أوراق رمضانية
Msaadali1971@gmail.com
الرنة الهاتفية الشرقية ، التي اختارها أحد الشباب ، لاستقبال مكالماته الهاتفية ، ما كانت لها لتثير استهجان من المحيطين ، لو وجد نفسه في مكان آخر غير المسجد و تحديدا أثناء قيامهم بالصلاة .
ليس لأن الرنة المختارة ، إن قورنت بغيرها من الرنات ، المتداولة بين شابات وشباب اليوم ، لاعتبرت أقل رداءة و سوقية ، أو لأن صاحب الهاتف ، ما كان له ، لينسى هاتفه مشغلا أو أن يجعله في حالة صامتة ، خاصة وأن الإمام ردد غير ما مرة ، لازمته المعروفة ، قبل الشروع في أي صلاة " لي عندو شي هاتف يسدو الله يجازيكم بخير و اخشعوا في صلاتكم " ، لكن يبدو أن جيل " بوس الواوا " ، لا يلقي لها بالا ، بحيث أن الخشوع في الصلاة في المساجد ، بات من ضرب المستحيلات ، فبين الركعة والسجدة ، تطالعنا الهواتف النقالة ، بأحدث الرنات الغنائية ، التي عادة ما تكون إلى الإغراء منها أقرب إلى الغناء ، يمينا و شمالا و من الخلف و في كل الإتجاهات ، لدرجة أن أحدهم قد بلغت به الوقاحة حد الرد على المكالمة الهاتفية ، بكل ثقة في النفس وبردة أعصاب وقد أساء فهم ما قيل في بداية الخطبة " من لغا فلا جمعة له ، أنصتوا رحمكم الله " ، مما يدفع بي إلى طرح العديد من الأسئلة ، لعل أبرزها على الإطلاق ؟ا
- هل قناة " الناس " و قناة " إقرأ" وغيرها من القنوات الفضائية الدينية ، تهدر الأموال الطائلة في ما لا جدوى منه ؟ا
- وهل فكر خطباء الجمعة في تخصيص ، سلسلة حلقات تهم أدب المساجد و الحفاظ على نظافة المراحيض التي تشكو إلى ربها ، سوء المعاملة من طرف المصلين ؟ا
- و هل هؤلاء الذين لا يصلون إلا في رمضان ، ما يحلو لهم الحديث في الهاتف و استعراض الرنات الهاتفية ، إلا في المساجد التي يعتبرونها امتدادا للشارع و الفضاءات المفتوحة ، دون احترام لحرمتها و قدسيتها ؟ا
وغيرها ، من الظواهر الاجتماعية ، التي ابتليت بها ، مساجدنا كالحديث عن المشاريع الدنيوية و الصفقات التجارية و إحتكار الصفوف الأولى و الغيبة والنميمة و استعراض الكماليات ، ضاربين عرض الحائط بروحانية المكان و دوره في العبادة و الصلاة والذكر وهجرة الدنيا ومشاغلها اللا تنتهي .
وإن كان مقبولا ، على مضض ، أن نقبل ببعض التصرفات الهجينة ، خارج المسجد ، فإنه ليس من المعقول ، أن نجد شبيها لها في مساجدنا ، التي ما بنيت إلا لربط الصلة بخالق الكون ورب السموات الأرض ، حيث تغيب الفوارق الاجتماعية و الطبقية و كل أشكال التمييز ، التي دفعت بالكثير من الشباب إلى التظاهر في الشوارع بحثا عن الكرامة و الحق في حياة كريمة .
سيكون ، من غير المقبول ، أن نجد نسخة طبق الأصل منها ، في المساجد حيث من المفروض في الإنسان أن يكون مترفعا ، عن التفاهات و السطحيات من الأمور .
مما يستدعي ، فتح نقاش عميق وجدي ، حول سبل الحد من هذه الظواهر الدخيلة ، على مساجدنا و لما لا القضاء عليها بشكل نهائي ، إما عبر برمجة أبواب مفتوحة ، لشرح دور المساجد و أهمية الحفاظ على نظافة المراحيض أو القيام بحملة تحسيسية في صفوف المصلين ، عبر توزيع منشورات تهم كيفية الوضوء و الصلاة و آداب المساجد و غيرها من الأخطاء التي ترتكب بالجملة ، خاصة في شهر رمضان حيث تشهد المساجد ارتفاعا ملحوظا ، من حيث الإقبال الكمي ، لدرجة يتساءل معها المرء مع نفسه ؟ا
- هل شهر رمضان شهر النفاق و إدعاء المرء ما ليس فيه ؟ا
- وهل بلغت درجة الوقاحة بالبعض ، للتطاول على حرمة المساجد و تبخيس دورها في التربية و التأطير ؟ا
لأن ، ما نشهده في بعض المساجد من إحتكار البعض للصفوف الأولى دون غيرهم من بقية الخلق و عدم الحفاظ على نظافة المراحيض ، لشيء يدعو إلى القلق و الرثاء على حالنا كمسلمين ، فشلوا في كل شيء حتى في الحفاظ على العلاقة بخالقهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق