إننا لنعتز كل الاعتزاز بالشعب المصرى العظيم الذى خرج منذ يوم الثلاثاء 25/1/2011م ليضرب للعالم كله أعظم الأمثلة فى تاريخ الشعوب مقدمًا الدماء والأرواح ثمنا لانتزاع حريته وكرامته وحقوقه فى اختيار ممثليه وحكامه وسياسته، ويأتى اليوم الجمعة العظيم فى ذروة الأيام المشهودة حيث خرج ما يزيد على 7 ملايين مصرى ومصرية فى القاهرة والمحافظات ينادون بمطالب عادلة مشروعة يأتى على قمتها تغيير النظام وتنحى رئيسه، الأمر الذى يعد استفتاء شعبيا مباشرا، ولقد قام الجيش المصرى الشامخ بحماية المتظاهرين سلميا ضد كل صور الإرهاب والبلطجة، وهذا هو عهدنا به دائما وما نأمله منه فى المستقبل .
إن الإخوان المسلمين يؤكدون على ما سبق أن أعلنوه بأنهم ليسوا طلاب سلطة، ولا منصب ولا جاه، ومن ثم فلن يرشحوا أحدا منهم للرئاسة، ولن يزاحموا أحدا وإنما هم هيئة إسلامية جامعة تعمل على تحقيق الإصلاح الشامل فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل وسائل التغيير السلمى الشعبى المتدرج وتسعى لاستعادة الشعب لسيادته وحقوقه وتحترم إرادته واختياراته، كما أنهم صمام أمن للاستقرار والبناء والتقدم، ويتصدون على الدوام للفوضى والهدم والفساد والتخلف، كل ذلك من منطلق إسلامى ووطنى، وليعلم الجميع أن مصرنا فى قلوبنا وعيوننا نفديها بأرواحنا وأولادنا، ولقد نذرنا أنفسنا منذ ثمانين عاما لحمايتها وخدمة أهلها .
ومن ثم فإننا نقبل الحوار إذا كان جادا منتجا مخلصا يبتغى المصلحة العليا للوطن شريطة أن يتم فى مناخ يحقق إرادة الجماهير ومطالبها، وأن يكون حوارا متكافئا بهدف التوافق حول طريقة الخروج من الأزمة العنيفة التى أوصلنا إليها النظام، وعلى أن يبدأ النظام فى الاستجابة لمطالب الجماهير وبمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، وإعلان ذلك فى إطار وثيقة تحدد كل الخطوات الزمنية لتنفيذها.
ونود فى هذا الإطار أن نذكر من يقف ضد إرادة الناس بأن الأمة هى مصدر السلطات وأن الشرعية الشعبية واجبة الاحترام، وأن المصلحة العليا للوطن يجب أن تكون بحق فوق كل مصالح الأشخاص وخاصة هؤلاء الذين ظلموا الناس وأرهبوهم واعتدوا على حرمات المواطنين عبر سنين طويلة (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )
وقى الله مصر وأهلها من كيد الكائدين وظلم الظالمين
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
الإخوان المسلمون
القاهرة فى : 1 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 4 فبراير 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق