ولادة المسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة في تاريخ الانسانية!/ يوحنا بيداويد

اخواني واخواتي الاعزاء
ان ذكرى ولادة السيد المسيح بلا شك كانت لحظة مهمة في تاريخ الانسانية، بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الاول الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ولادة  الرسالة المبنية على علاقة المحبة المباشرة بين البشر دون تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.

في ذكرى هذه المناسبة العظيمة  علينا كبشر وكمؤمنيين ان نعود الى نعطي بعض الوقت للتامل والتفكير في حياة المسيح وتعاليمه وعلاقتها بحياتنا. في ولادته المتواضعة في المغارة، ومن ثم في حياته البسيطة،  واخيرا في تعاليمه المملوءة من القيم الانسانية  التي تصل الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان يتحول جسده  لا  فقط قربانا من اجل مفغرة خطايا وانما الى ادات تجعلنا  نشعر ونحس ونعي بالاخر ، الاخر الذي هو كل انسان، اي انسان . بكل الوجود!!

وعليه علينا ان نرجع الى ذواتنا ونراقب مسيرة الحياة في الاوقات الحرجة و مسيرة الانسان وحضارته التايهة التي اوشكت للوصول الى اعلى قمة لها من الانانية واليأس والنشوة. علينا اجراء تحليل ونقد لما هو فعلا مفيد، وما هو مضر لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و بلدنا العراق ولمجتمعنا ولقوميتنا وللانسانية جمعاء.

اخواني اخطر شيء يحصل الان لدى الانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب غير تحديد حريته بل يعتبره  قيد في يديه. بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده ( حتى غريزيا) من اكل اي نوع من الحشائش الضارة و غير الضارة.

املنا ان يفهم الانسان في هذه الايام عمق مفهوم  رسالة المسيح في المحبة، تلك المحبة  الغريبة للكثيرين في هذه الايام لانها لا تعترف بالانا الصغيرة لوحدها بل تهتم بأنا الشاملة غير المحددة بالجنس او القوم اوالبلد او القبيلة او الدين او الشكل او اللون او العمر او الغنى او الفقر او العوق. انسان فقط .
اخواني اخواتي الاعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالايمان، اي  بقبول التغير ، تغير الذات.  في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد  نستطيع اليوم ايضا ان نعمل عجائب كثيرة اذا كان لنا الاستعداد لقبول التغير.
وكل عام انتم بخير

ملبورن/ استراليا
18 كانون الاول 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق