العربية ـ القاهرة - مصطفى سليمان
أصدرت الكنيسة المصرية الخميس 7-10-2010، تعميما على الأقباط الذين يخضعون لسلطتها بمنع التظاهر داخل ساحات الكاتدرائية في حي العباسية بالقاهرة، منعا لإثارة الرأي العام المصري واستجابة لبيان شيخ الأزهر والبابا شنودة الصادر أمس الأربعاء والذي يدعوان فيه إلى وأد الفتنة الطائفية والحرص على الوحدة الوطنية وإزالة الاحتقان الطائفي.
وقال الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي للأقباط الآرثوذوكس لـ"العربية.نت" إنه "يرحب بمنع التظاهرات داخل الكنيسة خاصة مع توتر الأجواء خلال الأسابيع الماضية بين المسلمين والمسيحيين".
وأكد وكيل المجلس الملي العام أن مصر شهدت السنوات الماضية نوعا من التظاهرات الطائفية بين الجانبين لم تعتد عليها مصر، ويجب الحد من هذه التظاهرات بقرارات فوقية، وتفعيل القانون وحل المشكلات بعيدا عن أي انفعالات.
وكانت مظاهرات متتالية شهدتها مصر خلال السنوات الماضية بدأت في الكاتدرائية لأول مرة على إثر مزاعم باحتجاز "وفاء قسطنطين" زوجة قس كنيسة "أبو المطامير" بمحافظة البحيرة بدلتا مصر وشارك فيها الآلاف، وتلتها مظاهرات عديدة، حتى خرجت مظاهرات أخرى الأيام الماضية نظمها سلفيون مصريون في أشهر مساجد القاهرة والإسكندرية احتجاجا على ما وصفوه باحتجاز المسلمات في أديرة الكنيسة، ومطالبات بمعاقبة الأنبا بيشوي على تصريحاته الأخيرة حول القرآن رغم إعلان البابا شنودة أسفه على هذه التظاهرات.
وكان د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى الغرفة الثانية للبرلمان المصري قد تقدم بطلب إلى مجلس الشورى، وقّع عليه 20 نائبا يطالب فيه بتجريم التظاهر داخل المساجد والكنائس.
وثمّن بباوي خطوة الكنيسة بمنع التظاهرات في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وقال لـ "العربية.نت" كل الترحيب بهذا القرار ونتمنى تعميمه على جميع أماكن العبادة سواء إسلامية أو مسيحية".
وعلق ممدوح اسماعيل المحامي والناشط الإسلامي قائلا: "التظاهرات الأخيرة من قبل الإسلاميين ضد الكنيسة أزعجت قياداتها، فاتخذت سلسلة من الإجراءات بدأت بمنع القساوسة والأساقفة من التحدث لوسائل الإعلام وانتهت بمنع التظاهرات".
ورأى اسماعيل أن الكنيسة اتخذت هذه الخطوة من داخلها عسى أن تتخذ الدولة قرارا مماثلا بمنع تظاهرات الإسلاميين ضد ممارساتها الأخيرة خاصة قصة "كاميليا" زوجة أحد القساوسة والحديث عن إسلامها وتصريحات الأنبا بيشوي حول القرآن.
وردا على ذلك، يقول باسيلي "لقد أصدرت الكنيسة قرارها بمنع التظاهر داخل الكاتدرائية وكافة الكنائس لأن الكنائس مكان للعبادة، وهذا هو الهدف الرئيس للقرار، وليس منعا لمبررات التظاهر ضدها كما يقول البعض".
وكانت مجموعات من الأقباط تعتزم تنظيم مظاهرات أمس الأربعاء داخل الكاتدرائية ردا على مظاهرات نظمها ناشطون إسلاميون، إلا أن قرار البابا شنودة بمنع التظاهر أدى إلى إلغائها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق