حاخام يهودى: سقوط مبارك دليل قرب خروج المسيح المخلص


كتب هاشم الفخرانى

بث الحاخام اليهودى أفرايم ملففوتش، كلمة عبر مقطع فيديو على موقع "اليوتيوب"، أوضح فيها أن سقوط نظام الرئيس المصرى السابق حسنى واندلاع ثورة يناير دليل على اقتراب ظهور المسيح المخلص، الذى سيبنى مملكة كبيرة لليهود ويكونوا فيها حكام للعالم.

بدأ الحاخام كلمته بالإشارة إلى جملة موجودة بالتوراة تشير إلى إن ما يجرى للأجناس الأخرى غير اليهودية هى رسالة من الرب لليهود، ودليل على أن اليهود ستحدث لهم معجزة موضحا إن أكثر شعبين أثروا فى اليهود هم المصريين والإنجليز.

وقال الحاخام، إن التوراة توضح أن الفراعنة هم الذين اخرجوا بنى إسرائيل من مصر وهو ما ورد فى سفر الخروج ، وقال التلمود إن قوى عظمى ستساعد اليهود المشتتين على إن يكونوا دولة لهم وقد تم بالفعل على يد الإنجليز من خلال وعد وزير الخارجية البريطانى جيمس بلفور فى عام 1917 ، وإعلان إقامة الدولة فى عام 1948.

وأوضح الحاخام، أنه بالربط بين ما يحدث فى مصر وإنجلترا فإنه عندما قامت ثورة الضباط الأحرار فى يوليو 1952، فى نفس العام تولت الملكة اليزبيت ملكة إنجلترا الحكم فى إنجلترا، وعندما قامت ثورة يناير فى نفس العام تزوج الأمير وليام حفيد اليزبيث من الأميرة كيت.

وأشار الحاخام إلى أنه بعد مرور 30 عاما تم إسقاط الرئيس مبارك وهى نفس المدة الزمنية بين إصدار وعد بلفور 1917 و إقامة الدولة عام 1948، وقبل 30 عاما أيضا تزوج الأمير تشارلز من الأميرة ديانا.

وفى يونيو 1981، تمكنت إسرائيل من ضرب مفاعل العراق وبعد 30 عاما تعرضت مفاعلات اليابان لانفجار شديد نتيجة زلزال قوى ضرب البلاد.

وأوضح الحاخام، أن السر فى رقم 30 أيضا أن عمر المسيح المخلص هو 30 وهو ما تم الإشارة إليه فى التلمود، كما ورد فى التلمود إن المسيح سينزل فى وقت تتعرض فيه الشعوب لأزمات وصعاب وهو ما يحدث الآن فى المنطقة فى سوريا واليمن وليبيا وغيرها.

ظهور العذراء ليل أمس الاحد في حريصا لبنان


اتشرت في الساعات الماضية وبسرعة البرق صورة تظهر خلالها تمثال سيدة حريصا على الضباب في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد منصف ليل 29 أيار 2011.. صورة لتمثال العذراء مريم عشية انتهاء الشهر المريمي.. حتى الساعة يؤكد شهود عيان خبر ظهور العذراء على المؤمنين وليس كما يدعي العض بأنها انعكاس للضوء على الضباب.. وحتى تأكيد الخبر من قبل الكنيسة، وفي حال ثبت عكس ما يقال عن الأعجوبة، من الواضح أن اللبناني ولبنان بحاجة ماسة لأعجوبة تنتشله من الوضع السيء الذي يمرّ فيه!

دعوات إسلامية لمقاطعة مسيحى مصر بعنوان : مقاطعة حتى النصر لكل نصارى مصر

أصدر إئتلاف دعم المسلمون الجدد بياناً تحريضياً يدعو فيه المسلمون إلى مقاطعة مسيحى مصر وقيادة حملة بعنوان " مقاطعة حتى النصر لكل نصارى مصر البيان يتم توزيعه فى سرية بالكثير من الألاف على جموع المصريين المسلمين عقب الخروج من صلاة الجمعة أمام المساجد المنتمية للتيار السلفية كما تم تدواله على مواقع الإنترنت
مبررين أسباب المقاطعة بالدفاع عن المسلمات الجدد حيث يمثل ذلك وسيلة من وسائل الضغط على المسيحيين فقد أسلمت "كاميليا شحاتة" فتم القبض عليها وسجنها بأحد أديرة الكنيسة لتذوق سوء العذاب وتفتن عن دينها وفق ما ورد بالبيان ؛ ولم تكن هذه هى المرة الأولى فقد سبقتها أخوات لها مثل "وفاء قسطنطين"؛ ولم يقتصر عدوان الكنيسة على ذلك وفق تصريحهم بل تعدى لقتل وأختطاف المسلمين والمسلمات الجدد فى وضح النهار. كما ثبت رسمياً ونشر فى الجرائد الحكومية؛ وتهريب الكنيسة للأسلحة القادمة من الكيان الصهيونى وتخزينها داخل الأديرة والكنائس واستخدامها فى قتل المسلمين كما حدث فى حادثة "دير أبو فانا", و وصفهم الغالبية الساحقة من المسلمين بأنهم ضيوف والتهديد بقتالهم , والقدح فى دين الإسلام والإساءة للقرآن الكريم , إلى غير ذلك من الجرائم الخطيرة، وهذه الجرائم جاءت نتيجة مباشرة لإعتناق الألاف من الأقباط للإسلام سنوياً بما يثبت أن دين الله غالب ويؤكد ضعف عقيدة النصارى الباطلة ؛ وشجع هذه الطائفة المتطرفة على هذا التطاول صمت الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها الرسمية.

مفكر مسيحي معروف يصبح نائب رئيس حزب الإخوان المسلمين في مصر

 «المصري اليوم»
يرتبط الدكتور رفيق حبيب، المفكر المسيحى المعروف، بعلاقة قديمة مع جماعة الإخوان المسلمين، وليست وليدة اختياره نائباً لرئيس حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة، ولم يكن اختياره لهذا المنصب الحزبى مفاجئاً للمراقبين، لأن حبيب باحث مرموق فى تيار الإسلام السياسى منذ زمن طويل.

وينتمى حبيب إلى الطائفة الإنجيلية «البروتستانت»، وليس الكنيسة الأرثوذكسية كما يعتقد البعض، ورغم ذلك فإن قبوله منصب نائب رئيس حزب الإخوان، لقى استهجان ورفض معظم الطوائف المسيحية فى مصر، حسب قوله، مشيراً فى حواره مع «المصرى اليوم» إلى أن فلسفة قبوله المنصب هى محاولة لطمأنة المسيحيين من تيار الإسلام السياسى المعتدل الذى تمثله جماعة الإخوان، لافتاً إلى أن المسيحيين لديهم مخاوف غير حقيقية من الجماعة ستثبت الأيام المقبلة عدم صحتها، بعد أن أصبحت الجماعة جزءا وواقعاً رسمياً من الحياة السياسية فى مصر، وإلى نص الحوار:

■ كيف جاءت فكرة اختيارك نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة؟

- الفكرة جاءت من مجموعة المؤسسين، عندما بدأ التفكير فى اختيار كوادر للحزب فى المرة الأولى فقط، من رئيس الحزب، والنائب، والأمين العام، فأثيرت القضية فى اختيار نائب ثان يكون من خارج الإخوان من المؤسسين الآخرين، وهذه القضية لم تثر إلا بعد انضمامى كعضو مؤسس، فكان قرار اختيارى نائباً لرئيس الحزب.

■ ألا ترى أن اختيارك ثم موافقتك على تولى منصب قيادى فى حزب ينتمى إلى جماعة إسلامية وأنت مسيحى الديانة شكل مفاجأة، فعلى أى أساس كانت الموافقة؟

- موافقتى على تولى منصب نائب رئيس الحزب، جاءت بناء على عدة أشياء، أولها هى أن البرامج السياسية القائمة على المرجعية الحضارية الإسلامية هى الأكثر تعبيراً عن المجتمع، لأنها القائمة على هوية المجتمع المصرى سواء مسلمين أو مسيحيين، والبرامج التى تعبر عن هذا الجانب الحضارى، وتلتزم بالمرجعية بما فيها القيم والمبادئ الموجودة فى المجتمع- تمثل تجربة مهمة، وهى العمل السياسى من خلال الخصوصية الحضارية، وهذه التجربة يمكن أن تبنى دولة تعبر عن المجتمع وعلاقته الجديدة مع الدولة، والدولة التى كانت قائمة فى ظل النظام السابق هى بحكم الدستور دولة إسلامية، وبحكم الممارسة علمانية، وبالحكم الفعلى هى علمانية مستبدة، لأن النخبة الحاكمة كانت تحكم حكما علمانيا مستبدا، وبالتالى هناك تجربة مهمة غابت عنا طوال ٦ عقود ماضية، وهى بناء نظام سياسى يضع فى اعتباره طبيعة المجتمع وخصائصه الفنية والثقافية والحضارية، الشىء الثانى أنه عندما تقوم الجماعة مثل الإخوان بتأسيس حزب سياسى لها، فهو مسألة مهمة فى ظل إقرار الجميع بأن الحزب يجب أن يكون مستقلا عن الجماعة، والسبب الثالث أن مصر مقبلة على تحديات كثيرة ومرحلة انتقالية ووضع دستور جديد، والسبب الأهم هو وجود فجوة حقيقية بين الجماعة المسيحية والتيار الإسلامى.

■ كيف، وما طبيعة هذه الفجوة؟

- أولا الجماعة المسيحية لديها تصورات وهواجس تجاه التيار الإسلامى، أولها أنها تراه وكأنه كيان واحد، وتتصور أن نموذج تنظيم القاعدة هو المعبر عنه، وعندما تسأل أى مسيحى: لماذا تخشى التيار الإسلامى؟ يبدأ فى طرح مخاوفه ويتحدث عن أكثر فرق التيار الإسلامى تطرفا، وهى أساساً فرق ليست لها شعبية، وطبيعة المجتمع المصرى لا تتكيف مع حالة التطرف، الأمر الثانى أن الجماعة المسيحية ترى صورة لجماعة الإخوان المسلمين مختلفة تماماً عن حقيقة وواقع الجماعة، وبحكم بحثى ودراستى عن الإخوان أدركت وجود فجوة هائلة بينها وبين الجماعة المسيحية، وربما عندما يعلم المسيحى بحقيقة الواقع يقبله أو يرفضه، لكن الأهم أن يعرفه أولا.

■ لكن جماعة الإخوان المسلمين معروف أنها تقف فى معسكر الاعتدال والوسطية، فلماذا الخوف منها ووضعها فى سلة واحدة مع الجماعات المتطرفة؟

- الإخوان جماعة مركزية فى التيار الإسلامى الوسطى المعتدل الذى يعتبر تياراً أساسياً فى المجتمع، وفى ظل وجود مشكلة بين الجماعة المسيحية والإخوان، فالمجتمع المصرى أمام مشكلة حقيقية لأن بينهما خصومة، وبالتالى لا يمكن أن نصل إلى أى وحدة وطنية، وكل هذه الأسباب جعلتنى أرى أن وجودى فى مشروع ينتمى إلى التيار الإسلامى الوسطى المعتدل، مثل حزب الحرية والعدالة مسألة مهمة، ويمكن أن يكون قرارى بقبولى منصب نائب رئيس الحزب، رغم ما فيه من مشكلات والرفض الهائل من المسيحيين للقرار، فإننى أعتبر أن قرارى بمثابة جسر بين مكونات المجتمع الذى لن يعيش فى سلام إلا بتحسن العلاقة بينهما.

■ لكن هل معنى ذلك أن الجماعة المسيحية تؤيد الحزب سياسياً؟

- لا، هذا لا يعنى أن المسيحيين يؤيدون حزب الحرية والعدالة سياسياً، لكن وجودى ضمن المجموعة القيادية للحزب يتيح لى المشاركة فى التفكير والتخطيط له، وأعرض وجهة نظرى أمام المشكلات التى قد يواجهها المشروع الإسلامى، وطبيعة الحركات الإسلامية، ولدىّ تصور أمام أوضاع المسيحيين فى مصر، وهذا ليس معناه التأييد السياسى لكن معناه القبول بالتعايش الواحد لأن التأييد السياسى شىء آخر.

■ ما أبرز المشاكل التى واجهتك بعد قبولك منصب نائب رئيس الحزب؟

- هذه المشاكل ظهرت عقب سؤالى من أحد الصحفيين، حول إمكانية الانضمام للحزب، فقلت إننى مدعو للاشتراك وأفكر فى هذا الأمر، فبدأت حملة الهجوم علىّ من الجماعة المسيحية.

■ وما أسباب هذا الهجوم فى رأيك؟

- هناك سببان، الأول هو أنهم يرون أن «الإخوان» عندما تؤسس حزبا سياسيا فهو سينتقص من حقوقهم ومكانتهم فى مصر ويجعلهم مواطنين درجة ثانية، وأنا بحكم علاقتى بـ«الإخوان» أعلم أن هذا التصور من الجماعة المسيحية خطأ، والسبب الثانى أنه بمجرد الحديث حول الحضارة الإسلامية فهذا التعبير فيه شىء من العقيدة، فهم يرون أن المسيحى لا يمكن أن يكون جزءا من الحضارة الإسلامية، بمعنى لا يمكن أن تكون مسيحياً ومنتميا للحضارة الإسلامية، وهذه المقولة هى مستحدثة على مسيحيى مصر الذين لم يعرفوها من قبل، وهى نتاج العقود الماضية، لأن قبل ثورة ٢٣ يوليو، كانت هناك مقولة مكرم عبيد الشهيرة «أنا مسيحى دينا ومسلم حضارة»، وهذا التعبير لا يستطيع أحد أن يقوله الآن،

وبالتالى الجماعة المسيحية رأت أنه يمكن للمسيحى أن ينتمى للهوية المصرية، رغم أن الحضارة الإسلامية ليست قضية عقيدة، ولذلك فإن انتماء المسلم للإسلام باعتباره دينا وحضارة، يقابله انتماء المسيحى للمسيحية كدين والحضارة الإسلامية كحضارة، وهذا النموذج موجود عند العلماء المسيحيين الذى أسهموا فى بناء الحضارة الإسلامية، وبارز بعمق شديد فى لبنان، ورجل الدين المسيحى فى لبنان وسوريا يتكلم عن الحضارة الإسلامية بمنتهى الحرية، والكل يفهمه، لكن هناك مشكلة حدثت فى مصر أظن أنها طارئة، لأنه إذا كان أغلب المسلمين فى مصر يرون أنهم ينتمون للحضارة الإسلامية، والمسيحيون يرون أنهم لا ينتمون لها، فنحن أمام ازدواجية حضارية، ولا أعتقد أن المجتمع المصرى لديه ازدواجية.

■ هل واجهتك مشاكل أخرى بسبب قبولك هذا المنصب؟

- الجزء الأكبر من الاعتراضات كان عند دخولى الحزب كعضو مؤسس، لكنها قلت عقب اختيارى من ضمن قيادات الحزب، لأن بعض المسيحيين رأوا أنه إذا كانت هناك جدية من الحزب لاختيار مسيحيين فى المستوى القيادى، فهذا أمر إيجابى.

■ هل تحدثت مع مسيحيين من طوائف أخرى مثل الأرثوذكسية أو الكاثوليكية فى قبول المنصب؟

- المسيحيون الذى تحدثت معهم من طوائف مختلفة، وبالتالى سمعت آراءهم جميعا وليس هناك فروق بينهم، وكلهم فى الخوف واحد، وأنا اندهشت عندما وجدت أن القصص التى تحكى عن مخاوف المسيحيين من التيار الإسلامى واحدة، وبعضها منتج غير مباشر لوسائل الإعلام، مثل «إذا قتل مسلم مسيحياً لا يعاقب، لكن يعاقب المسلم إذا قتل مسلما، والمسيحى إذا قتل مسيحياً»، وتجد من يقول لك إن هذه هى الشريعة الإسلامية، وهو غير صحيح وقد يكون قد قال ذلك فريق متطرف من التيار الإسلامى، لكن باقى التيارات والجماعات لم تقل به، والشريعة الإسلامية أيضا، لكن أن يتفق المسيحيون مع هذه المعلومة فهذا أمر مذهل، وتقترب الجماعة المسيحية من هذه الأقوال وتتعامل معها كأنها حقيقة مؤكدة، وهذا أمر يعنى أننا أمام مشوار طويل جدا، وإن كنت أرى أن المجتمع المصرى بعد ٥ سنوات سيكون مجتمعا آخر.

■ هل ترى أن مخاوف الأقباط زادت بعد الثورة من التيار الإسلامى؟

- كان لدى الأقباط خوف دائم من التيار الإسلامى، وكانت لديهم قناعة بأن وجود النظام السابق يحول دون استطاعة التيار الإسلامى أن يفعل شيئاً، لكن سقط النظام فأصبح التيار الإسلامى جزءا من الواقع، ويمكن أن يشكل أحزابا ويصل إلى الحكم، وواجه المسيحيون هذه الحقيقة، وتندهش أن الانطباع فى أول أيام الثورة كان إيجابياً، والمقولة السائدة لدى المسيحيين أننا لا نخشى من أحد، ولا إخوان ولا سلفيين.

■ لكن المسيحيين عبروا عن مخاوفهم صراحة من صعود التيار الإسلامى؟

- كان التعامل بعد الثورة إيجابياً إلى أن حدث نوع من الحشد فى التعديلات الدستورية. فالمسيحيون تم حشدهم فى اتجاه رفض التعديلات، وتحمسوا لأن يكونوا كتلة تصويتية مؤثرة، لكن نتيجة التعديلات بالموافقة أصابتهم بإحباط، فأعادتهم إلى الوراء، ثم وقعت حادثة أطفيح، وبعدها حادثة إمبابة ليعودوا إلى الوراء أكثر، لكن التقدم الذى يجب ألا ننساه هو أن التقدم إلى الأمام حدث ويمكن أن يتكرر مرة أخرى.

■ كيف يمكن أن يتكرر التقدم مرة أخرى وتدرك الجماعة المسيحية أن التيار الإسلامى، خاصة المعتدل، ليس خطراً عليها كما تعتقد؟

- يمكن تكراره بشروط، منها الحرية السياسية، والاحتكام للصناديق الانتخابية، وخروج المسيحيين إلى الشارع سواء كمتظاهرين أو مشاركين فى أحزاب سياسية، وإعادة تموضع الكنيسة فى علاقتها الإدارية مع الدولة وبعدها عن المجال السياسى، كل هذه الأشياء مع بداية الاستقرار وتوافر الأمن، هو بداية العملية السياسية، وهنا ستحدث المواجهة والمقابلة والاختلاف، ويمكن أن يتبنى حزب رأياً، وحزب آخر رأياً مختلفاً، ونبدأ حواراً على قوانين يمكن أن تصدر، وتجعل هذه الشروط من المسيحى «فاعل» كما كان قبل ثورة ٢٣ يوليو، وهذا النموذج رأيناه من قبل، وعندما يعود إلى الفاعلية ستقل مخاوفه.

■ هل ترى أن فاعلية الجماعة المسيحية فى العمل السياسى وبداية نشاط حزب الحرية والعدالة ستؤدى إلى تقليل المخاوف لدى الأقباط؟

- يجب أن نلاحظ أنه لأول مرة نجد المسيحيين يتكلمون عن الإخوان والسلفيين، ويسألون عن الفرق بينهما، وقبل ثورة ٢٥ يناير ما كان أحد يعرف الفرق إلا أقل من ١%، لكن الآن مجرد طرح السؤال يعنى أنه يريد أن يعرف.

■ ما أهم التحديات التى ترى أنها تقف أمام نجاح حزب الحرية والعدالة؟

- الحزب أمامه تحديات كبيرة، منها أن يعرف كيف يتحرك وتكون العلاقة مع الجماعة هى علاقة الرؤية المشتركة، واستقلال مالى وإدارى كامل، وأن يستطيع أن يقدم حلولا لمشكلات فى المجتمع، وأن يقدم برنامجا سياسياً متميزاً من عنصرين، الأول يتفق مع الجميع والثانى يميزه عن غيره، وأن يتفاعل بشكل إيجابى مع الأحزاب الإسلامية الأخرى، وهذا وارد بالتأكيد، لأن التفاعل سيؤدى إلى ترشيد المشروع الإسلامى ككل، والبعض يندهش من العلاقة بين الإخوان والسلفيين، لكن كليهما يعتمد على الشريعة الإسلامية، رغم الاختلاف بينهما، كما أتوقع أن يكون الحزب من الأحزاب الكبرى، باعتبار أن مصر بعد سنوات ستكون بها أحزاب كبرى، ومتوسطة، وصغيرة، وكل حزب سيكون له دور، لأن فى كل الديمقراطيات حتى الحزب الصغير يستطيع أن يقوم بدور، والأحزاب الكبرى ستكون عليها مسؤولية كبيرة فى المحافظة على تقدم وتطور المجتمع، وأنا أتصور أن الأسس، التى يقوم عليها حزب الحرية والعدالة تضمن له النجاح.

■ ما صلاحياتك داخل الحزب كنائب للرئيس؟

- اللائحة الأساسية للحزب جعلت لرئيس الحزب نائباً أو أكثر، ويحدد اختصاصاتهم، ويوزع الملفات المهمة عليهم، وعندما يكون الحزب قانونياً ستحدث هذه الخطوة، ووجود نائب للشؤون السياسية وآخر للعلاقات الخارجية كان موجودا فى إحدى المسودات، لكن تم الاتفاق على أن تلغى، وتوزع الاختصاصات من رئيس الحزب على نوابه، ويعرض هذا على المكتب التنفيذى، ويجوز أن يكون أكثر من نائب واللائحة حددت أن يكونوا من ٣ إلى ٤ بحد أقصى، ونحن كمجموعة قيادات الحزب لم نجلس لمناقشة قضية الاختصاصات حتى الآن.

■ فى تقديرك ما آليات الفصل بين الجماعة والحزب؟

تمت مناقشة العلاقة بين الجماعة والحزب، لأن هذا الموضوع مهم، وتم تحديده على ٣ مستويات، الأول: أن الرؤية السياسية مشتركة وأن برنامج الحزب عبر عنها، والثانى: أن الحزب مستقل كاملاً مالياً وإدارياً عن الجماعة، والثالث: أن العلاقة تنسيقية بين حزب سياسى وجماعة دعوية تمثل القاعدة المنظمة له والداعم التصويتى له، ويتم التنسيق بينهما من خلال لجنة تنسيقية، مثلما ستكون هناك لجان للتنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وكل هذه الأمور سوف تطرح فى النهاية على مؤسسة الحزب، وهى صاحبة القرار النهائى.

■ ما دور الجماعة تحديدا بعد تأسيس الحزب وهل ستتجه فعلا إلى العمل الدعوى وتترك السياسة للحزب؟

- الحزب أصبح مكلفاً بالدور السياسى، وهو التنافس فى الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية، وسوف يظل دور الجماعة، كهيئة إسلامية جامعة، تعمل فى المجال الدعوى والسياسى العام، مثل الدفاع عن حقوق الإنسان وقضايا الوطن الكبرى، وستكون النقابات والنشاط الطلابى تحت مسؤولية الجماعة، لأن النشاط النقابى والطلابى جزء من النشاط المجتمعى، وبالتالى هو يخص الجماعة أكثر من الحزب، وسيكون للجماعة النشاط الخيرى والاهتمام بالأنشطة الثقافية والإعلامية التى تعبر عن رؤيتها، وبالتالى نستطيع أن نقول إن نشاط الجماعة لن يتغير عدا المشاركة فى الانتخابات التى هى مسؤولية الحزب.

■ الجماعة أكدت أكثر من مرة أنها لن ترشح أحداً فى انتخابات الرئاسة المقبلة. كيف ترى أزمة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى بالجماعة، الذى أعلن نيته الترشح؟

- القضية لها عدة جوانب، منها أن الجماعة أعلنت فى ١٠ فبراير الماضى، وقبل سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، أنها لن تخوض انتخابات للرئاسة، وألزمت نفسها بذلك أمام المجتمع المصرى والدولى بأن الرئيس القادم لن يكون من الإخوان، وعندما بدأ أبوالفتوح يفكر وضع الجماعة فى حرج، لأنه ليس وجهاً عادياً، كما أنه لم يعلن ترشحه مستقلا، لكنه مازال على أفكار الجماعة، وهذا الأمر فى رؤية المجتمع إخلال بوعد الجماعة، وهى أمام هذا الحرج لن تستطيع إجبار أبوالفتوح على موقف، لذلك فهى تتشدد، وخوفها من أن يقال إنها مناورة دفعها إلى الإعلان عن عزمها اتخاذ إجراءات تنظيمية وإدارية ضد من يخالف قرارها.

■ هل ترى أنها أزمة داخل الجماعة؟

- بالتأكيد أزمة، لأن أبوالفتوح وضع الجماعة فى حرج، وهناك شباب من الإخوان سيدعمونه، والجماعة تسعى لاتخاذ قرار تجاههم، ولن تستطيع أن تغير رأيها، كما تقدر أن الظرفين الإقليمى والدولى لا يسمحان بترشحها فى انتخابات الرئاسة، كما أنه ليس من سمات المرحلة الانتقالية التى يجب أن تتضافر فيها كل الجهود.

■ وكيف ستتعامل الجماعة مع أبوالفتوح؟

- ليس أمامها إلا الالتزام التنظيمى، وأبوالفتوح نفسه قال إذا ترشحت فسوف أستقيل من الجماعة، لأن هذا سيؤدى إلى أن الجماعة ستمنع أعضاءها من المشاركة فى حملته وتدعيمه، وتعطى تعليمات واضحة لقواعدها بعدم تأييده، لكن الأمر غير واضح الآن: هل حزب الحرية والعدالة سيدعم مرشحاً معينا، وفى هذه الحالة ستدعم الجماعة بقواعدها المرشح الذى سيدعمه الحزب، وبالتالى ستكون الجماعة مع مرشح آخر غير أبوالفتوح، وحتى الآن الصورة غير مكتملة ولا نعرف القائمة النهائية، خاصة أننى لا أتصور أن يترشح أبو الفتوح ود. محمد سليم العوا فى الوقت نفسه، وهناك العديد من الأسماء المطروحة، ولا نعرف من سيحصل على الشروط المطلوبة للترشح. كل هذه الاعتبارات تجعلنا لا نعرف كيف ستتصرف الجماعة، والمشكلة أن المأزق الذى وضعت فيه الجماعة أنها لا تضطر أن تكون فى موقف ضد أحد منها، وهذا أمر كان ينبغى تجنبه والقرار هنا فى يد أبوالفتوح، وقرار الجماعة بعدم ترشيح أحد فيه مصلحة لمصر على المستوين الإقليمى والدولى.

■ هل هناك أى حوارات بين مكتب الإرشاد وأبوالفتوح فى هذا الشأن؟

- هناك حوارات لحل الأزمة، وهناك بالفعل رسائل رسمية بين مكتب الإرشاد وأبو الفتوح، وبين الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة وأبو الفتوح، لكن حتى الآن لم تحدث تفاهمات.

■ المرشد العام كلف نائبه المهندس خيرت الشاطر، بتطوير الجماعة، فمتى تظهر اللوائح الجديدة الداخلية المعدة عن هذا التطوير؟

- الجماعة تواجه أمرين، الأول: تغيير اللائحة الداخلية لها، لتناسب المناخ الجديد، عن طريق إعطاء أدوار لمجلس شورى الجماعة العام بحيث يستطيع أن يجتمع، ومراجعة نشاط الأقسام النوعية، ويجب أن نتذكر أن أكثر درجة حصار للجماعة التى تعرضت لها كان خلال السنوات الخمس الماضية، والثانى: تكييف وضع الجماعة قانوناً، وأعتقد أن الحل هو تغيير القانون الحالى للجمعيات الأهلية ووقتها ستتحول الجماعة إلى جمعية أهلية، وأنا أرى أنه يجب أن يشمل القانون الجديد بابا للتنظيمات الشعبية.

■ وإلى أين وصل المهندس خيرت الشاطر فى مهمته؟

- مازال فى مرحلة جمع الاقتراحات، والحوار بكل الطرق حولها، وهناك مجموعة تصنف هذه الاقتراحات، لأنها أصبحت هائلة، وبعد ذلك تتجه الجماعة إلى وضع صياغة، وأعتقد أنها أمامها شهور.

■ وهل ستعلن اللائحة الداخلية الجديدة للجماعة؟

- أعتقد أنها ستعلن لأن اللائحة التى تعمل بها الجماعة حالياً منشورة على موقعها الإلكترونى.

■ هل كان لك دور فى إقناع المسيحيين المؤسسين المنضمين لحزب الحرية والعدالة؟

- أنا شخصياً لا أعرفهم ولم أساهم فى إقناعهم، وهم ليس بينهم شخصيات معروفة إعلامياً، وتمت دعوتهم من خلال الإخوان الذين جمعوا توكيلات من المسيحيين.

■ هل هناك اتصالات بدأت بين الجماعة، وأمريكا، والدول الأوروبية، أم أنها لا تزال ترفض هذا المبدأ؟

- أعتقد أن الدول الغربية مازالت تدرس كيفية التعامل مع الحركات الإسلامية ومنها الإخوان بعد أن وصلت العلاقة بينهم إلى قطيعة، منذ أيام الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش، لدرجة أن معظم الدول الغربية كانت ترفض أن يتم أى حوار رسمى مع الإخوان إلا من خلال النواب البرلمانيين، واللقاءات التى تحدث عابرة ومعظمها تشارك فيها قوى سياسية أخرى.

■ لكن، هناك من يرى أن الحوار والتواصل قادمان لا محالة؟

- بالتأكيد الحوار قادم، لأن الدول الغربية اقتنعت بأن التيار الإسلامى واقع لا مفر منه، وإن كانت لا تتمنى أن يصل إلى الحكم، وهى حتى الآن لم تضع استراتيجية للتعامل معه، وفى تقديرى أنها مازالت فى مرحلة الارتباك.

أجرأ حوار بين عالم مسلم ورجل دين مسيحي نبوة محمد وصلب المسيح

روز اليوسف ـ كتب روبير الفارس
صلب المسيح كان أكثر نقاط الاختلاف.. والجانب المسيحى قال إن وجهتى النظر ربما تكونان أكثر قرباً مما ظهرتا عليه.. إذ إن المسيح انتصر على خصومه بقيامته وهو المعنى الذى أكده الإسلام

عندما يرتفع مستوى الحوار، تتلاشى فى المقابل مساحات الاختلاف «!!».. تنزوى بعيداً دون تأثير أو التفاف «!!».. إذ يرسم هذا الحوار - بكل دقة - تفاصيل جمهورية الحب، حيث يسكن «دين الحب» الذى نادى به «ابن عربى» أغلب طرقات مدائنها «!!».

وجمهورية الحب، هذه كان أن رسمها بكل عناية - رغم جرأة موضوعاتها - الكتاب الذى بين أيدينا الآن «حوار بين مسلم ومسيحى»، إذ يمثل هذا الكتاب تجربة حية لنبذ الطائفية دارت وقائعها فى «كينيا».

وطرفا التجربة هما بادرو كاتريجا أستاذ الدراسات الإسلامية ومقارنة الأديان فى جامعة «كيناتا» فى نيروبى وسفير أوغندا، لدى المملكة العربية السعودية.. وديفيد شنك وسبق أن عمل محاضراً فى مقارنة الأديان وتاريخ الكنيسة بنفس الجامعة التى يعمل بها «كاتريجا».. وهما صديقان مقربان، اشتركا فى حوارات دينية متنوعة لسنوات عديدة.

الكتاب الذى كتب مقدمته د. على جمعة مفتى الجمهورية، ود. منير حنا أنيس، مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى فضلاً عن قاضى قضاة كينيا.. ينقسم إلى جزءين: الجزء الأول شهادة إسلامية حول 12 معتقدا بالدين الإسلامى تعقبها تعليقات لاهوتية مسيحية.. بينما يتناول الجزء الثانى نفس المعتقدات تقريباً، لكن من المنظور المسيحي ويتبعها تعقيبات «عقائدية إسلامية».

* شهادة مسلم:

يقول بادرو كاتريجا فى الجزء الأول من الكتاب، فى فصل بعنوان «خاتم الأنبياء»: القرآن والنبى« صلى الله عليه وسلم» أكدا أنه «صلى الله عليه وسلم» ما هو إلا بشر، فليس هو إله ولا ابن إله ولكنه خاتم رسل الله، الذى أرسله ربه لهداية الناس، يقول تعالى: «قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً الذى له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون» «الأعراف: 158».

نتعلم من القرآن أن النبى «صلى الله عليه وسلم» جاء رحمة لكل مخلوقات الله، حتى لغير البشر: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» «الأنبياء: 107».

كانت رسالة محمد «صلى الله عليه وسلم» تكملة منطقية لكل صور الوحى السابقة، والله تعالى يؤكد من خلال القرآن. كون نبوته «صلى الله عليه وسلم» هى خاتمة النبوات، إذ يقول تعالى: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليماً» «الأحزاب: 40».

فالله يرشدنا إلى أن محمد «صلى الله عليه وسلم» قد ختم سلسلة الأنبياء.

من يستطيع معارضة تعاليم القرآن؟ نؤمن نحن المسلمين بأن القرآن هو الحق المطلق، وحيث إن النبوة قد ختمت، فلا تحتاج العصور القادمة إلى أنبياء، ولكن أناساً أتقياء مجددين ومصلحين ومفكرين، وجاء تعليق «ديفيد» تحت عنوان «الرد من الجانب المسيحى» كما يلى: الفهم المسيحى لنبوة محمد يجب أن يحدد فى إطار شهادة الكتاب المقدس عن عيسى المسيح.. يتفق المسيحيون والمسلمون أن عيسى هو المسيح، وماذا يعنى كون عيسى هو المسيح؟ الشهادة الكتابية: هى أن المسيح هو إتمام لكل الآيات والأنبياء فيؤمن المسيحيون أنه هو المخلص، بل قال هو بنفسه «أنا هو الطريق والحق والحياة» «يوحنا 14:6».

لذلك يؤمن المسيحيون أن مجمع كل الحق هو يسوع المسيح، هذه هى شهادة الكتاب المقدس.

وهكذا عندما ينظر المسيحى إلى النبى محمد، يحتاج أن يحكم عليه فى ضوء الشهادة الكاملة للكتاب المقدس التى تبلغ قمتها فى يسوع المسيح، كون النبى محمد يقبل الشهادة الكتابية القيمة فى مجملها والأهمية البالغة العظيمة للسيد المسيح، وأن تشهد حياة وتعاليم محمد بالمعاناة، والمحبة الفادية التى ندركها فى السيد المسيح، فإن المسيحيين لابد أن يقدروا دور النبى محمد.

وعاد بادرو ليكتب توضيحاً من الجانب المسلم: المسلمون يحترمون المسيح عيسى احتراماً بالغاً، لكنهم مع ذلك لا يؤمنون أنه أفضل من كل الأنبياء، ويؤكد القرآن أن المسيح تنبأ بمجىء خاتم الأنبياء.

يقول القرآن إن المسيح جاء «مبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد» «أى اسمه أحمد أو محمد» «الصف:6».

ومن القضايا الشائكة التى جاءت فى شهادة مسلم محور «كتب الله» والذى أكد فيه بادرو أن جزءاً من أساس عقيدة المسلمين هو الإيمان بالكتب المقدسة الأربعة التى أوحاها الله والتى فقد منها الصحف وهى الصحف العشر المقدسة التى أوحى بها للنبى إبراهيم، ولكن للأسف هذه الصحف لا توجد بين أيدينا الآن، والتوراة وهى الكتاب المقدس الذى أوحاه لنبيه موسى عليه السلام والزبور «المزامير» هذا هو الكتاب المقدس الذى أوحاه لنبيه داود عليه السلام والإنجيل هذا هو الكتاب الذى أوحاه لنبيه عيسى عليه السلام. والقرآن وهو السفر المقدس الخاتم للبشر والذى أوحى الله به لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ويذهب ملخص هذا الفصل إلى أن المسلمين يؤمنون أن الله أوحى بكلمته لبعض الأنبياء والرسل لأجل هداية الناس. هذا الوحى لابد أن يتجدد كلما خبا إيمان الناس. جاء الوحى إلينا فى صورة كتب مقدسة، ولذا يتوجب علينا الإيمان بهذه الكتب، وآخرها هو القرآن، والحديث، وإن لم يكن كتابا مقدسا، لكنه هو مكمل للقرآن الكريم.

* الرد المسيحى :

المسيحيون والمسلمون أهل كتاب، وكل منهم يقدس كلمة الله. يحترم المسلمون الكتاب المقدس فى شكله الأصلى وبالأخص التوراة، والزبور، والإنجيل - وهذه الثلاثة متضمنة فى الكتاب المقدس.

تظهر قيمة هذه الكتب عند المسلمين من خلال التحذير القرآنى للمسيحيين واليهود بأنهم لا ينبغى أن يخفوا هذه الكتب، ولكن يظهروها للناس «آل عمران : 71» ونحن المسيحيين نشكر للمسلمين احترامهم للكتاب المقدس.

لكن يتعين على المسلمين والمسيحيين أن ينظروا بتأن لطبيعة ومعنى الوحى. أليس كل الوحى الإلهى له صبغة تجسدية ؟ ألم يُعبر بلغة بشرية ومن خلال شخصية بشرية ؟ والأكثر من ذلك أننا لابد أن نسأل أنفسنا : ما المعايير التى تحدد كون الكتاب هو من كلام الله.

يؤمن المسيحيون أن الحقيقة الأساسية للوحى الإلهى هى تجلى ذات الله، الله يظهر ذاته من خلال أفعاله، فالكتب المقدسة إذا هى إلهام إلهى نتيجة لتفاعل الإنسان مع التجلى الإلهى، فالمسيحيون لا يرون أن الوحى هو عبارة عن كتب مرسلة من السماء، ولكنه أيضا الكلام الذاتى لله الذى يظهر بذاته للناس، فهذا هو جوهر الوحى من منظور الكتاب المقدس.

يؤمن المسيحيون أنه من الأهمية أن يقبلوا ويؤمنوا برسالة الكتاب المقدس ككل، فلابد من قراءته كاملا حتى نفهم رسالة الله للبشر. لا يؤمن المسيحيون أن بعض الكتب جاءت لقوم معينين وفى فترة معينة، فالسيد المسيح كان يستشهد بالكتب المقدسة لأنبياء كثيرين فى عظاته وكان يحث أتباعه أن يفتشوا فى الكتب المقدسة. كل الكتب التى أوحى بها تنتمى لأصل واحد، نحتاج إلى كل جزء منها لكى نفهم وحى الله الكامل للجنس البشرى. ثم يعود بادرو ليكتب توضيحاً من الجانب المسلم.

ينبغى على المسلمين أن يؤمنوا بكل كتب الله التى أوحى بها للبشر. يؤمن المسلمون كذلك أن كل الجوانب الكونية فى الكتب السابقة قد لخصها القرآن. لقد حفظ القرآن كل جوانب الإرشاد الإلهى كما نزلت على النبى«صلى الله عليه وسلم»

* شهادة مسيحى :

فى الجزء الثانى من الكتاب الذى كتبه «ديفيد شنك» فى 12 فصلاً موازية لفصول العقيدة الإسلامية «ابن الإنسان - العبد المسالم - الحمل - ابن الله عمانوئيل «الله معنا» - الكلمة».. ويخلص إلى أن تجلى الله الذاتى، هو الكلمة.. وبالكلمة يتم الخلق. فى يسوع المسيح تجدد إعلان الله الذاتى الأبدى. والمسيح هو كلمة الله الحية الأزلية فى شكل بشرى والكتاب المقدس هو كلمة الله المكتوبة، فالمسيح هو التجسد الحى والأبدى والذاتى لكلمة الله. ويكتب بادرو الرد من الجانب مسلم قائلا :

المسلمون يكنون احتراما كبيرا للمسيح، فهو أحد أعظم أنبياء الله، ومن ينكر نبوته فهو ينكر الإسلام، ونؤمن أن المسيح ولد من العذارء مريم بإذن الله، ويشير القرآن إليه بأنه «ابن مريم».

يرشدنا القرآن إلى أن مجىء المسيح كان بشرى سارة «آل عمران : 45». يصف القرآن ميلاده فيقول:

«فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا». «مريم : 17-21»

من ناحية أخرى ينكر المسلمون بشدة الاعتقاد بأن عيسى «عليه السلام» كان لاهوتا أو أنه «ابن الله» وأساس هذا الاعتراض هو القرآن، يقول الله :

«ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» «المائدة : 75»

يشهد القرآن أن عيسى «عليه السلام» أوصى بنى إسرائيل الذين أرسل إليهم أن يعبدوا «الله ربى وربكم» لذلك بالنسبة للمسلمين، عيسى «عليه السلام» كان بشرا مثل الأنبياء السابقين وليس هو تجسيدا للإله، ويوضح القرآن أن الله لم يلد ابناً وليس ثم إله سواه.

هذه هى النقطة التى يفترق عندها المسلمون والمسيحيون افتراقا كبيرا، فالقضية عقيدة إنسانية. يبدو أن وجهة النظر المسيحية تتوسط فى فهم سمو الله وسيادته، بينما فى ذات الوقت تقدس الإنسان الذى هو مجرد مخلوق ليكون فى حالة مشابهة لله. لكن الإسلام مع رفضه لفكرة التجسيد فإنه يؤكد على العلو المطلق لله ومكانة الإنسان الصحيحة كعبد وخليفة الله على الأرض.

ما يزيد الفجوة بين المسلمين والمسيحيين هو الصمت المسيحى وعدم الاعتراف بمحمد (عليه السلام) خاتم الأنبياء، وعدم الاعتراف بالوحى الإلهى «القرآن» الذى أوحاه الله إليه، مع أننا نجد أن ديدات أثبت ببراعة أن الكتاب المقدس نوه بمحمد- صلى الله عليه وسلم- كما فى سفر «التثنية 18: 18»، الذى يقول: «أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به». ويعود ديفيد فيكتب:

* توضيح من الجانب المسيحى:

يتفق المسيحيون مع المسلمين أن الله لم يلد ابنًا، لأن الاعتقاد بأن الله قد ولد ابنًا شر أثيم لأنه يعنى الشرك بل أكثر من هذا التجسيم، فالمسيحيون إذًا يقرون أن الله لم يلد ولن يلد. كون المسيح، ابنًا لله يعنى شيئًا مختلفًا تمامًا، هو يعلن علاقة تامة بين الله والمسيح، إن بنوة المسيح هى وصف للمحبة الكاملة والشراكة بين الله والمسيح.

يؤمن المسيحيون أن المسيح هو تجسيد لكلمة الله الأبدية، الله لم يلد كلمته، فكلمته أبدية، موجودة مع وجود الله، هى التعبير الذاتى الكامل لله، لابد من وضع مفهومى الكلمة والبنوة معا لفهم الشهادة المسيحية أن المسيح هو عمانوئيل، الله معنا.

وفى إطار شهادة المسيحى تعرض ديفيد لقضية الخلاص حيث كتب ديفيد أن الله- أبونا الذى فى السماء- خلقنا على صورته وهذا يعنى أننا نعيش البشرية الحقة عندما نعيش فى علاقة محبة مع الله، ابتعد آدم وحواء، بل جميعنا عن أبينا الذى فى السماء، ولكن الله لم يتركنا أبدًا عبر التاريخ كأن يدعو الناس مرارًا ليصيروا أهل عهد الإيمان أن يتوبوا ويدخلوا فى اختبار الفداء والخلاص لكن خطايانا دائمًا تمنعنا من الوصول لاختبار العلاقة الكامل مع الرب، لذلك ولكى يخلصنا ويفدينا من الخطيئة، دخل الله تاريخنا من خلال يسوع المسيح وقد كشفت حياة المسيح عن ملكوت الرب فى تاريخ البشرية، بمثابة إعادة الخليقة، وصلبه وموته أظهر محبة الله كتضحية كاملة عن خطايانا، ويأتى اختبار الخلاص من خلال قيامة المسيح.

* رد من الجانب المسلم:

ويعلق بادرو قائلا :

الخلاص فى الاعتقاد المسيحى قائم على بعثة وصلب يسوع المسيح، وهذا الرأى يناقض تمامًا الموقف الإسلامى.

وفقًا للإسلام، المسيح عيسى ابن مريم نبى عظيم من أنبياء الله، وقد أرسله الله ليسير على نهج الأنبياء ويؤكد الشريعة التى جاءت من قبله، أعطاه الله الإنجيل نورًا وهدى للناس، يقول القرآن:

«ورسولاً إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ومصدقًا لما بين يدى من التوراة» (آل عمران: 49- 50).

مثل الأنبياء قبله، كانت للنبى عيسى- عليه السلام- معجزات، فكان يشفى المجنون والأعمى والأبرص ويحيى الموتى، جرت له هذه المعجزات بإذن الله، لقد كانت دليلاً على صحة رسالته، هذا الدور المهم الذى أداه نبى الله عيسى لا يجعله ابنًا لله ولا تفرده بدور مخلص البشرية الأوحد.

فالنبى عيسى- عليه السلام- عبدالله ورسوله، يقول القرآن:

«إن كل من فى السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدًا» (مريم: 93).

الشهادة المسيحية بأن الإنسان يُغفر له بسبب المسيح لا تتفق والعقيدة الإسلامية، نهاية النبى عيسى على الأرض يكتنفها بعض الغموض، ولذا يفضل المسلمون ألا يذهبوا أبعد مما يوضحه القرآن بهذا الشأن، فالقرآن يخبرنا:

«وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علمٍ إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينًا» (النساء: 157- 158).

وفقًا للعقيدة الإسلامية لا يمكن القول أن المسيح مات خلال عملية الصلب المشينة هذه، فالله العدل لا يدع المسيح الصالح يقاسى هذا العناء بهذه الطريقة، المسلمون يؤمنون أن الله نجى عيسى من عار الصلب، كما نجى خاتم رسله مما حدث له فى أعقاب الهجرة.

والأهم من هذا أن الإسلام لا يعترف بالاعتقاد المسيحى أن الإنسان بحاجة إلى الفداء، الإيمان المسيحى بالخلاص من خلال موت المسيح الذى كان بمثابة التضحية لا يتفق والعقيدة الإسلامية التى تقر أن الإنسان صالح فى أصله، وأن الله يحب أن يغفر لمن يستجيب لأمره.

الإسلام هو سبيل السلام، وجهة النظر الإسلامية والتى غالبًا ما تناقض الوجهة المسيحية بهذا الصدد، هى أن الإنسان يعيش السلام من خلال الاتباع التام لهداية الله ورحمته؛ عيسى- عليه الصلاة والسلام- والذى لا يختلف عن بقية الأنبياء، ومحمد- عليه الصلاة والسلام- خاتم أنبياء الله هما نموذجان لرحمة الله للبشرية.

يوضح «ديفيد» قائلاً: ربما تكون وجهة النظر المسيحية والإسلامية بخصوص الصلب أكثر قربًا مما تظهر على السطح، يؤكد الإنجيل أن يسوع بذل حياته، فقد قال:

«لهذا يحبنى الآبُ، لأنى أضعُ نفسى لآخذها أيضًا. ليس أحدٌ يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى، لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضًا، هذه الوصية قبلتها من أبى» (يوحنا 10: 17-18).

كان صلب المسيح دراما ظهرت فيها قمة التضحية بالنفس، المسيح هو الذى بذل حياته، لا يوجد أحد يقدر أن يأخذها منه، لأن أحدًا لا يقدر أن يقتل كلمة الله الأبدية، فرغم أنه بذل حياته حتى الموت على الصليب على أيدى الأشرار، لم يقدروا أن يقضوا عليه، فقد قام من القبر، وبالتأكيد يتفق المسيحيون أن الموت لم ينتصر على المسيح، فى قيامته انتصر هو على الموت.

ويختتم المؤلفان الكتاب بهذه السطور المهمة:

كل من الإسلام والمسيحية ديانة حية لديها رسالة لكل البشر، وهذا الكتاب يسلط الضوء- وإن كان بصورة مختصرة- على بعض القضايا الأساسية التى توحد المسلمين والمسيحيين معًا أو تفصلهم فى عبادتهم لله وشهادتهم بين الناس.

ندين نحن المؤلفين بالولاء لكل المعتقدات التى نشترك فيها، ونؤمن جميعًا بإيمان إبراهيم ونسعى أن نفهمه ونعيش وفق ما دعا إليه، نؤمن أن الإيمان يحتاج إلى إيضاح من خلال شهادة الأنبياء والرسل والآيات الكتابية، ونحن نؤمن أن الوحى ليس اختراعًا بشريًا ولكنه هبة عظيمة من الله للبشر، ونؤمن أن التاريخ وراءه مغزى، فهناك الآخرة، ونؤمن بالبعث، وأن كل ما فى الكون هو من عند الله السيد، الخالق البر العلى، كل منا يؤمن أن الله يوصى شعبه بأن يشهدوا لدينهم وأن يدعوا غير المؤمنين للتوبة والدخول فى جماعة الإيمان.

بينما نشكر ونؤكد الإيمان الذى يوحدنا، لكننا نعترف أن عقائدنا تختلف فى نقاط مهمة، فالشهادة الإسلامية هى أن القرآن هو وحى الله الخاتم والقاطع المعبر عن إرادة الله لخلقه، بينما الشهادة المسيحية هى أن يسوع المسيح هو كلمة الله الحية فى صورة بشرية، بالنسبة للمسلم، القرآن هو معيار الحق، أما بالنسبة للمسيحى فالشهادة الكتابية الكاملة التى تبلغ ذروتها فى المسيح هى معيار الحق، كل ما يدين به المسلمون والمسيحيون عن البشر، والله، والخلاص، والهداية، والبر، والوحى، الآخرة يتحدد من خلال هذه الالتزامات.

من خلال حوارنا، أدركنا وجود مساحات تكمل فيها معتقداتنا بعضها البعض، ونحن شاكرون لهذه النقاط المشتركة، ولكننا فى نفس الوقت ندرك وجود اختلافات رئيسية، نحن متفقون أن الله رحيم محب لكن السؤال الأساسى هو: كيف يعبر الله عن محبته ورحمته؟

فى الإسلام، رحمة الله يعبر عنها من خلال شريعة الله الكاملة، أما فى الإيمان المسيحى فمحبة الله يعبر عنها فى المحبة الفادية والآلام فى حياة وصلب وقيامة يسوع المسيح، هذه ليست اختلافات سطحية فهى تتناول أساسيات معنى الوجود البشرى، ويستحيل أن يعلن المسلمون والمسيحيون أن هذه الاختلافات ليست لها أهمية.

طبيعة القضايا اللاهوتية عميقة جدًا لدرجة أن الأسئلة موضع الخلاف لا يمكن فهمها بطريقة صحيحة أو حلها عن طريق مجادلات اقتراحية أو إيجابية منطقية، حوارنا من أجل الوصول للحق يجب أن يسير على مستوى الواقعية الكاملة، الواقعية التى تغوص فى معنى الوجود البشرى أكثر عمقًا من العقلانية المجردة.

نحن متفقون فى هذا، فالحق هو كلمة الوحى المصدق عليها من الله، هذه النقطة المتفق عليها لابد أن تكون نقطة البداية التى نتفق ونختلف عليها، هل الوحى هو كتاب أم أنه شخص؟ هذه القضية لا يمكن حلها بالجدال، طبيعة القضية الأساسية تتطلب الصبر، والشهادة من كل فريق لعقيدته.

ومع ذلك نحن نؤمن أن الألم الذى سينتج عن هذه الاختلافات لاينبغى أن يمنعنا من الاستمرار فى الحوار، القضايا التى تُفرقنا يجب ألا تبنى فواصل من العداء تجعلنا نتوقف عن الحوار، إذا كنا بالفعل نريد أن نصل للحق والفهم العميق لبعضنا البعض فيجب علينا أن نواصل الحوار، ولابد أن يسير الحوار على عدة مستويات، كان هذا الكتاب عبارة عن حوار مكتوب، هناك مستويات أخرى للحوار لا تقل أهميتها عن هذا العمل، ولعل أهم مستويات الحوار هو حسن الجوار، يجب أن نتعلم أننا أصدقاء، يجب أن ندعو الله، سائلين العون والمساعدة فى بناء جسور المحبة بين مجتمعاتنا، يجب أن نتعلم حوار المحبة والغفران والاحترام وحسن الجوار والاستماع والشهادة.

تحرير جسد المرأة ونشر ثقافة الحب/ صالح خريسات

السماح للمرأة بدخول التجربة العاطفية حرة وبإرادتها..!

مما يؤسف له، أن عالمنا المتخلف كان أبداً من حصة الذكور، وقد اعتبر هؤلاء دوماً هذا الامتياز عبارة عن نظام في مراتب السلطة، مؤسس في العالم المطلق وفي الأبدية. فبعد أن جعل الرجل من المرأة كائناً أحط منه، اعتبر ذاته أرفع منها على الإطلاق. "للذكر مثل حظ الأنثيين". "الرجال قوامون على النساء". "وليس الذكر كالأنثى". "وتبارك الله ربنا ورب جميع العالمين لأنه لم يخلقن امرأة". هذا ما يقول اليهود في صلواتهم الصباحية. إلا أن زوجاتهم يدمدمن بتجلد: "تبارك الرب الذي خلقني حسب إرادته".
ونجد في تراث اليونان القديم، من الحسنات التي كان أفلاطون يشكر الآلهة عليها، الأولى هي أنها خلقته حراً لا عبداً، والثانية أنها خلقته رجلاً لا امرأة. ولا يزال الناس يعتقدون نفس الاعتقاد الذي كان سائداً عصر القديس توما أنها "عقل ناقص" كائن "اتفاقي".
معنى ذلك أننا نشكل امتداداً لكل أشكال الجهل والوثنية الساذجة، ولم نتوقف قليلاً، على الرغم من كل مظاهر التقدم الذي ندعيه، لنبحث ونعلل ونتساءل، لننصف المرأة ونعطيها حقها.
وفي تصوري أن أول مظاهر العدالة وإنصاف المرأة، تحرير جسدها من التقاليد البالية بإلغاء الحجاب، وإلغاء الفصل بين الجنسين، ونشر ثقافة الحب، وعدم إبقاء المرأة في البيت، ومساواتها مع الرجل في الميراث، وأدعو إلى نزع البرقع عن وجهها، إذا خرجت من المنزل، وتحريرها من التقاليد السيئة، وتحرير جسدها، والسماح لها بدخول التجربة العاطفية بإرادتها، ما دامت عاقلة راشدة.
إن الغريزة التي تربط بين الجنسين إذا استنارت، اتخذت بعداً جديداً، وولدت الحب والإخلاص والإيمان. وعلامة الحب أنه يجمع بين الدوافع والتصور، ومن أحب حباً صادقاً، لن يكون في أذنه وقر عن سماع صوت العقل.
فهذا هو الإمام ابن حزم الأندلسي، عندما قرأ قول الله تعالى: "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم" ذهب إلى الأخذ بالرأي القائل: اللمم: هي "القبلات والمداعبات التي تحدث بين الرجل والمرأة ما دون الزنا" فكان أول أئمة الفقه الإسلامي، الذين اقروا بفرضية نظرية الحب والتجربة العاطفية. وكان أحد الأئمة الذين وقعوا في فخاخ الحب، إذ تعلق قلبه بالجارية "نعم" وأحبها حباً جما، وكان يخرج إلى قبرها ويقول فيها الشعر الملتهب بالعواطف.
وحديث الزانية مشهور، ويظهر فيه تأكيد النبي عليه السلام ،على التفريق بين الزنا وهو من الكبائر، وبين اللمم. فقد سأل تلك المرأة، التي راجعته ليقيم عليها حد الزنا: أودخل كذا في كذا؟! ويكفي أن نعلم بأنها لو قالت لا، فليس عليها حد.
وها هو ذا أبو ذر يسمع من النبي قوله: ما من عبد قال لا اله إلا الله ثم مات على ذلك إلا ودخل الجنة. وقتئذ سأله أبو ذر: وإن زنى، وإن سرق؟! قال النبي: وإن زنى، وإن سرق. فأعاد أبو ذر السؤال مرتين وثلاثاً، حتى قال النبي: وإن زنى، وإن سرق، رغم أنف أبي ذر!
وها هو ذا الإمام الأعظم أبو حنيفة، وقد جلس بالمسجد يوماً، فدخل عليه بعض الخوارج شاهري سيوفهم، فقالوا: يا أبا حنيفة! نسألك عن مسألتين، فإن أجبت نجوت، وإلا قتلناك. قال: أغمدوا سيوفكم، فإن برؤيتها ينشغل قلبي. قالوا: وكيف نغمدها ونحن نحتسب الأجر الجزيل بإغمادها في رقبتك؟! قال: سلوا إذن؟! قالوا: جنازتان بالباب، إحدهما رجل شرب الخمر فمات سكران، والأخرى إمرة حملت من الزنا، فماتت في ولادتها قبل التوبة، هما مؤمنان أم كافران؟ فسألهم من أي فرقة كانا؟ من اليهود؟ قالوا: لا. قال: من النصارى؟ قالوا: لا. قال: من المجوس؟ قالوا: لا. قال: فمن كانا؟ قالوا: من المسلمين. قال: قد أجبتكم. قالوا: هما في الجنة أم في النار؟ قال: أقول فيهما ما قال الخليل عليه السلام، فيمن هو شر منهما: "فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم". وأقول كما قال عيسى عليه السلام: "إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم". فنكسوا الرؤوس وانصرفوا.
ويجب أن نفهم بأن المرأة التي تبيع جسدها، ليست مدفوعة بالشهوة، ولكن الذي يدفعها إلى ذلك، هو الجهل والعجز عن كسب قوتها عن طريق شريف، والنقص الذي نشاهده في أخلاقنا، وما أصابنا من فتور وقله اكتراث، وما ابتلينا به من بلاده في الإحساس، وفي تذوق الجمال، كل ذلك إنما هو ناشئ من نقص في تربيتنا الأولى، التي تقوم عليها الأم.

رجل دين سعودي يعتبر تصميم مطار جدة امرأة متهيئة للجنس

زايد السريع من الرياض ـ ايلاف 

اعتبر رجل دين سعودي أن تصميم مطار الملك عبدالعزيز في جدة بشكله الجديد يمثل امرأة مستلقية ومكشوف "فرجها"، وقال إن من صمم ذلك هدفه عادة وثنية قديمة يريد وضعها في "أرض الجزيرة".

الرياض: أثار علي بقنه وهو رجل سعودي ملتحٍ ويقدم نفسه على أنه "يكشف الخداع"، جدلاً واسعًا بين السعوديين إثر نشره سلسلة ما أسماها "كشف الخداع" عبر اليوتيوب.

ويتضح من الفيديو الذي يتم تداوله الآن على نطاق واسع بين السعوديين أن عددًا من المباني والمنشآت في الخليج تحتوي معاني غير ملاحظة، وقال عن مطار الملك عبدالعزيز إنه يمثل امرأة مستلقية وأن برج المراقبة هو العضو الذكري.

ووضع بقنه في الفيديو الذي يظهر من تسجيله أنه أعد بعناية فائقة ورسوم توضيحية، أن اللونين الأزرق والأحمر اللذين وضعا في المطار يمثلان المرأة والرجل، على الرغم من أن الرسم التوضيحي لا يوجد فيه لون أحمر وإنما برتقالي.

وأوضح بقنه أن الغرب بمثل هذه التصاميم ينطلق من وثنيات ومن شهوات ومن مايسمونه تحرير المرأة حتى تصبح متمردة، وتساءل "هل يتحقق حلمهم في بناء آلهتهم في جزيرة الإسلام".

واستعرض أيضًا صورة جمعت ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل والثاني يقدم للأول شكلاً هندسياً للمطار عندما تم تدشين العمل فيه، وقال إن من وضع التصميم أخفى العضو الذكري من التصميم (برج المراقبة).

وأحضر بقنه شكلاً هندسيًا يمثل امرأة مستلقية مع فتحة في مكان "الفرج"، وقال إن هذا هو المطار، ثم أتى بعمود هندسي قال إنه برج المراقبة ورفعه من مكانه وذهب به للفتحة ووضعه فيها قائلاً إن "هذا هو المقصود تماماً". واستعاذ الرجل بالله في خاتمة التوضيح.

وبين بقنه أن كل من سيأتي إلى "هذه البلاد" للحج أو العمرة سيصدم بهذا الشكل.


يظهر فيدبو على موقع يوتيوب أن عدداً من المباني والمنشآت في الخليج تحتوي معانٍ غير ملاحظة

وخلص رجل الدين إلى أن هذا التصميم يمثل تقديسًا للخصوبة والسحر والجنس كما هي الوثنية، وأكد "إننا غفلنا عن شيء واضح، إلا أننا ننطلق من التوحيد ومن رؤية فطرية ولا تنظر إلى الشعوذة، ولكن من نظر إلى الغرب عرف كيف يفكر الغرب وعرف مكر الكفار، وهذا اللي ذكر الله عنه (ولا يزالون يقاتلونكم) يقاتلون بالسلاح وبالسنان وبالفكر وبكل شيء"، وردد قاتلهم الله أنى يؤفكون.

ويجري العمل في مطار الملك عبدالعزيز في جدة لتطويره، و قد صمم المخطط العام على أن يتمّ تنفيذ التطوير على مراحل تنتهي العام 2035 ، و تصل الطاقة الاستيعابية الكاملة للمطار الجديد إلى القدرة على خدمة (80) مليون مسافر سنويًا، وذلك باستخدام المدارج الثلاثة الموجودة حالياً.

وتتضمن المرحلة الأولى (قيد التنفيذ حالياً) تحقيق الأهداف المحدّدة، بحلول عام 2014 حيث ستصبح صالة المطار قادرة على خدمة 30 مليون مسافر سنويًا مع إمكانية استخدامها لكلّ من الرحلات الداخلية والدولية . كما سيضم المطار مركزاً للمواصلات، ومحطة قطار حديثة لقطار الحرمين السريع الذي يتم بناؤه الآن بحيث يربط المطار بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة .

ويتضمن المشروع مجمّع صالات المسافرين التي تقام على أرض تبلغ مساحتها 670 ألف متر مربع، تحتوي صالات السفر على 46 بوابة لصعود الطائرات، تتصل بـ (96) جسرًا للوصول للطائرات، و نظام نقل الركاب الآلي يصل بين مركز استقبال الركاب ومركز الرحلات الدولية، ومركز حديث للمواصلات، يضم أحدث وسائل النقل المتنوعة بما فيها محطة قطار متكاملة، و نظام متطور لتحميل ومناولة أمتعة المسافرين، يمتد لأكثر من ٦٠ كيلومترًا من سيور النقل المتحركة، وأحدث نظام تقني للتحكم بحركة المرور الجوي، مع برج المراقبة الملاحي الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 130 مترًا، وشبكات واسعة من الطرق والأنفاق ومدارج الطائرات، ومرافق ومنشآت متنوعة للدعم والمساندة، ومحطة خاصة لخزانات الوقود وشبكة إمداد الوقود.

نظرية فارسية التشيع .. هل يكفي كتاب لتقويضها؟/ صالح الطائي


فارسية التشيع كلمة ليس مثل الكلمات، كلمة لها حد السيف، وعصف المدفع، وحرارة النيران ... لها قوة تدميرية تفوق قوة القنابل النووية والهيدروجينية، وموجات التسونامي التخريبية ... لها فعل جيوش المغول والتتار، وقنابل هيروشيما وناكازاكي، وكل الموجات البربرية في تاريخ البشرية، وكافة الاحتلالات الاستعمارية، والغزوات الإجرامية، ذلك لأنها تحمل جينات الحقد السياسي المغلف بأطر دينية، وعقائدية، وخلافات فرقية، ما أنزل الله بها من سلطان، وليس لها في مباني العقيدة والفكر الحر من مكان. وهي الجينات التي حركت العناصر أعلاه لتدمر البشرية أكثر من مرة.
هذه الكلمة كانت مجرد كلمة تقال في ساعة غضب، ولا تترك أثرا لدى السامع أكثر من عتب، ولكنها اليوم بفضل توظيف المسلمين للمعطيات العلمية ونتائج الثورات التكنولوجية، وأنشطة وعاظ السلاطين من حملة الأفكار الجاهلية، تحولت إلى نظرية لها منطوق، ومفروض، ومطلوب إثباته، ونتيجة (وهو المطلوب) وصار المنافقون يتاجرون بها في سوق النخاسة الطائفية باسم العقيدة المحمدية، فلا يخلو من ذكرها مقال من مقالاتهم، ولا تغيب عن سجال من مجابهات المسلمين فيما بينهم.
وهي نظرية أقل ما يقال بحقها أنها تثير في النفس الأسى والانفعال، لأنها تملك كما كبيرا من الحقد، وتثير الكثير من الحقد. حقد من يتاجر بها باسم الدين فيسّوقها للطعن بالمسلمين، وحقد من يراها ألصقت به جهلا وأطلقت عليه ظلما، فألحقت به العار، لا لأنها عار، ولكن بسبب كونها تشكك بأصلٍ وبنسبٍ، ونحن العرب، أدمنا تقديس الأصل والنسب، وألا ما كنا عربا.
عربا كنا ولغاية سنين مضت نرفض التخلي عن أصلنا حتى ولو حاقت بنا المخاطر وعرضنا أنفسنا للمهالك والمطامر، ولذا تجد عالمنا ومتعلمنا إذا ما سألته عن أصله وهو لا يعرف أصلك يبادر للقول تحديا: (على الزين والشين أنا من ....) ثم يذكر اسم عشيرته، وهذا طبعا بسبب الثارات العشائرية القديمة المستفحلة.
ومن منطلق الاعتداد بالنسب، يشعر من يتهمه أخوته بأنه غير عربي الأصل، بحيف كبير وحنق اكبر، وحقد أشد، ويمتليء قلبه ضغينة على أخيه العربي، فيدعو عليه بالثبور، وسيء الأمور، ولا يذكره بخير، ويتحين الفرص ليشمد به إذا ما أصابه مكروه من صروف الزمان.
ومع تلك الحساسية، تجد بيننا كثرة مفرطة من أهلنا وقومنا وأخوتنا وعشائرنا العربية، تدعي أن العرب الشيعة كلهم فرسا مجوسا، وأن ولاءهم لإيران أكثر من ولائهم لبلدانهم، دون وجه حق، وبلا دليل نقلي أو عقلي أو عرفي أو نسبي. لمجرد أن الرامي في الليلة الظلماء يستند في دعواه الجائرة إلى أصول زائفة، حرف معناها عن حقيقة حدوثها لتعطي انطباعا آخر بعيدا عن حقيقتها، منها:
حقيقة فتح المسلمين العرب لبلاد فارس في عصر سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقالوا: أن الفتح أوغر قلوب الفرس، فأرسلوا قزمهم القميء (أبو لؤلؤة فيروز) الذي كان مولى للصحابي المغيرة بن شعبه، ليقتل خليفة المسلمين.
وقالوا: أن الفرس، بعد ذلك قاموا بخلق المذهب الشيعي لتدمير وتخريب الإسلام، بعد أن نجحوا بتزويج إحدى بنات ملكهم المهان المقبور، إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) وهي الأخرى واقعة حقيقة تزوج خلالها، بيوم واحد، وبأمر واحد، صادر من خليفة المسلمين، سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ثلاثة شبان من المسلمين بثلاث بنات لكسرى، هم عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) و محمد بن أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما) والحسين بن علي (رضي الله عنهما)
وقالوا أيضا: أن الفرس المجوس قاموا بإدخال ثقافتهم وفكر عقائدهم المجوسية إلى الإسلام بواسطة التشيع تبعا لما يعرف اليوم باسم (المثاقفة) أو التناقل الثقافي الموجه والمقنن.
ولكي نفهم حقيقة هذه الأصول، وصدقها، ومطابقتها للأحداث، وأسباب وضعها، ومدى صحتها، وعلى من يصدق إطلاقها، ومدى التخريب الذي يحدثه الإيمان بها. ونفهم بالمقابل مدى الإصلاح الذي يبثه تفنيد مبانيها، بعد إعادة قراءة التاريخ قراءة علمية منطقية سليمة قويمة، ووضع النقاط على الحروف، نجد أننا نقف قبالة عمل تخريبي جبار، هدفه زرع الفرقة بين المسلمين، وتوهين بعض العرب، والتشكيك بأصولهم الباسقة، وأن هناك قوى خارجية معادية للإسلام وللعروبة هي التي تغذي هذه النظرية، وتثقف العامة عليها وتدفعهم إلى التصديق بوهم حقيقتها، مستغلة العداء المذهبي الذي غذاه ونماه وطوره ورعاه ونظره وشرعنه، وعاظ السلاطين والإفتائيين الجهلة المخربين.
من هذا المنطلق وبموجب تكليفي الشرعي، وحرصي على عروبتي، وأصل أرومتي، ونقاوة حسبي، وعلو نسبي، وحبي للإسلام، ولمذهبي العربي الخالص، قضيت ثلاث سنين، متابعا، ومتفحصا، ومدققا، وممتحنا، ومحللا، ومقارنا، ومفككا، وباحثا. فتوصلت إلى نتيجة ترضي العقلاء، والشرفاء، ومن في قلبه حرص على العروبة والإسلام. وتغيض من في قلبه مرض، ومن أعمى الحقد الأسود قلبه، ومن نذر نفسه لخدمة الأجنبي، ومن لا يريد للعرب أن يتفقوا على كلمة سواء. وجمعت كل النتائج التي توصلت إليها، في كتاب أسميته (نظرية فارسية التشيع بين الخديعة والخلط التاريخي والمؤامرة) وأودعته إحدى دور الطباعة والنشر اللبنانية المشهورة بحرصها، ودقتها، ونزاهتها، والتزامها، وصدقها، لتقوم بطبعه وتوزيعه بين المسلمين، خدمة للحقيقة والدين. وآمل أن الكتاب سيطرح في الأسواق مطلع شهر حزيران القادم بعون الله تعالى، ويومها سوف يتغير المقام، وسيكون لنا بعون الله ومدده ونصره وتسديده، مقالا آخر يتناسب مع ذلك المقام.

علماء دين سعوديون يهاجمون محاولات الخلط بين الذكور والإناث في المدارس

دبي – العربية.نت
هاجم علماء دين سعوديون، وزارة التربية والتعليم لإجهاض أي تحرك محتمل لتعديل نظام الفصل الصارم بين الجنسين في المدارس منذ المرحلة الابتدائية.

ورد رجال الدين بحدة بعد أن زار وزير التعليم السعودي الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود مدرسة للبنات قبل أسبوعين، بينما زارت نائبته مدرسة للأولاد، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

وكان وزير التعليم، الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود، قد صرح سابقاً أن قرارات وزارته بخصوص دمج الطلاب في المرحلة الابتدائية وجميع القرارات الأخرى "قرارات عليا" يجب أن تنفذ، مشيراً إلى أن الجميع من أعلى الهرم في الدولة إلى المواطن العادي هدفهم خدمة الوطن ورفعته، حسب صحيفة "الوطن" السعودية.

وقال محمد بن سفر الأسمري، وهو أحد رجال الدين في الجنوب، في رسالة مصورة بالفيديو هذا الأسبوع، إن البيانات الصادرة عن وزارة التعليم بشأن تشجيع الاختلاط بين الجنسين في المدارس وفي غيرها من الأماكن تجرح الأذن ويرفضها العاقل، وانتقد الأسمري وعدد آخر من رجال الدين في الرسالة تحدي بعض النساء مؤخراً لحالتهن في السعودية مثل حظر التصويت في الانتخابات وقيادة السيارات.

وكانت مجموعة من المدارس في السعودية خاضت هذه السنة تجربة دمج طلاب الصف الأول والثاني مع بعضهما البعض، فيما اعتبر خبراء الطب النفسي أن دمج تدريس الأطفال في المرحلة الابتدائية، وإسناد المهام التعليمية إلى معلمات مهم جداً للأطفال في تكوينهم في المرحلة العمرية المبكرة.

وانتقد كتاب رأي ومثقفون سعوديون هجمة رجال الدين على وزير التربية والتعليم، واعتبروا في مقالات متعددة، أن من قاموا بانتقاده والتجريح الشخصي به هم دعاة الانغلاق والتحجر، خصوصاً وأن الوزير يسير بالبلاد نحو الانفتاح والتحضر.

النساء تحت رحمة الرجال وقال رجل دين آخر إن هناك من وصفهم بمن يحاولون جر الأمة السعودية إلى الحضيض، بإثارة مسألة النساء. وقال إنهم يتصرفون كما لو كانت المرأة السعودية تعيش في حالة من القمع، بينما المرأة السعودية على العكس تعيش عيشة مكرمة.

كما شن رجل الدين السوري محمد المنجد الذي يعيش في السعودية هجوماً قاسياً على مطالب المرأة الحقوقية، ووصفهن في تسجيل صوتي بث على "يوتيوب" بأنهن منافقات وفاسقات وأهل شر وكفر.

وألقي القبض في وقت سابق هذا الأسبوع على الناشطة السعودية منال الشريف لقيادتها السيارة، بعد أن نشرت مقطعاً مصوراً بالفيديو على الموقع الإلكتروني "يوتيوب" لنفسها وهي تقود سيارة، وجذبت انتباه الجماعات الحقوقية في أنحاء العالم.

وقالت في الشريط المصور إن الأمهات محرومات من القيادة، لذا لا يمكنهن حتى توصيل صغارهن إلى المدارس، وأضافت أن النساء تحت رحمة الرجال في القيام بأكثر الرحلات أساسية.

الملك يقود الإصلاحات وقاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية إصلاحات واسعة بعد توليه الحكم في 2005، وحقق نجاحاً على صعد مختلفة، مثل فتح أول جامعة علمية مختلطة، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاويت" والتي أنشئت عام 2009 وتبعد قرابة 80 كلم عن مدينة جدة الساحلية.

كما أمر الملك عبدالله في مارس/ آذار بحزمة إصلاحات على مستوى الاقتصاد والتنمية والتعليم والإعلام بمليارات الريالات.

مؤامرة اسلامية للسيطرة على العالم/ لطيف شاكر


An Islamic Conspiracy For World Conquest

كتاب جديد تأليف العالم و المفكر الاسلامى الكبير أحمد محمد

صدر مؤخرا بأمريكا كتاب جديد لأحد أبرز المفكرين الاسلاميين العالميين يعرض روشتة للقضاء على الاسلام الارهابى كمدخل للقضاء على الارهاب الاسلامى.

و الكتاب الجديد الذى كتب بالانجليزية يفتح الباب لاسلام جديد يواكب روح و ثقافة و أخلاقيات العصر و هو اسلام دينى و ليس دنيوى، لاهوتى و ليس سياسى، تسامحى و ليس انتقامى، تعاونى و ليس تنافسى، سلمى و ليس عدوانى، عقلانى و ليس ارهابى، روحى و ليس مادى، تبليغى و ليس اكراهى.

ان مشكلة الاسلام الذى نعرفة الأن بدأت منذ اللحظة الأولى لوفاة الرسول . فالرسول لم يعين خلفاء لة كما انة لم ينادى بتوسيع رقعة الاسلام خارج الجزيرة العربية و لم يأمر بجمع القرأن أو بتفسيرة بل و أمر بعدم كتابة أحاديثة خشية أن يحرف الاسلام أو أن ينحرف بة فئة من الناس لخدمة أغراض شخصية على حساب أمة الاسلام.

و قد صدقت مخاوف الرسول فما كاد أن ينتقل الى جوار ربة الا و أن قامت مجموعة فاسدة من الصحابة التى كانت تستغل قربها من الرسول للاثراء الغير مشروع أطلقت على نفسها زورا و كذبا بعد ذلك الخلفاء الراشيدين بالانقضاض على الاسلام لوراثتة و الانحراف بة لما فية خدمة مآربها الشخصية. لقد ثار المسلمين فى وجة الذين اغتصبوا الاسلام و انقلب الجيش الاسلامى عليهم فيما أسماة "الخلفاء الراشدون" فى التاريخ زورا و كذبا بحروب الردة. و لاجهاض ثورة الاسلام و القضاء على المجاعات التى ضربت الجزيرة العربية فى ذلك الوقت قرر "الخلفاء الراشدون" غزو بلاد الشام و العراق و ايران و مصر حيث الثراوات و الخيرات و النساء الحسان الا انهم ادعوا انهم فعلوا ذلك لنشر الاسلام. و حيث أن شهوة هؤلاء الخلفاء لسفك الدماء و للتوسع و اغتصاب حقوق و أموال و ممتلكات و نساء و أطفال الغير كانت بلا حدود فقد قاموا بتنفيذ أكبر عملية خداع و تضليل فى التاريخ و هى تحريف القرأن الكريم تحت مسمى تجميعه بما يؤكد صحة مخاوف الرسول من تحريف القرأن بدعوى تجميعة .

قام الخلفاء بدس آيات فى القرأن تخدم أغراضهم و تبرر توسعاتهم و تصرفاتهم و سياساتهم التى خالفت ما أمر بة اللة و الرسول فبعضها يحض على قتل غير المسلمين و أخذهم سبايا و عبيد و اغتصاب اراضيهم و منازلهم و نسائهم و أطفالهم و بعضها يدعوا الى الجهاد فى سبيل اللة لنشر الاسلام فى العالم كلة و بعضها يدعوا الى العنف بصورة عامة مع المسلمين الغير أوصوليين أو ممن هم من أديان أخرى. و لاخفاء و طمس التزوير فى أيات اللة التى انزلها على رسولة جمع الخلفاء آيات فى صور رتبت دون تسلسل زمنى أو منطقى صحيح. فعلى سبيل المثال دست آيات تسن قوانين تجعل من الاسلام دولة وتقنن العلاقة مع شعوب الدول التى تم غزوها و منها دفع الجزية و ذلك بالرغم أن الرسول كان قد توفى و توقف نزول آيات جديدة قبل غزو أى دولة أخرى.

و لذلك فقد قتل معظم ان لم يكن كل الخلفاء الراشيدين جزاء على أول و أكبر الجرائم التى ارتكبت فى حق الاسلام و باسم الاسلام. و التحريف و التزوير و النسخ فى القرأن الذى لم يتوقف منذ وفاة الرسول هم سبب الغموض و التناقض و التضارب و التخبط و عدم الاتساق أو الانسجام بين آياتة و بعضها البعض ناهيكم عن عدم معقولية الكثير منها. و قد أجمع الفقهاء أن من بين 6616 آية يوجد 500 آية يمكن فهمها بمعرفة الخاصة فقط. و قد كان لدس آية مزورة فى القرأن مؤداها أن اللة يحفظ القرأن من التحريف أكبر الأثر فى غلق عقول المسلمين و غض نظرهم عن التزوير و التحريف البين الفاضح بالقرأن و ان كان يعلم بة جمهور من كبار علماء الاسلام الا انهم لا يجرأون على الجهر بة.

بعد وفاة الرسول تحول الدين الاسلامى الى دولة يحكمها طغاة متعطشين للدماء و القوة و الثروة و التوسع و لكنهم يتمسحون بالاسلام و يتاجرون بة لتبرير وجودهم و سياساتهم. و كل هؤلاء الحكام بدءا من الخلفاء الراشيدين و مرورا بالخلفاء العاديين و حتى حكام الاسلام المعاصرين قاموا بتزير الاسلام و الانحراف بة لخدمة أغراضهم و لتبرير سياساتهم. فالخلفاء الراشيدون جمعوا القرأن و من خلال ذلك زوروة و جاء بعدهم خلفاء أخرين ابتدعوا السنة و انحرفوا بها عن الاسلام السابق تزويرة بواسطة الخلفاء الراشيدون ثم جاء حكام معاصرون ابتدعوا التفسير و الفقة انحرفوا بهما بالاسلام عما كان قد حرف فية أصلا طيلة القرون الماضية.

و على ذلك، فان الاسلام الذى نتبعة الأن ليس من الاسلام الحقيقى فى شئ و مع ذلك و مما يزيد الطين بلة هو قيام الحكام المسلمون المعاصرون من خلال التفسير و الفقة و الاجتهاد أو الافتاء بالتلاعب بالاسلام الذى نعرفة الأن كما يحلوا لهم لخدمة سياساتهم الفاسدة و القمعية. و مؤدى ذلك انة قد أصبح حرام معارضة الحاكم و الوقوف ضدة و من يخالف ذلك يموت ميتة الكافر. كما أصبحت الديموقراطية حرام لان حكم الشعب لنفسة يتعارض مع حديث مزور يقول أن الحكم يكون بأمر اللة أو بما أمر بة اللة. و مما زاد من الانحراف بالاسلام انة لم يفت المؤسسة الدينية التى هى أداة فى يد الحاكم على مر تاريخ الدولة الاسلامية الاستفادة ماديا و سياسيا و اجتماعيا من هذة الفوضى و البلبلة الدينية و السياسية فغالت فى اخافة المسلمين البسطاء بسرد ما زور من آيات اللة و سنة رسولة من بطش اللة و عذابة و انتقامة و كأنة شيطان أو عفريت و ذلك لابتزازهم و بيع الهداية لهم.

و هذة الفوضى و البلبلة الدينية و الفكرية أدت الى ظهور جماعات متطرفة متعطشة للدماء مثل الحشاشين بالعراق ثم الوهابيين بالسعودية و الاخوان المسلمين و تنظيم الجهاد بمصر تطالب بالجهاد فى سبيل اللة لنشر دين الاسلام فى العالم كلة ليكون دين الحق و ذلك بقتل المسلمين الكفرة و من هم على غير دين الاسلام. و قام الحكام المسلمين الانتهازيين بمباركة مثل هذة التنظيمات المتطرفة الارهابية فى العلن أو فى الخفاء اما خوفا منها أو لاستغلالها فيما يخدم مصالحها الشخصية. و قد توصل هؤلاء الحكام مع هذة التنظيمات الارهابية الى اتفاق مؤداة أن يكون الجهاد فى سبيل اللة موجها للخارج و ليس للداخل فى نظير أن يمد هؤلاء الحكام هذة التنظيمات بالأموال و الأسلحة و المعلومات اللازمة لنجاح جهادها فى سبيل اللة خارج الدول الاسلامية.

و هكذا ولد تنظيم القاعدة و هو عبارة عن مجموعة من المنظمات الارهابية الاسلامية تدعمها مجموعة من الحكام المسلمين الطغاة على رأسهم مبارك من مصر و العائلة المالكة بالسعودية و آيات اللة بايران و رئيس باكستان. و قد تبين مدى ضلوع هؤلاء الحكام المسلمون فى الهجمات الارهابية التى نفذتها القاعدة فى الولايات المتحدة فى سبتمبر من عام 2001 بثبوت تورط مخابرات السعودية و باكستان و مصر فى دفع أموال لمنفذى هذة الهجمات بالاضافة الى أدلة أخرى. و هكذا لم يكتفى الحكام المسلمون بالانحراف بالاسلام فقط كأسلافهم و لكن أيضا بالانحراف بأمة الاسلام الى حافة الهاوية و المواجهة النووية مع الغرب باعلانهم حرب الحضارات على الغرب يوم 11/9/2001 .

و يكشف كتاب مؤامرة اسلامية للسيطرة على العالم الاسرار الشخصية المزرية و المشينة للحكام العرب و المسلمين بدءا من عبد الناصر و مرورا بالسادات و مبارك و الملك فهد و الأمير عبد اللة و القذافى و غيرهم. كما يفضح الكتاب الممارسات الشاذة و اللا أخلاقية لقيادات المؤسسة الدينية بدءا من محمد عبد الوهاب السعودى مرورا بحسن البنا و سيد قطب و الشيخ الشعراوى و كل شيوخ السلفية الذين أثروا ثراءا رهيبا من المتاجرة بالدين بالرغم ان أصولهم ريفية فقيرة جدا.

هذا و قد اختارت مؤسسة أين جودس بوخ هذا الكتاب ليكون ضمن أفضل كتب المؤامرة كما قالت عنة هيئات نقدية بأنة من أحسن الكتب التى نشرت عن الاسلام.

هذا المقال منقول وحفظته بارشيفي الخاص منذ اكثر من عام ووجدته صالحا للنشر حاليا

إدانة إمام شيعي بالتخطيط لتفجير مطار أمريكي

الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --
أدان القضاء الأمريكي الخميس الإمام الترينندادي الشيعي، كريم إبراهيم، بجرم التآمر لتفجير خزانات وأنابيب وقود في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، في قضية أثارت الرأي العام بعد صدور أحكام بالسجن مدى الحياة فيها بحق النائب الغواياني السابق، عبدالقدير، وشريكهما الثالث روسيل ديفريتاس.

ويواجه إبراهيم الآن حكماً بالسجن مدى الحياة أيضاً، ولكن الحكم النهائي بقضيته التي كشفها مخبر تمكن من اختراق المجموعة عام 2007 سيصدر في وقت لاحق.

وعرض الإدعاء خلال الجلسة مجموعة من التسجيلات المنسوبة لإبراهيم، جاء في إحداها قوله لسائر المتهمين: "عليكم بالقتال، اقتلوا كل من تستطيعون قتله وارجعوا إلى الله."

وتعتقد الشرطة الأمريكية أن ديفريتاس هو العقل المدبر للعملية، وقد قدم خبراته ومعرفته الدقيقة بمطار جون كينيدي الذي كان يعمل فيه حمالاً عام 2006، وقد ساعد في تجنيد إبراهيم وعبدالقدير، وشخص ثالث يدعى عبدالنور."

وعلّق مكتب الإدعاء العام الأمريكي على الحكم الصادر بحق إبراهيم الخميس بالقول: "لقد ابتعد الإمام كريم إبراهيم عن التعاليم الحقيقية لدينه بعد سعيه لتطبيق أجندات إرهابية متطرفة تهدف لتدمير مطار جون كينيدي وقتل أرواح مدنية بريئة، وسنواصل ملاحقة كل من يخطط لمهاجمة أمريكا وشعبها.

يشار إلى أن أحكام السجن المؤبد بحكم ديفريتاس وعبدالقدير صدرت في أغسطس/آب الماضي، في حين صدر حكم بالسجن لمدة 15 عاماً بحق عبدالنور في يونيو/حزيران الماضي بعد أن اعترف بدوره في الجريمة وبسعيه للتنسيق مع تنظيم القاعدة من أجل الحصول على المتفجرات.

قضت محكمة أمريكية تنظر بقضية محاولة تفجير حاويات وأنابيب وقود تقع تحت مطار جون كينيدي المزدحم في مدينة نيويورك الخميس بسجن الغواياني عبد النور، لمدة 15 عاماً، بعد الاعتراف الذي أدلى به الصيف المنصرم، حول مسؤوليته عن الضلوع بالمخطط وسعيه لتأمين المواد التي يحتاج إليها المنفذون عن طريق تنظيم القاعدة.

وتشير وثائق القضية إلى أن عبد النور حاول السعي إلى التعرف على مكان وجود عدنان الشكرجوما، وهو أحد خبراء المتفجرات لدى تنظيم القاعدة، والطلب منه تزويد الخلية بالمتفجرات لتنفيذ العملية.

كما قام بتعريف المتهمين على ياسين أبوبكر، زعيم تنظيم "جماعة المسلمين" الذي تورط في أعمال عنف وهجمات خلال مرحلة التوتر السياسي التي عرفتها جزيرة ترينيداد وتوباغو الكاريبية.

وكانت سلطات ترينيداد قد سلمت كريم إبراهيم وعبد القادر وعبد النور في يونيو/حزيران 2008 إلى واشنطن بعدما رفضت محكمة محلية طلبهم بمنع الترحيل.

يذكر أن مطار جون كينيدي في نيويورك يتزود بالوقود من خلال خط أنابيب يمتد لمسافة 60 كيلومترا عبر جزيرة ستاتن ومناطق بروكلين وكوينز.

وعمل عبد القدير مستشاراً لدى شركة "لينماين بوكسايت" في "ليندن" على بعد 105 كيلومترات من مدينة "جورجتاون" في غوايانا، وكان عضواً معارضاً في البرلمان حتى أغسطس/ آب 2007، كما كان رئيساً لبلدية ليندن في الفترة بين عامي 1994 و1996.

وذكرت زوجته، عائشة عبد القدير، في تصريحات سابقة لـCNN، أن زوجها اعتقل في ترينيداد، عندما كان يستعد للتوجه إلى فنزويلا لطلب تأشيرة دخول إلى إيران، للمشاركة في حضور مؤتمر إسلامي تستضيفه طهران.

مثلهم كمثل الحمار/ صالح الطائي


استغرب المسلمون عمل القس المجنون "تيري جونز" الإرهابي وإقدامه على حرق القرآن الكريم، لمجرد أنه يعتقد بأن القرآن كتاب يدعو إلى الكراهية، مع أن الرجل من شدة غبائه لا يمكن أن يدرك قيمة ما ألقاه إلى النار طعاما، لأنه لا يمكن أن يفهم قيمة القرآن وقدسيته، كما الحمار لا يدرك قيمة ما يحمله على ظهره {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} والرجل لم يدرك أن النار التي أبت ملايين المرات من قبل أن تتجرأ على أكل حروف القرآن، قد أكلته هذه المرة لكي تزين له سوء عمله {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم،إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}
وأستغرب العراقيون قيام بعض أفراد جيش الاحتلال الأمريكي بوضع القرآن الكريم شاخصا للرمي، أو إلقائه فوق أكوام نفاياتهم وبقايا ما يأكلون، مع أن الجنود بسبب عدم نقاء أصولهم وجهلهم بأنسابهم، وشدة اختلاط المياه التي أنجبتهم، لا يمكن أن يدركوا قيمة المقدس وأهميته للآخرين، لأن ما يأتون به من فعل قبيح إنما هو طبع تطبعوه {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث}
ولكن كيف للعالم، كيف للبشرية، أن تدرك أن ما تعرضت له الكتب، كل الكتب، عبر التاريخ من أعمال حرق وتخريق وتدمير همجية، إنما كان بسبب جهل المجرمين بأهمية ما تحويه الكتب من علم ومعرفة؟
نحن لا نعجب من أفعالهم من حيث الجوهر، فجوهر المرء ينعكس على سلوكه ويحدد طرائق تعامله مع الآخر ورموزه ومقدساته، ولكننا نتعجب ونصدم من أفعالهم من حيث المخبر، كونهم رغم التقدم الذي يدعون، والثقافة التي بها يتشدقون، والحضارة التي بها يتبجحون، وقصصهم الخرافية عن حرية الفكر وحرية المعتقد والدين، يأتون بأعمال من عين الأعمال الشريرة التي قامت بها الشعوب البدائية الهمجية التي لم تعرف التحضر، ولم تعش التمدن، كالمغول والتتار الذين احرقوا مكتبات بغداد والقوا بمحتوياتها في نهر دجلة. فيقدمون بجرأة على الله سبحانه ليلقوا كلامه الموجود بين دفتي القرآن الكريم طعاما للخنازير، إمعانا في التنكيل بالمسلمين ورسالة الإسلام. وهم بعملهم الشرير الدنيء هذا إنما يؤكدون جهالتهم وانحطاطهم وسوء خلقهم وقلة معرفتهم وهمجيتهم، وألا فإن الخنزير المسكين لا يعرف قيمة ما يأكله سواء كان ما يقدم إليه، كلام الله المكنون في كتاب المسلمين المقدس، أو سلة من التفاح والموز، أو حتى مجرد أوراق جريدة قديمة، أو غيرها، وراعي الخنازير هو المسؤول الأول والأخير عما يقدمه لخنازيره من طعام، لتربوا عليه فيستلذ بأكلها.
وبالمناسبة سألني أحد الأخوة المسيحيين عن سبب تحريم الإسلام لتناول لحم الخنزير وأراد إجابة علمية مقبولة لا علاقة لها بآيات التحريم القرآنية لأن قرآن المسلمين ليس حجة عليه، ورغم علمي بموضوع الدودة التي تعيش في جسم الخنزير والتي تقاوم درجات الغليان، إلا أني وجدتها غير مقنعة لأنه قد يتعلل بأن الفحص الطبي للخنازير قبل ذبحها يمكن أن يجنبهم مخاطرها. وفي معمعة بحثي عن الجواب المقنع، أوقع الله سبحانه بين يدي نسخة من نشرة إخبارية قديمة تصدرها (الوكالة الدولية الجديدة للصحافة) في باريس، باللغة العربية، وتحمل نفس الاسم، يعود تاريخ إصدارها إلى سبعينات القرن الماضي، وتتحدث عن موضوع علمي مهم خلاصته: أن للأكل الذي يتناوله الإنسان أثرا على نوع غرائزه وسلوكياته، أي أن لأنواع الأطعمة تأثيرات جانبية أخرى غير جوانب التغذية وإشباع الجوع، والتلذذ بتناول الأطعمة الشهية، تمتد إلى التحكم بسلوكيات البشر، فتظهر الجانب الذي كان يطغى على طباع المأكول في طباع الآكل، فإن كان المأكول سمك القرش مثلا، يتحول الآكل تدريجيا إلى قرش بشري لا مانع عنده من نهش لحم أخيه الإنسان حتى من دون سبب.
ولما كان الخنزير هو الحيوان الوحيد من بين الحيوانات كلها، وبكل أصنافها وأنواعها ـ وبعض البشر الشاذين طبعا ـ حيوانا "ديوثا" يستمتع بجلب الذكور الآخرين لمعاشرة زوجته، فمن المؤكد حسب هذه الدراسة العلمية بأن طباعه هذه تنتقل إلى من يتناول لحمه، ويحلل أكله، فيصبح ديوثا رغما عنه. ولهذا السبب حرم الله أكل لحم الخنزير، وأظن أن صديقي المسيحي، أقتنع بهذه النظرية لأنه ترك أكل لحم الخنزير بعد سماعه الخبر.
أما القس تيري جونز، وجنود الاحتلال، وبعض الكنائس، التي تلقي بكتاب الله القرآن، إلى الخنازير لتأكله، فهم من أكثر الناس استمتاعا بأكل لحم الخنزير، وأكثر الناس تأثرا بطباعها وسلوكياتها وديوثيتها، فلا عجب من حرقهم القرآن، أو إلقائه طعاما للخنازير.

توقيت المطرانية! عـادل عطيـة


لي صداقات رائعة مع بعض الآباء الكهنة في مدينتي.
أحدهم طلب مني أن أنضم إلى خدمة الاعلام الكنسي بالايبارشية. وهذا يعني أن نلتقي كثيراً؛ للتنسيق فيما بيننا.
وكثيراً ما يتصل بي أبي الكاهن، ويقول لي أن نلتقي عند الساعة الخامسة بعد الظهر في المطرانية.
ولانني تعودت أن أضبط ساعتي على دقات "بج بن"، احتراماً مني وتقديراً لقيمة الوقت؛ فانني أكون بانتظاره على نبض الساعة الخامسة تماماً.
ولكنه يأتي لي بعد الموعد بنصف ساعة أو ساعة ، وقد يتوقف الزمن عن النبض؛ فيلغى الموعد تماماً دون سابق انذار!
وفي كل حالات الانتظار، يمكنني أن أنتظر أكثر غير أن ضغط الدم المرتفع يداهمني في أوقات غير مرغوب فيها، ويعذبني بصداعه المؤلم، فأترك المكان وأعود إلى منزلي!
أما الرب، الذي يجعل من الجافي حلاوة، فقد منحني حظاً شمشونياً، فألتقطت من هذا الجافي حلاوة اصطلاح اطلقت عليه: "توقيت المطرانية"؛ للتعبير عن الفارق الزمني بين توقيت القاهرة وتوقيت المطرانية، والذي يطول أو يقصر حسب الظروف والأحوال!
ومنذ ذلك الحين، وكلما اتصل بي أبي الكاهن، وطلب مني أن نلتقي عند الساعة الفلانية، فانني استفسره قائلاً: "بتوقيت القاهرة أم بتوقيت المطرانية"؟!..
وغالباً أرى ابتسامته الوقورة من خلال صوته، وأتأكد ساعتها أن بندول الساعة ليس رناناً بل ضاحكاً، وأعرف التوقيت!...

لكي لا يخدعنا بعضهم: هل كان تاريخنا ماضيا سعيدا/ سيد القمني

معاوية بن أبي سفيان وولده يزيد لم يمنعهما اسلامهما من قتال آل بيت الرسول وجز رأس الحسين ,الحجاج بن يوسف الثقفي اعدم من العراقيين مئة وعشرين ألفا واستباح نساء المسلمين ,العباسيون قتلوا خمسين ألفا من أهل دمشق وجعلوا من المسجد الأموي إسطبلاً لخيولهم.

هل كان ممكنا أن ترتج أجهزة الدولة كلها مستجيبة لاستغاثة مواطن يعاني القهر والظلم في بلاد المسلمين على يد المسلمين، في الإمبراطورية الإسلامية العظمى الغابرة، كما ارتجت وتحركت بعدّتها وجيوشها في القصة الأسطورية إستجابةً لصرخة امرأة مجهولة منكورة لا نعرف من هي، وهي تنادي الخليفة من على الحدود عندما اعتدى عليها بعض الروم... " وامعتصماه"؟!.

إن هذا النموذج من القصص يريد أن يعلن مدى اهتمام الدولة جميعا بمواطنٍ فردٍ يعاني أزمة، وهو ما يستثير الخيال العربي المقموع ويدفعه إلى محاولة استعادة هذه الدولة الأبية التي كانت تردع الأعادي بكل فخر ومجد كما كانت تنشغل بالمواطن الفرد كل الانشغال، حتى بات عزيزا كريما مرهوب الجانب أينما كان. لكن بين القص الأسطوري وبين ما كان يحدث في الواقع مفارقات لا تلتئم أبدا، ولا تلتقي أبدا. والنماذج على ذلك أكثر من أن تحصيها مقالة كتلك، بل تحتاج إلى مجلدات من الكتب. لكن يكفينا هنا اليسير منها لنكتشف هل كانت ثقافة "وامعتصماه" أمرا حقيقيا فاعلا في الواقع أم أنها مجرد قصة لرفع الشعارات دون الفعل وليس أكثر، كالعادة العربية المعلومة! خاصة أن هذه الدولة العزيزة بمواطنها الكريم هي الدولة النموذج التي يطلبها اليوم المتأسلمون على كافة فصائلهم وأطيافهم، ويزينونها للناظرين بقصٍّ كهذا عادة ما يبدأ بمسئولية الخليفة الراشد وهو في يثرب عن دابة لو عثرت بالعراق.

وينتهي بالحفل البانورامي حول احتلال "عمّورية" انتقاما للفرد العربي الأبي حتى لو كان امرأة! مع علمنا بحال المرأة قياسا على الرجل في تراثنا.

لقد صرخت القبائل العربية في الجزيرة منذ فجر الخلافة "واسلاماه" تستغيث بالمسلمين لردع جيوش الدولة عن ذبحها وسبي حريمها وأطفالها لبيعهم في أسواق النخاسة، تلك القبائل التي تمسكت بحقها الذي أعطاه لها ربها بالقرآن في الشورى والمشاركة الفاعلة في العمل السياسي. فرفضت خلافة أبي بكر" الفلتة" بتعبير عمر بن الخطاب لأنها تمت بدون مشورتهم ولا ترشيح احد منهم ولا اخذ رأيهم، فامتنعوا عن أداء ضريبة المال للعاصمة تعبيرا عن موقفهم ، لكنهم عملوا برأي الإسلام فجمعوا الزكاة ووزعوها على فقرائهم في مضاربهم التزاما بهذا الركن الإسلامي بجوار صلاتهم وصيامهم وقيامهم بقية الأركان المطلوبة. فلم يعفها ذلك من جز الرقاب والحصد بالسيف. والصراع هنا لم يكن حول الإيمان والكفر، بل كان الشأن شان سياسة دنيوية لا علاقة لها بالدين.

ورغم الجميع فقد تواطأ السدنة مع السلطان ضد تلك القبائل ليؤسسوا في التاريخ المذهب السنّي الذي وجد فرصته في مكان سيادي بجوار الحاكم، فقام بتحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني، واعتبر أن محاربة هؤلاء واجب ديني لأنهم قد كفروا وارتدوا عن الإسلام لا لشيء، إلا لأن هكذا كان قرار الخليفة؛ ولأن هذا الخليفة كان "الصدّيق" صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصهره ووزيره الأول. فالبسوا الخليفة أولا ثوب القدسية ولو ضد منطق الإسلام الذي لا يقدس بشرا، ثم البسوا القرار قدسية الخليفة، ثم أصدروا قرارهم بتكفير هذه القبائل بتهمة الردة عن الإسلام لأنها حسب القرار البكري قد "فرّقت بين الصلاة وبين الزكاة"، وهو أمر فيه نظر من وجهة نظر الشرع لا تبيح قتالهم ولا قتلهم. لذلك تم تدعيم القرار بان تلك القبائل قد خرجت على رأي الجماعة وخالفته وهو اختراع آخر كان كفيلا بوصمها بالارتداد منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

وهكذا، ومنذ فجر الخلافة جلس الفقيه في معية السلطان يصوغان لنا إسلامنا، إسلام يؤسلم ويكفّر حسب مدى التزام المواطن بالمذهب السيد الذي هو مذهب السدنة والسلطان وأولي الأمر، وطاعتهم أمر رباني وفرض سماوي. ومنذ خرجت جيوش أبي بكر تحارب تاركي الزكاة تحت اسم الدين والصواب الديني، أصبح معنى أن تخرج جيوش المسلمين لتحارب الكفار "غير حروب الفتوحات". إنها خارجة للقضاء على المعترضين أو المخالفين في الرأي السياسي الذي تتم إحالته إلى الدين، حتى يتم الذبح والحرق والسبي بإسم الدين وليس لخلاف سياسي.

ونظرة عجلى على تاريخ العرب المسلمين ستكتشف أن مقابل "وامعتصماه" الأسطورية، ألف "واسلاماه" كان جوابها مختلفا. وبلغ الأمر غاية وضوحه في زمن عثمان بن عفان الذي فتق بطن عمّار بن ياسر ضربا وركلا، وكسر أضلاع ابن مسعود حب رسول الله، ونفى أبا ذر إلى الربذة، فقتل المسلمون خليفتهم، وتم قتله بيد صحابة وأبناء صحابة. ومن بعدها خرجت الفرق الإسلامية تحارب بعضها بعضا وتكفّر بعضها بعضا، حتى مات حول جمل عائشة خمسة عشر ألف مسلم، ومن بعدهم مائة ألف وعشرة من المسلمين في صفّين، لا تعلم من فيهم من يمكن أن نصفه بالشهيد ومن فيهم من يمكن أن نصفه بالظالم المفتري!

أما عن زمن معاوية وولده يزيد فحدث ولا حرج عما جرى لآل بيت الرسول، وكيف تم جز رأس الحسين لترسل إلى العاصمة، وكيف تم غرس رأس زيد بن علي في رمح ثم غرسه بدوره فوق قبر جده رسول الله!. وإن ينسى المسلمون السنّة، فان بقية الفرق لا تنسى هذه الأحداث الجسام التي فرقت المسلمين فرقا وشيعا، كلها تمسحت بالدين وكان الشأن شأن سياسة ودنيا وسلطان.

وإن ينسى المسلمون أو يتناسوا فان التاريخ يقرع أسماعنا بجملة مسلم بن عقبة المري لتأديب مدينة رسول الله "يثرب" ومن فيها من الصحابة والتابعين بأمر الخليفة القرشي يزيد بن معاوية. فقتل من قتل في وقعة الحرة التي هي من كبرى مخازينا التاريخية، إذ استباح الجيش نساء المدينة أياما ثلاثة حبلت فيها ألف عذراء من سفاح واغتصاب علني وهن المسلمات الصحابيات وبنات الصحابة والصحابيات.

أما زياد بن أبيه، والي الأمويين على إقليم العراق، فقد شرّع القتل بالظن والشبهة حتى لو مات الأبرياء إخافة للمذنب، وشرّع قتل النساء. أما نائبه الصحابي "سمرة بن جندب" فان يديه قد تلوثتا فقط بدماء ثمانية آلاف من أهل العراق على الظن والشبهة، بل اتخذ تطبيق الحدود الإسلامية شكلا ساخرا يعبر عن تحكم القوة لا حكم الدين، كما في حال "المسود بن مخرمة" الذي ندد بشرب الخليفة للخمر، فأمر الخليفة بإقامة الحد إحقاقاً للشرع لكن على المسود بن مخرمة.

ثم لا تندهش لأفاعيل السلطة وشهوتها في التقوى والأتقياء. فهذا الملقب بـ"حمامة المسجد" عبد الملك بن مروان لكثرة مكوثه في المسجد وطول قراءاته للقران وتهجده ليل نهار، يأتيه خبر انه قد أصبح الخليفة فيغلق القران ويقول له: "هذا آخر العهد بك"، ثم يقف في الناس خطيبا فيقول:"والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا وإلا ضربت عنقه".

ولابد أن يجد الحجاج بن يوسف الثقفي هنا ولو إشارة؛ لأنه كان المشير على الخليفة؛ ولأنه من قام على إصدار النسخة الأخيرة من القرآن بعد أن عكف مع علماء الأمة على تصويب الإصدار العثماني وتشكيله وتنقيطه بإشراف شخصي دائم منه، ولم يثبت عليه حب الخمر أو اللهو. لكنه كان أيضا هو الرجل الذي ولغ في دماء المسلمين، وكانت مخالفته في أهون الشئون تعني قص الرقبة، فهو الذي قال:" والله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الذي يليه إلا ضربت عنقه". وهو أحد خمسة ذكرهم عمر بن عبد العزيز قبل خلافته في قوله: "الحجاج بالعراق والوليد بالشام وقرة بمصر وعثمان بالمدينة وخالد بمكة، اللهم قد امتلأت الدنيا ظلما وجورا".

وقد سار الحجاج على سنّة سلفه زياد في إعدام النساء والقبض على أهل المطلوب حتى يسلم نفسه، ومنع التجمهر، وإنزال الجنود في بيوت الناس ووسط العائلات يلغون في الشرف كيفما شاءوا إذلالاً للناس وكسرا لإنسانيتهم، حتى انه أعدم من العراقيين في عشرين سنة هي مدة ولايته مائة وعشرين ألفا من الناس بقطع الرأس بالسيف أو الذبح من القفا أو الرقبة، دون أن نعرف من هم هؤلاء الناس ولماذا ذبحوا اللهم إلا على الاحتجاج على ضياع كرامة الإنسان، أو لمجرد الشبهة والظن.

وقد وجد هؤلاء السادة في الذبح والحرق لذة وسعادة، بل فكاهة دموية. ففي فتوح جرجان سال أهل مدينة طمسية قائد المسلمين سعيد بن العاص بن عم الخليفة القائم عثمان بن عفان الأمان، مقابل استسلامهم على ألا يقتل منهم رجلا واحدا، ووافق القائد سعيد ففتحوا له حصونهم فقرر الرجل أن يمزح ويلهو ويضحك، فقتلهم جميعا إلا رجل واحد!

وعندما وصل العباسيون إلى السلطة بدأوا حملة تطهير واسعة شملت من مواطني دمشق خمسين ألفا تم ذبحهم، وجعلوا من المسجد الأموي إسطبلاً لخيولهم. ولما استقام لهم الأمر استمروا على النهج الأموي في ظلم العباد وقهر آدمية الإنسان، وهو ما كان يدفع إلى ثورات، تنتهي بشي الثوار على نيران هادئة، أو بمواجهتهم للضواري في احتفالات رومانية الطابع.

وهكذا كان الإنسان سواء مواطنا عاديا كان، أم كان في جيوش السلطان، في مقتطفات سريعة موجزة مكثفة من تاريخنا السعيد وزماننا الذهبي الذي يريد الدكتور محمد عمارة استعادته، لماذا؟ يقول لنا تحت عنوان "مميزات الدولة الإسلامية"، إن الشريعة الإسلامية فيها "تفوقت على غيرها من كل الشرائع والحضارات والقوانين الدولية، في أنها جعلت القتال والحرب استثناء مكروها لا يلجا إليه المسلمون إلا للضرورة القصوى". لذلك يرى الدكتور عمارة: "أن الدولة الإسلامية لم تخرج عن هذا المنهاج السلمي، حتى تضمن الدولة للمؤمنين حرية العيش الآمن في الأوطان التي يعيشون فيها"- مقالاته الحروب الدينية والأديان السماوية 7،8".

لكن ماذا عند سيادة الدكتور ليقوله بشان تلك الجسام الجلل في تاريخ ما يسميه الدولة الإسلامية؟!.

هذه دولتهم الإسلامية التي يريدون استعادتها لإقامة الخلافة مرة أخرى لتحرير فلسطين والعراق وإعادة الإمبراطورية القوية مرة أخرى. لقد كان زمنا ذهبيا بكل المعاني الذهبية بالنسبة للسادة الفاتحين الغزاة الحاكمين وحواشيهم من سدنة الدين وتجار البشرية، لكنه كان زمانا تعسا بائسا دمويا بالنسبة للمحكومين المغزوين المفتوحين.

وإذا قيل هنا أن ذلك كان منطق ذلك العصر، فلا خلاف أبدا حول قول القائل. وإذا قيل انه لا يصح محاكمة ذلك الزمان بذوق زماننا الأخلاقي، أيضا ليس ثمة خلاف. لكن الخلاف ينشأ فور القول باستعادة هذا الشكل من الحكم والأنظمة بحسبانها الأمل والمرتجى. هنا لابد أن نحاكمها بذوق أيامنا، لنرى إن كانت هي الحلم المنشود والأمل المفقود، أم ستكون هي الختام لخير أمة أخرجت للأنام!

نشر المقال في مجلة "روزاليوسف"