ولنا في المسيحية رأي .../ نافزعلوان

أما المسيحيون العرب فهم عرب أكثر من العرب أنفسهم وكانت الغساسنة تدين بالمسيحية وعدد من كبار قبائل العرب، وكيف ننسي الأنصار في المدينة المنورة الذين جعلوا من ديارهم ( دار لجوء ) للإسلام بعد إظطهاده وطرده من مكة والتسمية الأصلية جائت لأن كان بينهم أغلبية نصرانية وليس كما هو شائع أن كلمة الأنصار جئت لأنهم ( نصروا ) النبي محمد (ص)، وما يحدث اليوم من فتنة بين المسلمين والمسيحيين ما هو إلا نتاج الجهل والتعصب الديني الأعمي والذي هو للأسف نتيجة إهمالنا لتاريخنا المشترك مع المسيحية والمسيحيين ولو نظرتم إلي المنظر الذي يتم نصبه في عيد ميلاد السيد المسيح لوجدتم الراعي العربي وغنماته الثلاث اللآتي أطمعت السيدة البتول مريم عليها السلام من حليب هذه الغنمات الثلاث المسيح عليه السلام وأما يوسف الذي تزوج فيما بعد من السيدة مريم عليها السلام وقام بتربية المسيح عليه السلام في داره مع وبين إخوانه أبناء السيدة مريم عليها السلام من زوجها يوسف بعد زواجها من يوسف وهو غير يوسف النبي عليه السلام حتي خرج المسيح عليه السلام ينشر دعوته إلي الله وهو في سن الحادية والعشرين وكان تكتم يوسف زوج مريم وحرصه علي عيسي عليه السلام أن لا يصيبه أذي هو السبب والسر في أن تاريخ حياة المسيح عليه السلام يخلوا من أي ذكر لحياته في طفولته فيما عدي الحادثة التي ذكرها بعض الرسل من تلاميذ المسيح عن دخوله إلي المعبد وهو إبن الثانية عشر فوجد اليهود يتاجرون ويبيعون ويشترون بداخل المعبد فقام بتحطيم محتوياته وهو في تلك السن الصغيرة وفي ما عدا ذلك لا وجود في كل كتب المسيحية أي سرد وتأريخ لما كانت عليه حياته وهو طفل صغير وحتي خروجه برسالته في سن الحادية والعشرين ، ويوسف المشار إليه هو من فرع إسماعيل وهو إبن عم السيدة مريم وهي أيضاً من فرع إسماعيل عليه السلام وبما أن المسيح عليه السلام هو معجزة ألاهية فكان عدم الجواز ضمه إلي هذا الفرع أو ذاك من أبناء إبراهيم عليه السلام، فهو لم يخلق من ( نطفة فعلقة فصار إنساناً ) وإنما هو كلمة الله التي قال فيها سبحانه ( كن فيكون ) قال المولي عز وجل في رحم مريم فكان عيسي عليه السلام نبي الله ومعجزته العظمي علي الأرض بعد القرآن الكريم.

وعودة إلي ما يثار حول الفتنة الطائفية ونتائجها المدمرة للإسلام والمسيحية، فإن فكرة الفتنة الطائفية هي وللأسف من نتاج ما يسمي بالمتجددون المسيحيون و الفئة الإسلامية التي خرجت في أوائل القرن التاسع عشر والتي دعت إلي فكرة تخوين الديانات الأخري في مخالفة صريحة لما نزل في القرآن الكريم والكتاب المقدس وكما تلاحظون تشابه الشر في فكرته وتوجهاته رغم إختلاف الدين الذي ينبع منه فسبحان الله الذي صان الدين المسيحي والدين الإسلامي من الفتن لو تمسكنا بتعاليم الدين السليم من وصاية صريحة بالإحسان إلي أهل الكتاب وأكثر من مائة حديث صحيح عن رسول الله (ص) يوصي بهم وبكنائسهم وبأموالهم وأعراضهم وإن عمينا وكفرنا بكل ذلك فكيف ننسي وقوف الكنائس العربية في كل صفحات التاريخ وخلال حقبات الإستعمار التي طالت ويلاتها المسيحيون أنفسهم ولم تشفع لهم مسيحيتهم المماثلة لمسيحية المستعمر أن تكون أحوالهم أفضل من أحوال إخوانهم المسلمين وذلك بسبب وحدتهم وتلاحمهم مع أبناء أوطانهم المحتلة والمستعمرة.

وما لنا عندما نتحدث عن الأخوة المسيحيين نتجاهل عظمة وبسالة كفاح ونظال قساوسة وأساقفة القدس، نظال تحسب وأنت شاهد عليه أن كل ذلك في سبيل كنائسهم وإذا به في سبيل مقدسات المسلمين!!

لحظات من الأنانية تتفجر عنها كوارث وهنا يجب أن يمسك العقلاء من مشائخ الإسلام وأساقفة المسيحية وأن ينبذوا كل من يؤجج نيران الطائفية في دولنا العربية، ظاهرة شاذة علي مجتمعاتنا العربية أخرجها إلي السطح أعداء الأمة المسيحية والإسلامية.

يجب أن نحتضن بعضنا البعض في دولنا العربية ومن هذا المقال أدعوا كافة الدول العربية أن نحتضن أبناء الطائفة اليهودية بالذات وتشجيعهم علي العودة إلي اوطانهم الأصلية لأنهم في ( غربتهم ) في دولة إسرائيل غير سعداء ويعانون أشد المعاناة ربما لا يعترفون بذلك خشية من ( الشماتة ) بهم أو ربما لخوفهم من عدم إحتوائهم بيننا مرة أخري تخوفاً من نعرات الخيانة التي ستنطلق نحوهم في حالة عودتهم إلي أوطانهم. يجب أن ننموا بفكرنا ومجتمعاتنا لكي تستوعب كل طوائفها وطبقاتها ويجب علينا أن نعمل علي عودة الإمبراطورية العربية، أم تراكم كنتم تحسبون أن الإمبراطوريات العربية كانت وقامت بسواعد المسلمين فقط ?

 - لوس أنجليس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق