نزيف هجرة المسيحيين عن الضنية/ فادي الحاج



استوقفتني هذه القصة في الخبر او النداء الى السلطة اللبنانية في صرخة استنجاد من مسيحيين الضنية, في جريدة المستقبل تاريخ 17 تموز .2010 . سيدني استراليا. استوقفتني لأنها مبنية على واقع وعلى مشهد يتطلب التدخل السريع. هجرة المسيحيين في الضنية أفقدت المنطقة تقدمها الحضاري وجعلتها موحشة. شاءت الاقدار ان تكون منطقة الشرق الاوسط مهبطا للديانات التوحيدية الثلاث, وقد تعايش المؤمنون بهذه الديانات جنبا الى جنب محافظين على تراثهم ومقدساتهم, ولم تخل المنطقة من اتباع لاحدى الديانات الثلاث على مر التاريخ, وان كانت هناك غلبة للاسلام مقارنة باليهودية والمسيحية, والاخيرة حافظت على وجود مهم و معتبر في المنطقة خلال الالفي عام الماضية. لكن هذه المكانة مرشحة للتغيير في الالفية الثالثة. فالوجود المسيحي في المنطقة يسير الى مزيد من التناقص الحاد , وربما التلاشي في يوم من الايام اذا استمر الوضع الحالى على ما هو عليه. وقد عقد بطاركة الشرق الكاثوليك في بلدة بزمار كسروان في لبنان مؤتمرا تركز على موضوع هجرة المسيحيين من الشرق وسبل الحد منها. وراى المؤتمرون ان هذا الموضوع هو الاهم و الاخطر الذي يقض مضاجع الكنيسة ويقلقها في الوقت الحاضر. قرات كلام لم يعجبني في حق اهل قرى وبلدات الضنية . ولكن لأسف الشديد فهو موجود وانا لمست بعض من ما قرأت شخصياً في قريتي الصغيرة "القطين" الضنية. نعم أردد مع مزيد من الأسف أننا نمر بهذه الحالة الآن, ووصلنا إلى مستوى كبير من التمزّق والفرقة التي نعيشها اليوم على أرض قريتنا الحبيبة، وهذا ينطبق مع منطق الأشياء. تماماً، إذاً لدينا مشكلة كبيرة؛ نقطة ضعف رهيبة، وما لم يحدث اعتراف بوجود هذه المشكلة والعمل على حلها، فسنستمر في سيرنا نحو التشظي والفرقة والعياذ بالله. دعني أقترب أكثر من تبيان المشكلة وأسهب قليلاً في شرح مصدرها، لأن نصف الحل يكمن في تحديد المشكلة. انا تربيت وترعرت في قرية القطين "قضاء الضنية" والمؤلم في الامر أنني سمعت كلام كهذا واشياء تحصل من اشخاص يمكنك احصائهم على اصابع يدك, فيها تقليل من شأن ابنائها وقياداتها, ان ابناء قرى وبلدات الضنية من اكرم قري لبنان علي الاطلاق من حيث الضيافة والشهامة وكل شيئ . ولكن يوجد بعض المستحلين والمنتفعين من عدم قدرة الدولة او ضعف الدولة لحماية المحقوقين واسترجاع ممتلكاتهم للأسف سمعت عنها حتى في قريتي التي لطالما كانت مثالاً للتعايش الطائفي والسلم الاهلي, كان يوجد في هذه القرية عائلات مسيحية, من آل بشارة, الزحلانية, كرم, منصور, سمعان ويوجد حتى يومنا هذا كنيسة صغيرة عمرها حوالي الف سنة تقريباً. وللأسف لم يبقى منهم الا القليل, تفاجئت كثيراً ان هناك اشخاصاً بأفكارهم الهدامة التي تريد ان تقف امام كرم وشهامة ابناء قرية القطين المضياف المشهود بذلك لهم .تحصل فيها احتلال لأراضي المسيحين المهاجرين والذين يملكون السندات والملكية بحوزتهم. وارغام بعض العائلات المتبقية لدفع الخوة "مال مقابل البقاء او عدم التعرض لهم بسؤ". فلا تستغربون فهذا يحصل في معظم القرى والبلدات في منطقة الضنية.
اريد ان اطوف بكم في بقعة من بقاع الضنية الرحب في بقعة هي اعز البقاع في الضنية بالنسبة لي الا وهي قريتي التي نشأة بها و ترعرت في كنفها وتربيت بين اهلها الطيبين طيبة الارض وماحوته . وهذة القرية تدعي قرية القطين وللاسم مدلوله و سوف اذكرة لكم انفاً وهي حالياً تسمي القطين الضنية وهي تتبع لقضاء المنية-الضنية حالياً, محلية التضامن وتبعد عن طرابلس 26 كلم, مساحتها (219) هكتار, علوها عن سطح البحر 850م, تحتوي مغاور عدة اهمها مغارة الزحلان ومغارة السلطان. تسمية القطين تعود لجذر سامي مشترك ومعناها الصغير والضيف. وللاسم مدلول عند اهلها وهو جزء من تكوين النسيج الاجتماعي المسلم - المسيحي ، المترابط منذ امد بعيد ،،، وليتنا نواصل المكان موصول زمان إلفه ومحبة رسمها الكبار لتظل ابدية وخالده ،، حتي نعود أكثر منعه وقوة وفهماً ،، نتخطي بها عقبات الحاضر ونضي بها الطريق للمستقبل ،،، قرية جميلة المناظر متفرقة المنازل, تفصل بينها الأشجار المثمرة من جميع جوانبها, تمتاز بكثرة مغاورها الطبيعية. وتجاور قري كلاً من سير الضنية والحازمية وطاران.
الضنية، هو أحد أقضية محافظة الشمال الثمانية، يضم مجموعة هضاب تشرف على مدينة طرابلس من ناحية الشرق، وهي تشكل امتدادا ل جبل المكمل، أعلى الجبال اللبنانية والذي يستحوذ على أكثر ثلثي مساحة القضاء البالغة 362 كيلومترا مربعا. يحده من الشمال قضاء عكار ومن الشرق قضائي بعلبك والهرمل في محافظة البقاع ومن الجنوب قضائي زغرتا وبشري. يبلغ عدد سكان القضاء القاطنين فيه 92000 نسمة تقريبا, أي ما يعادل 2.2 % من العدد الاجمالي لسكان لبنان، يتوزعون على 60 بلدة وقرية, في 42 منها مجالس بلدية منتخبة. وتتألف التركيبة الطائفية للمنطقة من : السنة 86 % , الروم الارثودوكس 7 % , المارون 6 % , أقليات مسيحية 1 %. السفيرة، مرح السفيرة، بيت الفقس، القطين، عين التينة ،بخعون ،سير، بقرصونا، نمرين، بقاعصفرين، قرصيتا، قرحيا، دبعل، حوارة، بيت حاويك، حقل العزيمة، كفرشلان. وادي سري، جيرون، كفربنين، إيزال، حرف بيت حسنا، عزقي، بطرماز، طاران، عاصون، الحازمية، عيون السمك، المقطوعة، بريصا، سهل عين التفاحة، جرد الإجاص، مراح السراج، كفرحبو.
القرن الذي مضى شهد نزوحاً مسيحياً كثيفاً عن مناطق الضنية والمختلطة حيث يقيم المسيحيون منذ ألف عام. البعض قدر حجم النازحين 14 الف عائلة، والبعض الآخر توقع أن تكون الوتيرة أكبر في السنين المقبلة. والمسيحيون الذين كانوا يعدون تقريباً , الروم الارثودوكس 7 % , المارون 6 % , أقليات مسيحية 1 %. قبل سنوات العام (1999) تقلصوا الى النصف ، رغم ان اي احصاء رسمي لم يحصل. والذين شاهدوا قوافل النازحين بعين دامعة ، ادركوا حجم المعاناة التي يعيشونها، ومدى شعورهم بانعدام الحماية، وسط تجاهل حكومي فاضح للخوف الذي يلازمهم، ووعود رسمية لم تتحقق، وتجاهل من الحكومة اللبنانية، ولا مبالاة لبنانياً. ولكنّنا كمسلمين ومسيحيين همّنا واحد وأملنا واحد. هذا بالضرورة يعني وجوب تطبيقنا لميزان إمام المتقين وسيّد الموحدين؛ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) " اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال" و " اعرف الحق تعرف أهله". ستتوارى المسيحية من منطقة الضنية، إن تواصل النزيف على ما عليه، ، والأمر ليس رجما بالغيب، بل وقائع السّائد والإحصائيات تبينه. لذا لا بد أن يعي المسيحي المنطقة قبل المسلم هذه الفاجعة الدّاهمة. وكما جاء في البيان الختامي للإجتماع السنوي لمجلس كنائس الشرق الأوسط ليؤكد إرتفاع معدلات هجرة المسيحيين في المنطقة العربية ولاسيما لبنان جراء التمييز الديني والإساءات التي تلحق بمسيحيين القرى والبلدات وممتلكاتهم وعقيدتهم، خصوصاً المسيحيّون في الضنية وقلق الهجرة. تتعرض الضنية لنزيف بشري واجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي على جانب كبير من الخطورة: هجرة المسيحيين من منطقة الضنية التي لم تنقطع منذ أعوام عدة. انه واقع صعب ستخرج عنه آثار بعيدة على مصير منطقتنا وسيغيّر من طبيعة المنطقة ومن أسس ازدهارها وسلامها واستقرارها الداخليين إن لم يتخذ اهالي المنطقة، مسلمين ومسيحيين، على السواء قرارا بالتصدي لهذه الظاهرة.
وكما في زمن الأزمات الكبرى كالتي يعبرها العالم العربي عموما ولبنان خصوصا اليوم، لا بد من وقفة للمراجعة مع أسباب هذه الهجرة القاتلة للنسيج اللبناني. تزايد معدلات الهجرة في الضنية بين المسيحيين على أثر بعض الأزمات الدينية والإقتصادية التي يتعرضوا لها داخل مجتمعاتهم، وهو ما يهدد مستقبل تحقيق المواطنة ويبشر بتكوين مجتمعات أحادية الديانة على غرار النمط الباكستاني والخليجي مما قد يساهم في إغتيال التنوع الثقافي والفكري والعقائدي في المجتمعات العربية ولبنان تحديداً, وعلى وجه الخصوص في منطقة الضنية. جميل أن يتحدث السياسيون واهالي الضنية عن "مستقبل المسيحية في المنطقة"، وأن يظهروا مخاوفهم من نزيف الهجرة الذي يؤثر على أخوتهم. فالمنطقة التي يدين غالبيتها بالدين الإسلامي، كانت بيتاً للمسيحيين منذ نشأة المسيحية، إلا أن الأحداث التي عصفت بهذه المنطقة، قد أثرت على وجود المسيحيين، فأمسوا أقلية عددية ، رغم أن حضورهم ما زال فاعلا في كافة الميادين.

البعض من اهالي الضنية يرى أن الهجرة لم تعد حلماً, قاصراً على المسيحيين فحسب وإنما مختلف أفراد المنطقة ككل وخاصة بعد توالى النكبات والأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في المجتمع، أن الأزمات الدينية التي تواجه المسيحيين يقابها أزمات إقتصادية طاحنة وإنعدام تكافؤ فرص وغياب للعدالة الإجتماعية يعاني منها المسلمين، وبالتالي فهناك حلم كبير للهجرة والسفر خارج البلاد لتحقيق الإستقرار المادي والإجتماعي. بينما يؤكد البعض الأخر من مسيحيين المنطقة أن التضييق الواقع على المسيحيين ودفعهم للهجرة، هو مخطط مدروس من الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والحكم الديني في لبنان، مؤكدين أن تلك الجماعات يساعدها ويعاونها على تنفيذ مخططها بعض العناصر المتطرفة داخل الوزارات والهيئات الحكومية، مما قد يضفي جواً طائفياً خانقاً على المجتمع يشجع المسيحيين على طلب الهجرة والحياة خارج المنطقة خوفاً من التمييز والإضطهاد الديني او سعياً في إيجاد بيئة إجتماعية وثقافية أكثر إتساعاً وحرية. أما في المقلب المسيحي من قرى الضنية، فأقل ما يقال إن المشهد معاناة بأمتياز في القرى الثلاث او قرى الضنية المارونية اي عيمار، كهف الملول وكرم المهر، فيما لسان حال الاهالي يردد المطالب المزمنة التي تحتاجها هذه القرى التي تتكبد عناء كبيراً للحصول على اخراجات قيد او تخليص معاملات ادارية كون لا طريق تربطها بمركز القضاء في الضنية الا عبر المرور في قضاء زغرتا. كما لم تنفع كل المطالبات بنقل نفوس الاهالي الى القضاء الأقرب إليهم. بينما يحذر الحريصيين من اهالي المنطقة على التعايش الطائفي السلمي من خطوة تزايد أعداد المسيحيين المهاجرين من الضنية، وذلك لما ينتج عنه تنامي للتيارات الدينية المتشددة، وزيادة منسوب التعصب والتطرف في المجتمع، أن ذلك لا ينصب في مصلحة اهالي منطقة الضنية عموماً والمسيحيين خصوصاً، ولا سيما في ظل المطالبة بتحقيق المواطنة والمساواة والعدالة بين جميع أفراد اهالي المنطقة بغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية. إن قضية تزايد معدلات الهجرة بين المسيحيين يصعب حسمها في ظل عدم وجود أرقام دقيقة او جهات رسمية تصدر تلك البيانات والإحصاءات، بينما من السهل أن نجزم بزيادة الطلب على الهجرة من مختلف الديانات وخاصة بعد تدهور الأوضاع وغلاء الأسعار والإستهتار بحياة البشر...تلك المشاهد التي تتجلى في أوج صورها داخل المجتمع اللبناني.

"إن الحضور المسيحي في الشرق شهادة ورسالة"، "ليست هجرة المسيحيين ظاهرة حديثة، انه واقع عرفه الشرق منذ القديم وعلى مدى القرون. وليست الهجرة التي يعانيها شعبنا منحصرة في المسيحيين وحدهم، بل هي ظاهرة طبيعية لدى جميع الشعوب. غير أن الرغبة في الهجرة لدى مسيحيي الشرق هي أقوى نسبة لغيرهم من الشعوب بسبب شعورهم كأنهم غرباء وهم في أوطانهم. وهذا الشعور هو نتيجة إحساس المسيحيين بانتقاص في انتمائهم الوطني في عرف بعض الدول العربية، وأيضاً بسبب نظرة دونية لهم من بعض المتزمتين، ومعاملتهم كأهل ذمة، وبسبب التشكيك في انتمائهم العربي واتهامهم الباطل بالتعامل مع الأجنبي. زد على ذلك الاعتداءات المتكررة والمبرمجة على المسيحيين وكنائسهم ومصالحهم، وافتعال الفتن لاستدراجهم الى المواجهة القسرية مع اخوانهم المسلمين او لدفعهم الى الهجرة. ويتلاقى هذا الشعور بالغربة في الوطن مع التسهيلات للهجرة من قبل الدول الغربية. هذه الاسباب وتفاقمها في الآونة الاخيرة تدفعنا، مواطنين وحكومات، الى العمل الجدي لوقف هذا النزف البشري. فهجرة الشباب والمفكرين والمثقفين والمتمولين تنعكس سلبا على المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا. ان تضاؤل المسيحيين في الشرق او انحسار دورهم هو خسارة للحضارة المسيحية في العالم عموما وفي الشرق العربي خصوصا . كما ان احياء الحضور المسيحي الفاعل وتعزيز دور المسيحيين في حياة المنطقة يغني الاوطان في كل المجالات، لقد شكَّل المسيحيون إحدى ركائز البناء في المنطقة القديم والحديث على السواء. ففي فجر الإسلام كانوا ركناً ثقافياً وسياسياً وعسكرياً من الدولة العربية التي توسعت شرقا حتى بلاد السند وغرباً حتى إسبانيا وكانوا أحد عناصر القوة الدافعة التي حملت الإسلام إلى خارج جزيرة العرب وبلاد الشام والتي شكلت أحد العناصر الحاسمة في توسع هذه الدولة ونموّها وسيادتها على معظم العالم القديم.

في عصر النهضة الممتد طوال القرنين التاسع عشر والعشرين لم يغب العرب المسيحيون عن دورهم في إعادة إحياء معالم العروبة ومضمونها الحضاري الجامع والمنفتح على الحضارات الأخرى الناهضة في مرحلة التراجع العربي. شكلوا حلقة وصل واتصال، وعمقاً ثقافياً أصيلاً في العروبة ومتقدما في العصرنة والحداثة. كان العرب المسيحيون ولا يزالون نتيجة لثقافتهم المتنوعة المناهل، يخلقون تحدياً مستمراً في الثقافة والفكر، وهجرتهم تلغي هذا المعنى باعتباره تنوعا غنيا وتسلخ فئة كبرى عن أصولها العرقية والثقافية الأصيلة. عندما نتحدث عن وجود المسيحيين في العالم العربي نعني بقاءهم فيه. فهم من عناصر التكوين الأولى التي يمنع بقاؤها قيام بيئة تفترش التعصب والتطرف وبالتالي العنف المؤدي إلى كوارث تاريخية. بقاؤهم هو الرد بالفعل لا بالقول على مقولة إسرائيل في دولة الدين الواحد، والعرق الصافي، والشعب المختار. وكسر لأسس الفكر الصهيوني في نتائجه المعروفة والقائمة على الحديد والنار والدماء والدموع. والأهم من ذلك كله على فكرة إلغاء الآخر. بقاؤهم ترسيخ للدولة العصرية المتعددة العنصر والمتنوعة في وحدتها ونفي قاطع لعنصرية الدولة. بقاؤهم قوة لقضايا العرب في اتصالهم مع الغرب المسيحي اجتماعياً، ثقافياً واقتصادياً. أما هجرتهم فقوة معاكسة وعرضة لاستغلال بيئة تضيِّق مناخات الحوار والتواصل. بقاؤهم خيار عربي باعتماد الديموقراطية وانتهاجها في الاحتكام إلى الإنسان والمواطن والعقل والحق والحرية والإبداع وتاليا انه ميل مؤكد لاغناء النسيج الاجتماعي العربي والدولة العربية العصرية، وهو خيار حاسم بتدمير منطق الحروب الأهلية كما حدث في لبنان في الأعوام 1840 و1860 و1975 . وكما هو حاصل في السودان وكما يُخشى أن يحصل في مصر.

بقاؤهم، أخيراً وليس آخراً، هو منع لاستنزاف قسم مهم من الطاقات العلمية الثقافية والفكرية الخلاقة في العالم العربي، وهو أيضاً حرص أكيد على عناصر قوة اقتصادية في التجارة والصناعة والمال والتخصص المهني. باختصار، إن هجرة العرب المسيحيين في حال استمرارها هو ضربة عميقة توجه إلى صميم مستقبلنا.

مهمتنا العاجلة منع هذه الهجرة، ترسيخ بقاء هذه الفئة العربية في شرقنا الواحد، والتطلع إلى هجرة معاكسة إذا أمكن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق