كان الشيطان هو أول متمرد وثائر في كل الخليقة!
ليس لأنه كان مغبوناً، وليس لأنه كان يملك الحق والحقيقة، ولكن لأن شعلة غامضة مظلمة، تفجّرت في قلبه بالكبرياء، والغطرسة!
وقد تساءلت يوماً ما: كيف أنتابت هذا المخلوق، هذه الجرأة الشريرة، وغير المسبوقة؛ ليعتقد أنه يستطيع أن يجلس علي كرسي مجد الله؟!..
وكانت الإجابة الوحيدة، التي توصل إليها عقلي القاصر، أنه يبدو أن الله منح هذا الكائن من العظمة والفخامة، والشرف والكرامة، ما جعله يظن أنه كـ "الله"!
ولأن القصص الحقيقية تتكرر كما يتكرر التاريخ نفسه، فان الحرب التي حدثت في السماء، تحدث بشكل أو بآخر على الأرض!
فبعض الناس لم يستوعبوا الدرس بعد من السقوط المدويّ لإبليس، وأعوانه المردة، فيتخيلون أنفسهم ورثة الله الحي القيوم، وأنه يجب أن يتسلطوا على جميع الناس كما يتسلط الله عليهم بقدرته!
فإذا بهم يخرجون في مهمة قد تبدو في نظرهم مهذبة ومنطقية.. ولكن مشكلة هذه المهمة انها تبدأ من عقول مقلوبة لاناس تعيش وراء أسوار الماضي، وحواجزه.. عاجزين حتى عن أن يثبروا عوائص تسمو على ادراكهم، وليس لديهم المقدرة على أن يفهموا ويدركوا ويستوعبوا الحق كله في ملء نقاوته، حتى ولو كان الحق يدينهم، ويقف في وجه مصالحهم ويشجب معتقداتهم، التي رضعوا لبنها منذ طفولتهم.
وعندما تحاول التحدث إليهم، تكتشف انهم يشبهون القبائل البدائية، التي لم تكن لديها الكلمات المرادفة لمفاهيم المحبة، والإيمان، والغفران، والقداسة، والروح.. حتى أن الذين جاءوا لمساعدتهم، وجدوا صعوبة كبرى في تقديم رسالة الحياة إليهم، والتمكن من نشر الحضارة القلبية بينهم!
ففي الأيام الماضيات، انتشروا في عدة مدن، ونشروا الرعب، والخوف، والاذيّة .. في غزوة اسموها: "مقاومة التبرج"، وغزوة أخرى هدموا فيها بعض المحلات، والمقاهي، غير التظاهرات المتطفلة، والمتدخلة في ضمائر الناس، وإيمانهم!
وكأننا نرى فيهم الزعيم الروسي "لينين"، وهو يقول لشعبه: "ان الارهاب لازم للغاية"!
،...،...،...
كل ما اخشاه..
أن تتكرر صورة الثورة الشيوعية، التي قامت على اكتاف جماعة من العمال المسيحيين بقيادة القس جابون، فاستغلها البعض فيما بعد وقبضوا على القسيس، وشنقوه!
وأن يكون تصميم ميدان التحرير على هيئة دائرة، نبوءة، تجعل مصر في ثورة دائمة لا تنقطع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق