لا تلومن الكنيسة يادكتور زيدان/ لطيف شاكر


حمل الكاتب والروائى يوسف زيدان، القساوسة ورجال الكنيسة مسئولية أحداث العمرانية التى وقعت أمس، الأربعاء، التى راح ضحيتها الشاب مكاريوس جاد شاكر (19 سنة)، موضحاً فى جواره مع الإعلامية رولا خرسا ببرنامج "الحياة والناس" أن التجاوزات التى وقعت أمس التى أسفرت عن إصابة 67 جاءت نتيجة شحن الشباب غير الواعى بأن المسلمين هم ضيوف على الأقباط فى مصر فتكون النتيجة هى العنف.وقال زيدان إنه من الخطأ الشائع أن نصف الكنيسة بالقبطية، لأن التسمية الصحيحة هى "اليعقوبية"،

وارجو من دكتور يوسف زيدان قرأءة المقالات العديدة التي سطرتها والعقلاء من المسلمين في مواقع مختلفة في هذا الشأن , واكتفي بقول الرجل المحترم د.يحي الجمل والوطني الغيور د.رفعت السعيد ان المقصود بالضيافة السبق التاريخي واوضحت انا شخصيا ان الكل مصريون متساوون بالولادة او الاقامة , وضربت مثلا في ذلك بالجنسية الامريكية التي اكتسبتها بعد خمسة سنوات من اقامتي بامريكا ,واصبحت امريكيا ولي نفس الحقوق والواجبات التي لاوباما ولكل الامريكان بالولادة, لكن لايمنع ان يأتي صديق جديد لنا فأقبله ضيفا لحين حصوله علي الجنسية ويصير امريكيا مثلي وليس ضيفا ,وانتهي هذا الموضوع ولا يحتاج الي لت وعجن ويكون بمثابة شماعة تبررون بها المجازركل مرة .

لكن حينما يثار هذا الموضوع مرة اخري لايكون الاقباط هم الجناة بل الذين يثيرون هذا الكلام هم الجناة , واندهش حينما يتطرق الدكتور يوسف زيدان الي هذا الموضوع ويترك اتهامات العوا بتخزين الاسلحة في الكنائس والاديرة وتهديده الخفي بقتل الاقباط واظن ان هذا الكلام الذي يخلو من المنطق والعقل, هو العامل الاساسي لاندلاع شرارة الهجوم علي الاقباط ..فكيف تلومن الكنيسة المضروبة والمقتلولة في ابنائها, ولو كان لدينا سلاح كان الاجدر ان نستخدمه في مذبحة كنيسة الطلبية ,واظن ان اثارة هذا الكلام الآن لايحمل نية طيبة من سيادتكم خاصة في حوار تلفزيوني امام الجماهير او كما تدعي سابقا تريد تهدئة الاجواء الساخنة وربما العكس والله اعلم .

لكن يأتي هذا لسببين :

اولا :الثأر بين د.زيدان والانبا بيشوي وهذه الاشكالية اراهانها انتهت لاسيما من جانب الانبا يقول الحكماء اختلاف الرأي لايفسد للود قضية وهذه شيمة العقلاء, وماذنب الاقباط هل اختزلت ملايين الاقباط في شخص الانبا بيشوي دعني اهمس في اذنك انه استعلاء !!!

ثانيا :العلاقة الوطيدة بين د. زيدان د.العوا فكل منهما يريد ان يناصر ويساند الثاني في ذات القضية ,كل بسلاحه وادواته وكأننا في معركة ضد الآخر اي الاقباط وهم شركاء وليس اعداء,اصلاء وليس غرباء .

لكن لااظن ان د. يوسف زيدان يكره الاقباط كثيرا كما هو واضح من خلال الاتصالات التي تتم بيننا من حين لآخر,ولااريد ان اثقل نفسي بالكراهية لانها تفقد سلامي و اكتفي بظواهر الامور حتي لو اتهمني البعض بحسن النية او العبط .

لكن دعنا من هذا الموضوع البائد واسأل سيادته ماذا تريد ان تسمي الكنيسة الآن :قبطية او يعقوبية او موفيزيتية اوسلفية ارثوذكسية وهذه مسميات اطلقتها علي الكنيسة في مقالاتك السابقة وفي حوارك حاليا , لعلك تكون سيادتك قد استقريت علي اسم لكي نلغي التاريخ والتراث والفكر المنشأ من الفين سنة ونأخذ بالمسمي الجديد الآن لكي نريح سيادتك لانه يبدو ان هذ الموضوع يؤرق سيادتكم كثيرا وان كنت اعرف ماهو الذي يؤرقكم بحق ولاداعي الغوص فيه ,واليك تحليل وتفنيد هذا الموضوع وارجو دون حساسية فنحن اصدقاء دائما :

اولا:كلمة قبطية او قبطي تمثل جنسية وهوية ووطن "وان كان المسلمون هم الذين اعتبروا القبط دين تمييزا للمسيحيين الملكانيين او البيزنطيين كان العرب إذن، من قبل الإسلام ومن بعده، يسمون المسيحيين فى مصر (القبط) بصرف النظر عن مذهبهم العقائدى"(المقال الثالث لسيادتكم بعنوان اسرار الخلاف واهوال الاختلاف )

ثانيا :كيف يتم تسمية الكنيسة باسم احد القديسين هل يمكن تسمية الكنيسة بالاثناسيوسية نسبة الي اثناسيوس اكبر قديس لاهوتي في الكنيسة او الكيرلسية او الانطونية نسبة الي القديس العظيم انطونيوس مؤسس الرهبنة وغيرهم من القديسين العظماء .

"واسم المرقسية لا يدل على شىء، لأن مرقس الرسول أصله من ليبيا، ولم يكن له فكر مميز عن بقية الرسل «الحواريين» بحيث يجوز إطلاق اسمه على أتابع مذهب يعتمد الأناجيل الأربعة مجتمعة، ناهيك عن أن المذاهب «الكنائس» لا تتسمى بأسماء الرسل، وإلا صار هناك كنيسة «مذهب» يوحناوية وأخرى متاوية وثالثة بطرسية" ( مقال سيادتك الخامس)

ثالثا :سميت الكنيسة تجاوزا باسم المرقسية لانه هو الذي انشأ المسيحية في مصر تمييزا لكنيسة روما التي تسمي تجاوزا ايضا البطرسية نسبة لبطرس المؤسس لها ,

رابعا: كيف نغير ونستبدل اسم مرقس الرسول بيعقوب كأحد القديسين , وكما اسلفت القديسون في الكنيسة كثر ومنهم من له اكبر البصمات في تأسيس الايمان القويم للكنيسة ودونه كانت الكنيسة اختلفت وجهتها . .

خامسا: يذكر كل كتب التاريخ ان القديس ثيئودوسيوس بطريرك الاسكندرية سيم يعقوب البرادعي مطرانا فكيف نسمي الكنيسة بيعقوب وهو المسام بيد بطريرك اسكندرية هل يعقل هذا او يصدقه انسان فالكبير يرسم الصغير والصغير هنا يعقوب فكيف نسمي الكنيسة باسم الصغير وهو غريب وليس في قامة اثناسيوس وكيرلس وغيرهم .

سادسا: اذا كانت الكنيسة السريانية ترفض تسميتها باسم اليعاقبة ( انظر اسد رستم كنيسة انطاكية) وهو كان مطرانا لهم بشكل قاطع وحجتهم بهذا أنهم لاينتمون لأي أب من آباء الكنيسة بل للمسيح ولأن تاريخهم بدأ مع تأسيس بطرس الرسول لكرسي أنطاكية وليس مع يعقوب ,فهل تقبل الكنيسة القبطية هذا المسمي لمطران غريب واقل شأنا من البطريك القبطي الذي قام بسيامته .

سابعا: درجت كل الكراسي الي تسمية كنيستهم باسم كنيسة المسيح ولتمييز كل كنيسة اطلقوا عليها المكان او المؤسس لها مثل كنيسة الاسكندرية او كنيسة الاقباط او الكنيسة المرقسية اما خلاف ذلك فلم يحدث , فلماذا هذه الادعاءات.

ثامنا:اذا ذكر اسم يعقوب علي الكنيسة القبطية في مرحلة حياته لسبب كما تذكربعض الكتب السريانية فليس معناه ان نطلق عليها هذا الاسم ,ونتنكر لوطنيتا او لمؤسس الكنيسة مرقس الرسول, ونستطيع ايضا ان نسمي الكنيسة باسم القديس اثناسيوس تجاوزا في حالة دحض البدع والهرطقات كرائد في هذا الصدد فنقول مثلا لاتقبل كنيسة اثناسيوس مجهض البدع هذه البدعة هل معني هذا نطلق علي الكنيسة بصفة دائمة انها كنيسة اثناسيوس ام لانه داحض البدع!!!.

تاسعا :كيف يادكتور يوسف تسمح لنفسك ان تدعي ان الكنيسة القبطية ليست قبطية ولكن يعقوبية وانت باحث في المخطوطات فالقبطية وطن وجنس واليعقوبية اسم شخص غريب عن كنيستنا ..

عاشر: اذكر سيادتكم بما جاء بمقالكم الثالث من سلسلة اسرار الخلاف واهوال الاختلاف مايلي:"..... خاصةً بعدما تبنى القسيس (القَسّ) السورى «يعقوب البرادعى» وجهة نظر الإسكندرانيين فى العقيدة المسيحية، وهى العقيدة التى أدت إلى اختلاف الكنائس الكبرى الأرثوذكسية (أى الإيمان القويم) بسبب الجدل حول طبيعة السيد المسيح: هل (الابن) و(الآب) من طبيعة واحدة، أم عن طبيعة واحدة!"

وهنا يتبني يعقوب وجهة نظر الاسكندريين وليس العكس ياعزيزي وهذا كلامك ومن مقالك هل يستقيم تسميتك للكنيسة القبطية باليعقوبية

وتقول سيادتكم في نفس المقال :

"اذا اعتبرت ان المرقسية التي تنسب الي مرقس مؤسس الكنيسة مرفوضة...... " فكيف تريد ان تنسب الكنيسة الي يعقوب مطران انطاكية وهو الاقل رتبة وليس مصريا .

اخيراماذا تريد ان تسمي الكنيسة الآن ففي مقالك الخامس بعنوان اسرار الخلاف واهوال الاختلاف تقول الاتي:

"اذا دققنا فى أمر التسمية، فسوف نجد أن أنسب الأسماء لهذه الكنيسة العريقة، هو «الكنيسة المونوفيزية» لأن إخواننا هؤلاء، أو بالأحرى زعماءهم الدينيين، أصروا دوماً على مذهب الطبيعة الواحدة."

وفي نفس المقال تقول : ."....اذن هى الكنيسة المونوفيزية، التى يمكن وصفها أيضاً بالكنيسة السلفية (الأرثوذكسية) وهو الوصف الذى قد تشاركها فيه كنائس سلفية أخرى، غير مصرية، أهمها كنيسة الأرثوذكس السريان وكنيسة الروم الأرثوذكس "

لااعرف بالتحديد ماذا تريد ان تسمي الكنيسة ففي رأيكم ليست قبطية ولا مرقسية ولا مصرية ربما ولا مسيحية ايضا .... ماذا تكون يعقوبية ام مونوفيزية ام سلفية ارثوذكسية ربما في مقام آخر قادم تطلق عليها اسم آخر جديد ونحن في الانتظار احنا ورانا ايه !!!

ياصديقي العزيز ارجو ان تنأي بنفسك عن شئون الكنيسة وتراثها وتاريخها ولا تشغل بالك بنا فانت مثقل بالمخطوطات والادب والمكتبة والفضائيات والمقالات...الخ كان الله في عونك ..!!! و لاداعي ان تقترح باطلاق اسماء للكنيسة مخالفة لتقليدها منذ عشرين قرنا, فنحن لنا طول باع في دراسة كل مايتعلق بالكنيسة من مخطوطاتنا العديدة ان كانت بالقبطية او اليونانية ومن كتب المؤرخين الثقات منهم اقباط علماء ومسلمون مؤرخون واجانب ومستشرقون ومراكز ابحاث وكراسي في اكبر الجامعات وبكل اللغات والمثل العربي يقول اهل مكة ادري بشعابها ونشكرك علي جهدك وتعبك في البحث عن اسم للكنيسة القبطية !!!

واخير تقبل مني كصديق لك" ان اردت "هذه الكلمة : لاداعي لاثارة موضوعات ارهقت الجميع حفاظا علي سلامة الوطن ولا تلومن الكنيسة وانتم خير العالمين بموقف الدولة والامن والقضاء والاخوان من الكنيسة والاقباط نريد ان نصلي الي الله يادكتورهل متاح لنا ام مرفوض لاننا كفرة وهذا شأننا ..!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق