البابا شنودة ... و"حمودة طلقة"/ مجدى نجيب وهبة


** قرر البابا شنودة إنهاء إعتكافه بالدير لحضور خطاب الرئيس مبارك أمام الجلسة المشتركة لمجلس الشعب والشورى ، إستجابة لوساطة د. مصطفى الفقى حيث قام الفقى بزيارة البابا بوادى النطرون لإقناعه بفك الإعتكاف بمبادرة شخصية منه وحضر المقابلة رجل الأعمال منير غبور ونبيل لوقا بباوى .. وقد أبدى البابا غضبه لما يراه من أزمات يتعرض لها الأقباط !! .
** على الجانب الإعلامى وكما تعودنا .. إنطلقت بعض الأقلام السماوية والمعروف مسبقا موقفها من الأقباط عامة ومن البابا خاصة .. إتهم البعض الأقباط بأنهم زودوها شوية وإتهمت أقلام أخرى البابا شنودة بالضغط وتهديد الدولة والنظام وذلك بالإعتكاف بالدير من أجل شوية عيال بلطجية .. كما وصفهم رئيس تحرير جريدة "الفجور" حيث قاموا بأحداث شغب وعنف ضد الأمن للدفاع عن كنيسة العمرانية أو إعتباره مبنى للخدمات الكنسي ، ولم يخرج قلم واحد لإدانة الأمن فى تعامله مع الشباب المسيحى رغم سقوط قتلى ومصابين والقبض على 160 متظاهر بتهم إثارة الشغب ، رغم وجود أحداث ليست بالبعيدة حيث أدين فردين من مباحث الأسكندرية فى قتل مواطن يدعى "خالد سعيد" مما أدى إلى إندلاع المظاهرات فى الأسكندرية للمطالبة بالقصاص من الجناة وهو ما رضخت له النيابة وأمرت بالقبض على الجناة ومازالوا قيد المحاكمة !!! .. لم يتحرك قلم واحد ليكون منصفا ويطالب بمحاكمة الذين أطلقوا النار على شباب أعزل وسقط قتيلين أو ثلاثة بالذخيرة الحية .. فى الوقت الذى إضطر فيه الشباب للدفاع عن أنفسهم بإستخدام الحجارة وما طالته أيديهم من عصا .
** كانت المواجهة بين الأمن المصرى والشباب المصرى ، لم تكن تهمتهم تهريب مخدرات أو أسلحة أو جماعات إرهابية ، ولكن تهمتهم هى الدفاع عن مبنى للخدمات حاصل على تراخيص من الجهات الإدارية ، وقرروا القائمين على المبنى بناء قباب أعلى المبنى ووضع بعض الصلبان .. لم يكن المبنى سكن شعبى أو مبنى إدارى وإنما مبنى خدمات يرتبط بالكنيسة .. لم يكن الإعتداء على الكنيسة هو شئ بالجديد بل لقد تعودنا على ذلك من إخواننا الإرهابيين ، ولكن هذه المرة كان الإعتداء بتحريض من محافظ الجيزة وفتوى من رئيس حى العمرانية وتنفيذ جنرالات الداخلية !!! .. وأسفرت الواقعة بخلاف القتلى والمصابين عن القبض على 170 متظاهر وبدل أن يعتذر الجانى للمجنى عليه إنقلبت الصورة وأصبح مطلوب إعتذار المجنى عليه للجناة !!.
** أحداث كثيرة ومخجلة ومكررة ، دفعت البابا فى إحدى عظاته بمناشدة الجهات المسئولة للإفراج عن المعتقلين ، ووعد جموع الحاضرين بالمطالبة بحق دماء الضحايا وهو مطلب شرعى لقداسة بابا الكنيسة الأرثوذكسية .. وعقب تلك الكلمات إنطلقت الأقلام المسعورة وأشباه الصحفيين والصحف الإرهابية للطعن فى كلمات البابا شنودة ، وتساءل الكثيرين إشمعنى المرة دى ما طول عمرهم بيضربوا ويقولوا "سكووت .. هانضرب" .. طول عمرهم يهاجموا من المتطرفين والحرامية والسفاحين وسافكى الدماء ولا يتكلمون ، وعقب كل حادثة تنطلق بعض الأقلام لتدين الحدث بمانشيتات خادعة وكاذبة ومضللة دون مراعاة لضمير أو أخلاق للإلتزام بميثاق الشرف الصحفى بسرد الحقيقة !! ، بل أن العناوين والمانشيتات المضللة تكتب لتوحى للأخرين بوقوع مصادمات بين الأقباط والمسلمين وليست أحداث طائفية من طرف ضد الأخر وبالقطع ستكون الحصيلة سرق وحرق ونهب لممتلكات الأقباط ، ثم يأتى دور المطبلاتية للضغط على الطرف المعتدى عليه للتصالح وبعد ذلك نختم السيناريو الكريه بقبلات زائفة بين القس والشيخ فى حضور السادة المسئولين .. وعمار يامصر .
** منذ ما يقرب من عام فجعت مصر بأحداث بشعة ليلة عيد الميلاد 6 يناير 2010 وأطلق بعض الإرهابيين النار على مجموعة شباب خارج من قداس العيد للإحتفال مع أهاليهم وسقط 6 قتلى ، وأحالت هذه الحادثة البشعة عيد الميلاد إلى حزن وكأبة وإرتدت نجع حمادى السواد حزنا على أولادها ، ورغم ذلك فوجئنا بفتح صالة كبار الزوار لرجال الدولة الذين حضروا للتهنئة بالعيد ، وظلت إبتسامة قداسة البابا لا تفارق وجهه طوال اليوم ، والمفروض والمنطقى أن يلغى قداسة البابا مراسم العيد ويقيم سرادق كبير بالكاتدرائية لتقبل العزاء فى شهدائنا .. رغم هذه المواقف التى قد نختلف فيها مع قداسة البابا ، إلا أننا فوجئنا بحملة مسعورة من الأقلام المضللة لتدين البابا شنودة ليكتبوا "نعم لم يكن البابا فى حاجة لأن يقول أن دماء الأقباط ليست رخيصة وأن الكنيسة لن تتخلى عن أبنائها كى يشتعل النار فى عروق الأقباط " .. طب إنتوا عاوزين إيه بالضبط ، ننضرب ولا نعترض .. نداس بالأقدام وننحنى لتقبيلها .. تسرق أموالنا ونقول عليك العوض يارب .. تقتل أبنائنا ونقيم سرادق العزاء فى ملهى ليلى .. تحرق كنائسنا ونقول نيران صديقة .. إنتوا عاوزين إيه بالضبط .. نريح دماغنا وندور على حلول ترضى الجميع وننفصل زى السودان ، معندناش مانع حتى لا تراق قطرة دم واحدة ، وهنيئاً لكم الحكم بالشريعة الإسلامية .. طيب قولوا إنتوا إيه الحل ؟ .. إنطلقت الأقلام بكل سفالة ووقاحة لإدانة الأقباط والكنيسة والبابا ، كتب رئيس تحرير الفجر "بضم الـ ف" فى مقاله الأسبوعى "طلقة حبر" ، مقال بعنوان "حكم الكنيسة أقوى من حكم الدولة" ، وبالقطع هو عنوان محرض ومستفز وقد تناسى المناضل الحنجورى "عادل حمودة" الشهير بـ"حمودة طلقة" أنه تعرض للحبس أكثر من مرة بسبب تجاوزه وتطاوله على بعض الرموز الدينية وبعض العاملين بالدولة وفى كل مرة "يبكى ويندم ويبوس القدم ويبدى الندم" ويعلن تأسفه على صفحات جريدته للهروب من السجن ، أو يتأثر المدعى بالحق المدنى ضده بدموعه فيتنازل عن دعواه أو تكتفى المحكمة بالغرامة .
** تناسى "حمودة طلقة" توسله لشيخ الأزهر الراحل فضيلة الإمام محمد سيد طنطاوى ومحاولات النقابة العديدة فى التخاطب مع الشيخ طنطاوى للتنازل عن دعواه ووساطة كرم جبر رئيس مجلس إدارة روزاليوسف والإعلامى معتز الدمرداش ، وقد رفض الشيخ كل هذه الوسائط وصدر الحكم بوقف عقوبة الحبس والإكتفاء بالغرامة ... ولأن الدنيا سداح مداح فلا محاسبة وكل إناء ينضح بما في داخله ، كتب حمودة طلقة مقال بعنوان "حكم الكنيسة أقوى من حكم الدولة" ، أما تفاصيل المقال فيقول :
• أخشى أن يصل غضب الكنيسة على ما يجرى لرعاياها إلى أن تخرج عن القانون وتستهتر به فتصبح دولة داخل الدولة ، وسلطة دينية تناطح السلطة الزمنية وتعطى ما لله لقيصر وما لقيصر يصبح لله .. لقد شهدت مدن مصر من بحر الأسكندرية إلى جبال الصعيد أحداث عنف رفع فيها شباب الأقباط السنج والسيوف على شكل صلبان فى دعوة لجهاد مقدس لا يختلف كثيرا عن جماعة التكفير والهجرة !! "
** كما إتهم حمودة طلقة شباب الكنيسة ووصفهم بالإخوان المسيحيين على جرار "الإخوان المسلمين" بأنهم هم الذين قاموا بأحداث الشغب الشرسة الأخيرة فى العمرانية حيث صرخوا وضربوا وحرقوا وكسروا وإنفلتوا وتصرفوا بتهور وصل إلى حد الفتنة ، فى بروفة حية لحرب أهلية صليبية ، وهؤلاء هم الذين وصفهم البابا شنودة بالأبناء الذين لن تتخلى عنهم الكنيسة وضغط على الدولة بالتهديد والإعتكاف ليخرجوا من حبسهم الإحتياطى واصفا القانون بأنه قطعة من الأستيك قابلة للشد والجذب .
** كما إعترض الأستاذ حمودة طلقة فى سياق مقاله على إعتراض الكنيسة على الأحكام التى صدرت فى قضية الكشح ونشرت رأيها فى مجلة الكرازة المرقسية المعبرة عنها وتناسى الأستاذ حمودة طلقة أن ضحايا أحداث الكشح وصلوا إلى ما يقارب 22 قتيلا وبرأت المحكمة جميع المتهمين ، حتى فى حكم القضاء الإدارى فى قضية الزواج الثانى للأقباط لم يعجب "حمودة طلقة" إعتراض الكنيسة وقال "أسرعت الدولة لكسب ودها بوضع القانون الموحد للأحوال الشخصية لغير المسلمين ، وركعت الكنيسة فى مشهد علنى لا يوافق شراستها مع الجماعات والتنظيمات الدينية الأخرى " .
** حتى الكاهن "زوج السيدة كاميليا" الذى إدعى دون حق أنها خطفت وأسلمت ، فقامت القيامة ، مظاهرات قبطية تطالب بعودتها إلى الكنيسة ومظاهرات سلفية تطالب بتسليمها للمسجد لكن لا الكنيسة عاقبت رجلها ولا الدولة قدمته إلى محاكمة ، وفى نهاية مقاله المستفز تساءل حمودة طلقة بأسلوب ساخر لا يليق بكاتب قصص دعارة .. هل يطالب بعض الصحفيين بترشيح البابا نقيبا لهم فهو الوحيد القادر على إنقاذهم من القضايا التى تنزل على رؤوسهم مثل الدش البارد فى الشتاء … هكذا إنطلقت بذاءات الصحافة من مقال بالأهرام بعنوان "سلامات أم حسن ، أقباط 2010 " إلى "طلقة حبر" .. حكم الكنيسة أقوى من حكم الدولة ، ويستمر المسلسل الكريه والقبيح من كل لون ياباطسطا .
** ونسأل الكاتب وشهرته "طلقة" …
• هل الأقباط قاموا بالهجوم على أحد المساجد فى أى مكان من أرجاء المحروسة أو قاموا بإشعال النيران فى أى مسجد أو بيت من بيوت الله ؟ !! .
• هل الأقباط هم من قاموا بتفجيرات "ميدان التحرير والمتحف المصرى" وفندق أوروبا بشارع الهرم ؟!! ، وقتلوا بعض السواح وبعض العاملين بالفندق ؟!! .
• هل الأقباط هم الذين قتلوا 66 سائحا بالدير البحرى فى مجزرة الأقصر البشعة وبقروا بطونهم وأخرجوا عيونهم ومثلوا بجثثهم وهم يهتفون "الله أكبر" ، وظهروا كالبربر وأكلى لحوم البشر؟!!.
• هل الأقباط هم الذين قاموا بعمليات إرهابية فى منتجعات جنوب سيناء وطابا وشرم الشيخ وذهب ، وسقوط مئات القتلى من الشباب المصرى والسائحين أم كانوا حفنة من الإرهابيين لم يكن لهم أى أخلاق أو مبادئ فعلوا كل ذلك بإسم الإسلام ، وكان الهدف هو مزيد من الخراب والدمار وتجويع الشعب المصرى ، وكانوا كالأبالسة والشياطين ؟!! .
• هل الأقباط وجد بينهم من غسلت أدمغتهم لتفجير أنفسهم ووعدهم الأخرين بالجنة "والنساء حور العين" والأولاد المخلدون ..
• هل بالكتاب المقدس أية واحدة تحض على القتال والكراهية ؟!! ، بل بالعكس يقول الكتاب المقدس "أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" .
• هل بالكتاب المقدس كلمة واحدة تدين الأخر وتتهمه بالكفر والشرك ؟!!
** أرجو أن يجاوب على هذه الأسئلة الأستاذ "حمودة طلقة" فإذا كان يجهلها فهذه مصيبة وإذا كان لا يعرفها فهذه مصيبة أكبر ..
** نرجو أن تكف صحف الإبتذال والعرى عن مواصلة سفهاتها ضد الأقباط فليس كل من يضرب على خده الأيمن يحول الأخر وأخيرا نقول للدولة والنظام "إن لم ينتبه الجميع لما يحدث على أرض مصر ، فالنتيجة ستكون خرابا ودمار يطول الجميع"
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق