعض عن إقتناع بالتغيير لإرتباطها بعلاقة عاطفية مع شاب مسلم .. وربما البعض يتم إغتصابها وتهديدها بالتشهير بها إن لم تعلن إسلامها ... وهناك بعض النماذج من الشباب الذى تعرف على فتيات مسلمات وحبا للفتاة أشهر إسلامه ، كما أن هناك بعض الحالات التى عاشت فى ظروف قهرية ولم تمتد أى أيادى بالمساعدة مما دفعهم للإسلام .. ولكن شاب عمره 18 عاما وهو بداية البلوغ لماذا لا تتركوه ليعبر عن إيمانه أو فكره الذى تكون لديه عن قناعة إذا كان حراً فى إختياره وليس تحت ضغط الإرهاب ... أخيرا متى تكيل الدولة لجميع المواطنين بمكيال واحد ؟؟؟
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق