الجيش الأردني يلعب أدواراً في أفغانستان
عمان، الأردن (CNN) --
نددت الحكومة الأردنية بقوة الاثنين بالفتوى الصادرة عن جبهة العمل الإسلامي، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد والجناح السياسي لتيار الإخوان المسلمين، والتي حرمت قتال الجيوش الإسلامية والعربية إلى جانب حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، واعتبرتها "إساءة لدور القوات المسلحة في مساعدة الشعب الأفغاني الشقيق."
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة أيمن الصفدي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن عمّان تعتز بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية "في مساعدة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم، سواء في غزة أو في أفغانستان أو في أي مكان آخر في العالم العربي والإسلامي."
وأضاف الصفدي، في بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه، إن الأردن فخور "وبالإسهامات الكبيرة التي تقدمها (القوات المسلحة) في حفظ السلام والأمن من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية بكفاءة وتفان واقتدار في مناطق عديدة من العالم."
وأكد الصفدي "إدانة الحكومة ورفضها المطلق لما صدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي من إساءات للدور الكبير الذي تؤديه القوات المسلحة في مساعدة الشعب الأفغاني الشقيق في الحفاظ على أمنه واستقراره وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية له."
وأضاف "الوقوف إلى جانب الأشقاء في التصدي لما يواجهون من تحديات هو واجب يؤديه الأردن انسجاما مع ثوابته ورسالته القومية الإنسانية بكل فخر واعتزاز ووضوح وشفافية و أنه لا يجوز لأي كان الإساءة إليه عبر تصريحات ومواقف غير مسؤولة، تحاول تشويه الدور الوطني الشريف لحماة أمن الوطن واستقراره وإنجازاته، وتسيء إلى الأردن ومبادئه وتاريخه المشرف في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية."
وبحسب الصفدي، فإن الأردن "سيستمر في تقديم العون والوقوف إلى جانب كل الأشقاء، وبما فيهم الشعب الأفغاني الشقيق، في مواجهة كل التحديات، ولن يتهاون أيضا في فعل كل ما باستطاعته لحماية الأردن والأردنيين وأمنهم واستقرارهم من أي جهة تستهدفهم وفي أي مكان وجدت."
وكانت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي قد أصدرت الأحد فتوى حرمت فيها على أي مسؤول أن يرسل قوات عسكرية لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة أمريكا في أفغانستان أو في أي بلد آخر. كما حرمت على المسلم "إطاعة أي أمر في معصية الله تعالى."
وجاء في الفتوى أن الواجب "يحتم على حكام المسلمين أن يرسلوا جيوشهم للقتال في صف المجاهدين الأفغان، ويحرم عليهم خذلان إخوانهم في أفغانستان أو في أي بلد إسلامي محتل والتخلي عنهم،" واعتبرت لجنة علماء الشريعة في الجبهة أن مشاركة قوات عسكرية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها أمريكا في حربها على أفغانستان وغيرها "موالاة لغير المسلمين في عدوانهم على المسلمين. وهذا حرام وظلم."
وقالت اللجنة: "من يوالي أعداء الله ظالم للمسلمين بالاعتداء عليهم، وظالم لنفسه فقد أوردها موارد الهلاك في الدنيا والآخرة، وعرضها لسخط الله وغضبه وانتقامه إن عاجلاً أو آجلاً، وظالم ومزيف لحقيقة المعركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان،" وخلصت اللجنة إلى أن "من يوالي الأمريكان ودول التحالف في محاربة المسلمين، يخرج من دائرة الإسلام."
واعتبرت اللجنة أن أفغانستان "بلد مسلم كان يحكم بأحكام الشريعة الإسلامية،" وهو يتعرض الآن لـ"حملات إبادة بأفتك الأسلحة."
وكان الدور العسكري والاستخباري الأردني قد برز بشكل واضح مطلع 2010، عندما قام العميل الأردني المزدوج همام خليل البلوي، المعروف بأبي دجانة الخراساني، بتفجير نفسه في مجموعة من عناصر المخابرات الأمريكية، وبحضور الضابط الأردني، الشريف علي بن زيد، أحد أقرباء الملك عبدالله الثاني.
وقد ظهر البلوي في وقت لاحق بتسجيل فيديو قال فيه إن المخابرات الأردنية كانت قد جندته للعمل في حقل "التجسس على المجاهدين في وزيرستان وأفغانستان،" كما اتهم أجهزة الأمن الأردنية بتنفيذ عدة عمليات في تلك المنطقة، بينها اغتيال الشيخ عبد الله عزام، القيادي الأساسي للمقاتلين الأفغان في بيشاور قبل حوالي عشرين سنة.
واعتبر البلوي، الذي اتضح لاحقاً أنه عنصر في القاعدة استغل ثقة الاستخبارات الأردنية به لتنفيذ ضربته أن سبب اهتمام المخابرات الأردنية بعمليات بعيدة عن أراضيها في باكستان هو "إرضاء الأمريكان" وأضاف: "في نظر الأمريكان المخابرات الأردنية أكثر ثقة من الموساد نفسه."
وتنشر القوات الأردنية وحدات في الكثير من مهام حفظ السلام حول العالم، بينها مجموعات عسكرية وإنسانية في هييتي وكوسوفو وأنغولا والكونغو وسيراليون وأثيوبيا وسواها.
ومن المتوقع أن تكون فتوى جبهة العمل الإسلامي عامل تصعيد في العلاقة المتأزمة بينها وبين الحكومة، منذ رفض الجبهة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتبنيها خيار المقاطعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق