ما معني أمة من رعاع؟!/ لطيف شاكر


انتقد فضيلة شيخ الأزهر الإمام محمد سيد طنطاوي رحمة الله عليه الامة الاسلامية:
وقال «هل هذه أمة إسلامية؟ إنها أمة من الرعاع"
وبعد القاء محاضرته اختتم محذرا «قد تضع الأمة 20 شعارا بأنها مسلمة لكن فيها الظلم وفيها الكذب والغرور وفيها رذائل لا يستطيع الإنسان أن يتحدث عنها ولذلك لا بد أن يكون مصيرها الاضمحلال والعنف".

ويقول السيد كرم حمودة بجريدة العالمية تفسير كلمة رعاع :

الرعاع هم صوت التذري الاجتماعي القادم من القتل و التعذيب، و تأمين ما يسد رمقها من الجوع بأي شكل من الأشكال ،،هم الصوت الذي ألغى إنسانية الإنسان و مسخ القيم الأخلاقية و شوهها، هم من اعتمدوا في بسط النفوذ ،،هم سقاطة المجتمع و المنبوذون من كل الطبقات الاجتماعية من اللصوص و المرتزقة و عديمي الأخلاق. ليس هذا و حسب بل أنهم عصارة هتلر وستالين و عبر حكمهما الحديديين شجعا على تحول عدد كبير من الناس إلى رعاع في عصر هذا الزمن .

والمعنى العلمي لكلمة رُعاع تعني مجموعة من الناس التي لا عقل لها ولا تفكر، قبل أن تفعل أو تُقدم على عمل ما، وإنما تنساق وراء فكرة عامة منتشرة، أو اشاعة ما، شعار كاذب دون أن تتحقق من صحته بإعمال العقل وإطالة النظر فيه.

والمعنى التربوي لكلمة رُعاع تعني مجموعة من الناس المنفلتة من أي عقال، غير المنضبطة، والتي لا تنصاع لضوابط اجتماعية أو أخلاقية أو عُرفية، وتتصرف بعواطفها الكاذبة لا بعقلها الموزون. وتقوم بأعمال العنف والفوضى.

والمعني الثقافي لكلمة رُعاع تعني أن الأمة جاهلة أميّة: ابجدياً وثقافياً، وهي نتيجة لهذا تنساق كالماشية أمام راع جاهل، وطامع، وفاسد، وسارق. وتراها في كل مناسبة ثقافية كالقطعان التي تسير خلف أول سائر، وتتجه اتجاه أول آمر.

نعود هنا للفرق بين رعاع زمن هتلر وستالين وبين زمننا هذا اللذي تجد فيه الرعاع أشد غباءً وبلاهة وحمقًا من رعاع ذاك الزمن،، بحيث أخذوا من الاٍسلام فقط ما يناسبهم واعتمدوا على الغيبيات و الاساطير والأحاديت الغير الصحيح منها،، فبمجرد أن تصفر تجدهم يصطفون في طوابير بدون أن يعرفوا لماذا، و بمجرد أن يسمعوا هسيس صوت تجدهم يتراقصون و يقفزون في الهواء فاغرين أفواههم من الحمق و البلاهة و قلة العقل ،، تحول بيت الله من مسجد اصلاح و تقويم المسلم وتغييره الى أداة تكفير و جمود وتحجير للعقول على يد مشايخ الدين و تجاره،،وهؤلاء طبعا هم في الحقيقة اليد اليمنى للسلطات المستبدة في اٍلهاء شعوبها عن استحقاقات التغيير و متطلبات التقدم،،وهنا نجد الرعاع الاٍرهابيين الذين تحولوا الى آلات بشرية فاقدة الوعي و الاٍحساس و الاِيمان اٍلا بشيء واحد هو الاٍيمان بالموت و العدم و فناء الجسد وتخليص الروح السويه منه،، أقل ما يمكن فعله لهؤلاء الرعاع زجهم في غياهب السجون أو طرحهم على مزبلة التاريخ..

نحن نعيش في ظل ثقافة الرعاع وكما قال شيخ الأزهر بأننا "تحوّلنا إلى أمة من الرُعاع والمنافقين"، وأن "أبناءها تغلب عليهم الجعجعة والرياء". وأنه "يجب مقاومة الظلم والنطق بكلمة الحق هذا ان كانت هناك أمة اسلامية تنطق بكلمة، وليس أغلبها من المنافقين ،،وأضاف أيضا : لكن عندما تتحول الأمة الى منافقين ومبتزين وتيارات سياسية يحكمها الهوى، تصبح أمة بلا مستقبل، فماذا يمكن ان نتوقع؟" وتساءل: "هل تكون هذه أمة اسلامية"، وأجاب: "هذه أمة رُعاع،، وصدق الرجل .

لايخفى على المبصرين حال وطننا اليتيم ولكنه ليس خافياً بل مستحيلاً عند اعمياء القلوب لا الابصار الذين اعمتهم خضرة البترودولار فباعوا اعراضهم قبل ضمائرهم.

مصر اصبحت ثكلى ضعيفةٌ ومقسمة الأجزاء أصبحت صيداً سهلاً للطامعين من الوهابيين والمتشددين المتأسلمين صار كل جزء من هذه الأمة يقطع ويصلب بلا هوادة ,صارت مسميات العروبة والدين سيوف بتارة تقطع رقاب بعضنا بعض بحجة الدفاع في سبيل الله الذي لايستطيع ان يحمي نفسه... فلا يستحق حمايته .

وفمنذ أن أعتلى رعاع القوم مقاليد الحكم في وطننا مصر صارت أمتنا امة بائسة , فحكامنا أثروا ان يحكموا البلاد لأجل منافعهم الشخصية لا أكثر فهم قادة أنهزاميون لايهمهم سوى أن تكون الكراسي تحت مقاعدهم حتي لو كان الطريق اليه مفروش بدم ضحايا الشعب كله وعلي حساب تدمير الوطن فاستشاخوا وتمشيخوا وتركوا لغربان الخراب الممولين من الدول الوهابيية اللعينة يتحكمون بمصائرنا ومقدراتنا التي لانعلم الى اين سيرموننا بجهلهم ورعونتهم هذه .

وعن الحلول فلا اجد لها حلاً او حتى وقعا الا كلمة فضيلة الامام الشيخ طنطاوي رحمة الله عليه مصيرها الاضمحلال والعنف او أثراً الانهزامية وحبها المبالغ في الدين وشيوخه على أولادها الذين يسقطون يومياً سواء ثاروا على الظلم او سكتوا عليه فهم في الحالتين يسقطون صرعى لجبنهم وانهزاميتهم .

فعلي الابواب تقف اسرائيل علي اهبة الاستعداد تريد ان تحقق الوعد الكتابي وتسعي له "من النيل الي الفرات" ..... وستحقق حلمها الموعود... بايدينا المخضبة

وهناك ايران بترسانتها العتيدة تحلم باسترداد امبراطوريتها الفارسية بعد ان اسكتت صوت بغداد وشيعة ايران تنخر عظام السنية في عقر دارها ويأتي خراب الانقسام... بايدينا الملوثة

وعلي حدودنا شعوب عربية تتوزع بين حاقد علي مصر ,يسعي لسحب الريادة من تحتها او جيش من الوهابيين يريدوا ان يجعلوا من مصر عاصمة الوهابية الكبري ليدمروا العالم باسم الله الدموي ليرثوا الارض وماعليها لتكون العالم كله دار اسلام كروي وكوني "احلام المخابيل والمجانين" اما البقية الباقية من هذه الشعوب الساقطة من التاريخ والجغرافية لايبغوا الا بناتنا وبنات الروم والعهر العلني واشباع شهواتهم بشراء المتعة الرخيصة بالثمن الارخص.. فالخراب يلحقنا من كل صوب وحدب من بلاد العرب الذي لايفرح القلب ويتم هذا ايضا... بايدينا الملطخة

ناهيكم عن الداخل الذي خوخ واصبح جثة مترهلة ومهلهلة لايستطيع جمع اشلاؤه وانتشر فيه كل اوبئة الامراض المستعصية وانتزع منه كل المبادئ والقيم ,واصبح متفرغا لما قاله الله وقاله الرسول منساقين كغنم بلا عقل في ايدي شيوخ جهلاء وعميان البصيرة يستفتوهم في ادق امورهم واسرارهم حتي حجرة النوم ورضاعة الكبير وبول الرسول...الخ .

واخيرا استجدت علي الساحة موجة التظاهرات التي هي بمثابة الناتج الجمعي لكل الاسباب السابقة واللاحقة وياليتها تظاهرات من اجل لقمة العيش او التحرر من الفساد او من اجل حياة افضل , ولكن للاسف من اجل امرأة...ياللعار الاسلام انهزم يارجالة.... خطفوا المرأة التي كانت ستلحق بقافلة ام المؤمنين لتكون الداعية الزغلولية والمرشدة العوائية والواعظة العمارية ,بها تتم الصالحات وتكتمل النعم، ونسأله أن ينفع بهاعامة المسلمين، ويهديهم إلى ‏الحق المبين، وأن يصلح احوالهم ، وينصرهم على القوم الكافرين، وأن يتولانا برحمته الواسعة، إنه سميع مجيب.. وسيعز الله الاسلام بالمرأة وستنتهي مشاكل مصر بحمد الله ونعيش في سبات ونبات ونخلف صبيان وبنات ُيفتخر بهم يوم القيامة والممات ومعهم كاميليا من المسلمات الصاحبات .

هل سأل عاقل نفسه ماهو محصلة هذه التظاهرات الغبية الحاشدة بلا سبب او اذا وجد سبب فهو واهيا ومنعدما ولا يستحق حتي ذكره خاصة بعد ان اعلن رئيس الدولة رفضه التظاهرات المشئومة والهياج الغوغائي لكن دون جدوي... :

الدولة تهرمت وشاخت في شخص شيخوخة وهزل وضعف رئيسها المفدي!!

حكومة خائبة مصيرها سئ واسود خاصة في ظل ارتفاع الاسعار الجنوني والامراض المتفشية والفساد الذي دب في كل جسد الوطن الواهن.

جموع رعاع محتشدة وجائعة وغير مبصرة بالهدف او المستقبل ولا تعرف الطريق .

أمن متراخي لايهمه سوي حماية الكرسي فقط لان في حمايتة له ضمانا لبقائه بفساده وعفونته وغنائمه ,والنتيجة المرتقبة اما تدمير ترسانته الجهنمية بيد الشعب او قتله الشعب واراقة دماءه علي حوائط مصر العتيقة لتكون حوائط المبكي الجديد للاجيال القادمة من كل فج بعيد .

فرحم الله مصر الحبيبة.. ولا قيمة لكرسي العزاء المحفوف بجثث الشعب والمفروش بدماء ابناء الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق