الغربة ـ فريد بو فرنسيس
اقامت مطرانية طرابلس المارونية افطارها السنوي في معهد مار يوحنا للتعليم الفني في كرمسده في قضاء زغرتا، بحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار وعدد من المشايخ، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، رئيس بلدية سبعل الشيخ حبيب طربيه، نقيب اطباء الاسنان في الشمال الدكتورة رحيل الدويهي، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، جورج جلاد نائب رئيس بلدية طرابلس، العميد بسام الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، عضو لجنة الحوار المسيحي الاسلامي الدكتور حارث شهاب، العميد ميلاد التولاني المدير الاقليمي لامن الدولة في الشمال، العقيد فؤاد خوري قائد سرية درك زغرتا، المقدم الركن طوني انطون رئيس مخابرات زغرتا ممثلا مدير فرع مخابرات الشمال، العقيد ريمون ايوب مدير امن عام الشمال، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، رئيس دير مار يعقوب كرمسده المونسنيور يوسف الطحش، القيم العام الدكتور ايلي منسى، وحشد من المدعوين.
المطران بو جوده القى كلمة قال فيها:" يتكرر في مثل هذه الايام، ايام شهر رمضان الكريم، لقاؤنا هذا، الذي اصبح تقليدا سنويا درجت عليه مطرانية طرابلس المارونية. هذا الافطار في هذا الشهر الفضيل، ليس سوى تعبير واضح عن الحياة الاجتماعية والانسانية والدينية التي نعيشها معا في مدينتنا الحبيبة طرابلس التي احتضنت المسيحيين كما المسلمين، فاصبحت رمزا للتعايش المسيحي الاسلامي ليس في الشمال فحسب انما في كل لبنان، نتشارك الهموم والمسؤوليات مع بعضنا البعض، وما يصيب اخوتنا المسلمين يصيبنا وما يصيبنا يصيب اخوتنا المسلمين".
اضاف بو جوده:" إن شهر رمضان المبارك، كما الصوم الكبير عندنا نحن المسيحيين، هو الزمن الخلاصي والوقت المرتضى، ونحن مدعوون فيه للعودة إلى الله، فنعطيه الأولوية في حياتنا على أمور المادة، مصغين إلى تعاليمه، عاملين بمقتضاها، على ما يقول السيد المسيح بذاته، جوابا على تجربة الشيطان له: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
وقال :"عرفت طرابلس منذ زمن طويل، بانفتاحها على الجوار المسيحي، حيث كان ابناؤها من الطائفة السنية يمضون فترة الصيف في القرى والبلدات الجبلية المسيحية، ومعظم الذين يتذكرون تلك الايام، يذكرونها بروح الحنين والنوستالجيا، يجاهرون انهم لم يكونوا يعرفون من هو المسلم من المسيحي ايام كانوا في المدارس، الخاصة منها والرسمية، حيث كان يعيش كل واحد منهم متطلبات ايمانه والتزامه الديني دون ان ينتقد الاخر وينبذه لان ايمانه مختلف عن ايمانه. وقد وصف الدكتور خضر حلوة في كتابه عن طرابلس احد احياء المدينة المسمى شارع الكنائس المتاخم لشارع الراهبات، بانه كان مثالا للعيش المشترك في المدينة، وكان يجري فيه كل سنة زياح القربان المقدس خارقا شوارع المدينة من كنيسة مار مخائيل الى دير راهبات المحبة وكنيسة مار مارون، فيقفل حينها المسلمون ابواب محالهم التجارية، ويقفون بخشوع احتراما للقربان المقدس. انطلاقا من هنا اود ان اشير الى اننا تقدمنا من حضرة رئيس البلدية المهندس نادر الغزال ومن المجلس البلدي الكريم، بكتاب رسمي كي يتم تخصيص عدد من الشوارع في المدينة باسم الاساقفة الذين خدموا هذه المدينة بمحبة وتفان طوال سنوات طويلة، ونحن الى اليوم لا زلنا ننتظر الجواب".
وتابع المطران:" لبنان لا يعيش، إلاّ بتوافق أبنائه وتضامنهم، وهم جميعا مدعوون ليكونوا من فاعلي السلام، على ما يقول الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الاديان، في رسالته للمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك. وإن الأحداث التي عشناها ونعيشها تحثنا وتدفعنا للعمل معا، كخدام لله والإنسان، من أجل إحلال السلام في بلادنا وترسيخه من خلال إحترام قناعات كل واحد منا وإحترام حرية الرأي عنده، وإحترام حريته الدينية والإجتماعية، ليس فقط في الممارسات اليومية بل في تمكنه من التعبير عن ذلك دون أي قيود أو شروط. من هنا، يا صاحب السماحة، فقد تحولت العلاقة التي ربطتكم باسلافنا، وتربطنا بكم، تحولت من علاقات رسمية بروتوكولية الى علاقات صداقة واخوة تحتم علينا ان نكون على اتصال دائم للتداول في الامور المستجدة على جميع الاصعدة وبصورة خاصة على الصعيد الامني، اذ اننا نضع ثقتنا المطلقة بحكمتكم لمعالجة الامور بروح المسؤولية والهدوء والرصانة. وجميعنا مسيحيين ومسلمين نتوق للعودة بطرابلس الفيحاء الى ما كانت عليه قبل سبعينيات القرن الماضي وبداية الحروب المشؤومة التي توالت على لبنان ففرقت ابناءه وشرذمتهم وشردتهم الى ديار الله الواسعة فشوهت صورة هذه المدينة العزيزة التي كانت لوحة فسيفساء رائعة كي تجعل منها صورة ذات وجه بشع غير مقبول".
وتابع بو جوده :" تعيش طرابلس اليوم، مرحلة خطيرة من الترقب والخوف، شانها شان جميع المناطق الشمالية، خاصة قرى وبلدات عكار الحدودية، المجاورة للشقيقة سوريا، التي تحصل فيها احداث دامية وخطيرة تصل شظاياها الى بلداتنا وقرانا. لكن الاخطر من كل ذلك وهو محاولة البعض اقحام لبنان في تلك الاحداث كي يزعزع الاوضاع فيه، مهددين بنقل الاحداث الينا، فالمطلوب منا جميعا العمل على تحصين وحدتنا الداخلية وان نعرف كيف نتحاشى هذه الاحداث، لاننا جميعا في مركب واحد ان غرق غرقنا جميعنا، وان اصابه اي مكروه اصابنا نحن ايضا. من هنا علينا ان نعمل من أجل سلام مبني على التضامن والتعاضد ومن أجل بناء مجتمع أفضل تسوده الأخوة والتفاهم، ونبذ العنف والإرهاب الذي لا يمكن، بأي شكل من الأشكال أن يكون في مصلحة الدين الصحيح. فالعنف يشوه صورة الله في الإنسان المخلوق على صورته ومثاله، كما يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين، وكلنا يعلم أن العنف والإرهاب لا يمكن أن يحل أي مشكلة أو خلاف، بل هو يذكيها ويغذيها، ويغذي الحقد والضغينة بين الناس، وحتى بين الإخوة وأبناء الدين الواحد".
وفي ختام الكلمة لفت المطران بو جوده الى "ان صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي سوف يزور قرى وبلدات عكار بين الثالث عشر والسادس عشر من الشهر الحالي، في زيارة وصفت بانها رعوية وطنية، سيلتقي في خلالها ابناء عكار المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وستكون محطته الاولى في دار المطرانية الارتوذكسية في الشيخ طابا، وفي دائرة الاوقاف الاسلامية، تاكيدا على سعيه في جمع شمل اللبنانيين. وهنا اود ان اؤكد الى ان زيارته لعاصمة الشمال طرابلس لا زالت قائمة الى حين تحديدها بشكل رسمي. مجددا ارحب بكم يا صاحب السماحة، وبصحبكم الكريم، وبكل الذين شرفونا بحضورهم هذا الافطار الرمضاني على امل ان نلتقي في العام المقبل ولبنان يكون بالف خير".
مفتي طرابلس الدكتور مالك الشعار رد بكلمة قال فيها :" تعودنا في كل عام ان نتلتقي بهذه الوجوه الكريمة، بدعوة من المطران جورج بو جوده، هذه اللحظات المباركة التي نتلتقي فيها لنؤكد مجموعة من طموحاتنا، ولنؤكد مجموعة من تطلعاتنا، اريد ان الفت النظر الى ان هذا اللقاء فيما سبق، كان يهدف الى تقريب وجهات النظر، الى التقارب في الافكار بين الاشخاصن وفي كثير من المجالات، ارتقى هذا اللقاء ليتجاوز المرحلة الاولى وهي مرحلة التعارف والتقارب الى مرحلة التاخي والتالف والمحبة، ولكم في هذا الفضل الكبير يا اخي صاحب السيادة. وكنا في كثير من اللقاءات نتحدث عن الهيش الواحد المشترك، وعن بعض اوجه التلاقي في القيم والمبادىء وحتى في الايمان بين المسيحية والاسلام.
اضاف الشعار :" اريد اليوم ان انتقل الى قضية اخرى لاننا كلنا مجتمعون ومقتنعون ومتعاونون على ان التقارب بين الرسالة والمسيحية والرسالة الاسلامية له مساحة واسعة وكبيرة. اننا اليوم امام قضية كبرى، اسمها لبنان، الذي يحتاج منا ان نقدم محبتنا له على بقية ارتباطاتنا الخارجية، من حق كل احد ان يقيم علاقات مع الخارج، وانا شخصيا لا اتخيل لبنان الوطن، او لبنانيا الا وهو منفتح على العالم، هذه واحدة من سجايا ومزايا ابناء هذا الوطن الكبير في مضمونه ومعناه. لكن لا اتخيل كذلك ان يتقدم ولائي للخارج على ولائي للداخل، ينبغي فقط ان ندرك وان نترجم وان نؤكد وان يكون الامر بيننا بصورة دائمة ان علاقتنا بلبنان تتقدم على اي بلد عربي او غربي اي كان البلد سوريا، مصر، السعودية، ايران، فرنسا، امريكا، ايا كان ذاك البلد، نحن ينبغي ان نقوم بحماية وطننا ان نعمل من اجل الوطن ان نقاتل العالم من اجل لبنان، لا ان نقاتل اللبنانيين من اجل الخارج، هذا اللقاء نحن نريد ان نعلن فيه صرخة وطنية نحن لبنانيون اولا وقبل اية علاقة مع الخارج، ايا كان ذاك الخارج، وذاك الذي اريد ان يندرج على كل لسان لبناني وصدقوني ان المشكلة في لبنان في جوهرها ومضمونها ليست من اجل الخلاف على قضية لبنانية، كل الخلاف السياسي للاسف اقول، وكذلك العسكري، من اجل بعض العلاقات والولاء للخارج، الذي تقدم مع الاسف على ولائنا لوطننا الذي احتضننا والذي له علينا الحق الاول في ان نبذل فيه كل غالي ونفيس".
وتابع الشعار يقول:" المشكلة في لبنان، هي ان كثيرين من العاملين في الحقل السياسي ارتباطهم في الخارج تقدم على ارتياطهم في لبنان، ولذلك وقعوا في مشكلة مع اللبنانيين، ونحن ندرك ان هذه المرحلة لن تدوم، وسوف تمر، لكنها تحتاج منا الى رباطة جاش، وان نقاومها بالفكر وبحرصنا على اللم الاهلي، كلنا اقوياء، وطالما نحن نحافظ على السلم في لبنان لن يقوى احد علينا، ونحن لن ننجر الى اي فتنة طالما نقدم السلم الاهلي على غيره. نحن لسنا اغبياء على الاطلاق، نحن واعون تماما لما يحصل حولنا، لكننا نغض النظر في بعض الاحيان، حتى لا نجر الى ما يريده البعض اي الى فتنة مذهبية، وكل هذه الشعارات تطرح من اجل ان ننجر الى مشكلة، ايماني ان هذه المرحلة لن تدوم الا انها تحتاج منا الى صبر والصبر مر".
وختم الشعار:" نحن هنا هذه المجموعة نمثل نخبة نوعية من اهل الراي في الشمال، لن يستطيع احد ان يجرنا الى معركة اذا تكاتفنا مع بعضنا البعض، لان طرابلس والشمال خاصة، كانه قادم على ايام نتيجة ما يحدث في البلد المجاور الشقيق الغالي سوريا، كان الشمال مهدد بكثير من المواقف او الهزات، كل ذلك نستطيع ان نستوعبه بوحدتنا الوطنية بلقائنا الواحد، ومحبتنا المتبادلة واصرارنا على السلم، وبصبرنا ورباطة جاشنا". وقال :"هذا اللقاء صمام امان وخطوة للتالف والتحالف واعلان هذه القيم، ولتنشا العلاقة فيما بيننا لنعلن في كل مجلس عن قيمنا واخلاقنا وضميرنا".
المطران بو جوده القى كلمة قال فيها:" يتكرر في مثل هذه الايام، ايام شهر رمضان الكريم، لقاؤنا هذا، الذي اصبح تقليدا سنويا درجت عليه مطرانية طرابلس المارونية. هذا الافطار في هذا الشهر الفضيل، ليس سوى تعبير واضح عن الحياة الاجتماعية والانسانية والدينية التي نعيشها معا في مدينتنا الحبيبة طرابلس التي احتضنت المسيحيين كما المسلمين، فاصبحت رمزا للتعايش المسيحي الاسلامي ليس في الشمال فحسب انما في كل لبنان، نتشارك الهموم والمسؤوليات مع بعضنا البعض، وما يصيب اخوتنا المسلمين يصيبنا وما يصيبنا يصيب اخوتنا المسلمين".
اضاف بو جوده:" إن شهر رمضان المبارك، كما الصوم الكبير عندنا نحن المسيحيين، هو الزمن الخلاصي والوقت المرتضى، ونحن مدعوون فيه للعودة إلى الله، فنعطيه الأولوية في حياتنا على أمور المادة، مصغين إلى تعاليمه، عاملين بمقتضاها، على ما يقول السيد المسيح بذاته، جوابا على تجربة الشيطان له: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
وقال :"عرفت طرابلس منذ زمن طويل، بانفتاحها على الجوار المسيحي، حيث كان ابناؤها من الطائفة السنية يمضون فترة الصيف في القرى والبلدات الجبلية المسيحية، ومعظم الذين يتذكرون تلك الايام، يذكرونها بروح الحنين والنوستالجيا، يجاهرون انهم لم يكونوا يعرفون من هو المسلم من المسيحي ايام كانوا في المدارس، الخاصة منها والرسمية، حيث كان يعيش كل واحد منهم متطلبات ايمانه والتزامه الديني دون ان ينتقد الاخر وينبذه لان ايمانه مختلف عن ايمانه. وقد وصف الدكتور خضر حلوة في كتابه عن طرابلس احد احياء المدينة المسمى شارع الكنائس المتاخم لشارع الراهبات، بانه كان مثالا للعيش المشترك في المدينة، وكان يجري فيه كل سنة زياح القربان المقدس خارقا شوارع المدينة من كنيسة مار مخائيل الى دير راهبات المحبة وكنيسة مار مارون، فيقفل حينها المسلمون ابواب محالهم التجارية، ويقفون بخشوع احتراما للقربان المقدس. انطلاقا من هنا اود ان اشير الى اننا تقدمنا من حضرة رئيس البلدية المهندس نادر الغزال ومن المجلس البلدي الكريم، بكتاب رسمي كي يتم تخصيص عدد من الشوارع في المدينة باسم الاساقفة الذين خدموا هذه المدينة بمحبة وتفان طوال سنوات طويلة، ونحن الى اليوم لا زلنا ننتظر الجواب".
وتابع المطران:" لبنان لا يعيش، إلاّ بتوافق أبنائه وتضامنهم، وهم جميعا مدعوون ليكونوا من فاعلي السلام، على ما يقول الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الاديان، في رسالته للمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك. وإن الأحداث التي عشناها ونعيشها تحثنا وتدفعنا للعمل معا، كخدام لله والإنسان، من أجل إحلال السلام في بلادنا وترسيخه من خلال إحترام قناعات كل واحد منا وإحترام حرية الرأي عنده، وإحترام حريته الدينية والإجتماعية، ليس فقط في الممارسات اليومية بل في تمكنه من التعبير عن ذلك دون أي قيود أو شروط. من هنا، يا صاحب السماحة، فقد تحولت العلاقة التي ربطتكم باسلافنا، وتربطنا بكم، تحولت من علاقات رسمية بروتوكولية الى علاقات صداقة واخوة تحتم علينا ان نكون على اتصال دائم للتداول في الامور المستجدة على جميع الاصعدة وبصورة خاصة على الصعيد الامني، اذ اننا نضع ثقتنا المطلقة بحكمتكم لمعالجة الامور بروح المسؤولية والهدوء والرصانة. وجميعنا مسيحيين ومسلمين نتوق للعودة بطرابلس الفيحاء الى ما كانت عليه قبل سبعينيات القرن الماضي وبداية الحروب المشؤومة التي توالت على لبنان ففرقت ابناءه وشرذمتهم وشردتهم الى ديار الله الواسعة فشوهت صورة هذه المدينة العزيزة التي كانت لوحة فسيفساء رائعة كي تجعل منها صورة ذات وجه بشع غير مقبول".
وتابع بو جوده :" تعيش طرابلس اليوم، مرحلة خطيرة من الترقب والخوف، شانها شان جميع المناطق الشمالية، خاصة قرى وبلدات عكار الحدودية، المجاورة للشقيقة سوريا، التي تحصل فيها احداث دامية وخطيرة تصل شظاياها الى بلداتنا وقرانا. لكن الاخطر من كل ذلك وهو محاولة البعض اقحام لبنان في تلك الاحداث كي يزعزع الاوضاع فيه، مهددين بنقل الاحداث الينا، فالمطلوب منا جميعا العمل على تحصين وحدتنا الداخلية وان نعرف كيف نتحاشى هذه الاحداث، لاننا جميعا في مركب واحد ان غرق غرقنا جميعنا، وان اصابه اي مكروه اصابنا نحن ايضا. من هنا علينا ان نعمل من أجل سلام مبني على التضامن والتعاضد ومن أجل بناء مجتمع أفضل تسوده الأخوة والتفاهم، ونبذ العنف والإرهاب الذي لا يمكن، بأي شكل من الأشكال أن يكون في مصلحة الدين الصحيح. فالعنف يشوه صورة الله في الإنسان المخلوق على صورته ومثاله، كما يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين، وكلنا يعلم أن العنف والإرهاب لا يمكن أن يحل أي مشكلة أو خلاف، بل هو يذكيها ويغذيها، ويغذي الحقد والضغينة بين الناس، وحتى بين الإخوة وأبناء الدين الواحد".
وفي ختام الكلمة لفت المطران بو جوده الى "ان صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي سوف يزور قرى وبلدات عكار بين الثالث عشر والسادس عشر من الشهر الحالي، في زيارة وصفت بانها رعوية وطنية، سيلتقي في خلالها ابناء عكار المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وستكون محطته الاولى في دار المطرانية الارتوذكسية في الشيخ طابا، وفي دائرة الاوقاف الاسلامية، تاكيدا على سعيه في جمع شمل اللبنانيين. وهنا اود ان اؤكد الى ان زيارته لعاصمة الشمال طرابلس لا زالت قائمة الى حين تحديدها بشكل رسمي. مجددا ارحب بكم يا صاحب السماحة، وبصحبكم الكريم، وبكل الذين شرفونا بحضورهم هذا الافطار الرمضاني على امل ان نلتقي في العام المقبل ولبنان يكون بالف خير".
مفتي طرابلس الدكتور مالك الشعار رد بكلمة قال فيها :" تعودنا في كل عام ان نتلتقي بهذه الوجوه الكريمة، بدعوة من المطران جورج بو جوده، هذه اللحظات المباركة التي نتلتقي فيها لنؤكد مجموعة من طموحاتنا، ولنؤكد مجموعة من تطلعاتنا، اريد ان الفت النظر الى ان هذا اللقاء فيما سبق، كان يهدف الى تقريب وجهات النظر، الى التقارب في الافكار بين الاشخاصن وفي كثير من المجالات، ارتقى هذا اللقاء ليتجاوز المرحلة الاولى وهي مرحلة التعارف والتقارب الى مرحلة التاخي والتالف والمحبة، ولكم في هذا الفضل الكبير يا اخي صاحب السيادة. وكنا في كثير من اللقاءات نتحدث عن الهيش الواحد المشترك، وعن بعض اوجه التلاقي في القيم والمبادىء وحتى في الايمان بين المسيحية والاسلام.
اضاف الشعار :" اريد اليوم ان انتقل الى قضية اخرى لاننا كلنا مجتمعون ومقتنعون ومتعاونون على ان التقارب بين الرسالة والمسيحية والرسالة الاسلامية له مساحة واسعة وكبيرة. اننا اليوم امام قضية كبرى، اسمها لبنان، الذي يحتاج منا ان نقدم محبتنا له على بقية ارتباطاتنا الخارجية، من حق كل احد ان يقيم علاقات مع الخارج، وانا شخصيا لا اتخيل لبنان الوطن، او لبنانيا الا وهو منفتح على العالم، هذه واحدة من سجايا ومزايا ابناء هذا الوطن الكبير في مضمونه ومعناه. لكن لا اتخيل كذلك ان يتقدم ولائي للخارج على ولائي للداخل، ينبغي فقط ان ندرك وان نترجم وان نؤكد وان يكون الامر بيننا بصورة دائمة ان علاقتنا بلبنان تتقدم على اي بلد عربي او غربي اي كان البلد سوريا، مصر، السعودية، ايران، فرنسا، امريكا، ايا كان ذاك البلد، نحن ينبغي ان نقوم بحماية وطننا ان نعمل من اجل الوطن ان نقاتل العالم من اجل لبنان، لا ان نقاتل اللبنانيين من اجل الخارج، هذا اللقاء نحن نريد ان نعلن فيه صرخة وطنية نحن لبنانيون اولا وقبل اية علاقة مع الخارج، ايا كان ذاك الخارج، وذاك الذي اريد ان يندرج على كل لسان لبناني وصدقوني ان المشكلة في لبنان في جوهرها ومضمونها ليست من اجل الخلاف على قضية لبنانية، كل الخلاف السياسي للاسف اقول، وكذلك العسكري، من اجل بعض العلاقات والولاء للخارج، الذي تقدم مع الاسف على ولائنا لوطننا الذي احتضننا والذي له علينا الحق الاول في ان نبذل فيه كل غالي ونفيس".
وتابع الشعار يقول:" المشكلة في لبنان، هي ان كثيرين من العاملين في الحقل السياسي ارتباطهم في الخارج تقدم على ارتياطهم في لبنان، ولذلك وقعوا في مشكلة مع اللبنانيين، ونحن ندرك ان هذه المرحلة لن تدوم، وسوف تمر، لكنها تحتاج منا الى رباطة جاش، وان نقاومها بالفكر وبحرصنا على اللم الاهلي، كلنا اقوياء، وطالما نحن نحافظ على السلم في لبنان لن يقوى احد علينا، ونحن لن ننجر الى اي فتنة طالما نقدم السلم الاهلي على غيره. نحن لسنا اغبياء على الاطلاق، نحن واعون تماما لما يحصل حولنا، لكننا نغض النظر في بعض الاحيان، حتى لا نجر الى ما يريده البعض اي الى فتنة مذهبية، وكل هذه الشعارات تطرح من اجل ان ننجر الى مشكلة، ايماني ان هذه المرحلة لن تدوم الا انها تحتاج منا الى صبر والصبر مر".
وختم الشعار:" نحن هنا هذه المجموعة نمثل نخبة نوعية من اهل الراي في الشمال، لن يستطيع احد ان يجرنا الى معركة اذا تكاتفنا مع بعضنا البعض، لان طرابلس والشمال خاصة، كانه قادم على ايام نتيجة ما يحدث في البلد المجاور الشقيق الغالي سوريا، كان الشمال مهدد بكثير من المواقف او الهزات، كل ذلك نستطيع ان نستوعبه بوحدتنا الوطنية بلقائنا الواحد، ومحبتنا المتبادلة واصرارنا على السلم، وبصبرنا ورباطة جاشنا". وقال :"هذا اللقاء صمام امان وخطوة للتالف والتحالف واعلان هذه القيم، ولتنشا العلاقة فيما بيننا لنعلن في كل مجلس عن قيمنا واخلاقنا وضميرنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق