المساجد لله/ هيام محى الدين


بسم الله الرحمن الرحيم " إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا " صدق الله العظيم
هذه الآية الكريمة الواضحة المؤكدة فى أولها بقصر المساجد على ذكر الله سبحانه وتعالى وحده والناهية بحزم إلهى فى آخرها عن الدعوة لأحد غير الله فى مساجده وأن تكون المساجد صرحا للخشوع والتعبد والذكر واستحضار مشاعر التقوى وطلب المغفرة والرضوان , أما استخدام المساجد لاستعراض الآراء السياسية والدعوة لتأييد مخلوق أو معارضته حتى وصل الأمر إلى الخروج عن مكارم الأخلاق التى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتممها من فوق المنابر فهو أمر أصابنى بصدمة مرعبة فقد نشأت وعشت عمرى كله أقدس المسجد وأرى من يصعد المنبر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنتظر منه إلا مكارم الأخلاق وسامى الألفاظ ورفيع المعانى لا يدخل فيها سباب ولا مهاترة .
إن الذين يستغلون عباد الله الذين يعمرون مساجده ويتوجهون له بالعبادة لكى ينشروا بينهم رأيا سياسيا يزيد من تفرق الأمة وانقسامها ويشيع بين الناس العداوة والبغضاء يخرجون عن أوامر الله ونواهيه التى جعلت المساجد لذكره لا لقذف المحصنات وانتهاك الأعراض واستخدام ألفاظ السباب ومحاولة توجيه الناس نحو اتجاه معين فيحاولون استقطاب الناس ومخاطبة عواطفهم الدينية لفرض رؤية معينة عليهم كل ذلك يحول المساجد إلى الدعوة لغير الله وهو ما يخالف شريعة الإسلام ويحاولون أن يسيطروا على عقول الناس , وهذه سلطة لم يمنحها الله لعبد من عباده حتى الرسل الكرام .
فقد قال سبحانه لرسوله " فذكر إنما أنت مذكر , لست عليهم بمسيطر " ومن أراد أن يدعو إلى رأى سياسى فليترك المسجد لله ويختار مكانا آخر غير المسجد ليدعو فيه كما يشاء وتظل المساجد لله لا ندعو فيها مع الله أحدا .
إنى أناشد أئمة مساجدنا أن يتقوا الله ويحافظوا على جلال وقدسية المنبر لتظل المنابر لله وحده وأن يبتعدوا عن تكفير من يعرضهم الرأى من فوقها فالله هو العليم بما فى قلوب ونفوس عباده ولم يعط علمه بضمائر عباده لمخلوق , وقد يكون العبد أقرب إلى ربه ممن يكفره وأكثر إيمانا ممن يصمه بالكفر .
فارجعوا إخوتى إلى ما أمرنا الله به ونربأ بمساجده عن ذكر غيره فيها .. أليس هذا هو جوهر ديننا الذى يؤكد حرية الإنسان وحقه فى الإختيار دون سيطرة أحد عليه بل إن هذه الحرية هى أساس الثواب والعقاب فى الآخرة أم أن هؤلاء الخارجين على أوامر الله يظنون أنهم قادرون على إكراه الناس على ما يرون أنه الإيمان فليقرءوا قول الله لرسوله " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ..!؟ "
اتقوا الله فى الإسلام واتقوا الله فى مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق