المسيح قام، هلّلويا!/ حميد عوّاد

تنبلج أنوار فجر القيامة في أفئدتنا موقدة الايمان بسرّ الفداء الخلاصيّ مفجّرة ينابيع المحبّة ورجاء الانبعاث ويقين الانتصار.

 حلول عيد الفصح المجيد يسرّب إلى وجداننا شحنات طهر وخشوع ووهج إنبهار لجلل عظمة محبة الله فادينا ويضخّ  في قلوبنا نبضات قويّة لا تخور مهما ابتلتنا المحن. نستخلص من هذه المحبّة طيباً لبلسمة جراح أهلنا وترياقاً لإبراء العلل وخميرة لتخصيب التفاهم ونور هدايةً لاستدلال سبل خلاص وطننا.
يسعدني بمناسبة هذا "العيد الكبير" أن أعبّر عن تمنيّاتي الطّيّبة لكم أصدقائي الأعزّاء
 واثقاً أنّ زخّات من البهجة والإلهام والبركات ستنصبّ على احتفالاتكم الفصحيّة.

زياح الصليب في حارة الجديدة ـ مجدليا


زغرتا ـ 
تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده زياح ورتبة سجدة الصليب لمناسبة الجمعة العظيمة، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في حارة الجديدة في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، بمشاركة خادم الرعية الخوري ريمون ساسين، وكيل المطرانية الخوري يوحنا مارون حنا، والخوري انطونيو نفاع، الى لفيف من الكهنة، وبحضور حشد كبير من المؤمنين من البلدة والجوار.
والقى المطران بو جوده عظة قال فيها :" ان موت المسيح على الصليب هو علامة لامتناهية ولا حدود لها، اذ ليس من حب اعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل احبائه". اضاف  :"ان موت المسيح على الصليب جاء كفارة عن خطايانا لانه عبدالله وخادمه الذي كرس له اشعيا النبي اربعة اناشيد في نبوءته حوالى الثمان مئة سنة قبل ولادته على الارض".
ثم اقيم زياح المصلوب خارج الكنيسة حيث طاف المؤمنون وراء نعش السيد المسيح الذي كان يحمله المطران بو جوده والكهنة المشاركون في الرتبة.

رهبان بوذيون في سريلانكا يقودون هجوما ضد مسلمين

بي بي سي

اصيب سبعة اشخاص على الاقل في العاصمة السريلانكية كولومبو عندما قاد رهبان بوذيون المئات من انصارهم الى مهاجمة متجر لبيع الملابس يمتلكه مسلمون.
ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة للرهبان وهم يلقون الحجارة على المتجر الواقع في احدى ضواحي كولومبو.
ويأتي الهجوم بعد حملة دعائية شنها رهبان بوذيون على أسلوب حياة المسلمين وصلواتهم.
وكان المسلمون بعيدين عن الانظار في البلاد التى يشكل البوذيون نحو 90% من سكانها خاصة بعد تمكن الجيش من دحر مقاتلي نمور التاميل قبل 4 اعوام.
ويشكل المسلمون التاميل نحو 9% من السكان لكنهم يتعرضون مؤخرا لحملات من الكراهية.
ويؤكد شهود العيان ان قوات الشرطة وقفت لفترة تشاهد اندلاع العنف ثم تدخلت في وقت لاحق.
لكن المتحدث باسم الشرطة اكد ان الوضع اصبح مستقرا قائلا "لقد نقلنا عشرات الجنود الى المنطقة وسيطرنا على الموقف تماما بعد عدة ساعات".
وقبيل ايام ارسل رهبان بوذيون رسائل تهديد الى مسلمين كما طالب احد الاحزاب المتطرفة في الحكومة "بتلقين هؤلاء المسلمين المتطرفين درسا لا ينسوه".

المطران جورج بو جوده يتراس رتبة الغسل في برسا قضاء الكورة


تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس خميس الاسرار ورتبة الغسل في كنيسة مار جرجس في بلدة برسا في قضاء الكورة، عاونه في الرتبة خادم الرعية الخوري شربل ايوب، والخوري راشد شويري، بحضور حشد من المؤمنين. وقد مثل تلامذة المسيح 12 شابا من رعية برسا المارونية، حيث قام الخوري راشد شويري بغسل ارجلهم وتقبيلها، في اعادة لما قام به السيد المسيح في ليلة خميس الاسرار.
وقد القى المطران بو جوده عظة في المناسبة قال فيها :" في هذا اليوم الخميس من الأسبوع المقدّس نحتفل بعيد تأسيس الأسرار وبصورة خاصة سر الكهنوت وسر القربان المقدّس ولذلك درجت العادة في أن نسمّيه خميس الأسرار ولذلك أيضاً درجت العادة الشعبيّة على أن يقوم المؤمنون في مثل هذا اليوم بزيارة سبع كنائس، كنيسة واحدة لكل سر. في مثل هذا اليوم أعطانا المسيح جسده طعاماً ودمه شراباً وقال لنا بشخص رسله: إشتهيتُ أن أتناول عشاء الفصح معكم قبل أن أتألّم… وأخذ خبزاً وشكر وكسر وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم، إعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك لأجلكم”.
اضاف بو جوده :” بتأسيسه سر القربان المقدّس أسّس المسيح أيضاً سر الكهنوت وأعطى رسله السلطان أن يستحضروه كلّ مرّة يحتفلون بالذّبيحة الإلهيّة. وقد عبّر القديس يوحنا ماري فيانيه، خوري آرس، عن أهميّة هذا السّر حين قال: ما أعظم الكاهن وما أهم دوره، فإنّه بكلمة واحدة من فيه ينزل المسيح إلى الأرض، في ما نسمّيه الكلام الجوهري في القداس. وفي هذه المناسبة وكي يعبّر المسيح عن تواضعه العجيب، أراد أن يتصرّف تصرّف العبيد. وقد أحبّ خاصته حتى النهاية، وقبل العشاء صبّ ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي إئتزر بها”.
وتابع بو جوده :”وقد أراد، من خلال تصرّفه هذا أن يعطي تلاميذه ويعطينا أُمثولة في التواضع لأنّه، كما قال سابقاً لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم. وهذا ما أوصى به تلاميذه على أثر ذلك إذ قال لهم: أنتم تدعونني معلّماً وسيّداً، وحسناً تفعلون لأنّي هكذا أنا. فإذا كنتُ أنا السيّد والمعلّم غسلتُ أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض. فأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فإعملوا كما عملته لكم. فما كان الخادم أعظم من سيّده ولا كان الرسول أعظم من الذي أرسله. وكان يسوع، قبل أن يحتفل بالعشاء الأخير بمناسبة عيد الفصح، قد دخل إلى أورشليم دخول الفاتحين والشعب يهتف ويقول: هوشعنا لإبن داود، مبارك الآتي بإسم الرب. لكنّه خلافاً عن الفاتحين السياسيّين والعسكريّين، وتأكيداً أنّ مملكته ليست من هذا العالم، قد دخل أورشليم راكباً على جحش إبن أتان وأعلن أمام بيلاطوس أنّه في الحقيقة ملك، لكنّ مملكته ليست من هذا العالم”.
واردف بو جوده يقول:” عبّر بولس الرسول عن هذه الحقيقة في رسالته إلى أهل فيليبي حين قال: كونوا على فكر المسيح فهو “وهو في صورة الله، ما إعتبر مساواته لله غنيمة له، بل أخلى ذاته وإتّخذ صورة العبد فصار شبيهاً بالبشر، وظهر في صورة الإنسان. تواضع وأطاع حتى الموت، الموت على الصليب، ولذلك رفعه الله وأعطاه إسماً فوق كل إسم لتنحني لإسم يسوع كل ركبة في السماء وفي الأرض وتحت الأرض، ويشهد كل لسان أنّ يسوع المسيح هو الرب تمجيداً لله الآب. فضيلة التواضع هي من أهم الفضائل المسيحيّة وهي تدعونا لنعرف أن نحافظ على مركزنا فلا نتخطّاه ونتكبّر على الآخرين وحتى على الله. فهذه كانت خطيئة أبوينا الأوّلين إذ تكبرا على الله وخالفا إرادته وأرادا أن يجعلا من أنفسهما آلهة لأنفسهما فأنكرا الله ووضعاه جانباً، فحكما على نفسهما بالموت.
اضاف بو جوده :” هذه هي تجربة الإنسان الأساسيّة: أن يصبح إلهاً لنفسه ويستسلم لتجربة الشيطان. إنّها التجربة التي تعرّض لها يسوع بعد أن صام أربعين يوماً وأربعين ليلة، إذ جاء إليه الشيطان وقال له: أعطيك ممالك الأرض كلّها إن أنت خررت ساجداً لي. فكان جواب يسوع واضحاً وقاطعاً: للرب وحده تسجد وإياه وحده تعبد. هذه التجربة يتعرّض لها الإنسان كل يوم إن فردياً وإن جماعياً. فإنّه بفضل تقدّمه في العلوم والثقافة والإختراعات والإكتشافات صار يعتبر نفسه إلهاً ولم يعد يعترف بمكان لله ودور له في مجتمعنا المعاصر. فقد وصل إلى مرحلة “فبركة” الإنسان من خلال الأبحاث الطبيّة التي أجراها فاستنسخ الكائنات الحيّة. وتقدّم في معرفة الكون بواسطة الأقمار الإصطناعيّة التي أرسلها إلى الفضاء وصار يقول لله، كما قال له أحد المفكرين المعاصرين: أبانا الذي في السماوات، إبقَ حيث أنت، فأنا لستُ بحاجة إليك. من ناحية ثانية صار الإنسان يجعل من نفسه المرجع الوحيد لكل الأمور المتعلّقة بالقيم والأخلاق والمبادئ المسيحيّة فيعتمد مبدأ النسبيّة ويقبل ما يعجبه ويرفض ما لا يعجبه من تعاليم المسيح والكنيسة، وهذا ما يوصله في بعض الأحيان إلى العلمنة المفرطة ليسنّ القوانين التي يريد ولو كانت متناقضة تماماً مع المبادئ ليس فقط المسيحيّة بل أيضاً وكذلك مع المبادئ الإنسانيّة.المسيح يسوع علّمنا بمثل حياته وقال لنا، مع أنّه إبن الله، بأن يصنع إرادة الآب لأنّ الآب هو الذي أرسله وهو الذي أرسله ليُبشّر المساكين وأرسل إليه روحه القدوس.
وختم بو جوده عظته:” في رتبة الغسل التي نحتفل بها في هذا المساء يعلّمنا المسيح التواضع والوداعة ويدعونا إلى الإقتداء به في علاقتنا مع الآخرين فنتعامل معهم على أنّهم أعضاء في جسده السّري بروح المحبة التي هي الوصيّة الوحيدة التي أعطانا إياها وبروح المسامحة والغفران. إنّها أُمثولة لكل واحد منا واُمثولة خاصة للمسؤولين بيننا على مختلف المستويات، فإنّ عليهم أن يكونوا في خدمة الشعب ليقودوه إلى المرعى الخصيب ويؤمّنوا له ضروريات الحياة. لكنّ الذي نراه ونعيشه لسوء الحظ هو العكس تماماً إذ أنّنا نراهم يتصارعون ويتقاتلون مدّعين العمل من أجل المصلحة العامة بينما هم يسعون إلى مصالحهم الشخصيّة فقط ويحوّلون مؤسّسات الدولة لخدمتهم وخدمة مؤيّديهم وأزلامهم ولا يكترثون بأي شكل من الأشكال بما يلزم للشعب من خدمات. فلنرفع الصلاة إلى المسيح اليوم ولنطلب منه أن يعطينا نعمة التواضع والخدمة كي نقول له مع مريم أنّنا خدّام لك يا رب، فليكن لنا بحسب قولك.

الرسالة التي وجّهها المطران عـاد أبـي كـرم راعي أبرشية أوستراليا المارونيّة إلى أبناء أبرشيّته بمناسبة عيد الفصح 2013

عيدُ القيامةِ هو عيدُ الحياةِ، في تَجدّدِها وتحوّلِها من حياةٍ بشريّةٍ زائلةٍ إلى حياةِ النعمةِ، وقد أرادَها لنا الربُّ وقدّسَها بدم ابنِه وجعلَها  أقوى من الموت...
هذه الحياةُ التي صنعَها اللهُ وجعلَنا مؤتَمَنينَ عليها تبقى في صميمِ عنايتِه وتدبيرهِ، وقد ترجمَ محبّتَه هذه من خلالِ تَجسُّدِ وَحيدِه، فكان عمانوئيلُ ، وبَلغتْ ذروتَها مع قيامةِ المسيح، بقوّةِ الروحِ القدّوس، وقد تماهَتْ مع القيامةِ حياةُ البشريّةِ جمعاءِ، وهو القائلُ: "أنا القيامةُ والحياة".
إنّهُ العيدُ الكبير - كما يَحلُو لنا أن نسمّيَه... لأنّه عيدُ الحياةِ المسيحيّة التي أعطاها إلهُ الحياةِ معناها الخلاصيَ وفجّرَ فيها ينابيعَ روحيّةً  جَدّدتْ وتجدّدُ جنسَنا البشريَ في تاريخِه ومَسارِه الدائمِ نحو الملكوت. وهو عيدُ الإيمانِ المسيحي الذي لولاهُ لكانَ إيمانُنا باطلاً– كما يؤكّدُ لنا بولسُ الرسول.
ومع الخليقةِ التي تُجدّدُها قيامةُ المسيح، ننهضُ كلُّنا إلى حياةٍ جديدةٍ، فنُعيدَ اكتشافِ إيمانِنا مؤكّدين هويّتَنا والانتماءَ، ومجدّدينَ التزامَنا في قلبِ الكنيسةِ وفي مسارِ الزمنِ المسيحاني الذي نعيش.
ولَئنْ شاءَ تدبيرُ اللهِ أن يقعَ عيدُ القيامةِ هذا العامَ في قلبِ "سنةِ الايمانِ" التي أرادَها لنا البابا بندكتوس، ففي ذلك نعمةٌ مُضافةٌ تَحمِلَنا على عيشِ إيمانِنا اليومَ انطلاقًا من حدثِ القيامة، وهو الحدثُ الذي تأسّستْ عليه المسيحيّةُ في جوهرِها وهو الذي يجعلُها حيّةً ومنتصرةً عبرَ التاريخ.
إنّ قيامةَ ربِّنا يسوعَ تحملُ إلى كلٍّ منّا، وإلى كلِّ إنسانٍ في زمنِنا هذا، معانيَ وأبعادًا حسبُها أنّها تجعلُنا نعيشُ مناخَ التجدّدِ والعبورِ. فتنقلُنا مِن اليأسِ إلى الرجاء، ومِن التردّدِ الى الإقدام ، ومِن الظلمةِ إلى النور، ومِن الحقدِ إلى الحبّ...
إنّها الحياةُ التي من أجلِها جاءَ المسيح: "جئتُ لتكونَ لهم الحياةُ وتكونَ أفضلَ..." (يو10/10).  وهل هناك أفضلَ من ابتسامةٍ نزرعُها على مُحيّا متألّم؟ ومن فعلِ محبّةٍ ومسامحةٍ نزرعُه في عالمٍ قائمٍ على العنفِ والكراهية؟ ومن عطاءٍ نملأُ فيه قلبَ محتاج؟
إنّها مفاعيلُ الحياةِ المتجدّدةِ بالقيامة.
أيّها الأعزّاء،
إنّ قيامةَ المسيحِ هي أبعدُ من احتفالٍ وإطارٍ، إنّما هي حالةُ رجاءٍ ومحرّكٍ لحياةٍ جديدة، وهي تلحُّ على كلّ إنسانٍ منّا كي نعيشَها في عمقِ ذواتِنا، وفي عيالِنا وأعمالِنا، وكي نشعَّها في رعايانا وأبرشيّتِنا والكنيسة، فنحنُ نتجدّدُ في الكنيسةِ وبها ومعَها، وهي عروسُ المسيحِ الدائمةِ التجدّد.
أمّا البابا الجديدُ، فرنسيس، الآتي إلينا بإلهامِ الروح، الذي يخلفُ حبراً عظيمًا في تاريخِ الكنيسة، ومعلّمًا في الإيمانِ بالعلمِ وبالممارسةِ، ومثالاً في التواضعِ والبساطة.  فإننا نصلي لقداسةِ البابا الجديد لأنَّ على همّتِه مسؤلية قيادةِ كنيسةِ "الأزمنةِ الجديدة". كما نصلي لمطرانِنا العتيد الذي نرتقبُ مجيئه – وقد طالَ بنا الانتظارُ- وكلُّنا مدعوّونَ للسيرِ وراءَ رعاتِنا الجددِ في انطلاقةٍ جديدةٍ وفي سبيلِ التزامٍ متجدّدٍ ونهضةٍ روحيّةٍ نحتاجُ إليها باستمرار.
بهذه الروحيّةِ الجديدة نحيا قيامةَ الربّ. وبرجاءِ الحياةِ الحقّةِ والدائمةِ التجدّدِ التي يستحقُّها أبناءُ الايمان، أعايدُكم وأدعو لكلِّ واحدٌ منكم ولعائلاتِكم ورعاياكم والأبرشيّة الحبيبة بكاملها، وكلِّ مؤمِنيها بتجدّدٍ روحيٍ وراعويٍ وإيمانيِ عميقٍ نُطلُّ من خلالِه على "الآفاقِ الجديدة".
المسيح قام... حقاً قام!
+ المطران عـاد أبـي كـرم
راعي أبرشية أوستراليا المارونيّة

ريسيتال الالام والقيامة في حارة الجديدة مجدليا قضاء زغرتا


الغربة ـ مجدليا ـ زغرتا
رعى رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ريسيتال "الالام والقيامة" الذي دعت اليه رعية مار يوحنا المعمدان في حارة الجديدة في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، والذي احيته جوقة قاديشا بقيادة الاب يوسف طنوس، على مدى ساعة ونصف الساعة داخل الكنيسة بحضور حشد من المؤمنين.
والقى الخوري انطونيو نفاع كلمة اشار فيها الى "ان هذه الامسية تاتي في زمن الصوم والاستعداد لاحد القيامة المجيدة، شاكرا المطران بو جوده على حضوره ورعايته لهذه الامسية الدينية".

أحد الشعانين: المعاني والعبر/ الياس بجاني

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)
في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.
يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.
نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.
دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.
كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏
"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.
الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.
بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.
سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.
دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)
يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)
أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.
في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).
لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.
لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.
رموز أحد الشعانين
كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".
اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.
تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.
أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.
صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..
جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.
مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.
"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين". (البطريرك بشارة الراعي)
شعنينة مباركة على الجميع

حبس العصفور داخل قفص معصية كبرى/ الشيخ د. مصطفى راشد

 ورد إلى موقعنا على الإنترنت  سؤال من الأستاذ \ أحمد بيومى       يقول فيه  :- إشتريت قفص ، ووضعت فيه عصفور زينة ، وبعد أيام مرضَ هذا العصفور ثم مات ، ومن يومها تداهمنى كوابيس وأحلام بأنى موجود داخل قبر  وهناك من يضربنى بشدة ويقول لى أنت قاتل كيف تقتل هذا العصفور الضعيف – لذا أتوجه لفضيلتكم بالسؤال عما إذا كنت إرتكبت معصية أو مخالفة شرعية تجاه هذا العصفور  الذى لم أقصد موته ؟                   إنتهى سؤال السائل ، وللإجابة على هذا السؤال :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله  لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------    أما بعد
فالعصفور مخلوق ضعيف ورقيق  الحس  خلق للإنطلاق والحرية  يرفرف بجناحيه فى سماء شاسعة ، وقد أكد علماء الطب الحيوانى ، بأن وضع عصفور داخل قفص ، هو أشد من حبس إنسان بسجن إنفرادى ، كتأثير نفسى وعضوى على العصفور .
لأن العصفور  يحتاج لتحريك جناحيه  حتى لا تضمر عضلاته ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة حبس العصافير  للتربية ، وبعضهم منع ذلك ، وقالوا : -  لأن سماع أصواتها والتمتع برؤيتها ليس للمرء به حاجة ضرورية ، بل هو من البطر والأشر ورقيق العيش وتعذيب مستمر للطائر الضعيف ، وهو أيضاً سفه ، لأن الشخص  يطرب بصوت طائر صوته بكاء وحنين إلى الطيران ، وينم عن إنسان سادى  عنيف  لا يملك ضمير أو حس إنسانى ، كما ورد  في كتاب " الفروع وتصحيحه " للمرداوي ( 4 / 9 ) ، و " الإنصاف " ( 4 /  275 )
ونحن نرى بحُرمة حبس العصفور  ولو كان فى قفص من ذهب، لما في ذلك  من إستخدام للقوة لقهر وظلم  الضعيف والذى قد يؤدى لقتله ، ولقول الرسول (ع) فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت امرأة النَّارَ في هرة حبستها لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ " أخرجه البخاري  ---  ومن يتحجج بأنه يحبس العصفور ويسقيه ويطعمه  -- نقول له أن  الحال مع الهرة أو القطة يختلف عن العصفور لأن الهرة سٌكناها البيوت أكرم لها من سكن الشارع ، بخلاف العصفور الذى خلق للطيران ، وحبسه وقف وتعدى على صفة  خصها الله للطائر والتعدى على صفات الله وخصائصه وقضاءه وقدره هى من كبرى المعاصى  ،--- ومن يعترض بحديث أبو عمير وطائر النغير  -- نقول له لا تلبس الحق بالباطل وتؤول على هواك  لأن الرسول (ع) لم يتكلم عن حكم حبس الطائر فى هذا الموضوع ولم يكن الكلام بخصوص وضع الطائر ، كما أن هذا الطائر الذى مات  لم يكن محبوساً فى قفص  ، فلا يجب خلط الأوراق بدون علم  وإدراك لمقاصد الشرع ، لذا نحن نطلب من الأخ السائل أن يتوجه إلى الله بالتوبة والندم  والسعى لتحرير أكبر قدر من العصافير المعتقلة فى أقفاص -- علَ الله يتوب عليه ويسامحه .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه 
الشيخ د مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699

ذكرَى القديس أبونا القمص بيشوي كامل/ مهندس عزمي إبراهيـم

وقال الرب: "وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" (إر 10:3).
في مثل هذا الشهر، مارس، فارَقَ عالمنا ضمن من فارقنا، ثلاثة عمالقة الإيمان المسيحي في العصر الحديث. عبروا عالم الفناء  إلى عالم الرحمة والبقاء الأبدي في رحاب خالقهم. هؤلاء الثلاثة تشهد لهم سيرتهم وأعمالهم الروحية وخدماتهم للإنسانية وآثارهم التي تركوها لنا بأنهم أبراراً قديسين صِدِّيقين. وكما قيل "ذكرى الصِدِّيق تدوم إلى الأبد". وكلمة صِدِّيق فى المفهوم المسيحى هى اشارة الى الانسان النقى القلب الصالح فى ايمانه والبار في أعماله وأقواله وسلوكه الروحى المثالى. والبر هو من ثمار استقرار الروح القدس فى النفس.
هؤلاء الثلاثة كانوا رعاة صالحين اختارهم الرب فكانوا خداماً أبراراً لا للأقباط فقط، ولا للمسيحية فقط ، بل للبشرية كلها. في شهر مارس نحتفل بذكرى رحيلهم فطوباهم.
*******
البابا كيرلس السادس:
يوم 9 مارس 2013، كان يوم الذكرى الثانية والأربعين لانتقال رجل الله، مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس (2 أغسطس 1902 - 9 مارس 1971). وقد كتب أبنائه ومحبيه منذ بضعة أيام، في يوم ذكراه، الكثير عن سيرته وصفاته وروحانياته وأعماله ومعجزاته. ولكن رغم أني لم تسعدني الظروف بمقابلة قداسته ونوال البركة منه شخصياً. أود أن أنوه بنقطتين:
النقطة الأولى أن ترتيبه كان السادس بين الرهبان المرشحين للبابوية عام 1959، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة 1957 أن تقدم للشعب الخمسة المرشحين الأوائل. وفي اللحظة الأخيرة أجمع الرأي على تنحّي الراهب المرشح الخامس، فتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية تصويت الشعب لاختيار ثلاثة منهم فكان آخر الثلاثة. وعند إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول "هكذا يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين." (مت16:20) وكان اختيار الله له نتيجة القرعة. ومن هنا جاء تلقيبه ب "رجل الله". كما لقب أيضاً  بـ "صديق الملائكه" وبـ "أرميا الجديد" وبـ "محب الإله"
أما النقطة الثانية فهي أن عهد قداسته تميز بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولاشك أن ذلك راجع لأن غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجل رعيته، أي يقدمها خدمة لرعيته على مثال السيد المسيح معلمه الذي قال "لاجلهم أقدس أنا ذاتي" (يو 17: 19). كان قداسة البابا كيرلس حبيباً للجميع ومحبوباً منهم، حتى كانت علاقته مع صديقه وحبيبه الرئيس جمال عبد الناصر من أعظم وأخلص علاقات حكام مصر لبطريك الأقباط.
*******
البابا شنودة الثالث:
ويوم 17 مارس 2013، كان يوم الذكرى الأولى لانتقال رجل الحكمة، مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012). وسيرة وشخصية وأعمال قداسة البابا شنودة ما زالت حيَّة في الأذهان. كما أن أبنائه ومحبيه كتبوا حديثاً الكثير منها وعنها في ذكرى سنويته الأولي منذ أيام قليلة. ولكن يشرفني أن أنوه بنوالي البركة في مقابلتين مع قداسته.
المقابلة الأولى كانت في  ابريل 1977، في أولى زيارات قداسته لأمريكا لرعاية أبنائه بها. وفي هذه الزيارة تمت مقابلته مع كورت فالدهيم سكرتير الأمم المتحدة 18 أبريل 1977 في نيويورك، ومقابلته مع جيمي كارتر رئيس أمريكا20 أبريل 1977 في واشنجتون. وكانت هذه الزيارة أول زيارة يقوم أحد باباوات الكنيسة لأمريكا. وفي زيارته لواشنجتون اجتمع البابا بأبناء الجالية القبطية المقيمة بالعاصمة وبالولايات المحيطة بها ماريلاند وفيرجينيا وغيرها. ولم يكن للجالية كنيسة أورثوذكسية بالمنطقة بعد، فاستؤجرت كنيسة ليلتقي بأبنائه وليقيم القداس الإلهي معهم. وأذكر أن الجالية، وكانت قليلة العدد، تخوَفَت على حياة البابا وسلامته لو أقام بأحد الفنادق نظراً للخلافات التي كانت جارية حينئذ بينه وبين السادات، فقرَّرَت أن يقيم في منزل أحد أبناء الجالية بعد تدبير الحراسة المناسبة لمكانته من الجهات الأمنية المسئولة. وطبعا نلت البركة أنا وزوجتي من قداسته بالقداس وبالمحاضرة واجابة الأسئلة بعد القداس. وفي اليوم التالي أقام سفير مصر لأمريكا حفل استقبال كبير لقداسته، دعيت أنا وزوجتي لحضوره.
وكان لقائي الثاني بقداسته في عام 2006، عندما قام بمباركة احدى الكنائس بأمريكا وكان لي الشرف بالاتصال بالمسئولين بجهاز التحقيقات والأمن الفيدرالي (الـ اف بي آي) والشرطة المحلية لتأمين استقبال قداسته واقامته للقداس الإلهي ثم سفره.
*****
القمص بيشوي كامل:
نَوَّهْتُ أعلاه أن كثيرون كتبوا عن القديسين المُطَوَبَين البابا كيرلس والبابا شنودة في الأسبوعين الماضيين. أود الآن أن أضم إلى قداستهما، ثالث الرعاة الذين نحتفل بذكرى رحيلهم في شهر مارس وهو القديس القمص أبونا بيشوي كامل (6 ديسمبر 1931 - 21 مارس 1979).
فيوم 21 مارس 2013، هو يوم الذكرى الرابعة والثلاثين لانتقال أبونا القمص بيشوي كامل. ومما يُشهد لهذا القديس الروحاني أنه لم يبني نفسه، عقله وروحه وشخصيته، بدقائق وحنايا وثروات الدين المسيحي والتاريخ القبطي فقط، بل بالعديد من الثقافات العلمية الأكاديمية. فقد كان عالماً مثقفاً في الساحتين، ساحة الدين وساحة العلم.
- حصل على بكالوريوس علوم قسم جيولوجيا من جامعة الإسكندرية سنة 1951، بتقدير جيد.
- التحق بمعهد التربية العالي للمعلمين وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة 1952، بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول على دفعته.
- ومع صغر سنه فقد عَينته وزارة التربية والتعليم مُدرساً للعلوم فى مدرسة الرمل الثانوية للبنين. بالإسكندرية.
- حصل على ليسانس آداب - فلسفة - سنة 1954.
- عين معيدا بمعهد التربية العالي بالإسكندرية سنة 1957، وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم.
- التحق بكلية التربية بالقاهرة سنة 1958، وحصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر سنة 1959.
على أن كل هذه الدراسات والتحصيلات الأكاديمية لم تشبع تطلعاته الداخلية للروحيات، ففي خلال دراساته الأكاديمية دخل الكلية الإكليريكية وتخرج منها سنة 1956، بتفوق وكان الأول على دفعته. وفى السنة عينها أنتخب الأمين العام لجماعة خدام الكنيسة. وفى بداية العام الدراسي لسنة 1957، عُين مُدرساً مساعداً بالمعهد العالي للتربية فى الاسكندرية. وهكذا إستمر ينمو فى النعمة والحكمة والقامة الروحية يوماً بعد يوم.
بدأ سامي كامل اسحق أسعد خدمته الكنسية وهو في السابعة عشر من عمره بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك وكان طالباً في الجامعة، واستمر في خدمته مع دراسته بنجاح.
ويقول أحد تلاميذه في مدارس الأحد، والذي أصبح فيما بعد كاهناً "كنا بنشوف الأستاذ سامي موجود في الكنيسة كل يوم خميس وجمعة بصفة دائمة، وفي الصوم الكبير كان يذهب إلى فراش الكنيسة، عم بولس، ويأكل معه وجبة الغذاء. وكان طاحونة لا تتوقف أبدا عن العمل، ينتظر الأطفال ويتابع كل شئ لدرجة أننا كنا نراه في أوقات من شدة الإرهاق جالسا على سلم الكنيسة الرخام وهو نائم، وكنا نشفق عليه ولكن لا ندري ما يمكننا عمله لكي نريحه ولو قليلا وهو استأذنا الكبير، فقد كان لا يعطي نفسه راحة ولا يشفق على نفسه أبداً.. كل هذا وهو علماني!!" أي لم يكن دخل سلك الكنهوت بعد. كما خدم الاستاذ سامي الشباب الجامعي حتى أصبح أمينا عاما للخدمة رغم صغر سنه.
وفي آخر أيام شهر ديسمبر عام 1954 ومع فترة صوم الميلاد اشتاقت نفسه إلى طريق الرهبنة، ووقع اختياره على دير السريان بوادي النطرون، وبدأ يعد نفسه لذلك، إلا ان مشيئة الله كان لها تدبير آخر. ففي خلال استعداده للسفر إلى الدير مرض والده بجلطة دموية فأرجأ الفكرة لوقت آخر، ولكن اشتياقه ظل داخله فكان يشترك في الرحلات إلى الدير وحدث أثناء أحدى تلك الزيارات أن دخل إلي المقصورة حيث جسد القديس بيشوي في ديره وأخذ يناجيه: "يا ريت أتشرف باسمك يا أنبا بيشوي"  فقد كان يتمنى أن يصبح "راهباً" باسم بيشوي ولكن إرادة الله دبرت له أن يصبح "كاهناً" باسم بيشوي.
حدث فى مساء الأربعاء 18 نوفمبر 1959، أنه إستصحب فصل مدارس التربية الكنسسية الذي يدرس له إلى الدار الباباوية لينالوا بركة البابا كيرلس السادس وما أن قبل يديه حتى فوجيء بأنه سيرسمه كاهناً بعد أربعة أيام. فقد كان البابا قبل دخول الأستاذ سامي جالسا مع أب كاهن ذي حساسية روحية عميقة هو القمص مينا اسكندر وكانا يتناقشان حول قطعة أرض اشترتها الباباوية القبطية بالإسكندرية على خط الترام في اسبورتنج لإقامة كنيسة باسم مارجرجس وقال البابا "لن نستطيع البدء في بناء الكنيسة قبل رسامة كاهن خاص بها" وما كاد ينتهي من القول حتى دخل الاستاذ سامي بأولاده في التربية الكنسية، فهتف أبونا مينا على الفور "ها هو الشاب الذي يصلح لأن يرعى شعب كنيسة مارجرجس" وبعد أسئلة قليلة وضع البابا الصليب على رأس سامي كامل ويقول: "أنها علامة معطاة من الله أن تصبح كاهنا وسأرسمك الأحد المقبل". ذُهِل الخادم سامي من وقع المفاجأة واستجمع شجاعته وقال: "ولكني لست متزوجاً!" فأجابه قداسة البابا " الروح القدس الذي ألهمني إلى أتخاذ هذا القرار هو يختار لك العروس" ومنحه فرصة يومين فذهب لتوه إلى مقصورة السيدة العذراء وأخذ يصلي بحرارة ليظهر له الرب إرادته. وهكذا حدث أن الروح القدس أرشد سامي كامل إلى أن يطلب يد "انجيل باسيلي" (بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من جامعة الإسكندرية) أخت فايز وجورج باسيلي زميليه في الخدمة واللذان فرحا به جدا وقالا لأبويهما إن سامي كامل ذو نقاء ملائكي. ولكن العجيب في الأمر أن العروس لم توافق، بسبب رغبتها هي الآخرى في الرهبنة. إلا أنه أبونا مينا أسكندر تدخل وأقنعها وتمت الخطوبة يوم الخميس 19 نوفمبر 1959، ولم يحضرها سوى أهل العروس فقط. وذهب سامي في اليوم التالي إلى الدير ووجد هذه المرة صعوبة كبيرة جدا حتى أنه وصل للدير بعد 29 ساعة وهو في غاية التعب والضيق راجياً أن يعلن له الرب إرادته بوضوح، إما باتمام الزواج ومن ثم الكهنوت، وإما  بطريق الرهبنة التي كان يريدها لنفسه. وجاء أبونا مينا ليبلغه أنه قد رأى في حلم أن أكليلا وضع على رأسه وتلى ذلك ضغوط ممن حوله ولم يكن له سوى الصلاة حتى تمت الإرادة السماوية لتتم صلوات الأكليل مساء الثلاثاء 24 نوفمبر والطريف أن أهل العريس لم يروا العروس إلا ليلة الأكليل!!  ومما يجدر ذكره أن أبونا بيشوي وتسوني أنجيل عاشا في بتولية كاملة حتى الوفاة.
وتمت أخيرا سيامته كاهنا بإسم بيشوي كامل يوم الأربعاء 2 ديسمبر عام 1959، على مذبح كنيسة الشهيد العظيم ما رجرجس باسبورتنج - كانت الكنيسة في ذلك الوقت عبارة عن سقيفة (مبنى صغير من الطوب الأحمر دون طلاء والسقف من قطع الخيام التي تستخدم في السرداقات) وتم تجهيز مذبحها ليُرشم عليه أبونا بيشوى. ثم قصد بعد ذلك دير السيدة العذراء للسريان حيث قضى فترة الأربعين يوما التي يقضيها الكاهن بعد رسامته هناك تبعاً للتقليد الكنسية. وعاد من الدير ليبدأ في بناء كنيسته. والتي صارت من أشهر كنائس الإسكندرية وأصبحت كنيسة مارجرجس باسبورتنج أمٌ ولود فيرجع لها الفضل ولأبينا المحبوب بيشوي كامل الذي لم يتمركز في خدمته باسبورتنج فقط وأنما أمتدت خدمته المباركة إلى مناطق كثيرة بالاسكندرية وكأنه أصبح خادما وكاهنا للإسكندرية بأكملها فقام بتأسيس الكنائس الآتية:
- كنيسة مارجرجس بالحضرة
- كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمصطفى كامل
- كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية
- كنيسة القديس مار مرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء بسيدي بشر
- كنيسة العذراء والقديس كيرلس عامود الدين بكيلوباترا
- كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي بحي اللبان.
كذالك كان القمص بيشوي
- أول من فكر في إنشاء حضانة لأطفال الأمهات العاملات بكنيسة مارجرجس باسبورتنج والتي أخذتها عنه كنائس الإسكندرية ثم ما لبثت أن عمت الفكرة كنائس مصر كلها.
- أول من أحيا التقليد الكنسي القديم الخاص بالسهر في الكنيسة ليلة رأس السنة القبطية "عيد النيروز"، ورأس السنة الميلادية وسارت في دربه كل الكنائس فيما بعد.
- ولقد عنى عناية خاصة بتعاليم الكنيسة وتقاليدها وحتى وصيته الآخيرة لأخوته الكهنة كانت رجاؤه إليهم بأن يحافظوا بكل دقة على التقاليد الحية التى تسلمناها جيلاً بعد جيل وذلك لكي يعيش أولادهم بروح الكنيسة ويبتهجوا بعضويتهم فيها.
- لم تقتصر خدمته على المسيحيين فقط بل شملت أيضاً غير المسيحيين فأبُوَّته قد شملك الكل دون تمييز.
- وكما أعطى الشعب الصورة الإلهية لسيده كذلك أصبحت كنيسته على حد تعبير قداسة البابا شنودة الثالث مركز إشعاع، ولقد بلغ إشعاع كنيسته ومغنطيسية شخصيته مبلغاً أدى إلى رسامة عدداً كبيراً من أبنائه كهنة.
أما خدمته في خارج مصر، فكانت رسالة روحية رائعة. فإنسان بهذه القامة الروحية لم يكن ممكناً أن يتركه الآب السماوي للخدمة داخل حدود مصر فقط. وأول باب فتحه له هو إنتدابه لتمثيل الكنيسة القبطية فى مؤتمرين بجنيف بسويسرا. ثم رأى البابا كيرلس السادس أن يمد رعايته نحو الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإنتدب أبونا بيشوي كامل لهذه الخدمة الرعوية، وقبل أن يغادر مصر طلب قداسة البابا كيرلس السادس من الأنبا مكسيموس مطران القليوبية أن يرسمه قُمُّصاً.
وصل أبونا القمص بيشوي كامل لوس أنجلوس فى 8 نوفمبر 1969، ووصلها عشية عيد كاروزنا العظيم مارمرقس فكان أول قداس رفعه بتلك المدينة يوم 9 نوفمبر 1969، وامتلأ قلبه نشوة إذ تيقن من أن الإنجيلي الشهيد كان واقفاً بجانبه. وزار جيرسي سيتي حيث نجح فى شراء كنيسة دعاها بإسم مارجرجس والأنبا شنودة فى 15مايو 1974. كذلك قام برحلات رعوية إلى سان فرنسيسكو ودنفر وهيوستن وبورتلاند وسياتل. ومنذ خدمته هناك شاء فاديه الحبيب أن يفتح له باب الخدمة فى إنجترا وفرنسا والنمسا وبين سفرية وأخرى يعود إلى مصر لينتعش بالإرتواء من قديسيها وشهدائها على حد تعبيره شخصياً.
أصيب أبونا بيشوي كامل بمرض السرطان والذى أطلق عليه "مرض الفردوس" ومن المعروف عند الجميع أن الآلام التى يُسببها مرض السرطان عنيفة ومُبرحة جداً ولكن أبونا بيشوي عاش الصليب من البداية. عاش صليب الآلام كما عاش صليب الفرح، بل وأكد الناحيتين بلا هوادة. ولما اضطره الوجع إلى ملازمة الفراش كان رد فعل الألم لديه صبراً وصمتاً وتركيزاً للعينين على الصليب. أما فترات الهدوء بين هجمات الوجع الباطشة فكان يقضيها فى الترنم بالتسابيح والتماجيد وأيضاً فى خدمة من يأتون إليه أو من يرسل هو فى طلبهم!
ومن أعجب عمل الله فيه أنه حتى وهو ملقى على سريره أوصل الكثيرين إلى فاديه الحبيب وهكذا كانت شهادة أبينا بيشوي كامل بعظائم الله خلال مرضه أبعد أثراً منها وهو فى صحته لأن جميع الذين رآوه فى تلك الفترة رآوا فيه ملاكاً سماوياً ، وكان عيد الصليب قبل النهاية بيومين (وعيد الصليب يستمر ثلاثة أيام) وكان اليوم الثالث لعيد الصليب فى 12 برمهات ويتطابق مع 21 مارس وهو اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بعيد رئيس جند السمائيين الملاك ميخائيل،. فاضت روح القمص بيشوي كامل الطاهره إلى السماء وإلي المصلوب الذي عشقه وذاب فى خدمته وكان ذلك فى 21 مارس 1979. وعن حَقٍ اكتسب لقب"حامل الصليب". وقامت الاسكندرية بل مصر كلها بتوديعه وإلقاء نظرة الوداع عليه.
أما عن تجاربي الشخصية مع هذا القديس البار تتركز في أن زوجتي قبل أن نتعارف كانت من رواد كنيسة مارجرجس باسبورتنج الأسكندرية، وخلال فترة خطوبتنا كنا معاً من رواد تلك الكنيسة العظيمة حيث نعمنا برعاية وبركة وروحانية أبونا بيشوي كامل. وقد باركنا معاً بقيامه بمراسيم الأكليل المقدس هو وزميله في البركة والخدمة أبونا تادرس يعقوب. وكان ذلك يوم 7 يناير، أي يوم عيد ميلاد السيد المسيح. كما قام أبونا بيشوي كامل بعماد ابننا البكر في كنيستة باسبورتنج قبل هجرتنا من مصر. وللأسف لم تسنح لنا ظروف العمل وتكوين حياتنا بالمهجر أن نلتقي به خلال فترة وجوده بأمريكا.
*******
لم أرى ختاماً لمقالي أفضل من افتتاحية كلمة قداسة البابا شنودة الثالث فى الصلاة على جثمانه الطاهر:
"بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين
يا أخوتي ما أصعب أن تتحول الحياة إلى قصة. وما أصعب أن المعلم يتحول فيه الصوت إلى صمت. وما أصعب أن إنساناً كنت تراه بنظرك بالعيان لا تعود تراه إلا بالإيمان. ولكننا بالإيمان لنا رأي آخر فى الموت وخصوصاً بالنسبة إلى أرواح معينة، هناك أشخاص يعيشون على الأرض ويقضون حياتهم وكأنهم لم يعيشوا، وهناك أشخاص يعيشون فترة فيحولون مجرى الأمور ويكون لهم تأثير فى كل أحد. وقد كان القمص بيشوي واحداً من هؤلاء؛ كان من الأرواح الكبيرة. من الطاقات الضخمة التى إستخدمها الله من بناء ملكوته.
مرت سنوات على الخدمة الروحية فى الاسكندرية ولكن عندما دخل هذا الإنسان فى الخدمة رأى الناس عملاً جديداً، وأسلوباً جديداً ما كانوا يعرفونه من قبل. بدأت خدمة روحانية من نوع خاص، أسلوب الخادم الذى يأخذ من الله ويعطي الناس، الشخص الذى لا يخدم من ذاته إنما يمتليء من الله لكي يفيض على الآخرين؛ وشعر الناس أن عملاً روحياً عميقاً قد بدأ فى هذه المدينة المحبة للمسيح كان للقمص بيشوي مجموعة من المواهب من الناحية العلمانية ومجموعة من المواهب من الناحية الروحية."
*******
ملحوظــة ختاميــةً:
عندما يكتب كاتب عن أعلام ومشاهير فمعظم ما يكتب هو تاريخ ونبذات ومعلومات كُتِبَت عنهم في مصادر شتى، يقوم الكاتب بربطها وتنقيحها وتنسيق سياق الأحداث وعرضها كوحدة متجانسة. أدرك أن المقال طويل رغم أني تجنبت ذكر أحداث وأعمال ومعجزات كثيرة لهؤلاء الأبرار. وقد أوجزت فيما اخترت ذكره ما استطعت، حتى وجدت أن في المزيد من الإيجاز بتراً لسيرتهم وإجحافاً لأعمالهم.
بركة صلواتهم وشفاعتهم فلتكن معنا ومع جميع أبنائهم ومحبيهم ومع شعوب العالم أجمع. آمين.
*******
مهندس عزمي إبراهيم

البابا فرنسيس في لقاء مع الإعلاميين في الفاتيكان

التقى البابا بالاعلاميين في قاعة البابا بولص السادس بالفاتيكان

"أيها الأصدقاء"، هكذا خاطب البابا الجديد الإعلاميين الدائمين والوافدين المعتمدين لتغطية حدث انتخابه وتنصيبه.
ومازح البابا أكثر من مرّة الحاضرين من خارج النص الذي أعدّه بنفسه، وحتى حين شكر وسائل الإعلام على عملها قال إن بعضها عمل "أكثر من اللازم"، في إشارة إلى التخمينات والتحاليل الكثيرة التي سبقت نتيجة الكونكلاف.
وعندما تحدث عن أهمية الإعلام، ألمح البابا إلى تنامي دوره وصعوبته في "سرد" القصة للمجتمعات المعاصرة.
وفيما يشبه الاعتذار والتنبيه في آن معاً قال إن الكنيسة قد تواجه صعوبات في التواصل الإعلامي الفعّال لأن طبيعة الكنيسة "روحيّة لا سياسية" ولذا فهي "لا تردّ على المنطق الدنيوي" على حد تعبيره بل هي مدعوة لنقل "الحقيقة والطيبة والجمال".
إنها فرصته في نقل "الحقيقة" ولم يكن ليُضيعها.
وكان كثير من الاعلاميين قد تحدثوا قبل انعقاد الكونكلاف وخلاله وبعده عما وصفوه بتسريبات من الداخل حول "مقايضات وصفقات"، فاختار البابا فرنسيس أن يفتح للإعلاميين نافذة على الزوايا الإنسانية مما جرى تلك الليلة.
فقد روى كيف كان يزداد انفعالا مع ارتفاع عدد الأصوات التي نالها وكيف أن صديقه الكاردينال البرازيلي كلاوديو هومّس كان يهوّن عليه ويهدّئ من اضطرابه.
وعندما تجاوز عتبة الثلثين وانبرى الجميع مصفقاً مال عليه صديقه هومّس معانقا وهمس قائلا "مبروك... ولكن لا تنسَ الفقراء."

"انتهى الكرنفال"

وهكذا تولدت لدى البابا قناعة بأن يتخذ من شفيع الفقراء مثالا له. وأشار إلى رغبته في "أن أدعى فرنسيس".
ثم أردف يروي لنا كيف فوجئ الجميع بهذا الاختيار لدرجة أن بعضهم راح يقترح عليه تسميات أخرى، من بينها "آدريانوس"، إذ قال له أحدهم، "لأن آدريانوس السادس (آخر بابا إنجليزي) كان مصلحا ونحن في حاجة إلى الإصلاح”.
ثم أردف آخر "بل يجب أن تختار اسم قليمندوس"، فسأل البابا مازحا "ولكن لماذا؟" فقال محدّثه "تصبح البابا قليمندوس الخامس عشر فتنتقم من البابا قليمندوس الرابع عشر الذي اضطهد الآباء اليسوعيين" مما اثار ضحك وتصفيق الحاضرين.
بابا ينتقد واحدا من أسلافه؟ لم نسمع بهذا قط. ولكن سرعان ما تتضح الصورة عندما نتذكّر الوجهَ الآخر لقديس الفقراء فرنسيس الأسيزي، فهو الثائر على المؤسسات الدنيوية داخل الكنيسة.
وأكد البابا اليسوعي الآتي من جنوب الأميركتين ان "مركز الكنيسة هو "المسيح" وليس البابا."
بعد انتخابه، جاء الوقت ليُلبس البابا زيّه الحبري قبل إطلالته على ساحة القديس بطرس. فأتوه بالجبّة البيضاء فلبسها، وعندما أتوه برداء الأكتاف المخملي الأحمر المطرّز بالريش الأبيض الناعم، قال لحامله "ما حاجتي إلى هذا؟ إلبسْه أنت إن أردت، فلقد انتهى الكرنفال."
مع البابا فرنسيس انتهى زمن الكارنفالات في كنيسة يريدها أن تعود كنيسة للفقراء، وهو ما يسبب قلق كثيرين في دوائر هذه الدولة الصغيرة خصوصا منهم من يعولون على كارنفال التعيينات التي لم تصدر بعد.

الإحتفال بعيد الأم من صحيح الشرع/ الشيخ د. مصطفى راشد

ورد إلى موقعنا على الإنترنت  سؤال من الأستاذ \ محمد رسلان     طالباً الرأى والفتوى فى موضوع الإحتفال بعيد الأم  بعد أن تعالت بعض الأصوات التى تحرم الإحتفال به  ، حيث يقول أن والدته تخطت السبعين من عمرها ، وقد أفنت هذا العمر فى تربيتهم  وغمرهم بالعطف والحنان ، حتى تعلمنا  أنا وإخوتى الخمسة بنين وبنات ، ومنا المحامى والدكتور والضابط والمهندسة والمحاسبة والمدرسة ، وعلاقتنا جميعا بعد زواجنا بوالدتنا طيبة جداً ،  ونلتف جميعا حولها فى يوم الإحتفال بعيد الأم  لتقديم أثمن الهدايا لها ،  ورغم مشاغل كل منا  إلا أننا لا يمكن أن نتخلف عن مثل هذا اليوم الذى يدخل السعادة على  والدتنا ، إلا أننا وجدنا أصواتاً تحرم الإحتفال بهذا اليوم،  دون أن نفهم العلة والضرر فى ذلك  ؟                   إنتهى سؤال السائل ، وللإجابة على هذا السؤال :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله  لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------    أما بعد
فالأم تم تكريمها فى كل الأديان السماوية والأرضية بلا إستثناء  لدورها العظيم فى حمل وولادة وتنشئة وتربية الإنسان وإعطاءه ومدهُ وغمره  بالحب والحنان بلا حساب ، فالأم أكثر من يعطى الإنسان دون أن ينتظر المقابل ، وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم.. وذلك في مثل قوله تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير, ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا, حملته أمه كرها ووضعته كرها, وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) سورة لقمان آية14 وايضا فى الآية 23و24 من سورة الإسراء والآية 36 من سورة النساء والآية 15 من سورة الأحقاف ------------                                                                       وايضا ماجاء ذكره فى كتب السير والأحاديث ومنها .
عن ابى هريرة قد جاء رجل إلى النبي (ع) يسأله قائلاً: مَن أحق الناس بصحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك ) رواه البخارى ومسلم
والتاريخ به أمثلة بأخ يقتل أخاه وأب يقتل ابنه  ولم نرى أم تقتل ابنها أو بنتها  ابداً  ، وكما يقول الحديث القدسى  (  إذا ماتت الأم    نادى مَلَك فى السماء يقول يا ابن آدم   مات  أول من يحبك وأخر من يحبك  )   ونحن نرى أنه لن يعرف قيمة وقدر الأم حقيقةً إلا من فقد أمه
لذا كانت معاملة الأم  بالحب وطلب رضاها  لا يحتاج لكلام  أو طلب من السماء ، لأن الفِطرة الطبيعية  دليل دامغ  على هذا الحب ، وخلاف ذلك فهى شواذ مريضة  وهذا يعنى أن إحترام الأم وتقديرها  والإحتفال بها أمر أقره الإسلام وكل الشرائع  السابقة ، أما من يحرم هذا الإحتفال على إعتبار أن  أول من نادى به رجال الدين المسيحى حيث تقول الرويات أنه  في عام 1600 في المملكة المتحدة, قدم  رجال الدين مرسوما, يطلب من أرباب العمل أعطاء إجازة للعاملين في هذا اليوم لكي يعودوا إلى أسرهم من أجل تقديم الهدايا و تكريم أمهاتنهم,------------ وعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما النرويج تقيمه في 2 فبراير، أما في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر،وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في ثاني أحد من شهر مايو من كل عام.  .
وعند الشیعة خاصة في إيران یوم میلاد فاطمة الزهراء، بنت النبی  (ع)، یکون عید الام وعید النساء. احتفل به بعد "الثورة الإسلامية" فی ایران ..
أما في مجتمعاتنا العربية, فيعد الكاتب الصحفي \ مصطفى أمين    مؤسس جريدة أخبار اليوم هو صاحب فكرة تحديد يوم للاحتفال بعيد الأم في مصر, و قد عرض اقتراحه على الناس فى أول عهد الرئيس عبد الناصر ، فتلَقى ردود فعل متناقضة, منها ما أيد وجود مثل هذا اليوم التكريمي للأمهات, و بعضها الآخر الذي رفض الفكرة على أساس أن هذا الموضوع يشغلنا عن العدو  فى هذا التوقيت , و بالرغم من ذلك فقد تم التعارف على عيد الأم, و قد أختير يوم  21 مارس لهذه المناسبة, لأنه أول أيام الربيع, و ذلك رمزية إلى العطاء وتفتح  الإزهار الشبيهة بعطاء الأم, و كان أول عيد للأم في مصر عام 1956, و منه إنتشر إلى مختلف مناطق الشرق, حتى اصبحت مختلف دول الوطن العربي وبعض دول الشرق تحتفل به في هذا اليوم
لذا نقول لمن يحرم الإحتفال بعيد الأم  عليكم أن تقرأوا التاريخ ومقاصد الشرع  جيداً والأهم من القرأة أن تفهموا   ماتقرأوا  ، لأن  مصطفى أمين  كان مسلماً، والإحتفال بالأم هو من صحيح الشرع والعقل والفطرة  ولا يتعارض مع الشرع مطلقا ، ولا تؤولوا النصوص وتحملوها  غير ماتحتمل  فتلعنكم السماء وتزدادوا مسوخاً .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه 
الشيخ د مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
 

الفاتيكان تنفي اتهام البابا باختطاف كاهنين بالأرجنتين

 مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فدريكو لومباردي

دبي، الإمارات العربية (CNN)--

عقد مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فدريكو لومباردي مؤتمراً صحفيا في الفاتيكان، الجمعة نفى فيه علاقة البابا فرانسيس، بقضية اختفاء كاهنين في الأرجنتين.
كما تطرق لومباردي إلى عدد من النقاط التي مثل فيها إلى الأسلوب البسيط الذي يتبع البابا الجديد في التعامل إنسانياً مع زملائه الكرادلة، ومع الرعية خلال الأيام الأولى لتوليه منصب البابوية.
وأشار الأب فدريكو لومباردي إلى أن "الكاردينال برغوليو سبق أن تعرض لحملة شُنت ضده منذ بضع سنوات عندما كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس وقبل تعيينه في هذا المنصب."
 وأضاف لومباردي بأن هذه الاتهامات تمثل "حملة تشنها ضده جهات معادية للكنيسة اتهمته بأنه لم يقدم الحماية لكاهنين اختُطفا في الأرجنتين عندما كان المسؤول الإقليمي عن الرهبنة اليسوعية في البلاد"، وأنه المتولي لمنصب البابا الحالي استدعي للشهادة في المحكمة، وأنه "بذل جهوداً حثيثة للدفاع عن العديد من الأشخاص في ظل الدكتاتورية العسكرية"، بحسب موقع راديو الفاتيكان الذي نقل المؤتمر الصحفي.
هذا وقد انتخب الكاردينال جورج بيرغوغليو ليتولى منصب البابوية، تحت تسمية البابا فرانسيس، ليصبح أول بابا يختار هذا الاسم، وأول بابا تنحدر أصوله من أمريكا الجنوبية.

اختيار خورخيه برغوليو لمنصب البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية

بي بي سي

اختير الكاردينال الارجنتيني خورخيه برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية خلفا لبنديكتوس السادس عشر، وسيحمل من الآن فصاعدا لقب البابا فرانسيس الأول، وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية.
وبعد أن ظهر من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، طالب الحشود بأن يدعو له، وانطلقت حينها الابتهالات وهو يمنحهم مباركته.
ودعا البابا الجديد إلى التحلي "بروح الأخوة" بين أتباع الكنيسة الكاثوليكية البالغ عددهم 1.2 مليار شخص.
وقال إنه يشعر وكأن الكرادلة توجهوا إلى "الطرف الآخر من العالم" لاختياره، وانطلقت الاحتفالات في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايريس.
ووجه فرانسيس الشكر علانية لسلفه بنديكتوس السادس عشر الذي استقال الشهر الماضي بصورة مفاجئة في خطوة غير مسبوقة منذ قرون.

إبتهالات

وقال أحد الحشود ويدعى خوليو سيزار اتاريمو ويعمل كاتب عدل ويبلغ من العمر 42 عاما من "سانتا في" بالأرجنتين "إننا سعداء للغاية وفخورون، ليس للأرجنتين وحدها، بل لجميع أمريكا الجنوبية".
وأضاف، "برغوليو لديه شخصيته، إنه متواضع للغاية".
وكان الدخان الأبيض تصاعد قبل ساعة إيذانا بنجاح الكرادلة في إختيار البابا الجديد.
وانطلقت الإبتهالات وسط الحشود المجتمعة في ساحة القديس بطرس، ودقت أجراس الكنيسة عقب ظهور الدخان الأبيض.
وأعلن الكاردينال الفرنسي جان-لويس توران عن انتخاب البابا الجديد باللغة اللاتينية، قائلأ "انونتيو فوبيس غوديوم ماغنوم، هيبيموس بابام" (أعلن لكم نبأ عظيما، (أصبح) لدينا بابا).

انفتاح البابا الجديد

وفرانسيس الأول هو أول بابا منذ قرون عديدة من خارج القارة الأوروبية، وله خبرة طويلة في شؤون دوائر الفاتيكان.
ويقول مراسلنا ناهد أبوزيد من ساحة القديس بطرس إن البابا الجديد عُرف عنه انفتاحه على الكنائس والأديان الأخرى.
وكان الكرادلة وعددهم 115 قد دخلوا في خلوة منذ بعد ظهر الثلاثاء، وأجروا أربع جولات تصويت متتالية قبيل انتخاب البابا.
وكان من الضروري تصويت 77 من الكرادلة، أو الثلثين، لاختيار مرشح واحد لمنصب البابا الجديد.
وعقب تصاعد الدخان الأبيض، تجمعت الحشود من أنحاء العالم في ساحة القديس بطرس ومعهم المظلات وهم يرفعون الأعلام.

الكرادلة الكاثوليك في روما يفشلون في انتخاب بابا جديد في أول تصويت سري

الكرادلة،الفاتيكان
بي بي سي

فشل الكرادلة في إختيار بابا جديد مع انتهاء التصويت السري الأول في كنيسة سيستينا في الفاتيكان.
وتصاعد الدخان الأسود من مرجل الكنيسة، دليلاً على عدم تأمين التوافق على اسم البابا بغالبية الثلثين.
واستقبل تصاعد الدخان الأسود بصيحات عكست خيبة الامل لدى الآف الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في انتظار النتيجة رغم سوء الأحوال الجوية.
ويعني تصاعد الدخان الأبيض التوصل الى إختيار بابا جديد ليرأس الكنيسة الكاثوليكية.
وسيعود الكرادلة الـ 115 الناخبون الى الكنيسة الاربعاء لمواصلة اجتماعهم السري والتصويت مجددا حتى تأمين التوافق على اسم البابا الجديد بغالبية الثلثين.
وقال مراسل بي بي سي جيمس روبينز في روما ان "إستقالة البابا بنديكتوس السادس عشر الشهر الماضي وسلسلة الفضائح التي عانت منها الكنيسة، جعلت مهمة الكرادلة أكثر صعوبة".

سرية مطلقة

وكان الكرادلة الـ 115 دخلوا مساء الثلاثاء الى كنيسة سيستينا، وتلا كل من الكرادلة قسما باللغة اللاتينية تعهد بموجبه "الحفاظ على السرية المطلقة حول كل ما يتعلق بعمليات التصويت لانتخاب الحبر الاعظم".
وقال الكاهن مارنين بصوت قوي "اكسترا أومنيس" اي الجميع الى الخارج، ثم غادر غير المعنيين بعمليات التصويت، لتغلق الأبواب معلنة بدء المجمع.
ويعرف اليوم البابا السابق بنديتكوس السادس عشر باسم البابا إيميرتوس، وقد استقال من منصبه في 28 شباط/فبراير الماضي. وكان أول بابا يغادر منصبه منذ 6 عقود.

بدء مراسم اختيار البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية

يقيم الكرادلة قداسا خاصا بمناسبة انتخاب البابا.
بي بي سي

يعقد كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في كاتدرائية القديس بطرس في روما قداسا خاصا في مستهل عملية اختيار خليفة للبابا بنيدكتوس السادس عشر.
وفي وقت لاحق، يقوم 115 كردينالا بالتصويت أربع مرات يوميا لاختيار المرشح لمنصب البابا، وذلك حتى يتفق ثلثا الناخبين على مرشح للمنصب.
ولم يسبق أن توقع أحد على وجه الدقة الفترة التي ستستمر فيها اجتماعات المجمع الانتخابي أو نتائجه، ولذا لا يوجد حاليا مرشحا بارزا لخلافة بنيدكتوس السادس عشر، الذي عزا استقالته لأسباب صحية.
واستقال بنيدكتوس السادس عشر في الثامن والعشرين من فبراير/شباط بصورة مفاجئة بعد ثمانية أعوام على رأس الكنيسة الكاثوليكية، ليصبح أول بابا يستقيل منذ 600 عام.

تعهدات بالسرية

وبالرغم من تعهدات بالالتزام بالسرية من جانب الكرادلة، نشرت الصحف الإيطالية ما قالت إنه تفاصيل مسربة للمناقشات التي تجري بين الكرادلة بشأن المشاكل التي تواجه الكنيسة.
وأشارت هذه التقارير إلى أن المصوتين منقسمون إلى مجموعتين - مَن يعرفون بالروم الذين يعملون في الفاتيكان وأولئك المقيمون في الخارج الذين يريدون تغييرا في "الكوريا"، وهي جهاز إداري وتنفيذي واستشاري يساعد البابا على إدارة مهامه المختلفة.
ويريد من يطلق عليهم المصلحون أن يعالج البابا المقبل ما يعتقد أنه فساد في الفاتيكان وغياب للكفاءة.
وسينصب البابا الجديد عقب انتخابه ببضعة أيام حتى يتمكن من رئاسة مراسم أسبوع الآلام التي تبدأ بأحد السعف يوم 24 مارس/آذار وتبلغ ذروتها بعيد القيامة الأحد التالي.

باكستان: عنف طائفي بعد اتهام مسيحي بمهاجمة النبي

إسلام أباد، باكستان (CNN) --

أدى اعتقال رجل مسيحي بتهمة الإدلاء بتعليقات وصفت بأنها "مسيئة" للنبي محمد في مدينة لاهور الباكستانية إلى موجة من الغضب خلال الساعات الماضية، بلغت ذروتها مع قيام مجموعات بمهاجمة أحياء مسيحية في المدينة وإضرام النار في عشرات المنازل.
وقالت الشرطة الباكستانية إن أكثر من مائة منزل تعود لمسيحيين تعرضت للإحراق في حي "بدامي باغ" بمدينة لاهور، بعد اعتقال الشرطة للرجل الذي يدعى "سوان مسيح."
وقال حافظ مجيد، الضابط المسؤول في المنطقة، إن المجموعات التي شنت الهجوم طالبت الشرطة بتسليمها "المتهم بالتجديف" كما قامت بسرقة بعض المحال التجارية العائدة للمسيحيين الذين فر عدد كبير منهم خارج المنطقة خوفا على حياتهم.
وذكر مجيد أن الشرطة أوقفت مسيح بعد بلاغ من شخصين ضده بتهمة الإدلاء بتعليقات مهينة للنبي محمد، غير أن الموقوف -الذي يواجه عقوبة الإعدام بحال إدانته - نفى صحة الاتهامات المساقة ضده، وذكر بالمقابل أن صاحبي الشكوى قررا اتهامه بهذه القضية بعد خلافات نشبت بينهما خلال احتساء الكحول.
وكانت السلطات الباكستانية قد فرضت عام 1986 قوانين تحظر "التجديف" قائلة إنها تهدف إلى الحفاظ على العلاقات الودية بين أتباع الأديان المختلفة في البلاد، غير أن مراقبين يعتبرون أن النصوص تتيح التمييز القانوني ضد الأقليات الدينية.
ومنذ إقرار القانون، شهدت باكستان قرابة 1400 ملاحقة بقضايا على صلة باتهامات "التجديف"، وفقا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" وقد قتل أكثر من 50 شخصا من بين الذين اتهموا بهذه القضايا خلال فترة محاكمتهم.

الفاتيكان: تثبيت المدخنة استعداداً لانتخاب بابا جديد

الاستعدادات على قدم وساق
المدخنة ثبتت استعداداً للتصويت
تتكثف الاستعدادات في الفاتيكان مع تثبيت المدخنة التي سيتصاعد منها الدخان الابيض معلنا انتخاب خليفة البابا بينيديكنتوس السادس عشر، فوق سقف كنيسة السيستين.
واعلن رئيس اساقفة باريس الكاردينال اندريه فانتروا ان هناك "ستة مرشحين ممكنين". وراى ان الجمعيات سمحت بعمل "توضيحي" واختفت من اللائحة بعض الاسماء التي كانت ظهرت.
الا انه وعلى غرار كل الكرادلة الذين يعتمدون السرية، لم يقل المزيد.
ويبدو ان كاردينال ميلانو انجيلو سكولا احد اكثر المرشحين قوة، لكنه لا يشكل اجماعا بما في ذلك بين الكرادلة الايطاليين، ليحقق بسرعة غالبية الثلثين من الاصوات المطلوبة في المجمع لانتخاب البابا الجديد.
وكان الفاتيكان اعلن الجمعة ان مجمع الكرادلة لانتخاب خلف لبينيديكتوس السادس عشر بعد استقالته التاريخية، سيبدأ اجتماعاته بعد ظهر الثلاثاء، في اليوم الخامس من الاجتماعات التحضيرية السرية للكرادلة.
وقال الفاتيكان في بيان ان "المجمع العام الثامن للكرادلة قرر ان يعقد اول اجتماع لانتخاب البابا الثلاثاء في الثاني عشر من مارس/ آذار 2013"، مضيفا ان "قداسا سيقام صباحا في كنيسة القديس بطرس وبعد الظهر يدخل الكرادلة الى المجمع".

توسعة المسجد الحرام تشمل مهبطاً للطائرات وأنفاقاً داخلية

 
مجسم توضيحي لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام
العربية.نت -
يشهد موقع مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام حالياً ورش عمل مكثفة على مدار الساعة لإنجاز أكبر قدر ممكن من توسعة الساحات الشمالية والجنوبية ودورات المياه الجديدة، ويتضمن المشروع الجديد إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن ممرات المشاة.

كما يتضمن المشروع مهابط للطائرات لعمليات إخلاء المرضى ونقلهم إلى المستشفيات بعيداً عن اختناقات الشوارع في وقت الذورة، وتحديداً في موسمي رمضان والحج، ويتضمن المشروع، بحسب ما ذكرت "عكاظ"، أنفاقاً داخلية مخصصة للمشاة مزوّدة بسلالم كهربائية تتوافر فيها جميع معايير الأمن والسلامة، وسط منظومة من الخدمات تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية بعيداً عن الحركة المرورية، ما يوفر مصليات جديدة واسعة.
وتلبى التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر، مثل مبردات المياه لزوار بيت الله الحرام، فضلاً عن تطبيق الأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية إلى جانب تظليل الساحات الشمالية.
وكشفت مصادر أن سطح مبنى التوسعة الجديدة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والساحات الشمالية، يتضمن مواقع لمهابط الطائرات المروحية.

15 ألف دورة مياه مجهزة

 وبيّنت المصادر أن التوسعة تتضمن آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في كافة الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، وأنظمة التكييف والتخلص من النفايات بشكل آلي، الاعتماد بشكل أساسي على التقنيات الحديثة في تشغيل وصيانة ونظافة التوسعة الجديدة، مشيرة إلى أن المشروع يوفر 15 ألف دورة مياه مجهزة بأحدث التقنيات والأنظمة للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية وترشيد استخدام الطاقة.
وعن المواد المستخدمة في مشروع التوسعة كشفت ذات المصادر، أنها من أفضل أنواع المواد والتكسيات الرخامية الفاخرة، وتشتمل التوسعة على بناء محطة للخدمات على مساحة تقدر بـ75 ألف متر مربع، تضم معدات التكييف ومحطات الكهرباء الاحتياطية التي تغذي التوسعة وكافة مرافقها عبر أنفاق أنشئت لهذا الغرض.

بنديكتوس السادس عشر ودّع الفاتيكان

أنهى البابا بنديكتوس السادس عشر أمس آخر أيامه في الفاتيكان حيث أمضى ثماني سنوات، فوضعت الأختام على باب الكرسي الرسولي، في انتظار انتخاب رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية. ودعا البابا، قبل وصوله مساء إلى مقره الصيفي في كاستل غوندولفو على بعد ثلاثين كيلومتراً من روما، المؤمنين إلى "أن يجعلوا المسيح محور حياتهم".
ودقت أجراس روما وأجراس كنيسة القديس بطرس أثناء مغادرة البابا. وعند الساعة التاسعة مساء أمس لم يعد يوزف راتسينغر بابا، وبات "قداسة بنديكتوس السادس عشر، البابا الفخري"، أو "بابا روما الفخري".
وسيبقى قرابة شهرين في الدير ليكرس وقته للصلاة. وهو وعد أمس وهو يودع الكرادلة "بالاحترام والطاعة غير المشروطين" للبابا المقبل الذي سينتخبه مجمع الكرادلة.
وقال البابا في رسالة على موقعه قبل ثلاث ساعات من دخول استقالته التاريخية حيّز التطبيق: "أشكركم على محبتكم ودعمكم. ولتتمكنوا دائماً من اختبار فرح جعل المسيح محور حياتكم".
وقبل خروجه، حيا البابا المستند إلى عكازه، مساعديه الذين بدا عليهم التأثر الشديد.
وعاش الفاتيكان أمس حدثاً تاريخياً لم يشهده منذ قرون طويلة وتمثل بتنحي البابا بنديكتوس السادس عشر عن الكرسي الرسولي تاركاً لخلفه مهمة قيادة كنيسة تواجه تحديات غير مسبوقة.
وتعود آخر استقالة طوعية لبابا إلى القرون الوسطى وتحديدا إلى العام 1294 عندما استقال البابا سيليستان الخامس الناسك المتواضع بعد أشهر قليلة على تولّيه السدة البابوية احتجاجاً على الفساد المستشري حينها.
وقال بنديكتوس السادس عشر أمام الكرادلة أمس: "يوجد بينكم البابا المقبل الذي أعده بالإجلال والطاعة غير المشروطين"، مضيفاً أنه سيكون قريباً منهم بالصلاة.
إلا أن بنديكتوس السادس عشر تمنى أن يتصرف الكرادلة كفريق يكون فيه "التنوّع مدخلاً للانسجام"، معرباً عن شكره لـ"الأوساط المقربة" منه، "للمستشارين" و"المساعدة الكبيرة" التي قدّموها، داعياً إياهم إلى أن يكونوا "مطيعين" للروح القدس. أضاف: "أعطينا الأمل النابع من المسيح" إلى العالم خلال هذه السنوات الثماني.
ومن أصغر الكرادلة، مثل أسقف مانيلا لويس أنطونيو تاغلي، إلى أكبرهم الذين يتجاوزون 90 عاماً، ثمة 144 كاردينالاً مروا تباعاً أمام بنديكتوس السادس عشر وقد بدا التأثر على كثير منهم وانهمرت دموعهم.
واتسمت حبرية بنديكتوس السادس عشر بمواضيع جدلية عدة خصوصاً بشأن رفعه الحرم الكنسي عن أسقف تجديدي لكن أيضاً بسبب فضائح التحرش الجنسي بأطفال من جانب كهنة وحمايتهم أحياناً من جانب رؤسائهم الروحيين.
ومؤخراً، كشفت فضيحة الوثائق الفاتيكانية المسرّبة والتي عرفت بـ"فاتيليكس"، مواضع خلل إضافية في الكرسي الرسولي، في حين تحدثت الصحافة في الآونة الأخيرة عن وجود مفترض لما سمي بـ"لوبي لمثليي الجنس" في الفاتيكان.
والأربعاء، قال بنديكتوس السادس عشر أمام حشد غفير من المؤمنين في ساحة القديس بطرس "أقدمت على هذه الخطوة مدركاً تماماً خطورتها وكذلك طابعها الجديد، إنما أيضاًً بصفاء نفسي كبير".
وإذ أكد تفرغه "للصلاة والتأمل"، أكد البابا أنه سيبقى إلى جانب 1,2 مليار كاثوليكي منتشرين في العالم.
وفي كاستيل غوندولفو، أعد المؤمنون مراسم تكريمية للبابا في الساعات الأخيرة من حبريته.
وبحسب إذاعة الفاتيكان، قام البعض بإضاءة شعلات وتلا آخرون صلاة الوردية مع نصوص أعدّها البابا المستقيل المعروف بتعمقه في اللاهوت، كما قام البعض الآخر بحج صغير سيراًً على الأقدام من بحيرة ألبانو الواقعة على مسافة كيلومترين.
وسيفتح دخول استقالة بنديكتوس السادس عشر حيز التنفيذ المرحلة الشهيرة المعروفة باسم "الكرسي الشاغر". وسيتولى أمين عام الفاتيكان والمعرووف بالكاردينال "الكاميرلينغو" رسمياً مهمام البابا المستقيل إلى حين انتخاب خلف له.
وهذه المهمة الثقيلة ستلقى على عاتق السكرتير الأمين ليوزف راتسينغر الكاردينال تارسيسيو برتوني.
ومن المتوقع بقاء البابا الفخري قرابة شهرين في كاستل غوندولفو بعيداً عن الضوضاء الإعلامية التي تحيط بمجمع الكرادلة المكلف انتخاب خلف له في أواسط آذار.
ولدى عودته إلى الفاتيكان نهاية نيسان، سيستقر راتسينغر في دير سابق مبني وسط الحدائق حيث قد يلتقي خلفه وجاره في تجاور نادر في تاريخ الفاتيكان.
وتنتظر البابا العتيد تحديات جسام، بين الاعتراضات الداخلية واضطهاد المسيحيين في العالم، إلى الإشكاليات الأخلاقية والتعديات بمختلف أنواعها التي تضج بها الكنيسة.
واستحوذت استقالة البابا على اهتمام إعلامي كبير. وقد تلقى الفاتيكان ما لا يقل عن 3641 طلب اعتماد من 668 وسيلة إعلامية من 61 بلداً.
(أ ف ب)

فساد الصلاة داخل مسجد يعلوه ميكرفون ومئذنة/ الشيخ د. مصطفى راشد

ورد على موقعنا  على الإنترنت سؤال من السيدة \ فاطمة  الشاطر  تقول فيه : - أنا أسكن بجوار مسجد،  ومئذنة هذا المسجد ملاصقة لشقتى ، وميكرفونات المآذنة تكاد تكون داخل بلكونة  شقتى ،-- وتصر مرشدة وقائدة الجماعة االتى أتبعها  بأفضلية صلاتنا داخل المسجد ، فهل صلاتى ببيتى  الذى لا يفصله عن المسجد سوى جدار  تساوى الصلاة داخل هذا المسجد  ؟
فى معرض ردنا نقول بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله ورسله  لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------    أما بعد  
فصلاة المرأة داخل بيتها  أكرم وأفضل من المسجد لحديث الرسول (ع) عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي  (ع ) قال : " صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها " . رواه أبو داود ( 570 ) والترمذى ( 1173  )
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 1 / 136  
ولأن الميكرفون الموضوع على المآذنة  هو بدعة مستحدثة  من صنع  وإبتكار الكافرين بالإسلام ،  وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار --  لقول الرسول   ( ع ): "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله ، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار))  وقول الرسول ايضا  : "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)
وقد خرج  الخليفة عمر في شهر رمضان ليلا ، فرأى المصابيح في المساجد ، فقال : ما هذا ؟ فقيل له : إن الناس قد اجتمعوا لصلاة التطوع . فقال : بدعة ونعمت البدعة
الراوي المحدث: ابن تيمية - المصدر: منهاج السنة- الصفحة أو الرقم: 8/ 304
  كما أن الميكرفونات أداة مزعجة بسبب صوتها المرتفع والذى يؤثر على طبلة الأذن  ويجعل الإنسان على مُود ومزاج عصبى وسلوك عنيف  كما قال أهل الطب ، ولنا أن نتخيل  طفل أوطفلة نائمة فى الفجر وهذه الميكرفونات تنطلق بأعلى صوتها قرب السرير الذى تنام عليه  ، والتشريع لم يُسن لضرر الناس ، فأينما تكون المصلحة يكون شرع الله ، واينما يكون الضرر يكون شرع الشيطان.
ايضا المآذن هى بدعة فى الإسلام  لأن الرسول لم يعمل على إقامتها ولا حتى الصحابة .
وقد إختلف المؤرخون في أول مئذنة بنيت في الإسلام، ففي "فتوح البلدان" للبلاذري أن أول مئذنة في الإسلام كانت على يد زياد بن أبيه الذي عينه  الخليفة معاوية  على البصرة عام 45 هـ، بينما ذكر المقريزي أن صوامع جامع عمرو بن العاص الأربع التي بناها مسلمة بن مخلد والي مصر في العهد الأموي عام 53 هـ هي أول مآذن في الإسلام --------------، المهم أن المآذنة شيدت فى عهد الخلافة الأموية  وكان الهدف منها سياسياً وهو إبلاغ الناس بأوامر الخليفة .
 وخلاصة الرأى والفتوى عندنا  هو أن الصلاة للمرأة ببيتها أفضل لها من المسجد ، كما أن الصلاة بمسجد بأدوات البدعة والبدع   ميكرفون ومئذنة  مآلها إلى النار تكون صلاة فاسدة  لمساعدة المصلى  معنويا لهذه البدع وإنتشارها ، مما جعل صورة الإسلام تُغلف بالإزعاج والهمجية عند الغير، والله برىْ من كل هذه البدع، وهذه المساجد هى  سر كثرة الصلاة دون  إجابة السماء ، وأصبح حال المسلمون على ماهم علية  حتى نعمل على رضا الله  .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه ، -- أللهم بلغت أللهم فاشهد .
الشيخ د مصطفى راشد     عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير  العالمى لحقوق الإنسان
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699