** نعم هناك فرق شاسع بين شرفاء الصحافة وبين سفهاء الصحف المأجورة والإعلام المضلل ، فالشريف يظل نظيف اليد ونقى القلب وفارس الكلمة ، أما السفيه فيظل كاذب ومخادع للحقيقة وسليط اللسان وعفن الرائحة .. الشريف توضع على صدرة الأوسمه والنياشين ، أما السفيه فيداس بالأقدام ويدفن فى المستنقعات والبرك ...
** لقد هالنى وأثلج صدرى ما قرأته أخيرا للكاتبة الرائعة "فاطمة ناعوت" ، مع أروع وأعظم كلمات سطرتها الكاتبة على صفحات جريدة "اليوم السابع" بتاريخ 21 ديسمبر 2010 مقال بعنوان "كاهن إيطاليا ومتأسلمو مصر" .. تقول الكاتبة "نشرت صحيفتان إيطاليتان واسعتا الإنتشار فى نوفمبر 2007 خبرا يقول كاهن إيطالى قرر فتح أبواب كنيسة سانتا ماريا أسونتا التى يرعاها بإحدى مدن شمال إيطاليا ، أمام المسلمين لأداء صلاة الجمعة بسبب عدم وجود مسجد فى تلك المنطقة" ، وقالت الكاتبة "أن قرار الكاهن لا يدهشها ، ولكن فى المقابل يدهشها قانون مجحف عنيد لا يزال مصرا على منع تشييد كنيسة فى مصر إلا بموافقة مباشرة من رئيس الجمهورية ، وحتى عام 1999 كان مجرد ترميم أى جزء تالف من كنيسة ولو كان حائطا وشيك السقوط فوق رأس الناس لا يتم إلا بعد موافقة مباشرة من أعلى سلطة سيادية فى البلاد (كأن المطلوب بناؤه قاعدة حربية أو نووية مثلا) ، وفى المقابل يعفى مالك برج سكنى من الضرائب مدى الحياة لو وضع أسفله زاوية لصلاة المسلمين ، ولو وصل عدد طوابق البرج ثلاثين طابقا !!!" ، وتواصل الكاتبة "لن أخوض فى حقائق تاريخية معروفة مثل أن مصر فى أساسها قبطية ، وأن كلمة Egypt مشتقة من الأصل Coptic أى قبطى ، ولن أضيف جديد حين أقول أن مسلمى مصر الراهنين ليسوا فى أصلهم إلا عرباً فاتحين دخلوا البلاد مع جيش عمرو بن العاص أو فى أفضل الأحوال مسيحيين أمنوا بالدين الجديد ، أو مسيحيين فقراء هربوا من الويل والتمييز العنصرى لهم فى البيع والشراء فى الأسواق والتضييق عليهم فى الحياة ، أو عجزوا عن دفع الجزية فأسلموا ، تلك الجزية الضخمة التى فرضها عليهم عمرو بن العاص عملاً بالأية رقم 29 من سورة التوبة التى تقول "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" .. وتواصل الكاتبة "كان العرب فى مصر وغيرها من البلاد التى فتحوها يضعون أمام أهالى البلاد خيارات ثلاثة "الإسلام – الجزية – الحرب" ، ومن تمسكوا بعقيدتهم من المصريين ولم يدخلوا الدين الجديد كان يعلم على أجسادهم وأثوابهم وأبواب بيوتهم بعلامات تفيد أن نصرانيا يقطن هذا البيت ، وقد بلغ من إحتقار العرب للمصريين (أصحاب البلد) أن قال معاوية بن أبى سفيان "وجدت أهل مصر ثلاث أصناف ، فثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لا ناس ، فأما الثلث الذين هم ناس فالعرب ، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالى أى من أسلم من المصريين ، والثلث الذين لا ناس فالمسالمة أى القبط !!.
** الدين لله والوطن للجميع .. هو الشعار الذى رفعته ثورة 19 حكومة وشعبا حين كانت مصر راقية وأكثر تحضرا ووعيا مما غدت عليه الأن من ظلام وأحادية ورجعية ... وتساءلت الكاتبة "فاطمة ناعوت" كيف أمنع نفسى من الدهشة أن يأتى علينا حيناً من الدهر يكون بناء ناد أو ملهى ليلى للترفيه ايسر من بناء دار عبادة أياً كان إسمها ؟!! .
** نكتفى بهذا القدر من مقال الكاتبة الرائعة والقديرة "فاطمة ناعوت" ولنرفع جميعا القبعة وننحنى إحتراما لها ... نعم فلنرفع جميعنا القبعة والتحية لجريدة اليوم السابع والأستاذ الفاضل رئيس تحريرها "خالد صلاح" وجميع الزملاء بالجريدة .
** نعم فلنصفق جميعا لكل هؤلاء الأبطال وهم يشهرون كلمة الحق والصدق بلا تدليس ولا كذب فى وجه الفساد والحقارة !! والطغيان .
** لقد تذكرت بعد قراءتى للمقال تلك المحاضرة التى ألقاها أسقف القوصية الأنبا توماس فى معهد هدسون الأمريكى ، وألقى خطابه الذى أثار جدلا بين مؤيد ومهاجم وقال "أن هناك عملية تعريب مستمرة تحدث لهذا الوطن منذ القرن السابع ومازالت جارية حتى الأن" ، وقال كذلك الأنبا توماس "هؤلاء الذين تحولوا للإسلام لم يعودوا أقباط بل أصبحوا شيئا أخر" ... تعرض للهجوم الشرس من جميع الأقلام وبالخصوص من جمال أسعد ، وتساءل جمال أسعد فى إحدى مقالاته بالدستور ، هل الأقباط فقط مصريون والمسلمون غزاة يجب أن يعودوا إلى الجزيرة العربية؟! فى الوقت الذى إتهم جمال أسعد أسقف القوصية بطلب التدخل الأمريكى فى شئون مصر .. وقد قمت بالتعقيب والرد على جمال أسعد بالدستور العدد 180 بتاريخ 27 أغسطس 2008 ، وتساءلت لمصلحة من يهدد جمال أسعد البابا والكنيسة ، ويعبىء المسلمين ويحرضهم على الأقباط ، وإعتبر جمال أسعد أن الإعتداء على الأديرة وحرقها والإعتداء على الكنائس وسرقة محلات الذهب الخاصة بالأقباط ، وذبح مئات الأقباط فى الكشح وابو قرقاص وأسيوط والمنيا والعياط والأسكندرية ... كل هذا إعتبره جمال أسعد "قلائل" بل وطالب أسعد فى مقاله بمحاكمة توماس حفاظا على تاريخ الكنيسة الوطنى وحفاظا على دورها التاريخى فى مواجهة الفكر الغربى ، مؤكدا أن ما يقوله توماس يحرض على الفتنة الطائفية !!... هذا بجانب مقالات الغوغاء والمحرضين فى جرائد صوت الأمة والأهرام والفجر .
** دعونا نقول لكل هؤلاء ربما تكذبون على أنفسكم حتى تصدقون ما تقولون ، ربما صدقكم السفهاء وأنصاف الرجال تملقا ورياء ولكن لن تستطيعوا تزوير التاريخ والحقيقة ... نعم فلنرفع القبعة لهذه الكاتبة فى مقالها المنشور بجريدة اليوم السابع، إنه مسك الختام للرد على كل مراوغات الكذبة والمنافقين والمضللين .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق