هانى عزيز ومدحت قلادة: من فوضهم للتحدث بإسم أقباط مصر/ مجدي نجيب وهبة


** أعلن مدحت قلادة رئيس إتحاد المنظمات القبطية بأوروبا فى لقائه مع الإعلامى عمرو أديب حول سؤال عن كيفية فض إعتصام ماسبيرو .. أجاب قائلا أن الإعتصام سيفض خلال ساعتين ، مما جعل شباب ماسبيرو وجميع المعتصمين ينددون بالهتافات ضده ويعلنون أن السيد مدحت قلادة لن نسمع عنه من قبل ولا نعرفه وهو يتحدث عن نفسه ، وعليه أن يقول ما يشاء ومن أراد الحديث عن فض الإعتصام عليه التواجد أمام ماسبيرو للتحاور مع المعتصمين ومعرفة مطالبهم ؟!! .. وهل تحققت هذه المطالب أم مازالت وعود وأمانى وعلى رأى المثل "كلام الليل مدهون بزبدة .. يطلع عليه النهار يسيح" .. ويبدو أن رسالة ماسبيرو لم تصل للسيد مدحت قلادة ، فقد خرج من ستوديو أوربت ليجلس مع المجلس العسكرى هو والسيد هانى عزيز أمين عام جمعية محبى مصر السلام ، ومعهم د. عوض شفيق عوض أستاذ القانون الدولى بجينيف وبطرس حكيم عبد الله رجل الأعمال ورئيس الهيئة القبطية النمساوية .. وإتسم اللقاء بالود والحب الذى تعودناه من المجلس الأعلى للقوات المسلحة تخلله عشاء قدم لتحية الضيوف ، وفى نهاية اللقاء وعد المجلس العسكرى المتفاوضين بتحقيق مطالبهم والتنبيه على المعتصمين بفض إعتصامهم ورفض أعضاء الوفد كلمة أقباط المهجر الذين يطلق عليهم المصريين الأقباط بالخارج مؤكدا أنهم مصريون مقيمون فى الخارج ..
** هذا وقد بدأ الإعتصام عقب الأحداث الطائفية التى حدثت فى إمبابة والتى شاهدناها على الهواء مباشرا من خلال أحد القنوات الفضائية التى لا تكذب ولا تتجمل ولكنها نقلت الوقائع صوت وصورة .. شاهدنا صيحات أصحاب اللحى الإرهابيين وهم يصرخون ويرددون صيحات حنجورية "الله أكبر .. الله أكبر" ، "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" .. وقد تم الإعتداء على ثلاث كنائس وإشعال النار فى كنيسة مارمينا وسط صراخات التكبير كما تم الهجوم على منازل الأقباط ، وقتل حارس الكنيسة وإحراق جثته .. وإشتعلت إمبابة بنيران "الفتنة" فى بروفة على الطريقة "اللبنانية" لإشعال حرائق الفتنة الطائفية .. شاهدنا خلال قناة فضائية ومن خلال مراسليها وهم يواجهون الموت إعتداء الغوغاء على منازل الأقباط وسرقتها وحرقها ، وظل الموقف مشتعل أكثر من خمسة ساعات ، حتى بعد وصول إمدادات من الشرطة والجيش ظلت الإعتداءات حتى مطلع فجر يوم 8 مايو 2011 ، وأسفرت هذه الإعتداءات الطائفية عن وفاة 15 مواطن "6 أقباط و6 مسلمين ثم وفاة ثلاث حالات فى وقت لاحق بعد تأثرهم بالإصابة" ..
** إندلعت هذه الأحداث الإجرامية من حرق الكنائس وسرقة وبلطجة إثر إندلاع إشاعة بوجود سيدة تدعى "عبير" أسلمت بعد أن هربت من زوجها وأشهرت إسلامها تاركة أولادها حتى تعرفت بحبيب القلب وتزوجته عرفيا ولأنه ليس له مصدر رزق ثابت فقد هربت منه وإختفت فى أحد المساكن بجوار الكنيسة .. وعلى حسب رواية البعض إنها إتصلت بالمدعو زوجها حيث أخبرته أنها قيد الحبس الإجبارى بأحد الأبنية المجاورة للكنيسة أو داخل الكنيسة ، فقد تضاربت تصريحاتها وأقوالها بين الكذب والتضليل رغم أن الموضوع لا يعدو أن يكون فتاة ساقطة .. تركت زوجها وهربت للبحث عن "عفونة الجنس" .. ولكن لأن الشارع أصبح تحكمه الفوضى والسلفية فقد إستنجد زوجها العرفى حسب رواية البعض ببعض المتطرفين الذين وجدوها فرصة تقدم لهم على طبق من ذهب كان يجب عليهم إستغلالها وإقتحام الكنائس تنفيذا لوصية بعض شيوخ الإخوة السلفيين وفضيلة الشيخ السلفى محمد حسان .. نعم كانت فرصة للتعبير عن كراهيتهم الطائفية والمملؤة بهم صدورهم ، والتى إنطلقت كالبركان الهائج لتدمير الكنائس والمنازل للبحث عن أختهم "عبير" المنحرفة والساقطة التى فى نظر القانون هربت من زوجها وهى على ذمته ثم أشهرت إسلامها وتزوجت بأخر عرفى .. ألا يعتبر هذا زنى .. أم إنكم تعتبرون أن إشهار إسلامها هو إبراء لها من زوجها الأول ومن أبنائها ؟!! .
** المهم أن ما حدث وما تكرر من ظاهرة غريبة وحقيرة بدأت تروج لها الجماعة السلفية وبعض دعاة التخريب والفوضى وتناقلتها بعض وسائل الإعلام الحقيرة والمغرضة وهى تتساءل عن مدى صحة مصدر هذه الروايات وذلك بهدف ترسيخ هذا الفكر البلطجى الذى لا يصلح إلا فى دولة خومينية أو نظام طالبانى أو دولة بلا قانون ولا دولة .. فاض الأقباط بهم الكيل وخرجوا فى مظاهرات حاشدة للتعبير عن رأيهم ، حتى ماسبيرو وقد أخطروا المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى وافقت شاكرة على موقفها وحسها الرائع والنبيل .. إنطلق أقباط مصر فى حشود كبيرة للتعبير عن سخطهم وإستيائهم حاملين أوجاعهم وألامهم منددين بالإرهاب معلنين إعتصامهم "سلمية .. سلمية" حتى الإستجابة لشكواهم .. ، وهذا مطلب شرعى وحق قانونى .. وهم الوحيدون بل أقصد جميع أقباط مصر هم أصحاب قرار الإستمرار فى الإعتصام أو فض إعتصامهم وليس لأى أحد أن يفرض عليهم وصايته أو أرائه إلا بعد الإجتماع بهم وسماعهم ومدى مشروعية تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة ..
** لم يكن القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة هو من الكبائر أو من الصعاب ، بل على العكس هذا هو مطلب طبيعى فالإعتداء تم تصويره صوت وصورة وقدم للنائب العام وجهات التحقيق ولكن للأسف ربما تم القبض على البعض منهم مسلمين وأقباط وهنا أتوقف .. كيف يقبض على المجنى عليهم والمعتدى عليهم وعلى كنائسهم وعلى منازلهم وعلى أعراضهم حتى لو كانوا فى حالة دفاع شرعى عن أعراضهم ؟!! ... نعم كان ذلك يحدث فى ظل أمن الدولة السابق ولكن بعد الثورة قيل لنا أن الدولة الجديدة ترفض هذا السيناريو لكى تسعى لترسيخ مبادئ العدالة والوطنية والمواطنة فمصر هى للجميع ولكن على الحقيقة وأرض الواقع لم يتغير شئ بل زادت الأمور سوءا وقبض على الجناة والمجنى عليهم وأحيلوا جميعا للقضاء العسكرى ..
** نعم خرجوا الأقباط فى إعتصام مفتوح لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة ولم يعرف أقباط مصر ولا تربطهم أى علاقة بالسيد مدحت قلادة ، كما لم يسبق أن سمعنا عن إتحاد منظمات الأقباط بأوروبا ، فما هو عمله وما هى أهدافه وما عدد الأعضاء العاملين والمنضمين لهذا الإتحاد وهل هذا الإتحاد الذى مقره سويسرا أو جينيف وليست له مشاكل مع دولته هو يسمح لنفسه التحدث بإسم أقباط مصر .. هل يعرف السيد مدحت قلادة أى مشاكل عن أحوال أقباط مصر فى منطقة شبرا الخيمة أو بولاق الدكرور أو عزبة النخل أو إمبابة أو الوراق أو عين شمس أو كرداسة أو العمرانية أو أى شئ عن أحداث الكشح وأبو فانا وأبو قرقاص والعياط و... و... و... أعتقد أن السيد مدحت قلادة لم يرى فى القاهرة سوى الفورسيزون وفندق سميراميس الذى عقد فيه مؤتمره فى حضور نخبة ليست لهم علاقة إطلاقا بمشاكل أقباط مصر .. ونتساءل من الذى فوض مدحت قلادة للحديث بإسم أقباط مصر ، فإذا كانت له مظلمة بالنسبة لأقباط سويسرا فهناك الحكومة السويسرية هى المختصة والجهة الوحيدة التى تتدخل لحل مشاكله ومشاكل أقباط المهجر ، أما عن الأستاذ شفيق عوض أستاذ القانون الدولى بجينيف فكان يجب يا أستاذ القانون الدولى أن تتحاور مع رجل الشارع لتتعرف على مشاكله على أرضية الواقع وليس من خلال المؤتمرات السوبر لوكس .. منظمات لا نكاد نسمع عنها إلا من خلال أصحاب هذه المنظمات الدعائية الذين هم غالبا إما فرد أو فردين .. نحن نرحب بجميع أقباط مصر والعاملين بخارج الوطن لمشاركة أقباط مصر بالداخل من خلال إنصهارهم وإلتحامهم فى مشاكلهم على أرض الواقع وأرض مصر وليس من خلال أى منظمات خارجية ...
** أما ما يثير للدهشة وهو تدخل رجل الأعمال السيد هانى عزيز الذى أطلق على نفسه أمين عام جمعية محبى مصر للسلام فهل محبى مصر للسلام يحتاجون إلى جمعية .. إن أقباط ومسلمين مصر الوطنيين جميعهم يؤمنون بأن مصر دولة الحب والسلام فهى شعار وإحساس فى القلوب ولا تحتاج إلى منظمة حتى تعلن عن إنتمائها .. إنه أشبه بشعار "الإسلام هو الحل" والذى يرفعه المضللون للتغرير بالمسلمين والتلاعب على مشاعرهم الدينية فمن ليس معهم فهو ليس بالمسلم .. هو نفس شعار محبى مصر للسلام فمن ليس معه فهو ضد "محبى مصر للسلام" علما بأن الشعب المصرى الأصيل وهو أكثر من ثمانون مليون مواطن محبين للسلام .. أما الأخرون فهم الفئة الضالة الإرهابية التى تخرب ولا تعمر .. تهدم ولا تبنى .. وهم فئة معروفة فقد كرهنا مراوغتهم وأساليبهم الملتوية .. فكلمة الأستاذ هانى عزيز بإسم أقباط مصر وطالب بفض الإعتصام وكان يجب عليه إحترام الأغلبية المسيحية فى مصر ولا يصدر توصية أو نصيحة إلا بعد الرجوع لهؤلاء المجروحين فى ألامهم والصامتين فى العراء أكثر من 10 أيام لم يستريحوا ولم يتوقفوا بل أنهم منذ يومين تعرضوا لهجوم إرهابى مسلح بالمولوتوف والرصاص الحى من قلة حقيرة وسفلة وإرهابيين وأصابوا العديد من الأقباط وكالعادة خرجت البيانات بأنهم مجهولون بل أن البعض إتهم فلول النظام السابق وفلول الحزب الوطنى ..
** المضحك المبكى أن يتم القبض على المجنى عليهم من الأقباط من داخل المستشفيات وإحالتهم إلى القضاء العسكرى .. وفى النهاية أثبت الأقباط أنه مواطنون درجة ثانية وهو ما يبرر عدم ذهاب السيد رئيس الوزراء لمكان الإعتصام والذى تعودنا ذهابه إلى التحرير لتحقيق مطالب الثوار .. ثم ذهابه إلى قنا ومخاطبة السلفيين ولكن حتى الأن لم يتم أى شئ سوى وعود ، ولكن مطالب الأقباط هى القانون .. ثم القانون .. ثم القانون .. فى دولة مدنية لا دينية .. فهل يتم الإستجابة أم يظل الإعتصام مفتوحا ..
** كلمة أخيرة لقداسة البابا فى الكلمة التى وجهها قداسته إلى أقباط ماسبيرو والمعتصمين بفض إعتصامهم وفى النهاية يتحمل المعتصمين العواقب الوخيمة .. أعتقد أن هذه العبارة لا يمكن أن تصدر من قداسة البابا .. الذى يذوب فى أبنائه وأبنائه يذوبون فى قلبه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق