النهار
طالب البابا بينيديكتوس الـ16 بحرية أكبر للكاثوليك في كوبا خلال قداس حضره مئات الالاف، وندد بـ"الفاشية" التي حاولت فرض حقيقتها على الاخرين.
ووقف الحبر الاعظم على أكبر مسرح في كوبا ليرأس قداساً في ساحة الثورة بهافانا في ختام زيارة بدأت بانتقاد الشيوعية وانتهت بلقاء الزعيم السابق فيديل كاسترو (85 سنة).
وتحدث البابا الى نحو مليون شخص في الساحة التي كان كاسترو يملأها بحشود غفيرة تستمع الى خطبه الثورية مدى ساعات. وعلى مسمع من القيادة الكوبية، وجه أقوى انتقاد الى الحساسية المفرطة حيال الدين في كوبا، مستعيداً رواية الكتاب المقدس عن الناس الذين اضطهدهم ملك بابل "ففضلوا الموت على خيانة ضميرهم وايمانهم".
وقال ان الناس يجدون الحرية عندما يبحثون عن الحقيقة التي توفرها المسيحية،"ولكن ثمة أولئك الذين يفسرون خطأ هذا البحث عن الحقيقة، وهو ما يؤدي بهم الى اللاعقلانية والتشدد". ومع أنه لم يذكر الحكومة الكوبية بالاسم، فقد حض لاحقا السلطات على "السماح للكنيسة بايصال رسالتها بحرية أكبر وتعليم شبابها الايمان في المدارس والجامعات". واوضح أن "دور الكنيسة هو إفادة الاخرين من الشيء الوحيد الذي تملكه وهو المسيح... ولانجاز هذه المهمة عليها الاعتماد على حرية العقيدة حتى في الاماكن العامة...علينا الاعتراف بأن كوبا تخطو حالياً خطوات مهمة لتتمكن الكنيسة من انجاز مهمتها علناً وفي اطر الايمان... ولكن من الضروري المضي قدما، وأود أن أشجع الهيئات الحكومية الكوبية على تعزيز ما تحقق والمضي بما يخدم المصلحة المشتركة للمجتمع الكوبي برمته".
أكثر انفتاحاً
وكان البابا تحدث منذ وصوله الى سانتياغو الاثنين عن المصالحة، والحاجة الى مجتمع اكثر انفتاحا تكون الكنيسة الى جانبه كحائط صد للوقاية من "الصدمة" او الاضطراب الاجتماعي.
وخلال محادثات الثلثاء مع الرئيس راوول كاسترو، الاخ الأصغر لفيديل كاسترو، طلب أن تضطلع الكنيسة بدور اكبر.
ووقت تمر العلاقات بين كوبا والكنيسة بأحسن حالاتها منذ قيام الثورة عام 1959، لم يخش البابا التحدث عن بعض المواضيع الحساسة التي يمكن أن تثير حفيظة الحكومة الكوبية.
وعلى متن الطائرة التي نقلته الجمعة الى المكسيك في مستهل جولته، قال إن الشيوعية "لا تنسجم مع الواقع" وأن كوبا تحتاج الى نموذج اقتصادي جديد.
كذلك، أشاد بتحسن العلاقات بين الكنيسة وكوبا، لكنه لاحظ ان "هناك مجالات كثيرة يمكن بل يجب إحراز تقدم اكبر فيها، وخصوصاً في ما يتعلق بالمساهمة التي يمكن أن يقدمها الدين في حياة المجتمع والذي لا غنى عنه".
الى ذلك، بثت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن فيديل كاسترو التقى البابا في هافانا، وأنهما لم يتطرقا إلى عملية الاصلاح السياسي في البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق