بتأريخ 23 تشرين الـثاني 2012 أجـرى الأخ الـوَدود الإعلامي ولسن يونان من إذاعة ( SBS ) في سـدني مقابلة تـلفـونية مع المطران مار لـويس سـاكـو ( كـركـوك ) إستغـرقـت 12:13 دقـيقة وقـد حاولتُ كـتابة تعـليقي عـلى صفحة الـتعـليقات في الموقع الإلكـتـروني للإذاعة إلاّ أنه ولأسباب فـنية لم تـلـتـقـط الصفحة كـتابتي ، لـذا أستغـل هـذه المناسبة لكـتابة هـذا المقال والـذي يمثـل رأيي المستـقـل والشخـصي فـقـط .
لا نبالغ إذا قـلنا أن ولسن يونان بارع في مقابلاته مع أبناء شعـبنا الـتي إعـتـدنا الإستماع إليها في أغـلب الأحـيان وخاصة حـين تأتي مع رموز من أبناء شعـبنا الكـلـداني فالأخ ولسن يُـطـَعِّـم لهـجـته الآثـورية معهم بالكـلـدانية التي يألفها حـيث أمضى زمناً في بـيئة ألـقـوش وكم من مرة إلـتـقـيه في سـدني فـيعـمل الشيء نـفـسه معي بل يعـجـبني حـين ينـطقـها بـلمسة من التعـلثم الجـميل .
والشيء بالشيء يُـذكـر ، كـنت في إجـتماع مع إخـوة آثوريّـين في نادي الـثـقافة والرياضة الآثوري / سـدني في حـدود عام 2005 حـين تكـلـَّـمَ جـميعـهم بلهجاتهم المتـنوّعة فـفهمتها فـهماً جـيـداً ــ وهـل مِن مبـرّر أن لا أفـهمها ــ وحـين حان دَوري وتكـلمتُ ! إنبرى أحـد الإخـوة الحاضرين فـقال مؤشـراً إليَّ ( آنا لين ﭙـَرمويـيه موديلِ هَـمـزوميه = أنا لستُ أفـهم ما الـذي يتـكـلمه ) فـقـلتُ له بلهجة حادّة بعـض الشيء : لماذا لست تـفهم كلامي ، هـل أنا أتـكـلم بلغة غـريـبة ، ولماذا أنا فـهـمتك حـين تـكـلـمتَ ؟ وحـينها خجل من كلامي وأسعـفه أحـد الإخـوة من الحاضرين قائلاً ــ إن الأخ آثوري من لـبنان واللهجة الـكـلـدانية ليست مألوفة لـديه ــ ! .
وأثـناء المقابلة الهاتـفـية سـلط سيادة المطران لـويس بعـض الضوء عـن بُـعـد عـلى هَـرَم الـﭙاطريركـية الكـلـدانية وتكـَـلـُّسِ النسغ الصاعـد والـنازل في قـنواتها الـداخـلية .
(( ولم يُشِـر إلى الإرتـفاع المكـتـوم في درجة حـرارتها والتي باتت الحاجة ملحّة إلى حـوامض تـذيب تـرسباتها لـتـفـتح ممراتها ، وإلى ضغـط يؤمِّن الـقـوة الـكافـية لـدفـعـها والولوج إلى طرُقها ــ الـكاتب )) .
وأشار سيادته إلى عـدم وجـود سبب لتأجـيل موعـد إنعـقاد السنهادُس وتلك عـلامة عـلى تـفـرّد غـبطة الـﭙاطريرك بإتخاذ قـرار إنعـقاده وكـذلك تغـيـيـر موعـده دون إستـشارة المطارنة مؤكـداً عـلى أن غـبطـته أصبح يعاني من النسيان معـلقاً الآمال عـلى روما التي يمكـن أن تـدعـو رموز الكـنيسة الـكـلـدانية إلى سنهادُس في العام المقـبل ، وقـد أجاد الأخ ولسن في سؤاله عـن أنه كان يُـفـتـرض في حالة كهـذه أن يلعـب معاونو غـبطـته دَورَهم في الـتـواصل مع المطارنة في الأخـذ والعـطاء إلاّ أن سيادة المطران لـويس أخـفـق في إيجاد الأعـذار والمـبرّرات حـين قال أن المطران وردوني كان خارج العـراق وأن المطران جاك كان قـد رجع لـتـوّه من أربـيل وأن الـﭙاطريرك لم يعـد يتمتع بصحة جـيدة .
(( طيب نحـن يمكـنـنا أن نـتـساءل قائلين : ما طـول الـمدة التي إستغـرقها المطران وردوني في غـيابه عـن أرض الـوطـن ، ثم ألم يرجع سيادته ؟ وهـكـذا السؤال نـفـسه عـن المطران مار جاك إسحق ! أخي إن الموضوع هـو موضوع سـنين وليس بضعة أيام أو أسابـيع حـين غاب هـذا المطران ورَجع الآخـر ــ الكاتب )) .
وعـن سؤال الأخ ولسن عـن تكـتلات المطارنة الشماليّـين والمهجـريّـين (( إن لم نـقـل الوسطـيّـين المتوازنين أيضاً ـ الكاتب )) حاول سيادة المطران لويس نفي أيّ خلاف كهـذا بـين المطارنة متـظاهـراً بأنها دعاية لا أكـثر مضيفاً بأنهم جـميعهم كانـوا عـلى أمل اللقاء في بـيروت إلاّ أن الـﭙاطريرك غـيَّـر المكان إلى بغـداد ، كما أنَّ الموعـد كان من المفـروض أن يكـون في الخامس والسادس من كانـون الأول من هـذه السنة إلاّ أنه كـتب 2013 .
(( ولكـنـنا نقـول : ليس بالضرورة أن يكـون كـبر السن أو المرض سبـباً إلزامياً لحالة النسيان عـند الـﭙاطريرك ، ثم هـل أن غـبطـته يكـتب الإعلان أو التصريح أو أيَّ رأي ويـبعـثه إلى وسائل الإعلام الإلكـتـرونية بـيده شخـصياً ؟ ثم أن الخلاف المزعـوم بـين المطارنة ليس حـول الإبحار في أعـماق الرياضات الروحـية ولا حـول مَن يحـمل الصليـب أو يتراصف مع المسيح فـوق القـمم الجـلجـلية ، وإنما بكـل صراحة هـو حـول الـﭙـتروكـرسية والجانـْـــــباوية ! فـلقـد قـلتُ في رسالة إلى أسقـف : إذا تركـتم الفـلوس تـصبحـون قـديسين .... في زمن ضاعـتْ الـقـدسية ــ الكاتب )) .
وسأل الأخ ولسن عـن موعـد إنعـقاد سنهادس مطارنة الكـلـدان القادم ، عـبَّـر سيادته عـن إعـتـقاده بأنَّ السنهادس سيعـقـد في مطلع العام القادم ، ومُـصِـرّاً وبإلحاح ثلاث مرات أن تغـيُّراً لا بـد أن يحـدث في كـنيستـنا الكـلـدانية وهـذه رغـبة جـميع المطارنة ، ثم رجع سيادته إلى موضوع التـكـتل دون أن يُـطـلب منه فـقال : حالياً لا يوجـد عـنـد المطارنة أي تكـتل ولا يريـدونه وكـنيستـنا بحاجة إلى الإتحاد بقـلب واحـد وصوت واحـد وعـمل واحـد ، كما أنه لصعـوبة السفـر إلى بغـداد يَعـتـقـد أن السنهادس سوف يلتـئم في روما (( ولكـن سـيادة المطران : أرجـو أن تـتـذكـر تجـمعـكم في روما عـنـد تـنـصيب غـبطة الـﭙاطريرك إلى الكاردينال في 24/11/2007 هـل كانت مرآتـكم مسـتـوية إم محـدبة ؟ ــ الكاتب )) .
وقـد نـوّه سيادة المطران ساكـو بصورة ( غامضة متلعـثمة ) إلى زيارة مبعـوث من روما إلى بغـداد قائلاً .... في الوضع الراهـن .... وصحة ﭙاطريركـنا .... مريض .. فـكـيف نعـمل ... . ثم أشار سيادته إلى إعـتـقاده أن غـبطـته ( يجـب ) أن يقـدم إستـقالته وفي نـفـس السنهادس سيُـنـتـخـب الـﭙاطريرك الجـديـد ! ولكـن الآن فإن الأمور ليست تسير !! دون أن يوضح معـنى عـبارة أن الأمور ( ليست تسير ! ) .
(( إنّ معـلوماتـنا والتي نستـقـيها من قـنواتـنا الخاصة عَـبر البحار تشير إلى صحة ما جاء في قـول سـيادة المطران ساكـو ، ونـضيف إليها أن مبعـوثاً ﭬاتيكانياً رفـيع المستـوى سـوف يطـلب ..... ثم يعـيَّـن أحـد المطارنة ليكـون مسؤولاً عـن كـنيستـنا لـفـتـرة قـصيرة إلى حـين إستـتـباب بعـض الأوضاع ثم تـناقـش الأسس السليمة لإخـتيار الـﭙاطريرك ــ الكاتب )) .
وعـن سؤال للإعلامي ولسن يونان أجاب سيادته عـن ذاته موضحاً بصراحـته أنه مريض بعـض الشيء ولا يمكـنه ولا يفـكـر في أن يتـبـوَّأ منصب الـﭙاطريرك ، ولكـنهم سينـتخـبون عـنـصراً جـيـداً كـفـوءاً أياً كان ، يخـدم الكـنيسة والشعـب عـسى أن يكـون من الحـبشة ، ويكـون رئيساً عـلينا كما يريـد الله وكما نحـتاجه نحـن وفـيه صفات الراعي الصالح ، وليس أن نأتي بـواحـد ـ نص ونص ـ لأنـنا تألمنا من ذلك كـثيراً ، ولا يجـوز أن نـنـظـر إلى أن هـذا من جـماعـتي أم من جـماعة أخـرى ، وكان قـوله (( الكـنيسة أعـظم من جـميعـنا )) رائعاً .
وقـد عـقـب سيادته عـلى سؤال الأخ ولسن فـقال : في الأزمنة القـديمة كان للعـلمانيّـين صوت وهـذه أمنيتـنا أن يكـون لهم دَور في إنـتخاب الـﭙاطريرك وإن شاء الله ستـرجع تلك الـتـقاليـد لأن المطران أو الـﭙاطريرك هـو للشعـب وهم أدرى بمن يستـطيع أن يخـدمهم .
(( وهـنا لا بـد أن نعـقـب عـلى هـذا الكلام الـدُرّيُّ لسيادته بقـولـنا أنه لو أتيح لـنا نحـن العـلمانيّـين إبـداء رأينا في هـذا الأمر الهام والمؤثر عـلى مستـقـبل كـنيستـنا وشعـبنا الكـلـداني ويكـون لـرأيـنا أثـر رجـعيٌّ ، فإن عـدداً من مطارنة اليوم سنـقـول لهم إرجـعـوا إلى أرحام أمهاتـكم ولسنا بحاجة إلى أن تـلـدكم ـ أما الكـهـنة فـحـدّثـوا ولا حـرج ، وهـذا مؤشر خـطـير نـقـوله لأصحاب السيادة اليوم عـسى أن يكـون محـفـزاً لهم ليعـيـدوا تـوجـيه دفة مركـبهم إلى الإتجاه الكـنسي والـدنـيوي الصحـيحَـين الـذي أوصى بهما الرب ويضيفـوه خـبرة إلى خـبرتهم الطـويلة ! ــ الكاتب )) .
وتـواصلاً مع هـذا الموضوع نـوجه كلامنا إلى الأخ ولسن يونان مدير إذاعة ( SBS ) وليسمع مطارنـتـنا الأجلاء أيضاً في الوقـت الـذي نحـن العـلمانيون لـنا رأينا وصوتـنا ونقـول : كانت إستـفـساراتك منـطـقية ودقـيقة ، وكم كان بـودّنا لو أنك سألتَ سيادة المطران لـويس السؤالين التاليـين :
أولاً : أنتم مطران الكـنيسة الكـلـدانية ، لماذا تسَمون لغـتـكم بالسريانية ؟ بمعـنى آخـر : ماذا تعـني في نـظـركم كـلمة الكـلـدانية ....... وكـيف تـفـهـمون كـلمة السريانية ! وما هـو مفـهـوم كـلمة سـورايي عـنـدكم ، وكـيف تـترجـمونها إلى الإنـﮔـليـزية ! فالشعـب يريـد أن يتعـلم منكم ويدخـلوا إلى أعـماق تـفـكـيركم ليطـلع عـلى الكـنـوز المخـفـية عـنـدكم فلا تبخـلـوا بها عـليهم .
ثانياً : (1) هـل سيستـقـيل غـبطة الـﭙاطريرك قـبل إنعـقاد السنهادس أم خلاله (2) هـل سيُـنـتخـب قائم بأعـمال الـﭙاطريركـية مؤقـتاً إلى حـين إنـتخاب الـﭙاطريرك أم يُـنتخـب فـوراً (3) هـل سيحـضر مار باوي سـورو جـلسات السنهادس أم تـناقـشون موضوع قـبوله وهـو خارج السنهادس (4) هـل سيُـنـتخـب الـﭙاطريرك المقـبل ومار باوي ضمن المصوّتين أم أن هـناك أمر مضموم بشأنه ؟ عـلماً أنه حـصل من روما عـلى القـبول التام للإنـتماء إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية ، بل إلى الكـنيسة الكـلـدانية بشكل خاص ؟ وما هـو موقـفـكم الشخـصي قـبولاً أو رفـضاً من موضوع إنـتمائه إلى الكـنيسة الكـلـدانية ( ولستُ أقـصد موقـفـكم من شخـصه كـعـنصر جـيد وطـيب ) ؟ .
(( وهـنا نحـن العـلمانيّون نسأل السادة المطارنة الشماليـين حـصراً ومَن هـم في مداراتهم وبـدون لـف ودَوران : لو أن سيادته لم يكـن قـد إستحـصل القـبول والضوء الأخـضر من الـﭬاتيكان ، لكانت حجـتكم بـيـدكم وتـقـولون نحـن نـتبع روما .... ولكـن الرجـل قـد حـصل عـلى ما يُـبطِل حجـتـكم هـذه ، طيب ما الـذي ينـقـص في ملفه كي ينخـرط في هـيكل كـنيستـنا ؟ أليس كـفـوءاً بما يوازي أذكى واحـد بـينكم وجـميعـكم نعـزّكـم ، أليس متواضعاً بما يعادل أكـثركم تـواضعاً ، أليس مؤمناً بما يساوي أكـثركم إيماناً ، إذن ، ما لكم وللمطران مار باوي سـورو ؟ ودعـونا نـتـكـلم بغـباء معـكم : أليس يتمتع مثـلكم بصفة ( مار ) فـما الذي تريـدونه منه ، ألا يكـفي طول أناته وصبره الأيوبي سبع سنوات ينـتـظر نـَـعـمَــــــــــــــــــــــــــكم ؟ ماذا لو كـنتم في مكانه وفي موقـف مشابه لموقـفه ؟ كـيف تـقـبلون عـلى أنـفـسكم أن تخـضـعـوا لإيحاءات فلان وعلان وأنتم تعـرفـون جـيـداً مَن نـقـصد الآن يا إخـوان ! عـسى أن يرسـموا خـمسين مطران ، فـما لـنا ولهم ولِـمَ الخـوف منهم ، وكـيف تقـبلون أن تكـونوا أسرى والريموت كـونـتـرول بـيدهم وعـن بُـعـد كالدمى يوجـهـونكم ؟ هـل أنتم إلى هـذه الـدرجة تعَـبِّـرون عـن ضعـفِـكم ؟ لا تـدافـعـوا عـن أنـفـسكم بحجة أنكم لا تريـدون إثارة مشاكـل ، عـن أية مشاكـل تـتـكـلمون وأنتم تعـرفـون رأي المقابل بكم ، ويكـفي أن أذكــِّـرَكم عـن إيقافـهم لحـوار الإتحاد معـكم وأنتم أدرى من غـيركم ! ولكـن نرجع ونـقـول ما قاله الرب قـبل ألفي عام أنكم لا يمكـنكـم أن تخـدموا سـيِّـدَين .... ولكـن الـبعـض مع الأسف يخـدمون اليوم ثلاثة أسياد !! ــ الكاتب )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق