اليوم السابع ـ كتب شعبان هدية
استمرارا لحالة الاستنكار ضد تهديدات تنظيم القاعدة لكنائس وأقباط مصر، تقود الجماعة الإسلامية بمصر حملة قوية لمواجهة تنظيم القاعدة فكريا وفقهيا تتهمها بمخالفة قواعد الدين الإسلامى وتعاليم الشرع.وشددت الجماعة على أن حادث كنيسة النجاة ببغداد والتهديد لأقباط وكنائس مصر لا يمكن تبريره ولا السكوت عنه أيا كانت الجهة التى تقف وراءه. وكشفت الجماعة الإسلامية عبر موقعها أن أبناءها على وعى شرعى وسياسى بأبعاد هذه التهديدات، داعين باقى الشباب المتحمس أن يكونوا على ذات الدرجة من الفهم الشرعى والوعى السياسى كى يكونوا محصنين ضد الانجراف وراء هذه التهديدات، ولا يتبنوا منهج مواجهة الخطأ بالخطيئة.
ووصف عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى مقال لها عبر موقع الجماعة بعنوان "تنظيمات القاعدة ومواجهة الخطيئة بالخطأ" أن هذه السلوكيات من بعض تنظيمات القاعدة تندرج تحت باب معالجة الخطيئة بالخطأ، معتبرا أن القاعدة لم تعد تنظيماً واحداً مسيطراً عليه من قبل قيادته التاريخية ممثلة فى أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، لكنها صارت حالة فكرية انتشرت فى أغلب بقاع العالم تحمل ذات الرؤية الفكرية للتنظيم الأم، وتلجأ إلى ذات أدواته، وغالباً ما يتم ذلك بمعزل عن قيادته التاريخية.
وأوضح أن الاحتلال الأمريكى خطيئة وما يحدث فى السجون العراقية تجاه الأسرى وما كشفت عنه وثائق "ويكليكس" خطأ أفدح، مضيفا أن تطرف بعض رجال الكهنوت فى الكنيسة الأرثوذكسية وتجاوزهم الخطوط الحمراء واحتجازهم من اعتنقن الإسلام بالأديرة أمر مستفز، إلا أنه اعتبر الرد على هذه الأخطاء بطريقة القاعدة "خطيئة".
وشدد دربالة، وهو أحد قيادات الجماعة الذين كتبوا دراسات معمقة وفقهية عن منهج القاعدة وأسلوبها وطريقتها فى فهم فقه الجهاد، على أن ما قامت به القاعدة خطأ مركب من الوجهة الشرعية، لأن الشريعة ترفض معاقبة الأبرياء من أجل رفع الظلم عمن نعتبرهم أبرياء، مؤكدا أن المشاركين فى قداس "كنيسة سيدة النجاة ببغداد" كانوا من الأبرياء، ولا علاقة لهم بالاحتلال أو لا دخل لهم باحتجاز بعض العناصر المنتمية للتنظيم الذى قام بالحادثة، فلا يصح استهدافهم بالاحتجاز، والقتل للضغط على تلك السلطات من أجل الإفراج عن بعض الأسرى أو الأسيرات.
وأضاف دربالة أن الخطأ يزداد "بشاعة" عندما يتم ذلك الاحتجاز وهذا الاعتداء فى داخل دور العبادة، كما أن الإسلام منع قتل النساء والأطفال والرهبان حال قيام الحرب واشتعالها مع أى خصم مخالف له، وأعطى لمخالفيه حرية الاعتقاد وقرر القاعدة الذهبية وحرية ممارسة شعائر دينهم داخل دور عبادتهم.
وأوضح قيادى الجماعة أن موقفهم هذا من رفض استهداف المسيحيين ليس بجديد، مشيرا إلى أن الجماعة لم تنتهج يوماً إستراتيجية استهداف المسيحيين كافة أو أفراداً كنهج لها، مضيفا أن الأحداث التى قام بها بعض أعضائها ضد المسيحيين أو بعض كنائسهم كانت من قبيل الأحداث الفردية دون موافقة عليها من قيادتها، وأنهم سارعوا بإيقافها ورفضها.
وذكر أن التصرفات المتطرفة الصادرة من البعض تغذى التطرف عند البعض الآخر، مضيفا أن ما حدث فى كنيسة النجاة وما تبعها من تهديدات وطرود مفخخة، أساسه الجرائم التى قام بها الاحتلال الأمريكى ضد أبناء العراق وفى سجونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق