جمال أسعد ... والطابور الخامس/ مجدى نجيب وهبة


** فى مقالى السابق بعنوان "هذا النائب لا يشرف الأقباط" ، والذى تم نشره على موقع الأقباط الأحرار وتناقلته معظم المنتديات المسيحية ، وأخص بالشكر منتدى "الحق والضلال" ، ومنتدى "صوت المسيحى الحر" ، وقد تعودت على ألا أعترض على أى تعليق يخص السادة المعلقين ، ولكننى توقفت أمام تعليقين ليس بسبب ما كتبه المعلق بالأقباط الأحرار ، ولكن بسبب خطورة تغلغل هؤلاء وهم ما يسمون بالطابور الخامس .. وما أكثرهم وللأسف هم مسيحيو الديانة .. قد تجدهم فى منزلك وبجوار سكنك وشركائك فى العمل وزملائك فى الدراسة وأصدقائك فى الإعلام .. فلا يكتفوا بالصمت على جبنهم وسلبيتهم ولكنك تفاجئ بأنه يكرهك ويحقد عليك ويتمنى لك أى كارثة أو مصيبة تحل بك .. هذا الطابور الخامس هو أسوأ من جمال أسعد وسليم العوا وعبد المنعم عمارة وعبد الناصر سلامة ومحمد إبراهيم .. هذا الطابور الخامس حينما تضطر للذهاب إلى المحكمة لن تجده بجوارك بل ستجده يطعنك من الخلف والخنجر بيده ويشهد ضدك ، أو على أفضل الأحوال يلتزم الصمت !! ... هذا الطابور الخامس تجده فى الكنائس ليل ونهار وينحنى ليقبل يد الكهنة ، وتسقط الدموع من عينيه أثناء الصلاة كدموع التماسيح .. هذا الطابور الخامس يحفظ الإنجيل من الجلدة للجلدة ويجيد فن التلاعب بكلمات الرب ، فهو لا يهمه سوى مصلحته وليذهب الجميع للجحيم ... هذا الطابور الخامس لا يتورع عن السرقة والإختلاس والكذب والنفاق والتزوير ، فكل شئ مباح طالما هو فى أمان هو وأسرته .. إنهم فئة ضالة اللهم إكفينا شر أفعالهم وألسنتهم ومواقفهم وخبثهم وحقدهم ، وفى النهاية لن نقول إلا أن الرب منتقم جبار من كل هؤلاء ..
** بالعودة لمقالى السابق كتبت بالنص "لم يكن إعتراض الأقباط على جمال أسعد بصفته ولكن الإعتراض بشخصه ، فقد دأب على التجريح فى الكنيسة والأقباط والبابا وقد ضربت مثالين لمقالين قمت بالرد على مزاعمه ...
** فى جريدة الدستور العدد 178 الصادر فى 13 أغسطس ، كتب جمال أسعد مقال بعنوان "أسقف القوصية أساء التعبير فى محاضرة هدسون بالرغم من كونه أحد القيادات المسئولة بالكنيسة ، وقال أسعد "هل يصح أن يقول توماس أن الأقباط خوفا من الإضطهاد تحولوا لشئ ما غير القبطية وكأنه يستنكف أن يقول "الإسلام" فى عبارة صريحة للتحريض ضد الأنبا توماس والنفخ فى الرماد لإشعال الحرائق ، بل ويحرض الدولة على الكنيسة ويقول "كذلك الصمت الحكومى المريب وكأن شيئا لم يحدث ، حيث لم نرى أى رد فعل واضح سوى بيان وقع عليه بعض المفكرين الأقباط والمسلمين رفضوا فيه ما جاء بالمحاضرة جملة وتفصيلا بإعتباره يسئ لتاريخ الكنيسة الوطنى ، وذكر بعض الأسماء بمقاله التى إنتقدت كلمة توماس وهو القس إكرام لمعى ، الذى قال "أن ما قاله توماس غير واقعى بالمرة مضيفا أن كلام توماس عن وضع الأقباط كان ضروريا بالنسبة له حتى يستطيع الحصول على جائزة الحرية الأمريكية والمبلغ الكبير المصاحب لها" ، وهو حديث يعبر عن الإزدواجية الموجودة فى التعامل بالكنيسة القبطية ، ويؤكد لمعى "أن لغة الخطاب فى الداخل تختلف كلياً عن لغة الحوار فى الخارج وطالب فى النهاية بضرورة ألا يكتفى البابا شنودة بإستنكار ما حدث ولكن لا بد من تحويل هذا الأسقف للمحاكمة !! .. هذه بعض العبارات التى وردت بالمقال التحريضى لجمال أسعد ضد الكنيسة والأنبا توماس .. وقد قمت بالرد عليه فى جريدة الدستور كما ذكرت فى مقالى السابق بمقال صفحة كاملة تعقيبا على كلامه بعنوان "لمصلحة من يهدد جمال أسعد البابا والكنيسة ويعبئ المسلمين ويحرضهم على الأقباط" ، وتساءلت هل من البطولة أن يعتبر جمال أسعد أن حرق الأديرة والكنائس وسرقة محلات الذهب ونهب الأقباط فى الكشح وأبو قرقاص ويقول عنها قلائل ؟!! .
** والمدهش أن السيد رئيس تحرير الدستور لم يبلغنى بأننى أهدر وقت الجريدة فيما لا يفيد ، كما لم يرسل أى مسلم برقية إعتراض على مقالى بالدستور ولكنى وجدت كل حب وتقدير من ألاف القراء للتعبير عن تأييدهم للمقال وإعجابهم بالأسلوب المتحضر ... ولكنى على موقع الأحرار علق قارئ لن أذكر إسمه فبالقطع هذا إسم مستعار وقال "مقال لم يأتى بأى جديد ويشغل مساحة بدون جدوى .. ننتظر مقالات للبناء وتعالج موضوعات مهمة وتعالج مشاكل حقيقية للأقباط" ، والمقالات التى تتناول جمال أسعد جعلت منه مشهورا وبطل قومى ومن يكون هو لتحتل أخباره نصف المواقع المسيحية .. إكتبوا فى المفيد والصالح بدلا من الضغط على الموقع بما لا يفيد !! .
** إنتهت كلمة القارئ الهمام .. طيب ياسيدى ياريت تقول لنا ما هو الجديد .. أليس الإعتداء على الكنائس وهدمها وحرق منازل الأقباط وإندلاع الغوغاء عقب صلاة الجمعة لتوجيه البذاءات وسباب السيد المسيح والوعد بحرق الكنائس حتى تخرج لهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين .. أليس كل ذلك نتاج الكلمة التى يطلقها جمال أسعد وأمثاله فى الصحف التى يتعامل معها البسطاء على أنها حقيقة مطلقة .. أليس كلمات جمال أسعد فى أحد البرامج الفضائية ردا على أسلمة وخطف بنات الكنيسة أن هناك عصابات مسيحية تقوم بتنصير الفتيات المسلمات ، جعل الغوغاء يتطاولون على الأديرة والكنائس ويستعدون للهجوم عليها بزعم وجود فتيات تم إحتجازهم بالدير تحت تهديد السلاح والقهر ... أليست هذه الكلمات الغير مسئولة أدت إلى قهر الأقباط فى مجتمع يهرول بسرعة البرق نحو الدمار والخراب بزعم تطبيق الشريعة الإسلامية وأن مصر دولة مسلمة ..
** هل يعتقد الساذجون أن إقصاء الإخوان عن مجلس الشعب هو إنتظار للدولة الدينية والمدنية ، نقول لهم أنتم واهمون فالإسلام الإرهابى تغلغل فى جميع الصدور والنفوس وأرض المحروسة من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين ، ولا أقصد هنا الإسلام الوسطى الذى أحببناه جميعا وإحترمناه ولكن الإسلام الوهابى والذى تتبناه السعودية ومجموعة معاتية من "جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ، والفضل يعود لدولارات أمريكا والزفت القطران بترول الخليج ..
** ماذا تنتظرون بعد توغل الإسلام السلفى ، وظهور مشايخ الإرهاب والتطرف بمعظم جوامع المحروسة ... نحن نحارب طواحين الهواء فى محاولة ترقيع الثوب البالى ويأتى جمال أسعد وأعوانه لتمزيق هذا الثوب ثم يأتوا من فى الطابور الخامس للرد على مقالاتنا بأنه يكتب ما ليس بالمفيد ، طيب ياسيدى قول إنت إيه المفيد ، ياريت تقولنا كلمة واحدة مفيدة ...
** وللأسف نحن نتعرض لأسوأ حملة إرهابية منظمة ضد أقباط مصر والجميع يتاجرون فى القضية ، من مسلمين متطرفين وهم معروفون ونواجههم ، أما أبناء الطابور الخامس ياريت يرحمونا فهم أجبن من كتابة عبارة أو مقال أو كلمة ولكنهم يختفون تحت أسماء وهمية ويهربون فى الكهوف ويضعون أولادهم تحت أقدامهم مؤمنين بالمثل "إن جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك" .
** أما التعليق الثانى فهو بإسم نهى الجابى وكما تلاحظوا أننى لم أتشرف بهذا الإسم على أى موقع مسيحى أو منتدى .. المهم الأخت نهى الجابى قالت "جمال أسعد مواطن مصرى ومن حقه دخول البرلمان بالإنتخاب أو التعيين وليس معنى إختلافه مع الكنيسة أن يحرم من حقه الدستورى ، إننا لسنا دولة دينية ولا تحكمها الكنيسة ولسنا فى العصور الوسطى التى كان يحرق فيها مختلفو الكنيسة ، يبدو أن الأخت نهى الجابى لم تقرأ المقال جيدا ، ويبدو أنها متحمسة للمفكر جمال أسعد ، فلو عدنا للمقال مرة أخرى قلنا بالنص وأكرر "لم يكن إعتراضنا على جمال أسعد بصفته ولكن بشخصه " إلا إذا كنتم لا تعرفون ما معنى صفته ..
** أما إختلاف جمال أسعد مع الكنيسة فليس لنا شأن به فاللكنيسة رب يحميها من جمال أسعد وأمثاله ولكن ما يقوله جمال أسعد وينشره من أفكار هى تحريض السفلة والغوغاء على الأقباط والكنيسة والجميع .
** ففى جريدة روزاليوسف الصادرة فى 14 مايو 2008 كتب جمال اسعد مقال بعنوان "مسيح عزيزية والعصور الجديدة" ، وملخص المقال إحتجاج الكنيسة على فيلم للسيد المسيح برؤية إسلامية لمخرج سورى ومن خلال النص القرأنى الذى يقول "عيسى نبى وموسى نبى ومحمد نبى ، وكل من له نبى يصلى عليه" ، إعترضت الكنيسة على فيلم برؤية إسلامية وهذا حقها فإيماننا بالسيد المسيح إنه الإله الذى نعبده ونؤمن به ، ولكن جمال أسعد إستاء من تصرف الكنيسة فليس من حقها أن تعترض ودافع عن المخرج وقال أن هذا الفيلم والذى يوجه بالأساس للغرب مساهمة فى توضيح موقف الإسلام من السيد المسيح وأمه العذراء وكيف أن الإسلام يؤمن بالمسيحية كدين وبالمسيح كأحد أهم الرسل وذلك من خلال تلك النصوص القرأنية التى بجلت السيد المسيح وكرمت العذراء ، ولكن الأوصياء الجدد الذين يتوهمون أنهم حماة المسيحية فى العالم والذين يدعون أنهم أوصياء على المسيح وتعاليمه ، وذلك حبا فى ظهور إعلامى أو نفاق لقطاع من المسيحيين متجاوزين الدستور والقانون وسخر متسائلا إذا كان هناك حق أصلا للكنيسة فى الرقابة على الأعمال الفنية ، وما هى السلطة القانونية التى تجعل الكنيسة تطلب الإطلاع على السيناريو حتى توافق على التصوير ، وما دخل الكنيسة المصرية فى إبداع مخرج ليس مصريا وفى فيلم لن ينتج فى مصر ، ومن أين يأتى هذا الغرور المريض وما هى الصفة التى سترفع بها الكنيسة قضية على الفيلم وهو لم يكتب حتى الأن ؟ ، وهل رفعت مثل تلك القضايا على افلام أنتجت خارج مصر وهى تعد بالمئات وأخرها شفرة دافنشى ، وهل تتوهم الكنيسة أقصد هؤلاء أنها وصية على البشر والكنائس فى العالم أم أن هذا إفلاس يقلل من قدر الكنيسة المصرية ، وبقية المقال كتب قبل ذلك فى المقال السابق ..
** وقمت بالرد على جمال أسعد فى روزاليوسف الجريدة الصادرة فى 18 يونيو 2008 بمقال بعنوان "حرية الفكر وإزدراء الاديان وفيلم عزيزية" وسألت جمال أسعد هل إعتراض الكنيسة على سيناريو فيلم يعرض على الشاشات العربية والمصرية ولا يتوافق مع العقيدة المسيحية .. حاجة غريبة؟ ، وهل فى ذلك نكتة بايخة ؟ ، وهل ليس للكنيسة المصرية أى دخل فى إبداع مخرج ليس مصريا ومن أين إستقى الكاتب إتهام الكنيسة بالغرور المريض ؟!! ، ويخلط الكاتب بين ما تم إنتاجه خارج مصر من أفلام ضد السيد المسيح وهى تعد بالمئات وأخرها شفرة دافنشى وبين إنتاج أفلام داخل الشرق الأوسط ، وتناسى جمال أسعد بأننا مجتمع عربى يختلف عن الغرب فالمجتمع الغربى يضم الملحدين والشواذ وعبدة الشيطان وتنفصل البنت عن أهلها عند بلوغ سن الـ 16 سنة وليس لوالدها أو والدتها سلطان عليها ، فهى من حقها أن تستقدم لهما الشرطة إذا قام بمصادرة حريتها .
** وإذا كان المفكر جمال أسعد ينادى بالحرية فى الإبداع والتعبير فلماذا لم يدافع عن الذين أساءوا للرسول بصور كاريكاتورية مقززة وهم من الدنمارك والتى أشعلت النيران فى ارجاء كثيرة من المسكونة لولا تقديم حكومة الدنمارك الإعتذار للعالم العربى والإسلامى ، كما ندد الجميع بهذه الصور ولم يقل أحد أنها حرية إبداع ؟!!
** فأين هذه العصور الوسطى با أستاذة .. لم أشأ أن أكتب عن جمال أسعد فى المواقع ولكن الضجة التى أثارها تعيينه داخل برلمان مجلس الشعب هى التى دفعتنى إلى فتح هذا الملف ، ويكفى الأقباط ما يعانون من أسعد وأمثاله ، فهل نحن فى حاجة إلى الطابور الخامس والمتسلقين .
رئيس مجلس إدارة النهر الخالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق