أكبر مغارة ميلاد في سورية بكنيسة مار الياس


جهود تطوعية اتحدت فأثمرت أكبر مغارة ميلادية في سورية، فغدت مغارة كنيسة مارلياس بمنطقة الطبالة مقصداً للعديد من الناس جاؤوا لمشاهدتها والاحتفاء بالأجواء الميلادية داخلها.افتتحت المغارة في مدينة دمشق منذ يومين برعاية بطركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوكس، حيث شارك بافتتاحها الوكيل البطريركي موسى لوقا نيابة عن البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، وذلك بحضور ما يقارب الألفي شخص.
وتمثل هذه المغارة، وفقاً للمفهوم المسيحي، مدينة بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح، وما يرافق ذلك من احتفالات تتجسد بتزيين شجرة الميلاد والاحتفاء برأس السنة الميلادية.
جهود جماعية
بدأت كنيسة مارلياس التحضير لأعمال بناء المغارة منذ شهرين تقريباً وعن التحضيرات قال المسؤول عن المراسم نبيل بشور لسيريانيوز"بدأنا بالعمل منذ حوالي شهرين، وشارك بالعمل شباب المراسم من جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية وغيرهم وذلك بشكل تطوعي، كون المغارة باتت تقليد سنوي يجب إيلاؤه أهمية من قبلنا".
وعن المواد المستخدمة في بناء المغارة قال بشور"استخدمنا حوالي أربعة ألاف من الأطباق الورقية فضلاً عن استخدام الأطباق القديمة، واستعنا بالخشب المدور وخشب الأشجار والحبال، وجهزنا شلالات لتتدفق المياه فيها، ووضعنا العديد من التماثيل والزينة داخل المغارة".
بدوره، تحدث الأب بولس البدين عن رعاية الكنيسة للمراسم فقال"المراسم هي مؤسسة تتبع للكنسية وتشرف الكنيسة على نشاطاته، وتضم شبيبة من رعيتنا من مختلف الأعمار ونحن نقوم بدعمهم باستمرار، ومن ضمن أعمالهم هذه المغارة التي تعاونوا في إنجازها، وقد شهدت توافداً من قبل الرعية الذين بدورهم بدؤوا التحضيرات لتجهيز المغارة في منازلهم".
مراحل الميلاد
يستطيع الداخل للمغارة أن يرى الميلاد بجميع مراحله، ففي البداية يمر بطريق الفرح ليصل إلى شجرة الميلاد وبابانويل، ومن ثم يتجه صعوداً بشكل يجسد الصعوبات التي عانتها مريم العذراء قبل أن تلد المسيح، ليصل إلى مدينة صغيرة تجسد بيت لحم وبقربها مهد السيد المسيح، وإلى جانبها حظيرة الحيوانات".
ولفت بشور إلى أن "الفريق المشارك استفاد من تجرته العام الماضي ببناء المغارة فحرص على تدارك الأخطاء وإضافة أشياء جديدة وأدوات للزينة على سبيل التجديد" مشيراً أن "الكنيسة تقوم بهذا النشاط منذ عام 2001".
زيارات لغايات عدة
دوافع زيارة المغارة تعددت، فتقول أم موسى"جئت لرؤية المغارة لأقارنها بمغارة العام الماضي، فتبين لي أنها أجمل بكثير وأتمنى أن يستمر هذا التقليد باستمرار في الكنيسة كونه يضعنا ضمن الأجواء الاحتفالية".
بينما بررت تيريز مجيئها بأنه "بات اعتيادياً فهي تتردد للكنسية بشكل مستمر ومن الطبيعي أن تزور المغارة، لترى الطفل يسوع وهو في مهده ولتصلي أمام المهد وتضئ شمعة لأولادها المسافرين ".
أما الأطفال فحرصوا على التقاط صور تذكارية بجانب المغارة، فوليد أعجب كثيراً بها ، والتقط صور داخلها، وبرر إعجابه بالقول" هذه المغارة أكبر وأجمل من المغارة التي بناها والدي في البيت، والتماثيل كبيرة وجميلة".
أصل المغارة
ولايوجد في الكتاب المقدس ذكر لمغارة الميلاد، إنما يذكر المذود أو المعلف حيث يوضع العلف للحيوانات، والحقيقة أن مريم العذراء ويوسف لم يجدا مكان حتى يبيتا فيه لشدة الزحام فباتوا بضيافة أحد الفقراء في بيته، والبيت في ذلك الزمان يتألف من قسمين، قسم العائلة وقسم آخر للحيوانات، وهناك كان نصيب مريم ويوسف والطفل الإلهي، وحتى لا تدوس الحيوانات على الطفل وضع في المذود.
وبدأ تقليد المغارة مع القديس فرنسيس الأسيزي عام 1223 في قرية غريسيوس في إيطاليا، ومنذ ذلك الزمن والمسيحيون يتفنون في صنع مغارة الميلاد.
سيريانيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق