الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --
عادت قضية مسجد نيويورك الذي كانت إحدى الجمعيات الإسلامية الأمريكية قد اقترحت إقامته قرب "المنطقة صفر،" موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلى الواجهة من جديد، ولكن من الباب الانتخابي، فبعد الجدل الواسع حول المسجد قام مرشح جمهوري باتهام نظيره الديمقراطي بدعم المشروع، ما أثار حفيظة الثاني.
ويدور الصراع ضمن انتخابات تكميلية لمقعد في الكونغرس الأمريكي كان يشغله في السابق النائب الجمهوري أنطوني واينر، الذي استقال قبل فترة بسبب نشره لصور شخصية تحمل مدلولات جنسية، ويبدو السباق محتدماً في هذا الإطار بين المرشح الجمهوري، بوب تيرنر، وخصمه الديمقراطي، ديفيد ويبرن.
فقد أصدر مكتب تيرنر إعلانا تلفزيونيا يصار فيه إلى دمج صورة الرئيس باراك أوباما مع مشاهد لمركز التجارة العالمي وهو يحترق بسبب الهجمات التي استهدفته عام 2001، ومن ثم تظهر صورته وهو يبتسم إلى جانب صورة لمسجد.
ومن ثم يقول الإعلان: "السنوات العشر الفاصلة كانت قصيرة، ومازال الجميع يتذكر.. البعض أراد تخليد ذكرى هذه المأساة من خلال بناء مسجد في 'المنطقة صفر،' وقد قال الرئيس آنذاك إنها فكرة جيدة.. وكذلك فعل المرشح ديفيد وبرن."
وبعد ذلك تبث مقاطع صوتية لوبرن وهو يقول إنه يدعم مشروع بناء المسجد، في حين تبث أخرى للمرشح الجمهوري تيرنر وهو يعترض على الخطوة.
ورد وبرن على الإعلان ببيان أصدره الخميس، اعتبر فيه أن ما يظهر على الشاشات "معيب،" متهماً تيرنر بأنه يستغل اقتراب حلول موعد ذكرى الهجمات لأهداف سياسية.
وكان مشروع بناء مسجد على مقربة من موقع الهجمات التي تعرضت لها نيويورك عام 2001 قد أثار الكثير من الجدل منذ نهاية 2010، إذ اصطدمت الخطوة بمعارضة واسعة في المدينة والولايات المتحدة بشكل عام، وقادت حملة المعارضة عائلات قتلى الهجمات، وقوى يمينية ناشطة.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن المشروع أثار الانقسام بين المسلمين والمسيحيين وكذلك معتنقي الديانات الأخرى، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفق الاستطلاع الذي أجراه مركز "غالوب"، فإن نحو ستة من كل عشرة أشخاص ممن يتبعون المذهب الكاثوليكي وكذلك المورمون، يعتقدون أنه يجب البحث عن موقع بديل لبناء المركز الإسلامي المثير للجدل، كما أن أقل من ثلث المسلمين يسودهم نفس الاعتقاد.
ويتفق مع التوجه نفسه غالبية الأمريكيين من غير المسيحيين، وأيضاً معظم غير المتدينين، بينما يقف اليهود الأمريكيون، من أتباع المذهب البروتستانتي، وكذلك الطوائف المسيحية الأخرى، موقفاً وسطاً بين أولئك وهؤلاء.
وكان المئات من الأمريكيين قد نظموا العديد من الاحتجاجات قرب موقع "المنطقة صفر"، وقاموا برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد، كما حذروا من انتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية، وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق