الفتوى الأخيرة ، التي أطلقها رئيس الجمعية المغربية للدراسات و البحوث في فقه النوازل عبد الباري الزمزمي ، بخصوص استعمال القضيب الذكوري لأنه ليس بزنا، وإنما يدخل في باب الاستمناء الدافع إليه هو التعفف عن الزنا و التي أثارت الكثير من الجدل والتعاليق، على جداريات المواقع الاجتماعية ك" الفايس بوك " و " التويتر " ، ما كان لها أن تنتشر كالنار في الهشيم ، على مواقع الشبكة العنكبوتية ، لولا الشحنة الجنسية ، التي ساهمت بشكل كبير ، في إشعال فتيل النقاش بين رواد الفايس بوك و اليوتوب .
أو لأنها أقرب إلى الغرابة منها إلى الواقعية ، أو لأن الزمزمي أشهر من نار على علم ، في مجال الفتاوى في المغرب ولكن لأن في مجملها ، نادرا ما تبتعد عن مجال المسكوت عنه في الثقافة المغربية ، تحت ذرائع " عيب ، حشومة ، عار " .
طابو" الجنس " ، التيمة المشتركة ، بين العديد من الأسماء الإعلامية و الفنية في المغرب ،ك" لطيفة أحرار ، سناء العاجي ، نور الدين لخماري و غيرها من الأسماء المثيرة للجدل و التي عادة يصاحبها الكثير من الكلام القليل من التأمل ، في أبعادها الفنية و الجمالية و الإبداعية ، و الذي غالبا ما يؤجج الحرب الإعلامية ،بين المؤيدين و المعارضين ، على مستوى وسائل الإعلام السمعي البصري و المكتوب منه و الرقمي .
و ما الفتوى " الجنسية " الأخيرة التي أطلقها ، عبد الباري الزمزمي ، إلا غيض من فيض ، فهناك من رأى أن صاحب الفتوى ، قد جانب الصواب حين أفتى بجواز استعمال " الجزر " في الممارسة الجنسية ، بالنسبة للمرأة الغير المتزوجة ، عوض وقوعها في " الزنا " التي حرمها الشرع ، وبين من يرى أن جيل اليوم ، تشغله قضايا و هموم هي أكبر من أن تختصر في ما بين فخذي المرأة ، كرأيه في " الكريمات " التي تذهب إلى من لا يستحقها ، البنوك الإسلامية ، حرق الذات و ظاهرة الإنتحار التي إنتشرت بين الشباب ، وغيرها من المشاغل اليومية و المستقبلية التي يقف أمامها شباب اليوم حائرا ، بلا إجابة .
خاصة و أنه برأي العديد من رواد النت ، أن لجيل الربيع العربي ، قضاياه و مشاغله ، ليس بالضرورة ما تشغل رجال الدين ، اليوم ، في الفضائيات الدينية ، التي انتشرت كالنار في الهشيم ، فهي تتحدث في أي شيء و كل
شيء ، إلا ما يشغل الناس حقيقة ك" الزواج من المرضعة أو إرضاع الكبير أو غيرها من الفتاوى الغريبة و التي لا تتفق و المنطق و عقلية جيل اليوم ، التي تطورت بفضل وسائل الإعلام و التكنولوجيا الحديثة ، لكن للأسف ظل رجال الدين ، بعيدين عن ما يعرفه العالم من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية و عن إرهاصات جيل الألفية الثالثة .
ما خلق الفجوة عميقة ، بين فتاوى الفضائيات و قضايا الجيل المعاصر ، الذي أصبح يبحث عن الحدود الفاصلة بين الحلال و الحرام ، التي تداخلت لدرجة التلاحم و أصبح من الصعب التمييز بينهما ، في علاقاتنا البشرية و معاملاتنا اليومية .
" الحقيقة " التي يقفز عليها رجال الدين ، فكانت السبب وراء تغريدهم خارج السرب و أن فتواهم خارج التغطية .
و لا بمكن بأي حال من الأحوال ، أن يتقبل العقل البشري ، فتاوى تتحدث عن الجنس في مجتمع تنخره الأمية و الجهل و التخلف و البطالة و الفقر و يعيش الحرمان المادي و العاطفي .
لأن إشغال الناس بقضايا " تافهة " و غير مصيرية ، فهو مضيعة للوقت و للجهد فيما لا يفيد الأمة في شيء .
و الحال ، أن الأمم الأخرى ، قد سبقتنا بسنوات ضوئية ، في مجال العلوم و التكنولوجيا و الثورة المعلوماتية و لم يشغلها الجنس كما يشغل أمثال الزمزمي و أئمة الفضائيات .
الحل هو القليل من الجنس الكثير من أسئلة المرحلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق