مسلمون غاضبون أحرقوا كنيستين وقتلوا أحمديين


جاكرتا -  النهار
يثير حرق كنيستين مسيحيتين وهجوم دام على جماعة تمثل اقلية مسلمة في اندونيسيا مخاوف من عودة اعمال العنف الديني الى هذا البلد الذي تتهم حكومته بالتساهل حيال الحركات الاسلامية العنفية. وكانت كنيستان استهدفهما اخيرا حشد غاضب ضم نحو 1500 شخص يطالبون بانزال عقوبة الاعدام بحق مسيحي أدين بالاساءة الى الاسلام.
ذلك لأن الغاضبين اعتبروا الحكم الصادر بسجنه خمس سنوات ليس كافيا، وطالبوا بانزال العقوبة القصوى في حقه. وقال الناطق باسم شرطة وسط جاوا دجيهاتونو: "لقد هتفوا "اقتلوا" و"احرقوا"، وهم يتوجهون الى الكنائس"، التي "حطم زجاجها وأحرق سقفها".
وسرعان ما لقيت هذه الهجمات استنكار المنظمات المدافعة عن التعددية وحقوق الانسان التي تحذر من تصاعد وتيرة اعمال العنف المرتبطة بالدين خلال الاشهر الاخيرة. فأندونيسيا تضم اكبر عدد من المسلمين في العالم (نحو 90% من السكان) الا ان دستورها لا ينص على اعتبار الاسلام دين الدولة، ويؤكد حرية المعتقد.
واعمال العنف لا تستهدف فقط المسيحيين الذين يمثلون اقل من 10% من السكان، كما يظهر من خلال الهجوم الذي استهدف الاحد جماعة "الاحمدية" التي تمثل اقلية مسلمة، والذي قتل خلاله ثلاثة من اعضاء الجماعة بالسواطير والحجارة على يد حشد من نحو الف شخص، بدعوة من منظمات اسلامية ارادت منع الحركة من اقامة تجمع في قرية في جاوا. يشار الى ان مرسوماً حكومياً صدر العام 2008 تحت ضغط حركات اسلامية متطرفة يحظر على "الاحمدية" نشر عقيدتها القائلة بان مؤسس الحركة ميرزا غلام احمد هو آخر انبياء الاسلام. والاحمدية، وهي حركة سلمية، تعد 500 الف شخص في اندونيسيا.
وقالت المديرة المساعدة لـ"منظمة العفو الدولية" في آسيا دونا غيست ان "هذا الهجوم الوحشي على الاحمدية يجسد فشل الحكومة الاندونيسية في حماية الاقليات الدينية".
وتواجه السلطات الاندونيسية انتقادات تتناول خصوصا "الافلات من العقاب" الذي تفيد منه، على ما يبدو، منظمات اسلامية تمارس نشاطاتها في العلن وتتحول ميليشيات مسلحة تشن هجمات بالايدي. وابرز هذه المنظمات، "جبهة المدافعين عن الاسلام" التي تضم آلاف المؤيدين، وتدعو الى اعادة اسلمة المجتمع الذي تعتبره "منحطا".
رئيس معهد "سيتارا للديموقراطية والسلام" هينداردي قال ان "هذه المنظمات التي لا تتقبل الآخر، تعرف كيف تحرك الشعب كي ينفذ اعمالها العنيفة". من جهته، اعتبر دودي، وهو مدرس مسيحي في مدينة تيمانغونغ، ان حرق الكنيستين "هو بالتأكيد من فعل مثيري شغب قدموا من مناطق اخرى، وليسوا جيراني المسلمون الذين نعيش معهم بسلام منذ عقود".
وكان كبار المسؤولين عن الديانات الرئيسية الست القلقين بسبب تدهور الوضع حضوا في كانون الثاني الماضي الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو على ممارسة سلطة اكبر لفرض احترام الحرية الدينية. وشدد هؤلاء على "ضرورة تفادي تكرار اعمال العنف الطائفية الخطيرة التي اوقعت آلاف القتلى في مطلع الالفية، خصوصا في جزر مالوكو وسولاويسي.
وقال رئيس اللجنة الاميركية للحرية الدينية ليونارد ليو في واشنطن ان "اندونيسيا بلد متسامح يجب ان يظهر تشددا في التعامل مع الجماعات المتطرفة". ومن المستنكرين ايضا للهجوم على الكنيستين، "منظمة المؤتمر الإسلامي"، ومقرها جدة في السعودية، والتي قال امينها العام أكمل الدين إحسان أوغلي ان "العنف والتعصب ضد أديان أخرى وتدمير أماكن العبادة ضد تعاليم الإسلام وأركانه الأساسية، ويناقضان موقف المنظمة من التسامح بين الأديان". ودعا إلى "وضع حدّ فوري لأعمال العنف واستعادة الهدوء".

و ص ف، ي ب أ

هناك تعليق واحد:

  1. ايها السفلة الاميركيون اين قنابلكم النووية لتزيلوا هذا الشعب الاندونيسي الحقير والقبيح من الوجود فتسونامي لم يكن كافيا

    ردحذف