** ماذا حدث لنا وماذا أصابنا ؟ .. أصبحنا نكيد لأنفسنا ويتربص كلا للأخر ... ما هذه الكراهية التى أصابت الجميع ؟ .. ما الذى أصاب المجتمع المصرى ؟! .. هل إستسلمت الدولة للمتطرفين ، كيف سمحنا بكل هذه الأحقاد والكراهية وألاف الفتاوى التى تقود إلى حروب طائفية بين أبناء الوطن .. والخيبة صمت الدولة بينما البهوات من المتطرفين يتعاملون بأسلوب وضع اليد .. هؤلاء المتطرفين يطرحون فى البداية مجموعة من الأفكار والسلوكيات والدفاع عنها بالحق وبالباطل ، حتى تصير واقع يعترف به ، ومن يخالفهم الرأى يجرجروه لساحات المحاكم .. هذا بجانب أنهم يلجأون للعنف لإرهاب وإسكات خصومهم .. لقد ساعد تخاذل الدولة لإبتزاز البهوات من دعاة التطرف ففى بداية السبعينات بدأت ظاهرة إنتشار الحجاب فى الشارع المصرى ثم إنتقل إلى المكاتب الحكومية ثم إنتشر بصورة رهيبة فى المدارس والجامعات ، فى الوقت الذى تخاذل فيه الجميع أمام هذه الظاهرة فسمح لها بالإنتشار طبقا لقانون "وضع اليد" ، وهو نفس السيناريو الذى يتكرر مع ظاهرة النقاب .. صراخ وعويل ولطم الخدود وإستماتة فى الدفاع عن المنقبات فالإسلام يتعرض لحملة إضطهاد ولجوء إلى المحاكم لإلغاء قرار المنع ، ويصدر الحكم بحرية اللبس والفكر والعقيدة حتى شركات الطيران أرادوا أن يقتحموها ولكنهم فشلوا بسبب دواعى أمنية ومازالوا يحاربون لإقرار النقاب فى الجامعات والمستشفيات وجميع المصالح الحكومية .. فى الوقت الذى صمت فيه الجميع لا يصمت فيه الإرهاب والتطرف ولا ييئسون .
** ورغم ما كتب فى جميع الصحف عن الجرائم العديدة التى إرتكبت تحت ستار النقاب بعضها متعلق بالخيانة والعلاقات الزوجية وبعضها متعلق بالسرقة وبعضها متعلق بالإتجار فى المخدرات وبعضها بالهروب من أحكام صادرة بالحبس وكلها تتم متخفية تحت ستار النقاب ، إلا أن الإصرار مازال مستمر لإقراره وأعتقد أنه فى المستقبل سنجد الشادور والجلباب القصير وإطلاق اللحية إجباريا طالما أن الدولة تراخت عن ملاحقة "واضعى اليد" وقطاع الطرق ، فهناك محامى الشهرة الذى ترك مكتبا وتفرغ لمقاضاة هند صبرى وفيفى عبده وعماد متعب ووزير الصحة ووزير الثقافة والبابا شنودة وكلها دعاوى فاشينكية وهو يعلم ذلك جيدا قبل كل شئ ولكن ذلك الأسلوب يتفق مع "واضعى اليد" ثم إنتظروا غدا فتاوى "واضعى اليد" بمنع الموسيقى والإختلاط داخل الجامعات وغلق دور العرض وتدمير القنوات التليفزيونية ومن ثم أسلمة كل شئ وتكسير التماثيل بفتوى لشيوخ النفظ الوهابيين ومن ثم فتوى أخرى بنسف الأهرامات والأثار الفرعونية وإعلان الدولة الوهابية والخلافة الإسلامية !!! طبقا لقانون "واضعى اليد" فقد سمحت الدولة لأستاذ بإحدى الجامعات الإقليمية بمنع الإختلاط بين الطلبة والطالبات بزعم المحافظة على الأخلاق بل والإنفصال التام فى المحاضرات ونشر الخبر فى عدة سطور فى بعض الصحف ولم يعلق عليه الوزير الهمام الدكتور أحمد ذكى بدر فى الوقت الذى ستظل فيه الدولة صامتة فتكتفى بالقبض على بعض الأفراد وتنشغل بمحاكمتهم بينما "واضعى اليد" يخططون بمنتهى المهارة لكسب مزيدا من الأرض حتى تتحول إلى دولة "طالبان" أخر ... كل ذلك سيحدث وربما أكثر من ذلك وأسوأ منه طالما أن النظام يكتفى بالفرجة والتضليل ويخضع للإبتزاز والأصوات العالية لهؤلاء الحمقى والمتطرفين ..
** إكتسب هؤلاء منابر وأراضى وصحف وفضائيات وتحولوا من متطرفين وإرهابيين إلى نجوم وصفوة المجتمع ، كل ذلك يحدث بسبب غياب العقل والمنطق والحس الوطنى فى الخوف على الوطن ... وأصبح هم بعض رجال الأعمال والذى يمتلك أحدهم ثروات طائلة تقدر بالمليارات ويملك صحيفة وقناة فضائية لا يهتم بما تكتبه الجريدة ولا بما تبثه البرامج الفضائية ولكن كل إهتمامه هو جمع المزيد من الأرباح والمال وليذهب الوطن إلى الجحيم !!! .
** أمة من الخطباء والجهلاء والمتطرفين يعرفون بالوراثة كيف يكتبون قصائد "الشرف الرفيع" الذى لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.
** إنهم حفنة من السفهاء يجيدون السطو على المساحات الخالية ، يكفرون بعضهم البعض إن لم يجدوا من يكفروه .. قاد شيوخ السلفيون هجوما شرسا على الشيعة بحجة أن هذا المذهب كاذب وخطر على السنة ، ثم وجدنا من يكفر السلفيين ويتهمهم بالتشدد وبالتأمر مع النظام الإيرانى لقلب نظام الحكم فى مصر .. تراخت الدولة لذا وجدنا من يجاهد لأن يصبغ هالة من القداسة على النقاب رغم أن الإسلام برئ من هذه البدعة فهى دليل التخلف والجهل.
** ومازالت الحروب دائرة بين "واضعى اليد" فى الغرب والحكومات والمحاكم الدولية والمحاكم الشرعية والمطالبة بالحرية المطلقة حتى تزعن هذه الحكومات لهذا الفكر المتخلف .. كوكتيل من الفوضى والفتاوى والتكفير ضد الأخر وضد من يختلف معهم فى الرأى فى الوقت الذى مازالت هناك فتاوى تتحدث عن إرضاع الكبير وبول الرسول ولبن الفحل والترهيب بعذاب القبر والثعبان الأقرع وجناح الذبابة .
** لقد نجح المتطرفون فى فرض وجودهم فى المجتمع وكلما أوصدنا باب قاموا بفتحه حتى الكورة لم تسلم من أفكارهم وهى اللعبة التى عشقها الجماهير وجمعت بين كل المواطنين فهى ليس لها دين أو أرض ولكنها ساحرة مستديرة تعطى لمن يعشقها ولا تعرف غير لغة واحدة هى التسديد فى المرمى .. لم يقتنع المتطرفين بذلك ولكنهم جرجرونا لمسميات دينية وهى إطلاق فريق الساجدين على الفريق القومى المصرى مما جعل بعض الأقباط يشمئزون من مشاهدة المباريات أو التعليق عليها وتساءل الجميع ما دخل الكورة فى السجود أو الشكر لله والتمادى فى الظاهرة .. نعم من حق الجميع أن يشكر الله على إعطائهم الفوز وكل شخص له مطلق الحرية فى التعبير بأى طريقة عن فرحته ولكن ما يحدث فى الملاعب المصرية هو مدبر ومخطط يمارسه جماعة "واضعى اليد" بجدارة .
** ولأن جماعة واضعى اليد قد تشمل أفراد متطرفين أو حكومات تساعد على التطرف من أجل السيطرة على منابع البترول فقد سبق وكتبت مقالا بعنوان "أمريكا الراعى الرسمى للإرهاب" ولست أقصد هنا أفراد يقيمون فى أمريكا ولكنى أقصد الحكومة الأمريكية ، فهى المحرك الرئيسي لكل الإرهاب فى العالم ولو أرادت أن تقضى على الإرهاب فى أى بقعة من العالم لفعلت ولكنها تفضل أن تثار الفتن والقلائل كما فى أفغانستان والصومال والسودان وهى تسعى جاهدة لزعزعة الإستقرار فى مصر بشتى الطرق تشاركها بعض المنظمات الإرهابية المتطرفة ومنظمة حماس الإرهابية ولكن لولا صمود الشرفاء من الشعب المصرى ضد هذه الفئة الضالة هو ما جعلها تعيش فى حجمها الطبيعى .
** لقد إتخذت أمريكا من أحداث 11 سبتمبر ذريعة لفرض عقوبات على العالم العربى وبعض دول الشرق بعد إعتراف الأبله أسامة بن لادن بمسئوليته عن تفجير برجى التجارة العالمى وإحساسه بالزهو وتناسى هذا الأبله أن تفجير البرجين حدث من داخل الإدارة الأمريكية وليس من منظمة كما توهم ، وأن طائرتين أو ثلاثة كان لا يمكن تفجير المبنى وسقوطه مثل البسكويتة إن لم يكن المبنى تم تلغيمه بالكامل بمفجرات شديدة الإنفجار وأن الطائرتين لم يكونوا سوى الشرارة التى أسقطت المبنى وأشعلت جميع المتفجرات ، ومنذ ذلك التاريخ وأمريكا تعاقب العالم كله من أجل الإستيلاء على ثروات الشعوب بزعم البحث عن الإرهابيين .
** إنها حسابات معقدة وعمل عصابات تدفع الشعوب ثمنها ، وفى النهاية هو قانون وضع اليد فهو قانون دولى لا يختلف فيه أى بند من بنوده بين المتطرفين داخل مصر وإرهاب أمريكا .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
EMAIL : ELNAHR_ELKHALED2009@YAHOO.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق