" معاق مغربي يحفظ دقائق القرآن ومواضع الآيات يتألق في مسابقة " الأحفظّ " لقناة الفجر " ، تحت هذا العنوان ، العريض ، كتبت العديد من مواقع الصحف الإلكترونية كما المنتديات الشبابية ، على شبكة الانترنيت وتسلل العنوان ، عينه ، إلى الموقع الإجتماعي " الفايس بوك " ، حيث وصل عدد المنخرطين المغاربة ، حوالي 2 مليون و431 ألف منخرط .
المعاق الشاب ، كما قالت ، عنه الصحافة الإلكترونية ، ذو موهبة خارقة وهو على الرغم من عدم قدرته على النطق فقد أبكى جميع الحاضرين ، بالنظر إلى قوة ذاكرته وحفظه الدقيق والكامل للقرآن الكريم .
إنه ، لمن لم فاته أن يشاهد قناة " الفجر " وأن يزور موقع " اليوتوب " والدي بلغ ، عدد زوراه لحدود كتابة ، هذه السطور 81129 زائر ، هو الشاب المغربي الشاب الحبيب المومو ، الذي شارك في المسابقات الإقصائية " الأحفظ " التي نظمتها قناة " الفجر " وهي المسابقة التي شهدت مشاركة ألاف المتسابقين من شتى بلدان العالم العربي.
الحبيب مومو ، لم يكن ، ليعرف طريقه إلى الشهرة وإلى الأضواء ، لو لم يشارك في مسابقة " التجويد " لقناة الفجر ، وظل منعزلا لوحده ، وانتظر أن تزوره قناة " عين السبع " أو قناة " الرباط " أو ما تناسل منها من القنوات الأرضية والفضائية .
فهذه القنوات ، كما لا يخفى ، على أحد ، لا تفتح أبوابها إلا للرقص ،الغناء ،المسابقات ،المسلسلات و البرامج التي لا يشاهده أحد ، أو الإذاعات الخاصة، التي لا وقت لديها ، إلا للحديث عن ما "تحت الحزام " ولعل الغرامات المالية التي عرفت طريقها إلى بعضها ، إلا غيض من فيض ، المشاكل والمعوقات ، التي تحول دونها ودون تطورها .
هل ، كان على الشاب الحبيب مومو ، أن ينتظر ، كل هذه السنوات ، هو (الآن يبلغ من العمر 30 سنة ) حتى يتعرف عليه الناس ويشيدوا بموهبته وعبقريته ؟ا.
أين ، كانت القنوات المغربية ، طيلة ، هذه الفترة ، للتعريف به وبأمثاله في شتى مجالات الفكر ،الأدب ،الثقافة ، الفن و الرياضة ؟ا.
لدينا ، الكثير من المواهب والطاقات و النجوم ، التي تتنفس ، تحت الماء ، ولا تجد من يفتح لها الأبواب ، لتفجير ، طاقتها وإمكانياتها الذاتية .
فقط ، لأن شعار " باك صاحبي ..باك ما شي صاحبي " ، هو من يتحكم ، فيمن ستسلط عليه الأضواء وفي من سيبقى ، في الظل ، حتى الممات .
لمن ستعرف صوره وأخباره ، طريقها إلى الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية ، ومن سيبقى ، نكرة ، لا يعرفها ، حتى أقرب الناس إليها .
لمن سيكون حديث الناس كل الناس ، ولمن سيكون ،نكرة ، حتى بالنسبة للمقربين إليه .
مشكلتنا ، في مجتمعات " المحسوبية " و" الزبونية " ، أن الطاقات والكفاءات ، آخر ، من يفكر فيها وفي دعمها ، دون الالتفات إلى لقبها العائلي أو لمصلحة مادية أو لمآرب شخصية .
مشكلتنا ، أننا ، نعاني من التجاهل واللامبالاة والإهمال ، وأن كل الأواب مقفلة ، في وجوهنا ، فقط ، لأننا ، من أبناء الشعب و أن ألقابنا لا رنين لها .
مشكلتنا ، أن المسافة الضوئية ، بين أقوالنا وأفعالنا ، هي التي جعلت العديد من النجوم ، تختفي في بدايتها والعديد من الأسماء تتوارى خلف الظل ، بسبب التجاهل والإهمال .
مشكلتنا ، أن الأبواب تقفل ، على البعض دون الآخر و الفرص تتاح لأسماء دون غيرها ، فيما تبقى العدالة الإلهية ، هي وحدها ، الكفيلة بإنصاف عباده .
مشكلتنا ، أننا في مجتمع ، لا يؤمن بالكفاءات ولا بالطاقات والمواهب الحقيقية ، فقط ، أنصاف " الموهوبين " و " النجوم " ، هم من يقررون في ما يجوز ولا يجوز .
في الوقت ، نفسه ، المجتمعات المتقدمة ، لا مكان فيها ، للمحاباة والمجاملة ، ولكن تتاح فيها الفرص و الإمكانيات ، للوجوه الجديدة والأفكار المتجددة ، لتقول كلمتها ولتبصم حضورها ، بعيدا عن دائرة القرابة .
أوليس ، ثقافتنا من تقول " ليس الفتى من يقول كان أبي " ؟ا
إذن ، لما كل هذا التناقض ؟ا بين القول والفعل ؟ا ولما ستظل ، فكرة الهجرة والهروب ، هي أولى أولويات ، الراغبين ، في الخروج من عنق الزجاجة ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى ؟ا