** عقد بعض رموز أقباط المهجر مؤتمرا بقاعة سميراميس بتاريخ 13 مايو 2011 لترسيخ دولة المواطنة بعد ثورة 25 يناير .. حضر المؤتمر لفيفا من المفكرين ورجال الأعمال والشخصيات العامة والأب الكاهن "متياس نصر" ممثلا عن نفسه وليس ممثل عن الكنيسة .. وحضر عن الأزهر الشريف الشيخ "محمد المنجى" ، وترأس المؤتمر الأستاذ مدحت قلادة ورجل الأعمال كميل حليم ورئيس مركز إبن خلدون "سعد الدين إبراهيم" والداعية الإسلامى عمرو خالد والأستاذ شريف دوس والأستاذ أسامة الغزالى وعديد من الإعلاميين والمفكرين والعلمانيين ..
** بدأ المؤتمر بكلمة ألقاها الأستاذ مدحت قلادة ، ثم توالت كلمات المنصة ولكن الملفت للنظر أن القاعة سادها حالة توهان .. فبدأت المنصة فى وادى والمدعويين فى وادى أخر ، حتى أن بعض الواقفين على المنصة طلبوا أكثر من مرة السادة المدعويين بالهدوء لمتابعة الكلمة .. وأثناء إلقاء "أبونا متياس" كلمته بدأ منفعلا بعض الشئ لنفس السبب فلا أحد ينصت لكلمات المنصة التى بدأت مجاملة إلى حد الرياء لثورة "25 يناير" دون الحديث عن الأحداث الجارية التى تعانى منها مصر فى ظل إنفلات أمنى وتخريب وفوضى هدامة .. لم يختلف رأيى عن رأى العديد من الشخصيات المدعوة حتى لو إضطر البعض لمجاملة المؤتمر فى محاولة لمدحه أو الثناء عليه .. نعم مؤتمر هزيل فقد جمع أطياف على كل لون ياباطستا .. فدفع البعض للتمجيد فى ثورة 25 يناير وإندفع البعض الأخر فى تحذير السلفيين وإندفع أخرين فى مدح المجلس الأعلى للقوات المسلحة ..
** فى ختام المؤتمر بدا أن كل الحاضرين بدأوا فى حوارات جانبية بعد إنصراف العديد من الضيوف .. نعم خرجت كلمات المنصة بعيدة تماما عن أحداث الشارع والإرهاب المخيف الذى أطل برأسه كالأفعى التى أطلقت سمومها ولدغاتها القاتلة تغتال كل ما يقابلها .. نعم خرجت كلمات المنصة دون إدانة المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى لو تساءل البعض لماذا لم يتم محاسبة مجرمى صول وإرهابى قنا وأحداث إمبابة .. بدا الجميع يتساءلون من المسئول ، ولكن لم يوجه القصور أو الإتهام إلى المسئولين عن أمن وسلامة مصر .. نعم المسئولين عن كل الفوضى والبلطجة والإنفلات .. بل أن الضيوف بدوا سعداء بإختيار مكان إنعقاد المؤتمر وأبدوا دهشتهم من روعة القاعة وجمالها .. فى النهاية خرجت من المؤتمر بكل أمانة وصدق دون محاولة مجاملة أحد على حساب الوطن "مش فاهم أى حاجة" كما خلقتنى يامولاى ، وفى الكلمة التى ألقاها الأستاذ سعد الدين إبراهيم فقد ظل يتأسف على تلك الأيام التى قضاها داخل زنزانة خلف الأسوار داخل سجون مصر وهو ما يحيل المؤتمر إلى نوع من الهجوم على نظام سابق وتصفية الحسابات معه !! .
** دعونا نذهب إلى ماسبيرو فى الإعتصام المفتوح الذى بدأه شباب ماسبيرو ردا على الإعتداءات الوقحة والمجرمة من إخوان الشيطان ومن يطلقون على أنفسهم سلفيين أو متطرفين أو أى جماعة تحض على كراهية الأقباط والكنيسة ، يبحثون عن أى سبب للهجوم على الكنائس والأديرة دون خوف من العقاب ، فكل الإجرام والسفالة مباحة ولا عقاب ولا محاسبة ولتحيا "جمهورية مصر الإخوانية" والتى أصبحت واقع لا ينكره أحد !!! .. خرج الألاف أمام ماسبيرو يستنجدون ويصرخون "يارب .. يارب" .. تهدم الكنائس ويطردون من بيوتهم وتنهب وكأننا فى زمن الهكسوس ويعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن إعادة بناء الكنيسة وعلى الأقباط أن يفرحوا ويهللوا فقد تم إعادة بناء الكنيسة بعد توسط الشيخ السلفى محمد حسان .. لم يحاسب أحد ولم يحاكم أحد وصنفت القضية بأنها إحتقان طائفى بسبب موت أحد أبناء القرية وقتل والد الفتاة ، كلا منهم قتل الأخر ، ودفعت الكنيسة الثمن وهدمت وإنتهكت مقدساتنا والمطلوب الصمت .. وتساءل البعض لقد أعيد بناء الكنيسة فماذا تريدون .. لم يصلهم صراخنا أننا نبحث عن المعنى الفكرى للهدم وليس المبنى ولأنه لم تطال الأيدى الأثمة العقاب أصبح الهجوم على الكنائس أسهل من هجوم البلدية على عربة كشرى بل وصلت السفالة للمطالبة بتفتيش الكنائس والأديرة والبحث عن أختنا كاميليا ووفاء وعبير وزنوبة العامشة وأم رجل مسلوخة فى الإسلام التى إختطفوها النصارى وأخفوها فى الكنائس والأديرة .. وللأسف يطلق هذه الإشاعات أحد المساطيل الذى يشرب منقوع البراطيش من السبرتو الحمضان والكلة المضروبة والمطلوب أن يروج الإعلام المصرى لهذه الإشاعات للأسف الذى أصابته خيبة ومصيبة قوية وتحول مثل إعلام الجزيرة بل زاد سوءا والصحف المحرضة فى تحدى وفجور لم تراه مصر من قبل .. والمطلوب أن يصمت الأقباط وعلينا أن نقول وراء كل حادث "أمين" .. لقد أساء الأقباط جميعا إلى أنفسهم قبل أن يسئ الأخرين إليهم .. أسأنا إلى أنفسنا حينما حذرت الجميع بعدم الذهاب إلى ميدان التحرير بسبب سيطرة الإخوان على كل شبر فى التحرير ولا يستوعب أحد نصائحنا ، بل أن هناك بعض الأباء الكهنة الذى ترك إعتصام ماسبيرو يوم الجمعة 13 مايو 2011 ليقيم صلاة القداس فى ميدان التحرير .. وغدا سيخرج الإعلام المصرى ليحكى عن صورة حراسة المسلمين للأقباط وهم يؤدون صلاتهم وحراسة الأقباط للمسلمين وهم يؤدون شعائرهم .. وتساءلت فى أكثر من مناسبة يحرسوهم من إيه بالضبط ، هل من سارقى الأحذية قالوا ولاد الكلب فلول الحزب الوطنى ومؤيدى مبارك واقفين منتظرين لحظة إنتهاء الصلاة للإنقضاض علينا والمطلوب من البلهاء والمغيبين أن يصدقوا هذه الأكاذيب والقصص ، فهل بعد ما يفعله البعض يكون هذا هو طريقنا للمطالبة بحقوقنا .. وفى هذه المناسبة هناك تعليقات على بعض مقالاتى من جماعة الشر ولكنى أقول لكل هؤلاء أن هناك فرق بين الإسلام الحقيقى الذى نكن له كل حب وتقدير وإحترام وبين هؤلاء الإرهابيين الذين يتمسحون بالإسلام وهو منهم برئ لتبرير جرائمهم وحقارتهم وسفالتهم فهم لا يدينون بأى دين سوى دين التطرف والإرهاب ..
** ورغم ألاف المتظاهرين والمعتصمين أمام ماسبيرو وتعطيل المرور إلا أن السادة المسئولين مازالوا يطلقون الأمانى والوعود وهذا هو الفرق بين الإستجابة لطلبات متظاهرى التحرير ومعتصمى ماسبيرو .. هناك إستجابة فورية وكأن المسئولين على رأسهم بطحة فهم يتحركون فى إتجاه واحد وهذا ما سوف يؤدى البلد إلى دمار ... نعم سيدفع الجميع الثمن فهناك سيناريوهان الأن أمام مصر ..
• السيناريو الأول العراق .. فما يتم فى مصر هو نفس سيناريو تدمير العراق ، فهل فعلا الجميع مغيبين لا يقرأون التاريخ .. ففى العراق مازالت الإنفجارات والحروب الطائفية مستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام وسقط ملايين المواطنين قتلى .. لا توجد تنمية ولا أمن ولا أمان يوميا يسقط مئات القتلى والطريقة عمليات إنتحارية .. فى الوقت الذى يصرون على تقديم صدام وحكومتهم وإعدامهم واحد تلو الأخر وسط صراخ الغوغاء والمجرمين ، وهو ما كاد أن يقترب من سيناريو الأحداث فى مصر فكل لحظة وكل يوم تنطلق الحيات والثعابين والأفاعى ومصاصى الدماء لإعدام مبارك وحكومته ، وهناك شيخ قانونى يقود حملة المحاكمة فى ميدان التحرير وسط تهليل الغوغاء بينما الدولة على شفا الهاوية والجوع والخراب .. صراخات البرابرة "إعدموهم .. إعدموهم .. إعدموهم" بينما الحصول على رغيف الخبز أصبح بعد معاناة وطوابير .. بدلا من الإنتباه للوطن الذى يخرب ويهدم ويحكمه البلطجية نصرخ كالغوغاء "إنتقام .. إنتقام .. إنتقام" والبعض الأخر سعداء فقد قادوا الوطن للخراب والدمار الكامل ..
** فوقوا .. إصحوا .. مصر ليست شوية بلطجية أو مجموعة سلفية أو جماعة محظورة .. مصر تقتلوها جميعكم أيها السفلة والمخربين .. تنطلق الأن الحيات والأفاعى ويختفى الشرفاء فى الوطن والإتهامات جاهزة والبلاغات مستمرة ضد الشرفاء للنائب العام فمتى يتم البناء والدعوة إلى مصر المستقبل .. إستجيبوا لمشاعر وإعتصام أقباط مصر ولا داعى للتكبر والعناد والسلبية وهى نفس سيناريوهات النظام السابق الذى أسقطه الجيش المصرى .. إنها رسالة للجميع فمصر فى خطر وحدودنا يجب اليقظة لكل شبر داخل أرضنا والسياحة متوقفة تماما فليست المظاهرات أو الإعتصامات إلا مادة ثمينة للكتابة والنشر .. بالأمس رفعت أعلام حماس فى ميدان التحرير وهناك بعض المنظمات داخل الميدان فماذا تنتظرون ؟ .. هل تنتظرون لبنان أخر وهو السيناريو الثانى الذى تنتظره مصر ..
** إن ما يحدث فى مصر يتحمله المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويتحمله السيد رئيس الوزراء للحكومة الإنتقالية .. أخيرا نقول لكم إنتبهوا قبل فوات الأوان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق