السودان: تطبيق الشريعة بالشمال يقلق الأقليات


الخرطوم، السودان (CNN) --
للإسلام وجوه عدة في السودان، فهناك المتصوفون، الساعون خلف الروحانية، وهناك المتشددون الذين وقفوا مؤخرا خلف جلد إحدى النساء في الخرطوم.

الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، كان قد أعلن سابقا أنه في حال انفصل الجنوب عن الشمال، ستصبح الشريعة الإسلامية الركيزة الأولى للدستور، فالإسلام هو الدين الرسمي والعربية هي اللغة الرسمية.

فالطيب مصطفى، صحفي سوداني يقول: "بالطبع الشمال مسلم، فعندما ينفصل الجنوب سيبقى الشمال ذي الطابع الإسلامي."

ويؤكد مصطفى أنه سيشعر بالرضا في حال انفصال الجنوب، فهو يرى في تطبيق الشريعة الإسلامية بالشمال أمرا ضروريا، لأن الإسلام يعلو فوق كل ما حوله.

ويضيف بالقول: "بالنسبة لي كمسلم، الوحدة لا تهم كالدين، فلا يمكنك المقارنة بين وحدة البلد ودينه، لأن الشريعة أهم من البلد بحد ذاته."

ولا يشاطر الكثير من السودانيين مصطفى هذا الرأي، ففي أحد الأسواق بمدينة أم درمان القريبة من الخرطوم من الواضح أن نسيج المدينة غير متجانس.

فشمال السودان متنوع تماما كالجنوب، فالبعض يرى نفسه سودانيا بينما يرى البعض الآخر نفسه أفريقيا، إضافة إلى وجود الكثير من اللغات، ورغم أن غالبية السكان هم من المسلمين، يحتضن الشمال نسبة لا بأس بها من المسيحيين والديانات الأخرى.

ولعل إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال أمر يشكل مصدر قلق للكثيرين، من بينهم مسلمون، عدا عن المسيحيين الذين يعتبرون من الأقليات في هذا البلد.

يقول الأسقف إزيكييل كوندو، رئيس المجلس السوداني للكنائس: "نحن كمسيحيين نرى أن المسيحية هي أيضا دين سوداني يجب احترامه."

ويشرف الأسقف إزيكييل كوندو على الكنيسة الأسقفية في الخرطوم، ويرأس المجلس السوداني للكنائس.

ويضيف بالقول: "ككنيسة، لا نشعر بالرضا عن تصريحات الرئيس البشير، فهو رئيس جميع السودانيين، وهو يعلم تماما وجود ديانات أخرى في بلده."

من ناحيته، يحاول البروفيسور محمد عثمان صالح، الأمين العام لمجلس السودان لعلماء المسلمين، إزالة مثل هذه الشكوك.

يقول صالح: "الشريعة الإسلامية تضمن لغير المسلمين حقوقهم أفضل من القوانين العلمانية، لأن القضية تتعلق بالواجب الديني تجاه البشرية."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق