أفتونا: مسالمون أم محاربون؟/ ممدوح أحمد فؤاد حسين


فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر
فضيلة مفتي الديار المصرية
فضيلة رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب
أصحاب الفضيلة علماء المسلمين
علمنا القرآن الكريم أن غير المسلم المسالم له البر والقسط , قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) الممتحنة:8.
بل علمنا أيضا أن لغير المسلم المسالم ما هو فوق البر والقسط, له الود أيضا, قال تعالى: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتهم منهم مودة) الممتحنة:7. والمودة هي التي جعلها الله بين الزوج وزوجه, قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم:21. وهذا يوضح عظم العلاقة بين المسلم وغير المسلم المسالم الذي لا يحاربنا في الدين أو الذي لا يريد اخراجنا من ديارنا.
فماذا عن غير المسلم الذي يعتقد ويعلن أن المسلمين غزاة محتلين, وأن مصر دولة محتلة, ويكفي أن تعبيرات (أقباط مصر المحتلة- عودوا أيها العرب الغزاة إلي الجزيرة العربية – ستتحرر مصر منكم كما تحررت إسرائيل) شائعة في عشرات المدونات المسيحية وآلاف التعليقات في المواقع الإليكترونية المختفلة. ولم يتوقف أمر هذه الدعاوي على العامة الجهلاء فقط, بل هذا ما يردده أيضا رجال دينهم في وسائل الإعلام كالأنبا توماس وقد أيده الأنبا بسنت (راجع المصري اليوم بتاريخ 11 نوفمبر 2009 صفحة حوار).
فقال عن الأنبا توماس: من يراجع كلام الأنبا توماس يجده لم يخطئ, وعن الزعم بأن الأصل في مصر هم المسيحيين قال: هذه حقيقة, وعن دخول المسلمين مصر كغزاه قال: إذا كنتِ تريدين معرفة الطريقة التى دخلوا بها مصر فعليك بقراءة كتاب عقبة بن نافع, وقال: الطريقة التى دخل بها الإسلام مصر هى نفس الطريقة التى دخل بها إلى غرب أفريقيا...).
ليس الغرض من هذا المقال الرد علي هذه المزاعم, فقد سبقني إليه كثير من العلماء, كما كان لي شرف الرد عليها في مقالات سابقة. ولكن ما أريده في هذا المقال أن أوضح خطورة هذه المزاعم.
أصحاب الفضيلة العلماء, إن خطورة هذه الدعاوي تكمن في أنها:
تحض علي كراهية المسلمين لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يحب من يحتل وطنه.
أنها دعوة لخوض حرب تحرير لأن الأعراف والمواثيق الدولية تؤكد حق أهل البلد المحتل في مقاومة المحتلين وطردهم بقوة السلاح خارج بلادهم.
إنها ضد الدستور لأنها تفرق بين المواطنين على أساس الدين.
إنها تهدد السلام الاجتماعي وتنذر بوقوع حرب أهلية بين غير المسلمين الذين يعتقدون أنهم أصحاب البلد الأصليين وأن بلادهم محتلة وبين المسلمين الذين ولدوا وولد آبائهم وأجدادهم في مصر منذ أكثر من الف عام.
إنها دعوة إلى إخراجنا من ديارنا.
وخطورة ترديد رجال الدين لهذه الدعاوي أن الأرثوذكس يقدسون رجال دينهم كما يقدسون إنجيلهم فيقولون الكتاب المقدس وقداسة البابا والمجمع المقدس والتاريخ المقدس, لذلك فإن ترديد رجال الدين لهذه الدعاوي يجعل الأغلبية العظمي من الأرثوذكس يؤمنون بها, فهي إذن دعاوي لا يؤمن بها أقلية متطرفة, بل رأي عام كاسح بين الأرثوذكس.
أصحاب الفضيلة علماء المسلمين:
أرجو أن تفتونا وتبينوا رأي الدين في الأتي:
1) هل غير المسلمين (الأقباط) في هذه الحالة يعتبروا مسالمين أم محاربين؟
2) ما المعاملة الشرعية التي يستحقها المحاربون؟
3) ما واجب علماء المسلمين في حالة أعتبارهم محاربين؟
4) ما الواجب علي الدولة وإن كانت علمانية تجاه دعوات وعقائد تقسم المواطنين إلي مواطنين أصليين ومواطنين غزاة محتلين؟
وختاما إن لم تقوموا بواجبكم وبيان حكم الإسلام في هذه الدعاوي, فلا أجد بد من التقدم للسيد النائب العام باعتبار هذا المقال بلاغا ضد كل من الأنبا توماس والأنبا بسنت والتحقيق معهما بتهمة الحض على الكراهية وتعريض السلام الاجتماعي للخطر ونشر أفكار قد تعرض البلاد لحرب أهلية.
Ma_elshamy@hotmail.com

هناك تعليقان (2):

  1. بلّط البحر، هذا المثل ينطبق على مقالاتك التي تتحفنا بها بين وقت وآخر.
    أنتم تحاربون إسرائيل لأنهم احتلوا فلسطين، وتريدون تحريرها ولو أفنيتم عن بكرة أبيكم. أما نحن إذا قلنا كلمة واحدة فتقيمون الدنيا ولا تقعدونها، يا أستاذ ممدوح.. إذا كان اليهود قد احتلوا فلسطين.. فالمسلمون احتلوا أرضنا وسبوا عرضنا.. إلى أن أصبحنا أهل ذمة.. بعد أن كنا أصحاب الأرض والعرض.. اخجلوا يا أخي اخجلوا وكفى

    ردحذف
  2. لأ يا دكتور اليهود ليسوا محتلين بل هم اصحاب الارض الاصليون بينما المسلمون هم الغزاة , هؤلاءالبداوة الذين خرجوا من صحرائهم بسيوفهم يغزون وينهبون بلا وازع ضميري وهذا الدجال الازهري بلحيته كلحية التيس نموذج صارخ عنهم وعن نبيهم الذي يشوى الان واتباعه في اتون الجحيم لافترائه بلسان الله لتغطية كل افعاله الشائنة

    ردحذف