صحيح أن المذاهب الأربعة اتفقت على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها، والذي تتحدث به السيدة / إلهام شاهين بخصوص اللحية مع رئيس تحرير جريدة اليوم السابع السيد / خالد صلاح على أنها ليست من السنة، أقول في هذا الشأن أن بعض الفقهاء قالوا: أن اللحية عادة وليست عبادة!.. استنادا على أن العرب قديما كانوا جميعا باختلاف أديانهم يطلقون اللحية كتقليد وعرف وعادة سائدة لديهم، والنبي أقر هذه العادة، ولكنه عندما أمر بإطلاقها مع جز الشارب علل أمره لمخالفة المجوس فقال ( ص ) جزوا الشوارب أرخوا اللحى وخالفوا المجوس ( صحيح مسلم )،.. وفي روايات أخرى خالفوا اليهود والنصارى، من هنا نكون قد وجدنا أنفسنا أمام علم ( فقه المقاصد )، لأن أمر النبي وجب لوجود علة وسبب، وأرى أن انتفاء العلة وانعدامها يجعلنا نبحث عن وسيلة أخرى لمخالفة المجوس أو غيرهم، لأنه على ( سبيل الفرض ) لو أنهم أطلقوا اللحية وجزوا الشارب..نكون قد صرنا في هيئة واحدة وبالتالي وقطعا نكون قد خالفنا ما انتهى به حديث النبي ( ص )، حيث قال فيه: ( خالفوا المجوس ) أو كما ورد عن اليهود والنصارى،.. وأرى أنه حتى أمر النبي بالاختلاف في الهيئة والمظهر ورد أيضا لعلة، وذلك لأن المسلمين حينئذ كان لزاما عليهم لقلتهم عددا أن يتميزوا بشيء في هيئتهم للتعارف فيما بينهم،.. أنتهي معتقدا بأننا صرنا أمام وجوب إعمال فقه المقاصد بالتمام والكمال.. ومن هنا أرى أن من واجب العلماء الثقة والفقهاء النبلاء إعمال هذا العلم فورا وفي جميع مناحي الحياة لاتفاقه وانسجامه مع مقتضيات الحاجة وتفسيره للدوافع والأسباب والمسببات وارتكازه على علوم المنطق وما يوافق العقل الرشيد وهما الأساس الذي بني عليه الدين ذاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق