قام مجهولون، اليوم الأحد 1-8-2010، بقرصنة موقع "اليوم السابع" الإخباري التابع لصحيفة أسبوعية مستقلة تصدر من القاهرة وتحمل الاسم نفسه بعد إعلانها نشر كتاب بعنوان "محاكمة النبي محمد" لكاتب مصري بالإضافة إلى عناوين اعتبرها علماء دين صادمة وتعدياً على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان مجلس إدارة الصحيفة أعلن يوم الجمعة الماضي وقف نشر الكتاب استجابة للرأي العام الغاضب، ومعلناً أنها لن تنشره مستقبلاً إلا في حالة موافقة المجمع العام للبحوث الإسلامية الذي يمثل أعلى هيئة فقهية في الأزهر والمختص بمراقبة الكتب ذات الشأن الديني، واشترط أيضاً أن يغير المؤلف عنوان كتابه.
وأصدرت "جبهة علماء الأزهر" أمس السبت بياناً شديد اللهجة بعنوان "براءة من الله ورسوله إلى صحيفة اليوم السابع – الأسود على رؤوس أصحابه (لقد جئتم شيئاً إدًّا)"، وصفت فيه إعلان الصحيفة عن هذه الرواية بـ"الكفر البشع الذي ارتكبته في حق خير الخلق صلى الله عليه وسلم".
وأضاف البيان أن "الصحيفة التي وجدت رواجها من أموال الأمة استقبلت شهر رمضان بتلك الإهانة للأمة بتجبرها وتوقحها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقولها فيه ما قالت وما نقلت. وأكد أن مثل تلك الجريمة، التي تفوق في بشاعتها ووقاحتها كل جرائم الاعتداء على الدماء والأموال والأعراض المصونة، لا يناسبها موقف اعتذاري مشبوه، ولا إجراء إداري من داخل الصحيفة أو خارجها، فلولا محمد صلى الله عليه وسلم لما بقيت قيمة لشيء ولا عرفت حرمة لحق".
وطالب البيان "جميع العاملين بالصحيفة أن يحددوا موقفهم بطريقة علنية من تلك الجرائم البشعة، مطالبين بكشف أمر المتواطئين وفضح خبيئتهم ولو بالإعلان عنهم في قائمة سوداء تسجل فيها أسماء المتورطين في جريمة التستر على الاعتداء على حرمة رسول الله". كما رفع المحامي نبيه الوحش الوحش دعوى قضائية لإلغاء ترخيص الصحيفة ووقفها عن الصدور.
ومن جانبه أكد رئيس تحرير صحيفة وموقع "اليوم السابع" خالد صلاح لـ"العربية.نت" أنه سيتم إصلاح الموقع وإعادة بثه في فترة أقصاها ساعة على الأكثر (وهو ما حدث بالفعل)، مشيراً إلى أن إدارة الموقع أخطرت السلطات الأمنية المعنية للقيام بالتحقيق في تلك الجريمة، واصفاً هؤلاء القراصنة المجهولين بالتطرف المبالغ فيه.
وأكد "أنه شخصياً لديه اعتراض كبير على اسم الكتاب لدرجة رفضه نهائياً، وأن مقاله الجديد الذي لم ينشر بسبب القرصنة كان يحمل هذا المضمون"، مشيراً إلى أن "عنوان الكتاب هو أسوأ ما فيه، أما مضمونه فممتاز"، على حد قوله، مضيفاً أنه "قرأ الكتاب بالكامل وبالتأكيد لا يجرؤ على نشر أي مضمون فيه إساءة لرسول الله أو أي نبي من الأنبياء".
وأضاف صلاح: "لقد نشرنا يوم الجمعة إعلاناً يفيد بأن الموقع لن ينشر الكتاب إلا بعد إجازته من مجمع البحوث الإسلامية، إلا أن المتطرفين لم يلتفتوا إلى ذلك". ونفى تلقي صحيفته تمويلاً من أي جهات قبطية، وذلك رداً على اتهامات وجهت لها بأن مموليها من الأقباط. وقال: "كفانا فتنة طائفية فلا علاقة للأقباط إطلاقاً بما يحدث، متهماً من يرددون ذلك بالعملاء المتطرفين البالغين أقصى درجات الحمق والتطرف".
وكانت صحيفة "اليوم السابع" لقيت هجوماً عنيفاً واتهامات بالتكفير عقب إعلانها عن نشر كتاب للكاتب أنيس الدغيدي تحت عنوان "محاكمة النبي محمد" على حلقات متضمناً عناوين مثيرة وغريبة منها (الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء)، و(لماذا يجاهد أعداءه بالسيف قتلاً وسبياً ويستحل الغنائم). وهما العنوانان اللذان تسببا في موجة غضب عارمة".
البدري: الكتاب يحمل روايات مبتورة
واعتبر الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري في تصريحات لـ"العربية.نت" أن الكتاب يحمل روايات مبتورة، قائلاً إنه انتشرت في الآونة الأخيرة كتابات دسها البعض بحجة "الدفاع عن النبي" وهم أبعد ما يكونوا عن هذا الهدف، مشيراً إلى "أن رسول الله محمد ليس بحاجة إلى دفاع هؤلاء ممكن يكتبون الروايات الخاوية من وحي خيالهم المريض افتراء على رسول الله وعلى سيرته العطرة"، ومؤكداً "أن سيرة النبي تحمل من المكارم والفضائل والأخلاق ما يستحق عمل 1000 كتاب وكتاب".
وتساءل البدري: مَنْ سمح لأنيس أو لغيره بالدفاع عن الرسول. إنه يفتري عليه افتراءات لا تليق، والإسلام سيخيب ظن من يدسون السم في العسل وسيفضحهم الله وسيخيب رجاءهم مثلما فعل بكثيرين ولن تفلح المحاولات التشكيكية التي يقودها الغرب في النيل من رسول الله ولا من الإسلام".
وقال "إن مضمون كتاب الدغيدي هراء لا يرقى لأن يكون دفاعاً عن الإسلام"، مستنكراً "أمثال هؤلاء المؤلفين الذين لا يجرؤون على كتابة كتاب يحمل عنوان محاكمة أي من المسؤولين الحاليين".
كما وجّه البدري نداءً إلى الأزهر مطالباً بضرورة التصدي لتلك الكتب من خلال إخضاعها للأزهر رقابياً وتصعيد قانون "ضبطية النشر".
في حين اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور عبدالغفار هلال أن "عنوان الكتاب مستفز ولا يليق بالحديث عن موحد البشرية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم".
وقال لـ"العربية.نت": الإسلام يدعونا الى احترام كل الرسل والحفاظ على سيرتهم، أما أن يتجرأ كاتب ويتطاول على رسول الله ويصدر كتاباً لمحاكمته فلابد أن تكون معه وقفة واضحة حتى لا يتجرأ غيره على ذلك مرة أخرى".
وتابع الدكتور هلال: كيف يكون عنوان فصل في كتاب "الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء" فهل يتحدث الكاتب عن فيلم أجنبي؟! إنه يتحدث عن رسول ولكنه جاهل بسيرته ولا يعرف عنه شيئاً ويبحث فقط عن الشهرة الإعلامية، وهذا مرض أصبح منتشراً في الفترة الأخيرة لدى الكثيرين اسمه "هوس الشهرة"، منتقداً من يريدون الشهرة على حساب سير الرسول والأنبياء أو من خلال كتابة كتب من وحي الشياطين".
وختم بقوله: "أي عاقل متدبر سوف يرفض هذا التطاول، ولكن الجهل بأمور الإسلام خلق مجموعة من الموتورين الذين يريدون السير مع الموجة لتحقيق مكاسب شخصية".
يُذكر أن أنيس الدغيدي تخرج في معهد السينما قسم إخراج، لكنه اتجه إلى الكتابة، وحاولت "العربية.نت" الاتصال به إلا أنه لم يتيسر ذلك بسبب إغلاقه لهاتفه المحمول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق