لن ننسى شهداء القديسين.. مهما فاتـت سنيـن وسنيـن/ مهندس عزمي إبراهيم

كتبتها مصـر.. بالدموع والـدم.. صباح أول يناير 2011، إثـر الاعتداء الإرهـابي
على كنيسة القديسين بالإسكنرية عند نهاية الاحتفال بقداس رأس السنة
***
عفارم عليك يا بطل
عفــارم عليــك يا بَطــَــل
برافـــو عليــك يا شـَهـْــم
كان نفسي أحييك بإسـمَك
لكــن... ما لكـشي إســْــم
***
قتلـت طفــــل بــرئ *** وسَرَقت الحياة مِنـّـه
وقتلت كهـل عجـوز *** بـلا احتــــرام سِـنــّه
وقتلــــت أب وأمْ
يتـِّمـْـت أطفالـهمْ
دا غير شباب وصبايا.. قتلتـهمْ
وقتلـت آمالـهمْ
وقتلت كاهـن بيرشــد ويعلــّم الأخـــلاق
قتلتــهم في سـاعة ما بيعبـدوا الخــَـلاق
لا كان في إيـدهـم سـلاح *** ولا بيهتفــوا بالحَـــــرْبْ
كانـت قلوبـــهم  شـمـوع *** نـورهـا رجـــــاء للــرَّبْ
بيرتلـــوا للســـــــــــــلام *** ويبشــروا بالحُــــــــــبْ
***
كانــوا بيسجـدوا للــــــه *** "الواحــــد" الرحمــــان
قضِيت عليهم في لحظـة *** يا كــــــاره الإنســــــــان
العـــار عليــك يا نــَـــدل *** العــار عليــك يا جبــــان
مش عايـز أقـول إنسـان *** ولا عايـز أقـول حيــوان
مش عايز أقولها عشان *** إهـانــــــــة للحـيــــــوان
***
عفــارم عليـك يا شـَهـْـم *** يللي... ما لكـشي إســْــم
ما لكشي إســـم عشــان
في الأصـل انـت جبــــان
***
ضحكـوا عليـك تجــــار السـمـــوم والــــــدم
ضحكوا عليك سماسرة خلطوا الديــانة بســم
وَعَـدُوك حتروح السـما تبـقى بطـَـل وشهيــد
وحيبقى يومـك هنـاك يــوم احتفـال أو عيـــد
وصَدَّقتهم يا حمـار
يا لعبــة السمسار، يا إصبـع الأشــرار
وأرخص بضــاعـة... لأســوأ التجـــار
ومالكـش قيمـة في عُرفــُهم يا حمــار
***
بتنافـس الشيطـــان
وتـدَّعي الإيمـــــان
عنـدي سـؤال، قـولـّي.. لـو رُحــت للرحمــان
تقــف أمامـه إزاي ودم الأبريـــاء في إيديـــك
واللــه بعدلــه وجلالــه إزاي حيرضى عليــك
قتـلـت من غيـر سـبب خـَلـْقــُـه وصُنـْـع يديــه
ضحكوا عليك السماسرة وجاي تضحـك عليـه
وتقـول بتـؤمـن بيـه!؟ُ
***
ضحكـوا عليـك السماسـرة
مشَـوّهــوا الأديـــان
خـــَـــدَّروك بكــــــــلام *** دفعــوك على الإجــرام
والدافـِـع مع المدفــوع *** حِمـْـــل على الإســـلام
***
أما انــــت ياخيبــــــــان
مـُــت.. لا انــت شهيــــد *** ولا احتفــال ولا عـيـــــد
واللــــــه حيستـقـبـــــلك *** يشـويك بنـــار وحديــــد
العـــار عليـك ياجبــــان
*****

مرثية شهداء كنيسة القديسين/ لطيف شاكر

هل خلص الدمع من عيونك ياراحـيل
ام ستبكي العمر حتي لحظات الرحيل
معين الدمع لم ينضب والدمع يسيــل
والقلب يعتصر بالالم  والقلب عليــل
ولمن نشكو الظلم والي اين السبـيل
ابكي ابنائي وناسي بصراخ وعويــل
ولا سامع او مجيب او شفاء لغليـــل
و باللحن الحنين اندب الوطن الهزيل
تفشي فيه الظام واتشح بالاباطيـــــل
خاصمني النوم وحزن الليالي طويـل
وبالناي الحزين نبكي حظنا الذليــــل
هل اعتبروا الاقباط كفار اسرائيـــــل
مزقوهم اشلاء في يومهم الجميـــــل
ليشتركوا مع اطفال مذبحة الجليــــل
ياوطني هل استهان بك الدم النبـيــل
ولم تشفق علي ابناء مصر الاصيــل
***********
غمضوا علي الجناة وتركوهم حر السبيـــل
بحجة لم يعثرواعلي اثبات او دليــــــــــــــل
وياربي متي تنتقم لدماء اخوة هابيـــــــــــل
بعد ان قضوا ليلتهم في التسبيح والترتيـــل
كملائكة يسبحونك بابتهاج وفرح وتهليــــل
هب اخوة الشيطان عليهم بالقتل والتقتيـــل
ليرضوا حكام بلا ضمير ولا اصل او اصـيل
جبناء حقراء لايعرفون الا الكذب والتضليل
كيهك- ديسمبر

الشرطة الدينية السعودية تحبط محاولة 41 مسيحياً الاحتفال بعيد الميلاد

"القدس العربي"
الرياض - (يو بي آي):

أحبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشرطة الدينية السعودية، في الجوف شمال غرب المملكة، تخطيط 41 مسيحياً للاحتفال بمناسبة عيد الميلاد، أعد له وافد من جنسية آسيوية.
وقال المتحدث الرسمي لفرع الهيئة في الجوف، رزق المشفي، في بيان له وزع ليلة الأربعاء، إن الهيئة داهمت مسكنا لوافد آسيوي استقبل41 رجلاً وسيدة من مواطنيه، إلى جانب سعودي ومصري خططوا للاحتفال بـ(الكريسماس).
وأوضح المشفي أن المقبوض عليهم بعضهم أزواج وزملاء عمل حضروا بهدف الاحتفال بعيد الميلاد، مشيرا إلى أن جميع المقبوض عليهم حولوا إلى جهات الاختصاص، لافتا إلى أن صاحب السكن والسعودي والمصري كانا في حالة سكر شديدة.
وكان مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، قال إن الدعوة للاحتفال بأعياد الزواج والميلاد دعوى باطلة.
وكان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ محمد العثيمين أفتى بان تهنئة الكفار بعيد "الكريسماس" أو غيره من أعيادهم الدينية "حرام بالاتفاق.

الاقباط مسيحيون وليس نصاري/ لطيف شاكر

يتردد الان في القنوات الفضائية الدينية وعلي السنة الدعاة وبعض المسئولين   كلمة النصاري او نصراني  , وكأنها سبة علي هامة الاقباط في حين انها هرطقة  او بدعة كانت موجودة حتي اول االقرن الثامن , ووجدت في شبه الجزيرة العربية وبعض بلاد الشام , وكان اسقفها ورقة بن نوفل, واختفت ولا يظهر لها اثرا الان,  بعد تم  طردهم حتي لايوجد دينان بشبه الجزيرة العربية , وبعد رحيلهم تشتتوا في بعض بلاد الشام وسكنوا في العراق وهم قلة قليلة تلاشت تقريبا.
وبالرغم ان هذه العقيدة لاتمت بصلة من قريب او بعيد للديانة المسيحية, بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتي قضت عليها, بعد ان دحضت معتقداتها بالحجة والبرهان من الكتاب المقدس- وسنفرد لها مقال - الا ان الاسلاميين يصرون علي اطلاق كلمة النصرانية او النصاري علي الديانة المسيحية وعلي المسيحيين  بدون فهم او وعي .
ومن خلال بحثنا سنوضح ما هي النصرانية وماالفرق بين النصرانية والمسيحية, بل وسنذهب من واقع المعتقدات النصرانية والدلائل التاريخية والاثباتات العقائدية,. التأكيد علي انها اقرب للدين الاسلامي منه الي الدين المسيحي , وان النصرانية علي قدر اختلافها الكثير مع المسيحية نجدها متماثلة في اغلب معتقدها مع عقيدة الديانة الاسلامية وهذا لايعيبها.
وعادة ما يحدث اختلاف في لفظ الكلمتين الناصري والنصراني او بمعني  آخر المسيحية والنصرانية ووجه الخلاف بينهما عميق, ولايمت بصلة بينهما, وشتان الخلاف بينهما
وسنوضح فيما يلي هذه الخلافات التي لايفهمها اغلب المسئولين المتأسلمين والدعاة الذين يدعون العلم والدين ,و كان المفترض  منهم ان يكونوا علي بينة من هذه الفروق , الاانهم يحفظون ولا يفهمون كالببغاء يرددون ماسمعوه دون فحص او فهم (قالوليلي) او(عنعنة) , والعجب حينما يستخدوموا هذه الكلمة وينعتون الاقباط بها يتعمدوا اهانتهم  واغاظتهم , ولا يعلموا ان الكلمة في حد ذاتها لاتحمل اهانة او سبة بل معناها "حماية " مما يبعث علي الضحك والسخرية .
والسيد المسيح واتباعه ليسوا نصاري ولا يمتوا بصلة الي النصرانية بل ناصري او ناصريين وكان اليهود  يميزوا بها اتباع المسيح  لأنه ينتمى إلى بلدة الناصرة .
ودعي المسيح " ناصرياً " لأن الملاك بشر به ، مريم العذراء ، في مدينة الناصرة لو26:1 وإلى هذه المدينة عاد يسوع مع مريم أمه ويوسف خطيبها من مصر مت 23:3. وفيما صرف يسوع القسم الأكبر من الثلاثين سنة الأولى من حياته لو 23:3) ، ولهذا لقب ناصرياً  نسبة إليها مر24:1 ، كما لقب تلاميذه بالناصريين ، أيضاً ، ومن بعدهم وإلى يومنا هذا عرف المسيحييون بهذا الاسم . وقد كُتب فوق رأسه على خشبة الصليب " يسوع الناصري ملك اليهود"19:19 . هذا عن تسمية أتباع المسيح كما ورد بالكتاب المقدس
واطلق اليهود علي  المسيحيين سكان بلدة الناصرة التابعة للجليل  وتعني( الزهرة او البرعم المتفتح) " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5)   تعبيرا عن المكان او البلد ,وقد اختفت هذه الشيعة أو أنقرضت بعد ان تم تدمير الهيكل اليهودي عام 70 م حسب نبؤة السيد المسيح ...
وكانت بلدة الناصرة افقر واحقر البلاد في الجليل واليهودية " فقال  نثنائيل امن الناصرة يمكن ان يكون شئ صالح  قال له فيلبس تعال وانظر" يو43:1
(والذي ولد في مزود حقير لايستنكف ان يكون  ناصريا من بلدة  الناصرة الحقيرة ايضا)
اما التسمية الاولي لكلمة المسيحية كانت  في انطاكية" ودعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا" اع 26:11 وايضا حينما قال الملك اغريباس لبولس الرسول "بقليل تقنعني ان اصير مسيحيا" اع 29:26
مما لا شك فيه أنهم سُموا " مسيحيين " نسبة إلى المسيح " له كل المجد" . والمسيح سُمي كذلك لأنه مفرز ومكرس للخدمة والفداء (قاموس الكتاب المقدس ص860)
اما النصاري او النصرانية  ومعناها حماية التي ظهرت في الجزيرة العربية فتعني حسب قولهم  نصرتهم لشخص عيسي بن مريم , فيزعمون عندما رفضه الناس اعلنوا حوارييه نحن أنصار الله ... فسُمّوا نصاري نسبة إلي نصرتهم له... فالإسم الأول ناصريون مشتق من بلدة الناصرة  والاسم الثاني نصاري مشتق من نُصرة أتباع عيسي إبن مريم له, كمن نقول ان فلان مصري او امريكي  او(ناصري) البلد , خلافا عن فلان ارثوذكسي او سني  او (نصراني)المذهب .
  وكلمة نصراني  او نصرانية تعني بالسرياني  حماية   
وكلمة نصراني او نصرانية بالسريانية "حماية" اي دعوة الناسلنصرة او حماية  عيسي إبن مريم وكأن عيسي هذا لا حول له و لا قوة بل هو محتاج للناس أن يناصروه أو يحموه لأنه مجرد عبد من عباد الله الضعفاء لا يستطيع شيئا  .
وكلمة نصارى : أطلقت على  جماعة من الناس ابتدعوا فكراً ومعتقدا مختلفاً تماما عن العقيدة المسيحية , والعقيدة النصرانية هم اليهود الذين آمنوا بالمسيح  الا انهم تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات اليهودية (اليهود استوطنوا بكثرة في الجزيرة العربية  بعد تشتتهم بسبب تدمير هيكل اورشليم قبلتهم ومحط انظارهم واملهم المنشود ) والنصاري طائفة قليلة بالمقارنة للمسيحيين وهم بهود تمسحوا او مسيحيون متهودين , وقد كانت لهم تجمعات في شبه الجزيرة العربية وبعض بلاد الشام كما اسلفنا ,واطلق عليهم نصاري مكة , نصاري نجران,نصاري الشام .
و القرآن سماهم " النصارى " ، وقد ذُكر اسمهم في سورة البقرة) ثماني مرات ، وفي سورة المائدة) خمس مرات ، ومرة واحدة في سورتي التوبة والحج  ، " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " المائدة 82:5
ولم يطلق النبي  اسم النصاري علي الاقباط بل دعاهم القبط (أخرج ابن عبد الحكم، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله قال: استوصوا بالقبط خيراً، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم)
ويلاحظ ان مارية هدية المقوقس دعيت بمارية القبطية , ودعي المقوقس بعظيم القبط وهو كان حاكما لمصر كان يمكن ان يطلق عليه عظيم المصريين حتي تعم علي كل اهل مصر  ولكن تخصيصة بكلمة قبط هنا بقصد المسيحيون ,لانه كان بطريركا وحاكما مدنيا وعسكريا من قبل الامبراطور البيزنطي, ولو كان المصريون نصاري لقالوا عظيم  نصاري مصر .
وبمضى الزمن أطلق أسم النصارى على الأبيونيين فقط دون الطوائف المهرطقة الاخري, وكان هؤلاء النصارى ( الأبيونيين ) لهم فكر خارج عن الإيمان المسيحى فى العالم كله أى أنهم بدعة خارجه عن المسيحية وكان منهم القس ورقة ابن نوفل أسقف مكة ,الذي زوج محمد من خديجة طبقاً للعقيدة الأبيونية النصرانية وظل محمد أمينا فى زواجه النصرانى بشريعة الزوجة الواحدة حتى ماتت خديجة (كتاب المفصل د.جواد علي ),
 ولعل القارئ يلاحظ عند الإطلاع على القرآن يجد أنه يتكلم عن النصارى (الأبيونيين) وعقيدتهم ( عقيدة ورقة بن نوفل )وعقائد مختلفة أخرى من البدع الخارجة عن العقيدة المسيحية التى أنتشرت فى العربية كالصابئة. ولكنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى العقيدة المسيحية المستقيمة القويمة المكروهة من ورقة و التى كانت منتشرة فى جميع أنحاء العالم القديم ,
وقد أنتهت وتلاشت الطائفة النصرانية حاليا, ولكن ما زال أسمهم فى القرآن حتى اليوم ويعتقد المسلمون أن أى مسيحى هو نصرانى مهما كانت جنسيته وطائفته جهلا او عمدا  والله اعلم
االخلاصة ان الانجيل لم يذكر بتاتا كلمة نصاري اذن فالمسيحيون ليس نصاري
والقرآن لم بذكر كلمة مسيحيون بتاتا دليل علي ان النصاري ليس مسيحيون
وهذا ختام القول
المقال القادم سنتكلم علي المعتقدات النصرانية المخالفة تماما  للعقيدة المسيحية

كيهك- ديسمبر

تهنئة المسيحيين والآديان الأخرى بأعيادهم واجب على المسلمين/ الشيخ د. مصطفى راشد

إستمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة ، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض ، أو لفهم قاصر أو نابع عن رأى شخصى لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى ، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، ولكل من يفتى عن جهل  ورؤية تنم عن قلب أسود ، نحن نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى ، ورداً على  الفتوى الصادرة من أحد رجال الدين وهو غير مؤهل للفتوى  بعدم تهنئة أو مشاركة المسيحيين أعيادهم  نقول  .
 فى معرض ردنا ، أن تهنئة المسيحيين وغير المسلمين بأعيادهم هى واجب على كل مسلم لأن الله لم ينهنا عن ذلك ، بل على العكس طلب منا أن نقول لكل الناس الكلام الحسن ،كقوله تعالى فى سورة البقرة آية 83 (( وقولوا للناس حسناً )) ً
كما أنه أُمِرنا أن نرد التحية بأحسن منها فى قوله تعالى فى سورة النساء آية 86 (( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) (ص) وأخوتنا المسيحيين يعايدونا ، وسباقين فى التحية والمحبة ، فكان واجب علينا ولزاماً شرعيا برد التحية بأحسن منها أو مثلها على الأقل .
ايضا قد أمرنا الله أن نعامل الناس بالعدل والأحسان فى قوله تعالى من سورة النحل الآية 90 (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) ً(ص)
كما أن الله قد أمرنا أن نعامل غير المسلمين بالبر والعدل طالما لم يقاتلونا فى قوله تعالى فى سورة الممتحنة الآية 8 (( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )) (ص) وقوله تقسطوا إليهم ، أى تعدلوا إليهم ومعهم وتحسنوا معاملتهم بالعدل .
كما أن الرسول (ع) لم ينهِ عن معايدة غير المسلمين والتعامل معهم وتبادل الهدايا حيث ورد عن على بن ابى طالب (ض) قال (( أهدى كسرى لرسول الله (ع) فقبل منه وأهدى له قيصر فقبل وأهدت له الملوك فقبل منها )) وهم غير مسلمين .
كما أن الإسلام لم يمنع زواج المسلم أو المسلمة من أهل الكتاب فكيف لزوج مسلم أو زوجة مسلمة لا يقول لزوجته المسيحية أولاتقول لزوجها المسيحى كل عام وانتم بخير على سبيل التهنئة بالعيد ، لذا نحن نفتى بأن التهنئة لإخوتنا المسيحيين وغير المسلمين  هى واجبة على كل مسلم ، وعلى من يفتى بجهل وبدون علم  وليس له صلاحيات الفتوى أن يتوقف عن الإساءة  لنفسه ولصورة الإسلام . .
والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان
الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية
ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان 
E: rashed_orbit@yahoo.com

المطران بو جوده تراس قداس الميلاد في مار مارون في طرابلس


الغربة ـ فريد بو فرنسيس
... وفي طرابلس تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس منتصف الليل لمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح في كنيسة مار مارون في وسط طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح. وقد حضر القداس المقدم مصطفى الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وحشد من ابناء المدينة والمناطق المجاورة.
بعد الانجيل المقدس القة المطران بو جوده عظة قال فيها :" عمّانوئيل! إنّه الإسم الذي أعطاه الرب للمخلّص المزمع أن يأتي، على لسان أشعيا النبي في الفصل السادس من نبوءته. الكلمة تعني "الله معنا" إذ أنّ الله، من خلال هذا المولود سوف يعبّر عن أنّ العلاقة بينه وبين الإنسان لم تنقطع، بالرغم من موقف الإنسان الرافض له. فهو قد خلق الإنسان على صورته ومثاله، ونفخ فيه روحه، أي إنّه أعطاه ذاته. وهو إذا قطع العلاقة معه يكون كأنّه ينتحر وينكر ذاته. الإنسان هو الذي قطع العلاقة مع الرب كما يروي لنا ذلك سفر التكوين، إذ إنّه إستسلم لإغراءات الشيطان المجرّب الذي أقنعه بأنّه يصير إلهاً لنفسه إن هو رفض الله وقطع العلاقة معه. الإنسان لم يحقّق ذاته بإتّخاذه هذا الموقف بل على العكس فإنّه إكتشف عريه ومحدوديته وسمع الرب يذكّره بأنّه من التراب أُخذ وإلى التراب يعود. الإنسان هو الذي حكم على نفسه بالموت، أمّا الله فقد حكم له بالحياة. فقال للشيطان بأنّه سيجعل عداوة بينه وبين الإنسان، إبن المرأة الذي سيسحق رأسه، بينما هو لن يستطيع إلاّ أن يرصد عقبه.
اضاف:" الله خلق الإنسان بفعل محبّة منه لا متناهية، وبفعل محبة لا متناهية سوف يعيد إليه الحياة، بإبن له مولود من إمرأة. وهو على مرّ الزمن يُذكّر الإنسان بهذا الوعد ويدعوه للإلتزام به. وفي ملء الزمن، كما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية، أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة، هي مريم العذراء التي لقّبها آباء الكنيسة بحوّاء الثانية نظراً لأنّها على عكس حواء الأولى، سمعت كلام الرب وعملت بمقتضاه. والمولود منها هو يسوع المسيح الذي نحتفل بميلاده ليس فقط مرّة في السنة كما يحصل مع غيره من أبناء البشر، بل كل يوم وكل لحظة، لأنّ الميلاد هو حدث دائم، لأنّه يعبّر عن المصالحة بين الله والإنسان. مريم العذراء هي حواء الثانية والمسيح يسوع هو آدم الثاني، الإنسان الحق والإله الحق الذي مع أنّه في صورة الله لم يعدّ مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متّخذاً صورة العبد، وصار على مثال البشر، وظهر بمظهر الإنسان، إنّه كلمة الله الذي صار بشراً وحلّ بيننا، فرأينا مجده مجد وحيد من الآب ملؤه النعمة والحق، من ملئه نلنا بأجمعنا، وقد نلنا نعمة على نعمة، والنعمة والحق قد أتيا عن يد يسوع المسيح(يو1/14 و16-17).
وتابع :" يسوع المسيح، الذي نحتفل بميلاده اليوم، وحّد بأقنومه الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة. ومع كونه إلهاً فإنّه ولد في مغارة حقيرة في بيت لحم كانت مأوى للرعيان لأنّ والديه لم يجدا لهما موضعاً في الفندق نظراً لفقرهما. لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تعرفه. ولكنّه بالرغم من ذلك إسترعى إنتباه الرعيان أولاً وقد أبلغهم الملائكة بالخبر المفرح وهم ينشدون المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لبني البشر، كما إسترعى إنتباه الملوك المجوس الذين رأوا نجمه في المشرق فجاؤوا إليه ليعبدوه، وقد أهداهم إلى مكان ولادته نجم في السماء، وأثارت ولادته خوف الملك هيرودس الذي أرسل فقتل كل أطفال بيت لحم من عمر سنتين فما دون. كلّها أحداث بشريّة تلفت الإنتباه، لكنّ الأهم هو أنّ هذا المولود الجديد هو الذي بشّر به الأنبياء منذ القديم والذي تكلّم عنه أشعيا في الفصل السادس من نبوءته حيث قال: إسمعوا يا بيت داود، أقليل عندكم أن تُسئموا الناس، حتى تُسئموا إلهي أيضاً؟ فلذلك يؤتيكم السيّد نفسه آية: ها إنّ العذراء تحمل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمّانوئيل، يأكل لبنناً حليباً وعسلاً إلى أن يعرف أن يرذل الشّر ويختار الخير(أشعيا6/13-14). في كلام النبي أشعيا هذا تحذير وتنبيه للشعب الذي، بالرغم من محبة الله له، وبالرغم من كل المعاهدات التي أبرمها معه، ما زال يرفضه ويبتعد عنه ويحاول أن يبني ذاته بذاته، وأن يجعل من نفسه إلهاً لنفسه مقتدياً بأبويه الأولين. لكنّ الرب، وبالرغم من كل المواقف الرافضة له ما زال مصمّماً على خلاص الإنسان. وهو يتساءل من يرسل إليه ليُذكّره بالمعاهدة، فيقول له النبي: ها أنذا فأرسلني، فيقول له الرب: إذهب وقل لهذا الشعب:إسمعوا سماعاً ولا تفهموا، وأنظروا نظراً ولا تعرفوا. غلّظ قلب هذا الشعب وثقّل أذنيه وأغمض عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى (أشعيا 6/8-10).
وقال :" الله يريد خلاص الشعب، ولذلك يُرسل له العمّانوئيل ليُقيم معه. إنّه يسوع المسيح الذي عاد فجمع بأقنومه الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة. تضامن مع الإنسان في كل شيء ما عدا الخطيئة فمات من أجله على الصليب وإنتصر على الموت بالقيامة فوطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. وقبل صعوده إلى السماء وعدنا بأنّه سوف يبقى معنا إلى منتهى الدهر، وهو ذاهبٌ ليُعدّ لنا مكاناً لأنّ في بيت أبيه منازل كثيرة(يو14/1-3). هذا هو العمّانوئيل، الله معنا، الذي نحتفل بميلاده اليوم، فلا نتوقّف عند المظاهر الخارجيّة لهذه المناسبة، على أهميّتها، بل نحن مدعوّون للدخول في عمق معناها اللآهوتي والروحي، كي نستحقّ الخلاص الذي أتانا به المسيح.
وختم :" إنّنا نعيش اليوم، في الكثير من المرّات مقتدين بأبوينا الأوّلين، مستسلمين غالباً غلى تجربة الشيطان الذي يقنعنا بأنّه بإمكاننا الإستغناء عن الله والعيش بدونه وضده، خاصة بعد التقدّم الكبير الذي وصلت إليه البشريّة اليوم من تطوّر ورقي في مختلف الحقول، فصرنا نعيش العلمنة المطلقة والنسبيّة الإيمانيّة والأخلاقيّة، فنسن القوانين والشرائع التي نريد والتي تتنافى جذرياً مع تعليم الرب. فصرنا نضع الله جانباً ونطلب منه أن يبقى حيث هو ولا يتدخّل في شؤوننا لأنّنا نعتبر أنفسنا أحراراً من كل القوانين، وهكذا، وبتصرّفنا هذا لا يعود لله أي دور في حياتنا، ولا يعود الله معنا أو بالأحرى لا نعود مع الله. فليكن إحتفالنا بعيد الميلاد اليوم تجديداًُ للعلاقة معه وليبقَ المسيح كما بشّرنا بذلك الرب العمّانوئيل، الله معنا الذي يأتينا بالخلاص، ويعيدنا إلى الملكوت، فنعيش السلام الداخلي في حياتنا والسلام مع الآخرين، كي نستطيع أن نعيش السلام الحقيقي مع الرب.   
بعد القداس تقبل المطران بو جوده وخادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح تهاني العيد من المشاركين في القداس في قاعة كنيسة مار مارون في طرابلس.

الوزير شربل يضيء شجرة الميلاد في طرابلس

الغربة ـ فريد بو فرنسيس
أضاء وزير الداخلية والبلديات شجرة ميلاد عملاقة عند مستديرة النيني أول شارع عشير الداية بمشاركة وحضور ماهر الضناوي ممثلاً دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير نقولا نحاس الدكتور مصطفى حلوة ممثلاً الوزير محمد الصفدي، والنائبان روبير فاضل، قاسم عبد العزيز، النواب السابقون عبد المجيد الرافعي ، مصباح الأحدب، مصطفى علوش ، ناصر عدرة ممثلاً النائب سمير الجسر، رولا فتفت ممثلة النائب أحمد فتفت ، لبنى عبيد ممثلة النائب والوزير السابق جان عبيد، محافظ الشمال ناصيف قالوش ، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة ، الشيخ نبيل رحيم، الأرشمندريت جبرايل ياكومي ممثلاً راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الأورتوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال ، رئيس بلدية الميناء الدكتور السفير محمد عيسى ، امين عام اتحاد الغرف اللبنانية توفيق دبوسي، حشد من النقباء ورؤساء جمعيات وهيئات المجتمع المدني ورؤساء المؤسسات التربوية الجامعية في الشمال.
المحطة الأولى كانت في باحة سراي طرابلس حيث أدت ثلة من قوى الأمن الداخلي بقيادة قائد منطقة الشمال الاقليمية العميد محمود عنان وقائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي ومشاركة كافة الضباط في قوى الأمن الداخلي في الشمال . وفي قاعة الاستقلال ألقى رئيس مركز الرأي اللبناني للدراسات جوني نحاس كلمة أكد فيها أن المناسبة ليست اضاءة شجرة ميلاد في طرابلس بل لاظهار الوجه الحقيقي والعيش المشترك لمدينة طرابلس والتأكيد على أن كل ما يقال عن طرابلس ليس صحيحاً فهي كانت وستبقى رمزاً للعيش المشترك الواحد بين الأطياف والطوائف.  وتوجه بالشكر الى معالي الوزير شربل والمحافظ قالوش  والوزير نحاس والنواب وكل الذين حضروا للمشاركة في الحدث متمنياً أن يعم السلام والفرح دائماً طرابلس وكل لبنان.
الوزير شربل قال: أهلاً بكم مسيحيين ومسلمين خصوصاً وأن الأعياد تجمع دائماً ولا تفرق وما أراه أمامي اليوم لم يفاجئني لأنني عشت في هذه المدينة وكنت أبكي كلما اغادرها ولا زلت حتى اليوم ابكي لأنني غادرت طرابلس.  من يأتي الى هذه المدينة يرى عند مدخلها عبارة " قلعة المسلمين" هذا ليس صحيحاً لبنان كله قلعة المسلمين والمسيحيين وعندما تتعرض المدينة لأي أمر فإن المسيحيين سيهبون للدفاع عنها كما سيكونون مع إخوانهم المسلمين في خط الدفاع عن لبنان الذي سيبقى متراسا لكل اللبنانيين وبمحبة اللبنانيين بعضهم ببعض يتمكنون من الصمود كما صمدوا عبر التاريخ بوجه كل الغزوات والمشاكل والحروب وإستمروا عند أول فرصة في محبة بعضهم البعض.
أضاف: إنني أتمنى لكم عيدا سعيدا ليس هذا العيد فقط إنما في كل الأعياد الاسلامية والمسيحية وأعتقد بأن خلاص لبنان سيكون في العام 2013 رغم تشاؤوم الكثيرين من الرقم 13 ، ونحن سنغير هذه النظرة التشاؤمية وسنجعلها نظرة تفاؤلية للبنان . أعاد الله عليكم هذا العيد بالخير والبركة والسلام والأمان على طرابلس خصوصاً وأن أبناء هذه المدينة سياسيين وأفراد لا يريدون الحروب في طرابلس خصوصاً وانها تكبدت الكثير من الخسائر ونتمنى أن يستمر الجيش والقوى الأمنية في ضبط الأمن ليستمر الهدوء ولتصبح طرابلس العلامة الفارقة كما كانت دائماً مقصداً لكل أبناء المناطق اللبنانية ومحط أنظار كل اللبنانيين .وأنا أذكر جيداً كيف كان أهلي يقصدون هذه المدينة من حلبا معتبرين دائماً أن طرابلس هي المحطة الأم لكل الشمال. وستبقى باذن الله طرابلس" أم الدنيا" .
وبعد قطع قالب الحلوى بالمناسبة توجه الجميع الى مستديرة النيني حيث شارك الجميع الوزير شربل في اضاءة شجرة الميلاد والتي نفذها جوني نحاس بالتعاون مع بلدية طرابلس .
الوزير نقولا نحاس قال بعد اضاءة الشجرة : رغم الصعوبات التي نمر بها وما ينتظرنا أيضاً من صعوبات لكننا سنتمكن بروح التعاون من تخطي كل الأزمات وعلينا تخطيها بالانضباط  وكلي أمل بأن ننجح في تمرير الأشهر المقبلة كما عبرنا كل المحن الماضية لأننا نملك كل مقومات الصمود أمام كل الغيوم الملبدة، نحن ندرك حدود امكانياتنا ونعرف كيف نسوي أوضاعنا عندما تكون السماء ملبدة .
ورد الوزير شربل على أسئلة الصحافيين حول امكانية خروج طرابلس من الأزمة التي مرت بها مؤكداً أن طرابلس بقوة وتضامن ابنائها من كل الشرائح والأحزاب ستبقى مدينة آمنة ، وهي لن تعيش تجربة ثانية من الحروب.
ووجود الشجرة في طرابلس هي من نسيج المدينة وأغلب شوارعها تحمل أسماء القديسين حتى أن هناك مسجداً باسم " عيسى بن مريم" .
وعن الأمن قال: ان الجيش اللبناني منتشر ويعاني ويتحمل ما لا يمكن تحمله ودعا أبناء المدينة الى المحافظة على الهدوء لأن الحروب لا تجلب الا الويلات والشهداء والخراب، فطرابلس مدينة الجمال وهي بمعناها الأجنبي تعني المدن الثلاث فمؤلم أن تعيش هذه المدن الثلاث حياة الخراب والدمار، فنأمل أن تكون هذه الأعياد وغيرها من الأعياد عنواناً لقداسة ربنا ووحياً للسلام.

المطران جورج بو جوده يدشن كنيسة مار شربل في انفه


الغربة ـ فريد بو فرنسيس
دشن رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، كنيسة مار شربل، في رعية انفه المارونية، وذلك خلال قداس احتفالي تراسه في الكنيسة الجديدة. حضر قداس التدشين النائب فادي كرم، رئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري واعضاء من الجلس البلدي، مخاتير بلدتي انفه وشكا، فيصل غلام ممثلا شركة الترابة الوطنية في شكا، الى ممثلين عن الفاعليات السياسية والحزبية في البلدة والجوار، اعضاء المجلس البلدي في انفه، وحشد من المؤمنين.
عاون المطران بو جوده في القداس خادم الرعية الخوري نعمة الله عبود، والخوري تشارلي عبدالله، الى مشاركة واسعة من الكهنة والرهبان والراهبات.
في بداية القداس قرأ المونسنيور انطوان مخايل مرسوم انشاء رعية مار شربل في بلدة انفه الكورانية، موقعا من رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده. وبعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :"  يطيب لي أن أفتتح معكم اليوم هذه الكنيسة الصغيرة، وإنشاء رعيّة جديدة على إسم القديس شربل مخلوف، يومين قبل إحتفالنا بذكرى مولده في السماء وإحتفالنا بعيد مولد السيّد المسيح على الأرض. فمن جميل الصدف أن يترافق هذا الحدث الكنسي مع هاتين المناسبتين الروحيّتين، وقد شاء أبناؤنا الموارنة في هذه البلدة العزيزة أن يختاروا القديس شربل شفيعاً لكنيستهم التي نتمنّى أن تكون وقتيّة، على أمل المباشرة ببناء كنيسة أكبر على أرض ثابتة وليس فقط على سطح أحد البيوت. وبإمكاننا إعتبار هذا البناء الصغير كألصومعة كالتي عاش فيها القديس شربل في عنايا، بالرغم من عدم وجودها على جبل ولا في أرض بريّة، بل داخل البلدة وبين البيوت".
وقال بو جوده في عظته:" القديس شربل عاش في صومعة بالقرب من دير مار مارون في عنايا فحوّل هذه الصومعة إلى محج يتوافد إليه المؤمنون بأعداد كبيرة ليتأمّلوا في حياته ويطلبوا شفاعته في الصعوبات التي تمرّون فيها. القديس شربل جسّد في حياته التطويبات التي تتناقض جذرياً مع المنطق البشري. فهو قد إنقطع كليّاً عن العالم ليكون في ما هو لأمر الله، كما قال المسيح عندما بقي في الهيكل بعد زيارته التقليديّة له مع والديه. المنطق البشري يبحث عن السعادة مثلاً في الفن والجاه والملذّات أمّا المسيح فيقول طوبى للفقراء والمساكين لأنّ لهم ملكوت السماوات. المنطق البشري يدعو الإنسان للسعي إلى المراكز المرموقة وإلى فرض النفس على الآخرين كي يصل إلى مبتغاه مستعملاً كل الوسائل المتاحة لذلك حتى القوّة والعنف، أمّا المسيح فيقول طوبى للودعاء والبسطاء فإنّهم يرثون الأرض".
وتابع المطران بو جوده :" المنطق البشري يحثّ الإنسان على التصرّف بمكيافيليّة أي بإستعمال الوسائل المبنيّة على الكذب والرياء والخبث إذ أنّ المهم بالنسبة له هو الوصول إلى مبتغاه، بينما المسيح يقول طوبى لأطهار القلوب فإنّهم يشاهدون الله. المنطق البشري يشجّع على القتل والحرب وإستعمال السلاح بمختلف أنواعه التي يطوّرها الإنسان كل يوم، كما هو حاصل في مجتمعنا المعاصر وفي العديد من البلدان، وكما  حصل في بلادنا طوال سنوات، بينما المسيح يقول: طوبى للساعين إلى السلام فإنّهم أبناء الله يدعون. المنطق البشري يشجّع الإنسان غالباً على إستعمال لسانه إلى لعن الناس وشتمهم كما يحذّر من ذلك القديس يعقوب في رسالته فيحوّل هذا اللسان إلى نار حارقة وإلى عضو ينجّس الجسم كلّه ويحرق الخليقة بأسرها، فيحترق هو بنار جهنّم، فيتحوّل إلى بليّة لا قرار لها، ملؤه سم زعاف، بينما يقول لنا المسيح: طوبى لكم إذا شتموكم وإضطهدوكم وافتروا عليكم كلّ كذب من أجلي، إفرحوا وإبتهجوا إنّ أجركم في السماوات عظيم (متى5/3-11)".
وتابع بو جوده :"إنّ منطق العالم هو ما نعيشه اليوم في مجتمعنا البشري لسوء الحظ، ليس هنا في لبنان فقط بل في مختلف بلدان العالم، إنّه منطق يبعدنا عن الله ويطرد الله من حياتنا ويعيدنا إلى ما إستسلم له أبوانا الأولان آدم وحواء عندما أغراهما الشيطان بأنّهما إذا خالفا أمر الله صارا كآلهة ولم يعد لله سلطان عليهما. أما هكذا تتصرّف بشريتنا اليوم عندما تستبيح كل المحرّمات وتشرّع كل ما يتناقض ليس فقط مع تعاليم الدين والمبادئ الأخلاقيّة، بل حتى الأمور الإنسانيّة والطبيعيّة. فهل من الطبيعي مثلاً أن يتزوّج الرجل من رجل والمرأة من إمرأة ويتبنيان الأولاد، بينما خلقهما الله ذكراً وأنثى وقال يترك الرجل أباه وأُمّه ويلزم إمرأته فيصيران كلاهما جسداً واحداً، وما جمعه الله لا يفرّقه إنسان؟ هل من الطبيعي أن يتصرّف الإنسان على هواه بحياة أخيه الإنسان فيشرّع الإجهاض وقتل الأجنّة في الأحشاء فيتعدّى على حقّها في الحياة ويعاملها بعد تخصيبها في المختبرات كأنّها مجرّد نسيج من الأعضاء، ويلقيها في سلّة المهملات"؟
اضاف بو جوده :"هل من الطبيعي أن يحقن الإنسان المسن والمريض الذي خدم المجتمع طوال سنوات ولم يعد منتجاً بعد أن تقدّم في السن، بحقنة من السم ليموت، ونسمّي ذلك الموت الرحيم؟ القديس شربل تفرّغ لما هو لأمر الله، فأمضى حياته بالعمل في الحقل وبالصلاة من أجل إخوته البشر كي يعودوا بتصرفاتهم إلى الله ويعطوه الأولويّة في إهتماماتهم ومن أجل ذلك عاش روح التطويبات التي أوصلته إلى القداسة فتحوّل بذلك إلى شفيع لإخوته البشر تحصل بواسطته شفاءات عديدة من الأمراض الجسديّة والروحيّة، فيرتدّ الكثيرون إلى الله ويعودوا فيكتشفوا عمق محبّته للإنسان. الكثيرون ممّن يسعون في حياتهم إلى الفعاليّة الماديّة فقط غالباً ما يتساءلون عمّا يفيد المجتمع من حياة النسّاك الذين يتفرّغون للصلاة في الصوامع والبراري، بينما المجتمع بحاجة إليهم لكي يطوّروه ويرقّوه، فيأتيهم الجواب من مثل حياة القديس شربل وغيره من القديسين والنسّاك على مر الأجيال وإليهم نقول: من كان يعرف قرية صغرة في جرد بلاد جبيل إسمها "عنّايا" لولا القديس شربل مخلوف ومن يعرف من كان كبار العالم وأغنياؤه آنذاك. ومن كان يعرف قرية أخرى صغرة في بلاد البترون إسمها "جربتا" لولا راهبة متألّمة عمياء مفكّكة الأعضاء والعظام إسمها رفقا.
وختم بو جوده :" البشريّة كلّها كانت ترزح تحت ثقل الخطيئة بعد أن إبتعدت عن الله ورفضته، فجاءها الخلاص بواسطة طفل صغير مولود في مغارة وهو إنسان إله قال عنه بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيليبي"مع أنّه في صورة الله فإنّه لم يعدّ مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متّخذاً صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر بمظهر الإنسان، فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، الموت على الصليب،  ولذلك رفعه الله ووهب له الإسم الذي يفوق جميع الأسماء" وبناءً على ذلك دعانا بولس الرسول إلى التخلّق بخلق هذا المسيح الذي نحتفل بولادته بعد يومين، وكل سنة بالفرح والإبتهاج الروحيّين. القديس شربل تخلّق بخلق المسيح، ولذلك جعل الله منه آية وعلامة تظهر من خلاله محبّته للبشر من خلال ما يجري بشفاعته من عجائب وآيات الروحيّة، وإنّنا جميعاً مدعوّون للإقتداء به فنعرف أن نعطي للرب المركز الأوّل في حياتنا فنتخلّى عن كبريائنا وتعجرفنا ونعيش بساطة التطويبات كي نستحقّ أن نعيش مع الرب بعد إنتقالنا من هذه الحياة الزائلة إلى الحياة الدائمة، فنسمع الرب يقول لنا: كنتَ أميناً على الأرض في القليل فسأُقيمك مع شربل على الكثير، أدخل فرح سيّدك".
من ثم بارك المطران بو جوده المذبح الجديد بالميرون المقدس، واعلن عن هدية قدمتها الرهبنة اللبنانية المارونية بشخص ممثلها الاب شربل عيد وهي عبارة عن " تخيرة " مقدسة للقديس اللبناني شربل ستوضع في الكنيسة للتبرك منها.
وفي ختام القداس القى خادم الرعية الخوري نعمة الله عبود كلمة شكر فيها كل الذين ساهموا من اجل اتمام انشاء هذه الكنيسة. كما القى الخوري تشارلي عبدالله كلمة تضمنت شكر الرعية لكل من تعب وعمل على انجاح احتفال التدشين. واقيم حفل كوكتيل في المناسبة. 

مهمات تنتظر مجلس اساقفة الكلدان و بطريركهم الجديد/ يوحنا بيداويد

 ملبورن/// استراليا
21 كانون الثاني 2012

عانت الكنيسة الكلدانية في السنين الماضية شيئا من اللامركزية واستقلالية الابرشيات والرعايا الى درجة وجدت اجتهادات في طريقة تفسير وتطبيق تعاليم الكنيسة وكذلك ترك عدد كبير من الكهنة الشباب كنيستهم والتحقوا بكنيسة اللاتينية او الكنيسة الشرقية الاشورية او استقالوا من الخدمة الكهنوتية(1).

قبل ان نودع سنة 2012 وبعد تسع سنوات من خدمته قدم البطريرك عمانوئيل الثالث دلي استقالته عن عمر ناهز 85 سنة قضى ستون منها كاهنا  ومطرانا وبطريركا في خدمة الكنيسة . حصلت هذه الاستقالة المتأخرة  بعض الشيء، تاركة المجال امام السادة الاساقفة والكهنة الكلدان ان يقرروا المصير الاداري لهذا القطيع من شعب الله المؤمن.

نحن لسنا هنا بصدد دراسة الانجازات او المحن والمصائب الكثيرة التي لاقتها الكنيسة الكلدانية  خلال المرحلة  التي كان البطريرك دلي في سدة الكرسي البطريركية، لكن يهمنا كثيرا كمؤمنين علمانيين وعاملين في حقل الكنيسة سنوات طويلة ان لا تكرر الاخطاء الماضية بخصوص العمر التقاعدي لجميع المناصب والا يهمل  ايضا موقف العلمانيين او المؤمنيين  في الزمن القادم لان هم الكنيسة الحقيقة والفعلية.

سوف نذكر اساقفتنا الاجلاء مرة اخرى (2) ببعض الاقتراحات لاجراء التجديدات التي ينتظرها الشعب الكلداني منهم  على امل ان يدرسونها بإمعان ودقة قبل ان يختاروا راعيا جديدا للكنيستنا منها:-

1- الالتزام  دائما بالعمل الجماعي والمقررات التي تتخذ في الاجتماعات الدورية ( سينودس) او لجانها التي تخدم الكنيسة قبل مصالح الاشخاص، والتخلص من الصراع على المناصب او الاداراة . والالتزام بمواعيد الاجتماعات الدورية وارسال من ينوب رئيس الابرشية في حالة تعذر السادة الاساقفة الحضور.

2- تأسيس سكرتارية للكرسي البطريركي  بمستلزمات عصرية، من موظفين مهنيين ومسؤول مباشر يكون تابعة للكرسي البطريركي ، عمل هذه المؤسسة يكون  توثيق كل السجلات والوثائق و والبيانات والتقارير والمراجعات والخطبات المتبادلة داخل الكنيسة او الكنائس الكلدانية في العالم  التي تسهل عمل الكنيسة الكلدانية وكذلك توثق كل ما يجري فيها امام القانون والمؤمنين.

3- توثيق سجل بممتلكات الكنيسة  في كل ابرشية وبالصادر والوارد، ويكون تحت انظار الجهات المختصة او اعضاء السينودس، وتقدم تقارير لجميع اباء الكهنة في كل الكنائس الكلدانية حول العالم، كي يطلعوا على مجريات الكنيسة الام وكذلك الاطلاع على المشاكل والافكار التي قد تخدمهم .  و في نفس الوقت تقدم كل ابرشية تقرير سنوي عن نشاطاتها  و عن نشاط كل كنيسة  فيها بمفردها  لدى  سكرتارية الكرسي البطريركي. كي يتم القضاء على  الاتهامات واختفاء الاموال ان كانت باطلة او حقة. وفي نفس الوقت يكفي ان تعتبر مسألة اموال وممتلكاتها من اسرار الكنيسة اكثر من اسرار الكنيسة المقدسة نفسها!!، لنكن شهود ايمان على مقولة يسوع المسيح " ليس بالخبز وحده يحيى الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"

4- تشكيل لجنة من خمس اشخاص بمشاركة احد الاساقفة او اثنان وثلاثة كهنة مختصين لدراسة مشاكل اوالاسباب التي ادت الى ترك عدد كبيرمن الكهنة  العمل الكهنوتي في الكنيسة الكلدانية ودراسة المخاطبات المراسلات لكل واحد منهم واتخاذ القرار المناسب لقضيته من الرجوع الى خدمته في الكنيسة الكلدانية في حالة وجود طلب له.

5- في قضية انتخاب اساقفة جدد لاشغال مواقع الشاغرة، نرجو يتم دراسة الترشيحات بصورة موضوعية بعيدة عن النزاعات القبلية والجغرافية والشخصية، او القطبية ، حيث يتم درج جميع متطلبات اللازمة في الاسقف المنتخب ومن ثم دراسة السيرة والدرجة العلمية والانجازات والعمر وعامل اللغة لكل مرشح ومن ثم اعطاء درجات على شكل سري من قبل الاباء الاساقفة في عملية الترشيح  لكل فقرة او متطلبة، كي يتم اختيار صاحب اعلى درجات والتي ستكون بالحق نتيجة للرأي الموضوعي والضمير الحي لكل المشاركين في عملية الترشيح.

6- على الكنيسة الكلدانية اجراء دراسة  وفتح الحوار او تبادل اراء مع كنيسة روما حول درجة استقلاليتها وطريقة ادارتها ككنيسة شقيقة لها مع الاحتفاظ بخصوصيتها الشرقية من ناحية الليتوريجيا والتاريخ وطبيعة المجتمع.

7 - اجراء عملية تجديد في منهاج الدراسي في كلية بابل لطلاب السلك الكهنوتي، لان ما تحتاجه الكنيسة  الان هو الثقافة اللازمة ، فضح الفلسفات والعقائد والهرطقات المادية المعادية و التي تحاول طمر الضمير الانسان و خصوصية وسعادة المجتمع، عن طريق دراسة هذه الفلسفات وهظمها فكريا  ومن ثم نقدها وفضحها بصورة مقنعة للمجتمع . كذلك  يستفاد الكاهن من خلال تدريبه الاهتمام بالفكر والتعمق بالايمان.

8- اقامة المؤتمرات الكلدانية على غرار المؤتمر الكلداني الاولى عام 1995 في بغداد في عهد المثلث الرحمات البطريرك بيداويد، على ان يتم توسعيه واتخاد القرارات وتشكيل لجان لمتابعة تنفيذها. لان في الكنيسة  الكلدانية هناك اشخاص يعيشون  في هذا العالم الواقعي الذي له متطلباته ، ليست مهمتهم فقط الصوم والصلوات.

9- فتح باب المشاركة امام ابناء الكنيسة من المثقفين والسياسيين والقوميين  لابداء رايهم في تقرير مصير الكنيسة عن طريق مشاركتهم في المؤتمرات الدينية ( سينودس) والثقافي والاجتماعية ، دعم عملهم من اجل اعلاء شأن ابناء هذه الكنيسة في جميع المحافل  المحلية والوطنية و الدولية، وتأيده مطاليبهم الانسانية بحقهم في الوجود، حضور المؤتمرات القومية وابداء رأيهم في القضايا المصيرية وبقوة وبصوت واحد.

10- الاهتمام  بلغة الام اصبح امرا ملحا جدا جدا، ان كان يهم اباء الكنيسة من البطريرك والسادة الاساقفة والكهنة والشمامسة اسم الكنيسة الكلدانية واستمرار وجودها(3)، لهذا من الضروري تأسيس  مدارس اهلية في الداخل وفي  المهجر لتعليم لغة الام فيها كي يستمر التواصل الارثي و الحضاري والديني بين الاجيال بدون انقطاع.

 كا تعلمون تعاليم مسيحيتنا لها علاقة كبيرة في حياتنا اليومية لهذا من المخيب ان يعتبر من بعض من رجال الاكليروس ان الانسان معدوم الاحساس.  بدون افراد مؤمنين لا توجد كنيسة، وحينما تتواجد الافراد يتواجد المجتمع حالاً، وهنا لابد تتواجد المقايس والوحدات والمصطلحات والتعابير واساليب الاتصال معا، وجزء كبير من هذا العمل لا يتم الا بوجود لغة للتفاهم معا. لا مجتمع بدون وجود له نشاطات خاصة به مثل اي كنيسة محلية لها نشاطاتها. فاللغة هي الوعاء او  الوسيلة المهمة للقيام بهذه النشاطات(4). 

اخيرا نتمنى ان يكون البطريرك الجديد من عمر الشباب على الاقل له الامكانية للقيام بالسفر والنشاطات الكثيرة مثل حضور المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وان يكون له الامكانية اللغوية والفكرية والثقافية (5) وان يجهد بنفسه لتطبيق مقررات السينودسات القادمة واجراء التجديدات اللازمة للكنيسة ورعاية ابنائه من الاكليروس والمؤمنيين بإيمان وتواضع دون تميز ، ونحن على امل ان تدخل الكنيسة الكلدانية في عهده الالفية الثالثة من ناحية  التجديد الاداري والايماني وله منا كل التوفيق مقدماً .
.........
1- بحدود عشرون كاهن ترك الكنيسة الكلدانية خلال عقد الماضي.

2- سبق كتبنا مقال في عام 2008 تحت عنوان (ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية ) على الرابط التالي:

3- كل مجتمع او قومية لها مقومات وخصائص خاصة بها ، والكنيسة الكلدانية هي للكلدان بصورة عامة على الرغم فيها غير اللكدان، ونحن نعلم جيدا ان مهمة الكنيسة ليس قومية او ثقافية او سياسية بل روحية ودينية ونحن نقدر ذلك كثيرا. لكن الظروف والخطر المحدق بالكنيسة الكلدانية وارثها في هذه الايام او الظروف التي تمر فيه في هذه الايام   يتحتم على الجميع حميايتها واول خطوة  لحمايتها هو حماية لغتها.

4- طقوسنا اعني طقوس الكنيسة الكلدانية  كلها مكتوبة بهذه اللغة، فكيف سوف يتعلم وتتم عملية نقل هذه الطقوس والتعاليم  للاجيال القادمة في المهجر ان لم يتعلموا هذا اللغة كيف سيفهموها؟!


5- ان  بعض رجال الدين المسيحي في هذا العصر مع الاسف  كثير من الاحيان يظهرون قليل الثقافة والاطلاع، لا يميزون بين عمل الجمعية اوعمل النادي الاجتماعي او الثقافي او الحزب السياسي، لهذا اعتقد هم بحاجة كبيرة الى الثقافة العامة يوميا، قراءة الجرائد والمجلات والمواقع للاطلاع على اخبار السياسية والعامة الذي هي ضرورية لهم في  تقوية وعضهم وكذلك في تعاملهم اليومي. وكذلك اثناء اتخاذ موقف او قرار معين له علاقة بالحياة العامة.

تسعون بالمئة من الشريعة الإسلامية رؤية بشرية وبلا ضمير/ الشيخ د. مصطفى راشد

  
لا شك أبنائى وإخوتى المسلمون  فى أن العنوان صادم ً لكم ، لكن علينا بهدوء وقبل إصدار الأحكام  أن نعلم أولاً أن 90% من الشريعة الإسلامية هى من وضع فقهاء ومشايخ بشر مثلُنا ، ماتوا منذ حوالى 1300 سنة ، وقد وضعوا رؤيتهم وتفسيراتهم وإستنباطهم وقياسهم وإجتهادهم  طبقاً لظروف عصرهم، ومعطيات وأدوات زمانهم  الشحيحة الفقيرة العنيفة  والبسيطة ، فى حين أن أقل من 10 % من الشريعة فقط تقوم على أدلة قطعية ، أما الباقى فقد وضعه ألاف الفقهاء والمشايخ بفكرهم البشرى المحدود بزمانهم ، فجائت أرائهم متناقضة ومختلفة أشد الإختلاف لقصور الأدوات البحثية فى زمانهم ، ومقارنتاً بزماننا من ناحية الإمكانيات  البحثية  والرؤية الجمعية بفضل التكنولجيا الحديثة ، فقد أتيحت لنا أدوات لم ينعم بها هؤلاءالأوائل ، مثل البحث عن طريق الإنترنت وإمكانية التعرف على  رأى كل الباحثين فى كل أسقاع الدنيا  لمسألة معينة فى دقائق معدودة  ،فى حين كان هذا يستلزم من فقهائنا ومشايخنا الأوائل عشرات السنين ، كى ينتقل ببغلته أو حمارة من دولة إلى أخرى،  ليسمع رأى غيره أو يسمع ممن أتو بعده ، ايضا نحن الأن نستطيع أن نحمل مئات الكتب على شريحة ميمورى صغيرة توضع فى الجيب ، فى حين كان أسلافنا لايملكون الكتب بل بعض المخطوطات ، والكتاب الواحد يملكه كل مواطنى الدولة ،لأن الكتاب يُكتب باليد ويوضع منه نسخة أو نسختين على الأكثر، إذ وفرت الدولة الإسلامية وقتها الإمكانيات لذلك ، مما جعلنا نرصد كل الفقه وكل كتب التراث بيسر  فتطضح الصورة أمامنا كاملة ، علاوة على أن زمن أسلافنا كان يتسم بالعنف  وإعمال السيف ، بخلاف زماننا الذى يقوم على سيادة القانون والعقاب بالسجن  الذى لم يعرفه أسلافنا، وماكان مباحاً فى وقتهم قد يكون مجرماً وبشدة فى وقتنا  ، فكان أسلافنا  يقدمون أحكام  القطع والجلد  والرجم فى أحكامهم ، لأنه لا توجد لديهم سجون أو حكومة منتخبة من الشعب ، فهو نظام لم تعرفه أدبياتهم  لتنظم الثواب والعقاب فى الدنيا التى أقرها لنا الرسول (ع) حينما قال فى حديث أنس الذى رواه مسلم وغيره أنتم أعلم بأمور دنياكم ونص الحديث الذى رواه مسلم عن أنس (ض)أن رسول (ص)مر بقوم يلَقِحون النخل فقال لهم الرسول: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا أى" تمرا رديئا" فمر بهم الرسول ثانية  فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت لنا كذا  ففعلنا كذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم.)) كما ذكره ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه وغيرهم بروايات مختلفة ، ويفهم من هذا الحديث أن أمور الدنيا يسأل عنها المتخصصين  بإقرار النبى ، حتى عندما مرض النبى لجأ لأهل التخصص طبيب نجران المسيحى ،ورغم ذلك  مازال هناك من معطوبى العقل مشوشى الفكر، الذين يرغبون فى توقف الزمن عند القرن السابع، فلا يحلق لحيته معتبراً أنها سنة لحديث عبد الله إبن عمر (إطلقوا اللحى وحفوا الشارب ) وهو حديث غير صحيح،  ولا يدرك أن النظافة من الإيمان، وأن عبدة الأصنام جميعاً وابى لهب كانوا  بلحى مثلهم فى ذلك مثل  المسلمين الأوائل ، لعدم وجود أدوات الحلاقة والنظافة الحديثة، ولأن البشرية قد إرتقت بالفكر البشرى والنظرة لكرامة الإنسان وحريته رجل كان أو إمرأة ، فجائت نصوص البيان العالمى لحقوق الإنسان الصادر فى 10 ديسمبر 1948 لتؤكد على كرامة الإنسان وحريته والمساواة بين الجميع ، وترفض ماشرٌعه هولاء الفقهاء والمشايخ فى باب السبايا والعبيد والإماء ، كما حَرمت أحكام الردة وقتل المخالف للعقيدة التى شرعها هؤلاء بفكر دموى مريض إجرامى النزعة والمأرب ، ايضا حَرم البيان زواج الأطفال أو تزويج البنت دون رضاها والتى أسس وشرع له هؤلاء الأوائل عاقبهم الله
ايضا جعل البيان المساواة بين الرجل والمرأة  ركن أساسى فى القوانين والدساتير، رافضين الفقه الذكورى لهؤلاء الأسلاف  الذى يبيح للرجل ضرب زوجته ، وأن يمنعها عن إرضاع طفلها من زوج سابق، وأن يمنعها من زيارة أهلها ،
ايضا رفض البيان شريعة هؤلاء الأسلاف التى تميز بين الناس على أساس الدين، حيث رفضت شريعتهم التى تقول بأن المسلم لا يُقتل بغير المسلم، أى أن المسلم يُقتل إذا قَتل مسلم لكن لو قَتل غير المسلم فلا يُقتل .
ايضا رفض البيان ماشرٌعه هؤلاء من إستحلال لعرض ومال الغير بدعوى أنه غير مسلم،  والقائمة طويلة لا يكفى المكان لذكرها .
المهم أن يعرف أبنائى وإخوتى المسلمون ، الحقيقة المخفية لشريعة بشرية،  يستخدمها تجار الدين المتأسلمين ، للنصب على البسطاء  للوصول لأغراضهم من السلطة ، وتطبيق فكرهم الدموى الإجرامى  --- فأحذروهم  حتى لا تخسروا الدنيا والآخرة ..
الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية
ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان 
E: rashed_orbit@yahoo.com
        

ريسيتال ميلادي في كنيسة مار يوسف زغرتا



الغربة ـ فريد بو فرنسيس
بدعوة مشتركة من بلدية زغرتا – اهدن ونادي روتاري زغرتا – الزاوية، أقيم ريسيتال ميلادي أحياه طوني وباميلا معراوي وتلاهما اطلالة لجوقة فرنسية “Voces Intimae” حضره السيدة ريما سليمان فرنجية ورئيس بلدية زغرتا – اهدن المهندس توفيق معوّض ورئيس نادي روتاري زغرتا الزاوية السيد غسان القارح ورئيس جمعية التجار في زغرتا السيد جود صوطو وممثلين عن نادي ليونز زغرتا الزاوية وأعضاء من البلدية والروتاري. بداية ألقى رئيس نادي الروتاري غسان القارح كلمة ترحيبية بالحضور شاكراً دعم بلدية زغرتا – اهدن الكامل لانجاح هذا الريسيتال، بعدها تعريف بالماسترو طوني معراوي وعقيلته باميلا اللذين أنشدا باقة من التراتيل الميلادية تفاعل معها الحضور التي استمرّت حوالي ساعة يليها الجوقة الفرنسية “Voces Intimae” التي عرّف عنها رئيس البلدية بأنها مؤلفة من 16 عضواً انشدوا الميلاد بترانيم مستوحاة من الريف الفرنسي. وبعد انهاء كل أنشودة، كان المايسترو يقدّم شرحاً للحضور عن الانشودة التالية. انتهى الاحتفال على امل أن يعمّ الفرح والسلام في منطقتنا.

وفاة الشيخ حسين جربوع احد شيوخ عقل طائفة الموحدين في السويداء

توفي, مساء الاربعاء, احد شيوخ عقل طائفة الموحدين في السويداء, الشيخ حسين احمد جربوع, عن عمر ناهز 87 عاما, بعد معاناة مع المرض.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن سماحة الشيخ حكمت الهجري شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين قوله إن "أبناء الوطن وطائفة المسلمين الموحدين في سورية ولبنان فقدوا برحيل الشيخ حسين جربوع رجلا معطاء ومؤمنا صابرا كرس حياته لخدمة المصلحة العامة وأدى رسالته الدينية والروحية والإنسانية على أكمل وجه" .
وأضاف الشيخ الهجري ان "الفقيد عرف بمواقفه الوطنية ودعوته إلى المحبة والسلام وتغليب لغة العقل والحكمة والوجدان والضمير والتأكيد على التمسك بالوحدة والحوار الوطنيين بما يعزز سلامة الوطن وأمنه واستقراره " سائلا المولى أن يتغمد الفقيد بالرحمة والرضوان وأن يسكنه فسيح جنانه".
من جهته, قال نجل الشيخ نزيه جربوع أن "الفقيد تميز بمواقفه الوطنية ودوره الاجتماعي الفاعل والدعوة إلى التسامح والمحبة بين مختلف أطياف ومكونات الوطن".
ونعت وزارة الأوقاف ومشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حسين جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية .
ومن المقرر ان بتم تشييع جثمان الشيخ حسين جربوع في الساعة 12 ظهرا يوم غد الجمعة في الملعب البلدي بمدينة السويداء.
يشار الى ان الشيخ حسين أحمد جربوع من مواليد عام 1925, وتسلم مشيخة العقل في عام 1965 بعد وفاة والده المرحوم الشيخ أحمد جربوع حتى تاريخه, وله ثلاثة أبناء هم نايف وسمير ونزيه وسبع بنات.

سيريانيوز
 

شيخ مصري ينفي الدعوة "لمليونية" ضد إلهام شاهين


القاهرة، مصر (CNN) --

نفى الشيخ محمود شعبان، أحد رجال الدين المعروفين عبر القنوات الفضائية المصرية، عبر موقعه ما تردد على بعض المواقع والصفحات الإخبارية من أنه قد وجه دعوة لإقامة مظاهرة مليونية لمناصرة الداعية السلفي عبد الله بدر في قضيته ضد إلهام شاهين، التي سبق للقضاء أن أصدر فيها حكما بحبس بدر بعد اتهامه للممثلة بالزنا.
وكان شعبان قد أجرى مداخلة مع فضائية دينية في مصر سأل خلالها ما إذا كانت إلهام شاهين "فوق الإسلام وفوق النبي" وأضاف: "هل ذكر فعلها الذي فعلته يعد سبا وقذفا، حينما يقول الدكتور عبدالله كم رجل اعتلاك باسم الفن هل هذا تشهير، وقد كان الرجل مستفهما."
وتابع شعبان أن هناك من الشباب من يتصل به ويقول "سنخرج في مليونية حاشدة ونقول ما قاله الشيخ عبدالله في إلهام شاهين" مشيرا إلى أن عبدالله "لم يصف إلا واقعًا،" متوقعا حصوله على البراءة في الاستئناف.
وكانت محكمة مصرية قد قضت الاثنين بسجن بدر لمدة سنة، وتغريمه مبلغ 20 ألف جنيه، بعد إدانته بتهمة "سب وقذف" الممثلة إلهام شاهين، خلال برنامجه الذي يقدمه على إحدى القنوات الدينية، في قضية أثارت جدلاً واسعاً في الشارع المصري.
وفي أول تعليق لها حول الحكم بسجن الشيخ السلفي، قالت الفنانة المصرية في تصريحات لـCNN بالعربية، إن الحكم يمثل "رسالة للكثيرين مثله، لأن يتقوا الله في دينهم ورسالتهم للمجتمع"، ولفتت إلى أن الحكم لا يرد فقط الاعتبار لها، ولكن أيضاً لزملائها من الفنانين والإعلاميين وشباب الثورة، الذين وصفهم بألفاظ يعاقب عليها القانون.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط قد ذكرت أن مجموعة من أنصار الشيخ السلفي احتشدوا أمام "محكمة جنح الزاوية الحمراء"، في القاهرة، احتجاجاً على الحكم الذي أصدرته المحكمة في جلستها.

ولادة المسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة في تاريخ الانسانية!/ يوحنا بيداويد

اخواني واخواتي الاعزاء
ان ذكرى ولادة السيد المسيح بلا شك كانت لحظة مهمة في تاريخ الانسانية، بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الاول الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ولادة  الرسالة المبنية على علاقة المحبة المباشرة بين البشر دون تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.

في ذكرى هذه المناسبة العظيمة  علينا كبشر وكمؤمنيين ان نعود الى نعطي بعض الوقت للتامل والتفكير في حياة المسيح وتعاليمه وعلاقتها بحياتنا. في ولادته المتواضعة في المغارة، ومن ثم في حياته البسيطة،  واخيرا في تعاليمه المملوءة من القيم الانسانية  التي تصل الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان يتحول جسده  لا  فقط قربانا من اجل مفغرة خطايا وانما الى ادات تجعلنا  نشعر ونحس ونعي بالاخر ، الاخر الذي هو كل انسان، اي انسان . بكل الوجود!!

وعليه علينا ان نرجع الى ذواتنا ونراقب مسيرة الحياة في الاوقات الحرجة و مسيرة الانسان وحضارته التايهة التي اوشكت للوصول الى اعلى قمة لها من الانانية واليأس والنشوة. علينا اجراء تحليل ونقد لما هو فعلا مفيد، وما هو مضر لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و بلدنا العراق ولمجتمعنا ولقوميتنا وللانسانية جمعاء.

اخواني اخطر شيء يحصل الان لدى الانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب غير تحديد حريته بل يعتبره  قيد في يديه. بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده ( حتى غريزيا) من اكل اي نوع من الحشائش الضارة و غير الضارة.

املنا ان يفهم الانسان في هذه الايام عمق مفهوم  رسالة المسيح في المحبة، تلك المحبة  الغريبة للكثيرين في هذه الايام لانها لا تعترف بالانا الصغيرة لوحدها بل تهتم بأنا الشاملة غير المحددة بالجنس او القوم اوالبلد او القبيلة او الدين او الشكل او اللون او العمر او الغنى او الفقر او العوق. انسان فقط .
اخواني اخواتي الاعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالايمان، اي  بقبول التغير ، تغير الذات.  في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد  نستطيع اليوم ايضا ان نعمل عجائب كثيرة اذا كان لنا الاستعداد لقبول التغير.
وكل عام انتم بخير

ملبورن/ استراليا
18 كانون الاول 2012

زغرتا كرّمت راعيها السابق النائب البطريركي المطران سمير مظلوم



الغربة ـ من فريد بو فرنسيس
كرمت زغرتا راعيها السابق النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، وفاء وتقديرا للخدمة الابوية والرعوية التي شمل فيها ابناء مدينة زغرتا، وذلك خلال قداس احتفالي رعاه المطران جوزف معوض النائب البطريركي على نيابة إهدن زغرتا، والمجلس الكهنوتي والرعوي، في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان - زغرتا. شارك في القداس المطران حنا علوان ممثلاً البطريرك الكارينال مار بشارة بطرس الراعي، وحضرها الوزير السابق يوسف سعاده، السيدة ماري إسطفان الدويهي، قائمقام زغرتا بالتكليف السيدة إيمان الرافعي، قائد سرية درك زغرتا العميد فؤاد خوري، القاضي حريص معوض، رئيسة إقليم كاريتاس زغرتا - إهدن أنطوانيت بلعيس رئيسة جمعية تجار زغرتا جود صوطو وممثلين عن الهيئات والجمعيات الثقافية والاجتماعية والدينية وكهنة ورهبان وراهبات وحشد كبير من المؤمنين من أبناء الرعية.
ترأس الذبيحة الإلهية المطرانان سمير مظلوم وجوزاف معوض وعاونهما الخوري إسطفان فرنجية وبحضور المطارنة: رولان أبو جودة، فرنسيس البيسري، جورج بو جودة، ومنير خيرالله. وخدم للقداس جوقة الرعية.
المطران جوزاف معوض القى كلمة في بداية القداس قال فيها: بفرحٍ كبير نجتمع اليوم في هذا الاحتفال المبارك الذي نظّمته نيابة إهدن – زغرتا عن شكرها ووفائها لكم يا صاحب السيادة المطران سمير مظلوم السامي الاحترام، أنتم الذين خدمتم هذه النيابة كنائب بطريركي عليها لسنوات خلت، وجّهتم فيها العمل الراعوي وبذلتم المساعي بصورة خاصة لتصل دعوى تقديس البطريرك إسطفان الدويهي ابن هذه النيابة، من خلال المؤسّسة التي تحمل اسمه، إلى عتبة الطوباوية. وقد اضطلعتم في هذه السنوات أيضًا بمسؤوليات ومهام ائتمنتكم عليها الكنيسة في لبنان والبلدان الأوروبية. واسمحوا لي أن أذكر على الصعيد الشخصي، المرحلة الانتقالية التي تشرّفت فيها بأن أستلم من سيادتكم خدمة هذه النيابة في أواخر تموز الفائت. أشكركم على ما أظهرتم من محبة، وعلى الإشراف على الاحتفالات آنذاك وعلى ما قدّمتموه لي من نصائح سديدة وما أغنيتموني به من معرفتكم المحيطة بالواقع الراعوي في إهدن – زغرتا. لقد أبديتم وتبدون دومًا الاستعداد للمساعدة خصوصًا بمشورتكم".
اضاف المطران معوض:" أرادت نيابة إهدن – زغرتا أسقفًا وكهنة ومؤمنين، أن تعرب لكم عن مشاعر العرفان بجميلكم، وعن تقديرها لشخصكم الموقر الذي يجمع الكثير من المزايا. فلا أغالي إن قلت أنّكم تتميّزون بالمناقبية والشفافية والوضوح والنزاهة وعدم المواربة في الكلام والموقف، وبدقة التفكير وصوابيته، وسعة الثقافة، ولباقة الحديث، والرؤية المنفتحة الآفاق، وقدرة الاستيعاب والإصغاء، كل هذه المزايا التي نشكر الله عليها، وصنعتموها في خدمة الرسالة والشهادة المسيحية. ونثمن غاليًا خبرتكم الكنسية في أكثر من مجال، وقد اكتسبتموها في المسؤوليات الكثيرة التي أسندت إليكم منذ رسامتكم كاهنًا حتى الآن، إن في المجال الراعوي حيث خدمتم الرعايا، أو في المجال الإداري خصوصًا في أبرشية انطلياس حيث تمّ اختياركم لمنصب النائب العام، وإن في المجال الاجتماعي حيث رافقتم كاريتاس وكانت لكم فيها مساهمتكم البنّاءة. وما ذكرته هو على سبيل المثال".
وتابع المطران معوض:" واليوم تتابعون العمل في أكثر من هيئة كنسية، لا سيما في المركز الماروني للتوثيق والأبحاث الذي يقدّم للكنيسة معطيات عن الواقع اللبناني والكنسي تساعدها على بلورة رؤية مستقبلية لخير المؤمنين والمواطنين. نسأل الله أن يحفظكم بالصحة والعافية لتستمروا في عطاءاتكم الزاخرة لمجد الله ولخير جسد ابنه السري الملتئم برباط الروح. ويشرّفني أن أتوجّه بالشكر إلى صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، وصاحب السيادة المطران حنا علوان ممثله فيما بيننا، وإلى أصحاب السيادة الذين هم من زغرتا أو من الأبرشيات المجاورة أو من المقيمين في بكركي، وإلى الآباء الأجلاء وإليكم جميعًا على المشاركة في هذا الاحتفال. إنّنا في هذا الأحد، أحد البيان ليوسف، نكمل مسيرتنا صوب ميلاد الرب يسوع الذي قال عنه البابا لاوون الكبير أنه أيضًا ميلاد الكنيسة، ففيه ولد رأسها ومؤسّسها. لذلك نتوجّه إلى الإله المتأنّس ملتمسين منه أن يرسل دائمًا إلى كنيسته، رعاة قديسين يجسّدون عناية الله بشعبه ويقودونه إلى خلاصه الأبدي. آمين".
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سمير مظلوم عظة قال فيها:  يفرحني اليوم أن أحتفل معكم بهذا القداس المبارك، في هذه المناسبة التي شاءتها الرعية والنيابة مع سيادة المطران جوزف معوض وكل الكهنة الأجلاء القيّمين في هذه الرعية أن نجتمع معًا لنشكر الرب على ما أنعم علينا به خلال فترة خدمتي هذه الرعية لمدة 12 سنة. وإني أتقدم بالشكر الجزيل لسيادة المطران معوض ولإخوتي الكهنة ولجميع الذين أحبوا أن يقيموا هذا الاحتفال، كما أشكر صاحب النيافة والغبطة على إيفاده سيادة المطران حنا علوان لتمثله فيما بيننا في هذا الاحتفال وأشكر سيادة المطران رولان أبو جودة المرافق الأمين والأخ الأكبر والمحب الذي سلّمني هو من على هذا المنبر مسؤولية النيابة البطريركية في سنة2000، كما أشكر سيادة المطران بولس دحدح الأخ المحب الذي وهو ابن هذه الرعية والذي يشرّفني ويفرحني بكل محبته في كل المناسبات".
اضاف المطران مظلوم:" خدمة الرعية وخدمة الكنيسة هي واجب على الكاهن وعلى المطران، وكل خدمة إذا عرفنا أن نضعها في سياق كلام السيد المسيح الذي قال عن نفسه أنا ما جئت إلى الأرض كي أخدم بل كي أخدم. إذا عرفنا أن نضع كل أعمالنا وكل خدمتنا في سياق هذه الخدمة التي قام بها السيد المسيح لخلاص البشر من خلال تضحيته بنفسه، من خلال موته على الصليب لأجلنا تأخذ خدمتنا عندئذ معنًى إلهيًا معنى ساميًا وتتخطّى الصعوبات التي قد يلقاها الخادم في تأدية خدمته وفي كل مرة كنت أدعى لأية خدمة في الكنيسة منذ البداية كان يعتريني في البدء شيء من الرهبة والخوف. وعندما دعيت لأقوم بهذه الخدمة في رعية زغرتا - إهدن كانت الرهبة أيضًا شديدة أمامي وكثيرون هم الذين ليخفّفوا عنّي ربما تمنوا لي وقالوا لي أننا نرافقك بالصلاة، بل كثيرون من أبناء هذه الرعية، قالوا على سبيل المزاح، أنت مظلوم لأنك تأتي لخدمة رعية زغرتا - إهدن فكان جوابي بالعكس إذا كان من ظلم علي ففي زغرتا إهدن يزول الظلم عني وفي هذه المناسبة، كما في كل المناسبات كنت أسمع في أعماق ضميري كلام الله الذي وجّهه إلى يوسف كما وجّهه المسيح خلال حياته مع الرسل مرات عدة عندما قال لهم "لا تخافوا" لا تخف يا يوسف ولا تخافوا يا أيها الرسل ولا تخف أيها الخادم مهما كنت في الكنيسة فأنت لست وحدك وأية خدمة تطلب منك إنما المسيح يقوم بها من خلالك شرط أن تعرف كيف تفسح له المجال لكي يعمل من خلالها شرط ألا تضع حاجزًا بينه وبين الرعية التي أنت تقوم بخدمتها. فخدمة الكاهن وخدمة المطران في الرعية ما هي إلاّ أن يكون مفتوح اليدين لكي يتقبّل النعم من الله تعالى ويبقى اليدين مفتوحتين لكي يعطي هذه النعم. هو ليس إلا ممر تمر نعم الله من خلاله للمؤمنين. هذا ما حاولت أن أكونه طوال فترة خدمتي. ولا تفتكروا أني أعطيت كثيرًا وأن لي فضلاً كبيرًا إنما أقول لكم بصراحة وشفافية أنا تلقيت نعمًا من هذه الرعية أكثر مما وزعت. تلقيت المثل الصالح الذي أعطاني إياه العدد الكبير من كهنة هذه الرعية، تلقيت كل الصلوات التي رفعت لأجلي ولأجل خدمتي، تلقيت تلك المحبة التي يعمر بها قلب كل زغرتاوي، تلقيت تلك الأمثولة في الإيمان وفي الرجاء المسيحي الذين يعمران قلب كل واحد من أبناء هذه الرعية وقلب كل واحدة من بناتها. تلقيت من هذه الرعية وطوال هذه الخدمة الدعوات التي يسمعها الله لأنها صادرة عن قلب صادق ومحب، وأجمل هذه الدعوات على قلبي "يرحم موتاك"، "يرحم أهلك". نعم الله يرحم جميع الموتى وموتاكم جميعًا، الموتى الذين زرعوا في قلوبنا هذا الإيمان وهذه المحبة والذين شقوا لنا الطريق التي نسير عليها وينبغي أن نبقى أمينين لها".
وتابع المطران مظلوم :" أيها الأحباء، لن أطيل عليكم بتعداد كل النعم التي أتتني من خلالكم، من خلال هذه الفترة إنما معكم أود أن نرفع الشكر لله هو الذي يعطي، هو الذي يمنح كل واحد النعم التي يحتاج إليها وهو الذي يشدّد الخائف والضعيف وهو الذي يهدي العقل والقلب ويملأهما محبة لكي يستطيعا العطاء كما أعطى هو. فمهما قلت لن أستطيع أن أفيكم مقدار محبتكم لي، لن أستطيع أن أفي هذه الرعية ما أمدتني به من صلوات ومن محبة ومن عطاءات. لكن مثل يوسف الذي سمع الملاك يقول له "لا تخف" أنا أيضًا اليوم أضع نفسي بين يدي الرب وأضع هذه الرعية بين يدي الرب وأوكلها لعنايته تعالى ولعناية الكنيسة ولعناية صاحب السيادة المطران جوزف معوض المسؤول عنها النائب البطريركي الجديد. أضعها بين يدي العذراء مريم أمّنا وبين يدي شفعاء هذه الرعية جميعًا بل أضعها بين يدي ابن هذه الرعية وشفيع هذه الرعية البطريرك إسطفان الدويهي المكرّم والطوباوي قريبًا إن شاء الله لكي يتابع سهره عليها هو الذي يسهر منذ 300 سنة على هذه الرعية، يرافقها في كل ظروف الحياة ويشدّد أبناءها ويقوّيهم في شهادتهم لإيمانهم وفي محبتهم وعطاءاتهم التي لا تحصى. ومعكم أيّها الأحباء نضرع إلى الله لكي يعجل في إعلان طوباوية البطريرك وقداسته لكي تفيض النعم من خلاله أكثر فأكثر لا على هذه الرعية فحسب بل على الكنيسة في لبنان وفي كل العالم وعلى كل أبناء هذا الوطن الذين أحبهم وهو يسهر عليهم من عليائه".
وقال المطران مظلوم :"في الحياة كلّ إنسان منا يصل أمام مرحلة من حياته يطلب منه أن يتقاعد عن العمل والعطاء، بل ربما أن يغيّر مسار العمل الذي يقوم به، وهذا ما يطلب من المطران عندما يتقاعد وعملي تجاهكم من الآن فصاعدًا سيبقى يوميًا من خلال الصلاة، صلاتي ترافقكم إلى آخر رمق من حياتي وأتمنّى أن لا تنسوني بصلاتكم. هذه الصلاة التي هي تجمع، التي هي تبني العلاقات الحقيقية بين أبناء الكنيسة والتي من خلالها يعطينا الله كل ما نحتاج إليه من نعم. أجل كل تمنياتي لهذه الرعية كي تبقى عامرة، كي تبقى شاهدة لإيمانها ولمحبتها. تمنياتي لهذه الرعية أن تبقى مثالاً ونموذجًا بحياتها المسيحية في إيمانها وفي عطائها وفي وحدة أبنائها ومحبتهم بعضهم لبعض. وسأكثف الصلاة بصورة خاصّة لأجل وحدة أبناء هذه الرعية، لأجل مصالحة المتخاصمين من بينهم، لأجل شفاء المرضى من بينهم، لأجل متابعة العطاء والمحبة من قبل كل واحد وكل واحدة يعطي بدون حساب".
 وختم المطران مظلوم غظته :" أرجو أن تكون هذه الرسالة التي تقوم بها هذه الرعية دائمًا مشعة حتى يستمر دورها الريادي في الكنيسة المارونية وفي كنيسة لبنان وفي كل الكنيسة الجامعة لكي تعطينا دائمًا كهنة ورهبانًا وراهبات عديدين وقديسين ولكي تستفيد دائمًا من نعم الآباء والأمهات الذين سبقونا وما زالوا يرافقوننا بالصلاة ولكي يبقى أبناء هذه الرعية محبّين بعضهم لبعض حاملين مشعل الإيمان المسيحي ومشعل العطاء والنعم ومشعل التمجيد للثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين".
وفي ختام القداس تسلم المطران مظلوم درعا تذكاريا تقديرا لعطاءاته وخدماته في الرعية.  وتلا القداس حفل استقبال في بيت الكهنة – زغرتا، فغداء على شرف المكرّم شارك فيه المطارنة والكهنة وممثلين عن الهيئات والجمعيات الراعوية.

المجمع الفاتيكاني الثاني : صفحة جديدة مع الإسلام/ محمد السمّاك

في عام 1958 انتُخب أنجيلو جوسيبي رونكالي بابا جديداً، حمل اسم يوحنا الثالث والعشرين. غيّر هذا الحدث صورة الفاتيكان وفتح صفحة جديدة في علاقتاته مع ذاته، ومع العالم، ومع الاديان الأخرى، بما فيها الاسلام.
كان أنجيلو كاهناً شاباً عندما التحق بالجيش الإيطالي أثناء الحرب العالمية الأولى، التي عرفت لأول مرة استخدام الغازات السامة والمجازر الجماعية.
وبعد الحرب تولى لمدة 20 عاماً تقريباً مناصب دبلوماسية في السفارات البابوية في كل من بلغاريا واليونان وتركيا. وهناك تعرف عن كثب إلى الأرثوذكسية وإلى الاسلام.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح قاصداً رسولياً في باريس. ومن هناك رافق عملية إعادة بناء المجتمعات الخارجة من اتون الحرب. وكذلك إعادة بناء العلاقات بين الدول التي تحاربت.
ومن خلال هذه المسيرة تعرّف أنجيلو على صورة وعلى معنى أن يكون المجتمع متعدداً ومتنوعاً، كما تعرّف إلى وقائع وخلفيات الاضطرابات السياسية والعنصرية، وشاهد بنفسه أنواع الأعمال الشيطانية والأعمال الرحمانية في الناس من مختلف العقائد والأديان وهم في حالات الصراع أو في حالات السلام.
شكلت هذه الخلفية شخصية يوحنا الثالث والعشرين الذي كان يوصف عن حق بالبابا الطيب. الا ان الوصف الذي يستحقه أيضاً هو البابا الشجاع. فقد جمع الطيبة الى الشجاعة. فبعد تنصيبه في الرابع من تشرين الثاني 1958 بدأ بزيارة الأبرشيات والمستشفيات وحتى السجون، وهو أمر لم يسبقه اليه أي بابا من قبل. فالبابا بيوس الثاني عشر مثلاً الذي أقر عقيدة ارتفاع مريم الى السماء- لم يغادر روما طوال فترة بابويته. وأبعد مكان قصده كان على مسافة 27 كيلومتراً فقط من الفاتيكان لتدشين محطة إرسال إذاعية. وقد أثار ضجة كبيرة عندما استقبل صهر رئيس الدولة السوفياتية خروتشوف، علماً بأن البابا باسيللي Pacilli كان قد فرض الحرم على الشيوعية. وتمثلت شجاعته الأدبية في رفع عدد الكرادلة الى 75، وفي إعادة النظر في لائحة القديسين. كما تجسدت في دعوته الى الحوار بين المؤمنين وغير المؤمنين. وفي رسالته الى الأمم المتحدة من أجل السلام العالمي. ولا شك في أن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعا اليه في الحادي عشر من تشرين الأول 1962، توّج كل مبادراته وترجم القيم الانسانية التي اكتسبها من خلال تجاربه الانسانية ودراساته اللاهوتية.
حضر المجمع 2800 أسقف من 116 دولة. وأصدر 16 وثيقة دينية وضعت الكنيسة الكاثوليكية أمام طريق المستقبل.. الذي تواصل سلوكه حتى اليوم.
كان عنوان المجمع: " الحياة الكهنوتية والعلاقات الاجتماعية : الكنيسة والعالم المعاصر". استمر المجمع الذي يعتبر أحد أهم المجامع العشرين التي سبقته، من 11 تشرين أول اكتوبر 1962 الى 8 ديسمبر كانون الأول- 1965 أي الى عهد خليفته البابا بولس السادس (1963-1978). أما أهميته فتعود الى طبيعة القرارات الدينية التي اتخذها بشأن تحديد علاقات الفاتيكان بالكنائس غير الكاثوليكية، الارثوذكسية والانجيلية، وعلاقته بالأديان الأخرى: اليهودية والاسلام. فقد أعلن المجمع ولأول مرة احترامه للمسلمين لأنهم يقولون بإله واحد ويحترمون المسيح وأمه ويؤمنون به نبياً. كما يؤمنون بعذرية السيدة مريم وباليوم الآخر وبالحساب والعقاب. وأكد المجمع على احترامه للمسلمين لأنهم يقيمون الصلاة لله، ويؤتون الزكاة ويقومون بأعمال الخير للصالح العام. واعتبر المجمع في قراراته وهذا أمر بالغ الأهمية- "ان الخلافات مع المسلمين تشكل خطيئة للإيمان بالله الواحد الذي خلق الناس جميعاً ودعاهم الى الخلاص والسعادة".
هنا لا بد من الملاحظة الهامة التالية وهي ان المجمع في كل الكلام الايجابي الجيد والجديد الذي صدر عنه لم يذكر الاسلام كدين بل ذكر المسلمين كمؤمنين. أي انه تجنب الحديث عن الاسلام كرسالة سماوية واكتفى بالحديث عن المسلمين كأصحاب عقيدة تؤمن بالله الواحد .
مع ذلك عمل على تكريس هذه التعاليم الجديدة البابا بولس السادس الذي خلف البابا يوحنا الثالث والعشرين (الذي كان توفي في 3 حزيران يونيو 1963، أي قبل انتهاء أعمال المجمع). فالبابا يوحنا الثالث والعشرين، واجه موجة من معارضات المحافظين المتشددين بسبب انفتاحه. وقد حمل مشعل الانفتاح من بعده البابا بولس السادس وكان أول بابا يسافر الى خارج أوروبة. وكان كذلك أول بابا يسمح للكرادلة باستخدام الملابس المدنية ويوافق على اجراء القداديس باللغات الوطنية وليس باللغة اللاتينية حصراً. وهو من القرارات التي ساعدت على انتشار المسيحية في العالم الثالث وخاصة في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية حيث يشكل المسيحيون اليوم في هذه القارات ثلثي عدد المسيحيين في العالم ).
وفي ضوء هذه التعاليم البناءة الجديدة التي أقرّها المجمع الفاتيكاني وتبناها اثنان من البابوات المنفتحين، أعدّ الاب جوزف كوك والاستاذ لويس غارده وثيقة قدّم لها الكاردينال ماريللا المسؤول السابق عن امانة شؤون غير المسيحيين في الفاتيكان موجهة اساسا الى المسيحيين الذين، كما جاء في الوثيقة " يلتقون المسلمين ويتمنون العيش في حوار دائم ومفتوح معهم". تقول هذه الوثيقة: "... يجب ان نعترف وبكل شجاعة وصدق، ان المسلمين لم يلاقوا من العالم المسيحي الا القليل من التعاطف والود... وقليلون هم الذين اولوهم العناية الكافية، على رغم ان الرهبان والراهبات اظهروا اهتماما كبيرا في مجالات التعليم والمساعدة والرعاية، ولكن جهودهم بقيت جزئية امام اتساع الاحتياجات. كما ان الغربيين المستشرقين منهم والعلماء والمتخصصين بالاسلاميات، اظهروا تعاطفا وتفهما لكل ما يتعلق باهداف دراساتهم، ولكن تفهمهم للانسان وتعاطفهم معه كان اقل... وهذا ما يأخذه المسلمون عليهم في ايامنا هذه، مع شيء من اللوم والعتاب.
وحتى اليوم، وفي اكثر الاحيان، عرف المسلمون العالم الغربي من خلال الانظمة الاستعمارية. وباختصار، يجب ان نعي بكل موضوعية ان المسيحيين لم يحققوا بعد، كمجموعة، الشرط الاول والاهم الذي يؤهلهم لان يكونوا موجودين وحاضرين في عالم المسلمين كما هو، وعلى حقيقته... وعلى هذا الاساس فان الحوار لن يكون ممكنا طالما ان مثل هذا الجهد لم يبذل بعد".
وجاء في الوثيقة ايضاً: " لقد ساد بين المسلمين والمسيحيين ماض مؤلم سيطر عليه الاقتتال والعداوة، في ما عدا بعض اجزاء العالم الاسلامي التي بقيت جغرافيا بعيدة عن الغرب المسيحي، لدرجة ان المجموعتين انطوتا على نفسيهما، وبقي كل منهما محافظا على موقفه. ومثل هذا الوضع لا يشجع على الحوار اطلاقا، ويجب ان نعمل على تجاوزه، وعلينا نحن المسيحيين ان نبدأ الخطوة الاولى من دون ان نحاول معرفة ما اذا كان هذا منطقيا في نظر الحكمة الانسانية. فلنتجه اذاً، بزخم الفضائل الالهية نحو الحياة والمستقبل، ونعطي هذا التوجه كل ما يتطلبه من وقت ومواظبة ".
لقد نقل الفاتيكان الثاني الموقف الفاتيكاني من حالة العداء القديم للاسلام الى التصالح مع المسلمين والتعايش معهم. وهذا موقف ديني مبدئي مهم جداً.
لم تأخذ وثيقة مجمع الفاتيكان الثاني حقها في الدرس ولم تتبوأ المكانة التي تستحقها في سلّم الاهتمامات الاسلامية لأسباب عديدة لعل من أهمها ما شهدته فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي من تداعيات سياسية عسكرية سلبية (حرب 1967 وسقوط القدس) ؛ وكان المفترض بلبنان بحكم تنوعه الديني وانفتاحه على العالم العربي أن يحمل رسالة الفاتيكان الثاني الى المجتمعات العربية والاسلامية، غير انه غرق في الحرب الداخلية (1975-1990) فعطلت تلك الحرب دوره وشوّهت رسالته. وهكذا بقيت مقررات المجمع الفاتيكان مغيبة ومستبعدة. الا ان الاهتمام بها تيقظ من جديد عندما اتخذ البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في عام 1986 مبادرته بالدعوة الى مؤتمر عالمي للحوار بين الأديان عُقد في مدينة أسيزي، موقع ضريح القديس فرنسيس أسيزي الذي حاور المسلمين أثناء حروب الفرنجة (الحملات الصليبية). فقد حرص البابا على دعوة ممثلين مسلمين للمشاركة في هذا المؤتمر الذي اعاد فتح عيون العرب والمسلمين من جديد على ملف العلاقة مع الفاتيكان وتحديداً في ضوء ما صدر عن مجمع الفاتيكان الثاني.
وبعد أسيزي قام البابا يوحنا بولس الثاني بمبادرات ضخت المزيد من الدم في عروق الوعي الاسلامي والعربي لأهمية قرارات المجمع وأبعادها، منها :
زياراته لعدد من الدول الاسلامية في آسيا وافريقيا. فأثناء زيارته لكل من الفلبين ثم المغرب في عام 1985 وصف البابا المسلمين بأنهم "أخوة لنا". وهي الصفة التي أطلقها عليهم أيضاً البابا بولس السادس أثناء زيارته الى يوغندة في عام 1969.
دعوته الى سينودس خاص حول لبنان (1995) وتأكيده على المشاركة الاسلامية في أعماله. وكانت تلك المشاركة الأولى (في تاريخ المجامع الفاتيكانية) لمسلمين في مجمع فاتيكاني.
استجاباته لنداءات قيادات مسيحية فلسطينية وعربية وتعاطفه معها، حول الحقوق الفلسطينية.
زيارته للقدس وتأكيده على ثوابت الموقف الفاتيكاني منها، وهو موقف رافض للتهويد.
اضافة الى ذلك، شهد الربع الأخير من القرن العشرين سلسلة من المبادرات المسيحية المختلفة للانفتاح على المسلمين وللحوار معهم . أثمرت تلك المبادرات التي التزمت بروح الفاتيكان الثاني، عن تجاوب اسلامي تمثل هذه المرة في اطلاق سلسلة من المبادرات الاسلامية منذ مطلع القرن الواحد والعشرين. منها :
قيام "ثنائيات حوارية" بين الفاتيكان من جهة وكل من الأزهر الشريف في مصر، ومؤسسة آل البيت في الأردن، وجميعة الدعوة الاسلامية العالمية في ليبيا، عقدت جلسات وندوات متبادلة حول اسس التعاون المتبادل ومواجهة القضايا المشتركة. كما ان هناك حواراً ثنائياً بين اندونيسيا والفاتيكان.
مبادرة منظمة التعاون الاسلامي أمام الأمم المتحدة التي أعلنها بإسمها الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي (الرئيس الدوري للمنظمة) لاعتبار عام 2000 عاماً للحوار بين الأديان.
مبادرة الدعوة الى "كلمة سواء" حول "حب الله وحب الجار" التي أطلقتها منظمة آل البيت في الأردن.
مبادرة "تعارفوا" التي أطلقتها جمعية الدعوة الاسلامية العالمية ليبيا، للتعارف بين أهل الأديان المختلفة على أساس ان الدين واحد وان الله واحد، وان الناس جميعهم خلقوا من نفس واحدة، وانهم مدعوون للتعارف من خلال الحوار.
مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات، وهي من أهم هذه المبادرات لأسباب ثلاثة :
السبب الأول هو ان صاحب المبادرة هو خادم الحرمين الشريفين، اقدس موقعين لدى المسلمين.
السبب الثاني هو ان الملك حرص على عقد مؤتمر اسلامي في مكة المكرمة سبق اعلان مبادرته، ضم علماء مسلمين من جميع المذاهب ومن جميع الدول، أكد على أهمية الحوار مع أهل الأديان والثقافات الاخرى وعلى ضرورته، وأقرّ في الوقت عينه مبدأ شرعيته وآليته. ثم زار البابا بنديكتوس السادس عشر واجتمع اليه في الفاتيكان.
أما السبب الثالث فهو تحويل هذه المبادرة الى مركز عالمي مقرّه فيينّا. والشركاء الدوليون فيه هم المملكة العربية السعودية والنمسا واسبانيا، اضافة الى الفاتيكان الذي يتمتع بصفة عضو مؤسس مراقب. ويتولى الامانة العامة للمنظمة شخصية سعودية بارزة لها باع طويل في الحوار وهو وزير في الديوان الملكي، كما يتولى نيابة الأمانة العامة وزيرة العدل السابقة في النمسا. ويضم مجلس الادارة ممثلين عن المسيحيين الكاثوليك والارثوذكس والانجيليين، كما يضم ممثلين عن الاسلام السني والشيعي، وعن اليهودية والبوذية والهندوسية.
السؤال الآن: هل كان لهذه المبادرات الاسلامية المتعددة أن تبصر النور لو لم يسبقها الى ذلك مجمع الفاتيكان الثاني؟ وهل يمكن لأي من هذه المبادرات أن تحقق اهدافها في اقامة علاقات احترام ومحبة وتعاون خاصة مع المسيحيين في العالم عامة ومع مسيحيي الشرق خاصة من دون الارتكاز الى المبادئ التي وضعها الفاتيكان الثاني وعمل عليها؟
ان آخر الأمثلة على مبادرات الفاتيكان التي تؤكد استمرار الالتزام بمقررات المجمع الثاني هو السينودس حول الشرق الأوسط الذي دعا اليه وترأسه البابا بنديكتوس السادس عشر والذي توج بإعلان وثيقة الإرشاد الرسولي من بيروت في أيلول 2012. فالسينودس خصص لبحث أوضاع مسيحيي الشرق والمخاطر التي يواجهونها في خضم المتغيرات التي تعصف بمعظم دول المنطقة. والارشاد الرسولي الذي صدر عنه يؤكد على التعايش الاسلامي المسيحي وعلى دعوة المسيحيين الى التجذر في أوطانهم في ظل المساواة في المواطنة واحترام الحرية الدينية، تاج الحريات، كما وصفها.
خرج المجمع الفاتيكاني الثاني من تجربة السلبية الطويلة السابقة من الاسلام بوضع أسس ومبادئ للتعايش مع المسلمين كأخوة ومؤمنين بالله الواحد. ان دور المسلمين اليوم هو اثراء هذه الأسس والمبادئ وإغناؤها والبناء عليها. ومن هنا أهمية سلسلة المبادرات الاسلامية، ومن هنا أيضاً أهمية الإرشاد الرسولي الأول حول لبنان (1995) والثاني حول الشرق الأوسط (2012).


كاهن يُعلن زواجه خلال قدّاس في إيطاليا

النهار
ذكرت وسائل الإعلام الايطالية، أن كاهناً أعلن خلال قدّاس لرعيّته أنّه سيتزوج من صديقته الّتي ستلد طفلهما في غضون أشهر قليلة، ما أثار ضجّة كبيرة.
واشار ومباردو دونفيتو (٣٣سنة)، كاهن في كنيسة سان لورنزو في منطقة منتراباني الإيطالية، أن قدّاسه سيكون الأخير وأنّه مغرمٌ بامرأة ستجعل منه أباً خلال بضعة أشهر. وأوضحت الصّحيفة أن العلاقة بين الكاهن وصديقته بدأت منذ وقتٍ طويل، ولكن دونفيتو قرّر إعلان الأمر أمام الجميع ووضع حدّ لخدمته في الكنيسة، عندما أصبحت صديقته في الشّهر الخامس من الحمل. وأكدت صحيفة "جورنال دي سيسيليا"، أن الكاهن أبلغ قراره للفاتيكان قبل أن يُعلنه لرعيّته.

لماذا رفضت الكنيسة القبطية المادة 220 وانسحبت بسببها؟

المادة ٢٢٠ من مسودة الدستور التكفيرى والمُلغم والتى تؤسس لدولة (ولاية) الفقيه...
عاد الاخوان والسلفيون ووضعوا مادة في مسودة الدستور تقول :
" مباديء الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة "
هذه المادة ببساطة تحيل مباديء الشريعة الى الأحكام الفقهية وتدفع بمصر الى خطر محقق .
واليكم بعض الامثله لما سيحدث اذا تمت الموافقه على تلك الماده :
أولا : اذا افترضنا أن لصا مسلما سرق صيدلية مملوكة لصيدلي قبطي ..
في هذه الحالة اذا كان الشهود على واقعة السرقة أقباطا فانه لا تجوز شهادتهم لأن رأى جمهور الفقهاء يؤكد أنه لاتقبل شهادة غير المسلم على المسلم ... يقول الشيخ سابق ( الجزء الثالث صفحة 380) .

ثانيا : "يشترط في قبول الشهادة أن يكون الشاهد مسلما فلا تجوز شهادة الكافر على المسلم الا في الوصية أثناء السفر ( عند الامام أبي حنيفة ) ... أى أنه اذا كان المسلم مسافرا وحضره الموت ولم يجد الا قبطيا ليبلغه بوصيته ، هذه الحالة الوحيدة التى تقبل فيها شهادة القبطى على المسلم . فيما عدا ذلك لا تقبل شهادة القبطى على المسلم اطلاقا .. نستطيع أن نتخيل الفوضى التى سوف يحدثها هذا الحكم الفقهى اذا طبق في مصر ..

النتيجه المنتظره :
سيكون بامكان أى مسلم أن يعتدى على أملاك الأقباط وكنائسهم وهو مطمئن الى أن كل الذين سيشهدون على ارتكابه الجريمة من الأقباط الكفار وطبقا لرأى جمهور الفقهاء لا يجوز قبول شهادتهم على المسلم حتى لو ارتكب جريمة .
ثالثا : القذف هو الاتهام بالزنا والخوض في الأعراض بالسوء ..
هذه جريمة في الفقه الاسلامي وعقوبتها الجلد ثمانين جلدة لكن الغريب أن جمهور الفقهاء اعتبروا إسلام المجنى عليه شرطا أساسيا لاقامة الحد على من قذف في حقه .. يقول الشيخ سابق في كتابه
 ( الجزء الثاني صفحة 535 ).
" الاسلام شرط في المقذوف ( المجنى عليه ) فلو كان المقذوف من غير المسلمين لم يقر الحد على قاذفه عند جمهور العلماء ، واذا كان العكس فقذف النصراني أو اليهودى المسلم فعليه ما على المسلم : ثمانون جلدة .."
من يستطيع أن يتحدث بعد ذلك عن حقوق المواطنة والمساواة أمام القانون .
اذا سب القبطى المسلم يتم جلده ثمانين جلدة واذا سب المسلم القبطى لا يجوز
جلده وكأن الكرامة الانسانية حكر على إخوتنا المسلمين، الذين يرفضون بمعظمهم مثل هذا الدستور المجحف.