الاب يوسف الجزراوي يلقي محاضرة الابن الضال وانساننا اليوم في سيدني

امام أكثر من 100 شخص من كنائس متنوعة قدم الأب يوسف جزراوي كاهن كنيسة المشرق الاشورية محاضرة قيمة عن (الأبن الضّال وإنساننا اليوم) على قاعة كنيسة مريم العذراء الاشورية ،

تطرق الأب جزراوي الى موقف الأب الرحيم الذي كان واقفا ينتظر عودة ولده الضّال، وبانتظاره هذا فأن غفرانه كان قد سبق

رجوع الأبن، وكيفية استقباله ومساعدة الابن على الولادة الثانية

ثم قام الأب المحاضر بتفسير النص كتابيا ولاهوتيا وروحانيا وربطه بواقع الحياة المعاصرة، واستعان المحاضر ببعض القصص من خبراته الحياتية ومن الادب العالمي

ثم استمع الأب يوسف الى مداخلة الحضور واسئلتهم

وفي الختام توجه الحضور لمعرض مؤلفات الأب يوسف جزراوي

وتجدر الإشارة أن الاب يوسف جزراوي سيتواصل كل يوم اربعاء الساعة السابعة والنصف في تقديم محاضرات عن الكتاب المقدس وربطها بواقعنا الاجتماعي المعاصر

والدعوة عامة للجميع

سلسلة مقالات عن الأطفال في عالمنا الإسلامي: الحقوق والتحديات 5/ صالح الطائي

 الحلقة الخامسة
كيف نبني طفولة حقيقية مع وجود مأزق حقيقي؟

نحن لا نردد مثل غيرنا: "كم من المصائب ترتكب باسم حقوق الإنسان" ولكننا نرى أن حقوق الإنسان شيء نسبي، ويجب على المجتمع الدولي مراعاة نسبيته تبعا للبيئة والمعتقد الديني والقيم والموروث الفكري والجغرافية والوضع الاقتصادي للبلد والفقر والنزاعات المسلحة والصراعات المذهبية والدينية ودرجة تحضر وتقدم المجتمع وحتى طبيعة نظام الحكم فيهن لكي لا يتحول الاختلاف النسبي إلى خلاف فكري رافض ومتحد.
فما يمكن تطبيقه من معاهدات ومشاريع في بلد مسيحي منفتح كليا قد يتعذر تطبيقه في بلد مسلم أو يهودي أو بوذي. وما يعتبر في بلد ما عملا حياتيا طبيعيا لا غبار ولا منع ولا رقابة عليه قد يعتبر في بلد آخر احد أردأ الأعمال وأكثرها سفالة ودونية ومخالفة للمعتقد الديني، ويعتبر مؤشرا على درجة الانحطاط والشذوذ المجتمعي.
ويجب على الجميع أن لا يستهينوا بهذا الخلاف، فهو يبدو وكأنه العقبة الكأداء الوحيدة التي تعترض طريق تمرير الكثير من المشاريع الدولية، أو توحيد المعتقدات العالمية وفق آليات يقررها نفر محدود يريدون تعميمها على الكون، وذلك لأنه من غير المعقول أن نمحو أو نتجاهل ثقافة عمرها سبعة آلف عام رسخت مبانيها وطبائعها وعاداتها وتشريعاتها في عقول الناس توارثيا لنُحل محلها ثقافة العولمة والقرية الكونية الواحدة التي لا زال الكثير منا يجهلون أبجديتها، أو ثقافة الانفتاح الجنسي، والمثلية، وشرعية إسقاط الجنين ترفا، والمعاشرة الأسرية بدون زواج، والاعتراف بالأبناء غير الشرعيين، والاختلاط اللامقيد بين الأولاد والبنات التي يعتبرونها مخلة بالشرف ومخالفة للدين، نعم من غير المعقول أن نحل كل هذه التغييرات محلها بين ليلة وضحاها تحت غطاء حقوق الطفل أو حقوق الإنسان، فذلك يمثل خرقا كبيرا في المنظومة المتوارثة لكثير من البشر يصيبهم بالإحباط.
سألني محاوري الأمريكي: لماذا إذن تستخدمون المخترعات الغربية في كل مفاصل حياتكم، في اللبس والتنقل والاتصال والتكييف والعلاج والسياسة والأكل دون نقاش، ثم ترفضون الأخذ بالقوانين الغربية دون نقاش!؟
قلت له: أنتم تأكلون كل أنواع اللحوم ونشاهد في التلفاز أن بعضكم يأكل الديدان ولحم الكلاب والقطط، فلماذا لا تذبحون الإنسان وتأكلون لحمه، وهل أنتم مستعدون لأكل لحمه حتى لو كنتم مكرهين، أم ترون ذلك مخالف لفطرتكم!؟
نحن مثلكم نأكل أنواع اللحوم ونرفض بشدة أكل لحم الإنسان، نتقبل الكثير من قوانينكم الدولية ولكننا نرى في بعضها ما يخالف فطرتنا فلا نستسيغ قبوله.
نعم نحن قد نكون ألزمنا أنفسنا بالقوانين والمواثيق الدولية حينما وقعنا عليها في وقت يلزمنا فيه ديننا بوجوب احترام تعهداتنا وعقودنا، فالعقد في الإسلام شريعة المتعاقدين، ولكن ذلك يبدو أحيانا أكثر عسفا وإكراها من دكتاتورية المتسلطين، ومن أكل الإنسان للحم أخيه الإنسان، فنحن مجبرون على أن نكون أعضاء في المنظمات الدولية بحكم كوننا نحمل عضوية الأمم المتحدة التي تبدو البلدان دونها معزولة كليا عن العالم، ومجبرون غالبا على المصادقة على ما يصدر عنها، ولكن كيف نحمي أنفسنا مما يبدو تسلطا وغزوا فكريا خارجيا ونحن نراه يعترض على ثوابت نرى بعضها مقدسا، ولا نرى في الكون ما هو أصح منها، ونرى أن المجتمع الدولي يلزم البلدان الموقعة بالعمل بقوانينه التي تتعارض معها إكراها؟
معنى هذا أننا نقاسي ويلات ازدواجية قاهرة جعلتنا نعيش مأزقا حقيقيا وامتحانا صعبا يبدو كمعركة مصير ليس في مقدورنا كسبها، ونرفض رفضا قاطعا خسرانها.
نعم قد تكون جرائم ومآسي الحربين العالميتين أحد أسباب اهتمام الأمم المتحدة بحقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل خاصة والباعث الحثيث سعيا وراء قوانين ونظم تضمن هذه الحقوق وممارستها وتطبيقها، ولكن تبقى للخصوصية رمزيتها وهيمنتها ويجب أخذ هذه الرمزية بنظر الاعتبار وإعطائها حيزا ضمن التشريع، وحينها سوف أتقبلها كما تقبلت الهاتف الخليوي والسيارة والكاميرا والملابس وغيرها، وكما تقبلت الكثير من القوانين، ولكني أرفض بشدة أن آخذ بالقوانين التي تخالف عقائدي كما أرفض أن آكل لحم الإنسان الذي يقدمونه لي!
وهذه ليست انتقائية ولا مزاجية لأنا نرى أن كل تلك الشعارات التي رفعتها المنظمات الدولية ومنها على سبيل المثال شعار (عالم جدير بالأطفال) رغم جديتها ومصداقيتها تبدو استنساخا لشعارات العوالم التي عاش فيها الأطفال عبر التاريخ ومنها عالمنا الحضاري القديم وعالمنا الإسلامي، فلو لم تكن تلك العوالم القديمة جديرة بعيش الأطفال ولو بالحد الأدنى من الحقوق ما كانوا ليستمرون في العيش، وما كانت البشرية لتستمر في التكاثر والتقدم والرقي.
وآباؤنا حينما نجحوا كانوا يعملون وفق موازنة الحقوق والواجبات، بينما نجد في القوانين الدولية تأكيدا على الحقوق وإغفالا للواجبات، مثلا طفلة في الصف الأول الابتدائي عمرها ست سنوات، ألقت الشرطة الأمريكية بولاية جورجيا القبض عليها ووضعت القيود في يدها، واصطحبتها إلى قسم الشرطة، بعد أن انتابتها نوبة غضب ألقت خلالها بكل ما وصلت إليه يداها، وأصابت مدير المدرسة إصابة طفيفة. وقد بررت الأم تصرف ابنتها، بأنها تنتابها نوبات تقلب مزاج. لو كانت هذه الطفلة تعرف واجباتها ما كانت لتتصرف بهذا الشكل الغريب بالتأكيد.
لذا على المنظمات الدولية التي رفعت هذا الشعار للحفاظ على حرية الطفل أن لا تهمل الواجبات والالتزامات من خلال التركيز على الحقوق وحدها لأننا من دون الواجبات سوف نحول الطفل إلى كائن اتكالي لا يعرف قيمة الواجبات وأهميتها ودوره الكبير في الحياة.
وإذا لم تأخذ المنظمات الدولية بخصوصيات البلدان وتشركها في قراراتها وتخصص لها حيزا في مشاريعها سوف تعزلهم عنها، أو تجد نفسها معزولة أمام معارضة قوية قد تصل حد التمرد، معارضة إما أن تَنهزم قسرا فتأخذ بقوانين المنظمات كرها وضغطا بدون إيمان حقيقي بمضمونها مما يجعل تلك القوانين عرضة للنقض متى سنحت الفرصة، وإما أن تعرقل تطبيق تلك القوانين وتتمرد عليها فتفقدها هيبتها.

إن البحث عن حقوق فئة من الناس لا يعني منح المنظمات الدولية شرعية مصادرة حقوق فئات أخرى تفوقها عددا وعملا وتأثيرا، فالموازنة الطبيعية مطلوبة لكي تستمر الحياة ناعمة سلسة. وما دام الهدف من وضع تلك القوانين هو حماية الإنسان فيجب أن تتوفر الحماية للبشر جميعا سواء كانت حماية حريات أو حقوق أو عقائد أو موروث.
لقد أثبتت الإحصاءات مؤخرا أن نحو (10) ملايين طفل في الساحل الأفريقي معرضون للموت الآن بسبب المجاعة والفقر، وهو رقم كبير بكل المقاييس، وأسأل هنا: أليس من حق هذه الملايين العشرة العيش ولو في أدنى المستويات؟ فلماذا لا تهب المنظمات الدولية والأمم المتحدة وشعوب الأرض الغنية لتقديم مساعدات دائمة مستمرة وتقوم بإدخال التكنولوجيا وآلات الإنتاج والمصانع وتقدم المواد الأولية لهم لكي ترفع من مستوى هذا الساحل المنكوب؟ أليس حياة طفل معرض للموت جوعا في زمن التخمة والتبذير هي أكثر أهمية من طفل مسلوب بعض الحقوق والقليل من الحريات ولكنه غير معرض لعذاب الموت جوعا؟ بما يعني أن الواجب يدعونا للدفاع عن الاثنين بنفس الدرجة.
وكشفت صحيفة "ميلينيوم" اليومية بمناسبة عيد العمال العالمي، أن هناك أعدادًا تتراوح بين 3 إلى 3,5 مليون طفل مكسيكي يعملون بأجر يومي لا يزيد عما يعادل دولارين في اليوم وأن أصحاب العمل يستغلونهم، ويعطونهم أجورًا زهيدة. وأن 1,2 مليون طفل منهم غير مسجلين في المدارس على الإطلاق، كما أن نفس هذا العدد من الأطفال قد لقي حتفه خلال السنة الماضية بسبب الفقر وسوء التغذية.
كما نشرت صحيفة "إل سور" أن نصف الأطفال المقيمين في المناطق الزراعية يضطرون للعمل في الحقول مثل العبيد، وأن 64% منهم لا يحصلون على أي أجر، بل يكتفي صاحب العمل بتوفير الطعام لهم. أولياء الأمور أنفسهم لا يجدون مبررًا للاهتمام بتعليم أطفالهم، ويدفعون بهم إلى سوق العمل، لمساعدتهم في توفير المال.

أعود وأقول: أن تطبيق القوانين المصيرية يحتاج إلى الكثير من الذكاء والمرونة والدبلوماسية، وقد لا نكون وحدنا من يختلف مع بعض ما جاء في القوانين الدولية لأن هناك حتما دولا وعقائد كثيرة في العالم تجد في القوانين الدولية ما يتعارض مع تقاليدها، ولكي تتيسر مهمة تطبيق هذه القوانين أرى على مستوى الجزئيات أن تعفى بعض البلدان والأديان من تطبيق بعض الفقرات الواردة في القانون، بعد أن تقوم البلدان المعنية بتحديدها بنفسها وتقديم طلب الاستثناء والحصول على موافقة المشرع، باعتبار أن تلك الفقرات تتعارض مع سلوكيات تلك الشعوب أو عقائد تلك الأديان.
وأذكر أيضا أن القوانين العامة تختلف من بلد إلى آخر في المنطقة الجغرافية نفسها، ولا تعترض الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على هذا الاختلاف الذي تراه طبيعيا نابعا من عقائد وتراث تلك البلدان، فلماذا تسعى بعض المنظمات الدولية إلى إلغاء قوانيننا والعمل بقانونها دون النظر إلى الخصوصية؟
وأرى أن تؤكد المنظمات الدولية على أهمية تنظيمات بعض البلدان أو بعض حقبها الزمنية لتشعرها بأهميتها وبأن القانون الدولي ما هو إلا انعكاس لتلك الأهمية، فعلي سبيل المثال أصدرت سكرتارية الأمم المتحدة, لجنة حقوق الإنسان في عام 2002 برئاسة الأمين العام السابق كوفي عنان وبالاستناد إلى وثائق شملت 160 صفحة باللغة الإنكليزية قرارا جاء فيه: "يعتبر خليفة المسلمين علي بن أبي طالب أعدل حاكم ظهر في تأريخ البشرية" ودعت حكام العالم للإقتداء بنهجه الإنساني السليم. هذا القرار بالرغم من عدم تغييره للقناعات التي كونها الناس عن علي بن أبي طالب وبالرغم من أنه لم يضف إلى علي شيئا أكثر مما هو عنده، إلا انه أشعر المسلمين بأن هناك وعيا أمميا لا يمكن معه إهمال أهمية ما يخصهم في الحياة الكريمة التي تتماشى مع تعاليم دينهم

لقد حاولت من خلال هذه السلسلة من المقالات أنْ أبين أن هناك الكثير من الاهتمامات المشتركة بين البشر، والمفيد والنافع لا يتحقق بفرض اهتماماتنا عليهم وإنما يتحقق من خلال توحيد تلك الاهتمامات نحو هدف واحد يعطي للإنسان إنسانيته الحقيقية ويحرره من كل القيود التي تمتهن كرامته.
وحاولت أن اذكر المنظمات الدولية بأن عملها الجميل والجليل لا يستهان به، وهو عمل عظيم وإنساني بكل المقاييس، ولكنه يجب أن ينبع من الروح والعقل لا من العواطف والإملاءات القسرية، فالبشر متساوون في الحقوق مهما كان لون بشرتهم واختلاف سحنتهم وتعدد معتقداتهم وأديانهم وأعمارهم وأجناسهم، ولكن القوانين هي التي تختلف، فالقانون الإسلامي مثلا يبيح الزواج بأربع نساء بينما يعتبر العالم الغربي هذا العمل جريمة لا غفران لها، والمسلمون غير مستعدين للتخلي عن تشريع إلهي مقدس، والعالم يرى في تعدد الزوجات سلبا للحقوق، والحل أن نجد منطقة وسطى ترضي الطرفين من دون أضرار.

ألم تستحى يا رجل؟/ إيمى الاشقر

لقد ذكر الله سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم الكثير و الكثير من الفضائل الاخلاقيه و القيم الانسانيه التى ترتقى بشأن الانسان و تجعله فى منزله كريمه بين الناس و امام نفسه و امام ربه فى المقام الاول و امرنا الله بها حتى تسود المحبه بين الناس و يكون الرقى هو عنوان كل انسان يتبع تعاليم هذا المنهج السماوى الاخلاقى الانسانى الراقى , كما نهى عن اشياء كثيره تعد بمثابة رذائل اخلاقيه فى سلوك الانسان الاجتماعى الا و هى النميمه و الغيبه و التى قالى الله سبحانه و تعالى فيها ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه [الحجرات:12, و الجدير بالذكر ان من اهم الفضائل الاخلاقيه و القيم الانسانيه و التى وردت كثيرا فى القران الكريم هى " الامانه " قال الله سبحانه و تعالى ) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ( المؤمنون :8

و قصة اليوم لا تتحدث عن الغيبه و النميمه انما تتحدث عن ما هو اعظم من الغيبه و النميمه و لا تتحدث عن خيانة الامانه بل تتحدث عن الشىء الذى وصفه سيدنا محمد عليه افضل الصلاه و السلام انه اعظم امانه اى اعظم خيانه للامانه .

و القصه هى قصة شاب يرى انه ملتزم بكتاب الله و سنة رسوله الكريم فهو اطلق لحيته و قص شاربه فهذه هى السنه من وجهة نظره !!, حريص على اداء الفرائض , الصلاه , الصوم و هذه هى تعاليم الله سبحانه و تعالى من وجهة نظره !!

حينما قرر الزواج ليكمل نصف دينه تقدم لخطبة فتاه ترتدى خمار , و حريصه على اداء الفرائض فهذه هى الزوجه التى يراها زوجه صالحه و مربيه فاضله لاولاده فى المستقبل !!

خلال فترة الخطبه و قبل عقد القران اى كانت هذه الفتاه مازالت محرمه عليه ليس هناك اى علاقه شرعيه بينهما , طلب منها ان يقبلها و يضمها فى صدره و هى لم ترفض او حتى تتردد !!!!!

تم عقد القران و الزفاف و اصبحت هذه الفتاه زوجته و هو زوجها و ولى امرها و المسؤل عنها و الرجل الذى يحميها و يحافظ عليها و يتقى الله فيها , بعد الزواج امرها ان ترتدى النقاب فرفضت فاجبرها على ذلك و ارتدت النقاب خوفا منه لا على اساس اقتناع او زهد فى الدنيا بل رغما عنها و تلبية لامر زوجها !!!!

بعد شهور قليله من الزواج تم نقله من عمله الذى كان فى نفس المدينه المقيم فيها الى فرع اخر من فروع الشركه و لكن فى محافظه اخرى , و تركها فى المنزل بدون نقود حتى تستطيع تلبية احتياجاتها اليوميه و ترك البيت خالى من احتياجات البيت الاساسيه , و ذهبت الى بيت اهلها لتعيش معهم حتى يدبر امره و ياتى و ياخذها معه كما وعدها , لكنه حاول التهرب منها بغرض تركها فى بيت اهلها ليتحملوا هم مصاريف اقامتها و لا يلتزم هو بدفع اى شىء !!! , و كلما طلبت منه ان ياخذها معه يقدم لها اعزار و مبررات واهيه ليس لها اساس فى الواقع و ان الشركه لم توافق على منحه سكن يصلح لاقامته مع زوجته , حتى جاء يوم و كانت تشعر بالضيق الشديد و وضعته امام الامر الواقع و خيرته اما ان ياخذها معه او ستظل فى بيت اهلها و لن تعود له ابدا , و حينها اخذها معه !!! رغم انه قال ان الشركه لم تمنحه سكن للزوجيه و اخذها معه فى نفس اليوم على سكن خاص للمتزوجين تابع للشركه ؟؟؟!!!!

كان فى خلال علاقتهم الزوجيه يتعامل معها بالبخل الشديد مبررا بخله ان الله امرنا بالتدبير و ان المبذرين اخوان الشياطين و رغم انها تعانى من ضعف شديد و تحتاج الى تغذيه و خاصة فى فترة الحمل الا انه كان لا يهتم بهذه النقطه ولا يحضر لها ما تطلبه من طعام و غذاء و لا يبالى بتعليمات الطبيبه المعالجه و التى وضحت له سوء حالتها الصحيه و احتياجها الشديد الى تغذيه مكثفه قبل الولاده و ان هناك خطر كبير على حياتها !!! و فى نفس الوقت يتعامل بكرم شديد جدا و سخاء مع اهله و المقربين له و كأن الله سبحانه و تعالى و رسوله الكريم امروه ان يبسط يده مع اهله و ان يمسكها و بشده مع زوجته التى خلقها الله ليكون بينهم موده ورحمه و جعلها سكنا له !!!!!

كان يرى و هى ايضا ان تنظيم الاسره كلام فارغ ليس له اساس فى الدين فعلى ابن ادم ان ينجب الكثير من الاطفال و لا يخطط او يفكر او يضع فى عين الاعتبار اشياء كثيره اهمها صحة الام و قدرة الاب الماديه , و على هذا الاساس انجبوا سته من الاطفال , و نظرا لتدهور صحتها و سوء حالتها النفسيه قرر الزواج عليها لانها اصبحت لا تقوى على اشباع احتياجاته و لا يشعر معها بالمتعه !!!!

و لم تكن هذه الاسباب التى ذكرها هى السبب انه قرر الزواج بامراه اخرى و ما السبب اذاً ؟؟ السبب الحقيقى انها باتت تكرهه كرها شديدا لدرجة انها هجرته فى الفراش و حرمت نفسها و جسدها عليه !! انه الشىء الذى اثار دهشة و ذهول كل من حولهم , كيف هذا الرجل الملتزم الحريص على الفرائض الذى يقف على المنبر و يخطب فى الناس و يحثهم على طاعة الله و اتباع سنة رسوله و يدعوهم الى مكارم الاخلاق و تجنب الرذائل , الرجل صاحب اللسان الرطب بذكر الله الطيب الحنون كريم الاخلاق و اليد , كيف تكرهه زوجته كل هذا الكرهه و الذى تحول الى اقصى درجات الاشمئزاز و النفور و الرفض لمعاشرته , كل من حولهم يفكرون لمعرفة ماهو السبب ؟؟؟؟

و فاض بها الكيل و قررت الافصاح عن السبب و بعد ان رأت ان كل ماحولهم يرونها غير متزنه عقليا و انه هو الطيب عالى الاخلاق صاحب الدين و انها متمرده لا تعرف تعاليم الدين و لا تتقى الله فى زوجها لدرجة انها حرمته من حقه الشرعى !!!!

ان هذا الرجل يفعل الشىء الذى شبه رسولنا الكريم من يفعله بالشياطين , انه يحكى لوالده و والدته و اخوته عن اسرار الفراش و عن ما يحدث بينه و بين زوجته من تفاصيل العلاقه الحميمه !!!

كيف يفضح اقرب الناس اليه ؟؟ كيف يكشفها امام الغرباء ؟؟ و هى التى خرجت من بيت ابيها مستوره و استئمنته على جسدها و شرفها وعرضها ؟؟ كيف فعل هذا ؟؟ الم يستحى ؟؟ كيف نسى او تناسى الحديث الشريف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها.(

الم يتذكر قول الله سبحانه و تعالى : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) و اللباس هو الساتر و الواقى اى هكذا تكون العلاقه الزوجيه كلا منهما يستر و يقى الاخر

انه لم يصون الامانه انه خائن للامانه و لم يتقى الله الذى قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( .

اين انت من رسول الله الذى تدعى انك تسير على سنته لماذا تجاهلت قوله الكريم ..

فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:

لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون

قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون .

شبهه رسولنا الكريم من يفعل ذلك بانه مثل الشيطان و من تفعل ذلك فانها مثل الشيطانه , لقد دعنا رسولنا الكريم الى مكارم الاخلاق الذى تدعى انك تسير على سنته !!!!! فهذه هى السنه التى تسير عليها يا رجل ؟؟؟؟؟

انسيت قول رسولنا الكريم : ( من سترمسلما"ستره الله يوم القيامه ) و هذه زوجتك و من ابسط حقوقها ان تسترها و تحميها لا تفضح سرها, هل امرك الله و رسوله بذلك يا من تدعى انك تسير على كتاب الله و سنة رسوله ؟؟؟!!!!

وقد نقل الغزالي_رحمه الله_روايه عن بعض الصالحين : انه اراد طلاق زوجته
فقيل له:ماالذي يريبك فيها؟..فقال:العاقل لايهتك سرامرأته, فلما طلقها قيل
له:لم طلقتها ؟ فقال:مالي وامرأه غيري..

اين انت من هؤلاء يا من فضحت و كشفت ستر زوجتك ؟؟؟ كيف فعلت هذا ؟؟ الم تستحى يا رجل ؟؟ و على مذهب من ؟؟ .

و الى اللقاء مع قصه فى مقال
من سلسلة : على مذهب من ؟؟

سلسلة مقالات عن الأطفال في عالمنا: الحقوق والتحديات 4/ صالح الطائي

الحلقة الرابعة
بناء طفولة حقيقية، المسلمون المعاصرون أنموذجا

اعتقد أن توجيه سؤال مثل: كمسلمين كيف طبقنا موروثنا الحضاري والديني في حياتنا العامة والخاصة، وهل نجحنا في ذلك، وإذا كنا قد فشلنا ما أسباب فشلنا؟ يبدو في منتهى الأهمية لأننا لابد وان نجد اختلافا كبيرا بين القوانين الشرعية والمعاملة الحياتية السائدة في مجتمعاتنا اليوم قد يكون سببه الحقيقي ابتعاد المسلمين عن روح العقيدة وانشغالهم بخلق تيارات فئوية تسعى كل منها إلى تفسير النصوص الدينية على هواها مما خلق جناحان يبدوان كإسلامين مختلفين فضلا عن الإسلام الحقيقي. الأول: جناح متشدد متطرف للغاية، والآخر: جناح متساهل حد الليونة. وفي الجناحين تجد ضياعا لحقوق الطفل من ضمن الضياع العام للمجتمع شبه المفكك بشبابه وشيوخه ونسائه ورجاله.
وفي هذا المجتمع غير المتناغم يتنقل مفهموم حقوق الطفل بين الحرية المطلقة حد البذخ والترف والليونة والميوعة، أو الكبت الكامل حد العبودية والرق والسلب والتفريغ والمصادرة. وهذا التفاوت يعني أن كل ما يؤشر على انه سوء معاملة أو سلب لحقوق الطفل في العالم الإسلامي إنما سببه تقصير المسلمين أنفسهم المنتمين إلى الجناحين وليس تقصير الشريعة الإسلامية المحمدية.
وذلك لأننا كمسلمين تخلينا عن تعهداتنا الأخلاقية أمام الله وأمام رسالتنا وأمام أطفالنا وأمام أنفسنا وأمام المجتمع الدولي باعتبار أن عقوبة من يخالف القوانين السماوية لا تتم في الأرض لكي يخافها الناس فلا يخرقون القانون، ولهذه الأسباب دون سواها تجد أعلى نسبة من الأطفال الإرهابيين موجودة في المجتمعات الإسلامية المتطرفة وأكثر نسبة من عمالة الأطفال والمتاجرة بهم جنسيا موجودة في المجتمعات الإسلامية الفقيرة وأكثر نسبة من ضياع الأطفال وتخلفهم فكريا وعقليا موجودة في المجتمعات الإسلامية المترفة، هذا مع اعتزازنا بعقيدتنا وديننا، بما يبدو وكأن كل المخالفات محصورة في مجتمعنا الإسلامي الكبير ليصبح الشريك الأكبر للدول الأكثر فقرا وتعدادا للسكان في العالم مثل الهند التي نجحت مؤخرا في تجاوز بعض أزمتها لتتركنا في ذيل قائمة التخلف.
صحيح أن المجتمعات الملتزمة دينيا تسعى إلى تطبيق القوانين الشرعية بما فيها الحفاظ على حقوق الطفل، وأن هناك حركة جديدة بدأت في بعض المجتمعات الإسلامية غايتها تأمين الحقوق العامة بما فيها حق الطفل، إلا أنها لا زالت في بداية الطريق وهذا يعني أن إسلاما منقوصا هو الذي يتحكم بسلوكنا وأنماط تفكيرنا، وأن علينا التناغم مع العقيدة الإسلامية الصحيحة لسد هذا النقص، والسمو بمجتمعاتنا إلى مصاف الآدمية، فنحن لا يمكن أن نكون مسلمين حقيقيين إذا لم نعطي الطفل حقوقه كاملة غير منقوصة بدأ من توفير الحياة الكريمة للأسرة من حيث المعيشة والسكن ثم الاهتمام برياض الأطفال والمدارس والمعلمين والمدرسين والتغذية المدرسية والمناهج التعليمية والمواد العلمية كالمختبرات والحواسيب الشخصية والسكن الصحي والخدمة الصحية.
ولا بأس من الإفادة من الخبرات الدولية والقوانين التي تسنها الأمم المتحدة في هذا الشأن، فالرق لم يكن محرما في الإسلام. وحتى بدايات القرن العشرين كان نظام الرق تشريعا طبيعيا لا غبار عليه، لكن بعد هذا التاريخ أصبح الناس يرون أن العبودية والرق يتعارضان مع مبادئ الإسلام التي تدعوا إلى العدالة والمساواة ليس لأنهم أدركوا الحقيقة متأخرين، وإنما لأن العالم المتحضر أدرك بعد ما عاناه من ويلات الحرب العالمية الأولى أن قيمة الإنسان يجب أن تكون الهدف الأسمى فأهتم بهذه الجنبة، وحينما فرضت علينا تلك القوانين لم يألوا المشرعون ورجال الدين جهدا في العثور على منافذ في الشريعة تمنع الرق والعبودية، مع أن قولهم هذا لم يقنع الجميع.
إن الإسلام ينظر إلى الرق باعتباره أمرا استثنائيا يمكن استخدامه في ظل ظروف معينة ومحدودة لغايات أبانتها الشريعة، لكنه كنظام لم يكن مبنيًا على الجنس أو العرق أو اللون، ولهذه الأسباب كانت تجارة الرقيق رائجة في المجتمع المسلم وفي كثير من دول العالم، لكن مع نهاية الحرب العالمية الأولى وبسبب الضغوط التي مارسها كل من بريطانيا وفرنسا أصبح الرق محظورًا، فتخلص العالم من أكثر التشريعات قسوة على البشر. ونحن كما أفدنا من سعيهم ذاك ممكن أن نفيد من سعيهم لضمان حقوق الأطفال. أما الذين يعترضون على التعامل مع الغرب من المتشددين فن يلبثوا إلا قليلا حتى يجدوا أن منح الطفل حقه لا يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعوا إلى الحرية والعدل والمساواة والكرامة.
وكما أن منع الرق لم يطبق كليا ـ في الأقل ـ في بعض المناطق الإسلامية الأفريقية مثل تشاد وموريتانيا والنيجر ومالي والسودان حيث علل أهل تلك البلدان من المسلمين امتناعهم عن تطبيق القانون الدولي بحجة عدم تحريم الإسلام للعبودية، كذلك سيخرج في بعض المناطق الإسلامية من يرى أن الأخذ بما تجيء به المنظمات الدولية خروجا على شريعة الإسلام، ولكنهم لابد وأن يرضخوا في النهاية إلى الضغوط الدولية لأنهم سيجدون حتما في العقيدة وتشريعاتها منافذ تسمح بالأخذ ببعض ما جاءت به القوانين الدولية.
لقد اهتمت الأمم المتحدة منذ بداية تأسيسها بحقوق الطفل، وأصدرت بعد الحرب الكونية الثانية (11/ 1949) الإعلان العالمي لحقوق الطفل، ثم في عام (1989) تم التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ومن هنا يبرز الاهتمام الدولي بحقوق الأطفال. ونحن المسلمين نتفق على أن الإسلام أولى مسألة الحقوق أهمية كبيرة، فإذا كانت قوانيننا المتداولة وعاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا الموروثة مقصرة في هذا الجانب ولا تحترم الحقوق العامة لأنها ليست نابعة من روح العقيدة، فلا بأس أن نفيد من تجربة الآخرين طوعا لكي لا نجبر على الأخذ بها قسرا. ولكن يجب على المنظمات الدولية أن تأخذ الخصوصية الإسلامية بعين الاعتبار وتحترم تطلعات المسلمين لكي تمتص غضبهم وترضي أذواقهم، وحينها ستأخذ النظم الإسلامية بجميل ما تجده في قوانين تلك المنظمات عن طيب خاطر بدل أن تتحول إلى معارضة لا يليق وجودها بالإسلام نفسه لأنها تظهر المسلمين وكأنهم رافضون للتطور، وهم ليسو كذلك بالتأكيد.

سلسلة مقالات عن الأطفال في عالمنا الإسلامي: الحقوق والتحديات 3/ صالح الطائي


الحلقة الثالثة

بناء طفولة حقيقية، الحضارات الإسلامية أنموذجا

إن كان الإسلام قد نجح في وضع أسس بناء الطفولة الحقيقية وأوجب على المسلمين حقوقا للطفل والطفولة يؤثم من يخرج عليها أو يخالفها، فإن غالبية المسلمين وللأسف الشديد لم ينجحوا كليا في تطبيق هذه المباديء في حياتهم بشكل سليم، ولاسيما بعد انقضاء عصر الخلافة الراشدة وولادة الحضارات الإسلامية، ومن ثم خضوع البلاد الإسلامية للاستعمار الأجنبي المتكرر عبر التاريخ.
نعم بدأت مرحلة التأثير والابتعاد عن التطبيق الحرفي للقوانين الشرعية تدريجيا مع دخول السبي الأعجمي إلى بلاد المسلمين تزامنا مع بداية الفتوح الإسلامية لبلاد فارس، ولكن تتبع الخلفاء الراشدين ومعاقبتهم للمسيء حال دون تفشي ظاهرة سلب الحقوق التي بقيت محصورة في نطاق ضيق، ولكنها على كل حال أسست لنفسها قاعدة ممكن أن تكون منصة انطلاق في المستقبل. أما في العصرين الأموي والعباسي فإن سلب الحقوق وصل إلى مديات تتقاطع في بعض جوانبها مع الشريعة كليا لأسباب كثيرة منها:
• تنامي ثروات المسلمين بسبب أموال الفيء والفتوح الطائلة مما دفع الأغنياء للبحث عن الملذات وحياة الترف والمتعة والانشغال بحفلات اللهو عن متابعة تربية أبنائهم وتعليمهم.
• دفعت حياة الترف واللهو المسلمين إلى إهانة الأسرة والمرأة الزوجة والطفل بعد أن تناسوا ما قاله النبي لهم من نصائح وتعليمات مثل: "خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي" وقوله: "من اتخذ زوجة فليكرمها" فنسوا الإحسان مع أهلهم ولم يحسنوا إليهم، قال الإمام الصادق (ع): "رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته"
• دخول الإماء والجواري إلى بيوت المسلمين حتى الفقيرة منها وإسناد تربية وتعليم الأطفال إليهن مما أثر على نوع العلاقة الأسرية. ومعروف أن للعلاقات الأسرية دورا كبيرا في توثيق وتماسك بناء الأسرة ونمو ونشأة وتربية الطفل.
• دخول الثقافات الأخرى إلى البلاد الإسلامية وحدوث التناقل الثقافي بينها وبين الثقافة الإسلامية. وقد جاء في الحديث: "قَلب الحَدثِ كالأرضِ الخالية، ما ألقي فيها منْ شَيءٍ قَبلَته"
• انشغال المجتمع بالمكاسب الدنيوية والحراكات السياسية والبحث عن المناصب والمكاسب.
• انشغال القادة والوجهاء بالأمور السياسية والتقاتل على السلطة والوجاهة.
• دخول الحملات الاستعمارية المستمرة من أصول وأجناس وثقافات مختلفة بعضها فارسي وبعضها تركي وبعضها مغولي أو تتري، ثم الاستعمار الحديث البرتغالي والأسباني والإنلكيزي والفرنسي والأمريكي والسيطرة على مقاليد أمور البلاد الإسلامية والتحكم بالثقافة والتعليم والعقيدة.
هذه المتغيرات الحياتية دفعت الكثير من المسلمين إلى الابتعاد عن جوهر العقيدة، أو التسامح في أمور خرقها، والتساهل في عدم تطبيق قوانينها، وعليه لا يمكن أن نعتبر سلوكا ما صدر قديما أو يصدر اليوم عن مسلم في شرق الأرض أو غربها ترجمة حقيقية للسلوك الإسلامي الشرعي، فثمة مسافة فاصلة بين المشروع العقدي والمشروع الحياتي للمسلمين.
ومعنى هذا أننا يجب أن نفرق ونميز بين ما جاء به الإسلام وأمر الناس بالالتزام به، وبين ما يقوم به بعض المسلمين من مخالفات، لكن مع هذا وذاك يجب أن تحترم إرادة المسلم ولا يجوز تحت أي دافع اختراق هذه الإرادة أو تجاوزها وإلغائها، لأن مجرد حدوث ذلك يعني أن دكتاتورية الإكراه القسري لا زالت تؤثر على اتخاذ القرارات المصيرية.
نحن لا يمكن أن ننكر أن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المسلمين واجهت الطفل المسلم تحديات كان بعضها خطيرا ومدمرا وفيه الكثير من العسف والجور والتخلف السلوكي الذي لا يتواءم مع التقدم العصري. لكن مع التقدم الحضاري الذي اكتسبه المسلمون من خلال تعاملهم مع الحضارات الأخرى بدأ الطفل في بعض مجتمعاتنا يستعيد حقوقه ـ في الأقل ـ في البلدان الغنية ماديا وثقافيا، أما البلدان الإسلامية الفقيرة فإنها لا زالت تحتاج إلى مساعدة إسلامية ودولية لتجاوز حالة الفقر ومنح أطفالها الحقوق التي يوجبها الدين والقانون.
إن مجرد توقيع تلك البلدان على الاتفاقيات الدولية لا يعيد إلى الأطفال حقوقهم المصادرة لأن الفقر هو الذي صادر تلك الحقوق.
ويعني هذا أننا (بلدانا ومنظمات دولية) لم نحقق بعد الكثير من الطموح فلا زال الهدف الحقيقي بعيدا عنا ويحتاج إلى تضحيات متبادلة بيننا وبين الساعين إلى تحرير الإنسان مهما كان عمره وجنسه ولونه من ربقة العبودية المقنعة للإنسان الآخر سواء كان أبا أم أسرة أم حكومة أم عقيدة. وهذه ليست دعوة لترقين قيد العقيدة ونزعها من النفوس أو تمردا على النظام الأسري بقدر ما هو منهج تصحيح للتعامل مع العقيدة، لأن ما يحدث اليوم من خرق لمنظومة الحقوق بعيد جدا عن جوهر العقيدة التي نعرفها والتي قامت على مبدأ منح الحقوق للبشر كافة.
وإن كان أهلنا قد أورثونا مناهج التخلف التي كانت ولا زالت تتحكم بطرائق حياتنا وعيشنا تماما كما هي عندهم بالأمس، فإن مجرد معرفتنا لمخالفة هذا الموروث لعقيدة الإسلام الصحيحة يوجب علينا رفضه ورفض العمل به والتعامل معه بحدية والاستعاضة عنه بالمنهجين المتاحين، المنهج الإسلامي الحقيقي غير المحرف، أو المنهج العالمي الذي تتبعه المنظمات الدولية ويتواءم مع معتقدنا وعاداتنا وسلوكياتنا. ونحن هنا مخيرون تماما كما لنا الخيرة في اقتناء سيارة غربية من ماركة أو لون أو حجم معين وتفضيلها على السيارات الغربية الأخرى دون أن يرغمنا أحد على تغيير قرارنا، بمعنى أننا مخيرون بأخذ ما يتوافق مع حياتنا ورفض ما يتعارض مع آدابنا وموروثنا.
اذكر أن عدم اختيارنا لأحد المنهجين (الإسلامي أو الدولي) يعتبر تقصيرا يضعنا أمام المساءلة ويديننا بالتأكيد، فاختيارنا للقانون الإسلامي يجد معارضة من المنظمات الدولية تؤثر على سير حياتنا، واختيارنا العشوائي لقوانين المنظمات يضعنا أمام احتمالية الوقوع في الخطأ ومخالفة الشريعة. الإسلام لا يساوم على قوانينه ويرفض الانتقاء، والمنظمات الدولية لا تقبل الانتقائية وتريد الأخذ بقوانينها جملة واحدة دون تفكيك. ويكذب من يدعي أن ما في القانونين متشابه كليا أو مختلف كليا، فهناك بينهما الكثير من التوافقات المدهشة، وبينهما الكثير من الاختلاف الحدي الذي يصل أحيانا إلى مرتبة الكفر، وكل منهما يصر على تنفيذ قانونه.
هنا تولد أهمية البحث عن الميسرين والاختصاصيين في حل النزاعات ومهارات التفاوض عسى أن ينجحوا في تقريب وجهات نظر الطرفين من خلال الاتفاق على تغيير نمطية بعض الأحكام وإلغاء بعضها بما لا يشكل طعنا بروح القوانين وجوهرها وبالتالي تصبح مستساغة لكلا الجانبين.

ألمانيا تعرض الرداء الذي ارتداه السيد المسيح أثناء صلبه

 أقامت ألمانيا لأول مرة، احتفالية عالمية لعرض رداء السيد المسيح (عليه السلام) الذي كان يرتديه أثناء الصلب، أمام أقباط المهجر.

 وذكرت وسائل إعلامية أنه "الاحتفالية العالمية لعرض رداء السيد المسيح أثناء الصلب، تمت في كاتدرائية سان بتير الكاثوليكية بمدينة ترير، كبرى المدن الألمانية، بحضور أعداد كبيرة من أقباط المهجر في كل من ألمانيا وهولندا وبلجيكا".

وأعقب الاحتفالية، إقامة قداس بحديقة الكنيسة في الهواء الطلق، حضرها عدد من كهنة الكنيسة الأرثوذكسية بالمهجر، حيث تم عقب القداس عرض الصندوق الزجاجي الموضوع فيه رداء السيد المسيح وقت الصلب.

 وستستقبل الكنيسة الآلاف من أقباط المهجر حتى 13 آيار المقبل لزيارة الرداء، والذي تم عرضه بمناسبة مرور 500 عام على الكشف عنه، وهذه الاحتفالية تقام كل 25 عاما.

 ويعتبر الرداء المقدس أهم بقايا كاتدرائية ترير، فحسب التقاليد لبس يسوع هذه الثياب قبل صلبه، وأخذها الجنود الرومانية، واقترعوا عليها وهى موجودة في ترير منذ زمان الإمبراطور قسطنطين، حيث جلبتها والدة الإمبراطور القديسة هيلينا من الأراضي المقدسة، وأعطتها للقديس أرجرزيس خامس أسقف للمدينة، حيث أقيم أول حج رسمي في عام 1512.

الجنس والله/ د. أفنان القاسم

في هذه الحلقة الخامسة والأخيرة من سلسلة المقالات التي أكتبها عن نقد الفكر الديني، لن أتعرض للجنس في الدين، لن أكتب عن عاهرات المعابد ابتداء من العصر البابلي مرورًا بعصر التوراة وانتهاء بعصر الحجاب، ولا عن الحبل بلا دنس في مصر وفارس والهند قبل أن ينسخ الحواريون عن هذه البلدان أهم ما جاء في عقيدتهم من الزواج الأيقوني للعذراء، أو لماذا الزوجات أربع في بداية عصر الإسلام، عصر كانت المرأة فيه مستلبة لا اعتبار لها كإنسانة بحاجة إلى سقف تعيش تحت كنفه، هذا الإجراء الثوري في زمنه الزجري في زمننا، لن أسوق الجينز دليلاً ولا الهامبرغر أو مادونا على العولمة دينًا للاستهلاك الخصائي، ولكنني سأعرض للجنس كعلاقة شهوانية بين المتدين والله.

يعزو علماء النفس صورة الشيطان إلى الخيال الشعبي الذي يرى فيه تمثيل الفضلات له، وعندما ربط هذا الخيالُ الشهوةَ وإرضاءَها عن طريق آخر غير الزواج الديني بالقذارة، توصل هؤلاء العلماء إلى أن الشيطان من بنات نزوة شرجية لم تُشبع، وأن الشيطان هو الجنس لمن يرى في الجنس شيئًا قذرًا.

لهذا تجدني أعتبر أن للجنس في الدين مكانًا هامًا على الرغم من الشيطانية التي وُصف بها، فبسبب هذه الشيطانية الكامنة في الجنس كانت الروحانية الكامنة في النفس، وكان السعي الحثيث إلى نوع من التوازن بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح. ولكن بالنسبة للمتدين ليس من توازن هناك عندما يعجز أمام السيقان الجميلة تحت التنانير القصيرة عن تلبية متطلبات الجسد، فيغدو الجنس وسواسًا فكريًا بدلاً من كونه وسواسًا شهوانيًا، ويقضم الجنس بذلك كل أناه، وكمتدين نجده يسعى إلى علاقة جنسية بالله.

لا ينجو المتدين من النار الشيطانية للشهوة بسهولة كما قيل للنار في وضع إبراهيم الإباحي "يا نار كوني بردًا وسلامًا" لأن لا حدود تقوم بين النزوات، جنسية أم دينية، ولأن التعبد، وبكلام آخر ممارسة الجنس مع الله، لا تطفئ نار الشهوة الجسدية.

لهذا يحاول المتدين إطفاء شهوته بقطع علاقته بالله، وليس بقطع علاقة الله به. بمعنى أن يكون كما يريد الله أن يكون في علاقته به لا كما يريد هو أن يكون في علاقته بالله، وفي هذه الحالة نوجز كل اليهودية تحت الوعد الإبراهيمي والوصايا العشر وانتصارات الجيش الإسرائيلي، وكل المسيحية بمؤسساتها الكهنوتية ومراتبها الإكليركية وسلطتها البابوية، وكل الإسلام بشرائعه وخلفائه وأئمته وجماعاته الذكورية الممارسة للنُّعوظ الجمعي تحت غطاء الدين وصرخات الله أكبر الشبقية، وهذا ما غاب عن أنطونيو غرامشي عندما طرح الاشتراكية كدين استبدال، وكذلك نوجز كل الدِّعاية بأجهزتها الإعلامية وأبواقها الرسمية ووسائلها الكونية الموازية للعولمة في غزو العقل. هكذا يولد الرباني فيه، فيكون الاتحاد بينه (الله) وبينه (المتدين)، اتحاد النحن، وخارج النحن يُلقى باقي البشر كما يُلقون في الجحيم، بينما هم ها هنا شواهد بأجسادهم على الاتحاد ما بين المتدين والله، شواهد بشهواتهم التي تتحول إلى استعارة لأنهار مني ودم تجرف الكون، فيكون الاغتراب، ويكون ضياع الهُم، وتكون الآلام من مآلها، لأن الهُم التي هي في غاية العزلة، هذه العزلة التي غدت مصيرها، لا تجد من طريق آخر لاحتمال هذا المصير إلا بممارسة الاستمناء الديني تحت غطاء الإيمان، وذلك بِشِقّ الأنفس، ولأن الهُم، لأن الأجساد، بالألم تَخترق أو تُخترق طالما بقيت خاضعة للنحن، ولا سلوى لها تكون بشمبانيا الدين أو بدون شمبانيا الدين، والنحن في السياق العلائقي هي الله والمتدين، الله والأنا، فتقذف الأنا الدين كما تقذف المني، وتسن قوانينها التعسفية لتلتذ بالله. وكلما ابتردت الأنا عادت إلى ملء نفسها بالله، والاتحاد به، الاتحاد بأمره لتأتمر بها الهُم، وتمارس سلطتها عليها.

وفي الواقع، يخترق الجسد الجسد كما تخترق الروح الروح، وليست هناك أية علاقة للفعل الأول كالفعل الثاني بالدين، فالجسد هو هذا النظام العضوي الذي يعمل بإملاء ذاته، والروح هي هذه النفسية الحسية التي تتغذى بالوهم كما تتغذى بالجمال بإملاء ذاتها، لهذا ما يدعى بالخطيئة لهو الجنس دون الله، وقد انتهت العلاقة كما يريد الله، وبدأت العلاقة كما تريد الأنا، كما يريد الجسد، كما يريد الإنسان في علاقته بالإنسان.

ramus105@yahoo.fr

القمة الإسلامية ـ المسيحية لـ "بناء السلام في عالم متغير" في مسجد محمد الأمين

 المستقبل

شدّد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على ان "الحديث عن السلام في المنطقة ليس عابراً بل هو حديث انتقالي، ولبنان هو وطن الرسالة"، في حين أبدى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل ارتياحه الى "ورش الحوار الاسلامي الإسلامي التي انطلقت في العالم العربي"، لافتاً الى "ان وعي المرجعيات الاسلامية يشجع مسيرة الحوار".
افتتحت القمة الاسلامية - الاسلامي الثانية أعمالها أمس، في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت تحت عنوان "المسيحيون والمسلمون يبنون العدل والسلام في عالم عميق ومتغير"، بدعوة من المفتي الشعار، بحضور وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الرئيس امين الجميل، النائب عمّار حوري ممثلاً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الأب فادي ضو ممثلاً البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة فاعلة من الفاتيكان تمثلت بوفد رأسه الكاردينال جان لوي توران، كما حضر وفد آخر من الكنيسة الانغليكانية برئاسة رئيس اساقفة الولايات المتحدة السابق الأسقف جان شاين، ووفد شيعي من ايران برئاسة العلامة محمد التسخيري.
تحدث خلال الافتتاح بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ممثلاً بمطران زحلة والفرزل وتوابعهما المطران عصام درويش الذي دعا الى "جعل المنطقة العربية منزوعة من السلاح". وقال: "لا شرق أوسط جديداً في عالم عربي منقسم ومن يراهن على تقسيم العالم العربي خاسر"، لافتاً الى أن "خلق تحالفات بهدف تقسيم العالم العربي يؤدي الى تدميره بالكامل، وهنا يكمن دور مسيحيي العرب أن يعملوا لخلق مناخ من الثقة بين الغرب والعرب". وتوجه الى الغرب بالقول: "أعطونا ثقتكم وثقوا بالعالم العربي ولا تعملوا لتقسيمه بل ساعدوه على تحقيق وحدته".
الشعار
بدأت الجلسة الاولى بكلمة للمفتي الشعار الذي قال: "انتم مدعوون اليوم الى ترجمة أفكاركم وعلومكم ونظرياتكم في حوار هادف من اجل ان نتحف مجتمعاتنا وأوطاننا والعالم بصناعة السلام، الذي لن يتحقق الا بقيمنا الدينية والانسانية، والذي لن يتحقق الا اذا ساد العدل الذي لن يسود الا اذا أخذت الشعوب حقوقها في الحياة وكرامتها وحريتها بتقرير مصيرها"، مشدداً على "ضرورة حل القضية الفلسطينية". وذكر بأن "هذه القمة هي الثانية من نوعها بعد قمة اولى عقدت في واشنطن منذ سنتين". وأكد ان "الحديث عن السلام في المنطقة ليس عابراً، بل هو حديث انتقالي"، لافتاً الى أن "لبنان استعصى على كل محاولات التقسيم والتفتيت، وهو وطن الرسالة".
الجميّل
ودعا الرئيس الجميّل الى "تحالف إسلامي - مسيحي لا الى حوار بينهما فقط"، لافتاً الى أن "الصراع الأساسي يفترض أن يكون بين المسلمين والمسيحيين معاً في وجه عالم الالحاد". وشدّد على أن "التعايش المسيحي الاسلامي في لبنان يبقى أمانة الأديان ووديعة الآباء والأجداد"، معتبراً أنّ "صيغة التعايش هي الخيار الأفضل المتاح شرط تحصينها بما يؤمّن لكل مكوّن لبناني الحرية والأمن والطمأنينة في فضاء التعددية والمساواة الوطنية وفي إطار دولة واحدة سيدة ديموقراطية".
وأعرب عن ثقته "بجوهر الصيغة اللبنانية، صيغة الوحدة والتضامن والتكامل". ورأى أنها "تدفع ثمن نجاحها لا ثمن فشلها، فلو كانت خياراً خاطئاً لما اجتمعت كل قوى التطرّف والعنصرية والالحاد والشمولية لضربها ومنعها أن تكون القدوة للآخرين"، مشيراً إلى أن "توفير فرص نجاحها لا ينقذ لبنان فحسب بل يقدم للعالم العربي مخرجاً لتعثر كياناته وأنظمته وثوراته ويعطي للحوار المسيحي الاسلامي في الشرق والعالم فرص التقدم، لأنّ هذا الحوار يحتاج إلى تجربة عملية يستند إليها ليعطيها مثالاً على إمكانية الحياة المشتركة"، متسائلاً "ما قيمة تطور الحوار بين المسيحية والاسلام من دون نجاح الحياة بين المسيحيين والمسلمين؟".
ولفت إلى أن "الحياة معاً هي المشاركة اليومية والمصيرية في ترجمة القيم المشتركة"، منبّهاً على أن "الايمان بالله من دون الايمان بالآخر هو تشكيك بالله وبالتالي نقض للمسيحية وللاسلام". وأكد أن ما يقلقه "ليس مصير الاكثريات والاقليات ولا مصير المسيحيين والمسلمين بل مصير الانسان العربي والانسان في كل مكان، فحين يُحترم الانسان تنتصر الثورات وتنتشر الحرية والديموقراطية وعندها تصل للمسيحيين وللمسلمين حقوقهم ويبلغ الحوار مناه".
واشار إلى أنه ينظر بارتياح "إلى إقدام المرجعيات الاسلامية الرسمية على وضع وثائق تذكر المؤمنين برسالة الاسلام وتحذر من حرف الايمان لغايات لا علاقة للاسلام والمسلمين بها، كما ينظر بارتياح إلى ورش الحوار الاسلامي - الإسلامي التي انطلقت في أرجاء العالم العربي"، مشدّداً على "أنّ وعي المرجعيات الاسلامية يشجع مسيرة الحوار". وقال: "من هنا كان ترحيبنا بوثيقة الازهر في كانون الثاني، ومن هنا كان ترحيبنا بوثيقة "تيار المستقبل" في لبنان التي أطلقها منذ أشهر قليلة، ومن هنا بادرنا لوضع شرعة الإطار وهي تلتقي في جوهرها مع هاتين الوثيقتين".
وعقدت جلسة ثانية تحدث فيها الكاردينال توران الذي أكد أن "لا حرب حتمية"، داعياً الى "العمل في مجال السلام".
ودعا العلامة التسخيري الى "معالجة القضايا العالقة ومنها قضية العلمنة، والقضية الفلسطينية، قبل بدء الحوار الاسلامي - المسيحي الذي يرتكز الى قواسم مشتركة كثيرة".
من جهته، شدد الاسقف شاين على "ضرورة محاربة التطرف والمتطرفين الذين يستخدمون العنف للوصول الى غايات شخصية والى الحكم".
الى ذلك، يستمر المؤتمر حتى غد الاربعاء على ان تعقد جلسة اليوم في مسجد الأمين فيما تعقد جلسات الغد في كاتدرائية مار جاورجيوس للموارنة بدءاً من التاسعة صباحاً.


الكاتب صالح خريسات يواجه دعوى ردة عن الإسلام

في أول قضية من نوعها أمام محكمة شرعية عمان _ القضايا..

  سجل محامون ينتمون إلى التيار السلفي الأردني، لدى محكمة شرعية عمان_ القضايا، أول دعوى من نوعها" ردة " عن الإسلام، ضد الكاتب الصحفي صالح خريسات.
وقال المحامون في لائحة الدعوى،التي من المقرر أن ينظرها، صباح يوم الأحد، الموافق 24/6/2012م، القاضي الشرعي، زيد إبراهيم الكيلاني، أن المدعى عليه، نشر مقالا على وكالة أخبار وطن، تضمن ألفاظا تدل على الردة، منها: نسبه العجز لله سبحانه وتعالى، وإنكار الغيبيات، وعدم الإيمان بها، وإنكار المعجزات، والاستهزاء بالقرآن الكريم، وبالعلم الديني، وأنه يدعو إلى ديانة بشرية عالمية، والتشكيك بما هو منقول عن السلف، واعتبارها أوهام وأكاذيب. من جهته، أنكر الكاتب خريسات، هذه الادعاءات، واعتبرها خطأ وسوء تقدير. وقال: إنه لا يوجد بيني وبين السلفيين ثأر، بل نحن متفقون ضمنيا، على ضرورة إعادة قراءة الخطاب التاريخي المنقول بالعقل.
وعلق قائلا: إن قليلا من المعرفة خطير جدا، وما زالت البشرية تبكي على ظلمها سقراط. ووجه الكاتب خريسات نداء إلى المنظمات والهيئات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، ومجالس حقوق الإنسان، والنقابات، ومراكز حماية الصحفيين، للتدخل فورا، لوقف مثل هذه التجاوزات، والاعتداءات على حرية التفكير وبخاصة في البلاد النامية

قداس احتفالي بعيد القديس انطونيوس البادواني

المطران بو جوده:" على السياسيين ان يهتموا بمصير البلاد.

زغرتا.
لمناسبة عيد مار انطونيوس البادواني، اقيم في مزار القديس البادواني في بلدة كفرزينا في قضاء زغرتا، قداس احتفالي تراسه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في الباحة الخارجية للمزار، عاونه فيه رئيس اكليريكية مار انطونيوس كرمسده الخوري نعمة الله حديد، وخادم المزار الخوري جوزيف غبش، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية. حضر القداس رئيس بلدية كفرزينا تادي نادر وعدد من المخاتير، الى جمهور واسع من المؤمنيين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:"اود ان اعبر عن فرحي وسروري، ان احتفل معكم، كما في كل عام، بعيد شفيع هذا المقام مار انطونيوس البادواني، وكي اقول ايضا، اننا مدعويين، الى الصلاة بحرارة وعمق في هذه الايام الصعبة التي تعيشها بلادنا، وبلدان الشرق الاوسط، حيث يعيش المسيحيون فيها بخوف، متناسين ان المسيح قد وعدهم بانه سيكون معهم الى منتهى الدهر. يوم الخميس الماضي احتفلنا بعيد القربان المقدس، خميس الجسد، في مسيرة من سبعل الى كرمسده شاركت فيها رعايا الابرشية، واليوم نحتفل بعيد البادواني مع بعضنا البعض في الابرشية، وكل ذلك كي نعبر عما قاله المسيح للرسل عندما جاء احد اليهم وطلب منهم شفاء ولده ولم يستطيعوا ذلك، بينما المسيح استطاع شفاءه، وعندها قال الرسل له لماذا لم نستطيع نحن ان نشفيه قال لهم المسيح "هذا النوع من الشياطين لا يطرد الا بالصوم والصلاة".
واضاف بو جوده:" ان شيطان الحقد والبغض، شيطان الانقسام بين المسيحيين وبصورة خاصة بين الموارنة، هذا الشيطان الذي يعمل على تفتيتنا، لا يمكننا طرده الا بالصوم والصلاة، لذا يجب ان نصلي بالحاح ونطلب من الرب يسوع ان يوعي المسؤولين بيننا على خطورة ما يقومون به من انقسامات وخلافات يوعيهم انه واجب عليهم كقادة سياسيين ان يهتموا ليس فقط بمصالحهم الخاصة انما بمصير البلاد التي تسير نحو الخراب بسبب انقساماتهم، اليوم مع القديس انطونيوس البادواني نصلي بالحاح ونطلب من الرب ان يوحد صفوفنا حتى نكون حقيقة شهودا له كما طلب منا في كل الارض، وان من يرانا يتعرف من خلالنا على المسيح بصورته الصحيحة، وليس بصورته المشوهة التي نعطيها عنه اليوم".
وتابع بو جوده:" القديس انطونيوس عاش في زمن شبيه بالزمن الذي نعيشه اليوم، على الصعيد الديني حيث كانت اوروبا كلها تمر بازمة ايمان خطيرة وهرطقة وانشقاق بين المسيحيين، وحتى بين المسؤولين الدينيين، حاولوا معالجة هذه الامور بالوسائل البشرية الا انهم لم ينجحوا، حاولوا معالجتها بالعنف والقوة لكنهم لم ينجحوا، وبرز اشخاص اعتمدوا القفه الانجيلي والتجرد والصلاة وتجولوا بكل انحاء اوروبا حتى يدعوا المسيحيين للعودة الى اصالتهم والى تقيدهم بالايمان المسيحي ومن ابرزهم كان القديس انطونيوس البادواني، الذي تجول وعلم وبشر، جمع الشعب والمؤمنين حول المسيح ودعاهم للعودة الى اصالتهم وللروح المسيحية".
وقال بو جوده :" هناك افكار خاطئة جدا تنتشر من قبل جماعات تدعي المسيحية وهي بعيدة كل البعد عن المسيحية، ووصلنا، في بلدان مثل اوروبا حيث الثقل المسيحي، الى العلمنة المفرطة الى الالحاد ولم يعد الله يعني شيئا لهم، فقط المادة والملذات الجسدية هي همهم، والسعي الى السيطرة على العالم، واذا لم ننتبه فنحن على هذا الطريق سائرون، علينا ان نصلي كما علمنا القديس انطونيوس وكما كانت حياته كلها حياة شهادة وايمان".

الإسلام دراسة أعراضية/ د. أفنان القاسم


سندرس الأركان الخمسة للإسلام دراسة تعتمد السيميولوجيا، علم الأعراض، وسنماثل –أو نكاد- اللساني كلود بريمون في دراسته "منطق الممكنات السردية" مجلة كومينيكاسيون 8.

1- الشهادتان (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله)

تنقسم الدراسة الأعراضية لهذا القول إلى قسمين، الأول التحليل التقني: التقنية ذات حدين الشهادة بالله والشهادة بمحمد، الله ومحمد كعنصرين للإيمان أحدهما متوقف على الآخر، ودون أحدهما ينتفي الآخر، ولا يكون هناك مكان للإيمان. عند هذا المستوى هناك إقرار لفظي بالوحدانية (لا إله إلا الله) وبالرسولية (محمد رسول الله)، واللفظة "أشهد" غير المكررة تنهل من المنطق الممكن للإسلام، والذي موضوعه في هذا الركن الأول من الأركان الخمسة الإيمان وليس العبادة كما اعتادت بعض المراجع الدينية قوله.

الثاني البحث عن القوانين التي تحكم عالم الشهادتين: تعكس هذه القوانين الضغوطات المنطقية التي تتطلب الأخذ بعين الاعتبار كل الأحداث السابقة عليها وإلا كانت غامضة، ونقصد بالأحداث السابقة عليها ليس فقط الإيمان بأكثر من إله من آلهة مكة ولكن أيضًا إله المسيح في ثوبه الثلاثي (الأب والابن والروح القدس) وإله اليهود وحتى الآلهة القدامى الذين كانوا للرومان والإغريق والمصريين إلى آخره. إلى جانب أنها تضفي إلى هذه الضغوطات المنطقية الأعراف السائدة في عوالمها الخاصة، ثقافتها، زمنها، أدبها...

خلاصة

المنطق الممكن لقول الشهادتين، السردي، لا يلزم أحدًا، لهذا هو ممكن لا مؤكَّد، فكم من قائل للشهادتين لم يلتزم بهما، وكم من قائل للشهادتين أخفى بهما ما يضمر، عدم دفع الخراج مثلاً أو الحيلولة دون التهديد الإثني يهودي صابئي نصراني أو الوصول إلى المناصب العليا في الدولة إلى آخره، وهنا القائمة طويلة تبدأ بأهل الذمة وتمضي بإسبان الإندلس يهودًا ومسيحيين وغير مسيحيين ولا تنتهي "بملحدي" عصرنا الذين ولدوا مسلمين. كما أن ما يحكم عالم الشهادتين من قوانين ليس ثابتًا، فالضغوطات تتجدد ولن تنتهي، والإيمان وحده لا يكفي، لهذا جاء الركن الثاني، الركن العملي للإيمان، ألا وهو الصلاة، وهنا ننتقل من الإيمان إلى العبادة.

2- الصلاة (إقامة الصلاة)

تبعًا لخريطة الممكنات المنطقية يصبح بالإمكان دراسة عوالم ركن الصلاة حسب ترتيب يقوم على الخواص البنيوية، العبادة أهمها. هذه العبادة كخاصة بنيوية أساسية تتضمن أخرى: الحساب، لأن الصلاة أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة. ولهذا كان التواشج البنيوي من أجل تضمين منطق المؤكَّد والإبقاء على منطق الممكن. وذلك لأسباب عديدة أهمها الفروض الخمسة، وهي كثيرة، وبوصفها الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بين العابد والمعبود، فالمدلول، الذي هو الله، عليه أن يكون أقوى من الدال، الذي هو العابد، ولن يتحقق ذلك إلا بالإكثار من التعبد عن طريق صلوات تتالى من الفجر إلى العِشاء.

خلاصة

ارتبطت الصلوات الخمس بزمن الدعوة، خمس صلوات لا واحدة ولا اثنتان ولا ثلاثة، زمن مفتوح على بعضه لطوله، وليس كزمننا المنغلق على بعضه لقصره، من هنا يجيء الممكن في منطقها. لكن هناك غايات كثيرة ترمي إليها خمس صلوات كهذه، وأول هذه الغايات الربط المستمر بين العابد والمعبود خوفًا من الارتداد عنه، وهذا الأمر كان شائعًا في زمن الدعوة، أضف إلى ذلك ما كان يقوم به محمد (والصحابة) من توضيح الكثير من الآيات والإجابة على الكثير من الأسئلة، بينما تَجَمُّعُ المؤمنين في "الجامع"، الذي هو المسجد، في زمن يحتاجون فيه إلى التعاضد ورص الصفوف، كان شيئًا ضروريًا بل حياتيًا للمحيط العدائي محيطهم.

3- الزكاة (إيتاء الزكاة)

الإكثار من الصلاة جعل من أهم ركن برأيي من أركان الإسلام بوصفه اقتصاديًا ألا وهو الزكاة يدخل في إطار المنطق الممكن المشروط، فالمال لم يكن في يد كل الناس واحدًا، وكانت طبقة التجار والأغنياء وحدها من يتحمل هذا العبء الذي أخذوا عليه بالمقابل وعدًا إلهيًا بالطهارة والصفح عن الخطايا أكثر ما يمكن تقديمه الدعائي الديني: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها". من هذه الناحية تم التخفيف في الطريقة التي تُجنى بها الأموال والتي دونها لن تصمد رسالة محمد لدى الفقراء لدى العامة.

خلاصة

يبقى هذا الركن الوحدة القاعدة لكل الأركان التي عرضناها والتي سنعرضها، وهذه الوحدة كوظيفة بنيوية، لدى العالم الألسني بروب، تُطَبَّق على الأفعال والأحداث المجتمعة في مكان محدد وزمان محدد، وتُوَلِّد "الرفاه"، ما تَعِدُ به الرسالة: شيء قليل على الأرض اليوم مقابل شيء كثير في السماء غدًا.

4- الصوم (صوم رمضان)

في ركن الصوم تلتقي الأركان الثلاثة السابقة لتولِّد متتالية أساسية ذات وحدات ثلاث، فالصوم إيمان وعبادة وعطاء، وهذه الوحدات الثلاث لثلاث مراحل ملزمة لكل صيرورة: أ) وظيفة فاتحة للممكن في الصيرورة، الطاعة والغفران والثواب تلخيصًا للسلوك أو للحدث المتنبأ به. ب) وظيفة محققة لهذه الافتراضية تحت شكل السلوك والحدث الفعليين. ج) وظيفة تقفل الصيرورة تحت شكل النتيجة التي تم التوصل إليها: يصوم الفرد عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية وكل عمل سيء من شروق الشمس (أي من صلاة الفجر) إلى غروبها (إلى صلاة المغرب)، ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زاداً إيمانياً يكفيه بقية العام (عن ويكيبيديا أركان الإسلام). لنلاحظ أن لا ضامن هناك في العقد الذي يوقعه العابد مع المعبود تمامًا كما هو في مادة الإيمان خلال الدعوة، خلال الدعوة كان الاتفاق على خمس صلوات يوميًا لئلا يفك المعبود العقد من يوم إلى يوم، وعلى مر العصور كان الصوم ضمان الإيمان بالعابد لدى المعبود من عام إلى عام.

خلاصة

المنطق الممكن في كل ما يخص باب الصوم يحتاج إلى الامتثال للوظائف الثلاث كما يقول العالم الألسني بروب كل وظيفة تلي الأخرى وليست هناك حرية الذهاب من واحدة إلى ثالثة أو من ثانية إلى واحدة، إنها ضرورة فعل الصوم في صيرورته. لكن هذا لا يعني عدم إسقاط الصوم على من لا يستطيع عليه كالمريض والمجنون والمسافر، إلا إذا ما قرر هذا أو ذاك "تحيين" فعل الصوم، بمعنى العمل به لا كما يقال فيه. وفي هذا "انتهاك" لشبكة الممكنات، لأن هدف السلوك هنا هو إنجاز صيام ليس ضروريًا، وبكلام آخر إلغاء إفطار مسموح به، فبات الصيام قسريًا، وتعطل المنطق بعد تحوله من ممكن إلى ليس ممكنًا. سأشير تحت هذا الركن إلى أهمية ركن الزكاة، فلولا المال لما أمكن الإفطار. والأمر ذاته بخصوص ركن الحج، لولا المال لما كان للحج منطق الممكن. نؤكد ما قلناه، ركن الزكاة أهم أركان الإسلام، لأن كل هذه الأركان تتوقف بنيتها على الاقتصاد، وكل الرسالة المحمدية ما جاءت إلا بدافع الاقتصاد. الاقتصاد أولاً، والروحانيات ثانيًا، وإن بدت الأولى.

5- الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)

لهذا الركن، ركن الحج، منطق الممكن كحدث تحت شرط واضح ألا وهو الاستطاعة تبعًا لوسائل المرء المادية، بمعنى أن للحدث احتمال تحققه وعدم احتماله، وبالتالي كل ما يقال عن فرض الله له على كل مسلم بالغ يوصف تحت أفق يغلق صيرورة الحج الذي يلعب الحاج فيها دورًا سلبيًا، وبذلك تُفرغ مصطلحات مثل العبودية والطاعة والصبر من معانيها.

خلاصة

للوصول إلى هدف الحج في صيرورة الحج يجب المضي بصيرورة ثانية تكون للحاج بمثابة وسيلة لتحقيقه، هذه الصيرورة بالطبع هي المال، وأيضًا من أجل هذا يجب المضي بصيرورة ثالثة، هذه الصيرورة بالطبع هي الاستدانة، وهكذا إلى ما لا نهاية، فالحجاج اليوم في معظمهم ليسوا أغنياء، وهم يفعلون كل ما بوسعهم ليحجوا رغم كل النتائج، ليتحول العامل التعويضي (جزائي) إلى عامل عدائي (عقابي).

خاتمة

تتعدد الممكنات المنطقية من ركن إلى آخر كما تتعدد الأعراض، فالشهادتان كركن لا تؤسسان للإسلام دون غيرها من الأركان، وحدها تبدو عليلة، ومع غيرها تتمتع بكل صحتها، لهذا تتنافى الأعراض، وتظل الممكنات. لكن لكل نظام بنيوي منطقه الخاص، والإسلام نظام بنيوي له منطقه، هذا المنطق، كما رأينا، يخضع لارتداد نسقي بين مكوناته أو بين مكوناته ومكونات غيره من الأديان أو الأشكال إذا ما اعتبرنا القصيدة الجاهلية شكلاً من الأشكال الدينية وحكايا ألف ليلة وليلة شكلاً من الأشكال الدينية والتمائم السحرية شكلاً من الأشكال الدينية والابتهالات الوثنية شكلاً من الأشكال الدينية والأغاني للأطفال، أنا لا أقول أغاني الأطفال وإنما الأغاني للأطفال، شكلاً من الأشكال الدينية، وكلها لا بد أن تمضي بعبارة هي دومًا واحدة كالشهادتين، إذن الأمر ليس جديدًا، لكنه يحدد أفلاك الفعل الموائمة للأدوار العديدة المتوخاة، غير المضمونة، لأنها تدور بين قائل الشهادتين وبين نفسه، أي في الحيز الخفي للضمير، وهذا الأمر لا يكلف شيئًا. أنا ألغي هنا مقولة الكذب، فالصدق جائز لدى معظم الذين يؤمنون بالإسلام، ولكني لا ألغي مقولة عدم الصدق، مما يقلل من أهمية الشهادتين، إذ بهما أو بغيرهما الإيمان ممكن كعدم الإيمان. كما أنني ألغي مقولة الإكراه، فالاختيار جائز لدى معظم الذين يؤمنون بكل الأديان، ولكني لا ألغي مقولة عدم الاختيار، مما يشكك بقيمة الشهادتين، إذ بهما أو بغيرهما يلعب الوعي دورًا هامًا، والدين كاختيار شخصي لهو اختيار ليس واعيًا.

الصلاة خمس مرات في اليوم خمس مرات كثيرة في اليوم خمس مرات متتالية في اليوم، في عصر التكنولوجيا والزمن المفقود، الصلاة خمس مرات في اليوم شيء آخر، هنا تتعدى أعراضُها فَلَكَ فعل المصلي إلى المصلى له، تحت منظور تصبح فيه الصلاة نوعًا من الترف الروحي واللاجدوى المريحة، نوعًا من مجانية الفعل. لِمَ كل هذا الخضوع الذي لا يني من طرف العابد للمعبود؟ لرشوة الله، الإله القديم بين آلهة مكة، ثم الإله الوحيد بعد أن انتفت عنه الصفة الوثنية التعددية، وأُبقيت له الصفة الأحادية تحت المفهوم البطريركي الشمولي كخالق مفترض للعباد، والعابد أحدها، الراشيهِ بصلواته، ليرضى عنه، ويحقق مطالبه، لأن ما يدعيه العابد من روحية إلى درجة يتزوج فيها الله، شيء ليس صحيحًا، وإن كان صحيحًا، فالروحية هذه تجيء فيما بعد، في المستوى الأدنى من البنية الفوقية للدين، الأدنى جدًا، فكل هذه الصلوات لا فائدة منها في نهاية المطاف بما أن الله لا يستجيب ولن يستجيب كما يردد الشيوخ ليل نهار منذ مولد المرء إلى مماته لدرجة تجعله يأمل –من يأسه- باستجابته فوق، فيكون مسكنه الجنة.

في ركن الزكاة هناك إعادة تشكيل منطقية لشبكة تشكيل المال الحديثة بنسب وفوائد (في هذا السياق روحية وربانية) وخاصة في كونها ضرائب تؤدَّى كل عام عن دخل محدد بالأرقام. لكن الاقتصاد الرباني هذا يظل بدائيًا، يعتمد على جهاز وقائي، من أعراضه الحيلولة دون الدور الذي من الواجب على الاقتصاديين لعبه في نظام العولمة، جهاز وقائي لنظام رأسمالي رث، أي يعاد به إلى وضعه السابق على الدعوة المحمدية، الوضع الوثني، حيث كانت الأموال تدخل في أيدي تجار قريش ولا تخرج منها –من هنا تأتي تسمية وقائي- وتبقى دائرة بين تجار كبار وتجار صغار (في عصرنا بين الرأسماليين الغربيين والرأسماليين العرب) لاستغلال كل أفراد المجتمع. بسبب هذا الجهاز الوقائي أَحْرَقت في جهنم وبئس المصير السعودية وبلدان الخليج خلال الأزمة المالية السابقة مئات بليونات الدولارات، ولكونها بلدان متوقفة على غيرها مستوردة لا منتجة، من الإبرة حتى المشخخة.

الصوم وحدة الفعل الواحد، دون أعراض مرضية، ربما كانت فيه فائدة من الناحية الجسدية في النهار والروحية في المساء، ولكن يمكن أن يكون في أي يوم رمضان، مع الاحتفاظ بيوم السابع والعشرين تاجًا على رأس كل أيام السنة. أضف إلى ذلك أن الصوم كغيره من أركان الإسلام عادة وثنية، عندما نعرف أن الناس في عهد ما قبل الدعوة المحمدية كانوا يصنعون من التمر أصنام آلهة فيزيقية يعبدونها ويأكلونها عندما يجوعون، وبهذا الفعل كانوا عمليين وواقعيين أكثر من المسلمين اليوم، فالمسلمون اليوم يعبدون إلهًا ميتافيزيقيًا لا يمكنهم أكله، وبدل أكلهم الهواء ينصبون موائد الإفطار كما كانت تنصب في قصور روما الخليعة التي تكلفهم ما لا طاقة لهم عليه والتي تتنافى مع أخلاقيات خادعة في العطاء والتسامح والشعور مع الفقراء. هذا الركن يمثل عبئًا كبيرًا على كل المتدينين من كل الأديان وليس فقط الإسلام عبئًا ماديًا وروحيًا على الرغم من كل المظاهر الكذوبة، أقول كل الأديان، فهناك تماس فضائي وآخر زماني ما بينها كلها، وهناك استتباع تضميني ما بينها كلها، وهناك استدعاء استعاري ما بينها كلها.

أما الحج سيميولوجيًا فأعراضه تشير إلى كونه من أقدم العادات الوثنية قدم الأديان نفسها، الأكروبول شاهد على ذلك، وقبل الأكروبول كل الهياكل قاطبة منذ ما قبل الكلدان، وفي كل الحضارات بما فيها حضارة مايا البدائية، حضارة من فجر التاريخ في أمريكا الجنوبية. والحجُّ سيميائًيا وَحْدَةٌ لفعلٍ متماثل، متكون من عدة أفعال متكاملة، لكنها تدور على نفسها دون توقف، من هنا جاء الطواف حول الكعبة، طواف مدفوع بأعراض حمى الطواف هدف الطواف من أجل الطواف فقط لا غير، والحجر الأسود (حجر نيزكي) ينظر إلى الجميع بحنق دفين، فليس هناك في فعل الطواف أية علاقة تضمينية للنفع الإنساني –كما يقول كلود بريمون- حيث الأحداث التي تجري ليست منتجة، وليست ذات معنى، لأن الأحداث لا تأخذ معناها ولا تنتظم زمنيًا إلا بالنسبة لمشروع إنساني تغوص جذوره في أعماق الأرض لا في أعماق السماء.

باريس الأحد 2012.06.10

مجدليا احتفلت باليوبيل الفضي للخوري انطون بيوس البعيني

الغربة ـ فريد بو فرنسيس

احتفلت رعية بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، باليوبيل الفضي لخادمها الخوري انطون بيوس البعيني، خلال احتفال اقيم في قاعة كنيسة السيدة في البلدة. استهل الاحتفال بقداس في قاعة المبنى الجديد لكنيسة السيدة في مجدليا الذي هو قيد الانجاز، تراسه الخوري البعيني، وعاونه خادم رعية بلدة حرف ارده الخوري يوسف جنيد، والخوري عبود جبرايل، بمشاركة رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ولفيف من كهنة الابرشية. حضر الاحتفال رئيس بلدية مجدليا المحامي ابراهيم حرفوش وعقيلته، الى عدد من الرهبان والراهبات، وحشد تربوي وثقافي واجتماعي، وابناء البلدة والبلدات المجاورة.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده كلمة تناول فيها سيرة حياة المحتفى به، والمزايا التي يتحلى بها وايمانه القوي الذي قاده من التعليم الى الكهنوت وقال بوجوده:" المطلوب من الكاهن اليوم ان يكون شاهدا للمسيح، وان يضع علمه وثقافته في خدمة الكلمة، وهذا ما قام به الخوري انطون طوال السنوات الخمسة والعشرين، هو الانسان المثقف، المعلم، والمربي، الذي كرس حياته للخدمة والتربية، والتعليم، جعل كهنوته شهادة، فكان عمله الكهنوتي كما كل كاهن "المعلم"، الذي يعيش ما يقوله، ولا يكتفي بنقل المعلومات". وتابع بو جوده:" لقد كان الراعي والمدبر الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه، الذي يسير امامهم كي يقيهم المخاطر، ويعرض حياته للخطر ليحمي خرافه، وهذا ما كان يقوم به الخوري انطون، هو يسعى لمعرفتهم كي ينقل اليهم كلمة الله".
بعد القداس اقيم حفل خطابي، القى خلاله رئيس بلدية مجدليا المحامي ابراهيم حرفوش، كلمة رعية مجدليا فقال:" للخوري انطوان البعيني، في مجدليا والجوار، وفي الابرشية، اكثر من حضور، واكثر من يد بيضاء، هو الذي يشاركنا افراحنا واتراحنا، يبتسم ويضحك معنا، وتنزل دمعته على وجناتنا، وحيث يحل، تعزي قامته الحضور والمكان، بالكلمة الراقية والجامعة والمحبة، فتنزل في القلوب بردا وسلاما". وتابع حرفوش يقول :" في يوبيله الفضي نتقدم منه بفضة محبتنا، وذهب ايماننا، وسنابل رجائنا، لنتمنى له، دوام العطاء وطول العمر، الصحة والعافية كي يبقى وجه المسيح بيننا، حاملا رسالته وتعاليمه، يكرز بها كلما تربع جرس، وامتلات ساحة القرية باهلها". وختم حرفوش يقول :" الخوري البعيني، لم يكتسب محبتنا له، وعمق هذه المحبة، الا من حضوره بيننا، لا من ايما غياب، وهو يعرف وكلنا ايضا، مكانته الرفيعة، التي لا غنى عنها بيننا، واذا كان للقلب ان ينبض بمحبتنا له، فلطرقات مجدليا وبيوتها وحجارة كنائسها ان تصلي معنا، لنحتفل بعد ربع قرن بيوبيله الذهبي".
ثم كانت قصيدة من وحي المناسبة قدمها عريف الحفل الشاعر جرمانوس جرمانوس، قبل ان يلقي الاستاذ حنا بركات كلمة لجنة العائلة في ابرشية طرابلس المارونية فقال :" خمسة وعشرون عاما مرت، ولا تزال كاهن الابداع واساليب المواعظ، تحتل الصدارة لتوفر افضل العطاءات الدينية والاجتماعية، لقد اغنيت رعيتك بما وهبك الله من عطاءات، اعمالك نموذج يحتذى به، نالت اعجاب معارفك في حقلي الدين والدنيا، وفي زمني الحرب والسلم". اضاف بركات :" لقد عمرت البيوت المهجورة، وبوبتها بما يلزم، وجعلتها مراكز للنشاطات الدينية المتنوعة واجتماعات للافراح والاحزان، ونضجت هذه الفكرة عندك قبل الاخرين، انت اليوم، في السبعينات براعمك خضراء تزهر الان، وفي الثمانينات والتسعينات ستثمر وتعطينا من ثقافتك، وانت نبع العطاء لنيل يتدفق ولفرات يتجدد".
ثم تحدث المحتفى به الخوري انطون البعيني فشكر للحضور محبتهم، وللبلدية والرعية لفتتها، طالبا من الرب يسوع ان يوفقه في مسيرته ويسدد خطاه من اجل ان يكمل عمل الخير في خدمة الرعية وابنائها.
بعد ذلك قدم كهنة القطاع درعا تكريميا للخوري بعيني سلمه اياه الخوري يوحنا مارون حنا، ودرع اخر من بلدية مجدليا قدمه رئيس البلدية المحامي ابراهيم حرفوش، ودرع ثالث من عائلة السيد ايليا حرفوش قدمه الطفل ايليا اراهيم حرفوش نيابة عن جده، واختتم الحفل بكوكتيل ضخم حيث قطع الخوري البعيني والمطران بو جوده ورئيس البلدية ابراهيم حرفوش، والخوري عبود جبرايل، قالبا من الحلوى، وتقبل الخوري البعيني بعد ذلك التهاني من الحضور.

الإعـدام.. عقوبة إزدراء الأديان/ مجدى نجيب وهبة

** أرقصوا يا أقباط المهجر .. فى أمريكا ، وأستراليا ، وكندا .. وكل الأقباط فى كل بلاد العالم .. فقد بدأت البشاير الأفغانية الإيرانية ، تظهر فى سماء "مصر ستان" الإرهابية .. بعد أن باركتهم أمريكا ، ودعمتهم ، وأمدتهم بالدولارات ، وأيدت وصولهم للحكم .. بينما وقف جميع الأقباط فى كل دول العالم .. يصفقون لأوباما ، ويمدحون سياسته ، ويهللون للكونجرس الأمريكى ، وإنجازاته العظيمة ..
** لم يتوانى السيد "موريس صادق" ، رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية ، لحظة واحدة عن إرسال قصائد المديح فى الحقير "أوباما" .. بل كان يرفض كل من يتطاول على رئيس أمريكا ، ويسخر به .. ها هو "أوباما" .. ظل يحرض ضد مصر ، حتى أوقعها فى براثن الإرهاب ، ولم يجد من يوبخه ، أو يرفع لافتة واحدة ضده ... وكما رأينا السيد "موريس صادق" ، وهو يدافع عن الرئيس "أوباما" والإدارة الأمريكية .. لم يتوانى الكاتب والمفكر الحقوقى "مجدى خليل" عن المديح فى الكونجرس الأمريكى ، وإظهار عظمته ، والمديح فى السياسة الأمريكية .. وإظهار تفوقها فى إقرارها للديمقراطية ، والحرية ، والعدالة .. بل لم يتوانى لحظة واحدة ، عن إرسال قصائد شعر فى مدح الربيع العربى ، الذى بليت به مصر ..
** لقد كتبت أكثر من مقال .. أطالب المجلس العسكرى بغلق التحرير حتى لا تحتل مصر .. فكان رد الأستاذ "مجدى خليل" دائما ، أن التحرير هو الحل .. لقد حذرت من تواجد حماس ، وميليشيات الإخوان ، وتنظيم القاعدة بالتحرير .. لم يصدقنا أى ناشط حقوقى .. بل ظلوا يدافعون عن التحرير ، ويعتبروه رمز الثورة ..
** حذرناهم أنها لم تكن بثورة .. بل كان سيناريو مخطط لتسليم مصر للإخوان ، والأن بعد أن بدأت بعض الأوراق تتناثر ، وإنتشرت بعض الفيديوهات لتؤكد مصداقية كلامنا .. كما صدرت بعض التصريحات الأمريكية ، لتؤكد السعادة البالغة التى يشعر بها أوباما ، وهيلارى كلينتون ، وهم يسلمون مصر للإخوان .. فماذا يرى كل من المستشار "موريس صادق" ، وما هو رأى السياسى المحنك ، الأستاذ "مجدى خليل" بعدما وصلت الأمور إلى دراسة مشروع تقدم به نواب الإخوان بتطبيق عقوبة الإعدام لإزدراء الأديان !!! ...
** نعم .. أقول ، أرقصوا يا أقباط المهجر .. مثلما رقصتم بعد سقوط مبارك .. والأن ، لم يعد أمام هؤلاء الإرهابيين إلا تسنين القوانين .. التى تسمح بتنفيذ عقوبة الإعدام فى القبطى الذي يقدم للمحكمة بتهمة إزدراء الأديان .. وهذه التهمة ما أسهلها .. فلا تحتاج لمستندات ، أو أدلة .. أكثر من تقديم بلاغ للشرطة الملتحية .. ومع البلاغ شاهدان ، وما أكثرهم .. لتأكيد هذا البلاغ .. فيصدر قاضى المحكمة حكما بالإعدام على المتهم؟!!! ... فلا تحزنوا ياأقباط مصر .. وهنا أخاطب الأقباط الحقيقيين ، المصريين ، الذين صمدوا أمام هذه الهجمات العنترية ، وفهموا ما تقصده أمريكا ..
** أما عن الأقباط الذين تراقصوا لما تدبره أمريكا ، وتراقصوا لحكم الإخوان .. فأنا أغسل يدى منهم .. ولكن لن أتوقف عن الدفاع عن أقباط مصر الحقيقيين الذين سفكت دمائهم ، وزهقت أرواحهم ، وإنتهكت أعراضهم ، وسرقت أموالهم .. نعم ، هؤلاء هم الأقباط الذين أتحدث عنهم .. وليس أخرين !!
** أما عن الخبر .. فهو منشور بجريدة "أخبار اليوم" الصادرة اليوم 9/6/2012 .. بعنوان "الإعدام عقوبة إزدراء الأديان" .. وتفاصيل الخبر تقول "تبحث لجنة الإقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب ، فى إجتماعها الأربعاء القادم ، برئاسة طلعت مرزوق ، تغليظ عقوبة إزدراء الأديان ، من خلال مناقشة مشروعى قانونين .. الأول تقدم به النائب "منصور علام" ، وإقترح فيه إعدام كل من سب الذات الإلهية ، أو أحد الأنبياء .. وقضى مشروع القانون بحبس كل من إزدرى نبيا ، أو أى من أصحابه ، أو زوجاته لمدة لا تقل عن 5 سنوات .. وبنفس العقوبة لكل من روج للإزدراء بأى من الوسائل المقروءة أو المسموعة ، أو المرئية .. أو عن طريق رسوم الكاريكاتير .. أما مشروع القانون الثانى ، فتقدم به النائب "ياسر القاضى" ، وطلب فيه أن يتم عقاب كل من نشر رسوما للذات الإلهية ، أو أحد الأنبياء ، أو الرسل .. بالحبس وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه .. وشددد مشروع القانون العقوبة لتصل إلى السجن المشدد .. إذا كانت الجريمة بغرض إرهابى ، وجاء بالمذكرة الإيضاحية لمشروعى القانونين أن قانون العقوبات يخلو من أى عقاب لمن يقوم بسب الرسل أو الذات الإلهية" ....
** وبالطبع .. العقوبة هنا لا تنطبق على مسلم يسب المسيحى .. فالأيات القرآنية كلها تقول "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" ، وأية أخرى تقول "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين" .. وأية رابعة .. وأية خامسة .. فالمقصود هنا هو عمل كارت إرهاب دموى لأقباط مصر .. وأكررها بمباركة أمريكا وشعبها .. ولا تعليق !!!!...
صوت الأقباط المصريين

الدور الريادي للمسيحية العربية/ فهد الريماوي

على اديم زمن ملتبس وخلافي افترق فيه المبنى عن المعنى، والعنوان عن المضمون، والفعل عن الفاعل، والمبتدأ عن الخبر، والنعت عن المنعوت، تجهد المسيحية العربية لاعادة تعريف نفسها، وتظهير خطابها السياسي، وبلورة فهمها للواقع العربي السائد، واسترجاع دورها الوطني والقومي القديم

وفيما تتقاطر بعض القيادات الاسلامية للتطبيع مع العدو الصهيوني بذريعة الصلاة في الاقصى الاسير، وتتدافع جماعات الاسلام السياسي على ابواب لندن وباريس وواشنطن لتقديم اوراق الاعتماد، وشهادات حسن السير والسلوك، وضمانات الحفاظ على معاهدات الصلح مع العدو·· تنأى القيادات المسيحية العربية بنفسها عن هذا العبث والتهافت والهرولة المقيتة، وتعلن موقفها الحازم في رفض اي صلح او سلام مع العدو قبل اقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وجلاء هذا العدو عن كل شبر عربي محتل

كم هو لافت للنظر، وباعث على التأمل، ذلك الفارق النوعي الهائل بين موقف البابا القبطي المرحوم شنودة الذي رفض، على امتداد اربعين عاماً، السماح للاقباط بزيارة الاماكن المسيحية في القدس المحتلة ما دامت محتلة، وبين موقف الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية، الذي اتخذ الصلاة المباركة في الاقصى وسيلة للتطبيع الشنيع مع الغاصب اليهودي الذي يتحين اقرب الفرص لتدمير هذا المسجد العتيق

كم هو لافت للنظر، وباعث على المقارنة، ذلك الفارق السياسي والاخلاقي الواسع بين موقف الشيخ يوسف القرضاوي الذي افتى بقتل امرئ مسلم اسمه معمر القذافي دون محاكمة، واحل الاستقواء بحلف الناتو لتدمير ليبيا وسوريا، وبين موقف البطريرك الماروني اللبناني، بشارة الراعي الذي ادان اي تدخل اجنبي في الشؤون الداخلية العربية، واشاد بالنهج الاصلاحي الذي باشرته القيادة السورية منذ اكثر من سنة

قبل عقد من الزمان، توقف الكثير من ابناء امتنا العربية امام مفارقة مثيرة للدهشة تمثلت في قيام خادم الحرمين الذي كان ولياً للعهد آنذاك، بطرح مبادرته السياسية المعروفة على مؤتمر قمة بيروت عام 2002 خلواً من حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولكن الرئيس اللبناني الماروني، اميل لحود الذي ترأس تلك القمة، رأى في تلك المبادرة انحيازاً لاسرائيل، ورفض بكل اصرار بحثها او مناقشتها، قبل اضافة بند "حق العودة" الى مسودتها·· وهكذا كان

ربما يطول حديث المقارنة بين ثبات معظم القيادات الروحية والسياسية المسيحية، من امثال المطران هيلاريون كبوجي، والمطران عطا الله حنا، والعماد ميشال عون، وبين تنازلات بعض قادة الاسلام السياسي، من امثال راشد الغنوشي، وسعد الكتاتني، وعلي البيانوني، ومصطفى عبد الجليل الذين فاجأوا الرأي العام العربي بتنازلات للعدو الصهيوني، ومساومات مع دول الاستعمار الامريكي والاوروبي والعثماني لم تكن تخطر على بال، او ترد حتى ولو في الخيال

شتان بين خطاب المسيحية العربية المتفهم للظروف الراهنة، والمتصف بالروية والاعتدال وبعد النظر، والمحكوم بذهنية توفيقية وتنويرية وتقدمية، وبين خطاب جمع غفير من المنابر والاقلام والفضائيات المحسوبة على الاسلاميين التي تتبارى في التحريض والتحشيد والتصعيد والتكفير والتنابز بالمذاهب والطوائف والملل والنحل وكل ما يفرق ولا يوفق، ويبدد ولا يوحد، ويؤجج نيران الفتن بدل اطفاء بؤر التوتر، واصلاح ذات البين

وليس خافياً على احد ان هذا الشطط في خطاب جملة من الحركات والجماعات الاسلامية سوف يقود حتماً، ليس الى مباعدة اسلامية - مسيحية داخل الوطن العربي فحسب، بل ايضاً الى انقسامات وافتراقات متعددة داخل الصف الاسلامي ذاته، والى صراعات دامية وحامية وطويلة المدى بين السنة والشيعة بشكل خاص، وبين الاسلاميين المعتدلين والمتطرفين بشكل عام

ولعل الغريب العجيب في هذا الخصوص، ان الجماعات الاسلامية التي ابتلعت فريضة الجهاد ضد العدو الصهيوني، وتعهدت بين يدي واشنطن باحترام اتفاقيات الصلح والتطبيع مع هذا العدو، وشدت الرحال مراراً وتكراراً الى عواصم الاستعمار ومراكز حلف الناتو، قد قلبت ظهر المجن لايران وحزب الله والطائفة الشيعية عموماً، وحرضت على ممارسة الارهاب الاسود ضد القلعة السورية الصامدة في وجه سائر المخططات الصهيونية والمشاريع التصفوية والاستسلامية

وبدل ان تهتبل هذه الجماعات فرصة "الربيع العربي" الذي اوصل بعضها الى سدة الحكم العربي، لتطوير خطابها، وتجديد طروحاتها، واعتماد منطق التفاهم والتقاسم والمقاربة والمشاركة مع القوى والمذاهب والطوائف والتشكيلات الاخرى، لجأت الى عكس ذلك - بكل اسف - حيث عمدت بفعل الغرور الى احتكار السلطة، ومذهبة الخطاب، واستبعاد الآخرين، وحتى تخوينهم وتكفيرهم ومصادرة حقهم في المعارضة والانتقاد، بوصفهم يعارضون حكومات مؤمنة وسلطات مقدسة لا يأتيها الباطل من بين ايديها ولا من خلفها

ورغم ان هذه المنظمات والجماعات المصابة بدوار الغرور، لا تسمع الا صوتها، ولا تقنع الا من لدن حلفائها، الا اننا نود ان ننصح لها بالابتعاد عن فقه التشدد والتفرد، وفكر الاحتكار والاستئثار، ومنطق الاستعلاء والمغالبة وتجاهل الآخرين·· ولعل نظرة عاجلة على تضاريس التاريخ العربي المعاصر، سوف تثبت ان كل القوى والاحزاب والتنظيمات التي تفردت بالحكم، واستحوذت على الشارع، وتنكرت للآخرين، قد خذلت نفسها قبل خذلان غيرها، واخفقت في تطبيق مشاريعها وتحقيق اهداف امتها، وبقيت كالمُنبتّ الذي لا ارضاً قطع، ولا ظهراً ابقى

على مدى التاريخ الاسلامي، ظلت الاكثرية السنية تقود ركب التطور والتجديد، وتخرج الافذاذ من العلماء والفقهاء، وتحكم بالكثير من الوسطية والسماحة والعقلانية والاتزان، وتنفر من غوائل الشطط والغلو والتعالي والانتقاص من حقوق الاقليات·· وليس في صالحها اليوم ان تنقلب على تاريخها، او تفتئت على غيرها، او تستقوي بالاجنبي على ابناء دينها وامتها مهما كانت مذاهبهم ومشاربهم، بل مهما بلغت الخلافات السياسية والعقائدية بينها وبينهم

وعليه، وفي عود على بدء، يمكننا القول ان المسيحية العربية التي دقت نواقيس اليقظة القومية قبل اكثر من قرن، وقدمت الكثير من العناء على دروب التقدم والتحرر والاستنهاض، قد اثبتت مجدداً هذا الاوان عمق مشاعرها الوطنية، وصدق اصالتها العروبية، وسعة افقها السياسي، وقوة بصيرتها الاستشرافية، وصوابية رهانها على امتها المشرقية، وليس الرهان - كما يفعل بعض الاسلاميين - على المحافل الغربية والاجنبية

وليس من المستبعد ان تُلقى على عاتق المسيحية العربية جملة مهمات ريادية وتنويرية وتثقيفية بالغة الاهمية والجدية، ما دام الصف الاسلامي مشغولاً في الوقت الراهن باستحضار سيوف موقعة صفين، ومحاربة الفنون بمختلف انواعها، واخضاع العمل السياسي، ليس للابحاث والدراسات والنظريات العلمية والعصرية، بل للفتاوى الوهابية العجيبة التي تبيح ارضاع الكبير، ومضاجعة الزوجة الميتة، وتغطية وجوه التماثيل، ورفع الاذان في مجلس النواب، ومحالفة الناتو ضد الاخ العربي والمسلم، وممارسة التطبيع باسم الصلاة في الاقصى

مصر: مذكرة لاعتقال نائب سلفي ارتكب فعلا فاضحا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية المصرية، أن النيابة العامة أمرت باعتقال نائب في البرلمان المصري ينتمي لحزب النور السلفي، بعدما ضبط مع فتاة في "فعل فاضح."

وقالت الوكالة: "قررت نيابة طوخ ضبط وإحضار الدكتور علي ونيس عضو مجلس الشعب عن حزب النور السلفي، والفتاة التي كانت برفقته، واللذين كان قد تم ضبطهما مساء الخميس في وضع مخل بالآداب العامة في طريق القاهرة الإسكندرية."

ونقلت الوكالة عن "مصدر قضائي مسؤول" لم تسمه قوله إن "ضبط عضو مجلس الشعب المذكور والفتاة في حالة تلبس هو أمر يخول للنيابة العامة سلطة اتخاذ كافة إجراءات التحقيق بما فيها الضبط والإحضار والاستجواب دونما اللجوء لاتخاذ إجراءات رفع الحصانة البرلمانية."

ووفقا للوكالة، فقد كانت "دورية مرور لأحد ضباط الشرطة يرافقه أمين شرطة قد شاهدا في تمام الساعة الثامنة على الطريق الزراعي سيارة.. تقف على جانب الطريق حيث توقفا لاستطلاع الأمر فتبين لهما وجود شخص وفتاة في وضع مناف للآداب العامة، وحال ضبطهما أبلغهما الشخص بأنه الدكتور علي ونيس عضو مجلس الشعب."

وأضافت الوكالة: "قام عضو مجلس الشعب بالتعدي بالضرب البسيط والإهانة على أمين الشرطة، كما تم التأكد من شخصية الفتاة وتبين أنها تبلغ من العمر 23 عاما.. وقام الضابط بعمل محضر وأبلغ النيابة العامة به بعد أن ترك عضو مجلس الشعب والفتاة يغادران المكان."

من جهته، قال نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، إن الهيئة العليا للحزب لم تجتمع حتى الآن لدراسة الموقف من الاتهامات التي طالت ونيس، وفقا لما نقله موقع صحيفة الأهرام شبه الرسمية.

كما نقلت "الأهرام" عن أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب المصري قوله إن المجلس سيجتمع "مع النائب على ونيس، لمعرفة حقيقة الموقف الذي حدث معه، قبل اتخاذ موقف رسمي حيال القضية المتهم فيها."

رعايا ابرشية طرابلس المارونية احيت خميس القربان المقدس بمسيرة حاشدة

المطران بو جوده :" إنه دعوة لكل واحد وواحدة منا لنعرف ونقدر أهمية هذا السر.

الغربة ـ فريد بو فرنسيس
نظمت رعايا ابرشية طرابلس المارونية، مسيرة صلاة وتأمل لمناسبة خميس القربان، انطلقت من باحة كنيسة سيدة سبعل في قضاء زغرتا، وانتهت في دير مار يعقوب في بلدة كرمسدة في القضاء، بمشاركة حشد من ابناء رعايا الابرشية. المسيرة بدات بقداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة السيدة في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، عاونه في القداس رئيس دير مار يعقوب كرمسده المونسنيور يوسف الطحش، والمونسنيور انطوان مخايل، بمشاركة لفيف كبير من كهنة الرعايا في الابرشية. حضر القداس رئيس بلدية سبعل الشيخ حبيب طربيه وعقيلته، عدد من الرهبان والراهبات، وحشد من رعايا الابرشية.
بعد الانجيل المقدس القى المطران جورج بو جوده عظة قال فيها:" بما أن هذه السنة هي سنة الكتاب المقدّس، أي سنة كلمة الله فلقد إخترنا عنواناً لهذا الإحتفال كلام القديس يوحنا الرسول في فاتحة إنجيله " لكلمة صار جسدا وحل بيننا. يسوع المسيح هو كلمة الله وهو الذي قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين بأنه بهاء مجد الله ونور أزليته وهو إبنه الذي جعله وارثا لكل شيء وبه أنشاء العالمين. وهو الذي أخذ جسدا من مريم العذراء وعاش بيننا ومعنا ثلاثا وثلاثين سنة وإفتدانا بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات عربوناً عن قيامتنا وعودتنا إلى الملكوت. الله خلقنا على صورته ومثاله ونفخ فينا روحه، أي إنه أعطانا ذاته وجعلنا أسيادا على الكون، لكننا إستسلمنا لتجربة الشيطان المجرب الذي أغرانا بأننا سنصبح كآلهة إن نحن رفضنا الله فلا يعود له سلطة علينا إن نحن أكلنا من ثمرة معرفة الخير والشر. لكن الواقع كان عكس ذلك تماما إذ أننا ما لبثنا أن إكتشفنا عرينا ومحدوديتنا وسمعنا الرب يذكرنا أننا من التراب أُخذنا وإلى التراب نعود. وهكذا حكمنا على نفسنا بالموت لكن الرب حكم لنا بالحياة فأرسل لنا إبنه الحبيب ليخلصنا ويعيدنا إلى الملكوت".
اضاف بو جوده:" الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، هو كلمة الله. إنه تاريخ التدبير الخلاصي يمهد الطريق لتجسد المسيح يسوع في العهد القديم وينقل إلينا تعليمه في العهد الجديد. ونحن مدعوون لقراءته كي نميز إرادة الله ونعمل بمقتضاها على مثال العذراء مريم التي إستحقت الطوبى من إبنها ليس فقط لأنها أعطته حياة الجسد، بل لأنها سمعت كلام الله وعملت به. ولذلك دعتنا الكنيسة في لبنان للإحتفال به هذه السنة، بعد أن عُقد مجمع للأساقفة في روما بهذا الموضوع، وبعد أن أصدر قداسة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر إرشاداً رسولياً بعنوان " كلمة الله ".
وتابع بو جوده :"يسوع المسيح، كلمة الله، جاء ليعيد إلينا الحياة. فالله الآب نفخ فينا روحه عندما خلقنا فأعطانا ذاته، ونحن حكمنا على نفسنا بالموت، فجاء المسيح وأعطانا ذاته من جديد من خلال القربان المقدّس، كما قال لنا في الفصل السادس من الإنجيل بحسب القديس يوحنا: أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء. من يأكل من هذا الخبز يحيى للأبد. والخبز الذي سأُعطيه أنا هو جسدي، أبذله ليحيا العالم. فإذا لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة. من أكل جسدي وشرب دمي، فله الحياة الأبديّة وأنا أُقيمه في اليوم الأخير. لأنّ جسدي طعام حق ودمي شراب حق. من أكل جسدي وشرب دمي ثبت فيّ وثبّتُ أنا فيه".
وقال بو جوده :" بشريا قد يبدوا هذا الكلام صعبا كما بدا للبعض من تلاميذ يسوع الذين تركوه عند سماعهم هذا الكلام إذ تساءلوا كيف بإمكانهم أن يأكلوا اللحم البشري، لأنّهم لم يفهموا أن المسيح بهذا الكلام يعيد إليهم الحياة. إذ يتحد بهم ويتحدوا هم به فيصبح بإمكانهم أن يقولوا مع بولس الرسول: منذ الآن لست أنا الذي أحيا بل هو المسيح الذي يحيا في. لكن موقفنا نحن هو، ويجب أن يكون كلام بطرس والرسل عندما سألهم يسوع إن كانوا لن يتركوه هم أيضاً فأجابوا: إلى من نذهب يا رب وكلام الحياة الأبديّة عندك، فنحن آمنّا وعرفنا أنّك قدوس الله. هذه الحقيقة فهمها بولس الرسول الذي لم يكن من تلاميذ المسيح، بل على العكس كان عدوا لدودا له وقد تزعم المجموعة التي قتلت أوّل شهيد مسيحي، القديس إستفانس الشماس.
وختم بو جوده يقول :"إن إحتفالنا بعيد القربان المقدس اليوم ليس مجرد تطواف وزياح وإحتفال خارجي، إنه دعوة لكل واحد وواحدة منا لنعرف ونقدر أهمية هذا السر، فلا نتناوله إلا ونحن مستعدون لذلك، إلا ونفوسنا وقلوبنا نقية وطاهرة. فلا يكفينا أن نقف في الصف للمناولة والحقد والضغينة يملآن قلبنا، والأفكار الشريرة والشهوات الدنسة تسيطر علينا، بل علينا أن نقول ما كنا نقوله سابقا وما قاله قائد المائة ليسوع: يا رب لست مستحقا ولا مستأهلا أن تدخل تحت سقفي، بل قل كلمة واحدة فتحيا بها نفسي. كما أننا مدعوّون لإعطاء أحتفال المناولة الأولى أهميته الروحية فلا نحوله إلى مهرجان إجتماعي بعيد كل البعد عن مفهومه الحقيقي، وقد رأينا في بعض الأحيان يدعون الموسيقى الصاخبة والزفة لمناولة أولادهم، فيلهونهم عن التفكير الصحيح بمعنى هذا الإحتفال. نتمنى أن يكون هذا اليوم وهذا الإحتفال بداية العودة إلى أصالتنا الروحية فنعيش إحتفالاتنا الدينية بمجملها والقداس الإلهي والإفخارستيا بنوع خاص كما هي على حقيقتها فنقول ليسوع مع قائد المائة:" لست مستحقّاً أن تدخل تحت سقف بيتي". ومع بطرس والرسل:" إلى من نذهب يا رب وعندك وحدك كلام الحياة". 
بعد القداس انطلق المؤمنون في مسيرة صلاة حاشدة، من باحة كنيسة السيدة في سبعل قضاء زغرتا، باتجاه دير مار يعقوب في كرمسدة زغرتا، تتقدمها الاخويات والطلائع والفرسان والحركات الكشفية والطلابية، وسار الجميع وسط تراتيل دينية مخصصة لهذه المناسبة، وقد توقفت المسيرة في سبع محطات رئيسية موزعة على الطريق المؤدي الى كرمسده. وسلك الموكب طريقه نزولا الى الدير على طريق عام زغرتا ـ اهدن، وسط اجراءات امنية اتخذتها عناصر قوى الامن الداخلي من سرية زغرتا، حيث قطعت الطريق لاكثر من ساعتين لدى سلوك المسيرة الطريق العام. المحطة الاخيرة للمسيرة كانت في باحة اكليريكية مار يعقوب في كرمسدة، حيث تجمع المشاركون يحملون الشموع المضاءة التي اعدت خصيصا لهذه الغاية، وبعدما اعطى المطران جورج بو جوده الجموع المشاركة البركة الاخيرة، شكر رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا، وبلديتي سبعل وكرمسده على مشاركتهما الفعالة ودعمهما من اجل انجاح هذه المسيرة المباركة، كما شكر كل من تعب وعمل على التحضير والتجهيز لها، متمنيا لهذا اللقاء ان يتكرر في كل عام.