أديب نوبل 2010: الأصولية الإسلامية أكثر رعبا من الشيوعية

العرب أونلاين-حذام خريّف:
وصف الأديب البيروفي فارغاس يوسا الأصولية الإسلامية بأنها العدوّ الأوّل لثقافة الديموقراطية في العالم، مشيرا إلى أن "التطرّف الإسلامي" اليوم يعتبر بديلا للشيوعية.. ويأتي تصريح الأديب الأمريكي اللاتيني الحائز جائزة نوبل 2010، متزامنا مع تصاعد الحملات المغرضة التي تشهدها بعض الدول الأوروبية لمحاربة ما يسمّيه اليمين المتطرّف بـ"أسلمة أوروبا". وبرأي يوسا فإن "الأصولية الإسلامية حلّت مكان الشيوعية كالعدو الأول لثقافة الديموقراطية في العالم الحالي"، ويعتبر الكاتب البيروفي أن "الأصولية الإسلامية التي أدت إلى مقتل عدد كبير من المسلمين يفوق عدد الكفار أو المسيحيين، تمثل أقلية وتعتمد على قناعات سياسية ودينية عفا عليها الزمن ولا تتماشى مع الحداثة بحيث أنها لن تستطيع أبدا أن تهزم الثقافة الغربية"، على حد تعبيره.

ودعا يوسا، في كلمته خلال منتدى دولي حول السياسات العامة نظّمته مؤسسة "حرية وتنمية" الاستشارية، ذات الميول اليمينية، الحكومات الغربية إلى "العمل من أجل الدفاع عن مجتمعاتها حتى لا تتسلّل إليها الأفكار الإسلامية المتطرّفة وتزرع الرعب فيها من خلال استغلال المؤسسات التي تروج للحرية".

وفي الوقت الذي وصف فيه أديب نوبل للعام 2010 الإسلاميين المتطرّفين بـ"العدو الخطير" في ندوة عقدت في تشيلي في أمريكا اللاتينية، شهد الجزء الأوروبي من العالم جدلا أكثر حدّة بشأن الإسلام خاصة بعد أن سجّل المسلمون نقطة لصالحهم في خلافهم مع النائب الهولندي المتطرّف خيرت فيلدرز وتمّ افتتاح أكبر مسجد في غرب أوروبا في مدينة روتردام الهولندية.. في خطوة وصفها فيلدرز، المناهض للإسلام، بأنها "أمر مشين وغير معقول..؛ فهذا الشيء لا مكان له هنا، بل في السعودية".

وكانت مدينة روتردام شهدت يوم الجمعة الماضي افتتاح "مسجد السلام"، وهو صرح إسلامي مساحته3 آلاف متر ويتسع لـ2200 مصلّ، موّلت بناءه هيئة آل مكتوم الخيرية بدبي، وأصبح ثاني أهم معلم في مدينة روتردام في هولندا وأحد أكبر المساجد في أوروبا وأجملها.

وفي ألمانيا يتواصل الجدل حول الإسلام الذي ترجمته تصريحات رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان، روبرت تسوليتش، بوجود مخاوف بين المواطنين في ألمانيا مما أسماه "أسلمة المجتمع".

وتحت عنوان "ألمانيا تتجه نحو هلاكها" اتّهم المدير السابق للمصرف المركزي الألماني ثيلو سارازان الأربعة ملايين مسلم تقريبا الذين يعيشون في ألمانيا بأنهم يرفضون الاندماج.

ويعتبر ثيلو سارازان، في كتابه الذي حقّق نسبة مبيعات عالية جدا وأصبح بفضله مليونيرا، أن عبء المهاجرين المسلمين "يرهق" ألمانيا.

ويصف سارازان، العضو في الحزب الاشتراكي الديموقراطي، المسلمين الذين يعيشون في برلين بأنهم "ليسوا سوى بائعي خضار وفاكهة يلدون بنات صغيرات محجبات".

وفي إطار هستيريا "الخوف من أسلمة أوروبا" التي أصابت دول القارة العجوز، حضر مئات الأشخاص أول مؤتمر لـ"مقاومة الأسلمة في أوروبا"، احتضنت فعالياته العاصمة الفرنسية، باريس، السبت المنصرم، وشاركت فيه العديد من المنظمات والشخصيات الأوروبية المعروفة بعدائها للإسلام، وعلى رأسها أوسكار فري سنجر، نائب رئيس حزب الشعب الذي قاد حملة منع المآذن في سويسرا؛ وقد تمّ بثّ وقائع المؤتمر مباشرة عبر شبكة الانترنت..

وفي الوقت الذي يشنّ فيه اليمين الفرنسي المتطرّف، الداعم الرئيسي للمؤتمر، حملته ضدّ الإسلام في أوروبا احتشد مئات المتظاهروين خارج فضاء "شارنتون"، حيث عقد المؤتمر، حاملين لافتات كتب عليها "لا للفاشية... كلّنا متّحدون ضد الإسلاموفوبيا"، مندّدين بالاستفزازية العنصرية التي تؤجّج مشاعر الكراهية ضدّ الفرنسيين المسلمين بسبب معتقدات دينية بعيدة تماما عن العلمانية ومبادئ الجمهورية الفرنسية.

وحذّر أعضاء الحزب اليساري من خطورة مواقف اليمين الفرنسي المتطرّف، ودعوا في هذا السياق إلى التظاهر يوم السبت المقبل، احتجاجا على المؤتمر الذي نظمته حركة اليمين المتطرفة لمهاجمة الوجود الإسلامي في أوروبا، مما قد يؤجّج فتيل العنصرية والشغب ويؤدي إلى الإخلال بالنظام العام في بلد يحتضن أكبر عدد من المسلمين في أوروبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق