لندن: كتب حميد غريافي
جريدة السياسة الكويتية
في 3 كانون الثاني 2011/العدد 15155
توقعت أوساط برلمانية مصرية أمس أن تكون هناك ردود عقابية على عملية تفجير كنيسة القديسين مار جرجس والأنبا بطرس في الإسكندرية ليلة راس السنة. إذا ما صحت المعلومات التي تتداولها جهات أمنية وسياسية مصرية في القاهرة حول إمكانية أن يكون حزب الله وراء هذا التفجير الإجرامي ضد جماعة مسيحية لإشعال نار الطائفية في مصر على نطاق واسع كرد على الأحكام القضائية التي صدرت بحق بعض عناصره في قضية "خلية مصر" التي حوكمت العام الفائت بتهم الإخلال بالاستقرار ومحاولات المس بالأمن القومي لمصر وتهريب أسلحة عبر الحدود (قطاع غزة) إلى جهات خارجية.
وقالت الأوساط المصرية لوفد نيابي خليجي يزور مصر حالياً إن هناك معلومات أوسع عن أن نظام محمود أحمدي نجاد هو وراء هذا التفجير كما فعل ويفعل في العراق واليمن في خضم فوضى الإتهامات المتطايرة ضد نظام القاعدة والبعثيين الصداميين السابقين في العراق والحوثيين الثائرين على النظام اليمني والمدعومين مادياً وتسليحياً من إيران علناً إذ يتهم علي خامنئي وجماعاته المتشددة مصر بدعم دول الخليج العربي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت في وجه مطامع إيران في تلك المنطقة.
وأكدت الأوساط البرلمانية المصرية أن تحذيرات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عشية وقوع انفجار الكنيسة في الإسكندرية هذا الأسبوع إلى طهران بوجوب الابتعاد عن التدخل في العراق ولبنان وفلسطين واليمن ودول الخليج والشؤون الداخلية العربية، قد تكون استجلبت الإرهاب الإيراني إلى مصر مباشرة وبشكل خطير هذه المرة في محاولة لتفجير الشارع الطائفي المصري الهش مع العلم أن اتهامات الحكومة المصرية الفورية "لجهات أجنبية بالضلوع في تفجير الكنيسة وجدت فيها جهات برلمانية وشعبية وحكومية مصرية إشارة واضحة إلى إيران وليس إلى أي جهة أخرى كما بدأت أبواق نجاد-خامنئي في طهران وبيروت تسرب".
ونقلت الأوساط عن مسؤولين أمنيين مصريين كبار تأكيدهم "أنها ليست المرة الأولى التي يثبت فيها ضلوع إيران واستخباراتها وجماعات حزب الله الدائرة في فلكها في أعمال إرهابية في مصر ودول عربية وأجنبية أخرى كان من بينها اعتراف حسن نصرالله علناً في خطابه العام الفائت الذي دافع فيه عن رئيس خلية حزب الله وعناصر أخرى اكتُشفت في مصر للقيام بأعمال ارهابية ومحاولة قلب نظام الحكم فيها".
وأعربت الأوساط البرلمانية عن قناعة الأجهزة الأمنية المصرية أن هناك ما لا يقل عن 20 خلية إرهابية تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في مصر، من بين مهماتها تهريب الصواريخ والسلاح والمال إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة والقيام بأعمال تفجيرية كلما تعرضت مصر لسياسة إيران ومطامعها في الشرق الأوسط، أو كلما هبت للدفاع عن منطقة الخليج العربي لدى تعرضها لحملات إعلامية أو تحرشات إيرانية.
وتوقع مشاركون في الوفد النيابي الخليجي إلى القاهرة أن يكون هناك "عقاب" على عمليات الاستخبارات الإيرانية وأجهزة حزب الله الخارجية في مصر وأماكن أخرى من العالم العربي سواء تكون هذه الردود منظمة من جهات حكومية عربية لوقف أعمال إيران وحزب الله الإرهابية عند حدود معينة أو من قبل جهات إسلامية سلفية قد تحاول الانتقام لرئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في حال تضمن القرار الإتهامي للمحكمة الدولية أسماء قياديين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وقال أحد أعضاء الوفد الخليجي إن اتهامات قناة المنار التابعة لحزب الله الأولية الموجهة لإسرائيل بقيامها بتفجير كنيسة الإسكندرية "تذكرنا" بإتهامات حسن نصرالله إسرائيل بإغتيال رفيق الحريري، وما إصدار حزب الله وطهران بيانين منددين بعملية الإسكندرية هذه بعد وقوعها ما أدى إلى مقتل 21 شخصاً وجرح نحو 90 جلهم من الطائفة القبطية المسيحية إلا محاولة مشتركة ومنسقة لإبعاد التهم عنهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق