الشماس راشد شويري كاهنا جديدا في ابرشية طرابلس المارونية


الغربة ـ فريد بو فرنسيس 
 احتفلت ابرشية طرابلس المارونية بسيامة الشماس راشد شويري كاهنا على مذابح الرب، بوضع يد راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، الذي تراس قداسا احتفاليا للمناسبة، في كنيسة مار جرجس في بلدة برسا قضاء الكورة، عاونه في القداس الخوراسقف بطرس جبور النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية، والكهنة فادي جبور، نسيم قسطون، وخادم الرعية الخوري شربل ايوب. ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس الى جانب اهل الكاهن الجديد، رئيس بلدية برسا الان نصر، وحشد من المدعويين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها: إنّ الأحداث التي جرت في لبنان منذ سنوات، وما يجري في البلدان المجاورة قد جعل وهو يجعل عدداً كبيراً من المسيحيّين يعيشون في حالة كبيرة من القلق والإحباط خوفاً على المصير، نتيجة لما حصل مع إخوتنا في العراق من إضطهاد وتهجير وما يتهدّد المسيحيّين في بلدان أخرى من مصير مشابه لا سمح الله. وهذا ما يدفع الكثيرين منهم إلى التساؤل والقول: ماذا بقي لنا في هذه البلاد فالأفضل لنا أن نذهب إلى بلدان أخرى نستطيع فيها تأمين حياتنا وحياة أولادنا بصورة لآئقة وكريمة كي لا نبقى معرّضين للمضايقات والإضطهادات. إنّ الوصف السريع الذي أعطيناه لعالمنا المعاصر يدعونا إلى التفكير في دورنا ورسالتنا كمسيحيّين وكمكرّسين لخدمة الرب في الحياة الرهبانيّة والحياة الكهنوتيّة إذ إنّ الرب قد إختارنا ودعانا وقال لنا لستم أنتم إخترتموني بل أنا إخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتثمروا ويدوم ثمركم، فيعطيكم الآب كل ما تطلبونه بإسمي (يو15/16)". وقال :" لقد أراد أن يشركنا في مشروعه الخلاصي على غرار الرسل. فقد دعا كل واحد منهم وقال له إتبعني ثمّ درّبهم وأرسلهم إثنين إثنين أولاً أمامه ثمّ كلّفهم بمتابعة الرسالة بعد قيامته وصعوده إلى السماء وقال لهم إذهبوا وتلمذوا كلّ الأُمم وعمّدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس، وأنا معكم إلى منتهى الدهر فإنّكم ستكونون لي شهوداً في أورشليم واليهوديّة والسامرة وحتى أقاصي الأرض".
اضاف :"إنّ الشعار الذي أخترته أيها العزيز راشد هو من اشعيا النبي الذي أجاب الرب عندما سأل من أُرسل إلى شعبي فقال له أشعيا: ها أنذا يا رب فارسلني معبّراً بذلك عن إستعداداه للقيام بالمهمّة التي سوف ينتدبه إليها الرب وإنّ إختيارك لهذا الشعار هو تعبير عن إستعداد للقيام بالرسالة التي ستوكل إليك خاصة وأنّ دعوتك جاءت ناضجة بعد أن أنهيت دراستك الجامعيّة ونلت شهادة في الحقوق ومارست عملك كمحامٍ لفترة من الزمن فتبلورت فيك الفكرة التي زرعها الرب فيك لربما منذ طفولتك فلبّيت النداء.  وكنتِ قد تلقيّت دروسك في مدرسة كاثوليكيّة تميّزت بأنّها تستمد روحانيّتها من القديس منصور دي بول الذي كان شعاره عندما أسّس جمعيّة الرسالة: إنّ روح الرب عليّ فلقد مسحني وأرسلني لأُبشّر المساكين. ثمّ إنتسبت إلى حركة الشبيبة المريميّة في عائلة مار منصور وأصبحت مسؤولاً فيها، فإختمرت فيك الروحانيّة المريميّة مع روحانيّة القديس منصور التي هي روحانيّة الرسالة والمحبّة وخدمة الفقراء".
 وتابع :" المعروف أنّ القديس منصور دي بول كان قد ميّز علامات الأزمنة في القرن السابع عشر التي كانت الظروف فيه شبيهة بالظروف التي وصفناها والتي نعيشها نحن اليوم. ولذلك فإنّه إهتمّ بالعمل الرسولي والإرسالي وبالفقراء الذين أصبح أباً لهم وكرّس حياته لخدمتهم معتبراً إياهم أسياده ومعلّميه إذ رأى المسيح متجسّداً فيهم فكان المدافع الأوّل عنهم في زمن كانوا فيه محتقرين ومذلولين ومهجّرين من ديارهم بسبب الحروب المتلاحقة التي كانت تعيشها البلاد. إنّ تخصّصك في الحقوق ثمّ في اللآهوت سوف يؤهّلك دون شكّ كي تكون مدافعاً عن حقوق الفقراء والمظلومين بروح المحبة والتضحية والعطاء على مثال منصور الذي لم يقبل بأن يعتقل الفقراء ويوضعوا بالسجون دفاعاً عن وجه المدينة الحضاري، لأنّ الإنسان كان في نظره أهم من كل شيء آخر".
وختم :" شعار "أرسلني" الذي إتخذته يحمّلك إذن مسؤوليّة كبيرة إن على الصعيد الروحي أو على الصعيد الإنساني والإجتماعي فحاول أن تضعه موضع التنفيذ العملي في حياتك بالتعاون مع زوجتك الملتزمة هي أيضاً في الحقل الروحي والإجتماعي والتربوي. خاصة وأنّها تربّت مثلك في عائلة مسيحيّة صالحة كانت كما قال الطوباوي يوحنا بولس الثاني عنها وعن كل عائلة مسيحيّة، كنيسة منزليّة وبيتية. إنّني سعيد بأن أُرقيّك اليوم إلى الدرجة الكهنوتيّة وأن أرفع معك ومن أجلك الصلاة إلى الرب لكي يبارك حياتك الجديدة وعملك الكهنوتي والرسولي. وإنّي أتقدّم من زوجتك وأخواتك وعيالهنّ ومن جميع ذوي قرباك بأصدق التهاني القلبيّة والطلب من الرب أن يباركك ويبارك حياتك وكهنوتك لما فيه مجده وخير النفوس". في ختام القداس قدم رئيس بلدية برسا الان نصر هدية رمزية للكاهن الجديد، من ثم تقبل الكاهن الجديد نهاني الحضور في قاعة الرعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق