البابا بنديكتوس السادس عشر يغادر منصبه رسميا

غادر البابا بنديكتوس السادس عشر منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية رسميا، في انتظار أن ينتخب خليفة له.
وكان بنديكتوس السادس عشر يتحدث الخميس في مقر الكرسي البابوي إلى الكرادلة الذين سيكون عليهم الشهر القادم اختيار خليفته، قبل ساعات من سريان قرار استقالته.
وقد أعلن بنديكتوس السادس عشر تنحيه عن الكرسي الرسولي وهو في الخامسة والثمانين من العمر، ليكون أول بابا يستقيل منذ القرون الوسطى.
وخاطب بنديكتوس السادس عشر الكرادلة قائلا "بينكم يوجد أيضا البابا القادم الذي أعده بأن أظهر له طاعة واحتراما غير مشروطين".
وودع البابا مساعديه، قبل أن تنقله مروحية إلى دير في قرية كاستيل غوندولفو المقر الصيفي للبابوات، والتي لا تبعد كثيرا عن الفاتيكان، وحيث سيقضي نحو شهرين، ريثما يختار الكرادلة خليفته.
وقد ألقى بنديكتوس السادس عشر الأربعاء عظة وداع في ساحة القديس بطرس أمام نحو 150 ألف شخص، ألمح فيها إلى صراعات داخلية داخل الفاتيكان، وشكر فيها "المؤمنين" لاحترامهم قراره بالاستقالة، وهو قرار قال إنه لمصلحة الكنيسة.
وقال بنديكتوس في عظته "كانت هناك لحظات من السعادة شعَ فيها النور، لكن كانت هناك أيضا لحظات أخرى لم تكن سهلة".

تركة صعبة

بنديكتوس السادس عشر أول بابا يستقيل منذ القرون الوسطى.


لكن بعض الأصوات في الكنيسة الكاثوليكية ارتفعت تنتقد قرار بنديكتوس السادس عشر بالتنحي.
فقد شكك الكاردينال جورج بيل كبير أساقفة أستراليا في قدرة البابا المستقيل على قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وقال بيل متحدثا من روما لقناة تلفزية إن البابا المستقيل كان "معلما فذا"، لكن "الإدارة لم تكن نقطة قوته"، مبديا أمله في أن يرى خليفة له "يقود الكنيسة ويلملم أطرافها".
كما أبدى بيل تخوفه من أن ترسي الاستقالة سابقة مقلقة للكنيسة الكاثوليكية، لأن "الناس الذين لن يوافقوا، مثلا، البابا القادم الرأي، سيشنون حملة لدفعه إلى الاستقالة".
وقد أضرت مجموعة من الفضائح الجنسية تورط فيها قساوسة كاثوليك بسمعة الفاتيكان، إضافة إلى تسريب وثائق سرية تتحدث عن فساد وصراعات داخلية.
ويقول مراسل بي بي سي في الفاتيكان ديفيد ويلي إن البابا القادم سيكون عليه معالجة مشكلة البيروقراطية في الكرسي الرسولي، الذي بدا حتى الآن متلكئا في تناول هذه الفضائح علنا.
وسيسلم مقاليد إدارة أمور الكنيسة الكاثوليكية -التي ينتمي إليها 1.2 مليار نسمة- إلى خليفته المؤقت الكاردينال تارتشيزيو بيرتوني.
وقال بنديكتوس السادس عشر إنه لن يتدخل في شؤون البابوية مستقبلا، لكنه أشار إلى أنه قد يقدم النصح.
وفي الساعة الثامنة مساء، تنتهي رسميا بابوية بنديكتوس السادس عشر، وهو ما سينعكس رمزيا في انسحاب الحرس السويسري الذي يرابط عند بوابة كاستل غاندولوفو ليعود الحرس إلى الفاتيكان.
وسيواصل بنديكتوس السادس عشر -واسمه الحقيقي جوزيف راتزينغر- حمل لقب البابا، شرفيا فقط، لكنه سيتخلى عن الملابس البابوية، ليرتدي بدلها رداء أبيض عاديا.
وسيكون عليه التخلي عن حذائه الأحمر الشهير، وعن الخاتم الممهور باسمه والذي يستعمل للتصديق على بعض وثائق البابوية.

ما علاقة الدخان باختيار بابا الفاتيكان؟


الفاتيكان(CNN)--

مع تقديم البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته منذ أسبوعين، سيتحتم على الكنيسة الكاثوليكية المسارعة في اختيار بابا جديد للفاتيكان، قبل أن يحل عيد الفصح بنهاية مارس/ آذار القادم.
وفي العادة لا يسمح للكاردينالات (أي لرجال الدين المسؤولين في الفاتيكان)، أن يختاروا البابا قبل مرور 15 إلى 20 يوماً، بعد أن يخلو المقعد من صاحبه، سواء كان ذلك بالوفاة كما جرت العادة، أو بالتنحي، كما هو حال البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي يعتبر حالة نادرة، إذ لم يستقل أحد من منصب البابوية إلا مرة واحدة قبل 600 عام.
وقد أدت استقالة البابا إلى القيام بتعديلات بسيطة على تشريعات لم تتغير منذ 500 عام، حتى يتم العثور على بديل له بسرعة وخلال الـ24 ساعة القادمة، حيث سيتمكن البديل الجديد من الاستعداد لأحد الشعانين، الذي يصادف في 24 مارس/آذار.
وهنا سنجيب عن بعض الأسئلة التي يمكنها أن تراودكم حول عملية اختيار البابا للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان:
ما الذي يفعله الكرادلة أولاً؟
في العادة، عندما يتوفى من يحتل منصب البابا، يقوم عميد الكرادلة باستدعاء من يمكنه التصويت منهم، إذ يشترط أن يكونوا ممن هم دون سن 80. وليتمكنوا من التصويت بشكل شخصي، عليهم القدوم إلى الفاتيكان، وعدم الخروج من غرفة الاجتماعات حتى يتوصلوا إلى قرار، ولا يسمح لأي منهم التحدث إلى أحد من خارج الغرفة.
ورغم أن التشريعات الأساسية لم تتغير في دستور الفاتيكان، إلا أن الخبراء سيراجعون العملية المتعلقة بكيفية اختيار من يشغل منصب البابوية.
كيف تتم عملية التصويت لاختيار البابا؟
يبدأ الاجتماع السري للكرادلة في كنيسة القديس بطرس، ومن ثم ينتقلون إلى كنيسة سيستين، المعروفة بسقفها المزخرف برسومات فنان عصر النهضة الشهير، مايكل أنجيلو. 
ويتم توزيع أوراق التصويت على الكرادلة ليختاروا اسم مرشحهم ويطووا الورقة، ومن ثم يتوجهون، واحداً بعد الآخر، بالترتيب حسب الأعمار من الأكبر إلى لأصغر سناً، إلى وعاءٍ يتوسطهم ليضعوا أوراقهم فيه.
ورغم أن أسماء المصوتين تكون مجهولة، إلا أن الأصوات تعلن في الاجتماع.
ويمكن للكاردينال المرشح أن ينال المنصب، إذا حصل على ثلثي الأصوات زائد واحد، وإن لم يتم الحصول على اسم واحد، عندها تتم عملية التصويت ثلاث مرات خلال اليوم الأول.
على ماذا يدل الدخان المتصاعد من مدخنة كنيسة السيستين؟
بعد الحصول على نتائج الإقتراع يتم وضع أوراق التصويت في المدفأة الموجودة في الكنيسة التي يتم فيها التصويت، وفي حال عدم تحديد المرشح الفائز، تضاف مواد كيميائية إلى أوراق التصويت التي وضعت لتحترق، وليظهر دخان أسود، وعندها يعلم المراقبون المتواجدون في ساحة القديس بطرس أنه لم يتم اختيار البابا بعد.
أما في حالة الدخان الأبيض، فإنه إعلان من الكرادلة للعالم بأسره بأنهم تمكنوا من اختيار البابا الجديد.
ويشترط أن يقبل الكاردينال الفائز بالمنصب حتى يبدأ مهامه، ويتم سؤاله بالإسم الذي يرغب بأن يشار إليه.
ومن ثم يقوم الكاردينال الأكبر بالعمر بإعلان اسم البابا الفائز للجماهير المترقبة في الساحة، ولينضم إليهم البابا ليحيي الجماهير والعالم كإشارة لتوليه منصبه الجديد.

الوحدة في الاختلاف/ صالح الطائي

جد بعيدة هي المسافة بين تهكم (جئتكم بالذبح) الذي أصبح شعار الحركات الإسلاموية المتطرفة  وثقافة (إنا أرسلناك رحمة للعالمين) التي تمثل روح الإسلام الحقيقي، فهما ضدان لا يمكن أن يجتمعا سوية إلا في طبخة من حبائل الشيطان وجهل الإنسان، والعقيدة أي عقيدة سواء كانت دينية أم مدنية إذا كانت تنضوي على مثل هذه التناقضات الحادة فهي عقيدة ساقطة يستحيل أن تكون من وحي السماء أو حتى من وضع إنسان ينشد الكمال، ولذا لا تجد في الإسلام تعارضا لا في القرآن وبيانه ولا في السنة النبوية وأحكامها وقد وصل الأمر إلى درجة قطعية من خلال ما عرف بقاعدة التسقيط التي تنص على إن : (الحديثان يسقطان بالتعارض) أي إذا تعارض حديثان نبويان في مضمونهما حتى ولو كانا متفقان في الوجوه الأخرى سقطا كلاهما.
والمؤسف أن هناك بيننا اليوم من يريدون ليّ عنق الحقيقة وإفهام العالم أن الإسلام يؤمن بثقافة الذبح أكثر من إيمانه بثقافة القبول والتسامح والمعايشة، وهؤلاء هم الذين يعتقدون أن الجمع بين المنهجين هو الذي سينجز لهم مهامهم التي يدعون من خلالها إلى أسلمة الكون كله وفق رؤاهم الفكرية العقدية الضيقة حتى ولو من خلال ذبح مليارات المخالفين لأنهم لا يؤمنون بالتلون والتنوع ويعتقدون بأنهم الفرقة الناجية. إن مجرد جمعهم بين المتناقضين بهذا الشكل العبثي الفج يسقط كل أطروحاتهم ويفند كل ادعاءاتهم؛ فجمع المتناقضين يعني المستحيل.
لكن كما أن لكل قاعدة استثناء هناك استثناء مجازي أكد عليه مجموعة من الباحثين الذين نحن بصدد التعريف بهم كانوا قد وظفوه كعنوان لكتابهم (الوحدة في الاختلاف) بما يبدو وكأن هناك تداخلا بين الاختلاف الذي هو بنظر البعض من ضيقي الأفق أس من أسس الفراق وبين الوحدة التي تحتاج فيما تحتاجه إلى توافق الرؤى وتقارب الآراء بعيدا عن الاختلافات الجوهرية.

ولأننا في عالم شائك معقد متطلب لم يعد للنظام القبلي أو العرفي الموروث تأثيرا على نوع النزاعات التي تنشب بين المجاميع في البلد الواحد، وأصبح من الضروري اعتماد أساليب علمية متطورة تتداخل علومها مع العلوم الأخرى مثل علم النفس والتحليل النفسي والسلوك والاجتماع وغيرها، عسى أن يتم التوصل إلى نوع من أنواع التعايش والقبول بالآخر حتى ولو على مضض، فقد أنشئت في العالم المتطور مجموعة منظمات علمية تعنى بجانب توظيف الاختلاف لخلق نوع من الوحدة بين الناس، وتهتم بالنزاعات بين البشر حفاظا على الإنسان هذا الكائن الفريد الغريب من الانقراض. ومن هذه المنظمات العالمية معهد السلام الأمريكي وهو منظمة غير ربحية تعتمد التبرعات والهبات مصدرا أساسيا للتمويل وتقوم بنشاطات في أغلب المناطق الساخنة ومنها العراق، يعتمد المعهد أسلوب المحاضرات وورش العمل والمؤتمرات والمشاريع العلمية. ومن أحد المشاريع العلمية العملية ولد كتاب (الوحدة في الاختلاف) الذي أسهم بوضعه ثلاثة باحثين ليمثل دراسة ميدانية لمشروع امتد العمل به على مدى أكثر من سنتين في عدة دول شرق أوسطية وشمال أفريقية من خلال التعاون بين الباحثين ومنظمات المجتمع المدني وأشخاصا مهتمين بحل النزاعات في تلك البلدان ليبحث في ظروف وتحديات طريق الحوار في الشرق الأوسط، والوحدة الوطنية والتسامح، والعلاقات الدولية، وطبيعة وأنماط جهود السلام، والحوار بين الأديان في الشرق الأوسط، وحوار الأديان بين الراعي الأجنبي والمنسق المحلي وحساسية التداخل الثقافي.
كانت الغاية من وضع مثل هذا المشروع المهم تقديمه كدليل أساس داعم لمحترفي حوار الأديان المحليين عسى أن يسهم في تنامي الحقل البحثي المتعلق بحوار الأديان كمصدر لبناء السلام في المنطقة والعالم، وقد أسهم في وضع هذا الكتاب القيم ثلاثة باحثين هم كل من الدكتور محمد أبو نمر، الأستاذة أمل خوري، وإيملي ويلتي، وهم من المتخصصين العالميين في مجال الحوار وتحليل وحل النزاعات وصناعة السلام وقضايا حقوق الإنسان، ولكي نفهم جهدهم  يجب أن نعرف نبذة مختصرة عن كل منهم:  
الدكتور محمد أبو نمر باحث علمي على قدر كبير من المعرفة بتخصصه الذي نذر له نفسه وهو بناء السلام العالمي في عالم تتقاذفه الخلافات والفتن وتتحكم فيه المصالح والأفضليات، أبو نمر دكتور أمريكي من أصل فلسطيني وهو أستاذ ببرنامج السلام الدولي وحل النزاعات بكلية العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية (IPCR) وهو خبير في حوار الأديان من أجل السلام كان وما يزال يدير العديد من الورش التدريبية في مجال حل النزاعات الداخلية والعالمية منذ عام 1982 في العديد من البلدان في أمريكا وآسيا وأفريقيا.
فضلا عن البحوث التخصصية القيمة أصدر الدكتور أبو نمر مجموعة من الكتب القيمة، منها:
اللاعنف وبناء السلام في الإسلام بين النظرية والتطبيق
الحوار وحل النزاعات والتغيير
طرائق إيجابية لصناعة السلام
المصالحة والعدالة والتعايش بين النظرية والتطبيق
الوحدة في الاختلاف حوار الأديان في الشرق الأوسط، كتاب مشترك

الباحث الثاني هي أمل خوري الأستاذة المساعدة في كلية (مكدانيال) يتركز عملها على العلاقات الدولية وحل النزاع والعلاقة بين صناعة السلام والتنمية والتهجير الداخلي.

وأما المشاركة الثالثة فهي إيملي ويلتي الحاصلة على درجة الماجستير في السلام العالمي وحل النزاع من الجامعة الأمريكية، وتعمل في جمعية حل النزاع، كما عملت في مجال حل النزاع وقضايا حقوق الإنسان في فلسطين وجنوب أفريقيا وايرلندا الشمالية

صدر الكتاب الأصلي بطبعته الأولى باللغة الانكليزية تحت عنوان (UNITY IN DIVERSITY)   وبطلب من المؤلفين قام المترجم العراقي عبد علي السعيدي بترجمته إلى العربية، وقام بمراجعته فكريا ولغويا صالح الطائي وبمراجعته وتدقيقه محمود الزواوي، طبع الكتاب بنسخته العربية بداية عام 2013  في الأهلية للنشر والتوزيع في عمان / الأردن بواقع 415 صفحة من القطع الوزيري.
وأنا من خلال مراجعتي الفكرية للكتاب وقراءته بتكرار وجدته لفتة نوعية لا يمكن المرور عليها مر الكرام ولاسيما وان المعلومات الواردة فيه على قدر كبير من الأهمية للعاملين في مجال تحليل وحل النزاعات، فهو إضافة جميلة للمكتبة العربية.


صالح الطائي

هل تَهَرب قداسة البابا من مسؤوليته ام ادخل الكنيسة في عهد جديد؟/ يوحنا بيداويد

ملبورن- استراليا
الاحد 17 شباط 2013

حقيقة كانت  لي خيبة امل حينما قرأت مقال الصديق انطوان صنا مع ردود التي علقت عليه بعنوان  "استقالة بابا الفاتيكان : ثقل المسؤولية جعلته ينحني" وعلى  صفحات موقع عناكوا كوم وعلى الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,643760.0.html
  فانا لا اتفق مع الاخ  صنا في طريقة طرحه للموضوع ولا مع الاخوة الذين رأؤوا مقالته تحليلية ومنطقية، وكذلك  لا اتفق مع الاخ د. ليون برخو بمعالجة القضايا الكنسية الكبيرة في الاعلام، لان المؤسسات الاعلامية احيانا ليس غرضها كشف الحقيقة وصنع الخير الاسمى للانسانية  كما هو المفروض، بل بالعكس  تقوم  بتضخيم و تشهير للنيل من الشخص او المؤسسة لا سيما الكنيسة الكاثوليكية،  خاصة اذا كانت ( المؤسسة الاعلامية) تابعة او مدارة  من قبل جهة معادية (واشدد هنا معادية) او هناك من يدفع لها، او لجلب الشهرة. لان ليس كل ما يُقال في الالاعلام بأسم الحضارة والعلم هو صحيح ومنطقي ولصالح الانسان.
لكن  النقد الذي يأتي نتيجة دراسات وبحوث  في الندوات او المؤتمرات من قبل الجامعات والمؤسسات او اشخاص مؤهلين، فانا لست فقط من المؤيدين بل من المطالبين لها تماما لا بل يجب ان تحصل  بين حين واخر. لا بل يجب ان يشارك المؤمنون في عملية ادارة واتخاذ القرار داخل الكنيسة ( كما جاء في المجمع المسكوني الثاني)  ولكن بصورة موضوعية وصحيحة. وفي نفس الوقت انا من المؤيدين ان يتم معاقبة الشخص  المسيء ( ممن يكون)  لشخصه وان لا تتحمل الكنيسة او المؤسسة التي يعمل فيها (كما يحصل في الاحزاب السياسية او في الحكومات)  تصرف شخص مريض ، اوخائن ! او ربما مندس بصورة او اخرى في الاكليروس ( او هذه المؤسسة) من قبل  جهات لا تحب الخير!!!!
انا اسف عن القول بأنني رأيت في مقالة الاخ الصنا شيئا من استهداف الكنيسة الكاثوليكية او انتقادها بقساوة ووضع الكنيسة الجريحة في هذه الايام في موضع اصعب ما عليه. وهذا واضح من سياق الجملة الاولى في مقالته حيث قال : "...بسبب الاعلان المفاجىء غير المسبوق لاستقالة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر مؤخرا والذي وضع حداً لثماني سنوات بابوية عاصفة مثرة للجدل وهذه الاستقالة هي الاولى من نوعها منذ 600 عام ." انتهى الاقتباس.
ان الكاتب هنا لم يتذكر عن مَن هو متكلم اومتحدث ومَن هي المؤسسة التي يترأسها، وما هي اللفظة المطلوبة من مؤمن كاثوليكي مثل اخ صنا (حسب علمي) ان يستخدمها. لكن  بعد مقدمة طويلة مملوءة من التشاؤوم والظنون يعود اخ انطوان صنا  ويستخدم  اللقب الصحيح ( اعني كلمة قداسة البابا ) في الفقرة الثانية .
الدليل الاخر الذي اراه يدعم هذه الرؤية هو، ان الاخ انطوان صنا  لم يتطرق و بصورة غريبة، عن ايجابية واحدة لكنيسة الكاثوليكية من عملها خلال الفي سنة!!،  ولم يتذكر على الاقل كيف رفض  الطوباي السعيد الذكر يوحنا بولص غزو العراق على الاقل في  2003، جهود كريتاس في مساعدة الفقراء والمرضى اثناء الحصار الظالم على الشعب العراقي. كم مرة مُرِست الانسانية ( افعال الرحمة )  بين البشرية بسبب تعليم الكنيسة. انجازات القديسين امثال سانت بول  وسانت فنس  والام تريزا على الاقل منذ مئة سنة.
لا انكر ولا يمكن لاحد ان ينكر ان كنيسة الكاثوليكة اخطات في كثير من المرات و قد اعترف  الطوباوي السعيد الذكر يوحنا بولص الثاني بشجاعة عن اشهر 92  خطأ قامت به الكنيسة. ولا ينكر ان الكنيسة مرت في ازمة اخلاقية من خلال اعتداء الجنسي على الاطفال قام بها بعض المرضى من الاكليروس خلال عقود الاخيرة.
ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هل الكنيسة هي المؤسسة الوحدية اخطأت او  تخطأ ، اين ضمير العالم من الحصار الذي كان مفروض على اطفال العراق وهم في بطون امهاتهم  او في السنة الاولى من ولادتهم ، اين ضمير المؤسسات  الاعلامية العالمية و الامريكية ومحاكمها الانسانية في حماية هؤلاء الاطفال ، هل يتجرأ احد ان يطالب بتقديم اعضاء تلك الحكومات للمحاكم الانسانية؟ !  من هو المجرم؟ الطفل في بطن امه، ام صدام حسين، ام الحكومات العالم الظالمة؟!
من جانب اخر هذه ليست اول ازمة تدخلها الكنيسة على مر العصور، ولكن الكنيسة كأكبر مؤسسة تشمل حوالي ملياري بشر واقدم مؤسسة انسانية- سماوية حقيقة على الارض. لا يمكن ان لا يكن لها مشاكل عبر هذا التاريخ الطويل ولا يمكن ان لايكون هناك اخطاء في مسيرة رجالها ، فنحن لا نعيش عالم الطوباوي،  لان من يديرها بشر مثلنا لهم لحم ودم و لهم رغبات وغرائز،  ليسوا ملائك !!!. يخطؤن مثلما نحن نخطأ لكن المفروض ان يكونوا اكثر واعيين لمسؤوليتهم بسبب مواقعهم ويدركون ان القرار الذي يتخذونه يؤثر على ايمان الاخرين قبل كل شيء.
  لاننسى ربما هناك من يريد يوقع الكنيسة في شرك الخطيئة عن طريق اعماله. فهل  تكون مسؤوليتنا  فقط  توجيه النقد فقط لاننا نعرف هذه الحقائق ام الدفاع والتوضيح وتضميد الجروح والتشجيع ؟!!
 مرة اخرى ، انا والاخ  صنا وغيرنا،  مَن مِنا يتجراء ان يتعرف باخطائه على الملء  وامام الناس كما فعل يوحنا بولص الثاني. مَن مِنا له الجرأة ان بقول  كلمة اعتذار عن  كل اخطائه المتعمدة وغير المتعمدة.
نسى الكثير من اصحاب الردود انهم مسيحيون وانهم جزء من تلك الكنيسة، وعملية اصلاحها او ايقاف الهدم لا يأتي فقط بتوجيه الانتقادات المبنية على التكهنات والظنون بدون برهان ودليل. لابل يطالبون  شهادة طبية عن عجز قداسة البابا  وهو في السنة الخامسة والثمانيين من العمر للقيام بمهامه. حقيقة انا  لا ارى الكنيسة الكاثوليكية قديمة التعاليم والفكر بل هؤلاء  هم الذين لا يعيشون القرن الحادي والعشرين،  بل انهم يعيشون في العصر محاكم التفتيش ، الذي اخطأت الكنيسة بالحكم على غاليلو بسبب قضية دوران الكرة الارضية حول الشمس، وان البابا بندوكتس السادس عشر يعي جيدا مسؤوليته كما يجب في هذا العصر المريض. ولهذا قام بعمل جبار لم يتوقعه احد بتاتاً.
بالنسبة لي شخصيا ارى حدث استقالة قداسة البابا حدث كبير وعجيب، وكما يُقال : "ان التاريخ يصنعه الرجال" . هناك  الكثيرون مثلي مؤمونون بأن  البابا بندوكتس السادس عشر  صنع التاريخ وادخل الكنيسة في عصر جديد من خلال استقالته. وانه قال الحقيقة في كثير المناسبات لم يستطيع غيره قولها  كما يجب مهما كانت جبروت قوته بدون تزلف وخوف وتهرب.!!!

كيف أثّر قلسطينس على قرار بينيديكتوس بالاستقالة؟ معركة الخلافة بين المحافظين والانفتاحيين

  النهار ـ هالة حمصي
قبل 719 عاما، حصل الامر عينه... تقريبا. البابا قلسطينس الخامس "هذا الراهب الفرنسيسكاني الناسك حضر في 13 ك1 1294 امام الكرادلة، فنزع ثيابه الحبرية وجلس ارضا، واعلن انه ينسحب ثانية الى القفر ليحفظ ضميره نقيا ويتابع حياته النسكية"(1). لم يبق في منصبه سوى 5 اشهر، واستقال بملء ارادته. وبعد 7 قرون، بقيت معزته خاصة عند البابا بينيديكتوس السادس عشر الذي خصه "بحركات وعظات"، في تواطوء جميل، الى حد التشبه به: الاستقالة بدوره.

في 28 نيسان 2009، وصل بينيديكتوس الى بازيليك سيدة كوليماجيو في اكيلا، حيث وضع على ذخائر قلسطينس "الباليوم" الذي تلقاه يوم تنصيبه بابا العام 2005. كانت هذه طريقته لتوجيه تحية حارة الى قلسطينس، ثم عاد وتكلم عنه بتقدير في 4 تموز 2010. واذا كان من المعجبين به، فان بابوات آخرين أُجبِروا او اضطروا، لسبب مختلف عن سبب قلسطينس، الى ترك البابوية، من دون ملء ارادتهم، وفي ظروف تاريخية معقدة احتدمت فيها الصراعات السياسية.
 بين الـ264 بابا (قبل بينيديكتوس)، هناك 7 (الى قلسطينس): اقليمنضس الاول (88) الذي "أُجبِر" على ترك اسقفية روما، "سُجِنَ ونفي" في عهد الملك تراجان بسبب نشره التعاليم المسيحية". بنطيانس (230) "قُبِض عليه وارسل الى المناجم في سردينيه. استقال من منصبه ومات من سوء المعاملة التي لقيها"(1). مرتينس الاول (649) "خطفه الجنود واقتيد الى الخرسونيز، حيث مات ذليلا".
بينيديكتوس الخامس (964) جُرِّد من ثيابه الحبرية، وعُزِل رسميا من منصبه، بتأثير الامبراطور اوتون الذي جاء ببابا آخر عمد الى تحطيم الصولجان البابوي على رأس بينيديكتوس. بينيديكتوس التاسع (1033) "انزله نهائيا مجمع في رومةا دعا اليه الملك هنري الثالث". غريغوريوس السادس (1045) "اضطر الى التنحي، ونفي الى كولونيا". غريغوريوس الثاني عشر (1406) "تنحى"  لحل مشكلة الانشقاق الكنسي الخطير يومذاك. وكان الاخير الذي ترك البابوية.
واذا كان هؤلاء تنحوا، مختارين او مضطرين، فان الاستقالة الطوعية للبابا قانونية بموجب "القانون الكنسي"، وتحديدا في البند 2 من المادة 332: "إذا حصل أن تخلّى الحبر الـروماني عن منصبه، يلزم لصحّة التخلّي أن يتمّ بحرّية، وان يُعلَن كما يجب، لكن لا يلزم ايا كان أن يقبله"(2). وهذا يعني ان هناك شرطين لصحة هذا التخلي: الحرية والإعلان. وفي وضع البابا بينيديكتوس ، كانا متوافرين.
في 28 شباط 2013، الساعة 19,00 ت.غ، يعود البابا بينيديكتوس "الكاردينال جوزف راتزينغر". ففي "السابعة عادة، ينهي يوم عمل عادياً". لكن في ذلك اليوم، ينهي بابويته، وتبدأ مرحلة "الكرسي الشاغر" التي يتولى خلالها "الكامرلينغو" رئيس الغرفة الرسولية، وهو حاليا امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيسيو برتوني، "رئاسة" الفاتيكان. وفي شهر آذار 2013، ينعقد مجمع الكرادلة لانتخاب البابا الجديد. فوفقا للدستور الرسولي، تراوح مهلة دعوة المجمع من 15 الى 20 يوما بعد وفاة البابا او استقالته، ويتوجب الا يكون الكرادلة المشاركون تجاوزوا الثمانين، بما يجعل عدد "ناخبي" البابا 117 "أميرا"، منهم 67 رسمهم بينيديكتوس، ويؤمل ان ينجحوا في مهمتهم، قبل عيد الفصح، اذا امكن، في 31 آذار 2013.
العزلة التامة من شروط انعقاد المجمع. ينتقل الكرادلة في موكب من كنيسة "بولين" الى كنيسة "ستسيتن". تقفل وراءهم الابواب وتسحب المفاتيح. ووفقا للدستور، لا يحق لهم ان يصوّتوا لانفسهم، وعليهم ان يؤدوا اليمين، كل بدوره، باحترام سرية التصويت وقبول النتيجة. كذلك، يقسمون بان من ينتخب بينهم بابا لا يتراجع مطلقا عن المطالبة بكامل حقوق الحبر الاعظم. ويتم التصويت مرتين صباحا، ومرتين مساء. وتحرق بطاقات التصويت. اما من يفوز بالبابوية فهو الذي ينال ثلثي الاصوات. وعند صدور النتيجة، يطلب عميد الكرادلة من "الفائز" اذا كان يقبل انتخابه. فاذا كان جوابه ايجابيا، يُعلَن بابا على الفور... مع الاسم الذي اختاره له في حبريته. ويُعلَم المؤمنون المحتشدون في ساحة القديس بطرس بالنتيجة بالاستعانة بموقد موضوع في "سيستين"، ودخان ابيض متصاعد من داخون في الخارج.
واذا كان "كل ما يحصل في السيستين يبقى فيها"، فان الهمس في الكواليس الفاتيكانية بدأ بعد دقائق من تفجير البابا قنبلته، ايذانا بانطلاق "طبخة" البابا الجديد. للعارفين، الانتخابات البابوية معركة فعلية، كالمعارك السياسية، فيها تحالفات وائتلافات، ولكن من دون مرشحين معلنين، وبتعتيم شديد. غير ان الكاردينال الغاني بيتر تركسون كان صريحاً. "حان الوقت لبابا من الجزء الجنوبي من الكرة الارضية، حيث يعيش مليار و200 مليون كاثوليكي"، على قوله، مبديا الاستعداد لهذا المنصب، "اذا كانت ارادة الله". وتضامنت معه في المطالبة اصوات من قارته، في وقت تبدي اميركا اللاتينية الطموح عينه. ويُعتقد ان حظوظها قوية، بتلميح مسؤوليَن فاتيكانيين كبيرين، قبل مدة وفي شكل مفاجىء، ان البابا المقبل قد يكون الى حد كبير منها، وان "مستقبل الكنيسة ليس في اوروبا".
معروف ان نصف اعضاء المجمع من اوروبا، رغم انها لا تمثل سوى ربع الكاثوليك في العالم. ومعروف ايضا ان المجمع يخبىء مفاجآت، ومن حكمه الشائعة "ان من يدخله بابا قد يخرج منه كاردينالا". ومع ذلك، فان المرشحين "الاقوياء" تجاوزوا الــ17 وهم من مختلف القارات. ايا يكن، ستكون المعركة بين المحافظين والانفتاحيين منهم، وفقا لخبراء، "والكفّة تميل الى الفريق الاول". واذا كان البابا ينسحب الى دير "ماتر اكليزيا" في حدائق الفاتيكان، "للدراسة والصلاة والكتابة"، فانه اعطى الكرادلة، باستقالته، اول "معلومة": ضرورة انتخاب شخص اصغر سنا مما كان عليه يوم انتخابه هو، اي في الـ78. ويترك لخلفه تحديات كثيرة، منها مطالب باصلاحات داخلية وملفات التثاقف والتحرش الجنسي وتمويل الفاتيكان واصلاح الادارة واضطهاد المسيحيين والعلاقة بمختلف الديانات وكل ما يتعلق بالاخلاقيات... مع دعوة واحدة: "تجديد فعلي للكنيسة".
(1) "معجم البابوات" لخوان داثيو- دار المشرق.
(2) www.vatican.va/archive/ENG1104/__P16.HTM

اعتقال أربعة أجانب في بنغازي الليبية للاشتباه في قيامهم بالتبشير

قوات أمن ليبية
لا تزال الحكومة الليبية تعتمد على الميليشيات في فرض الأمن
بي بي سي

أفاد مسؤول أمني ليبي بأن السلطات ألقت القبض على أربعة أجانب في مدينة بنغازي شرقي ليبيا للاشتباه في أنهم مبشرون مسيحيون ويطبعون كتبا عن المسيحية.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم جهاز الأمن الوقائي الليبي الحسين بن حميد قوله إن "الأجانب الأربعة اعتقلوا يوم الثلاثاء الماضي في دار للنشر حيث كانوا يطبعون آلاف الكتب التي تدعو إلى اعتناق المسيحية".
وقال بن حميد إن "الأجانب الأربعة الذين اعتقلهم جهاز الأمن الوقائي هم مصري وجنوب أفريقي وكوري وسويدي يحمل جواز سفر أمريكيا".
وأوضح المسؤول الأمني أن السلطات لا تزال تجري تحقيقات وإنه سيجري تسليم المشتبه فيهم إلى جهاز المخابرات الليبية في غضون يومين.
يذكر أن جهاز الأمن الوقائي أنشئ أثناء الثورة التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ويتألف من عدة كتائب للمعارضة المسلحة التي خاضت معارك ضد قوات القذافي.
ولم تفرض الحكومة المركزية بعد سلطتها على مجموعة كبيرة من الجماعات المسلحة التي لم تلق السلاح.
ولا تزال الحكومة تعتمد على بعض الميليشيات في توفير الأمن مع غياب مؤسسة مستقرة للأمن الوطني.

ما هي فرص وصول البطريرك الراعي إلى سدّة البابوية؟

ناجي س. البستاني - مقالات النشرة
منذ لحظة إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر إستقالته من منصبه، إعتباراً من الساعة الثامنة من مساء الثامن والعشرين من شباط الحالي، بدأت التكهّنات بشأن الخليفة المنتظر. وكثرت في لبنان التحاليل بشأن إمكان إنتخاب البطريرك مار بشاره بطرس الراعي "بابا" لروما! فما هي الفرص المساعدة وتلك غير المساعدة في وصول الكاردينال الراعي إلى سدّة الكرسي الرسولي في الفاتيكان؟
بالنسبة إلى الفئة المتفائلة إزاء هذا الموضوع فهي تستند إلى المعطيات الآتية:
أولاً: مسارعة الفاتيكان إلى تعيين البطريرك الراعي كاردينالاً في تشرين الثاني من العام الماضي، بعد فترة قصيرة من انتخابه بطريركاً لأنطاكيا وسائر المشرق، الأمر الذي شكّل سابقة في تاريخ الكنيسة المارونية لجهة وجود كاردينالين في وقت واحد، هما البطريركان بشاره الراعي ونصرالله صفير. وكذلك مسارعة الفاتيكان إلى تعيين الكاردينال الراعي في دوائر فاتيكانية عدّة، منها واحدة مخصّصة لدراسة وضع المسيحيّين في الشرق، وكل ذلك يصب في خانة دعم موقعه، ودعم مسيحيّي الشرق الأوسط عبره.
ثانياً: معرفة البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر بالبطريرك الراعي، والطلب منه شخصياً إعداد صلوات "درب الصليب" لهذا العام في روما، في خطوة مشابهة لطلب البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني من الكاردينال جوزف راتزينغر (البابا الحالي) إعداد صلوات "درب الصليب" في العام 2005، قبل أن يتوفّى ويتم إنتخاب الكاردينال راتزينغر خلفاً له في العام نفسه!
ثالثاً: حرص الفاتيكان على مسيحيّي الشرق الأوسط، والحؤول دون هجرتهم، مع التذكير أنّ زيارة الحبر الأعظم الراحل البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان في العام 1997، وإلى مصر في العام 2000، وإلى غيرها من دول الشرق الأوسط كانت تصبّ في هذا الإتجاه. وحرص البابا بنديكتوس السادس عشر على زيارة لبنان في أيلول من العام الماضي، على الرغم من المخاطر الأمنيّة. ولا ننسى تعيين ثلاثة كرادلة من الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية، وهم إضافة إلى البطريرك الراعي، وقبله البطريرك صفير، الكاردينال عمانوئيل دلي، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق، والكاردينال أنطون نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر.
في المقابل، وبالنسبة إلى الفئة المتشائمة إزاء فرص إنتخاب الكاردينال الراعي على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، فهي تستند إلى المعطيات الآتية:
أولاً: إنّ إنتخاب قداسة البابا الحالي المستقيل، جاءت بعد منافسة حامية مع الكاردينال الغاني بيتر كودو أبايا تركسون (64 عاماً)، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس السلام البابوي، والذي يتقن لغّات عدّة، ويتميّز بمرونة في التعاطي مع وسائل الإعلام مع تمتّعه بخلفيّة جيّدة للقضايا السياسية العالمية. وفرص هذا الأخير كبيرة جداً اليوم، للوصول إلى المركز الذي كان قريباً كثيراً منه سنة 2005، خاصة بعد كسر الحاجز العنصري المتمثّل بانتخاب شخص إفريقي ملوّن، في ضوء تجربة إنتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية لدورتين متتاليتين. كما أنّ من شأن انتخاب "بابا" من إفريقيا، أكان الكاردينال تركسون، أو المرشّح الثاني القوي من إفريقيا الكاردينال النيجيري فرانسيس أرينز (79 عاماً)، أن يشكّل بحد عينه تغييراً جوهرياً، قد يرضي مطالبي الكنيسة بالمباشرة بالتغيير وبمواكبة متطلّبات العصر الحالي.
ثانياً: الكثير من رجال الكنيسة اليوم يعتبرون أنّ مستقبل الكنيسة الكاثوليكية هو في أميركا الجنوبيّة وفي إفريقيا، حيث يستمرّ المؤمنون بالتكاثر وبممارسة الشعائر الدينيّة بشغف، وليس في أوروبا حيث تراجع حضور الكنيسة إلى أدنى مستوياتها منذ ألفي عام حتى اليوم!
ثالثاً: إذا كان يوجد ثلاثة كرادلة من الشرق الأوسط يحق لهم التصويت (الكاردينال الرابع صفير لا يحق له التصويت، باعتبار أنّه تجاوز السن القانوني لذلك والمحدد بسقف 80 عاماً بحسب شروط الفاتيكان) من أصل 120 كاردينالاً، فإنّ ربع مجمع الكرادلة يحملون الهويّة الإيطالية، ويوجد مرشّحين للمنصب من إيطاليا، وأبرزهم الكاردينال أنجيلو سكولا (70 سنة) الذي يتمتّع بشعبيّة واسعة بين الكرادلة والضليع بشؤون الحوار بين الأديان، وكذلك الكاردينال جيانفرانكو رافاسّي (70 سنة) الذي يتمتّع بثقافة عالية وبخبرة عميقة في الشؤون الكاثوليكية. كما يوجد مرشّحون من أميركا الجنوبيّة، حيث يتوزّع 42 % من مجمل كاثوليك العالم، في مقابل 25 % في القارة الأوروبيّة. ومن أبرزهم الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري (69 عاماً) الذي شغل مناصب دبلوماسية عدّة لصالح الفاتيكان، والكاردينال البرازيلي أوديلو شيرير (63 عاماً) اللاهوتي المعتدل. ومن بين الأسماء المطروحة بقوّة وجدّية في الدوائر الفاتيكانيّة أيضاً، الكاردينال الفرنسي-الكندي مارك أويلت (68 عاماً) والذي يتولّى منصباً مؤثّراً في الفاتيكان حالياً، حيث أنه رئيس مجمع الأساقفة. والأسماء المرشّحة الأخرى كثيرة ولا مجال لتعدادها كلّها.
رابعاً: إذا كان صحيحاً أنّ ملف إضطهاد وهجرة مسيحيّي الشرق الأوسط يهمّ الفاتيكان بشكل كبير، خاصة وأنّ هذه الأرض هي مهد السيّد المسيح، فإنّ الأصحّ أنّ ملفّات أخرى منوّعة تؤرق الدوائر الكنسيّة في عاصمة الكثلكة، وهي لا تقلّ أهمّية إطلاقاً، علماً أنّ الحديث عن مسيحيّي الشرق يخصّ نحو 20 مليون نسمة (أغلبيتهم غير كاثوليك)، من أصل 1.2 مليار كاثوليكي في العالم، طبعاً من دون إحتساب باقي المذاهب المسيحيّة! ومن بين الملفّات المهمّة المنوطة بالحبر الأعظم المقبل، العلاقات المسيحية الكاثوليكيّة مع كل من المسلمين واليهود وحتى مع الكنيسة الأنغليكانية وغيرها، وسبل جذب الشباب الناشئ إلى الكنيسة مجدّداً، وإلى حمل الديانة الكاثوليكية على مستوى الممارسة وليس بالإسم فقط، على سبيل المثال. ويضاف إلى ذلك، مسألة الضغوط التي تتعرّض لها الكنيسة من داخلها وخارجها، لإجراء إصلاحات جذريّة في كثير من المواضيع، ولإعتماد تغييرات في أسلوب التعاطي مع مسائل تحديد النسل، ومنع الحمل، والإجهاض، وكذلك مع مواضيع شائكة مثل دور المرأة في الكنيسة، والسماح بزواج الكهنة، وحتى زواج مثليّي الجنس. وعليها أيضاً مواجهة مشاكل الإتهامات التي يتعرّض لها بعض رجال الدين، إلى ما هناك من مواضيع أخرى.
وممّا تقدّم، لا تبدو فرص الكاردينال بشاره الراعي كبيرة في الوصول إلى أعلى منصب للكرسي الرسولي، كما تأمل كنائس الشرق الأوسط، علماً أنّ ما يهمّ هو أن تبقى قضيّة حماية مسيحيّي الشرق الأوسط محط إهتمام ومتابعة من قبل قداسة البابا المقبل، أياّ تكن جنسيّته وهويّته، في ظلّ كثرة الملفّات الشائكة التي ستلقى بين يديه!

بالصورة المهينة! صحيفة سعودية تسخر من البطريرك الراعي

نشرت صحيفة الوطن اونلاين السعودية كاريكاتوراً مهينة للمسيحيين ورموزهم الدينية بتبنيها رسماً من توقيع جهاد عورتاني يتناول به البطريرك الراعي ساخراً منه و مسيئاً إليه. اليكم التعليق


 

الإحتفال بعيد الحب غير مُحرم شرعاً/ الشيخ د. مصطفى راشد

وصلنا على  موقعنا على الإنترنت سؤال  يطلب الرأى والفتوى  من الأخ \ محمد حسن  ، وكذا من الأخت \ زينب حجازى  ، وفيه يسأل كل منهما عن مدى مشروعية الإحتفال بعيد الحب  وهل يأثم من يحتفل به أم لا   ؟
وللرد على هذا السؤال : -
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله  لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------    اما بعد
فعيد الحب  هو مناسبة يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام. وفي الأخص في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية  ثم أصبح هذا اليوم من الأيام التى تحتفل به جميع دول العالم المتحضر تقريبا ، ولو بصورة رمزية وغير رسمية،و يعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم ولأهلهم والأبناء لأبائهم  والأصدقاء لأصدقائهم  ومن هم على خصام ليعود الصلح ، كما أن هذا اليوم أصبح رمزاً لتذكير الناس  بأعظم الصفات والحواس التى خلقها الله جل وعلى  وهى حاسة الحب ، الذى هو من أكبر صفات الله ، ولأن الله أحب الإنسان فقد خلق آدم وحواء  وخلق بداخلهم الحب  ليعمرا الأرض ، لأن الحب أسمى صفات الكون ، وهو الفارق بين الخير والشر  بين الصالح والطالح  وبين من هو ذو ضمير ومن هو منعدم الضمير ، والحب علامة تفرق بين الرقى والطهر الإنسانى ، وبين السلوك الحيوانى المتوحش الدموى ، والملائكة لاتعرف الشر بل تعرف الحب  ، أما الشيطان فلا يعرف الحب بل يعرف الشر فقط وليس  الحب من صفاته ولا يرغب فى معرفته ، فالحب أكبر عدو للشيطان يؤرقه  ويهزم رغباته الدموية الإجرامية  الدنيئة   .
وقد تكلمت آيات القرآن الكريم عن الحب  ،عندما ذكرته بمعنى المودة  كما ورد فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية 82 (  لتجدنَ أشد الناس عداوةً للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدنَ أقربهم مودةً للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون )) ص ق
وايضا فى سورة الروم آية 21 قوله تعالى  (ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ص ق 
وكما ورد ايضا فى سورة هود آية 90 قوله تعالى  ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ان ربي رحيم ودود  ) ص ق –  وودود  هنا بمعنى محب  .
وايضا طلب الله منا أن نحب كل البشر  عندما أمرنا بمودة القربى  والقربى تجمع كل بنى البشر لإنتمائهم لأب واحد وأم واحدةً  ادم وحواء ، كما ورد فى الآية 23 من سورة الشورى  حيث قال تعالى  (  ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات قل لا أسالكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) ص ق 
كما أمرنا الله  وطلب منا بتغيير العداوة إلى محبة ،  كما ورد فى الآية 7   من  سورة الممتحنة  قوله تعالى  (  عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ) ص ق 
كما أعلن الله عن نفسه بأنه غفور محب  فى الآية 14 من سورة البروج بقوله تعالى    (  وهو الغفور الودود ) ص ق  هذا وغيرها من الآيات التى لا يتسع المجال لذكرها ، -----                  مما يوضح الرأى والفتوى عندنا بأن الإحتفال بعيد الحب غير مُحرم شرعاً ، بل نحن مدعون ومأمورون بالحب والنقاء والطهر   لكل البشرعلى وجه الأرض بأمر السماء ، لأن الحب يسمو بأخلاق البشر  ، ومن يقول بغير ذلك فهو عدو للسماء ويسعى للفساد وهم من أعوان الشيطان ولن يرو رحمة السماء  ، وللأسف  هؤلاء يرفضون عيد الحب  فقط لأن موعده  بدأ بذكرى وتخليد الشهيد القديس فالنتين  وهو سبب يوضح أن رافضى عيد الحب مرضى بالتعصب الأعمى  لدرجة جعلتهم  يرفضون  ويغيرون من تعاليم الله لهذا السبب  .
هذا وعلى الله قصد السبيل والإبتغاء
الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com

البابا الذي قتلوه بدق مسمار في رأسه لأنه تجرأ واستقال

جمجمة البابا المستقيل بعد فحصهاجمجمة البابا المستقيل بعد فحصها
العربية ـ لندن - كمال قبيسي

قبل 7 قرون حدث زلزال كبير في الفاتيكان، من دون ضحايا ولا تسونامي ولا أي خراب في المباني والممتلكات، لكنه ما زال إلى الآن مسبباً للحرج والحيرة في إحدى أصغر الدول وأكثرها غموضاً في العالم، وهو قيام أحد البابوات بتقديم استقالته فجأة، وهو ما لم يفعله سواه لا قبله ولا بعده، سوى من أعلنوا اليوم الاثنين عن استقالته، وهو الألماني بنديكت السادس عشر.

السبب في الزلزال أن البابا، وهي كلمة مستمدة من اليونانية وتعني الأب، هو بالمفهوم الكنسي معصوم عن الخطأ، وهو أيضاً نائب المسيح وخليفة القديس بطرس ورئيس الفاتيكان وخادم سدنة الرب وبطريرك الغرب وأسقف روما، ومنصبه مقرر من المسيح سلفاً.
البابا سلستينو كما رسموه
البابا سلستينو كما رسموه
لكن سلستينو الخامس فعلها بعد انتخابه في يوليو/تموز 1284 بحوالي 6 أشهر واستقال "لاكتشافه أمراء وعناصر كنسيين يتآمرون على حياته"، وفق رواية رسمية للفاتيكان، لم تقنع أحداً ولم تشف غضب معاصريه، أو تخفف مما ألم بهم من سخط واستغراب، طبقاً لما راجعته "العربية.نت" عن تاريخ البابا المستقيل.

وبين الساخطين عليه هو معاصره ذلك الزمان، شاعر إيطاليا الأكبر دانتي ألليغيري، والذي وضعه بين سكان الجحيم في ملحمته "جحيم دانتي" لشدة ما اغتاظ من استقالته التي خيبت الآمال وهزت الإيمان، ودفعت به هو نفسه لأن يعيش بعد الاستقالة منعزلاً "حتى وفاته بالتهاب في منتصف 1296 وحيداً"، بحسب ما يكتبون.

لكن باحثيْن لاهوتيين، من مسقط رأسه في مدينة "كيلا" الإيطالية، اكتشفا قبل 15 سنة ما يناقض الرواية الرسمية تماماً، حين أجريا فحصاً بأشعة أكس وغيرها على جمجمة الرجل الذي تم تطويبه قديساً بعد 17 سنة من وفاته.

عثروا في جمجمته على ثقب "اتضح من الاختبارات أنه من مسمار، أو ما شابه، دقه مجهول في رأسه"، وفق ما شرحه الباحثان، الأب دي ماتيس والأب كيرينو سالوموني، رئيس مركز الدراسات اللاهوتية في المدينة.

وقال الباحثان في كتاب ضخم أصدراه بعنوان "الاستقالة المزعومة" واطلعت "العربية.نت" على ملخص عنه، إن سلستينو الخامس لم يعش منعزلاً في صومعة بعد استقالته "بل قتل بمسمار دقه أحدهم في جبينه وهو نائم داخل سجن انفرادي زجه فيه بونيفاسيو الثالث عشر، المسؤول الأول عن الاستقالة".

ولم يكن بونيفاسيو الثالث عشر سوى من انتخبوه خليفة للبابا المستقيل، والشهير بنظرية غريبة تقول إن منصب البابوية هو "قوة كونية منذ الأزل"، وإن من يمس أملاك الكنيسة "يجب تدميره على الأرض، كما في السماء" كما قال.

ولأنه كان من أصحاب هذا الاعتقاد اقتحمت بلدة "أنياني" الإيطالية قوة من الجيش الفرنسي حين كان هناك، وزجته في السجن 3 أيام، ومن بعدها نقلوه إلى سجن في روما، ووراء قضبان زنزانة انفرادية مات بعمر 86 سنة منذ 7 قرون، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم لم يحمل أي بابا اسم سلستينو أبداً، ومن الصعب أن يحمله أي بابا في المستقبل أيضاً.

المطران مار باوي سورو يحاضر في كـنيسة مار توما الرسـول في سـدني

القـسم الأول من محاضرة المطران مار باوي سـورو الكـلي الوقار في كـنيسة مار توما  الرسـول في سـدني بتأريخ 16 / 9 / 2012
نمشي وراء المسيح ، وليس وراء مَن يغـير تعاليم المسيح !
لماذا إلـتحـقـتُ بالكـنيسة الكاثـوليكـية للكـلـدان ؟
كـتابة : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
بـدأ سـيادة المطـران باوي سـورو الموقـر بالتحـية والشكـر قائلاً : من المؤكـد أن هـذا الـيوم هـو خاص بالنسبة لي وأنا قادم عـنـدكم هـنا في كـنيسة مار توما الرسول في سـدني وعـنـد سـيدنا مار جـبرائيل كـساب أخ عـزيز لي وأشكـره عـلى إتاحة هـذه الفـرصة للـتـكـلم وأنا ألـتـقي مع جـميعـكم كإخـواني وأخـواتي من أبناء شعـبي وأشكـركم جـميعاً عـلى هـذه التـكـريم .
موضوع محاضرتي هـو أن أتـكـلم لمدة نـصف ساعة بمناسبة مرور خـمس سـنوات عـلى دخـول جـماعة منا في إتحاد مع الكـنيسة الكاثـوليكـية الـكـلـدانية ،  ويسرني أن أبـدأ بـموضوعي الأول (1)- هـل الإتحاد هـو تركٌ للأصالة أم تـدبـير لـبـيت الأب ؟ والشيء الـثاني (2)- سيكـون عـن فـوائـد ومكافآت هـذا الإتحاد ، ما هي التحـدّيات والعـوائق ، لأنه بالفـعـل فـيه فـوائـد ومصاعـب ! أما الفـقـرة الـثالـثة (3)- هي بعـض إقـتـراحاتي إلى الآثـوريّـين والـكـلـدانيّـين كإبن أو كـشخـص أو كـكاهـن أو كـشماس أو كـمطـران أو كـواحـد منكم وجـميعـنا لـنا الحـق في أن نـقـترح ونـناقـش في بـيت الأب وأنا أيضاً عـنـدي هـذه الفـرصة وهـذا الحـق .
 (1) 
هـل أنَّ فـكـرة الإتحاد مع الكـنيسة الكـلـدانية
هي تركٌ لأصالـتـنا أم هي تـدبـير لـبـيت الأب
وهـنا شرعَ سـيادته بتـقـديم محاضرته القـيِّمة والمركـَّـزة فـقال : دخـولـنا في الكـنيسة الكاثـولـيكـية الكـلـدانية هـل هـو تخلـّي عـن الأصالة أم هـو رجـوع إلى بـيت الأب والأم ؟ يعـجـبني أن أعـلق وأبـيِّـن لكم ما هـو تـفـكـيرنا بهـذا الشأن .
أولاً إن كـنيسة المشرق قـبل المسيح هي مؤسّـسة أو جـماعة من الناس مهـمة جـداً في تأريخ الإنسانية خـرج منها أناسٌ تأريخـيّـون مهـمّون أولهم أبونا إبراهـيم ومنه خـرجـتْ الأسـباط والـديانات ، جاء أبونا إبراهـيم من أور التي عُـرفـَـتْ بأور الـكـلـدانيّـين وذهـب إلى نهـر الـفـرات وجاء بعـده العـبرانيّـون ، وإنَّ ثـقافـته نابعة من ثـقافـتـنا وتراثـنا ومن جـماعـتـنا ( أرض أجـدادنا ــ الكاتب ) . 
ثانياً إنّ كـثيراً من أنبـياء وكـتبة العـهـد الـقـديم الـذين عاشـوا أو ذكِـروا في الكـتاب المقـدس كانوا في بابل ونينوى من عـنـدنا مثل دانيال عـزرا نحـميا يونان حـباقـوق ناحـوم والـذين دعاهم يسوع بنـفـسه ووجَّـههم وتـكـلم عـنهم ، وأنا أذكـرهم لسبب معـين .
ثالثاً البابليون مرة ، ومرة أخـرى الآثـوريـون ذهـبوا من بـيث نهـرين إلى فـلسطـين وأتـوا بعـشرة أسباط اليهـود إلى مناطـقـنا ( السبي البابلي ) وفي فـتـرة ولعـدة قـرون كان عـدد الـيهـود في بـيث نهـرين أكـثـر من مجـموع الـيهـود المنـتـشرين في العالم أجـمع ، في منـطـقة محـصورة بـين شمال وجـنوب بغـداد ، ودجـلة والفـرات في منطقة تسمى بالإنـﮔـليزية (  Pure Lineage = ذرّية نـقـية )  ولمدة 500  سـنة قـبل المسيح وإلى 500  سـنة بعـد المسيح ، صانـوا أصالـتهم الـنـقـية فـلم يتـزوّجـوا من غـير الـيهـود لمدة ألف عام ولهـذا فإن أمراضاً وراثية كـثـرتْ بـينهم لأن بعـض الـيهـود المتـزمتين لم يخالـطـوا دماء وجـينات شعـوب أخـرى .
 رابعاً  يسوع وتلامـذته أتـوا من هـذه الـثـقافة ومن هـذه الـتـوراة ومن اليهود ومن أبونا إبراهـيم ، كانوا قـد خـرجـوا من عـنـدنا وهُم نماذج لـنا ونـفهم ما الـذي تكـلمـوا وبماذا عـلـَّـموا . ونحـن سـكان بـيث نهـرين نسمي أنـفـسـنا الـيوم آثـوريّـين وكـلـدانيّـين وارثـو هـذه الحـضارة ولهـذا فإن الجـماعة الأولى التي فـهـمَتْ إنجـيل الرب كانـوا شعـبنا ، وإنّ أحـد الأسباب هـو أنَّ يسوع تـكـلم بلغـتـنا وحـين أتى تلامـذته مار توما ومار أدّاي ومار ماري صاروا يكـرزون بإنجـيل يسوع بذات المفـهـوم ، وقام يسوع من بـين الأموات ونحـن فـهـمنا وقـبلنا وإحـتـضنا هـذه الكـرازة من كـل قـلبنا .
إنَّ فـهمَنا هـذا نجـده الـيوم في طخـسنا وقـوانينـنا وصلواتـنا وكـتبنا وحُـذرتـنا وآبائـنا وكـلما قـرأنا وبحـثـنا وتـفـحَّـصنا فإنه يظهر أمامنا جـلياً عـلى السطح أكـثر ، وأريـد أن أعـطيكم مثالاً واحـداً عـلى هـذا الكلام وهـو الأساس الذي إتـخـذه مار توما وبنى عـليه هـذه الـبناية ( الكـنيسة ـ الكاتب ) وكـل ثـقـلها يستـنـد عـليه وهـو أحـد الأسس الرصينة لـلمسيحـية !  إنه سـطـر واحـد قاله المسيح لـشمعـون كـيـﭙا ، لـﭙـطـرس ، مكـتوب في إنجـيل مار متى 16 : 18(( أنت الـصخـرة وعـلى هـذه الـصخـرة أبني بـيعـتي ... )) .
إن يسوع بلغـته ولغـتـنا الآرامية دعى شمعـون ( صخـرة ) وقال : وعـليكَ يا صخـرة أبني كـنيستي ! ومثـلما كان هـذا الـتعـبـير يعـني في فـكـر يسوع هـكـذا فـهمها شمعـون ، وفـهمها كل الذين وصل إليهم الإنجـيل بهـذه اللغة الآرامية ، ولكـن حـينما تـُـرجـِمَ هـذا السطر إلى اللغة الـيونانية حـصل الـتحـريف !!!  ( ومع الأسف إنحـرف المعـنى ــ الكاتب ) ومن بعـد ذلك تـُـرجـِمَـتْ هـذه العـبارة من اليونانية إلى لغات أخـرى فإن جـميع المفاهـيم بالتبعـية صارت محـرّفة ومغـلوطة ولهـذا يوجـد الـيوم سـوء فهم لهـذا السطر . 

NOTE: in Greek  ........... Πέτρος = PETROS = (  ﭙـطـرس  )
فـقـول الرب : أنت ﭙـطرس !  تـُـرجـِمَ إلى اللغة الـيونانية كـما يلي ( أنت ﭙـِتـروس وعـلى هـذا الـ ﭙـيتـرا أبني كـنيستي !  ) فـحـدث تميـيز بـين إسم ﭙـطرس الشخـصي ..... والصخـرة ... وكأنهما شخـصان أو شيئان مختـلفان ، وحـين تـُرجـِمَ من اللغة اليونانية إلى الإنـﮔـليـزية حـدث الشيء نـفـسه
( You are PETER and upon this ROCK I build my church )
ويـبـدو كأن ﭙـطـرس مفـصول عـن الصخـرة ، ولـكـنـنا نحـن في كـنيسة المشرق مستحـيل !! نعـرف أن ﭙـطـرس والصخـرة شيء واحـد ، شمعـون الصخـرة وعـلى الصخـرة ذاتها بُـنِـيتْ الكـنيسة .
  تـذكـَّـروا أني أمضيتُ معـظم سنين حـياتي كـعـضو في كـنيسة هي اليوم خارج الكـنيسة الكاثـوليكـية ، وبالضبط كـنيسة المشرق الآثـورية ، وفي السنين الأخـيرة ما كانـوا يقـولون ( أنت الـصخـرة وعـلى هـذه الـصخـرة أبني بـيعـتي )  وتوقـفـوا عـن إستخـدام إسم ـ كـيـﭙا ـ فـكانـوا يستخـدمون كـلمة ــ شـوعا ــ والتي تعـني صخـرة ، كي لا تكـون مرادفة للـتعـريف الوارد في اللغة الآرامية التي تكـلم بها المسيح لمّا عـيَّن شمعـون كـيـﭙا لهـذه المهمة ، ولهـذا فإن أي واحـد حـين لم يفـهم ذلك ، ذهـبَ إلى الإنعـزالية لأنه لا يمكـنه أن يقـول أنَّ شمعـون كـيـﭙا هـو نـفـس الـ كـيـﭙا الـذي عـليه أسّـس المسيح كـنيسته ، وإذا قالها !! يتـطـلب منه أنْ يقـبل بشمعـون كـيـﭙا ومَن جاء بعـده ، ويقـبل بالـﭙاﭙا ويكـون كاثـوليكـياً ، لـذا فالآخـرون أصبحـوا هـكـذا رويـداً رويـداً يَحـيَون بالإنعـزالية .
ولسوء الحـظ فإني أنا وجـماعـتي الآثوريّـين كانـوا خارج هـذه الشراكة كـباقي400  مليون أورثـوذكس وقـرابة500  مليون ﭙـروتستانـت موجـودين في العالم ، وهـذا الشيء جـعـلني دائماً أفـكـر به إلى أنْ أتيتُ بنـفـسي وبحـثـتُ طخـسي وتراثي وآبائي والإنجـيل والسنهادس وكـل القـوانين الكـنسية إكـتشـفـتُ أكـثر من مائة !!!  مائة وثيقة إثباتات لهـذا السطـر ويتـواجـد في كـل تراث آبائي . إنها حـقاً مسألة بـسيطة وصار الإحـتمال كـبـيراً ومباشـراً كي أرى وأفهم وأصل ، لماذا ؟ لأنَّ مار يابالاها ـ مار باوي ـ مار إيشوعـياب الصوباوي ـ مار طيماثيوس ـ مار يوحـنان سولاقا ـ وآباءاً كـثيرين لم تكـن لـديهم أية مشكـلة أن ينـطـقـوا ويقـولوا : (( حـين نـرى شمعـون كـيـﭙا أو أسقـف روما ، نعـرف أنّ هـذا الشخـص ومنـذ بداية المسيحـية وإلى الآن هـو الصخـرة التي تكلم يسوع عـنه )) لماذا ؟ لأنهم كانوا يـدركـون هـذه الـتعـاليم ، ولأنـنا نحـن أصحاب تلك الحـضارة التي تكـلم بها المسيح .
لـذا فإن كـوني وقـبولي أن أكـون كاثـولـيكـياً ! ومتى حـدث ؟ حـدث حـين قـلتُ ( أنت هـو الصخـرة وعـلى هـذه الصخـرة بنى المسيح كـنيسته ) فحـين نعـترف هـذا الإعـتـراف ، وأنا من جانبي قـبلتُ كـشخـص والمجـموعة التي جاءتْ معـنا إلى حـركة الإتحاد ودخـلـنا ! لم نكـن نلغي أو نـتجـرّد عـن أصالـتـنا بل بالعـكس كـنا بعـيـدين عـن أصالة آبائـنا ، وأن تلك الوثائق المائة التي شاهـدناها كـنا نعـرفـها ونرفـضها ، أما الآن فـقـد قـبلـناها ورجـعـنا مرة أخـرى إلى الكـنيسة الأم وإشتـركـنا مع كـنيسة إخـوانـنا الكـلـدانيّـين .
تابعـوا الموضوع الـثاني من محاضرة سـيادته .....

البابا بنيديكت السادس عشر يعتزم الاستقالة نهاية الشهر

 
بي بي سي
 
أعلن البابا بنيديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، عن استقالته من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وقال البابا البالغ من العمر 85 عاما، في اجتماع اليوم، إنه سيترك الفاتيكان نهاية الشهر الجاري.
وكان البابا بنيديكت قد أصبح على رأس الكنيسة الكاثوليكية في عام 2005 بعد وفاة البابا يوحنا بولص الثاني. وكان اسمه آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر ويبلغ من العمر 78 سنة.
وقبل توليه البابوية كان عضوا في كلية الكرادلة. وعمل أسقفا لمدينة ميونيخ قبل انتقاله إلى روما في عام 1981.
ومنذ ذلك الوقت، كان أحد أقرب مستشاري البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وكان مشرفا على الهيئة المنوطة بمراقبة نقاء العقيدة على مدى 20 عاما.
يذكر أن الاستقالات من الكرسي البابوي عبر التاريخ موجودة، لكن هذه الاستقالة ستكون الأولى من نوعها في العصر الحديث.
وتولى البابا بنديكيت السادس مهامه في وقت كانت فيه الكنيسية الكاثوليكية تواجه واحدة من أشد الأزمات وهي فضيحة التحرش الجنسي بأطفال من قبل بعض القساوسة.

الراعي من دمشق: الاصلاحات لازمة لكنها لا تفرض من الخارج بل تتم بالحوار

النشرة

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن زيارته الى سوريا هي "زيارة خاطفة لكنها تحمل كل دلالاتها في الصلاة"، قائلا "منذ زمن اتمنى ان نصل لهذه الارض وان نصلي معها. نحمل ابرشيتينا في حلب واللاذقية واحيي مطرانيها مع كهنتها والمؤمنين. انها زيارة لكل الكنائس الشقيقة في سوريا".
وفي عظته في القداس الالهي الذي ترأسه في كنيسة مار أنطونيوس في باب توما في دمشق، دعا البطريرك "الله ان يفيض كل خير وبركة ونعمة وان يلهم ضمائر المسؤولين المحليين والدوليين لوضع حد لدوامة العنف والحرب في سوريا وعلى احلال السلام بالتافاهم والحوار في المواضيع الخلافية. نسأل الرب بحق كل الدموع والمهجرين والذين يبكون ويتألمون ان يجعل الامهم الام مخاض من اجل ولادة جديدة وانسان جديد ومجتمع جديد ودولة جديدة تحمل القيم التي يرغبها شعبنا الطيب".
واشار الى "حياة سوريا الجريحة والمتألمة حيث العنف والارهاب والقتل والتدمير والتهجير"، وقال: كفى لكل من يمارسون كل هذه المآسي، وكفى للعنف والتدمير وكفى لتهدير المواطنين الامنين ولاذكاء الحرب والقتل والدمار من أي جهة اتى.
وشدد على أن "الاصلاحات لازمة في كل مكان ودولة ووطن وهي لازمة في كل انسان لكن الاصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج، بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد"، معتبرا ان "الاصلاحات تتم بالحوار والتعاون والتفاهم، وهذا ما ندعو اليه"، مشيرا الى انه "ان كان هناك من دور للاسرة الدولية، فليكن في هذا الاتجاه".
وهنأ المصلين بعيد القديس مارون، قائلا "نصلي من أجل السلام في هذه المدينة وفي كل سوريا ولبنان".

البطريرك الراعي من طرابلس: لنعيدُ إلى مجتمعاتِنا القيمَ الروحيةَ والأخلاقيةَ والإنسانية؛ وننشرُ ثقافةَ الأخوّةِ والشَّركة والمحبة



الغربة ـ فريد بو فرنسيس 

لمناسبة عيد القديس مارون، تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنيسة مار مارون في طرابلس، بدعوة مشتركة بين رعية مار مارون وراعي الابرشية المطران جورج بو جوده، شارك في الذبيحة الالهية الى جانب البطريرك الراعي، راعي الابرشية المطران جورج بو جوده،  والمطارنة فرنسيس البيسري، منير خيرالله، حنا علوان، ومطانيوس الخوري، امين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس، والمونسنيور جوزيف بواري، والمونسنيور نبيه معوض، ولفيف من كهنة الابرشية المنتشرة في اقضية طرابلس، زغرتا، الكورة، الضنية، وعكار. بمشاركة الارشمندريت يوحنا بطش ممثلا متروبوليت طرابلس والكورة للروم الاتوذوكس المطران افرام كرياكوس. حضر القداس وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، والوزراء محمد الصفدي، فيصل كرامي، النواب: سامر سعاده، سمير الجسر، خضر حبيب، احمد فتفت، روبير فاضل، النواب السابقون: جهاد الصند، مصطفى علوش، جواد بولس، قيصر معوض، محمود كبو، عبد المجيد الرافعي، طوني ماروني ممثلا وزير الطاقة جبران باسيل، الوزير السابق جان عبيد، العميد مروان حلاوة ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد فواز متري ممثلا اللواء اشرف ريفي، العميد جوزيف عبيد ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد فؤاد خوري ممثلا قائد الدرك العميد جوزيف دويهي، قاضي التحقيق الاول في الشمال رفول البستاني، طلال الدويهي ممثلا الرابطة المارونية، شارل حاج ممثلا مؤسسة الانتشار الماروني، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات شمالية، ونقباء المهن الحرة وعمداء الجامعات، وسفراء، وقائمقامين، رئيس مجلس اردارة مرفا طرابلس السابق انطوان حبيب. 
 في بداية القداس القى خادم رعية مار مارون المونسنيور نبيه معوض كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي وقال :  صاحب الغبطة والنيافة، لقد شئتم أن تحتفلوا معنا الليلة بالذبيحة الإلهية عشية عيد شفيع الكنيسة المارونية القديس مارون الذي ترك أهله وعشيرته واعتنق المشورات الإنجيلية، فجمع في شخصه غنى الحكمة وخلق خطاً قوامه الشهادة الحية،حملها شعبه الرهباني إلى أودية لبنان وجباله. مضت قرون ولا يزال خط مارون يسيّر الكنيسة المارونية وسط العواصف والتشرذم والتفكك، مذكّراً إياها بأن دعوتها الأساسية هي الصليب، وفي رفضها له خيانة لدعوتها ومبررات وجودها. وما الرفاهية والسير وراء السلطة بغية اعلان شأن المارونية السياسي والسلطوي على حساب الجلجلة إلا خدعة إلى الموت الحقيقي". والكنيسة المارونية التي أعطت شربل ورفقا والحرديني ، وساسها بطاركة عظام كالمكرم اسطفان الدويهي ومار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره، ويتربع على كرسيها اليوم مار بشاره بطرس الراعي، الكلي الطوبى، فلا خوف على هذه الكنيسة. وطالما أن الكنيسة المارونية بخير، فلبنان بألف خير".
اضاف المونسنيور معوض :" نحن أمناء على إرث كبير غال لا يثمّن ، نحن أمناء على خمسة عشر قرناً من القداسة والبطولة والكفاح . نحن أمناء على حضارة وتراث ملء التاريخ . هذا الإرث هو لنا جميعاً والحفاظ عليه مطلوب منا جميعاً ، كل من موقعه ، وكل بحسب قدراته ، وعظمتنا تكمن في الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال . وللحفاظ على هذا الإرث يحتاج الموارنة اليوم إلى وقفة وموقف وقرار . وقفة فيها عين على الماضي وعين على المستقبل ، عودة إلى الجذور وأخذ العبر من عظمة الأسلاف ، وتطلّع إلى المستقبل لبعث النهضة برجاء وأمل. أما الموقف فيكون أولا برفض الإحباط والإنهزامية ، وثانياً بالإمتلاء من الذات ، وثالثاً باستمداد القوة من الذي يقوّينا".
وتابع المونسنيور معوض :"صاحب الغبطة والنيافة ، خدمتكم الأمينة لها ينبوعها : طيبة وجودة في النفس، مودة من نوع الرباط الخفي الذي يشد الأشخاص وحتى إلى الأشياء من حولك . لقد عشت المودة أينما وجدت، رضى وامتثالاً ، بساطة وسهولة في العيش، فثمة قلب لا يعرف التحفظ ولا الحذر ولا الكدر. هذه هي سمة النفوس الصفية التي يختارها الله فتركن إليه وتكتفي به؛ طيبة في القلب، عفوية وإنفة وصراحة ساطعة على محياك، ناضحة على لسانك، لم تخف يوماً رأيك وخيارك ، أعجبتَ أم لم تعجَب. لم تعرف الأنانية والحقد والحسد ، ولم تجز السيئة بسيئة، فطبعك سموح خيّر، مراسك واضح وسهل في أي مجال أُفسح أمامك ، منفتح على الآخر وتحترم رأيه ، وكأني بك تقول مع المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم :"يجب أن يمتد احترامنا إلى كل الذين يفكرون ويعملون بطريقة مغايرة لنا، إن في القضايا الإجتماعية وإن في القضايا السياسية أو الدينية . وبقدر ما نجتهد في تفهم نظرياتهم تفهماً داخلياً مطبوعاً بالحق والتودد ، يسهل حينئذ الحوار معهم " ( فرح ورجاء عدد 8 ).
وقال المونسنيور معوض :" صاحب النيافة، باسمي وبإسم الخوري جوزيف فرح معاوني في خدمة هذه الرعية ، نكرر شكرنا لغبطتكم  لهذه الزيارة الراعوية  والتي تكللت بدعم وجهود صاحب السيادة المطران جورج بو جوده السامي الاحترام ، والذي لا يترك مناسبة إلا ويرفع الصوت عالياً مذكراً بأن هذه المدينة هي مدينتنا ولن نتخلى عنها وقد دفعنا الثمن غالياً للحفاظ على تنوعها الديني والمذهبي وعلى العيش المشترك فيها. فأحد أسلافكم العظام البطريرك جبرايل حجولا قداستشهد فيها بطريقة بشعة في بداية القرن الرابع عشر ايام المماليك،  فهل يُعقل أن نتجاهله فننسى تاريخنا ؟ وما معنى وجودنا من دون أخوتنا من الديانات الأخرى ؟ فبدونهم لا مبرر لهذا الوجود . فكل منا يغني الآخر بثقافته وتراثه وتقاليده ، وفينا جميعاً يغتني لبنان".
وختم المونسنيور معوض قائلا :" نحن كموارنة لا يمكن أن نعي تاريخنا إلا كتاريخ تجدد بالروح وشهادة للمحبة وإنفتاح على الآخرين مع التمسك بالأصالة والحفاظ على الهوية. وكما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني :" وبما أن الله الآب هو مبدأ جميع البشر وغايتهم ، فكلنا مدعوون إلى أن نكون أخوة وبما أن مصيرنا هو الدعوة الإلهية الواحدة نفسها، نستطيع بل يجب أن نتعاون ، مبتعدين عن العنف والأفكار المبطّنة لنبني العالم على أساس السلام الحق "(فرح ورجاء عدد 92) عشتم يا صاحب الغبطة والنيافة ، عاشت الكنيسة المارونية وعاش لبنان".

من ثم بدا القداس الذي خدمته جوقة مار مارون بقيادة الاستاذ نديم معوض، وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة قال فيها :" 
"حبّة الحنطة، إنْ وَقَعَتْ في الأرض وماتَتْ، أَتَتْ بثمرٍ كثير"
                                                              (يو12: 24)
   1. شبَّهَ الربُّ يسوعُ موتَه وقيامتَه بحبّة الحنطة. هكذا عرَّف بنفسِه، عندما جاء بعضُ اليونانيّين يتوسّطون الرسلَ ليرَوه، يومَ دخولِه الأخير إلى أورشليم، قبلَ الآلام والموت بخمسة أيام. فبموتِه على جبل الجلجلة، وبقيامتِه في اليومِ الثالث، وُلدت الكنيسةُ والبشريةُ الجديدة. من أجلِ إدراكِ هذا السرِّ العظيم، شبَّهه "بحبة الحنطة، التي إن وقَعَتْ في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير(يو12: 24)؛ وجعل من هذا التَّشبيهِ نهجاً في الحياة البشريّة عامّةً وفي الحياةِ المسيحيّة بخاصّة.
   2. يسعدُنا أن نلبي دعوة اخينا المطران جورج بو جوده، رئيس اساقفة طرابلس، ونحتفلَ معكم بعيدِ أبينا القديس مارون، أبي كنيستِنا المارونية وشفيعِ مدينة طرابلس والأبرشيّة، رافعينَ هذه الذبيحةَ المقدّسة على نيّتِكم جميعًا. نُصلِّي من أجلِ الأبرشيّة، من أجل مطرانِها وكهنتِها ورهبانِها وراهباتِها وسائرِ مؤمنيها ومؤمناتِها، لكي يفيضَ الله عليكم، بشفاعةِ القديس مارون، كلَّ خيرٍ ونعمة لتقديسِ الذات ولازدهار الأبرشية وحسنِ القيام برسالتِها في محافظتَي الشمال وعكار. ونصلِّي من اجل مدينة طرابلس، لكي تَنعمَ بالأمنِ والسلام، وتحافظَ على ميزتِها الحضاريّة في العيشِ معًا بانفتاح ورُقيّ، بعيدًا عن النزاعِ والتفرقة والعنف. ولئن اضطرتنا احداث مؤلمة على تأجيل زيارتها المطوّلة لجميع مكوناتها، فان طرابلس واهلها في قلبنا وصلاتنا ومحبتنا. وجئنا اليوم، بمناسبة عيد القديس مارون، وعيده وطني جامع لكل اللبنانيين، لكي نؤكد تقديرنا للمدينة وشعبها.
   إننا نُحيّي قادتَها الروحيِّين والسياسيِّين والإداريِّين والعسكريِّين والتربويِّين، في ما يبذلون من جهودٍ ومساعٍ لحفظ الفيحاء، عاصمةِ الشمال، مساحةَ سلامٍ وتلاقٍ وحوار، ولاستلهامِ تاريخِها المجيد وإعادةِ إحيائه، والسَّيرِ به نحو مستقبلٍ أفضل وأكثر إشعاعًا.
ونوجّه تحية خالصة الى الاخ والصديق مفتي المدينة سماحة الشيخ مالك الشعّار، راجين رجوعه الينا بخير وسلامة، لنواصل السعي المشترك الى شدّ اواصر الشركة والمحبة.
   3. سلكَ القدِّيس مارون نهجَ يسوع المسيح، المائتِ والقائمِ من الموت، نهجَ حبَّة الحنطة. عاش مارون، الكاهنُ الناسك، بينَ أنطاكيه وحلب، في منطقةِ قورش. قضى حياته مائتًا عن ذاتِه وعن العالم ومغرياتِه. فتكوكبت من حولِه جمهرةٌ من التلاميذ، الذين اقتفَوا نهجَه الروحي، وشكَّلوا بستاناً من الكرمات الروحية. عاش حياةً نسكيّةً في العراء على أنقاضِ هيكلٍ وثني، فراشُه الأرض وسقفُه السماء، في القسم الثاني من القرن الرابع وحتّى بدايةِ الخامس، وانتقل من غربةِ الدنيا إلى مجدِ السماء سنة 410.
   إنّه ينتمي إلى التراثِ الانطاكي السرياني، المميَّز بروحانيَّةِ سرِّ المسيح، ابنِ الله المتجسِّد وفادي الجنسِ البشري، وبدعوةِ مريم والدةِ الإله وشريكةِ الفداء، المُصغيةِ الدائمة لكلامِ الله، تقبلُه في قلبها، كما تقبلُ الأرضُ الطَيِّبة حبّة الحنطة، وتعيشُ بمقتضاه وتُثمر. فكانت مرآةَ الحياة المسيحية والإنسانية. وكانت ثمرتها الأولى يسوع المسيح التاريخي، وثمرتها الثانية المسيح السرّي أو الكلّيّ الذي هو الكنيسة، جسد المسيح. وهكذا أصبحَ نهجُ حبّة الحنطة ميزةَ المسيحيّين.
   4. كتب سيرةَ القديس مارون، العلاّمةُ تيودوريطس مطرانُ القورشيّة. ولئن لم يعايشْه، فقد عرفَه بشهادة تلاميذه الكثر الذين زيّنوا القورشيّة ناهجين نهجَه في الحياةِ النسكيّةِ والتقشّفِ والصلاة.
   عاش مارونُ الكاهنُ الناسك في عبادةِ الله، تحتَ سقفِ السماء، ساهرًا وعابدًا. وكان عندما يشتدُّ البردُ والصقيع، يأوي تحت خيمةٍ من شعر الماعز، ويقيمُ قدّاسَه في المعبد الوثني الذي حوَّلَه هيكلاً لله. جسَّد نهجَ "حبّة الحنطة" التي تقعُ في الأرض وتموت"، بالصوم والصلوات الطويلة وليالي السهر وممارسةِ السجود والعبادة، وتلاوةِ صلاةِ الساعات في النهارِ والليل، والتأمّلاتِ المستغرقة في كمالات الله، وحبسِ الذاتِ في مكانٍ ضيّق، الذي لم يكنْ يخرج منه إلّا للعملِ في الأرض وزراعتِها، وإنهاكِ الجسد حتى إطفاءِ شهواتِه، والتقشفِ بلباسِ المسحِ من شعرِ الماعز، وحرمانِ الذاتِ من الجلوسِ والنومِ في ليالٍ كاملة. وفوقَ ذلك كانَ يُرشد المؤمنين الذين يقصدونه، مشدِّداً الضعفاءَ، ومعزِّياً الحزانى. ووهبَه اللهُ موهبةَ الشفاء، فطارَ صيته في تلك الأنحاءِ، وكطبيبٍ، دواؤه الصلاةُ وكلمةُ الإنجيل، كان يشفي من كلِّ عاهاتِ الجسد والنفس. هكذا وصفَه المطران تيودوريطس، مؤرّخُ حياتِه الأوّل. وكتبَ إليه صديقُه القدِّيس يوحنا فم الذهب، بطريركُ القسطنطينيّة، من منفاه طالباً صلاتَه لتعضده في عذاب المنفى.
   5. بنتيجةِ هذا الموتِ الدائم عن الذات، وُلدت، كالثِّمار من حبَّةِ الحنطة، كوكبةٌ من التلاميذِ حول مارون، نهجوا نهجَه في حركةٍ روحيةٍ نسكية، حدَّدَها تيودوريطس "بفلسفةِ حياة العراء"، وجعلوا منها طريقةَ قداسةٍ على قاعدتَي الإيمانِ وحرية أبناءِ الله، متحرِّرين من كلِّ عبوديّات الدنيا. ثمّ كوَّنوا جماعةً رهبانيّةً تبنّت تعليمَ مجمعِ أفسس (431) الذي أعلنَ عقيدةَ أمِّ الإله، فاتَّخذت هذه الجماعةُ الروحانيّةَ المريميّة. وأطلّت في مجمعِ خلقيدونيا (451) إلى جانبِ المطران تيودوريطس، وساندَتْ العقيدةَ التي أعلنها المجمع والبابا لاون الثالث عشر عن يسوع المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل، ذي الطبيعتَين الإلهيّة والبشريّة في شخصِه الإلهي الواحد، واتّخذَتْ الجماعةُ المارونيةُ روحانيّةَ التجسّد. وهكذا بُنيت الروحانيّةُ المارونيّة وليتورجيتُها على سرِّ التجسّد وتكريمِ السيدة العذراء، أمِّ الإله وأمِّنا، ومورسَتْ في الصلاةِ وروحِ التوبة والتقشّف والرسالة الإنجيلية. وتجلَّت هذه الجماعةُ الرهبانية ونمَت وكَثُرَت وأضحت مدرسةً روحانيةً ولاهوتية، في دير حمل اسمَ "بيت مارون" على ضفاف العاصي، ترأَّسَ على تجمّعِ أديارِ المنطقة، ونشأَت حولَه جماعةٌ مسيحيّةٌ حوّلتْها العنايةُ الإلهية إلى كنيسةٍ بطريركيّةٍ مستقلّة عن أيِّ التزامٍ بامبراطورِ بيزنطية أو بالخليفة الأموي سنة 686. وكان بطريركها الأوّل القديس يوحنا مارون.
   5. تميَّزت المارونيّةُ منذ نشأتِها إلى اليوم بميزاتٍ ثلاث: الميزةُ الأولى عقائدية هي كاثوليكيتها بوجهَيها: الاتّحادُ الدائم بكرسي بطرس في روما، وانفتاحُها على الشموليةِ وجامعيةِ الكنيسة. ولقد ظلَّ الماروني الكاثوليكي الوحيد في الشرق طوالَ قرونٍ عديدة. والميزةُ الثانيةُ سياسيةٌ هي مطالبتُها الدائمة بوطن، ورفضُها الانتماءَ إلى الأمبراطوريات القائمة والمتتالية: البيزنطية والأموية والعباسية والعثمانية، حتى استقرَّت المارونيةُ في لبنان، وحقَّقت فيه حلمَها. والميزةُ الثالثة فكريةٌ هي بحثُها الدائمُ عن الحريةِ الشخصيةِ والجماعية بوجه ما تفرضُه المجموعاتُ الدينية أو العشائرية أو الوطنية على أتباعها .
   6. لمناسبة الصومِ الكبير، الذي سنبدأه الاثنين المقبل، وجَّهْتُ رسالةً راعوية عنوانُها: "الصومُ الكبير: رِحلةُ عبورٍ نحو الفصح". إنّني أدعو فيها أبناءَ كنيستنا المارونية، إكليروساً وعلمانيّين، إلى الالتزامِ بروحانيةِ الصومِ الأربعيني القائمةِ على ثلاثةٍ مترابطة ومتكاملة: الصوم والصلاة والصدقة، كأركانٍ للحياة المسيحية، المُهدَّدة اليوم بالروحِ الاستهلاكية والمادية، وبالجنوحِ إلى المتعةِ والروحِ المتعلمنة الظاهرةِ لدى البعض. كلُّ هذه الظاهرات تضعُ اللهَ جانباً، وتتنكَّرُ لكلامِه الحيّ، وتنتهِكُ وصاياه، وتزدري بتعليم الكنيسة، وتقطعُ الروابطَ الروحيةَ والأخلاقية في الحياة الزوجية والعائلية والاجتماعية والوطنية. إنّ الكنيسةَ أمام مسؤوليةٍ راعويةٍ كبيرة لمواجهة الجهل الديني والروحِ المتعلمن والتيَّارات الهدَّامة.
   ينبغي علينا كمسيحيِّين عامّة، وكموارنةٍ خاصّة، أن نلتزمَ بفريضةِ الصوم المقرونةِ بالصلاةِ وأعمالِ المحبة، مُتَّخذين قاعدةً لحياتنا مثالَ ربِّنا يسوع المسيح، لما لها من قيمةٍ وثمارٍ في حياتِنا: نتعلَّمُ التواضعَ الذي يرفعُ كرامتَنا، والخضوعَ لإرادةِ الله الذي يحرِّرُنا؛ ونعيشُ المشاركةَ في آلامِ المسيح التكفيريّة عن خطايانا الشخصيّة وخطايا جميعِ الناس؛ وندرّبُ الإرادةَ على التحرُّرِ من العبوديات والنزواتِ والتجاربِ والميولِ المنحرفة؛ ونعيدُ إلى مجتمعاتِنا القيمَ الروحيةَ والأخلاقيةَ والإنسانية؛ وننشرُ ثقافةَ الأخوّةِ والشَّركة والمحبة.
   وإننّا ندعو الجميعَ إلى تكثيفِ التأمّلِ بكلامِ الله وممارسةِ سرِّ التوبةِ والمصالحة، من خلالِ المشاركةِ في الرياضاتِ الروحية وليتورجياتِ التوبة التي تُقام في الرعايا، والاستفادةِ من البرامجِ الروحيّة التي تبثُّها وسائلُ الإعلام التابعةُ للكنيسة.
   7. إنّ قداسةَ البابا بندكتوس السادس عشر يدعونا في مناسبةِ سنة الإيمان، التي افتتَحَها في تشرين الأوّل الماضي، للتعمّقِ في إيمانِنا المسيحي والسعي إلى اللقاءِ الشخصي بواسطةِ ربِّنا وإلهِنا يسوع المسيح؛ وهو لقاءٌ يبدِّلُ نظرتَنا ويشفي نفوسَنا ويملأُ قلوبَنا محبةً وفرحاً، ويُرسلنا لبناءِ حضارةِ المحبةِ والحقيقةِ والسلام في مجتماعتِنا.
   ويدعونا الأبُ الأقدس، بإرادةٍ رسولية أصدرَها في تشرين الثاني 2012، إلى تنظيم خدمة المحبة الاجتماعيّة على صعيدِ الرعايا والأبرشيات والمؤسَّسات، وهي خدمةٌ تنبعُ من صميمِ طبيعةِ الكنيسة، وتشكّلُ جوهرَ رسالتِنا المسيحيّة. وما أحوجَنا إليها في هذه الأيّامِ التي ترمينا في أزمةٍ إقتصاديةٍ ومعيشيةٍ خانقة!
   إنَّني أنشرُ في رسالتي الراعوية لزمن الصوم توجيهاتِ قداسةِ البابا، حولَ عيشِ مقتضياتِ سنة الإيمان، وحولَ تنظيمِ خدمةِ المحبة الاجتماعية، وأستودعُ كلَّ هذه الأمور غيرةَ وعنايةَ سيادةِ راعي الأبرشية وكهنتِها ورهبانِها وشعبِها المؤمنِ والملتزم.
   8. يُملي علينا القديس مارون، في مناسبة عيدِه هذه السنة، الالتزامَ بالروحانيةِ المارونية القائمةِ على الصلاةِ والتأمّلِ والتجرّد، والمبنيّةِ على سرِّ التجسّدِ والتكريمِ للسيدة العذراء، والمُحصَّنةِ بكلامِ الله في الإنجيلِ وتعليم الكنيسة. ويُملي علينا الالتزامَ بالرسالةِ المارونية الرامية إلى نشرِ ثقافةِ الحريةِ المتحرِّرة من عبوديّاتِ الخطيئة والشرِّ والإيديولوجياتِ الأرضيّة، والإخلاصِ للوطن، والانفتاحِ على جميعِ الأديانِ والثقافات، والعيشِ معاً بالتكاملِ والتعاونِ والثقةِ المتبادلة. ويُملي علينا أخيراً الالتزامَ بنهجِ "حبّةِ الحنطة"، أعني التضحيةَ والموتَ عن الذات من أجلِ ولادةِ حياةٍ ومجتمعٍ ووطنٍ أفضل.
   وإننّا، إذ نهنِّئكم جميعاً بعيدِ أبينا القدّيس مارون، ونهنئ ابناء هذه الرعية ولجانها ومنظماتها الرسولية وعلى رأسهم حضرة كاهنها الخوراسقف نبيه معوض. نصلِّي من أجلِ السلامِ في هذه المدينة، طرابلس وسائرِ أرجاءِ الأبرشية، وفي لبنان وسوريا وبلدانِ الشَّرق الأوسط. ومع أبينا القديسِ مارون وتلاميذِه القدِّيسين، نرفعُ نشيدَ المجدِ والتسبيحِ للآبِ والابنِ والروح القدس، الآنَ وإلى الأبد، آمين.
في نهاية القداس شكر الخوري جوزيف فرح باسم الرعية كل من ساهم في تحضير وانجاح هذا القداس، ثم تسلم البطريرك الراعي هدية تذكارية من رعية مار مارون طرابلس، بعدها التقى شخصيات وفعاليات وجموع شاركت في القداس. وكان البطريرك الراعي قد وصل الى طرابلس قرابة الثالثة والربع حيث كان له لقاء مع كهتة ابرشية طرابلس المارونية في قاعة كنيسة مار مارون في طرابلس، استمر زهاء الساعة.

[1] ميشال الحايك: كتابات في تاريخ الكنيسة المارونية وروحانيتها (النص العربي)، ص255-256. راجع مجلة الإكليريكية (كانون الأوّل 2012)، مقال الخوري دانيال زغيب: الموارنة، هويتهم ودورهم في كتابات الخوري ميشال الحايك، ص 53.

فتوى قتل المعارضين.. تثير مخاوف مصر من السيناريو التونسي

العربية ـ القاهرة - مصطفى سليمان

تصاعدت، الخميس، قضية فتاوى قتل المعارضين في مصر بعد فتوى أصدرها داعية سلفي بجواز قتل من يخرج عن الحاكم.

وأثارت الفتوى التي أطلقها أستاذ البلاغة في جامعة الأزهر، الدكتور محمود شعبان، على قناة "الحافظ" الدينية، قبل أيام، حول إهدار دم قادة جبهة الإنقاذ المعارضة، ردود أفعال واسعة النطاق، بالتزامن مع حادث اغتيال معارض يساري بارز في تونس، الأربعاء.

ودانت رئاسة الجمهورية المصرية دعوات الكراهية والهجوم على القوى السياسية تحت "ستار الدين"، في إشارة مستترة إلى فتاوى إهدار دم المعارضين السياسيين للرئيس محمد مرسي.

وقالت، في بيان رسمي، الخميس، إن "الرئاسة تؤكد رفضها الكامل لخطابات الكراهية التي تتمسح بالدين، والدين منها بريء".

وأهابت الرئاسة بجميع القوى الوطنية والمؤسسات الدينية والقيادات الفكرية أن "تقف صفاً واحداً متماسكاً لمواجهة تلك اللغة التحريضية المرفوضة".

وأضافت الرئاسة أن "الثورة المصرية تمر بمرحلة دقيقة بات الحوار وحده هو السبيل الوحيد لاستكمال مكتسباتها، وتحقيق الوئام بين كل المصريين بلا تمييز أو تفرقة".

ورفض البيان بشدة أي دعوة للقتل باسم الدين، مشدداً على "أنه من الغريب على أرض الكنانة أن يروج البعض للعنف السياسي ويحرض عليه، ويبيح القتل بعض ممن يدعون التحدث باسم الدين، على قاعدة الاختلاف السياسي، لأن هذا هو الإرهاب بعينه".

فتوى ضد منازعة الحاكم

وقال شعبان أثناء حديثه في قناة "الحافظ" مع مقدم البرنامج، الدكتور عاطف عبدالرشيد، إن كل من طلب الكرسي منازعة للرئيس مرسي، وكل من يريد إسقاط مرسي، وكل من يريد إنزاله "مرسي" من على كرسيه، وكل من يطالب بوضوح بالكرسي مكان مرسي، يصدق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

وتابع شعبان: "ندفعه (من يريد إنزال مرسي) بكل وسيلة، فإن لم يُدفع إلا بقتله، وجب قتله".

ولكن عبدالرشيد، مقدم البرنامج الذي تحدث فيه شعبان، نفى إصدار فتوى بهذا المعنى خلال الحلقة التي تحدث فيها الشيخ شعبان، وقال لـ"العربية.نت": إن "الفيديو الذي نشر للشيخ تمت تجزئته، ولم ينشر كله على الإنترنت، وذلك في محاولة لتوصيف المسألة على أنها دعوة لقتل المعارضين للرئيس تطبيقاً للشرع".

وقال عبدالرشيد: "لقد كان الشيخ شعبان يطرح الموضوع لمجرد المناقشة، ولم يكن وحده في الحلقة، بل كان معه علماء عارضوه في طرحه، واتفقت النقاشات على أن إصدار فتاوى بالتعامل بعنف أو قتل المعارضين مسألة تخص ولي الأمر، ويعود الأمر فيها إلى هيئة علمية فقهية مسؤولة، ولا يجوز أن يؤخذ بآراء علماء فرديين مهما كانت فتاواهم بهذا الشأن".

شعبان ينفي تهمة إهدار الدم

وأفاد شعبان في مداخلة لاحقة على قناة "الحياة اليوم" بأنه لم يهدر دم أحد، ولكنه ذكر حديث النبي (ص) وشروح العلماء، وترك تطبيق الحديث إلى الحاكم والقضاء.

وعاد شعبان في وقت لاحق لينفي فتوى قتل قيادات جبهة الإنقاذ الوطني والمعارضين للرئيس مرسي، التي تداولتها وسائل الإعلام المختلفة، وقال إن الفيديو الذي بث على مواقع الإنترنت والفضائيات "قص ولصق"، ومفبرك من جهات غير معلومة تريد تشويه صورة الإسلاميين أمام الرأي العام، بحسب صحيفة "المصري اليوم".

وأضاف: "نحن لا نكفر جبهة الإنقاذ أو غيرها، ولا بد من توافر الشروط الفقهية ورأي كبار العلماء لإهدار الدم، ولكن شرحت في قناة "الحافظ" ما يوجد في صحيحي "البخاري" و"مسلم" من أحاديث وأقوال لا يفهمها إلا طلاب العلم".

وشدد شعبان على "حق الحاكم في قتل رموز المعارضة الذين ينازعونه الحكم، ويسعون لإسقاطه وإسقاط شرعيته".

وقال إن جبهة الإنقاذ تحرق مصر، وقياداتها تبحث عن كرسي الرئاسة، وإن حكمها في شريعة الله هو القتل، على حد تعبيره.

وذكر أن فتواه واستشهاده بأحاديث الرسول (ص)، كانا للتخويف والترهيب، ليتراجع قادة جبهة الإنقاذ عن تخريب مصر، حسب تصريحاته.

وأكد شعبان خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رولا خرسا على فضائية "صدى البلد"، أن هيئة كبار العلماء، ومجلس شورى العلماء هم فقط من يحددون إن كان الحديث الشريف المتعلق بقتل المخربين والمفسدين، ينطبق على قادة جبهة الإنقاذ أم لا، فإذا انطبق عليهم وجب على الحاكم والقضاء أن يقضوا بقتلهم.

حراسة مشددة على البرادعي وصباحي

وكان شعبان قد خص الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي عند حديثه عن جبهة الإنقاذ، وهو ما دفع البرادعي، الخميس، للمطالبة بضرورة القبض على من يحرض على القتل والعنف، حفاظاً على السلام الاجتماعي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الوزير اللواء محمد إبراهيم، أصدر توجيهات للقيادات الأمنية بالوزارة بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية بمحيط منزلي البرادعي وصباحي.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، هاني عبداللطيف، إنه تقرر "التعامل الجاد والفوري لدى ورود أي معلومات حول تلقي أي من البرادعي وصباحي لأي تهديدات حقيقية باعتبارهما مواطنين أولاً، ومن الرموز السياسية ثانياً".

مجلس الوزراء يدين الفتوى

ومن جهة أخرى، دان الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، هذه الفتاوى المتطرفة، التي لا تمت بصلة لسماحة الدين الإسلامي الحنيف، معتبراً أنها تحرض بشكل مباشر على القتل وتثير الفتن والاضطراب.

وأضاف قنديل، بحسب ما ذكرت "بوابة الأهرام" أن مجلس الوزراء بصدد دراسة الإجراءات القانونية، التي يمكن اتخاذها ضد كل من يصدر أو يروج لدعاوى أو فتاوى تحض على العنف.

وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن ثقته في وعي الشعب المصري وإدراكه لخطورة مثل هذه الفتاوى والدعاوى الهدامة.

مخاوف من تكرار سيناريو اغتيال التونسي بلعيد

ومن جانبه، توقع د. ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية، أن يتكرر في مصر سيناريو اغتيال المعارض التونسي اليساري البارز، شكري بلعيد، الذي قتل الأربعاء على أيدي مسلحين.

وأشار إلى احتمال تزايد العنف الفردي والشخصي ضد الرموز المعارضة، خاصة مع تزايد حالة الاستقطاب السياسي الحاد والانفلات الأمني في مصر.

وأضاف: "إن مثل تلك الدعوات التي تصدر بقتل المعارضة أو تطبيق حد الحرابة عليهم هي دعوات للقتل دون مبرر، وتأتي من أشخاص ليست لديهم دراية علمية بفقه الواقع، وليست لديهم رؤية للدولة الحديثة".

كما طالب د. نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور السلفي، الأزهر باتخاذ إجراءات قانونية ضد صاحب الفتوى.

النائب العام يحقق في الفتوى

وإلى ذلك، قال المستشار حسن ياسين، رئيس المكتب الفني للنائب العام، إن النائب العام أحال البلاغ المقدم ضد الشيخ شعبان للمطالبة بالتحقيق معه بشأن فتواه بإهدار دم أعضاء جبهة الإنقاذ، إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيه.

وحمل البلاغ رقم 2120 لسنة 2013، وقال فيه مقدمه المحامي علاء السعيد، إنه في يوم 6 يناير/كانون الثاني أفتى الشيخ شعبان بقتل كل من الدكتور البرادعي، رئيس حزب الدستور، وصباحي المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات، وقيادات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة للنظام الحاكم، نقلاً عن صحيفة "الوطن" المصرية، الخميس.

واتهم صاحب البلاغ، شعبان، بالتحريض الصريح على القتل بواسطة تزييف في تفسير الأحاديث النبوية، وإصدار فتوى دينية من شأنها أن تحرض من يصدقها من أتباع الشيخ شعبان، ما يستلزم ضرورة التحقيق في الواقعة التي تؤدي إلى تكدير السلم العام والأمن الاجتماعي.

وأوضح البلاغ أن الفتوى تشكل جناية يعاقب عليها القانون بنص المادة 86 من قانون العقوبات وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المشكو في حقه.

الأزهر يدين الفتوى

وفي رد فعل آخر، أصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، بياناً حول التحريض على قتل المعارضين للحكام، حيث أكد رفض هذا الفهم الخاطئ، واستعمال النصوص في غير مواضعها، وفهمها فهماً غير صحيح.

ونبه المجمع إلى "أن مثل هذه الآراء تفتح أبواب الفتنة وفوضى القتل والدماء، ودعا الجميع إلى الالتزام بموقف الشريعة الإسلامية التي تؤكد حرمة الدماء، وأن القاتل العمد لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها، وأن القاتل والمتسبب في القتل، سواء بالتحريض أو بالرأي، شريكان في الإثم والعقاب، في الدنيا والآخرة".

وناشد المجمع "المصريين جميعاً بألا يستمعوا إلى مثل هذه الآراء الشاذة والمرفوضة عقلاً ونقلاً، حرصاً على سلامة الوطن ووحدة أبنائه، وذلك من أهم المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية".

داعية مصري: النساء المغتصبات في ميدان التحرير صليبيات

العربية.نت
برر الداعية السلفي، أحمد محمود عبدالله، الشهير بـ"أبو إسلام" مالك قناة "الأمة" الخاصة، اغتصاب أو التحرش بالنساء المتظاهرات بميدان التحرير بوسط القاهرة، رافضاً اعتبارهن خطاً أحمر. وقال في مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، إنهن إما "صليبيات" أو "أرامل".

ووجه النقد اللاذع للناشطات السياسيات اللواتي يتواجدن في ميدان التحرير مطالبات برحيل النظام بأنهن يذهبن للتحرير لكي يتم اغتصابهن متنازلات عن أنوثتهن.

وقال إنهن نساء عرايا سافرات "رايحين علشان يُغتصبوا". وأضاف: "تسعة أعشارهن صليبيات، والعشر "روتاري" و"ليونز" وأرامل ما لهمش حد يلمهم أو يخافوا منه أو يختشوا"، على حد قوله.
وواصل أبو إسلام تصريحاته المثيرة للجدل، فوصفهن حين يتكلمن بأنهن يصبحن كالـ"الغول"، يتكلمن "من دون حياء أو أدب أو خوف ولا حتى أنوثة".

ثم وجه حديثه لهن قائلاً: "مارسي أنوثتك يا شيخة، فهذا حق عليك شرعاً أن تكوني امرأة"، ثم تمادى في وصفهن قائلاً إن المرأة منهن دائماً تكون "ناكشة شعرها مثل الشيطانة"، ووصفهن بأنهن "شياطين اسمهن نساء".

وقال أبو إسلام إن الداعيات لأن تكون المرأة خطاً أحمر، يتحدثن بلا أنوثة أو أدب أو خوف، موجهاً لهن حديثه: "تعلمن من نساء المسلمين. كنّ مسلمات". وأضاف أن هناك مسلمين وهناك "مسلموكس"، على حد تعبيره.

وكانت منظمات حقوقية قد أدانت تعرض 25 متظاهرة للتحرش الجنسي والاغتصاب بميدان التحرير في مظاهرات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.

يُذكر أن الداعية السلفي أبو إسلام قد اتهم من قبل بازدراء الأديان، حيث تلقت النيابة عدة بلاغات اتهمته بازدراء الدين المسيحي من خلال عبارات رددها في حديث صحافي أجري معه بجريدة "التحرير"، وقيامه ونجله بتمزيق وإشعال النيران في نسخة من الإنجيل أمام السفارة الأمريكية على خلفية أحداث المصادمات التي اندلعت أمام السفارة، بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.