المتحولون دينيا في مصر: صراع مع المجتمع والقانون

كتبها عمرو عبد الحميد ، بى بى سى ، القاهرة

في بلد كمصر يغلب التدين على أهله مسيحيين ومسلمين تأخذ قضايا المتحولين دينيا إهتماما خاصا، ففضلا عن نظرة المجتمع الرافضة في مجملها لهذا التحول هناك ثمة تداعيات أخرى تتعلق بالجوانب القانونية لتلك القضايا.المثال الأبرز على ذلك ما تشهده المحاكم في الآونة الأخيرة من دعاوى لمواطنين إعتنقوا ديانة غير ديانتهم الأصلية، ويسعون لتسجيل ديانتهم الجديدة في أوراقهم الثبوتية، ومن هؤلاء محمد حجازي الشاب المسلم الذي أعلن قبل ثلاثة أعوام دخول المسيحية، وأطلق على نفسه إسم ( بيشوي) ليبدأ رحلة قضائية لم تكلل حتى الآن بالنجاح.يقاضي حجازي وزيرَ الداخلية ورئيس مصلحة الأحوال المدنية بصفتيهما، بسبب إمتناعهما عن إصدار بطاقة هوية تتضمن تغيير إسمه من محمد أحمد حجازي إلى (بيشوي أرميا بولس) وتدون بها ديانته الجديدة أو تضع شرطة (-) أمام خانة الديانة أسوة بالبهائيين.

إنتظر حجازي أن يصدر حكم لصالحه بعد أن استوفى حسب رأيه كل المتطلبات القانونية لكنه فوجىء بمحكمة القضاء الإداري وهي تحيل قضيته إلى المحكمة الدستورية العليا.

التقينا بحجازي بعد أن تعهدنا بعدم الكشف عن مكانه بسبب تهديدات بقتله يتلقاها أحيانا من متعصبين حسب قوله.

ويرى حجازي أن إحالة القضية إلى المحكمة الدستورية هي "محاولة للمماطلة لمدة أطول دون النظر إلى أن هذا حقي الطبيعي وأن ما يحدث هو تمييز واضح وإزدواجية معايير بين المسيحي الذي يسلم وبين المسلم الذي يتنصر".

حكم المرتد

الإشكالية بالنسبة لمحمد أو بيشوي أن أحكام الشريعة الإسلامية تعتبره مرتدا وأن حكم المرتد هو القتل، هكذا قالها لنا صراحة الداعية الإسلامي يوسف البدري الشهير برفع دعاوى حسبة على كتاب وصحفيين.

يقول البدري بشأن حجازي "إنه يلعب بالدين فهل نتركه؟ لا بد من تطبيق حد الردة على كل واحد دخل الدين ثم تركه أو كان مسلما ثم إرتد، لا بد أن يعاقب كالسارق والزاني والقاتل".

لكن تطبيق حد الردة ليس أمرا سهلا كما يقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الذي يتحدث عن ضرور إستتابة المرتد لثلاثة أيام، ثم يتكرر الشىء نفسه إلى أن يتم التأكد من ردة الشخص.

ويضيف عبد الجليل أن هذه الاجراءات لا تعني باي حال أن يقوم الناس بتطبيق حد الردة بأنفسهم، إذ يترك الأمر للقضاء وولاة الأمر في جميع الأحوال.

قضية أندرو وماريو

مشكلة أخرى تسبب فيها زوج كاميليا لطفي الذي ترك المسيحية وأعتنق الإسلام، فأثرت تداعيات تحوله الديني على إبنيه أندرو وماريو، إذ يرفض القضاء إثبات ديانتهما كمسيحيين ويعتبرهما طبقا لعقيدة والدهما الجديدة مسلمين.

وترى كاميليا، التي جاءت من الاسكندرية خصيصا للحديث إلى بي بي سي، أن القضاء "يغذي فتنة طائفية كبيرة جدا رغم أن الأمر ابسط من ذلك بكثير، شخص يريد أن يكون مسلما فليكن له ما يريد أو أن يصبح مسيحيا الأمر سيان، لم يعترض أحد عندما قرر والد أندرو وماريو إعتناق الإسلام، فلماذا تفرض على الطفلين ديانة أبيهما بالقوة؟".

وتقص كاميليا تفاصيل مشاكلها مع القضاء طيلة الأعوام السبعة الماضية وتعرض أوراق شتى من الدعاوى المتعددة التي أقامتها لحفظ حق إبنيها في ثبوت ديانتهما الأصلية.

الإنتظار إذن هو ما تبقى لكاميليا وإبنيها ونفس الشىء بالنسبة لمحمد حجازي أو بيشوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق