سوريا (CNN) --
أخذ الخلاف بين دمشق والداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، منعطفاً جديداً الاثنين، على خلفية دعم القرضاوي للتحركات في سوريا وصدور بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يقوده، يندد بالعنف ضد المتظاهرين، إذ أصدر تجمع "كبار علماء سوريا" بياناً أشاروا فيه لـ"خلفية حزبية" للبيان، واعتبروا أن البيان "تدخل بالشؤون الداخلية" ويهدف للنيل من الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السورية أن الاجتماع الذي حضره المفتي أحمد بدرالدين حسون، الذي كانت انتقادات القرضاوي قد طالته شخصياً، ذكر في بيانه أن موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الأوضاع في سوريا "لم يفاجئ علماء سورية كونه صدر عن خلفيات حزبية مرتبطة بمخططات واضحة المعالم والأبعاد والأهداف والذي يستهدف النيل من أمن واستقرار سوريا."
وأضاف البيان السوري إن مهمة العلماء هي "درء الفتن، وتحقيق مقاصد الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد "بناء على فقهٍ بواقع العالم الإسلامي عموماً وسوريا خصوصاً ولا سيما أنهم يعلمون مواقف سوريا الثابتة والصامدة في وجه أعداء العرب والمسلمين جميعاً، وها هي تدفع ثمناً غالياً لتلك المواقف" وفق تعبيرهم.
واتهم البيان السوري الجهات التي أصدرت موقف اتحاد علماء المسلمين بأنها "مرتبطة بمخطط خارجي يستهدف زعزعة أمن واستقرار سوريا،" وتساءلوا عن "الجهة التي خولتهم التدخل في قضايا الشعوب وشؤون الدول الداخلية تحت شعار حقوق الإنسان والحريات والإصلاح."
ودافع البيان عن إجراءات الرئيس السوري، بشار الأسد، وقال إنها "جذرية وليست جزئية،" كما أعادوا الأحداث التي تشهدها البلاد إلى "مؤامرات خارجية" سببها "المواقف الثابتة لسوريا في وجه المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة وإسرائيل."
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد وجه رسالة للأسد تحت عنوان "الحلول الجزئية لم تعد ترضي ولن تنهي المظاهرات."
ودعا الاتحاد الرئيس السوري إلى "الإسراع بتحقيق مطالب الشعب كاملة،" معربا عن "فزعه من قتل وتعذيب وإهانة الإنسان في سوريا، ومجددا الإعلان عن وقوفه الكامل مع مطالب الشعب السوري."
وقال الاتحاد في بيان له الأحد إنه "يواصل متابعته ببالغ القلق تطور الأحداث في سوريا، وعدم وجود أي مؤشر عملي للبدء بالإصلاحات الجذرية سوى استبدال بعض الوزراء ليحل محلهم آخرون، وتنصيب حكومة جديدة مكان أخرى."
ورأى الاتحاد في البيان الذي حمل توقيع القرضاوي، إلى جانب أمين عام الاتحاد، علي القره داغي، أن خطاب الأسد أمام الوزراء "لم يكن في مستوى تطلعات الشعب السوري،" وحضوه على "الإسراع بالبدء فوراً بتغيير الدستور، وإطلاق الحريات،" محذرين من ازدياد "سقف المطالب كلما تأخرت الإصلاحات الجذرية."
وأضاف البيان: "على القيادة السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد، والزعيم الأوحد، قد انتهى وتجاوزه الزمن، وأن الشباب اليوم يريدون الحرية الكاملة، والكرامة الشاملة،" وندد بـ"حجم الاعتداءات على المتظاهرين من قتل وتعذيب وإهانة لكرامة الإنسان،" وناشد "الجيش السوري البطل" حماية المحتجين.
وكان القرضاوي قد شن هجوماً قاسياً على النظام السوري، ما دفع بعض أساتذة كلية الحقوق بدمشق لرفع دعوى ضده، فرد بالقول إن الدولة التي تمس هيبتها كلمة هي "أوهن من بيت العنكبوت"، ودعا لكشف مصير آلاف المفقودين والمعتقلين بسوريا، محذراً من أن من لا يتغير "يداس بالأقدام،" على حد تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق