محمد الباز
بعد أن انتهت فضيحة زوجة كاهن "دير مواس" كاميليا شحاتة التي اتضح أنها هربت من بيت الزوجية، بسبب خلافاتها مع زوجها وقسوته عليها، خرجت أصوات قبطية تطالب بمحاكمة الكاهن كنسيا، وهو ما هدد به أسقف دير مواس الأنبا أغابيوس، علي أساس أن الكاهن لم يحسن عشرة زوجته وأنه أهانها بما اضطرها إلي أن تهجر فراشه، وفي هذا صورة سيئة لبيت الكاهن الذي من المفروض أن يكون قدوة لبقية الشعب القبطي، ومن يدري فقد تكون جرت عقوبات كنسية بالفعل علي الكاهن لكنها لم تعلن حتي الآن.. لكن فيما أعتقد أن العقوبات الكنسية وحدها لا تكفي، فلابد من محاكمة الكاهن أمام محكمة الجنايات بتهمة إثارة الفتنة الطائفية، وهي التهمة التي ثبتت علي كاهن دير مواس "تداوس سمعان رزق"، ولا يمكن أن ينكرها الآن، فقد فعلها مع سبق الإصرار والترصد ، وهي موثقة بالصوت والصورة وعبر صحف وقنوات فضائية ومواقع إلكترونية يقف خلفها أقباط المهجر الذين ينفخون في النار.
كان الزوج يعرف أن زوجته حسنة السير والسلوك، وأن علاقاتها مع زملائها في المدرستين اللتين تعمل فيهما جيدة، وأنها لم تشك من أحد منهم علي الإطلاق، وكان يعرف أيضا أن المشكلة شخصية بحتة بينه وبين زوجته، التي أساء معاملتها، واستغل أن والدها ينحاز إليه ويعيدها إليه كلما غضبت، فبالغ في سوء المعاملة للدرجة التي جعلتها لا تطيق، ففرت هاربة بجلدها من جحيم كاهن المفروض أنه يحمل الصليب، فإذا بها تحمل في بيته عثرات الدنيا.
كان يمكن للكاهن قليل الحيلة أن يذهب إلي بيت زوجته، يخبر والدها بما جري، فيبحثان عنها، فالمشكلة في النهاية عائلية لا أكثر ولا أقل، زوج وزوجة تشاجرا، لكن يبدو أن الكاهن كان يعرف أن الزوجة - التي أصبحت كارهة - لن تعود إليه من خلال العلاقات العائلية أو الوسطات الشخصية، فقرر أن يحول الخلاف العائلي إلي قضية طائفية.
قرر الكاهن أن يلعب بورقة الطائفية التي يبدو أنها أصبحت مضمونة، يمكن أن يربح بها، وبدلا من أن يبحث عن زوجته هو وأسرته وأسرتها، يجعل جهاز مباحث أمن الدولة كله يبحث عنها، وحتي تكون الخطة محكمة، فقد أرسل إشارات بشكه في زملاء لها لديهم اتجاهات إسلامية، وأن أحدهم اتهم قبل ذلك في أسلمة فتاة، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك.
إننا أمام كاهن لا يدرك مسئولية المكان الذي يعمل به، لقد كان البلد معرضا لأزمة طائفية طاحنة، كان يمكن لأجهزة الأمن أن تتأخر في الكشف عن مكان كاميليا، وكان يمكن للمتظاهرين الذي اتجهوا من المنيا إلي الكاتدرائية الكبري بالعباسية أن يظلوا معتصمين ومتظاهرين، خاصة أن هناك عددا كبيرا من الكهنة - ربما مجاملة لزميلهم - حرضوا علي المظاهرات وشاركوا فيها.
لو أن صحيفة نشرت خبرا رأي فيه البعض تحريضا علي الفتنة الطائفية - رغم أن الصحافة لا تصنع الفتنة بل تسجلها وترصدها - تقوم الدنيا ولا تقعد علينا، الآن نحن أمام كاهن متورط في صنع فتنة طائفية متكاملة الأركان، ولابد من محاكمته، وليعتبر سيادة النائب العام ما أكتبه هنا بلاغا واضحا ومباشرا منا، ضد كاهن دير مواس القس "تداوس سمعان رزق" نتهمه فيه بإشعال الفتنة الطائفية...الأمر أمامك يا معالي النائب العام، فلا أقل من أن تحقق فيه.
**
أسرار لم تنشر عن فضيحة اختفاء وظهور زوجة كاهن دير مواس
الحسينى ابو ضيف
بعيدا عن الأقوال المتناقضة عن حادث ظهور واختفاء زوجة كاهن "دير مواس" التي كادت تتحول إلي فتنة طائفية، معيدة إلي الأذهان سيناريو ما جري مع وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير في نهايات 2004، ذهبنا إلي هناك، لنكتشف أن هناك أسراراً عديدة لم يتطرق إليها أحد، وكأن من عالج القضية تعمد تجاهلها.
منذ 3سنوات تزوجت كاميليا شحاته زاخر 25" سنة وتعمل مدرسة، من القس تداوس سمعان رزق 30 سنة بكالوريوس تجاره وانجبا طفلا صغيرا عمره عامان، وهي الابنة الصغري لمدير تربية وتعليم علي المعاش هو شحاتة زاخر والأم إلهام تعمل بالوحدة الصحية، اخوتها الكبار داليا مدرسة وسيلفيا دكتورة ، ومينا دكتور.
بدأت الخلافات الزوجية فجاة بين تداوس وكاميليا، حسبما ذكر لنا أحد اقاربها، ووصلت الي أربع خناقات في أسبوعين آخرها قبل اختفائها بأيام قليلة، عندما تشاجر معها زوجها بسبب عدم تنظيف الشقة وتردد أنه ضربها فذهبت تشكوه لأبيها الذي انحاز لموقف الزوج وضربها أيضا.
صباح السبت قبل الماضي قدمت كاميليا طلب إجازة 15يوما تبدأ من الاثنين، وذهبت صباح الأحد لمكتب البريد لسحب كل رصيدها البالغ 43ألف جنيه، ثم رجعت لمنزلها وظلت به مع زوجها حتي الساعة السادسة والنصف، عندما غادر الزوج الي قرية "ابو خلقة" للمبيت بها استعدادا لاتمام إكليل زواج في اليوم التالي، وفي الساعة التاسعة اتصلت به وأخبرته أنها ستبيت عند والدها كما تفعل دائما عندما يتغيب زوجها عن المنزل.
يوم الاثنين حاول تداوس الاتصال بكاميليا، وجد تليفونها مغلقا، وعندما عاد للمنزل لم يجدها، اتصل بأبيها يسأله عن بياتها عنده، فنفي وفوجيء بوجود 43 ألف جنيه وذهب الزوجة إضافة الي 9 آلاف اخري علي "ترابيزة السفرة "وهو ما يعد دليلا علي أنها ليست مختطفة.
بعد أن أعلن تداوس أن زوجته اختطفت أصيب والدها بجلطة دخل علي أثرها العناية المركزة، وخرج بعد أيام، كان أقارب الزوجين خلالها قد شكلوا فرق بحث مزودة بكشافات ضوئية، فتشت الأراضي المحيطة بالمدينة حتي المقابر قاموا بالبحث فيها، وعندما لم يجدوها ظهرت شائعة جديدة أنها في القاهرة لتشهر اسلامها وأيد الشائعة أن ابن خالها "هاني وصفي يوسف" اسلم مع زوجته منذ عامين وسافرا لبلد خليجي.
وعندما عرفت العائلة من شركة الاتصالات التابع لها خط تليفونها المحمول أن آخر رقمين اتصلت بهما كاميليا مساء الأحد كانا لمدرس زميل لها اسمه محمد صلاح، وأن المكالمة الأخيرة استغرقت اربع دقائق قام الزوج القس بعمل محضر بقسم شرطة ديرمواس باختطاف زوجته.
أراد أقباط دير مواس التظاهر ، لكن أسقفهم الأنبا أغابيوس أصدر تعليماته بعدم التظاهر داخل الكنيسة أو خارجها.
وفجأة اقترح شخص ذو طموح سياسي بالترشح في انتخابات مجلس الشعب القادمة، أن يكون التظاهر في الكاتدرائية الكبري في العباسية.
وبالفعل اشترك في تجهيز عشرة اتوبيسات حملت المئات من الشباب و35 كاهنا، ووصل المتظاهرون الي الكاتدرائية منتصف ليل الأربعاء، ووعدتهم الأجهزة الأمنية في البداية بإحضارها خلال ساعات، امتدت الي يومين واستمرت المظاهرات حتي الحادية عشرة مساء الجمعة، حيث جاء اتصال بأن اجهزة الأمن عثرت علي الزوجة كاميليا فانتهت مظاهرات الكاتدرائية.
في نفس التوقيت احتفل أقباط ديرمواس برجوع كاميليا بالزغاريد والأفراح دون أن يراها أحد حسبما أكد لنا ثلاثة من اقاربها ذهبوا للاحتفال برجوعها وعندما لم يجدوها سألوا عن سبب تغيبها فقيل لهم إنها في الطريق وانفض الاحتفال.
مرت أيام ولم يرها أحد سوي زوجها القس تداوس سمعان الذي التقي بها في القاهرة منفردا، وعندما عاتبها بدت الزوجه صامتة وحزينة، وعندما اتصل بها والدها ووالدتها، انهارت باكية، وهو ما أكده لنا أمجد عزت مسئول العلاقات العامة بمطرانية ديرمواس وعضو المجلس الشعبي المحلي بمحافظة المنيا، ويضيف أمجد: كاميليا رفضت الرجوع إلي بيت أبيها أو زوجها خوفا مما حدث وأنها مازالت في فترة نقاهة بالقاهرة لدي احد أقاربها.
في منزلها رفض الأب الحديث معنا قائلا"بنتي رجعت بالسلامة ومش هاتكلم مع الصحافة"، الأب يعيش في منزل مكون من طابقين وكل طابق من دور واحد ولون المنزل أزرق فاتح، وقتها علمنا ان تعليمات مشددة صدرت من المطران أغابيوس لأهل الزوجة كاميليا بعدم الحديث الي الصحافة نهائيا.. أما الزوج القس تداوس سمعان فقد علمنا من مصدر مطلع بالمطرانية أن المطران أغابيوس وبخه توبيخا شديدا علي عدم التزامه كقس أن يكون قدوة لشعب الكنيسة الذي يعظه، وأنه خالف ذلك عندما أساء معاملة زوجته الي الحد الذي جعلها تهرب، وأنه عوقب كنسيا بالفعل.
ذهبنا الي نزلة السعيد الشهيرة بـ"السعدات" لمقابلة محمد صلاح المدرس زميل كاميليا شحاتة زوجة القس، والذي اتهم في البداية أنه حرضها علي الهرب، قال لنا أقاربه انه محتجز منذ الأربعاء الماضي لدي أمن الدولة وعرفنا انه متزوج من مدرسة وأنجب منها طفلة عمرها عامان وأنه لم يسبق له القبض عليه طوال حياته ولم ينضم لأية جماعة إسلامية وانه كان موجودا بجنازة زوجة أخيه عندما عرف بخبر اختفاء كاميليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق