بفضل جيهان وسوزان .. هيبة الأزهر فى خبر كان/ عبير حجازي


الأزهر الشريف هو منارة العلم وقلعة الإسلام عبر العصور , فالجامع الأزهر منذ بناه الفاطميون وهو الممثل الأول للدعوة الإسلامية والعمل السياسى المستقل وظل الأزهر الشريف يمارس هذا الدور العظيم طوال فترات طويلة هى فترة حكم المماليك والعثمانيين إلى أن جاء عهد محمد على باشا الذى أدرك خطورة الدور الذى يقوم به الأزهر فبدأ بتقليص دوره السياسى وتقليل نفوذه , مرورا بعهود طويلة إلى أن جاءت ثورة 23 يوليو وجاء الزعيم جمال عبد الناصر الذى قام بدوره بتحديد دور الأزهر وقصره على تهيئة الشعب لتقبل مبادئ الثورة ومؤازرتها وحشد الناس في مصر والعالم الإسلامي للإيمان بحقيقة وأهداف الثورة , ومنذ ذلك الحين حرص الحكام على منع الأزهر من العمل السياسي وتوظيفه لخدمة سياسات الحاكم فقط , ثم جاء الرئيس السادات الذى أزاد الطين بلة عندما قرر أن يكون اختيار شيخ الأزهر بالتعيين وألغيت الأوقاف , فأصبح شيخ الأزهر موظفا يتقاضى أجرا , وبالطبع سعي للتخلص من كل من عارض قوانين السيدة جيهان والتى أباحت أن يعيش الرجل مع مطلقته تحت سقف واحد فسارع بالتخلص من المعارضين وتعيين من يستطيع قول كلمة نعم فقط وظل الحال كما هو عليه فى عهد مبارك وما من فارق سوى استبدال قوانين السيدة جيهان بقوانين السيدة سوزان .
وعلى الرغم من كل هذه الجهود التى بذلت من أجل إضعاف الأزهر والقضاء على دوره وتأثيره وعلى الرغم من ظهور العديد من الحركات الإسلامية الأخرى إلا أن واحدة منها لم تستطع أن تأخذ مكانة الأزهر ولا أن تزحزحه عن مكانته وظل الأزهر الشريف هو المرجع الأول للعلوم الشرعية
والآن وبعد قيام ثورة 25 يناير هل تدب الروح فى الأزهر من جديد ؟ هل تعود له مكانته الرائدة كمنارة للعلم ومرجع للشرع ؟ هل يمنح الأزهر المزيد من الصلاحيات كى يمارس العمل السياسي أم سيستمر الحكام فى تقليص هذا الدور ؟
لقد وقف علماء الأزهر الشرفاء وقفة عظيمة فى مؤازرة هذه الثورة ونزل العديد منهم لميدان التحرير فى بداية الأيام الأولى منها واضطر بعضهم لتقديم استقالته حتى يتمكن من الثورة على الظلم والفساد , ولكن احزننى كثيرا أن يقف الأزهر الشريف بكل تاريخه العظيم مكتوف الأيدي لا يستطيع أن ينفذ أي قرار إزاء رفضه لتجسيد شخصيات الأنبياء والخلفاء الراشدين والصحابة الأولين وكذلك آل البيت فى الأعمال الدرامية واكتفى بدور المطالب , المناشد للجهات المسئولة التى لم تعير الأمر اهتماما وها هو مسلسل الحسن والحسين ( الذى تجسد فيه شخصيات الحسن والحسين رضى الله عنهما ) فى انتظار العرض على شاشات التلفزيون فى رمضان رغم اعتراض الأزهر ورفضه و ها هو مسلسل يوسف الصديق يجوب الفضائيات فى تحد وعناد لرفض الأزهر
وعلى الرغم من إجازة بعض العلماء لعرض هذه المسلسلات , وعلى الرغم من تأييد البعض من العامة لعرضها لرؤيتهم أنها سوف تعطى الناس معلومات هامة عن تلك الشخصيات حيث امتنع العديد من الناس عن القراءة بسبب ضيق الوقت وارتفاع أسعار الكتب ولكن الخوف كل الخوف من أن تزيف هذه الحقبة التاريخية تحت مسميات الحبكة الدرامية وتسلسل الأحداث ورؤية وإبداع المخرجين والكتاب .
وتحت شعار الأعور أحسن من الأعمى يرى البعض أن عرض هذه المسلسلات فى رمضان سيكون أفضل من عرض أعمال هزلية أخرى مثل زهرة وأزواجها وغيرها من المسلسلات التى لا أرى لها مكانا فى رمضان ولا غير رمضان
ونقول لهؤلاء نعم لعرض المسلسلات الدينية والتاريخية , نعم لعرض تاريخ الصحابة والصالحين ولكن لماذا التجسيد , ألا يمكن عرض هذه الأعمال دون تجسيد للشخصية ؟
فكيف لأطفالنا أن يروا هذا الممثل آو ذاك يجسد شخصية أبا بكر آو عمر ثم يروه بعدها فى فيلم فكك منى أو صايع بحر !!
هل انتم مقتنعون أن يستقى أولادنا معلوماتهم التاريخية فقط عن طريق المسلسلات والأفلام كما حدث سابقا أن تجد أن البعض لا يعلم شيئا عن تاريخ الإسلام إلا فيلم الناصر صلاح الدين ولا يعلم ما هى ثورة 23 يوليو إلا من خلال إنجى و على فى فيلم رد قلبى !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق