بابا الأقباط الجديد: مسودة الدستور بهذا الشكل لن تعيش

محمود أبو بكر ـ بي بي سي – وادي النطرون، الاسكندرية

قبل يوم من تنصيبه على رأس الكنيسة القبطية في مصر خلفا للبابا الراحل شنودة الثالث، أكد بطريرك الأقباط الجديد بمصر البابا تواضروس الثاني أنه "إذا خرجت مسودة الدستور الجديد الذي تجري صياغته بهذا الشكل فإن هذا الدستور لن يعيش طويلا".
وأوضح البابا تواضروس أن ما يطلبه الإقباط فى الدستور الجديد إنما يتمثل في نقطة واحدة وأساسية ولكنها لازمة وهي: المواطنة.
وأضاف بابا الأقباط الأرثوذوكس في مصر الذي ينصب رسميا الأحد أن العامل المشترك بين كل الناس على ارض مصر هو "المواطنة".
ويرفض البابا إطلاق لفظ الاختلاف بين المصريين فى المواهب والقدرات والأعمال، واصفاً ذلك الاختلاف بـ "التنوع".
وفي حوار مع قناة بي بي سي عربي، قال البابا الـ 118 للكنيسة المصرية إن "المادة الثانية في دستور 1971 وضعت فى ظروف خاصة من أيام الرئيس انور السادات، ونحن نقبلها كما هي، دون اضافة او حذف او تغيير. إلا أن المشكلة الأكبر، حسب تواضروس، تكمن فى المادة 220 التي وصفها بأنها "مادة كارثية تحول مصر من دولة مدنية إلى معنى مختلف تمامًا لذلك".
وتنص المادة 220 من مسودة الدستور المنشورة على الموقع الرسمي للجنة التأسيسية لصياغة الدستور المصري على "ﻤﺒـــﺎدئ الشريعة اﻹﺴـــﻼﻤﻴﺔ ﺘﺸـــﻤل أدلتها الكلية وﻗواﻋـــدﻫﺎ الأصولية والفقهية وﻤﺼـــﺎدرﻫﺎ المعتبرة ﻓـــﻰ ﻤذاﻫب أﻫل السنة والجماعة".
أموال الكنيسةوحول العلاقة بين الدولة والكنيسة، أوضح البابا تواضروس أن الدولة هي المستوى الكبير، والكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة، والكنيسة المصرية هي المؤسسة الوحيدة التي بقيت مستقلة منذ نشأتها، أما الوطن فقد احتل لبعض الوقت.
ورداً على سؤال وجهه مذيع بي بي سي طارق العاص الذي أجرى الحوار في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حول أموال الكنيسة وهل يجب أن تظل غير مراقبة من قبل الحكومة، قال بطريرك الكرازة المرقسية "أموال كنيسة مصدرها تبرعات الشعب القبطي، وهي ليست منتظمة، كما أنها بصفة عامة تطبيق لوصية إنجلية بتقديم العشور، وهي ليست أموال فقط، ربما تكون عينية أيضا".
واستكمل البابا تواضروس متسائلاً "هذه الامور كيف تحكم؟، كذلك هناك فقر واحتياج لدى الكنيسة ولدى بعض الأسر المسيحية فمن ينفق على ذلك؟"
ويري البابا تواضروس من اولوياته خلال الفترة القادمة مكافحة كل صور التمييز والاستبعاد، موضحا أن استبعاد جزء من الشعب يمثل خطوة للوراء وضرر للشعب، مضيفا "لا يهمني كونه مسيحي او مسلم يهمني ان يكون كفء ومايهمني هو معايير الكفاءة".
ترتيب البيتو حول لائحة اختيار البابا التي تعطي الحق لنحو ألفي شخص فقط لاختيار الثلاثة الذين سيتم من بينهم اختيار البابا، قال تواضروس "اللائحة وضعت من 57 سنة والآن اتسعت الكنيسة بشكل كبير، فلنا امتداد كبير فى دول عربية عدة، بالاضافة إلى أقباط فى دول اجنبية، وبالتأكيد فى اعادة وضع لائحة جديدة سيرعى كل هذه الامور.
ويرى البابا تواضروس أن منصب البابوية منصب خاص فهو ليس زعيم ولا قائد، إنما هو أب، فالكلمة فى حد ذاتها هي اول كلمة يتعلمها الأطفال فى الصغر.
من المفترض ان ينصب البابا رئيسا للكنيسة القبطية المصرية خلال ساعات. ودار خلاف كبير في حضور الرئيس المصري محمد مرسي، وهو الأمر الذي علق عليه البابا قائلا "حتى هذه اللحظة لم نتلق تأكيداً بحضور الرئيس مرسي، ووجهنا دعوة له للحضور كما قدمنا دعوات للكثيرين."
وحول امكانية حدوث أزمة فى التيار الإسلامي بمصر حال حضور مرسي ذو الخلفية الإسلامية حفل التنصيب، رد البابا قائلا "نتمنى ألا يتسبب حضوره فى اي مشكلة بين الإسلاميين"، مضيفًا أن "نحن لا نريد أي أزمات، وحضور الرئيس أو حضور ممثل عنه له كل التقدير".
وحول مشاعره قبيل تنصبيه، قال "مشاعر داخلية بها رهبة المسؤولية، ليس رهبة المسؤولية الإدراية، ولكنها رهبة المسؤولية الروحية اخطر، فيقول البابا أنه يقال للبطريرك الجديد أثناء التجليس "منك يطلب دم كل الرعية. انت مسؤول عن خلاص كل إنسان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق