مقاول المركز الإسلامي بنيويورك يدافع عن مشروعه

 لورا تريفيليان
بي بي سي الأخبار- نيويورك


أمضى شريف الجمل ثمانية أشهر سوريالية. ويقول هذا المقاول العقاري الذي يبلغ من العمر 37 سنة إنه لم يتخيل أبدا الجدل الذي سيثيره مشروعه لإقامة مركز إسلامي وفضاء للصلاة قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

وبسبب أقامته في القطاع الغربي من جزيرة مانهاتن، تمكن من زيارة مركز الطائفة اليهودية، فتولدت لديه فكرة مركز مماثل يمكن أن يؤدي مفس الخدمة لسكان القطاع السفلي.

وهاهو الآن يوصف بالإسلامي القومي الذي يسعى إلى بناء مسجد يخلد به النصر في نفس الموقع حيث لقي حوالي 3 آلاف شخص مصرعهم على يد القاعدة.

لقد وجد الرجل الذي كان يحسب نفسه ابنا من أبناء نيويورك وقد تقلد دور سفير المسلمين الأمريكيين في حلبة مشحونة ومسيسة ومحتقنة عاطفيا.

"لم أعتبر نفسي ولا عقيدتي يوما ما مسؤولين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة،" يقول شريف الجمل، خارج مبنى كائن في 51 ساحة بارك، لا يشد الانتباه ويبعدُ بحوالي شارعين ونصف عن الـ"جراوند زيرو".

"الآن أحس أنني تعرضت للسرقة. لقد سرق أسامة بن لادن والقاعدة مني هويتي كمسلم."

"لقد حاولت أن أفهم كل هذا الجهل، والكراهية، والتزمت والخوف مما نحاوله. إننا نقترن بهم في أعين الناس، ولكن لا علاقة لنا بأولئك المتطرفين."

وسط المكتب الأنيق والجديد، يبين الجمل لنا أحدث تصاميمه لبارك 51.

فقط حوالي 20 في المئة من البناء سيخصص للصلاة. أما معظم البناية فستشمل حوض سباحة، وفصولا دراسية، ومرافق للمسنين، بل حتى مدرسة الطهي.

لكن بعض التقارير الصحافية ألمحت إلى أن المبنى سيكون مقرا لمسجد ضخم.

ويرد الجمل قائلا:"إنه ليس مسجدا، وليس ضخما. بل سيحتوي على عنصر متعدد الديانات قوي ومتين. كما سيخدم سكان مانهاتن السفلى."

ويضيف قائلا إن المُصلى سيساعد المسلمين المقيمين أو الذين يعملون في الحي المالي على أداء شعائرهم خمس مرات في اليوم.

لكن الاعتراض على المشروع كان صريحا. باميلا جيلر مدونة محافظة قادت تظاهرة ضد المركز الإسلامي في الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

تقول بعد يوم حافل بمقابلات إعلامية بشأن هذه المسألة: "اعتقد انها شبيهة بأن يبصق أحدهم في وجهي ويقول لي انها تمطر. انظروا إلى هذا الانقسام. انها قضية لياقة، وتعاطف إنساني، وينبغي عليهم نقله. هل بناء ضريح يمجد نفس الأيديولوجية التي ألهمت الهجمات شفاء؟ كيف؟ "

ويزعم الجمل أنه كانت هناك حملة التضليل التي تنطوي على المغالطات والافتراءات حول المركز الإسلامي المقترح.

ويقول في هذا الصدد: " إن الرواية المتداولة خداع، وما أجج النار سوى التضليل حول المشروع". ولعل هذا هو السبب الذي دفع بهذا المقاول الشاب إلى تكثيف مقابلاته مع وسائل الإعلام هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ اندلاع الجدل.

لكن مجموعة من أقارب ضحايا الحادي عشر من سبتمبر تعتبر أن إقامة المركز في المنطقة عمل يدل على "تبلد الشعور".

ويقول الجمل إنه "يدرك الألم" الذي يحسونه بسبب ما حدث.

"لكن مرة أخرى أود أن أذكرهم بأن سوق العقارات هنا هي الأكثر تنافسية في العالم، وقد استرقتنا حيازة هذا الموقع 4 سنوات."

ويضيف الجمل مؤكدا أن المركز لن يتلقى أي تمويل من حماس أو من أي جماعة مماثلة لا "تعتنق المثل التي يؤمن بها بارك 51".

ويمضي الجمل قائلا: "لدينا كأميركيين الحق في أن نكون هنا، كما لدينا مسؤولية بناء جسور المصالحة مع عائلات الذين لقوا حتفهم في 11 سبتمبر".

"ليس ثمة ما يمكن أن تقول أو تفعل لتختفي آلامهم، ولكن واحدة من الحقائق التي لا يمكن التغاضي عنها هي أننا جزء من هذا المجتمع."

يؤدي ستمئة شخص في الأسبوع الصلاة بالفعل في الطابق الأول من 51 ساحة بارك، قبل خروج المشروع إلى الوجود.
مصلى جراوند زيرو حقيقة حتى ولو كان الجدل حول حقه في الوجود لا يزال مستمرا.

الفرق بين الفتح والغزو/ ممدوح أحمد فؤاد حسين

يعيب غير المسلمين والعلمانيين والملاحدة – ومعهم كل الحق – على بعض المسلمين أنهم ما زالوا يختلفون ويتخاصمون بسبب الخلاف الذي نشأ بين الصحابيين الإمام علي بن أبي طالب والخليفة معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما - ويتشاجرون حول أيهما أحق بالخلافة. ويقولون أن هذه أحداث تاريخية وقعت منذ أكثر من ألف عام فما الفائدة من الحوار والشجار حولها وقد أفضى الاثنين إلى الله فليحكم بينهما بما يشاء.
والعجيب أنهم يقعون في نفس الخطأ فغير المسلمون يشعلون بين الحين الآخر فتنة الفتح العربي الإسلامي لمصر ويصرون على أنه غزو واحتلال رغم أن هذا الحدث التاريخي وقع أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي أنه أقدم من الخلاف الذي نشأ بين الصحابيين علي ومعاوية!! .
أما العلمانيين والملاحدة فيقعون أيضا في نفس الخطأ فيصرون علي أن الفتح العثماني لمصر هو غزو واحتلال وفي هذا العام الدراسي 2010/2011 تم العبث في المقررات الدراسية لطلاب المدارس فتغير مصطلح الفتح العثماني إلي الغزو العثماني رغم أن هذا الحدث التاريخي وقع منذ قرون وقرون!!.
سأتجاوز في هذا المقال عن هذا التناقض الذي وقعوا فيه جميعا, وما دامت قضية الغزو أو الفتح العربي الإسلامي ثم التركي لمصر قد أصبحت قضية الساعة بفضل نبشهم في الماضي غير عابئين بتناقضهم, فسأتولى في هذا المقال توضيح الفرق بين الفتح والغزو, وهل كل دخول لبلد من البلدان ولو كان بقوة السلاح يعتبر غزوا واحتلالا أم لا؟
بداية لا ينكر مسلم واحد أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قد دخل مصر بقوة قوامها 5000 آلاف جندي (حسب ما جاء بمقال القمص بطرس بطرس بالمصري اليوم بتاريخ 22/ سبتمبر 2010) - انظر الهامش - ولا ينكر مسلم واحد أن الدولة العثمانية قد دخلت مصر عقب موقعة مرج دابق. إذن فدخول العرب المسلمين والدولة العثمانية مصر قد تم فعلا بقوة السلاح.
فهل هذا يعنى أن ذلك غزوا واحتلام أم لا؟
لن أجيب على هذا السؤال.. ولكني سأترك الإجابة للتيار العلماني الإلحادي المهيمن فعلا علي تسير الأمور في مصر, بدليل تغيير المناهج الدراسية من الفتح العثماني إلي الغزو العثماني.
وسأختار الفتح أو الغزو العثماني لمصر لبيان الفرق بين الفتح والغزو لسببين:
الأول: أن كلا من الدولة العثمانية ومصر دولتان مسلمتان فنبتعد بذلك عن الحساسية بين المسلمين وغير المسلمين.
الثاني: إن المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس المصرية فيها الدليل علي الفرق بين الغزو والفتح.
من المتفق عليه والمسلم به أن الغزو والاحتلال يواجه بالمقاومة والجهاد حتى تتحرر البلاد المحتلة, وهذا حق للدول المحتلة تقره الأعراف والمواثيق الدولية.
وقد تعرضت مصر للاحتلال الفرنسي والإنجليزي بعد الغزو أو الفتح التركي... فماذا تقول الكتب الدراسية التي وضعها العلمانيون أو بإيعاز منهم عن كفاح الشعب المصري ضد الاحتلالين الفرنسي والانجليزي وضد الغزو أو الفتح التركي.
أي تلميذ من تلاميذ مصر يعرف ثورة القاهرة الأولي والثانية وكفاح عمر مكرم ومحمد كريم ضد الاحتلال الفرنسي, ويعرف ثورة عرابي, وثورة 1919 وكفاح سعد زغلول ومصطفي كامل ومحمد فريد ضد الاحتلال الأنجليزي.
لماذا خلت الكتب الدراسية التي وضعها العلمانيون أو بإيعاز منهم من ذكر أي كفاح أو ثورات أو زعماء وطنيون قاوموا وثاروا وحاربوا الوجود العثماني في مصر؟
ببساطة شديدة لأن الشعب المصري رحب بالعثمانيين ولم يعتبرهم غزاة محتلين فلم يقم بثورات ضدهم أو حاربهم أو طالب بطردهم خارج البلد.
لذلك يعتبر الدخول العثماني لمصر - وإن كان قد تم بقوة السلاح – فتحا وليس غزوا أو احتلال. هذا هو حكم الشعب. ومن يرفض حكم الشعب فليشرب من البحر.
وبنفس المنطق فقد رحب الشعب المصري بالجيش العربي الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص ودخل في الإسلام أفواجا فصار فتحا لا غزوا واحتلالا.
Ma_elshamy@hotmail.com
--------------------------------
(1) فتح مكة تم بعشرة آلاف مقاتل أي ضعف القوة التي فتحت مصر رغم أن مصر دولة نيلية ومكة مدينة صحراوية وفي كل العصور عدد سكان البلاد ذات الأنهار أضعاف أضعاف سكان المدن أو الدول الصحراوية فكيف تمكن 5000 مقاتل من فتح دولة يستحيل أن يقل عدد سكانها في هذا الوقت عن عدة ملايين؟!!

السنّة والشيعة والجامع المشترك


يروي سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني- اللبناني- في مقدمة كتابه – السنة والشيعة- حواراً جرى بينما كان متواجدا في أحد الأماكن، وفيما يلي نصه: قدر لي، وبحكم الصدفة حضور رجلين يتحاوران، عرفت من خلال سماع بعض حوارهما أنهما على الفطرة... وكان النقاش يدور حول السنة والشيعة، واية فئة منهما هي الأقرب إلى الصواب والحق والعدل.

قال أحدهما وهو رجل كبير السن لصاحبه وهو يحاوره.. وأخرج من جيبه نسخة من القرآن الكريم صغيرة الحجم: أنت يا أخي سني ولديك قرآن فهات قرآنك وهذا قرآني.. أجابه صاحبه. ولم.

قال: أريد أن نقارن بين القرآنين لنرى الخلاف بين القرآن الشيعي والقرآن السني، لعلنا نقضي على نقاط الخلاف بينهما. أجاب السني: أأصابك الخرف؟، لا.. ولكني أريد الاحتكام إلى كتاب الله. يا صاحبي كتاب الله واحد لا يختلف مصحف عن بحرف واحد. ألم تقرأ قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون". بلى قرأتها ولكني أسألك: وهل وعيت فحواها يا أخي؟ وكيف لم أعها وأتفهمها، وفيها هذا الوعد القاطع من الله سبحانه أن يحفظ كتابه من الأيدي الأئمة والعقول الخربة، والأفكار المضللة.. أية نسخة من القرآن مطابقة لأية نسخة أخرى في العالم كله..

وهنا ضحك الشيخ الكبير، وكأنه أحس بالانتصار، ووصلت إلى أعماقه آثاره.. وقال: إذن مصحفي ومصحفك لا يختلفان أبداً؟ أبداً.. إنهما مصحف واحد بنسختين. إذن نحن نتبع دستوراً واحداً؟ طبعاً يا أخي. إذن اختلافنا ليس معتمداً على ديننا، وإنما هي أهواء باطلة. أجل... يا الله ما أضعفنا.. تلعب بنا أيدي المغرضين، وتملأ قلوبنا بالأحقاد نفوس لا تخاف الله ونتبع هذا تارة وذاك أخرى. يا أخي يكفينا إذن كتاب الله، وسنة رسول الله؟ أجل يكفينا.. إذن لنشد أيدينا ولنرض بهذين الأساسين حكماً فنحن أبناء دين واحد وقرآن واحد ونبي واحد. وعلت ابتسامة على وجهي الشيخين المسنين، وظهرت عليهما علامات الانتصار.

من هذه الحوارية انطلق سماحة العلامة "السيد محمد علي الحسيني- اللبناني-" في كتابه هذا محاولاً إلقاء الضوء على النقاط الأساسية التي تجمع بين الطائفة السنية والشيعية مبيناً أن الاعتقاد بالله وتوحيده والاعتقاد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالصلاة والزكاة والحج وصيام شهر رمضان الاعتقاد بهذه الأساسيات هي نقطة البداية والارتكاز عند الطائفتين، وبالتالي لا خلاف بينهما في الجوهر أبداً وإنما كل ما يقال ويشاع حول اختلاف عقيدة الطائفة الشيعية عن الطائفة السنية فهو مفتعل يقصد به ضرب سلم هذه الأمة وتشتت أبناءها وإغراقهم في متن الطائفية التي لا بد وأن تفشت وأن تقضي على الأخضر واليابس وتحرق البشر وتهوي بالكثيرين إلى الموت وبآخرين إلى جهنم.


نصّ العهد النبوي لنصارى نجران ملزم للمسلمين في كلّ مكان وزمان/ محمد السماك


(أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي)

في قراءة مـتأنية لنص العهد النبوي لنصارى نجران استوقفني امران شكليان. الامر الاول هو ان العهد لم يكن لنصارى نجران حصراً. انما للمسيحيين عموما. والامر الثاني هو ان الالتزام الاسلامي بنص العهد لم يكن محددا بمسلمي الفترة الزمنية التي صدر فيها، ولكنه نص ملزم لكل المسلمين في كل زمان ومكان وحتى قيام الساعة. يؤكد الامر الاول ما ورد في مقدمة العهد حيث يقول "هذا كتاب امان من الله ورسوله، اللذين اوتوا الكتاب من النصارى، من كان منهم على دين نجران، وان على شيء من نحل النصرانية، كتبه لهم محمد بن عبدالله، رسول الله الى الناس كافة؛ ذمة لهم من الله ورسوله".
ويؤكد الامر الثاني قوله "انه عهد عهده الى المسلمين من بعده. عليهم ان يعوه ويعرفوه ويؤمنوا به ويحفظوه لهم، ليس لاحد من الولاة، ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعديه الى غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين، سوى الشروط المشروطة في هذا الكتاب. فمن حفظه ورعاه ووفى بما فيه، فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمة رسول الله. ومن نكثه وخالفه الى غيره وبدله فعليه وزره؛ وقد خان امان الله، ونكث عهده وعصاه، وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين".
في ضوء العهد النبوي الى المسلميين عامة، وفي ضوء الالزام النبوي بنص العهد للمسلمين عامة، وفي ضوء اعتبار من يخالفه او ينكثه او يبدله عاصياً لله ولرسوله، من المهم التوقف اولا امام بنود العهد، ومن ثم مقارنتها بواقع العلاقات الاسلامية – المسيحية وبدور المرجعيات الدينية الاسلامية في التعامل مع هذا الواقع.
ينص العهد في ما ينص عليه(1):
أولا، "ان احمي جانبهم – اي النصارى – وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل او واد او مغار او عمران او سهل او رمل".
ثانيا، "ان احرس دينهم وملتهم اين كانوا؛ من بر او بحر، شرقا وغرباً، بما احفظ به نفسي وخاصتي، واهل الاسلام من ملتي".
ثالثا، "ان ادخلهم في ذمتي وميثاقي واماني، من كل اذى ومكروه او مؤونة او تبعة. وان اكون من ورائهم، ذابا عنهم كل عدو يريدني واياهم بسوء، بنفسي واعواني واتباعي واهل ملتي".
رابعا، "ان اعزل عنهم الاذى في المؤن التي حملها اهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به انفسهم. وليس عليهم اجبار ولا اكراه على شيء من ذلك".
خامسا، "لا تغيير لأسقف عن اسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا ادخال شيء من بنائهم في شيء من ابنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله".
سادسا، "ان لا يحمل الرهبان والاساقفة، ولا من تعبد منهم، او لبس الصوف، او توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الامصار شيئا من الجزية او الخراج...".
سابعا، "لا يجبر احد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الاسلام. "ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن". ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم اذى المكروه حيث كانوا، واين كانوا من البلاد".
ثامنا، "ان اجرم واحد من النصارى او جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، او يفادي به".
تاسعا، "لا يرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملا، لأني اعطيتهم عهد الله على ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".
عاشرا، "على المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا ان يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم".
حادي عشر، "لهم ان احتاجوا في مرمة – ترميم - بيعهم وصوامعهم، او شيء من مصالح امورهم ودينهم، الى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها – ترميمها -، ان يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنة لله ورسوله عليهم"(2).
لن افيض اكثر من الحديث عن هذا الموقف الديني المبدئي الشرعي التأسيسي لعلاقات المسلمين بالمسيحيين. وهو موقف التزم به الخلفاء الراشدون من بعد النبي عليه السلام، ولعل من اشهر المواثيق التي تؤكد هذا الالتزام، العهدة العمرية لمسيحيي القدس. والمنح التي قدمها الامويون لمسيحيي دمشق لبناء كنائسهم.
ثم انه اضافة الى هذه الثوابت الدينية الملزمة هناك موقف اسلامي عام ملزم ايضا يتمثل في حديث للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). فعندما سئل: من هو المسلم، اجاب: "المسلم من سلم الناس (أي كل الناس بصرف النظر عن الدين او اللون او العنصر او الثقافة) من يده ولسانه". فلا اذية بعمل (باليد) ولا اذية بكلمة (باللسان). واذا كان هذا هو الموقف العام تجاه الناس كافة، فكيف يجب ان يكون من اولئك الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم "اقرب مودة للذين آمنوا" والذي ربط هذه المودة الايمانية بأن "منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون"؟.
اذا عرضنا لواقع العلاقات الاسلامية – المسيحية اليوم في ضوء ما تتسم به من مظاهر سلبية هنا او هناك، لا نستطيع الا ان نتساءل هل ان المرجعيات الدينية الاسلامية نجحت في نشر هذه المبادىء في الثقافة الدينية العامة، وهل عملت على تكريسها في السلوك اليومي للمسلمين؟ يحملنا على طرح هذا السؤال احداث ووقائع تتوالى فصولا في دول عربية مثل العراق، وفي دول غير عربية مثل نيجيريا، وفي دول اسلامية مثل ماليزيا، تشير الى ما يتناقض، او الى ما لا ينسجم، مع المبادىء والقيم النبوية الملزمة للمسلمين جميعا. ويعود ذلك اما الى الجهل بهذه الالتزامات، او الى تجاهلها. وتاليا الى تغييبها عن الثقافة العامة في بعض المجتمعات الاسلامية. ولو انها كانت حاضرة ومؤثرة وفاعلة كما يجب، لما امتدت يد لاغتيال كاهن هنا او راهب هناك. ولما فجرت كنيسة هنا او بيت مسيحي هناك.
ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ، فان تغييب هذه الثقافة يشرع الابواب امام ثقافة اخرى معاكسة، يمليها الجهل بالثوابت الايمانية ويملي مبادئها التطرف والغلو بما هو كراهية الآخر ومحاولة لإلغائه.
عندما يتعرض الاسلام الى الافتراء والى محاولات التشويه والتضليل، غالبا ما تبادر مرجعيات مسيحية كبرى الى التصدي لهذه المحاولات والى تسفيهها...
من الموقف من منع الحجاب في فرنسا، الى الموقف من الفيلم المسيء لرسول الله عليه السلام في هولندا، الى الرسوم الكاريكاتورية في الدانمارك، الى منع بناء المآذن في سويسرا... انتهاء بالدعوة الى حرق القرآن الكريم في كنيسة مجهولة في بلدة صغيرة من ولاية فلوريدا الاميركية. فقد ارتفعت اصوات مرجعيات مسيحية تندد وتستنكر، من الفاتيكان، الى مجلس الكنائس العالمي، الى مجلس الكنائس الوطني الاميركي، الى اتحاد الكنائس الإنجيلية، الى مجلس كنائس الشرق الاوسط. وشاركت في رفع هذه الاصوات مرجعيات دينية يهودية في الولايات المتحدة واوروبا.
حتى عندما ارتكبت جريمة 11 سبتمبر 2001 رأينا كيف بادر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى استضافة مؤتمر اسلامي – مسيحي في الفاتيكان من اجل ان يعلن الموقف المبدئي وهو "ان الإجرام لا دين له".
لا شك في ان هذه المواقف المسيحية الاخلاقية السامية تتعزز وتستقوي بمواقف لمرجعيات اسلامية من قضايا تتعلق بانتهاك حقوق مسيحيين هنا او بالافتراء على المسيحية هناك، علما بأن مثل هذه المواقف ليست مفترضة على قاعدة المعاملة بالمثل، انما هي مفروضة على قاعدة الالتزام بالاسلام شرعة ومنهاجاً.
من هنا نعود الى بيت القصيد، وهو اهمية دور المرجعيات الدينية الاسلامية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها العلاقات الاسلامية المسيحية في العالم العربي وفي العالم، في التعريف بالثوابت الايمانية النبيلة التي قامت عليها هذه العلاقات منذ العهد النبوي والتي يجب ان تقوم عليها اليوم وغداً وحتى نهاية الزمن... ولنا كمسلمين في رسول الله اسوة حسنة.
واخيرا، اودّ ان اختم هذه الكلمة القصيرة بالآية القرآنية الكريمة(3) التي تقول:
"من أهل الكتاب أمة قائمة يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين".
---------
(1) مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، جمعها محمد حميد الله – دار النفائس – بيروت، الطبعة السادسة 1987.
(2) المرجع السابق نفسه ص. 189.
(3) آل عمران 113 و114.


بيشوي يشعل الصراع على الوجود/ ممدوح أحمد فؤاد حسين

(للبيت رب يحميه أما أنا فصاحب الإبل) عبارة خلدها التاريخ, قالها جد النبي صلى الله عليه وسلم - عبد المطلب - في مواجهة تعجب أبرهة حين لم يكلمه في هدم الكعبة وطالبة برد الإبل.
تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع خطيئة بيشوي بتقسيمه الشعب المصري إلى أصحاب بلد أصليين وضيوف, ثم تطاوله على القرآن الكريم بزعمه أن هناك آيات أضيفت إليه بعد وفاة نبي الإسلام – على حد قوله -.
الحق أن هناك اختلاف عقائد بين الأديان جميعا, وأنه من الواجب على رجال وعلماء أي دين أن يبينوا لأتباعهم أن دينهم هو الحق, وأن يبينوا لهم أيضا بطلان العقائد الأخرى حتى لا ينخدع أي منهم في عقيدة باطلة – من وجهة نظر كل منهم –.
والواقع أن هذا الحق يمارسه الجميع فعلماء المسلمين يفعلون ذلك في مساجدهم ومعاهدهم الدينية, ولا يعيب بيشوي أن يفعل ذلك داخل كنيسته فليس المطلوب منه أو من علماء المسلمين أن يعبثوا بعقائدهم لكي يرضوا الآخرين.. المهم ألا يثيروا الكراهية والأحقاد علي شركاء الوطن وأن يوضحوا لأتباعهم أن الكفر لا ينفي عن الإنسان إنسانية, ولا عن المواطن مواطنته وحقوقه كاملة غير منقوصة طبقا للأعراف الدولية.
خطأ بيشوي ليس في أعداده هذه المحاضرة ليلقيها على أتباعه داخل الكنيسة أو الدير, بل في توزيعها علي الصحفيين, أي أنه كان يريد أن إبلاغها للمسلمين وفيها يهاجم أقدس عقائدهم (القرآن الكريم).- أنظر الهامش- .
وبالتأكيد فإن بيشوي ليس بالسذاجة لكي يتوهم أن هناك مسلم واحد سيقره في حذف آية أو كلمة واحدة من القرآن الكريم. فلماذا إذن فعل بيشوي فعلته هذه؟
أنه فوجئ بهبة الكتاب والمفكرين الذين يعتزون بانتمائهم الإسلامي والعربي – بل والمسلمين العاديين- ضده عقب زعمه المذكور, وأيقن أن قوله هذا ضد القانون والدستور والأعراف والمواثيق الدولية وضد العقل والدولة المدنية وحقوق المواطنة وكل ذلك يوقعه تحت طائلة القانون, بل إن الدولة القوية لا يمكنها إلا أن تعاقبه قانونيا. وكان متوهما أن زعمه هذا سيمر مرور الكرام كما مرت مزاعم توماس في محاضرته بأمريكا عام 2008, وكما مر ترديد بسنتي لنفس المزاعم في حواره مع المصري اليوم في 9 نوفمبر 2009 رغم أن كليهما كانا أكثر تصادمية من بيشوي حيث قالا أن المسلمين غزاة محتلين في حين أنه استخدم لفظ أكثر أدبا حيث أعتبرهم ضيوفا. (النتيجة واحدة فيجب علي المصريين المسلمين أن يغادروا مصر حربا أو سلما).
فلما فؤجي بتلك الهبة التي قد تكلفه طموحة الديني أيضا, أراد أن يصرف اهتمام الناس عن تلك الخطيئة, باختلاق قضية أخري يتلهي بها المصريين عموما والمسلمين خصوصا, فلم يجد أفضل من أن يطعن في القرآن الكريم.
وبالفعل نحج إلى حد ما حتى إن بيان مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة شيخ الأزهر قد أقتصر على مسألة طعنه في القرآن الكريم وخلا تماما من التعرض لزعمه رغم أنه الأشد خطرا, لأنه باختصار شديد يحول الخلاف بين المسلمين والأرثوذكس من خلاف على الحقوق إلى صراع على الوجود.
الخلاف على الحقوق ميسور الحل - لأنه لا يسلب حق المواطنة من أي من الطرفين - بشرط الالتزام بالحوار والاحتكام للأعراف والمواثيق الدولية.
أما الصراع على الوجود فإنه لا يقبل بالأخر, بل يقصيه. لذلك فهو يشعل الأرض نارا تأكل الأخضر واليابس ولا ينتهي إلا بفائز ومهزوم. ورغم خطورة زعمه فقد خلا بيان مجمع البحوث الإسلامية من الرد على هذه المسألة, الأمر الذي لا أستطيع معه إلا أن أصف البيان بالهزيل.
لذلك فالواجب علي كل مسلم, بل وعلى كل مصري حريص علي أن يجنب مصر الفتن والشرور الطائفية إلا ينشغل بطعنه في القرآن فللقرآن رب يحميه, ولن يجد له أذانا صاغية من مسلم واحد, أي إنه كمن يشرب من البحر أو كمن يخبط رأسه في الحائط.
الواجب علينا جميعا أن نتصدي لزعمه الذي سبق أن ردده اثنان من كبار رجال الكنيسة وصمت عنه البابا طويلا منذ 2008 (والسكوت علامة الرضا). ولم يتدخل البابا حتى اشتعل المسلمين غضبا فأعلن في حواره بالتليفزيون المصري بتاريخ 26 سبتمبر 2010 أعتذاره ونفيه المقنع لمزاعمه وطيب خاطر المسلمين بقوله أننا نحن الضيوف علي المسلمين لأنهم الأغلبية.
ورغم أنه بذلك يكون قد وفق أكثر مما وفق فيه مجمع البحوث الإسلامية, إلا أن ذلك لا يكفي لأن ما تم حشو عقول الارثوذكس به علي مدار عهود وعهود سرا وجهرا لا ينفيه ولا يشفيه حديث عابر. بدليل أن رجل من كبار رجال القضاء في مجلس الدولة نشر إعلان مدفوع الأجر بالأهرام بتاريخ 23 سبتمبر 2010 قال فيه عن بيشوي (بيشوي "أحد القلائل الذين يجود بهم الزمان" وكلامه "يعيد إلى النفوس ذكريات الآباء الأولين") وذلك بعد زعمه الذي يرفضه أي طالب مبتدئ في دراسة القانون!!
إذا كان هذا حال رجال النخبة, فقهاء القانون والدستور من الأرثوذكس, فكيف يكون حال العامة؟!!
المطلوب من البابا تحديدا, ومن الكنيسة عامة أن تقوم بمراجعات فكرية لأتباعها حتى يتم القضاء علي الفتنة من جذورها.
والمطلوب من كل مصري حريص على أن يجنب مصر شرور الحرب الأهلية الدينية ألا يغلق هذا الملف وأن يفنده قانونيا وعلميا وبكل وسائل التفنيد حتي يؤمن جميع المصريين أيا كان دينهم أنه لا يوجد مواطن أصلي ومواطن تيواني وأنهم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات طبقا للأعراف والمواثيق الدولية.


-----------------------
(1) الواجب على وسائل الإعلام عدم نقل ونشر مسائل الاختلاف بين العقائد – لأنها ستدوم إلى قيام الساعة – إلا في حالة واحدة, هي تسيسها واستخدامها لنشر الحقد والكراهية وأنتقاص الحقوق بين عنصري الأمة.

نعم ... عقيدتنا "المسيح هو الله"/ مجدى نجيب وهبة


** صارت حلقات مسلسل التكفير والترهيب والقتل والسرقة وحرق الكنائس بإسم الإسلام فى بر المحروسة أشبه بحلقات مسلسل تليفزيونى سخيف وممل ، معاد ومكرر الأحداث .. ممطوط لأسباب لا علاقة لها بالدراما .. ربما تكون الأسباب إقتصادية أو سياسية أو ربما يكون الهدف الوحيد هو شغل وقت الفراغ ..
** فحلقة التكفير فى هذه المرة قد إنفتحت أبواب جهنم عقب نشر تساؤلات الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس حول الأية التى تقول "لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله" وتساءل هل نزلت على الرسول نبى الإسلام أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرأن الشفوى وجعله تحريرى لمجرد وضع شئ ضد المسيحية ؟! ، وقد قوبل تساؤله بهجوم حاد وهياج صارخ من الملل والطوائف الإسلامية ومن الأزهر والصحف الخاصة والحزبية والقومية مما جعل الأنبا بيشوى يصرح بأنه يرفض الإساءة للإسلام وأن حديثه عن إضافة أية قرأنية مجرد تساؤل وليس إتهاما ، وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع الأنبا بيشوى فيما يثيره من حوارات تليفزيونية لبعض القنوات الفضائية أو الخليجية ، أو بعض ما يثيره نيافته حول بعض الحوارات الصحفية والتى قد تنشر بطرق ملتوية لإشعال رماد الفتن الطائفية وتحوير كلماته فيما يخدم الفكر الإعلامى للقناة أو الصحيفة ، إلا أننا حذرنا جميع الأباء الكهنة من إستدراجهم فى بعض البرامج المغرضة حيث تنصب لهم حوارات خبيثة تبث خلال الحوار سموم القناة والفكر الخليجى فى حضور الكاهن وهو ما يعطى لرجل الشارع مصداقية فى أفكارهم السرطانية ... ولكن للأسف رفض الجميع سماعنا .
** حذرنا من التعتيم على قضية "كاميليا شحاتة" زوجة الكاهن وكان يكفى عمل مؤتمر صحفي مصغر تعلن فيه السيدة "كاميليا" بأنها ليس لها علاقة بالإسلام لوقف نزيف ثورات الغوغاء التى تنطلق يوميا من بعض الجوامع للمطالبة بعودة "كاميليا شحاتة" إلى حظيرة الإسلام بعد إتهام الكنيسة بإحتجازها بل وطالت تلك الحملة المسعورة قداسة البابا وإتهمت بعض الجهات المخربة الأديرة والكنائس بتخزين السلاح وإحتجاز أبنائها المتأسلمين وتعرضهم للتعذيب والقهر والتنصير الإجبارى على حد زعمهم وهذه الإتهامات قيلت بالنص فى الحوار الذى أجراه "سليم العوا" مع المحاور الإيرانى "أحمد منصور" على قناة الجزيرة الخليجية.
** كما لا ننسى بيان "جبهة علماء الأزهر" المنحلة والمنشور على موقعهم الإلكترونى لمقاطعة مصالح المسيحيين الإقتصادية كمرحلة أولى عقابا لصمت الكنيسة عن مشكلة "كاميليا شحاتة" وتسليمها من قبل جهاز أمن الدولة للكنيسة بعد إشهار إسلامها وتعند البابا فى عدم الرد عليهم .
** لقد أدى تراخى الدولة فى إنتشار هذه الظواهر المنفلتة وصمت الأزهر فى محاسبة من حملوا إسمها حتى فوجئنا فى حملة التطاول على الكنيسة وشعبها صدور بيان يحوى ألفاظاً وعبارات فى قمة السفالة والذين أطلقوا على أنفسهم "جماعة مصر المسلمة – الجناح العسكرى لذبح الأقباط" .. تقول بعض سطور البيان الحنجورى الذى يشبه بعض البيانات الحمساوية للإخوان المسلمين "نسيت الدولة والكنيسة أن مصر دولة إسلامية ، فلما كان منهم ضغط كبير على الدولة لتسليم المسلمين الجدد إلى الكنيسة ليردوهم عن دينهم والإسلام ويحتجزونهم داخل كنائسهم العفنة يعذبونهم ويذيقونهم شتى ألوان العذاب ولما كان منهم أنهم يقومون بتخزين السلاح داخل الأديرة والكنائس قاصدين بها توجيه الأذى للمسلمين وقتلهم ولما كان من تصريحات الأنبا بيشوى بدعوته للإستشهاد والدخول فى مواجهة مع المسلمين ، ومع إستقواء لهؤلاء القبط بالخارج ودعمهم للمواقع القذرة التى تسب الإسلام ورسوله الكريم دون أن يمنعهم أحد ، ومع دعم شنودة القذر لكل ما يحدث فإننا نحن جماعة تطهير أرض مصر من النصارى نوجه تحذير أول وأخير إلى قادة الكنيسة المصريةالقذرة وإلى شعب الكنيسة القذر المؤيد لشنودة وعصابته ، ونحن نرحب بحرب شاملة على النصارى إما أن نفنيهم أو يخرجوا من بلاد الإسلام فهذا نداء أخير إلى شنودة كلب الكنيسة وأعوانه بأن يدخل هو وشعبه النجس إلى جحورهم وإلا لا يلومون إلا أنفسهم .. اللهم فقد بلغنا اللهم فأشهد ... جماعة مصر المسلمة فى يوم 5 / 10 / 1431 " .
** لقد أصابنى الإشمئزاز والقئ والغثيان مما أطلقوا على أنفسهم "عصابة مصر الإرهابية – الجناح الفاشينكى لذبح الأقباط" بعد تلك المسخرة المنشورة على موقعهم والمرسلة عن طريق الإيميل لجميع المواقع وقد تشابه هذا البيان مع الحوار الذى أجراه العوا مع المذيع القطرى على قناة الجزيرة ومع بيان جبهة علماء الأزهر المنحلة فلا فرق بين البيانات الثلاثة ونحن ننشر هذا البيان لكل من يهمه الأمر للحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن وحسنا فعل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حينما أصدر بيانا أعلن فيه أن المعتقدات خط أحمر لكل من تسول له نفسه الإساءة للأخر .
** لم تكن الحملة التكفيرية التى إندلعت كالنار ضد الأنبا بيشوى إلا بروفة وإنذار لمن يجرؤ على التساؤل على كلمة أو عبارة وردت بالقرأن حتى لو كانت تكفر الأقباط!!! علماً بأن قانون الإيمان عندنا نحن المسيحيين " بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الأب ضابط الكل خالق السماء والأرض ما يرى وما لا يرى .. نؤمن برب واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور ، نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق مساو للأب فى الجوهر ...... " ، فالمسيحيين يؤمنون أن المسيح هو الله وأن الأب والإبن والروح القدس إله واحد .
** لقد حذرنا كثيرا لما يسمى بحوار الأديان أو التقارب بين الأديان ولكن قلنا فليكن الحوار حول مناقب الأديان والبحث عن مناقب الجمال والحب والتلاقى فى جمال الأديان دون التعرض لعقيدة وإيمان الأخر .
** لقد إنطلقت حملة نارية ضد الأنبا بيشوى وهو لم يطعن فى القرأن ولكنه تساءل حول الأية "كفروا الذين قالوا أن المسيح هو الله" وهذا يعنى أن جميع المسيحيين كفار لأنهم يؤمنون أن المسيح هو الله كما أن جميع المسلمين فى نظر المسيحيين كفار لأنهم لا يؤمنون بالسيد المسيح الإله ... لقد سعى الأنبا بيشوى فى محاولة للتقرب إلى بعض الأيات القرأنية التى تكفر الأخر ففوجئ بحملة شرسة تتهمه بالكفر والزندقة رغم ما تعرض له الكتاب المقدس من وقاحة من بعض من يطلقون على أنفسهم لقب أساتذة بمجمع البحوث الإسلامية ، ويعودوا ويعتذروا ثم يعودوا ويكذبون إعتذارهم وبعضهم أطلق على الكتاب المقدس "الكتاب المكدس" فلم تقيم الدنيا ولم نعلن الحرب على الإسلام بل إعتبرنا هؤلاء فى مصاف المرضى نفسيا الذين ليس لهم مكان إلا البحث عن غرفة "بالعباسية" .
** فهل نحن أصبحنا فى مجتمع عنصرى طائفى ، لقد تحدث "العوا" فى حوار لجريدة الدستور عام 2007عقب أحداث قرية بمها بالعياط ومهاجمة المتطرفين منازل ومتاجر الأقباط وتم حرق 27 منزل ومتجر وتم سلبهم وسرقتهم بالكامل .. قال العوا " إن ما يثير المسلمين ويستفزهم هو ضرب الأجراس والمناجيق والصولجان الذى يصاحب الكورال الكنسى ومظاهر الفخفخة فى طقوس الصلاة ، كما أثار العوا إستياءه من بناء قباب الكنائس "!!!! ، فى الوقت الذى لم نسمع قبطى واحد إعترض على كم الميكروفونات التى ملأت قباب الجوامع والزوايا والتى تؤذن بالصلاة مع مطلع الفجر حتى صلاة العشاء بل وتقوم بالدعاء على النصارى وسبهم كما قام البعض الأخر بإتهام الكنيسة بتحريف الكتاب المقدس قلنا لهم إذن إئتونا بالإنجيل الحقيقى .
** لقد جرموا البحث وجرموا الفكر وأصبح إعمال العقل حرام وإن بحثت وكشفت فساد الأصول تصبح مرتدا مهدر الدم لأنك كشفت فسادهم .. علينا أن ندرك أن هناك بعض المغرضين الذين مازالوا يحاولون جرجرة الوطن إلى مستنقع الحروب الطائفية والعودة إلى زمن الفتوحات الإسلامية والخلفاء الراشدين دون أى معرفة عن مستنقع الحروب البشعة فى هذه الأزمنة التى إنتهت ولن تعود .
** لقد أجبر المسيحيين فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب على "وثيقة العار" التى كتبوها على أنفسهم إتقاءً لشر الخليفة والتى تقول " إننا لا نحدث فى مدائننا ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة ايام ولا نظهر شرعنا ولا ندعو إليه أحد ولا نمنع أحد من ذوى قرابتنا من دخول الإسلام إن أراده وأن نوقر بالمسلمين ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس وألا نتشبه بالمسلمين فى شئ من ملابس أو قلنسوة أو عمامة ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف وأن تكون لنا علامة جز مقدماتنا وشد زنار على أوساطنا وألا تظهر صلباننا ولا نضرب بالنواقيس إلا ضعيفا ولا نرفع أصواتنا على موتانا ولا نجاور موتانا بموتى المسلمين فإن خالفنا فى شئ من ذلك فلا ذمة لنا " ..
** كما ذكر عمر بن الخطاب أنه قد أمر بهدم أى كنيسة تبنى بعد الفتح مع عدم تجديد أى كنيسة بعده وإذا ظهر صليب كسر على رأس صاحبه وقد أورد كل ذلك إبن الحكم فى كتابه "فتوح مصر" للخليفة عمر فهل مازال الجهلاء يحلمون بعودة عصر الخلفاء الراشدين الذى بدلته السعودية بمجموعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ... لقد تحولوا إلى أصحاب شهوة الدم لتكفير كل من يخالفهم رغم أنهم كانوا أول من خالفوا الرسول علنا بل جعلوا مخالفتهم قرارات تعمل بها حتى اليوم .
** وهكذا إن أنت بحثت فعرفت وعلمت ثم أعلنت الناس بما علمت ستكون أنت من خالف المعلوم بالضرورة ، هم خالفوا نصوص الديان وأنت من خالف الإنسان فيتم حسابك لمخالفتك الإنسان ، فيا له من منطق يليق بأصحاب شهوة الدم والتكفير فإكتشافك أن القاعدة التكفيرية التى شرعت قتل مسلمين يفترض أنهم قد عصموا دمائهم بإسلامهم لا تصلح تشريعا فإنك تكون قد خالفت الخليفة وإجماع الصحابة وتصبح زنديقا تدعى الإسلام ولست بمسلم .
** لقد قرر الخليفة أبى بكر قتال المعارضين لإمارته تحول إلى تشريع مرهب ومرعب ينال من إيمان الناس ليصل إلى رقابهم ويفضح أعراضهم وينتهكها ويستعبد ذرايهم وينهب أملاكهم علما بأن بعض الصحابة قد عارضوا قرار الخليفة بقتال المسلمين المعارضين وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وعندما رأى عمر بطش أبى بكر تراجع عن هذه المعارضة وقال "فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعرفت أنه الحق " .. إبن كثير تاريخ 6/311 وتحول عمر بن الخطاب من المعارضة إلى المؤازرة حين رأى الله قد شرع صدر الخليفة للقتال ، غاية القصد منه هو أن الخليفة كان مصرا على قراره رافضا أى تراجع عنه وأن إنشراح الخليفة أبى بكر يعنى ميله التام لفكرة القتال وإستراحة مزاجه النفسى إليها وأنه بهذا الإنشراح المزاجى قرر ثم نفذ وقاتل المسلمين المعارضين وعاملهم معاملة الكافرين بالأسر والسجن وإستنادا إلى هذا الإنشراح تمت موافقة كبار الصحابة على تلك الحرب وهو ما يعنى أن كثير من القرارات التى لبست ثوب القدسية كانت بسبب إنشراحات مزاجية مثل ما دونه البخارى فى صحيحه من أحاديث وإستبعد غيرها فأصبح الرجل مقدسا صاحب كتاب مقدس أجمعوا على أنه أصح كتاب على الأرض بعد كتاب الله .
** لقد قمع أبى بكر الصديق المعارضة بحد السيف أمر بقتل وقتال كل الذين رفضوا دفع الزكاة ومن الطبيعى أن يتساءل المسلم هل كان أبو بكر شخصا مقدسا يمكن أن يضع للمسلمين شرائع جديدة وحدودا جديدة .. ألا يعنى ذلك أن الرسول قد قصر فى تبليغ كامل رسالته فجاء بعده من يستكملها وهو ما لا يستقيم مع مفهوم أى رسالة .
** هنا كانت مهمة فقهاء الحلف لتسويغ الفعل البكرى بعد أن أثبت فاعليته فى قمع المعارضة بالسيف وضرورة التسويغ لهذا الفعل الكبير كانت ضرورة لأزمة لتأكيد شرعية الخليفة فى الحكم رغم هذا الفعل الذى رفض فيه مشورة كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وحارب مسلمين لم يتنكروا لإسلامهم وقاتلهم وقتلهم ومثل بهم ، هنا لم يكن باليد من حل سوى تقديس شخص الخليفة حتى تتقدس أفعاله ويصبح فعله شريعة إسلامية وهو ما يعنى تقديس أشخاص الراشدين الأربعة ثم تقديس أفعالهم التى تحولت إلى شرائع وحدود أضيفت للإسلام وتم تقديسها ورغم ذلك ظهر خلفاء مستنيرين كالمأمون وليس بسبب سادتنا الفقهاء ولا لأن الدولة كانت إسلامية إنما لتفاعل ثقافات شعوب الحضارات المفتوحة وهو ما تشهد عليه إضافات العرب لتلك العلوم التى كانت ، لقد أقاموا منذ الفتوحات الإسلامية للراشدين دولة الظلم والطغيان والقهر لأدمية الإنسان وإذلال كرامة الناس حتى سقوط أل عثمان .
** ويذكر الشيخ يوسف القرضاوى فى كتابه "الإسلام والعلمانية" إن إخطاء المسلمين وإنحرافاتهم على مدار التاريخ إثمها على أصحابها ولا يتحمل الإسلام وزر شئ منها / 23" .. لقد إهتم القرضاوى بالدفاع عن الشريعة وليس الناس لأن أسلافه كانوا هم القائمين عليها فهل أعلن القرضاوى وإعترف باعتراف أخر بأنها كانت دولة الظلم والطغيان وليست العدل والإحسان .
** هل إعتذروا عما حدث لبنى يربوع على يد خالد بن الوليد من مجازر ومحارق فى فتوح العراق وفلسطين ومصر والشام مع ذل الرجال بهتك عرض النساء .
** إن ما يحدث فى مصر الأن لا يخدم إلا النظام الصهيونى بمباركة أمريكية كما أن المناخ فى المجتمع المصرى غير مستقر والحياة الإجتماعية فى حاجة إلى إعادة صياغة وهناك حالة من فقدان الثقة والإعتصامات المتكررة فلا يوجد مستقبل أفضل خاصة أن حركة الإقتصاد المصرى والإستثمار لا يستفيد منها الفقراء والمشاريع الإستثمارية أغلبها مشروعات عقارية وقرى سياحية ومدن جديدة بها القصور والفيلات وهناك بشر فى مصر ربما لا يجدون قوت يومهم مهملون مهمشون يشاهدون إعلانات التليفزيون الملونة وأملهم الفوز بجائزة أو خمسة أرغفة من الخبز كما تبشرهم إعلانات مسحوق الغسيل ونحن البلد الوحيد الذى ترى فيه الشئ ونقيضه جنبا إلى جنب وفى لحظة واحدة ... فهل تكتب النجاة لمصرنا الحبيبة .. فنحن شعب واحد لا فرق بين المسجد والكنيسة فالمسلم يدخل المسجد ويدعو للرب والمسيحى يدخل الكنيسة ويدعو للرب .. ونحن نقول يارب إحفظ هذا البلد أمناً .
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

إمام مسجد نيويورك: هدفنا منع وقوع هجوم إرهابي في أمريكا

فيصل عبد الرؤوف إمام مسجد نيويورك
نيويورك- رويترز

قال الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يقود خطة لبناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك إن هذا المشروع يهدف لمنع وقوع هجوم مماثل مستقبلا.

وقال عبد الرؤوف في مقابلة مع برنامج (60 دقيقة) بثتها شبكة "سي بي أس" الأمريكية الأحد 26-7-2010 إنه يشعر بأن من واجبه المساعدة في حماية الأمريكيين غير المسلمين من مثل هذا العنف.

وأوضح أن بناء المركز الذي سيضم قاعة للصلاة على بعد بنايتين من مركز التجارة العالمي المدمر هو "الشيء الصواب الذي نفعله، فأمريكا بحاجة إليه ومسلمو العالم بحاجة إليه، علينا أن ننشر السلام".

كسب القلوب

وقال عبد الرؤوف إن "الحملة من أجل كسب القلوب والعقول جزء مهم" في أي قتال عسكري ضد المتطرفين الراديكاليين.

وأضاف "لو حدثت 9/11 مرة أخرى فإنني أريد أن أكون أول من يموت، "إن واجبي كمسلم أمريكي الوقوف بينكم أنتم الأمريكيون غير المسلمين والراديكاليين الذين يحاولون مهاجمتكم".

وسئل عما إذا كان بناء المركز في مكان قريب جدا من موقع الهجمات أمر لا يتسم بحساسية فقال عبد الرؤوف "نريد منع وقوع 9/11 أخرى نريد منبرا لتعزيز صوت المعتدلين".

ويقول منتقدون إن قرب المركز لموقع الهجمات لا يتسم بحساسية، في حين يقول أنصار المشروع إن الساسة هيمنوا بشكل خطأ على هذا النقاش المفعم بالمشاعر قبل انتخابات الكونغرس في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني).


القس المتهم بالتحرش: أشعر كأنني داوود يحارب جالوت


أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)--
تعهد القس الأمريكي أيدي لونغ، الذي يواجه تهما بإكراه فتية على ممارسة الجنس معه، بالوقوف في وجه هذه المزاعم، قائلا في عظته يوم الأحد، إنه يمر "بأصعب الأوقات في حياته."

وقد توالت الدعاوى القضائية ضد قس جورجيا، بعدما اتهمه شخص رابع بالتحرش به جنسياً أثناء رحلة في أفريقيا، لتضاف المزاعم إلى سلسلة فضائح جنسية هزت المؤسسات الدينية في أوروبا والولايات المتحدة.

وقال لونغ أمام جمع غفير في كنيسة "بيرث ميشينيري" في مدينة أتلانتا "لقد اتهمت.. وتعرضت لهجوم.. وأريدكم أن تعرفوا أنني لست كاملا.. لكن هذه التهم (التحرش الجنسي) سوف أحاربها."

وشبه القس نفسه، أمام الجمع الذي هتف له، بأنه "داوود يحارب جالوت،" في إشارة إلى قصة تتداولها الأديان السماوية حول معركة بين نبي الله داوود وأحد المحاربين الأشداء ويدعى جالوت، والتي انتصر فيها النبي وفريقه على المحارب وجيشه.

وتقول وثائق الدعوى القضائية الرابعة التي أقامها سبنسر لوغراند، 22 عاماً، إن لونغ تحرش به جنسياً عندما كانا في رحلة بكينيا قبل خمسة أعوام بعدما اشتكى من الأرق وقدم له الأخير مهدئاً لينتهي بهما المطاف بقضاء الليل معاً.

ويزعم لوغراند، في دعواه القانونية، أن القس تلاعب به وخدعه بإقناعه بأن العلاقة الجنسية "عنصر صحي للحياة الروحية،" متهماً إياه بتخصيص أموال الكنسية لإغراء ضحاياها بالسيارات والملابس والمجوهرات والإلكترونيات.

وقال إن القس، وفي إحدى المرات عام 2008، أقام معه علاقة داخل مكتبه الملحق بالكنيسة، علماً أن العلاقة بين الاثنين انقطعت العام الماضي.

ويتهم ثلاثة آخرون لونغ، وهو قس بكنيسة مقاطعة "ديكالب" بولاية جورجيا، بممارسة الجنس معهم عبر وسائل مختلفة.

وبدورها تواجه الكنسية دعوى مدنية رفعت ضدها الجمعة.

وسارع القس إلى نفي كافة التهم، قائلاً، وعلى لسان الناطق باسمه، آرت فرانكلين: "موقفنا حول هذه قضايا لم يتغير.. إنه لمن المؤسف أن يختار هؤلاء الشباب إتخاذ هذا النوع من الإجراء.. فريق الدفاع سيراجع الشكاوى ويرد عليها وفقاً لذلك، في الوقت المناسب والمحفل المناسب."

ومنذ العام الماضي، اجتاحت سلسلة فضائح جنسية العديد من المؤسسات الكنسية أو الخاضعة لإدارة رجال دين، مما دعا بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر، إلى الإعتذار وإبداء أسفه الشديد للضحايا، مطالباً رجال الدين المتورطين في هذه القضايا تحمل مسؤولياتهم و"التوبة."

وأقر بأن ما جرى لا يمكن نسيانه بسهولة، واعتبر أن تأثيرات الفضائح على الديانة المسيحية "كانت أقسى من تأثير قرون الاضطهاد" التي رافقت بداياتها.

ودعا البابا الرهبان ورجال الدين الذين تورطوا في القضية إلى الاستجابة للسلطات الأمنية، وطلبهم بـ"تحمل مسؤولياتهم والاعتراف بما قاموا به" دون أن "يفقدوا الأمل في رحمة الله."

ويذكر أن شبكة CNN أجرت تحقيقا واسع حول فضائح التحرش ودور بابا الفاتيكان فيها، يعرض يومي السبت والأحد برنامجاً خاصاً مدته ساعة بعنوان "ما يعلمه البابا."

البابا شنودة: آسف جدا أن يحصل جرح لشعور إخواننا المسلمين


بي بي سي
أعرب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية عن "الأسف" لجرح مشاعر المسلمين بسبب تصريحات اسقف قبطي قال فيها ان بعض آيات القرآن اضيفت بعد وفاة النبي محمد.

وقال البابا شنودة في مقابلة مطولة مع التلفزيون المصري الحكومي بثت الأحد "أنا آسف جدا أن يحصل جرح لشعور اخواننا المسلمين" وأعرب عن استعداده "لترضيتهم بأي طريقة".

وأضاف "الموضوع مجرد إثارته أمر غير لائق وتصعيده أيضا غير لائق"، وتابع أن "الحوار الديني يجب ان يكون في النقاط المشتركة في المساحة المشتركة".

واكد البابا شنودة أيضا أن "مناقشة المعتقدات الدينية خط أحمر" لا يجب تجاوزه، وأعرب عن اعتقاده أيضا بأن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس القبطي قد يكون ألقى محاضرة موجهة إلى قساوسة وليس للنشر العام.

كما اتهم أيضا الصحافة بنقل تصريحات أخرى للأنبا بيشوي بشكل غير دقيق جاء فيها أن المسلمين ضيوف على مصر.وأضاف البابا شنودة " نحن الضيوف والمسلمون هم الأغلبية".

تنديد الأزهر

وجاءت تصريحات البابا شنودة بعد يوم من تنديد شيخ الأزهر في مصر أحمد الطيب بتصريحات الأنبا بيشوي.
وقال احمد الطيب ان هذه التصريحات تضر بالوحدة الوطنية. جاء ذلك بعد اجتماع يوم السبت ترأسه رئيس جامعة الازهر لبحث تصريحات الانبا بيشوي الذي قال بعد تصريحاته انه لم يقصد التهجم على الاسلام.

وأعلن مجمع البحوث الاسلامية بالازهر في بيان أن الشيخ احمد الطيب "صدم لما نشر من تزييف للقرآن الكريم" عبر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس القبطي.

وأضاف البيان أن "مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تهدد في المقام الاول الوحدة الوطنية في وقت نحن اشد ما نكون في حاجة لصيانتها"

وحذر البيان من "اننا نرصد هذه التصرفات غير المسؤولة من واقع الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه ومواجهة الفتن التي يمكن ان تثيرها هذه التصرفات".

تفسيرات

وكان بيشوي قد حاول تفسير تصريحاته بشأن القرآن قائلا إنه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام. واتهم وسائل الإعلام بتحريفه أقواله.

وأشار، في تصريحات صحفية لاحقة ، إلى إنه كان قد دار حوار بينه وبين السفير المصري في قبرص قبل سنوات حاول خلاله أن يستوضح ، كما قال، معاني بعض الآيات القرآنية المتعلقة بموقف الإسلام من المسيحيين.

وتساءل القس عما إذا كانت آيات محددة فى سورة المائدة بشأن المسيحيين قد أضيفت في وقت لاحق في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان.

وقد وضع بيشوي فحوى الحوار في كتب وزع ونوقش خلال مؤتمر عقد بمحافظة الفيوم ، جنوب مصر منذ أيام تحت عنوان " تثبيت العقيدة". غير أنه أكد لاحقا أنه يكن الاحترام للإسلام وأن أقواله قد أسيئ فهمها.

يذكر أن مصر شهدت العديد من أحداث التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط مؤخرا ارتبطت بعضها ببناء كنائس جديدة ومزاعم بشأن تغيير الديانة.

كما ثار جدل مؤخرا بين الحكومة والكنيسة الأرثوذكسية بشأن بعض المسائل القانونية مثل الزواج الثاني للأقباط

ويضمن الدستور المصري حرية التعبير الا ان حساسية شديدة تحيط بمسالة الاديان. ويشكل الأقباط بحسب تقديرات ما بين 6% و 10% من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة.


يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ/ لطيف شاكر


يقول يشوع بن سيراخ : رُبَّ ساكتٌ يُعَدُّ حَكِيماً، وَرُبَّ متكلم يُكرَه لطول حديثه. مِن الساكتين مَنْ يسكت لأنه لا يجد جواباً، ومَنْ يسكت لأنه يعرف الأوقات. الإنسان الحكيم يسكت إلى حين، أما العاتي والجاهل فلا يُبالي بالأوقات. الكثير الكلام يُمْقَت والمتسلط جوراً يُبْغَض" ( يشوع بن سيراخ 20: 5-8)

و سليمان الحكيم يعلمنا قائلا: ( تفاح من ذهب فى مصوغ من فضة كلمة مقولة فى محلها " ( أم 11:25

امتلأت الدنيا ولم تقعد بسبب الكلام الكثير والاحاديث الهادرة في امور لاتخص الكنيسة او الاقباط ويجب عدم الخوض فيها من رجل مسئول بالكنيسة وساءت فهمها وادت الي تشنجات وتهديدات , فالصحف تكتب علي اشلاء الوطن وشيوخ الجوامع لايصمتوا علي دفع المتأسلمين الي الجهاد في سبيل الله بقتل الاقباط الكفرة ,واضحت المصالح الشخصية اهم من مصر ودمارها , والمبشرون بخراب مصر من الوهابيين يقفون بالمرصاد الي كل من يظنون انه يسئ للاسلام ولو بالنية او بالهمس او السؤال , ويتربصون الي كل مايتخيلون انه ينتقد الدين ولو بالاشارة ..يقتلون علي الهوية وينكلون بكل من يقترب الي الدين ولا يقبلون مجرد سؤال لاتسأل يا..... انه كفر بواح

البلد تعيش علي صفيح ساخن والشعب يلتهب بنيران الفساد والجهل والمرض

وفي هذا الوقت المكفهر الذي يلوح بخراب منتظر ودمار محتمل وعدوان مرتقب , ومصاحف فوق الرؤوس وسيوف فوق الاعلام تحت ستار الدين ,لانه الغطاء القوي للقتل والذبح والخطف دون محاسبة , ولانه الملجأ القوي الذي يلجأ اليه الفاسد والمظلوم ملتحفا بكلمة الله التي تبرأه من ارتكاب اعتي الجرائم , حتي لو طال الوطن كله فالدين فوق الوطن والمواطنة والديار دار اسلام والاوامر صادرة من صاحب الدين الله الجبار.

امام هذا التيار الجارف والموقف الراهن يجب ان يصمت الجميع حتي يتكلم الله ونلوذ بالصمت لان الصمت أبلغ من الكلام ، وأكثرفائدة ونفعا ... أو علي الأقل ، قد يكون أقل ضررا ....والذكي يري الشر فيتواري

ولكن نري مطراننا الجليل الانبا بيشوي يصرح بأقوال واحاديث واسئلة لاداعي من اثارتها او مجرد ثرثرتها , وهم يتشككون في نيته خاصة في وقت مشحون بالتهديدات ويلوحون بالدمار والخراب , والدولة في سبات عميق لايريد احد ان يوقظها فالمسئولون مشغولين بما هو اهم , فالكرسي اصبح الهدف الاسمي لهم حتي ولو وصلوا اليه علي طريق مفروش بالدم , وعلي خراب البلد وفوق جثث الشعب فهذا شأنهم وديدنهم فلا يبالوا !!!!

يامطراننا لاتحاول ان تثير الناس المشحونة بالغضب نتيجة الظلم والفساد والجوع فلاذوا بالدين لكي ينفثوا عن غضبهم المكنون فالدين يعلي ولا يعلي عليه وهو اقوي من الترسانات المدججة باعتي الاسلحة الفتاكة . فلا تقوم نيافتك بدور الدولة وتكون بمثابة حجر صدمة امامهم في غيظهم فيتحول غضبهم من اجهزة الحكم الي الكنيسة ورموزها.. ونحن جميعا الخاسرون .

ثم اراك تهيل التراب وتثير الغبار ليس علي سلام الوطن وهدوءه فحسب , بل ايضا علي الاخوة الانجيليين وكأنك عاهدت نفسك وعقدت النية علي تدمير الداخل والخارج بلا فائدة ترتجي بل ستزيد الخصام ويدب الانقسام من خلال مؤتمر تشتيت العقيدة الذي ارجو من الله ان يهدم علي اصحابه .

هل الامر يحتاج الان الي تمزيق الجسد وتقطيع اعضاؤه , من لايجمع فهو يفرق ومن يفرق يامطراننا لايجمع , وثق ان الكلام والمواعظ لن تجدي ,ولكن القدوة الحسنة والسيرة النقية والعمل الطيب هم الركيزة الاساسية للايمان والتمسك بالعقيدة ... لاتحرق الاقباط بيدك فقد قمت بعمل يحسدك عليه اجهزة الامن التي تبغي هذا الانقسام وتعمل لحسابها ,ولاادري من اين جاءت قوتك هل من اساقفة المجمع المقدس ( لااظن ), ام من قداسة البابا( غير محتمل)هل من الحكومة (أكيد) وامام هذا قداسة البابا يعجز علي اسكات صوتك الذي يجلب المشاكل للاقباط جميعا ,وللوطن ايضا اضافة لقداسة البابا نفسه الذي اصبح في مهب رياح التنديد والوعيد والاهانة الخارجة عن الادب, وعلي مسمع ومرأي من الوطن .

يقول القديس يعقوب السروجى :
" هناك وقت يضطر الإنسان للكلام و هناك موضع ينبغى فيه السكوت"

ويقول سليمان الحكيم :للسكوت وقت وللتكلم وقت جا 7:3

يقول قداسة البابا :الصمت ينفع أحيانا ولكنه ليس قاعدة ثابتة. أما القاعدة الحكيمة فهي ان يتكلم الإنسان حين يحسن الكلام ، ويصمت حين يحسن الصمت ... وحين يصمت ،فليتكلم قلبه مع الله، طالبا منه أن يتكلم بدلا عنه...



الصمت قد تكون فيه حكمة وقوة، وقد يكون فيه نبل ورصانةوأحيانا نصمت لكي يتكلم الله وتكون كلمة الله أقوي من كل ما نريد أن نقول .... ظل السيد المسيح صامتا أمام بيلاطس . لم يفتح فاه ، ولم يدافع عن نفسه . وفي صمته قال بيلاطس : لست أجد علة في هذا البار

يا مطراننا الوقت لايحتمل الكلام.. اصمت ارجوك ادخل مخدعك وصلي من اجل ان يزيح الرب هذا الكرب ...لوذ بصومك والبس المسوح وترجي الله.. لاتبرح مكانك فشعب ابروشيتك المنكوب اولي برعايتك وبعصاك الغليظة... ماذا يضير الصمت ,وماذا ينفع الكلام . لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتًا. يَكُونُ ذلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (سفر أيوب 13: 5) .



السيد المسيح يقول عنه الكتاب المقدس لايخاصم ولا يصيح ولايسمع احد في الشوارع صوته فتيل مدخنة لايطفأ وقصبة مرضوضة لايقصف ...

لاتقف يامطراننا امام التيار الحاشد ضد الحكومة بسبب الجوع والفقر والجهل والفساد ولاتدعهم يصطدموا بك وبنا عوضا عن الحكومة ولعلنا نتعلم من التاريخ حينما كان يثور الشعب المصري يسرع الي الفتك بالاقباط لاغاظة الحكومة " حذر د. ابراهيم محمد عويس استاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون من اندلاع ثورة جياع في مصر خلال فترة زمنية وصفها بالقريبة" (المصري اليوم بتاريخ 25 الجاري )

من الذكاء والفطنة ان نتجنب حماقة المتشددين والوهابيين لان حماقتهم ليس لها دواء فهم يستقون ببلاد البتردولارية يقول د.عمرو اسماعيل -الطبيب المفيم في لندن- بالحوار المتمدن المنشور اليوم 25:

نحن المسلمون نقول ليل نهار وعبر الميكروفونات ان الانجيل محرف .. هذا ايماننا .. ولم نسمع مثل هذه الضجة من أقباط مصر او تم رفع دعاوي قضائية لاسكات صوت الميكروفونات في مساجدنا ..
فلماذا نغضب ان لمح ولم يقلها علنا مسيحي مثل الأنبا بيشوي بتحريف القرآن ..
كلنا نعرف وهو شيء طبيعي ان المسلم يؤمن بتحريف الانجيل وهو حق له والمسيحي يؤمن ان القرآن كله ليس من عند الله وهو ايضا حق لهم..
ان قبلنا ان نقول رأينا علنا فيجب ان نقبل ان يقولوا هم ايضا رأيهم علنا
الدين القوي لا يخاف من رأي الآخرين فيه ..
أما آن تقوم المظاهرات الغاضبة لأننا نرفض ان يقول فينا الآخر ما نقوله عنه وعلنا وبصوت الميكروفونات العالية وبجميع لغات العالم وليس فقط العربية .. فهذه هي الازدواجية بعينها
وهذه هي ثقافة الكيل بمكيالين التي هي آفة أصيلة فينا ونتهم بها العالم كله الا أنفسنا
أن اردنا الحرية فهي دائما طريق ذو اتجاهين وليست طريق خاص
أن أردنا الديمقراطية .. فهي منظومة شاملة أهم مافيها هي حرية التعبير لنا ولمخالفينا في الرأي أو العقيدة .. وحرية العقيدة من اقامة الشعائر الدينية والدعوة السلمية لهذه العقيدة وبعيدا عن التحريض عن العنف.. وسيادة القانون علي أساس المواطنة بصرف النظر عن الدين والجنس أو اللون (انتهي)

وان كنت في الحقيقة اشفق علي المطران واشعر باحاسيسه حينما يسمع كل يوم سب وتمزيق العقيدة المسيحية صباحا ومساءا عن طريق الكتب الصفراء المنتشرة علي ارصفة الشوارع, والفضائيات الاسلامية والبرامج المتعصبة , وشيوخ الفضائيات والجوامع الذين انطلقت السنتهم القبيحة دون ضوابط وطنية او خلقية او ادبية او دينية ضد السيد المسيح والكتاب المقدس ورموز الكنيسة , لكن لم يطلب منا السيد المسيح رد الاهانة بمثلها بل كانت وصيته ان نحب لان المحبة تتأني وترفق ولا تقبح ولا تحتد ولاتظن السؤ ولاتفرح بالاثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شئ وتصبر علي كل شئ لان المحبة لاتسقط ابدا( 1كو13 )وما أجمل قول الكتاب المعزي لنا" الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون " (خر 14:14)

اسمع يانيافة المطران مايقوله عاموس النبي "يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ" (سفر عاموس 5: 13)

وبولس الرسول يعلن بوضوح : فلنعكف اذا علي ماهو للسلام وماهو للبنيان بعضنا لبعض رو19:14





لماذا يكرهون الصليب؟/ عـادل عطيـة



لماذا كره رؤساء اليهود : "الصليب" ، حتى أنهم نادوا في جميع اليهودية وأورشليم : " كل من كنس داره أو عنده تراب ، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري " ، فغمروا الجلجثة والقبر بتل من التراب ، وصنعوا على مدى سنوات طويلة مزبلة هائلة .. مع أنه من المفترض أن الصليب قد خلّصهم من ذلك الذي أرّق عقولهم ، وهز مكانتهم وعروشهم ؟!
ولماذا يكره المسلمون : "الصليب" ، حتى أنهم لا يطيقون رؤيته ، وأن رأوه تعالت صيحاتهم القاتمة مجددين كراهية يطول أمدها .. مع أن الصليب لم يستخدمه أتباع المصلوب سيفاً ليعمل في نحورهم ؟!..
في قضيتنا هذه ،
الأسئلة تنبع من الأسئلة ..
وتفيض .
لقد قيل أن كثرة العجائب التي كانت تظهر من قبر المخلص من اقامة الموتى وابراء المقعدين ، كانت سبباً في غضب رؤساء اليهود !
ألم تلفت هذه الاعاجيب انتباههم ؛ فيعرفون أن الصليب هو الجزء الأعظم من عطية الحياة ؟!..
ولماذا يحرمون اناساً بؤساء من نعمة النبض ، والبراء ؟!
وهنا نجد أنفسنا وجهاً لوجه مع تطابق في التصرفات عجيب بين رؤساء اليهود ، وشيوخ المسلمين : فالشيوخ ينادون بالنضال المقدس ضد الصليب بعدم السماح ببناء الكنائس ، وان سمحت السلطات ، فلتكن بغير منارات حتى لا تعلوها العلامة المُضطهدة ، وما أكثر الغوغائيين الذين تشربوا من هذه التعاليم ، حتى أنهم ينزعون الصلبان من على شواهد القبور ، ونجد الاستاذ الجامعي ، والموظف الحكومي ، وحتى اصحاب المخابز ، كل هؤلاء وغيرهم عندما يبصرون صليباً في يد مسيحي وحول عنق مسيحية ، فانهم يضيّقون عليهم كل سبيل ، ان لم يأتوا لهم بالفؤوس والعصي والموت.. وهل ننسى شهيد الخبز ؟!.
وهم في كل ذلك ، لا يتساءلون بينهم وبين أنفسهم : ماذا في هذا الرسم ، وما الشيء الذي يختبيء وراء تقاطعاته ؛ حتى يقاوموه ، وحتى أنهم يفضلون علامة : "العصا التي يلتف حولها ثعبان" ، أو "الأفعى والكأس"،على "الصليب الأحمر"، كعلامة طبية .. مع أن الصليب الأحمر ، يرمز لمنظمة دولية تسعى إلى الحفاظ على قدر من الإنسانية من خضم الحروب ، وويلاتها ، وضحاياها ؟!..
بل ولماذا يحرمون اخوانهم واخواتهم في الإسلام من الذهاب الى الكنائس ؛ ليتخلصوا من الشياطين التي فيهم ، وكلنا يعلم الضغوط الإسلامية على جناب الأب مكاري يونان ، الذي منحه الرب موهبة اخراج الشياطين ؛ ليتوقف عن مساعدة هؤلاء الذين أذلهم عدوالخير، بصلواته ، وبقوة علامة الصليب ؟!..
أن الشيطان يكره الصليب الذي جرده من رتبته واصبح تحت الأقدام .
وأن أبناء أبليس لا يريدون الصليب ؛ لأن الشيطان الذي بداخلهم : يرفضه ، ويخشاه كمهزوم يائس .
ولكن الصليب سيبقى كارزاً بالكفارة ولو كره الكارهون !..

غضب من مطالبة نائب البابا شنودة بمراجعة القرآن والأزهر يرد

غزة - دنيا الوطن
يعكف شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب على إعداد "بيان قوي" يصدر عن الأزهر السبت 25-9-2010، للرد على تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكاتدرائية القبطية، والتي طالب فيها بمراجعة بعض آيات القرآن الكريم، "فقد تكون آيات أضيفت إليه في عهد عثمان"، حسب قوله.

وقالت مصادر مسؤولة بمشيخة الأزهر إن شيخ الأزهر غضب بشدة بسبب ما ورد في محاضرة بيشوي أول من أمس في مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوذكسية المنعقد بالفيوم، مشيرة إلى أنه "لم يكن يتوقع صدور مثل هذه المواقف، خصوصاً في الوقت الذي يسعى فيه الجميع للتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية بدلاً من إشعال الفتنة الطائفية".

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" الجمعة عن السفير محمد رفاعة طهطاوي المتحدث الرسمي باسم شيخ الأزهر أن الدكتور الطيب أصدر تعليماته بعقد إجتماع طارئ برئاسته غداً السبت لتفنيد "ادعاءات بيشوي وإعداد رد قوي عليها".

ردود فعل غاضبة

ولا تزال تصريحات بيشوي بشأن مطالبته بمراجعة آيات القرآن الكريم تثير ردود فعل غاضبة على المستويين المسيحي والإسلامي في مصر. فقد طالب عدد من العلماء والدعاة المسلمين الأنبا بيشوي "بالتزام العقلانية وتجنب إثارة الفتنة"، رافضين ما اعتبروه "تدخلاً في تفسير الآيات القرآ نية لتغيير مقاصدها".

ودعت قيادات ومشايخ الطرق الصوفية إلى سرعة عقد لقاءات للتهدئة، مؤكدين أن مواقف سكرتير المجمع المقدس "لا تمثل المسيحيين". وطالب عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بيشوي "بمراجعة نفسه بدلاً من مراجعة آيات القرآن"، ووصفوا تصريحاته بأنها "غير مسؤولة".

من جهته، قال الأنبا بيشوي إن ما جاء في النص المطبوع لمحاضرته الذي تسرب إلى الصحف قبل أن يلقيها في مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوذكسية "قد أسيء فهمه"، وأن تساؤله "عما إذا كانت إحدى آيات القرآن الكريم قد أضيفت إلى المصحف بعد وفاة النبي" لم يكن نقداً أو اتهاماً، بل "تساؤل مشروع" عن نص قرآني "يشعر بأنه يتعارض مع العقيدة المسيحية" بحثاً عن حل مقبول للخلاف، مشدداً على رفضه الإساءة للإسلام أو تجريح رموزه".

وأكد بيشوى أن ما قصده من ذكر تفاصيل الحوار الذى جرى بينه وبين مسؤولين فى سفارة مصر في قبرص، هو التأكيد على أن الحوار بين الأصدقاء يمكن أن يحل الأمور المختلف عليها، وتساءل: "كيف يتم اعتبار ذلك هجوماً على (القرآن)"، مشيراً إلى أن الملحق العسكري بالسفارة قدم "تفسيراً آخر للنص كان مقبولاً بالنسبة لنا ولا يتهم المسيحيين بالكفر".

وقال: "لا أريد الحديث إلى الإعلام مرة أخرى، لأننى كلما تحدثت يخرجون كلامي عن سياقه"، مضيفاً: "أنا أدافع عن المسجد الأقصى وأنادي بعدم ازدراء الأديان فى المحافل الدولية مثل مجلس الكنائس العالمي والفضائيات، وأعتقد أنه ليس من العدل أن يتهمني شخص بازدراء الإسلام أو الإساءة إليه، وعندما أرد على من يجرحون المسيحية والكتاب المقدس من المفكرين والمثقفين، أرد دون تجريح وانظروا إلى كتبي".

وتابع بيشوي "لقد اعترضت فى أسكتلندا خلال لقاء مجلس الكنائس على حرق (المصحف) وطالبت بعض المسيئين للمقدسات الإسلامية بالتوقف والتراجع عن هذا الحديث لأن شبابنا هو من يدفع الثمن".

وكشف عن اتفاقه مع الإذاعة المصرية على تقديم برنامج تتم ترجمته إلى اللغة العبرية ويتوجه لإسرائيل التى تريد بناء هيكل سليمان للمرة الثالثة مكان المسجد الأقصى "لأثبت لهم كيف أن الله فى العهد القديم ومن خلال نصوص التوراة لا يريد بناء هيكل سليمان للمرة الثالثة".

تدخل غير المسلم في تفسير القرآن مرفوض

من جهته، أكد الدكتور أحمد السايح، أستاذ العقيدة الإسلامية، أن "تدخل غير المسلم فى تفسير الآيات القرآنية بغير ما جاء به الله، وبهدف تغيير مقاصدها، هو أمر مرفوض ولا يجوز شرعاً".

وقال: "ينبغي أن يكون الرد على بيشوي من أهل العلم لإيضاح الحقائق وإظهار التدليس الذى ورد فى كلامه، خاصة أنه استقطع كلام الرازى من سياقه بمنطق (ولا تقربوا الصلاة)"، كاشفاً عن أن الأزهر يدرس الموضوع حالياً بشكل علمى للتوصل إلى أفضل الصور التى يمكن الرد بها، خاصة أن الأزهر مؤسسة عاقلة لا يمكن أن تصدر بياناً كلما تحدث كل من هب ودب"، على حد تعبيره.

ووجه "السايح" رسالة إلى الأنبا بيشوي طالبه فيها "بالعقلانية ووزن الكلام قبل النطق به، خاصة أن المواطنة التى تطالب بها الكنيسة فى كل حوار أو مناسبة تقتضى أن نتريث فى إصدار الكلام وألا نسيء إلى أحد نهائياً، أو نسعى إلى إحداث الفتن بين أبناء الوطن".

واستنكر الداعية صفوت حجازى ما سمّاه "تدخل الأنبا بيشوي ورجال الكنيسة فى الشأن الإسلامي وتفسيرهم القرآن فى الفترة الأخيرة بما يخدم أهدافهم". وقال: "المفترض أن له عقيدته التى يؤمن بها ولا يجب أن يخوض فى عقيدة المسلمين فهذا أمر غير مقبول، وعقيدتنا كمسلمين لا مجال فيها للشك لأن الآيات الكريمة واضحة وصريحة".

هجوم من الإخوان على بيشوي

وشن عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين هجوماً عنيفاً ضد تصريحات الأنبا بيشوي، ووصفوها "بالدعوة الصريحة لإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين"، وطالبوه بمراجعة نفسه.

ورفض الدكتور رشاد البيومى، نائب المرشد العام لـ"الإخوان" التعليق على تلك التصريحات، وقال: "لا جدوى من الرد على حديث لا جدوى منه والدخول فى مهاترات لا فائدة منها".

من جانبه، وصف الشيخ عبدالله الخطيب، عضو مكتب الإرشاد السابق، الملقب بـ"مفتي الجماعة" تصريحات سكرتير المجمع المقدس بـ"الافتراء والإثم العظيم"، وأضاف: إن القرآن الكريم كتاب "محفوظ" لم يتغير ولن يتغير، ومن يشكك فى آياته يعتبر متجاوزاً لحدوده وعليه مراجعة نفسه.

وطالب الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى "الجماعة" الأنبا بيشوي بمراجعة نفسه بدلاً من مراجعة آيات القرآن الكريم، معتبراً خطابه دعوة صريحة لإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين.

وقال الدكتور سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية لـ"الإخوان" "على الأنبا بيشوى الكف عن إطلاق مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، وغير الموفقة من رجل يفترض فيه التعقل، لأنه يتحدث باسم طائفة لها دين مغاير عن المسلمين، الذين أراد منهم محو آيات من كتابهم الكريم".

ودعا مشايخ وقيادات الطرق الصوفية والأشراف، رجال الدين الإسلامى والمسيحي، إلى سرعة عقد لقاءات لتهدئة الأوضاع عقب تصريحات الأنبا بيشوى، وقالوا إن تصريحاته لا تمثل الجانب المسيحي.

شيخ الأزهر يدعو للوحدة الوطنية

وطالبوا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتفعيل برنامج "الوحدة الوطنية" مع رجال الدين الكنسي، بالإضافة إلى مطالبة المشيخة العامة للطرق الصوفية بدعوة الدعاة والمريدين لاحتواء أى رد فعل غير مسؤول من الجانبين.

وقال الشيخ محمد علاء ماضى أبو العزايم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية، إن القرآن غير محرف ومحفوظ من الله، وطالب بعدم الخوض فى اتهامات التحريف بين الديانات حفاظاً على المواطنة والتعايش مع الآخر.

وأضاف أن "القرآن أمرنا بالمودة مع المسيحيين وعدم تكفيرهم واعتبارهم أهل كتاب"، وتابع بقوله: "إن تصريحات الأنبا بيشوي لا تمثل الإخوة المسيحيين فى وجود البابا شنودة"، مطالباً بعدم الانفعال السريع من رجال الدين فى مواجهة تلك التصريحات حتى يعلن البابا بياناً كنسياً.

ولفت إلى أن الطرق الصوفية "تعمل من خلال المواقع الإلكترونية والمؤتمرات على ضرورة التحاور بين المسلمين والمسيحيين للتعايش والاتحاد".


الطرق الصوفية تدعو للتهدئة

وطالب أبو العزايم المشيخة العامة للطرق الصوفية بسرعة تنفيذ برنامج "الوحدة الوطنية" لتهدئة الوضع، قبل رد فعل غير مسؤول، عن طريق دعاة الصوفية ومريديها المنتشرين فى المحافظات.

ووصف الشيخ عبد الباقي الحبيبي، شيخ الطريقة الحبيبية، تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، ومطران دمياط وكفر الشيخ، بأنها "كلام غير مسؤول من شخص مسؤول". وتابع: "القرآن لم يخطئ فى حق أى ديانة وحث المسلمين على ضرورة التعامل مع المسيحيين واحترامهم وليس محاربتهم".

وقال إن ما يفعله بيشوي هو نوع من المغالطات التى يحاول أن يقنع بها أتباعه لتثبيت عقيدتهم. ولفت إلى أن تصريحاته ستشعل نار العنف والفتن الطائفية. وأشار إلى أن مكانة بيشوي كرجل ثان فى الكنيسة، وقوله إن القرآن محرف ينذران بكارثة حقيقية فى البلد.

ودعا الحبيبي، بيشوي إلى الحفاظ على وحدة البلد والالتزام بتعاليم الإنجيل الداعي للمحبة والسلام، كما طالب شيخ الأزهر وكبار قيادات الإسلام بالاجتماع مع كبار رجال الدين الكنسي لإنقاذ الوحدة الوطنية والتأكيد على لغة التسامح والبعد عن العنف.

من جانبه، دان السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، تصريحات الأنبا بيشوي عن القرآن وأبدى اندهاشه من خروج مثل هذه التصريحات من رجل مسؤول، رغم العلاقات الطيبة التى تجمع رجال الدين الكنسي مع رجال الأزهر.

وأضاف أن أي رجل دين فى أي ديانة يجب أن يتسم بآداب الحوار واحترام الديانات الأخرى، وعدم إثارة الفتن والتفرقة. ولفت إلى أن المسلمين ملتزمون بتعاليم القرآن والسنة، فى المودة والمحبة مع المسيحيين، خصوصاً الأقباط، رغم أي تصريحات غير مسؤولة.

واتفق الشريف مع الحبيبي فى مطالبة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية وكبار رجال الدين الإسلامي، بعقد اجتماعات ولقاءات مع رجال الدين المسيحي، وفتح باب للتحاور وتوضيح المفاهيم المغلوطة، وتوجيه النصح إلى كل متعصب يريد أن يثير الفتن فى البلاد ومحاسبة المخطئين من كلا الطرفين.

منعوا الناس من تأدية صلاة الجمعة في جفجافة فاشتعلت الدنيا

أن يكون الجو في الأصل محتقنا وتأتي أنت وترمي بالمزيد من الوقود فهذا لا يفسر سوي بتفسير واحد ووحيد !!!!!!! ، هذا بالضبط ما حدث اليوم في منطقة الجفجافة بوسط سيناء حيث منع الأمن الناس من تأدية

صورة لمظاهر التوتر التي عمت جفجافة بوسط سيناء بعد منع الناس من تأدية صلاة الجمعة : الصورة من مصراوي
صلاة الجمعة بحجة غياب أمام المسجد فقامت الدنيا ولم تقعد حيث أشعل الناس النار في قسم الشرطة واحتجزوا أحد عشر شرطيا ومعهم ضابط قبل أن يتم الافراج عنهم ، موقع مصراوي نشر الحادثة بالتفصيل
مصراوي : مجموعة من البدو يحتجزون 15 شرطيا لمدة ساعة ويحرقون قسم الشرطة بوسط سيناء

كتب: أشرف سويلم

اندلعت ظهر الجمعة اعمال عنف وشغب باحدى القرى البدوية بوسط سيناء وتدعى قرية الجفجافة التابعة لمركز الحسنة والتى تبعد عن مدينة العريش بحوالى 100 كم جنوبا احتجاجا على منع الأهالي من تأدية صلاة الجمعة بسبب غياب مشايخ الأوقاف المعينيين بمساجد القرية.

وقام مجموعة من أهالي القرية بالتوجه إلى نقطة الشرطة ومحاصرتها واحتجاز 15 شرطيا من بينهم ضابط و11 مجندا وغفير وأمين شرطة تابعين لمباحث امن الدولة لمدة ساعة ثم أطلقوا سراحهم مرة أخرى.

كما قاموا بحرق قسم الشرطة والاستيلاء على جاهز لاسلكي من داخل سيارة شرطة ثم قاموا بحرقها.

وكان اهالى قرية الجفجافة فى طريقهم لأداء صلاة الجمعة -والقرية تضم حوالى اربعة مساجد – إلا ان مشايخ المساجد الأربعة تغيبوا اليوم عن أداء خطبة الجمعة وهم مشايخ تابعين لمديرية الاوقاف بشمال سيناء.

وحاول اهالى القرية ترشيح بعض ابنائها لخطبة الجمعة إلا أن الأجهزة الأمنية بالقرية رفضت وقالت إن ذلك الأمر ممنوع وتقتصر الخطبة على شيخ المسجد المعين بالأوقاف، وهو ما افسد على الأهالى أداء صلاة الجمعة بسبب عدم وجود خطيب للمسجد، ورفض الامن اعتلاء اى مواطن اخر لمنبر المسجد للخطبة وهو ما اثار حفيظة الاهالى وصبوا جم غضبهم على الأمن.

وتوجهت قيادات امنية لقرية الجفجافة فى محاولة لاحتواء الازمة وتهدئة المواطنين.

وقد تضاربت الانباء عن اسباب غضب اهالى قرية الجفجافة حيث أشارت بعض الانباء بأن حملات أمنية واعتقال الشرطة لأحد أبناء القرية ويدعى محمد احميد سليمان كان سببا وراء اندلاع اعمال العنف بقرية الجفجافة، ولكن حقيقة الامر تتعلق بغضب الأهالي بسبب غياب مشايخ المساجد عن خطبة وأداء صلاة الجمعة وهو أمر يعد مثيرا للغضب ومستفزا اذا حدث بالفعل فى اى قرية مصرية.

الأنبا بيشوي: أحترم الإسلام والمسلمين.. ولم أشكك في القرآن


وكالات مصر

قال الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للأقباط الأرثوذكس أنه يكن كل الاحترام والتقدير إلى الإسلام والمسلمين، وأنه لم يهاجم الإسلام أو يشكك في أحد نصوص القرآن كما ذكرت بعض وسائل الإعلام .جاء ذلك في سياق تصريحات صحفية للأنبا عقب إلقاء محاضراته حول "الميديا وتأثيرها" فى إطار مؤتمر "تثبيت العقيدة الأرثوذكسية " الذي عقد على مدى ثلاثة أيام بدير الأنبا إبرام بالعزب بالفيوم .وقال إن بعض وسائل الإعلام قامت بتحريف حواره الهادىء مع السفير المصري في قبرص واتهمته بالتشكيك في القرآن الكريم ، مستنكرا كيف يتحول حوار هادىء إلى هجوم على الإسلام؟ .

وأكد الأنبا بيشوى أن له مواقف كثيرة تتصدى لأى هجوم على الإسلام وأنه يدافع دائما عن الأديان وعن الدين الإسلامي في منظمات دولية مثل مجلس الكنائس العالمى، بل ويطالبه بالدفاع عن مقدسات إسلامية ومنها المسجد الاقصى، قائلا "لدرجة أننا فكرنا في عمل برنامج باللغة العبرية من أجل توعية الإسرائيليين بحقيقة هيكل سليمان..فليس من العدل أن يتهمنى أحد بإزدراء الأديان " واختتم تصريحاته بمطالبة الإعلام بنقل الحقيقة ولا شىء غيرها .

وخلال محاضراته قال الأنبا "عندما كنت في اسكتلندا أكدت داخل اجتماع لمجلس الكنائس العالمي على رفضنا للتطرف الديني وأن يكون هناك ميثاق بين الأديان يرفض التجريح في الآخرين ورفضنا محاولات إسرائيل لتدمير المقدسات التى يقدسها المسلمون" .

المتاجرة بالمفهوم الديني: الفعل والفعل المضاد/ صالح الطائي

ياسر الحبيب معمم شيعي كويتي جازف مؤخرا بخوض لجة من نار الفتنة ونار جهنم غير ملتفت إلى ما يمر به الإسلام اليوم من محن وإحن ومخاطر وتحديات في الداخل والخارج، وهو سواء كان قد أرتكب ما أرتكب نتيجة شد عصبي نابع مما تمر به الجماهير الشيعية من قمع وتهميش في بعض البلدان الإسلامية كما يقال، أو كان مجتهدا يبحث عن ثناء بالزيف والخداع، أو مدفوعا من قبل جهات يسعدها أن لا ترى المسلمين متفقون في كلمتهم، أو تاجرا تقاضى المال السحت لقاء فتنته العرجاء، أو نتيجة الجهل المطبق وهو أن لا يعرف الجاهل أنه جاهل، أو كل ذلك مجتمعا، فهو قد حقق بمخاضته العكرة النكرة هذه ما كان متوقعا، ومع أننا لم نستمع لمحاضرته ونأبى أن نسمع مثل هذا الهراء، إلا أن ما سمعناه في الفضائيات كان كافيا ليوقع القرف والاشمئزاز في النفوس الخيرة التي تحب النبي وأهل بيته الكرام، لأنه ومهما كانت الحجج التي استند إليها الخطيب الفارغ في دعواه فإنه نال من أمنا الطيبة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ولم يراعي حرمة رسول الله (ص)
الخطب الأكبر أن هناك أمما وجماعات وفضائيات وجمعيات ومؤسسات لا تقل عنه جهلا وجهالة وخبثا وعمالة ورغبة بالتخريب والتدمير تلقت محاضرته وكأنها كانت ترقبها بلهفة وشوق، لا لترد عليه بالدليل العلمي والنقل الموثوق والكلمة الطيبة الصادقة، فتطفي نار الفتنة التي أشعلها، بل من خلال تثوير الشارع السني المسلم ضد التشيع الإسلامي ورموزه التي هي رموز إسلامية خالصة، ومن خلال التطاول على هذه الرموز المقدسة بأسلوب فاق أسلوب ياسر الحبيب خسة وحقارة ودناءة وشذوذا وبعدا عن الخلق الإسلامي القويم فغرفا جميعا من قعر جهنم غرفة وألقيا بها في ساحة الإسلام لتحرق الأخضر واليابس على حد سواء.
وإذا كانت أمنا أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها قد وجدت من ينصرها ويؤسس الجمعيات والمنظمات الداعية إلى تخريب كل ما هو شيعي بدافع الانتقام لها، فإن الرموز التي تطاول عليها هؤلاء المنتقمون لم تجد من يدافع عنها مع أن الدفاع عنها لا يقل أهمية عن الدفاع عن أم المؤمنين.
ومن الرموز التي تطاول عليها الجهلاء الأغبياء الأدعياء العملاء كانت الزهراء فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله من خلال الشريط الإعلاني لقناتي "صفا" و "الوصال" الطائفيتين اللتين تمارسان فعل وقول ياسر الحبيب ولكن بالاتجاه المعاكس منذ وقت ليس بالقصير ولم تجدا من يرد عليها أو يطالب بإسكاتها أو يقيم عليها دعاوى قانونية في عواصم الإيمان السعودية والأزهر والنجف. وإن كان ياسر قد ألقم حجرا وسكت، فإن هذه القنوات لم تجد لحد الآن من يلقمها بحجر ويسكتها إلى الأبد.
لقد قرأت ـ والله العظيم ـ في شريط هذه القنوات الخسيسة الدنيسة دفاعا عن أمنا الطاهرة أم المؤمنين في غير محله يقول بأنها يوم الجمل كان مستورة في هودج يعزلها عن العيون أما فاطمة بنت النبي فإنها خرجت تسير خلف زوجها علي تطالب له بالخلافة ومزقت ملابسها وكشفت سترها أمام الجموع بلا حياء.
ثم قرأت في مواقع على شبكة الانترنيت أقوالا مشابهة تتهم الشيعة بأنهم يدعون أن النبي صلى الله عليه وعلى آله كان يقبل فاطمة من فمها وجيدها ويشم رائحتها بغريزة وشهوة حيوانية (حاشاه الله وأجله عن فعل الخبيث) ومع أن هذه الأقوال لا تقل خباثة ومكرا عن أقوال ياسر الحبيب إلا أنها لم تجد من يرد عليها، وأدى هذا الفعل البعيد عن قيم الإسلام إلى إحداث شرخ في الإسلام لا زال يتسع ويكبر على مر الأيام. وقد أسهمت هذه المماحكة الفارغة ليس في الإساءة للإسلام ورموزه تساوقا مع فعل الأعداء فقط بل في تباعد المسلمين عن بعضهم وزرع العداوة والبغضاء بينهم وتهوين سفك الدم المسلم بيد المسلم دون تحرج.
وأنا هنا لا أريد الرد على كل التخرصات الفارغة التي تصدر من الجانبين ومن جهلائهم ومغرضيهم تحديدا ولكني أريد وأبغي توضيح حقيقة ما تناقلته الفضائيات والمواقع الالكترونية عن علاقة الرسول الأكرم بالزهراء فاطمة.
وما أريد الإشارة إليه أولا أن ما ينطبق على البشر لا ينطبق على رسول الله مطلقا لأنه المنزه المزكى الطاهر الصادق الأمين، هذا حتى لو صدر منه فعل أو قول له أوجه عديدة كأن يقبل ابنته من فمها أو من صدرها فذاك ليس معناه أنه يشتهيها أو تتوق نفسه لفعل لا يرضى بفعله أحقر الناس وأكثرهم شركا ودناءة. وسأقتصر في ردي على ما ورد في مستدرك الحاكم الحسكاني في جزئه الثالث مناقب أهل البيت ومناقب فاطمة من الأحاديث دون سواه لأن الإشارة لكل ما جاء فيه وفي كتب الحديث الأخرى تطول كثيرا،
إن أول ما يجب أن نعرفه جميعا بكل مللنا ونحلنا ومذاهبنا ومدارس فقهنا أن كل مسلم منا يتبع مذهبا إسلاميا يتعبد بفقهه ولا يوجد بين المسلمين اليوم من لا مذهب له حتى وإن ادعى ذلك.
وثاني ما يجب أن نعرفه أن مذاهبنا هذه إنما هي وسيلة نبغي عن طريقها الوصول إلى الله تعالى، وهي ليست غاية بحد ذاتها نقف عند حدودها ولا نتجاوزها.
وثالث ما يجب أن نعرفه أن إتباعنا لهذه المذاهب وهو عادة إتباع إرثي وليس بحثي استنتاجي يعني أن هناك منا من يريد الوصول إلى الله ونيل رضاه عن طريق فقه الإمام جعفر الصادق أو عن طريق فقه الإمام أبي حنيفة أو الإمام مالك أو الإمام الشافعي أو الإمام أحمد بن حنبل رضوان الله عليهم أجمعين، وهم جميعا يختلفون في بعض وليس كل فروع الدين،ولذا اختلفت بعض مسائلهم الفقهية، ولكنهم يجمعون على حب كل أهل البيت عليهم السلام. فمن هم أهل بيت النبوة وما حقوقهم على المسلمين لكي يجمع أئمة المذاهب الإسلامية المشهورة على حبهم؟
بداية ما يجب أن نعرفه عن أهل البيت أنهم منزهون من الرجس والقذر والفعل الخبيث. والرجس لغة كما في المعجم الوسيط: رجس رجسا ورجاسة: نجس، وأتى رجسا فهو رجس وهي رجسة،ورجس الشيء رجاسة: قذر، وفلان عمل عملا قبيحا، والرجس: القذر والشيء القذر والفعل القبيح والحرام.
وفي القرآن الكريم قال تعالى في سورة الأحزاب: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) تأكيدا على تنزيههم وطهارتهم، وقد جاء عن أم المؤمنين الطيبة أم سلمة رضوان الله عليها قولها: في بيتي نزلت هذه الآية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: (هؤلاء أهل بيتي) الحديث 4705/303 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. صفحة 159 وعن أم المؤمنين الطيبة عائشة رضوان الله عليها قالت: خرج النبي غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهما ثم جاء علي فأدخله معهم ثم قال: (إنما يريد الله ...) الحديث 4707/305 وقال الحاكم:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (صفحة 159) وعن عامر بن سعد قال: قال سعد: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فادخل عليا وفاطمة وأبنيهما تحت ثوبه ثم قال: (اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي) الحديث 4708/306
أما أن يختلف المسلمون بشأن زوجاته الكريمات الفاضلات العفيفات الشريفات المؤمنات فيدعي هذا أنهن من أهل البيت ويدعي ذاك أنهن ليس من أهل البيت وهو الصراع التاريخي الذي لم يحسم منذ قرون ولا زلنا عالقين في أجوائه منذ أربعة عشر قرنا فذاك ليس مجال بحثنا هنا لذا لن نتطرق إليه.
والآل خصهم الرسول الأكرم بالصلاة والسلام مجموعة بالصلاة والسلام عليه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: إلا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال: سألنا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) الحديث 4710/308
ثم جعلهم رسول الله (ص) عدل القرآن وأحد ثقلين اثنين لا يضل من يتمسك بهما، عن زيد بن أرقم رضوان الله عليه قال:قال رسول الله: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) الحديث 4711/310
ثم جعل محاربتهم حربا لله ولرسوله عن أبي هريرة رضوان الله عليه قال: نظر النبي إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: (أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم) الحديث 4713/311 ومثله عن زيد بن أرقم رضوان الله عليه الحديث 4714/312
وبعدها أمر المسلمين بحبهم قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي) الحديث 4716/150-3 وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (الصفحة 162)
وجعل بغضهم من موجبات دخول النار، عن أبي سعيد الخدري رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار) الحديث 4717/315 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. (الصفحة 162)
بل وجعلهم سبيلا للجنة وطريقا للنجاة وسفينة للأمان، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني ومن أنكرني فانا أبو ذر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) الحديث 4720/318
هؤلاء هم أهل البيت الكرام وإذا أختلف المسلمون في من تشمله التسمية فمن المستحيل أن يختلفوا في أن الزهراء فاطمة من أول المشمولين ببركات آية (إنما يريد الله أن يذهب ...)
ولأنها المنزهة الطاهرة فقد نصبها الله سبحانه سيدة لنساء أهل الدنيا وأهل الآخرة وسيدة لنساء أهل الجنة، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: (يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين) الحديث 4740/338 آ وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه هكذا. (الصفحة 170) وجاء عن حذيفة رضوان الله عليه قال: قال رسول الله (ص) (نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي ولم ينزل قبلها علي فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) الحديث 4721/319
وهناك ثلاثة أحاديث نصت صراحة على حصانة ونزاهة وستر الزهراء فاطمة عليها السلام، هي على التوالي:
الحديث الأول: نص على أن الزهراء محصنة، عن عبد الله بن مسعود رضوان الله عليه قال: قال رسول الله (ص): (إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار) الحديث 4726/324 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (الصفحة 165)
الحديث الثاني: نص على أن الله سبحانه يغضب لغضب فاطمة، وهذا أمر عظيم لم يتوافق معه ما جاء في كل الصحابة وأمهات المؤمنين على اختلاف منازلهم. عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) لفاطمة: (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك) الحديث 4730/328 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (الصفحة 167)
الحديث الثالث: نص على أن فاطمة كما كانت مستورة غير متبرجة في الدنيا فهي في الآخرة كذلك فقد صح عن رسول الله (ص) قوله: (يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا) بينما نجد في حديث جاء عن علي عليه السلام قال: سمعت النبي (ص) يقول: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر) الحديث 4725/326 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (الصفحة 166 )
هذه خلاصة بعض ما ورد في مستدرك الحاكم، الجزء الثالث، عن رأي الله ورسوله الأكرم بالصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام، وهي بعد هذا ويحكم كونها من أهل البيت، يجب أن تكون في نظر المسلم المؤمن منزهة من كل دنس ولا علاقة للحكايات التي يتداولها البعض عن تقبيل النبي لها بالشكل الفاضح الذي يرد ذكره في بعض الروايات المدسوسة والتي تروج لها الفضائيات العميلة والمواقع الالكترونية الموبوءة بالشر وبعض المعممين من أمثال ياسر الخطيب معتقدين أنهم بواسطتها يعرفون الناس بمقدار حب النبي لها، دونما حرمة للرسول الأكرم وأهل بيته.
أما روايات تقبيل النبي (ص) لفاطمة فقد ورد منها في المستدرك ثلاث روايات فقط هي حسب الترتيب:
الحديث الأول: تقبيل النبي (ص) ليد ابنته الصديقة، والحديث ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله (ص) وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها مجلسه. الحديث 4732/330 وقال عنه الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (الصفحة 168 )
الحديث الثاني: تقبيل الزهراء لأبيها من فمه (من شفتيه) والحديث ورد عن عقبة بن رويم قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول: كان رسول الله (ص) إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم ثنى بفاطمة رضي الله عنها، ثم يأتي أزواجه، فلما خرج من المسجد تلقته فاطمة عند باب البيت تلثم فاه وعينيها تبكي ...) الحديث 4737/335 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. (الصفحة 169)
الحديث الثالث: شم النبي لرقبة ابنته فاطمة الزهراء شوقا لريح الجنة وعطرها والحديث عن سعد بن مالك قال: قال رسول الله (ص): ( أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة) الحديث 4738/336 وقال الحاكم عن هذا الحديث: هذا حديث غريب الإسناد والمتن وشهاب بن حرب مجهول والباقون من رواته ثقاة. وأورد في هامش الصفحة قول الذهبي: هذا كذب جلي لأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الإسراء. (الصفحة 169 وهامشها)
توفيت الصديقة الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها كما في حديث محمد بن عمر 4761/ 359 وعن جعفر بن محمد قال: ماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين (الصفحة 178) وقيل أنها توفيت بعده بشهرين كما في حديث ابن أبي مليكة عن أم المؤمنين عائشة وحديث جابر بن عبد الله (الصفحة 178) وفي رواية أخرى عن عائشة أنها توفيت بعده بستة أشهر وعن جعفر بن محمد بن علي أنه قال: توفيت فاطمة بعد النبي بثلاثة أشهر. كما جاء عن عبد الله بن الحارث أنها توفيت بعده بثمانية أشهر، (الصفحة 177)
ودفنت الصديقة في السر ليلا كما في الحديث عن عروة عن عائشة قالت: دفنت فاطمة بنت رسول الله (ص) ليلا، ودفنها علي ولم يشعر بها أبو بكر رضي الله عنه حتى دفنت وصلى عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه. الحديث 4764/362
نستنتج من خلاصة ما مر علينا أن الجيل المثالي الرائع جيل الصحابة وأمهات المؤمنين، ذلك الجيل الذي عاصر زمن الرسالة والنبوة وعاش عبقات عطور تنزل الوحي بين ظهرانيهم، وكافح ونافح عن رسول الله (ص) باليد واللسان والمال والولد هم خير الأجيال على هذه الأرض وأن مجرد رؤيتهم للنبي الأكرم وتعلمهم أصول دينهم منه مباشرة وبدون واسطة، جعلهم من الطاهرين المنزهين الراضين المرضيين، بما لا يجوز معه لأحد مهما كان أصله أو فصله أو منزلته الدينية والاجتماعية والسياسية والعشائرية، أن يتطاول على أحد منهم ولأي سبب كان. وأن كل من يخالف هذه البديهية إنما هو معاد لشريعة الدين الإسلامي وللأمة الإسلامية كلها، ويجب على أئمة المسلمين في عواصم الإسلام أن يطالبوا بإقامة الحد عليه مهما كان مذهبه الذي يتعبد به. فكيف بمن يتطاول على صفوة ذلك الجيل وهم آل بيت النبوة ومعدن الرسالة بما فيهم زوجات النبي المطهرات من الدنس والرجس؟
والحمد لله رب العالمين