من المستهدف الاقباط ام الوطن مصر؟/ لطيف شاكر


بداية اقول ان تهديد القاعدة للاقباط وللكنيسة القبطية لايهمنا في شئ ولا يخيفنا بتاتا ولا يقضي مضاجعنا ,انما الذي يقلقنا ويزعجنا اصحاب الاقلام المثيرة للفتن والمحرضة علي قتل الاقباط واستباحة دمائهم, والمشجعة للغوغاء بالتظاهرات و السب والشتائم , وتبرير جرائمهم .. الامر الذي ادي الي مذبحة كنيسة سيدة النجاة ببغداد والي حث الجهلاءعلي التحفز للاقباط ورموزهم العالية المقام , لان الكلمة امضي من السيف, اما تهديد القاعدة فهو بمثابة نواح الكلاب ونقيق الضفادع وعواء الذئاب .

وبلا شك ان هؤلاء الهمج والبرابرة وحثالة البشر الذين ارادوا بقوة الرصاص والقنبلة ان يثبتوا قدراتهم الخائبة وعضلاتهم الواهية علي الذين يرفعون اكف الضرع لله ليرحم العالم من هول الحروب, ويدعون بالخير علي كل البشر ويصلون من اجل ان يعم السلام علي العالم المضطرب . ومنهم الاطفال والنساء والشيوخ .. وامطروهم برصاص حقدهم وسفالتهم قبل ان يخترق اجسادهم الطيبة والمباركة ..عمل يقف الانسان امامه مذهولا امام قلوب تحجرت وضمائر ماتت وعقول تكلست فهم ذئاب ضارية وكلاب مسعورة ,تذبح فلذات القلوب امام والديهم وتقتل الكبير امام صغارهم, بلا رحمة ولا شفقة ..انها مذبحة مروعة ضد البشرية جمعاء وضد ضمير الانسانية كلها ..ياللغباء هل هذا هو الاسلام الصحيح؟ وهل هذه هي التعاليم الاسلامية السمحاء؟ لااظن..اذن من اين اتت وحشيتهم هل هم بشر مثلنا وهل يوافق اي مسلم علي سفالتهم ووحشيتهم ؟؟؟.

وحتي تكمل وحشيتهم واجرامهم ذهبوا يهددوا اقباط مصر من اجل اسلام أمراتين وياللعار وكأن الاسلام سينتهي لوارتدوا هؤلاءعن الدين , وسيعز الله الاسلام بهما لو اسلموا.. من يصدق ان هذا يحدث في قرننا الحالي , هل هذا لكي يخيفوا الاقباط لم يقرأوا التاريخ ام ليقلقوا الحكام فالدولة لهم بالمرصاد اويثيروا الشعوب لقد مقتهم وكرههم الجميع ,لقد خاب ظنهم القذر وفشلت خططتهم الدنيئة ,ووقف العالم بشدة ليدين اعمالهم الخسيسة ويتهمونهم بالجبن والسفالة ويرشقوا المحرضون لهم بالسلاح والمخططون لهم بالكلمة بأقذر النعوت وأفبح الرذائل واصبح جميعهم في سلة نتنة واحدة فالمحرضون والمنفذون جسد واحد مهلهل لاينفصل فالقلم يسطر والمجرم ينفذ فكلاهما قتلة اراذل و اوباش .

ومن قراءات الاخبار المشئومة ومشاهدة الاحداث المفجعة وبمراجعة التاريخ المؤلم للتيار الاسلامي اجزم ان المقصود والمستهدف هو مصر ومايحدث للاقباط هو بمثابة رأس الحربة الذي يصوبه رأس الافعي الاخوان واذيال الشر الوهابيين ضد سلام وامن الدولة لاسقاطها والمسك بزمامها واعتلاء كرسي حكم مصر" لاقدر الله " .

يقول الاستاذ علي الدالي وهو قطب سابق في الاخوان المسلمين في كتابه جذور الارهاب : العلاقة بين الاخوان المسلمين وتنظيمات الجماعات الارهابية التي تقوم الان بالنشاط الاجرامي لهدم الاستقرار في مصر هي علاقة فكر ومنهج وتخطيط غاية في الذكاء

ويستطر قائلا ان جماعة الاخوان المسلمين المنحلة هي الاصل والقيادة وان كل التنظيمات الارهابيةفي مصر والتي تقوم وتتحرك بالنار والدم هي تنظيمات من صنع القيادة الخفية للاخوان المسلمين , وان فكر هذه الجماعات هو نفسه فكر الاخوان لمسلمين في الاربعينات والخمسينات والستينات وحتي الان ..ان الاخوان المسلمين هم رأس الافعي هم صناع الارهاب في العالم كله ( ايدلوجية ومنهج).

جاء في تقرير الازهر عن هذا التنظيم والذي نشر في الصحف : ان هذا التنظيم يؤمن بأن مصر(والعراق ولبنان) هي دار حرب وليست دار سلام وفي رأي هذا التنظيم ان سرقة اموال المصريين (الاقباط) حلال وقتلهم حلال وتخريب ديارهم حلال وجاء في التقرير الذي قدمه الازهر الي هيئة المحكمة بالحرف الواحد : ان افكار هذا التنظيم تدور حول تكفير المجتمع المصري وان اقامة الدولة الاسلامية (دولة العراق الاسلامية ) يجب ان يتم بالقوة وان التنظيم من اجل ذلك يحرص علي مقاومة السلطات واباحة السرقة من اموال الدولة الكافرة .

وفي هذا الصدد يرفض سيد قطب المصالحة مع هذا المجتمع الكافر اي المجتمع المصري ويرفض اي ولاء للوطن فيقول : ليست مهمتنا ان نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا ان ندين بالولاء له...ثم يرفض الديمقراطية والدستور وحرية الرأي.

ويقول السيد علي الدالي تعقيبا علي هذه التصريحات: ثم ماذا في جعبة هذا المفكر وصانع الارهاب سيد قطب ماذا في جعبته من فكر يهدم وطنه ومجتمعه ويبيد به البشر فوق ارض هذا الوطن ولحساب الصهيونية...

وهنا يسمح لي الاستاذ علي الدالي بالرد عن ماذا في جعبة سيد قطب الاجابة لدي طارق البشري ومحمد عمارة وسليم العوا لان عندهم الخبر اليقين فهم الورثة الشرعيون لفكر وايدلوجية سيد قطب وهم يسعون بكل جهدهم لاحياء منهجه وفكره في وقتنا الراهن ولاعجب في هذا... فكتبهم ومقالاتهم وتصريحاتهم تؤكد هذا بدون ريب او شك....!!!

يقول سيد قطب : ان مهمتنا الاولي هي تغيير واقع هذا المجتمع... مهمتنا هي تغيير الواقع الجاهلي من اساسه ان اولي الخطوات في طريقنا هي ان نستعلي علي هذا المجتمع الجاهلي وان نرفض ان نلتقي معه في منتصف الطريق .....

والمتتبع لمقالات طارق البشري الاخيرة تحت عنوان " الإدارة الكنسية.. بين الجماعة الوطنية ونظام الملة." تتلخص في : استخدم أدواته للتأكيد علي الدولة الدينية في مواجهة دولة المواطنة بشكل لا لبس فيه ولا جدال, وللوصول الي فكره النابع من فكر سيدقطب ,اخذ يجول ويصول في افتراءات وتأويلات واتهامات كاذبة وملفقة علي الكنيسة ورأسها واخذ باشاعات مغرضة وسامة من جرائد صفراء قبيحة , واستخدم قضية وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، وقضية استقواء الكنيسة، وعلاقة الكنيسة بأجهزة الدولة. كأداة هجومية علي الكنيسة ورأسها المبجل .

لقد اعتبر طارق البشري بخبث وحقد دفين : أن مؤسسة الكنيسة تغولت وتضخم نفوذها وباتت تنازع الدولة فى اختصاصاتها، بل إنها تحصل من الدولة على امتيازات لا يحصل عليها المسلم. فعلى سبيل المثال يذكر البشرى أن «الدولة حرمت السياسة على المسلم وأباحتها للكنيسة». هذا الكلام يقترب إذن من المقولة الرائجة بأن هناك تمييزا فى مصر لصالح المسيحيين وأن المسلمين مضطهدون على الرغم من أنهم أغلبية. كلام هايف وكاذب وباطل ويقصد به تحفيز الدولة لظلم الاقباط اكثر لصالح الشارع الاسلامي ولاثبات براءتهم من هذه التهمة الماكرة امام التيار الاسلامي بالضغط علي الاقباط وسلب حقوقهم, وهذا هو المراد من كلامه والهدف من مقالاته السامة . هل يعتبر هذا الرجل مفكر ومصلح ان رصيد كراهيته للاقباط يزداد يوما بعد يوم, لقد تلحف بالاسلام السياسي لانه اكثر ربحا واسرع ثراءا . (سليم العوا وشراءه صحيفة ب 30 مليون جنيه)

كنت اظن ان الكتاب والادباء هم ضمير الامة لكن وجدت في كتابات طارق البشري انها العكس تماما وتعكس فكر وايدلوجية الاخوان المسلمين واقطابهم ... لاضمير ولا اهتمام بالأمة و يخاطب الدين والملة حسب رؤية شخصية شديدة التعصب.. وآسفاه ...!!

يقول انذار القاعدة:أمامكم 48 ساعة لتلبية مطلبنا، ولن تكون النهاية بقتل الرهائن، بل ستفتحون على أبناء ملّتكم باباً لا تتمنّونه أبداً، في العراق ومصر والشام وسائر بلدان المنطقة، فعندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس، وكلها ستكون هدفاً لنا".

"أبناء ملّتكم".. "الأتباع والكنائس"، هكذا قالت (القاعدة) ا اليس هذا نفس اسلوب طارق البشري" نظام الملة "في حين لم تستخدم هذه الكلمة من قبل علي الاقباط !! ماذا يفهم القارئ الحصيف ؟؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق