القدّيس شربل يرشح زيتا في الكحّالة ويشفي إمرأة من آل بجاني



خاص "النشرة":
حالة إيمانية جديدة وغريبة تشهدها بلدة الكحالة، فمنذ ثلاثة أيام وفي منزل جميل بجاني لوحظ رشح زيت من تمثال للقدّيس شربل الموجود في البيت وقد تمت في اليوم الثالث حالة إيمانية غير مشهودة في الأوقات العادية.
وفي التفاصيل أن جاكلين زوجة جميل بجاني، وهي إمراة في العقد السابع من العمر وتكرّم مار شربل، تعاني ومنذ ثلاث سنوات من وجود "كيس ماء" على الدماغ، يجعلها تفقد الوعي في بعض الأحيان ولا يمكنها في أي وقت من الأوقات السير من دون الإستناد الى العصا. وهي منذ بدء مرضها وتتضرع لله وتطلب شفاعة مار شربل لكي يشفيها من مرضها فتستغني عن هذا "العصا" التي لم تحتمل وجوده بين يديها ابدا.
ومنذ يومين، وحيث كانت جالسة على شرفة منزلها التي تحوي مزارا لمار شربل، وإذ بها تلاحظ ان زيتا يرشح من التمثال. فتقدمت نحوه لتتأكد مما تراه، وعندما ثبت لها الأمر، استعجلت الى تبليغ من كان بقربها، طالبة استدعاء خادم الرعية في بلدة الكحالة قبل كل شيء. وانتشر الخبر بسرعة في المنطقة وبدأ سكان حي "الرجوم" كله بالتجمّع في المنزل وبدأت "الخبرية" تنتقل من مكان الى آخر.
وصل كاهن رعية مار انطونيوس الخوري ألان الشرتوني الى بيت السيدة جاكلين وشاهد ما شاهده، فتريث في إبداء رأيه بهذه الظاهرة ودعا الجميع الى الصلاة، معتبرا ان رسائل الله الى شعبه تكتمل اولا وأخيرا بالصلاة ولا شيء غيرها.
وبدأت الوفود المتقاطرة الى المنزل تصلي وتتضرع بشكل متواصل ولا سيما منها الشباب. استمرت الظاهرة في اليوم التالي، واستمر تمثال القديس شربل يرشح زيتا. وفي اليوم الثالث وبينما كان الجميع في الأخوية يصلي الفرض الأسبوعي بعد القداس، تمّ الحديث عن الموضوع مع الخوري ألان وطرح فكرة الذهاب الى بيت جاكلين وتلاوة بيت من المسبحة وهكذا كان.
وصل أفراد الأخوية الىمنزل آل بجاني بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الصلاة، جلس الخوري ألان بقرب جاكلين وكانت تكلمه عن رشح الزيت وتقول له بأنها لم تر بعد أي إشارة تفسر لها ما يجري. فجاوبها قائلا: "اليوم هو اليوم الثالث وإنتظري أن يحصل شفاء نفسيا أو جسديا". ولم تمر لحظات إلا وطأطأت جاكلين رأسها وبيدها عصاها جالسة على كرسي، ثمّ قامت فجأة وبدأت تلوي في كل الإتجاهات وكأنها تشعر بدوار حاد أفقدها تركيزها والسيطرة على مشيتها، فما كان من بعض الموجودين (رجلا وإمراتين) الا أن أمسكا بها كي لا تسقط أرضا ولكن عبثا فهي تدور في كل الإتجاهات ولا شيء يمكن أن يحميها من السقوط . وما لبثت أن وقعت أرضا وهي تتمتم "انا بشكرك يا مار شربل انا بشكرك على كل شي متل ما بدك متل ما بتأمرني". وسقطت أرضا ملتوية الرجلين أمام تمثال القدّيس شربل وبقربها من أمسكوا بها جاثين بقربها والدموع تملأ أعينهم على ما وصلت اليه من حالتها المرضية، وأجهشت بالبكاء.
وبعد دقائق مما أصابها، مدّ اليها من كانوا يمسكون بها العصا لكي تتكىء عليه وتقف، فرفضت بشدة ان تأخذه ورمته بعيدا قائلة: "لأ ما بدي العصا لأ". فاستجاب الحضور لمطلبها وأعانوها للجلوس على الكرسي. فبدأت تصلي الأبانا والسلام وشاركها الحضور بالصلاة لكي تختتمها بصلاة مار شربل الأحب الى قلبه "لقد آمنت بك يا رب فزدني إيمانا وعليك اتكلت يا الهي فزدني اتكالا...". وبعد الإنتهاء من الصلاة وقفت من دون العصا فأعطوها اياه رفضته مجددا ثم جلست على "الصوفا" متأثرة مما جرى. شربت كوب ماء لتلقط انفاسها ومن ثم قالت لنا: "مار شربل قلي قومي تركي هالعصا وامشي".
الحضور لم ينبث ببنت شفة وكانت دموع الحاضرين والتأثر لا تكفي لوصف ما جرى او لفهمه.
مرّ وقت قصير فقال لها الخوري ألان: "شفتي هاي أول إشارة. بس ما تنسي الإشارات مكملة وما خلصنا بعد".
وعاودت خبريتها لنا بأن مار شربل طلب منها أن تترك العصا وتمشي وتقول: "مار شربل ما بيتركني أنا بعرف انو ما بيتركني".
حان وقت الذهاب فوقف الخوري وعمدة الأخوية التي كانت ترافقه الى زيارة جاكلين والصلاة امام مار شربل، فقامت بدورها جاكلين وسارت معهم من دون العصا لتودعهم على الباب، وهي تردد باستمرار "يا أبونا ما تطول غيباتك علينا تعا عطول وباستمرار".
ونحن في دار المنزل قالت لنا ابنتها الكبرى كنت أشعر انها سوف تسير من دون العصا فهي منذ الأمس في حالة مغايرة لطبيعتها". وتعجبت ابنتها الصغرى عندما رأت امها تسير من دون العصا وقالت: "اين عصاها". فقلنا لها: "هي لا تريده وهي تسير منذ الآن من دونه".

لور أبي خليل

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق