** أخطر من الإرهاب .. تمجيده وترويجه والدعاية له ، وتقديم الإرهابيين على أنهم رسل وزعماء النضال للوقوف فى وجه الشياطين .
** لقد قدم وحيد حامد فى المسلسل إنجازات الجماعة ، والتباهى بقدرتها على الحياة أكثر من ثمانين عاما وإحتمال البلاء نيابة عن أهل الوطن ، وهو ما أجبر كل من يشاهد المسلسل أن ينحاز لا شعورياً إلى جانب "فضيلة المرشد حسن البنا" بينما يؤكد وحيد حامد أنه يكتب الحقيقة ولا شئ سوى الحقيقة !!! .
** أكثر من نصف حلقات المسلسل تم عرضها تلميع وتحسين صورة "الجماعة" ومرشد الجماعة رغم صراع المؤلف "وحيد حامد" مع الإرهاب الذى دام سنين عديدة ، فيبدو أنه قرر أن يحمل كفنه بين يديه ليقدمه "للجماعة" ربما تكفيرا عن أعماله الدرامية وكتاباته العديدة ضد هذا المفكر الظلامى للعفو عن إهدار دمه .
** لقد قدم المسلسل تاريخ الجماعة بشكل لا يحلم به الإخوان أنفسهم .. قدم المسلسل شخصية "حسن البنا" أسطورية يملك موهبة الخطابة والإقناع والتأثير وجذب العامة إلى خطابه بإعتباره أحد فرسان المقاومة ورموزها مثل الزعيم "سعد زغلول أو أحمد عرابى أو مصطفى كامل" وهو يغزو القرى والمدن والنجوع لنشر دعوة الإخوان المسلمين وإعلان المبايعة للمرشد بينما يهرول أتباعه خلفه كالمسحورين بشخصيته يرددون "الله أكبر ولله الحمد" .
** قدم المسلسل "المرشد العام" كرجل الكاوبوى الأمريكانى أو شخص "السوبر مان" أو "زعيم النينجا" أو "عتريس إبن الدهاشنة" الذى صفق له البعض ، وهو الدور الذى أجاده العملاق محمود مرسى ، حتى عندما ذهب إلى أحد تجار السلاح على طريقة زعماء بعض العصابات إكتسب تعاطف المشاهدين فلم يكن السلاح الذى يبغى شرائه إلا للدفاع عن الإسلام والمسلمين .
** عندما نشبت الصراعات بين أفراد الجماعة وبعض الطلبة داخل الجامعات ، تغلب طلبة الإخوان على معارضيهم وهو ما أظهر سعادة المرشد وأثنى عليهم لأنه تم تدريبهم على فنون القتال وألعاب الكاراتيه .
** فى أحد زيارات "المرشد العام" للإخوان وفتوحاته النضاليه لبعض القرى والنجوع قام بزيارة مديرية طنطا حيث رحب به كبار شيوخ المديرية وتجار البلد واصفا الشيخ "بهى" هذه الزيارة الميمونة بمن زارته الملائكة فى بيته بينما أتباعه يرددون فى كل لحظة "الله أكبر ولله الحمد" ليظهر تعاطف الناس مع هذه الشخصية ... عندما هتف الإخوان للملك ضد "النحاس باشا" شعرنا بالتعاطف مع الإخوان ضد النحاس !!! ، والخلاصة أنه من المؤكد أن المسلسل أعاد إسم الجماعة للشارع المصرى مرة أخرى للظهور الإعلامى والترويج لهم بل والتعاطف معهم والتأكد على وجودهم القوى فى الساحة السياسية ، وكانت النتيجة أن نشرت إحدى الصحف القومية خبر بالبنط العريض بعنوان "مشيرة خطاب مبهورة بـ "الجماعة" وبديع يعتبره "إنتصارا للدعوة" ، وقالت مشيرة خلال حفل الإفطار أن أجمل ما فى المسلسل أنه يجعلك تحتار من موقف الموؤلف تجاه "حسن البنا" بين التأييد والمعارضه .
** أما مرشد الجماعة "د.محمد بديع" فقد إعتبر أن المسلسل إنتصارا للدعوة لأنه سيجعل أفراد الشعب الذين لم يلتقوا الإخوان فى لهفة للبحث عن حقيقتهم ... أما ما يزيد الأمر سخرية هو إستخدام الدولة لفظ "المحظورة" هذا اللقب الذى يستخدم عمال على بطال فى الصحف والإعلام الرسمى معتقدين أن ذلك سيؤدى إلى صرف الناس عن فكر "الجماعة" ولكن للأسف هو يأتى بنتيجة عكسية فى مناخ تتنامى فيه الفوضى والغلاء وإصرار الناس على معاندة الحكومة ونظام الحكم الذى يكرهونه ، وبعد كل هذا الجدل والعرض الشيق والممتع "لجماعة الإخوان المسلمين" نتساءل ما الهدف ولمصلحة من إعادة تخريب وتضليل عقول الناس ؟!! ... يقول المؤلف لم أقصد إلا الحقيقة !! ، أين هذه الحقيقة وقد تناسى التاريخ الأسود للجماعة الملطخ بدماء الأبرياء والأقباط ...
** لقد قدم المسلسل "المرشد العام" وأتباعه يقبلون يديه رغم عدم حصوله على رتبة دينية من الأزهر بل ولم يتخرج من مدارس الأزهر وهو ما دعاه إلى إختيار أتباعه من محدودى الأفق والفكر ويتعاملون معه بعد إعلان المبايعة كأحد الأنبياء المرسلون بل ويتصارعون لإرضائه ، وبدأ أتباعه فى إزدياد فقام بتدريبهم فى معسكرات على فنون القتال وألعاب الكاراتيه لإستغلالهم فى إرهاب خصومه والمعارضين له .
** لقد أصابنا وحيد حامد بالصدمة على ما يقدمه فى بعض مقاطع المسلسل من خلال هذا الجهاز الخطير لخدمة هذا التيار وهو ما جعلنا نتساءل هل أصبح الإعلام علينا وليس لنا .. ضدنا وليس معنا ، هل هو الخطر القادم والقنبلة الموقوتة التى ستنفجر فى وجوهنا جميعنا من حين لأخر ؟!! .
** لم يكن ما قدمه "وحيد حامد" سوى منظومة لتحسين صورة الجماعة خلال العرض الدرامى للمسلسل وهى المنظومة التى سيطرت على معظم القنوات التليفزيونية لتتأمر على الوطن والأقباط بنجاح منقطع النظير دون مراعاة للمواطنة أو دون تأديب أو تهذيب والأخطر لجوء بعض البرامج إلى تقسيم البرنامج إلى فريقين يتصارعون كلا يطعن فى الأخر "فريق المسلمين" و "فريق الأقباط" ، وكلما إشتدت سخونة الحوار بدأت السعادة تعلو على وجه مقدم البرنامج فلا شئ يهم سوى الترويج للبرنامج لكسب مزيدا من الإعلانات فهل نحن فى حاجة إلى مزيد من أصابع الديناميت الذى يهدد أمن وسلامة الوطن ، هذا بجانب عدم وجود مساحة كافية فى الإعلام للأقباط وهو ما جعل الأقباط يتعطشون للإحساس لوجودهم على شاشة تليفزيون وطنهم الذى سيطر عليه الفكر الوهابى والشيعة بأموالهم .
** أصابنا المسلسل بالصدمة فلم يقدم الصورة الحقيقية لإرهاب وتخلف ودموية الجماعة والتى أصابت الوطن بأفكار وفتاوى وأحداث بشعة يندى لها الجبين .
** هذه الفتاوى التى أطلقتها الجماعة والمبشرون بالإسلام مثل "الثعبان الأقرع" و"أهوال جهنم وعذاب القبر" و "إن جناح الذباب الأيسر حينما يسقط فى الوعاء حرام" , و "إن دخول المرحاض بالقدم اليمنى حرام" ، ناهيك عن فتاوى "التبرك ببول الرسول وإرضاع الكبير وفتاوى إباحة الجنس وزواج المتعة "المسيار"" .
** لقد تناسى المؤلف الرائع للدراما المصرية الجرائم البشعة للجماعة والشذوذ للبعض ، الفكر الذى أبعدهم عن الإسلام الوسطى الداعى للحب والتسامح ، لم يختلف إسلام الجماعة التى يتزعمها "حسن البنا" عن إٍسلام الجماعة التى يتزعمها "سالم الفرماوى" ، فجماعة حسن البنا محظورة بقوة القانون وجماعة الفرماوى "شاذة" ...
** أما عن فكر هذه الجماعة فهم حرموا الحكومة والعمل فيها والتجنيد والتعليم فى مدارسها وأحلوا تناول القطط والكلاب كطعام مباح ، وعن طريق نشر دعوته سافر الفرماوى لأكثر من مدينة فى مصر مثل الشرقية والدقهلية وبعض مدن الصعيد ليدعو لفكر جماعته الجديدة وكانت خطب الفرماوى فى المساجد تدور حول ثواب الجنة وما سوف يشاهدونه فى الجنة من حور العين ومعجزات لا تخطر على بال بشر وكانت صلواته تتسم بالتطويل الدائم والبكاء الشديد أثناء الصلاة وفى هذا الجو الأسطورى كان يجند أتباعه ويزيد إلتصاقهم به .
** أما عن تحليل ذبح القطط والكلاب والحمير فقد حلل الفرماوى فى أحد خطبه أكلها وإستند إلى ذلك بالفقر الشديد ومادامت القطط والكلاب متوفرة دون دفع أموال للحصول عليها فهو محلل ذبحها وإستند فى ذلك على ما قام به عمر بن الخطاب فى عام الجماعة بذبح الخيول والحمير لإطعام المسلمين ، وقام الفرماوى بالفعل بذبح كلبين وقطة أمام أفراد جماعته على طريقة الشريعة الإسلامية وقام بطبخها وتوزيعها عليهم وبدأ هو فى تناول الطعام وتبعه بقية الأفراد وهم فى غاية السعادة ولكى يميز الفرماوى أفراد جماعته أمرهم بإرتداء الجلباب الأخضر لأنه ملبس أهل الجنة ، وبعد وفاة "سالم الفرماوى" تولى زوج إبنته قيادة الجماعة حتى تم القبض عليهم فى القضية رقم 382 لسنة 2000 حصر أمن دولة عليا ..
** قال وحيد حامد .. "العاجز عن الفهم هو الذى يعتقد أن جماعات الإرهاب هو مجموعات الشباب الشاردين فى الجبال والوديان والمزارع وفى أيديهم الرشاشات والبنادق الألية ، هؤلاء مجرد جيش صغير مدرب بتنفيذ الأوامر بحذافيرها وكما يتلقاها .. لقد تم مسح عقولهم تماما فهناك من وعدهم بالجنة" ويواصل وحيد حامد : "أن بدورى كمواطن مصرى مسلم أسأل أصحاب العقول الواعية المستنيرة فى مبنى التليفزيون وأسأل شيوخنا الأفاضل ما هو التنطع فى الدين ؟!! ، ولا سيما أننا نعيش فى مجتمع شاعت فى دروبه الكثير من الأفكار الباطلة التى بثتها وروجتها فصائل الإرهاب والتطرف ، نحن فى زمن البدع والأدعياء حيث تحاصرنا شرائط الكاسيت التى تحمل الأفكار السوداء الضالة والمضللة ، وتنشر كتائب يطلقون عليها كتائب الدعوة تروج وتدعو إلى الإسلام فى الظاهر أما الباطن فمسألة أخرى" .
** إنها بعض كلمات المؤلف وحيد حامد عن الإرهاب ، بل لقد هاجم التطرف والإرهاب فى معظم أعماله الدرامية مثل مسلسل العائلة وفيلم طيور الظلام ، ولكنه عاد ليقول أن الهجوم كان ضد الجماعات الإرهابية حيث كانت الدولة تعيش أيام حالكة السواد ولكن الأمر مختلف مع الإخوان لأن الإخوان هم الجماعة الدينية الوحيدة الباقية على الساحة ، ورغم ما كتبه وحيد حامد عن الجماعات الإرهابية إلا أننى أرى أنه ليس ثمة فرق بين التطرف والجماعات الإرهابية وبين الأخوان المسلمين فجميعهم عملة واحدة لوجه قبيح ... ألم يكونوا كل من أصدر فتاوى القتل والإرهاب من الإخوان .؟!! .
** لماذا رفض وحيد حامد عرض ما فعلته "جماعة التكفير الجديدة" والذى حققت معهم المحاكم بسبب إعتناقهم أفكار شاذة بعيدة عن الإسلام الحقيقى !! ، لقد أباح أمير الجماعة الجمع بين الشقيقتان على سرير واحد بحجة زواج المتعة .. أباح أمير الجماعة معاشرة جميع نساء الجماعة .. أباحوا سرقة المساجد وصناديق النذور والنجف والشقق والمحلات لأنها غير تابعة للجماعة ... تكليف عضوات بالجماعة بخطف الإناث وإستقطابهن للأمير لإغتصابهن ومعاشرتهن جنسيا .. أباحوا الزواج بدون عقود بحجة أن الحكومة كافرة وتم القبض عليهم فى القضية رقم 1150 لسنة 1999 حصر أمن دولة عليا .
** لماذا أغمض الرائع وحيد حامد العين عن عرض أحداث تفجيرات البنوك التى إتهم فيها أكثر من 30 طالبا فى كلية دار العلوم وهم من أعضاء الجماعة الإٍسلامية ، وقد وجهت لهم النيابة إتهامات بالإشتراك فى عمليات إرهابية مسلحة لتفجير البنوك والمنشأت الإقتصادية وإغتيال ضباط الشرطة وحيازة متفجرات وأسلحة نارية بدلا من الكتب الدراسية .
** لماذا لم يفضح وحيد حامد فكر الإخوان المتطرف فهم يرفضون الدستور كمراجعيه .. لا يعترفون إلا بالنص الإخوانى لتحويل الدولة إلى دولة قائمة على الفتاوى .. يقولون "إن القرأن دستورنا" .. أصدروا كتابات عديدة عن تكفير المجتمع ، وجعلوا العالم كله "دار حرب وجهاد" لا يؤمنون بالأخر ولا بالدولة المدنية ولا بدولة مصر وحكومتها !! الإنتماء فقط للدين وللمرشد !! .
** لقد تمكنوا بإقتدار فى جر المجتمع للحروب الطائفية .. كفروا تاريخ الأجداد الفراعنة وسحقوا كل من يفتح فمه بأمجاد تاريخ مصر القديمة .. إنهم الجماعة أو الإخوان يمارسون حياتهم بكل حرية فى ظل حكومة مغيبة هشة لا تملك قرار القضاء على هذه الأفات بل تستخدم الإخوان كورقة ضغط على الأقباط فى الداخل والحكومات الغربية فى الخارج لإظهارهم البديل عنها .... لقد تمكنوا من نشر شرورهم حتى إستطاعوا فصل الدولة وباتت على شفا حفرة من الحرب الإرهابية .. تحولوا كالسرطان الذى توغل القرى والنجوع فى كل أرجاء المحروسة .. دمروا الدين واللغة والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا والموروث الحضارى ... إلخ ، وهذا يعنى أن الدين وحده لا يصنع الهوية فإذا طرحت سؤالا لأحد شباب الإخوان " من نحن ؟!! " الرد على الفور "نحن مسلمون" بينما الإجابة الصحيحة "نحن مصريون" .
** نعم لقد لمّع وحيد حامد الإخوان فى مسلسل الجماعة وتناسى ما قاله مرشدهم " طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر ويحكمنى ماليزى مسلم المهم أنه مسلم" ... هل تناسى المؤلف العظيم ما فعلته الجماعات الإسلامية لأكثر من نصف قرن لا يزالون يتمسكون بتاريخهم الدموى ولن يعتذروا عما إقترفت أيديهم من جرائم ، وكما قال المرشد الحالى للإخوان " إن المسلسل هو إنتصاراً للدعوة" ، وليس لنا إلا أن نقول "لك الله ياشعب مصر" ..
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق