اختلاف تواريخ عيد القيامة/ لطيف شاكر

تحتفل الكنيسة بعيد القيامة المجيد تذكارًا لقيامة الرب من بين الأموات بمجد عظيم  وتخص بنيها على شكر الله الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلنا (1 بط 3، 4).ويسمي عيد القيامة بعيد الفصح  اي عيد السرور والابتهاج حسب ترجمة الفصح بالسريانية او العبور حسب الترجمة العبرية او النجاة بالنسبة للكنائس  الشرقية , وبباسكا عند اليونان ويعتبر عيد القيامة عيد الاعياد او اكليل الاعياد.
 ويرجع وضع هذا العيد في الكنيسة إلى الرسل أنفسهم بدليل أمر الرسول للمؤمنين بقوله (ان فصحنا أيضا المسيح ذبح لأجلنا إذا لنعيد بفطير الإخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8) والكنيسة تمارس وتحتفل به من العصر الرسولى بدليل ويؤكد هذا :

أولا: ما جاء في أوامر وقوانين الرسل وهو: يجب عليكم يا اخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم دم المسيح ان تعملوا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير (بعد عيد اليهود) ولا تصنعوا عيد قيامة ربنا يسوع المسيح آلا في يوم الأحد لا غير وانتم مسرورون بأن يسوع قام من الموت وهو عربون لقيامتنا ويكون لكم هذا ناموسًا أبديا إلى أن يأتى الرب.. الخ (دسق 31 المجموع الصفوى ب 19 وجه 198).. 

ثانيًا: شهادة العلامة أوريجانوس إذ قال ان عيد القيامة كان محفوظًا في الكنيسة ويحتفل به كغيره من الأعياد (ضد ملينوس ك 8 صحيفة 392).. ويقول ذهبي لبفم  (ان القيامة لسر محقق وعيدها اعظم الأعياد فلنكرمه بأعمال صالحة نرضي الله)

ثالثا :ويوحنا فم الذهب يدعوه اكليل الاعياد واعظم جميع الاعياد ويوم الرب العظيم الى ان قال.. ربما ان المسيح هو المرموز اليه بواسطة خروف الفصح الذي كان يذبح ويؤكل في فصح اليهود كان موافقا للطبيعة ان موت المسيح الذي كما يقول الرسول (لآن فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا) يحفظ له عيد عوض الفصح 

رابعا: ويقول مؤلف  كتاب ريحانه النفوس  وهو بروتستنتي عن هذا العيد وهو نصه (و بسبب الفوائد العظيمة التي حصلت للجنس البشرى بموت المسيح كانوا في هذا العيد يظهرون كل نوع من الفرح ويمتنعون فيه عن الصوم وعن جميع علامات الحزن وكانوا يصرفون هذا اليوم بالمسرات الروحية وعلى هذا المنوال كانوا يحفظون عيد العنصرة

لماذ يتم الاحتفال بعيد القيامة ليلة يوم الأحد ؟

ان الكنيسة تحتفل بهذا العيد ليلة الاحد منذ القديم حيث تنتهى من القداس بعد منتصف الليل مراعاة للوقت الذي قام فيه المسيح لأنه قام باكرًا والظلام باق (يو 20: 1) وطبقًا لهذا أمر الرسل باحتفال به ليلا حتى تنتهى الكنيسة من الاحتفال واقامة الشعائر الدينية في الوقت المناسب والموافق لقيامة المسيح عند صياح الديك (دمشق 18 والمجموع المصغوى وجه 197) ومعلوم ان صياح الدين يكون في الفجر باكرا والظلام باق وبعبارة اخرى يكون في نهاية الهزيع والهجعة الثالثة من الليل باعتبار تقسيم اليهود الليل إلى اربعة هجعات " مز 13: 35، لو 12: 38"

 تحديد موعد العيد

ظل المسيحيون لفترة من الزمن يحتفلون بالفصح المسيحي في نفس توقيت احتفال الفصح اليهودي في اليوم الرابع عشر من نيسان.‏ فالمسيح قام من بين الاموات في يوم الاحد الذي تلى فصح اليهود  وفي
وفي مجمع نيقية  الذي دعا اليه الامبراطور قسطنطين عام 325م 
جاء في رسالته الي الأساقفة المجتمعين في نيقية ما يلي:‏ (إنه لا يناسب على الإطلاق، وخاصةً في هذا العيد الأقدس من كل الأعياد، أن نتبع تقليد أو حساب اليهود الذين عميت قلوبهم وعقولهم وغمسوا أيديهم بأعظم الجرائم فظاعةً، وهكذا إذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الأسلوب ننفصل أيها الإخوة الأحباء عن كل اشتراك ممقوت مع اليهود).‏ وأعطى المجمع لكنيسة الإسكندرية الحق في تعيين يوم الفصح، نظرا لشهرتها البالغة في العلوم الفلكية، وقدرتها على الحساب الدقيق، فكان أسقف الإسكندرية يعين تاريخ عيد الفصح، مباشرةً بعد عيد الغطاس، ويُعلم بذلك أساقفة الكراسي الأخرى فيما كانت تعرف برسالة الفصح.‏ وقبل أنعقاد هذا المجمع كانت كنيسة الإسكندرية قد غضت النظر عن الحساب اليهودي، واتخذت لنفسها قاعدة خاصة جعلت عيد الفصح يقع بعد أول بدر بعد اعتدال الربيع في الحادي والعشرين من آذار، وهو ما اعتمده مجمع نيقية وتتبعته جميع الكنائس في العالم الآن

(والقانون السابع الرسولى يحكم بفرز وقطع من يعيد الفصح مع اليهود قبل استواء الليل والنهار الربيعى).. وقد يتأخر العيد عن فصح اليهود أسبوعا واثنين تبعًا للقاعدة الحسابية المتبعة في تعيين يوم الصوم الأربعين واليوم الذي يقع فيه العيد
وقد جرت مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي وأثبت المجمع قانوناً لم يزل مطبقاً حتى الآن وهو أن عيد الفصح يقع في الأحد الأول الذي يلي بدر القمر الواقع في أول الربيع، فكان هناك عنصران لتعيين الفصح، عنصر شمسي وهو 21 آذار يوم التعادل الربيعي وعنصر قمري وهو 14 من الشهر القمري، وهذا يعني أن يكون الأحد الذي يلي بدر الربيع هو عيد الفصح عند جميع المسيحيين.‏

لماذا اختلف  موعد الاحتفال بالعيد بين الشرق والغرب ؟

  الغربيون يعيدون على حسابهم وفقا للحساب الغريغوري  وعيدهم يتقدم غالبا عن الشرقيين أسبوعيا وأكثر ذلك أنهم لما أصلحوا تقويمهم  آسقطوا من الحساب بعض الايام (13 يوما) و عملوا لهم قاعدة حساب جديدة للعيد أيضا صار احتفالهم بعيد القيامة يسبق موعد العيد المعتاد  أسبوعا إلى خمسة أسابيع وأحيانا يكون مع فصح اليهود مع أن القوانين نهت عن ذلك كما رأينا 

يعتبر عيد القيامة والاعياد المرتبطة به اعياد متغيرة التواريخ حيث يرتبط موعد عيد القيامة بموعد عيد الفصح اليهودي، وحيث أن الأشهر العبرية هي أشهر قمرية (السنوات العبرية  الغبر كبيسة تحتوى على 12 شهراً , السنوات الكبيسة تحتوى على 13 شهراً , وكل شهر يبدأ بالقمر البدر)   فهي متحركة بالنسبة للتقويم الجريجوري المعمول به فيتحرك عيد القيامة بين يومي 22 مارس و25 أبريل لدى الكنائس الغربية التي تعتمد التقويم الغريغوري، بينما يتحرك التاريخ بين 4 أبريل و8 مايو لدى الكنائس الشرقية التي تعتمد التقويم اليولياني
وإن كان في الحقيقة أن التاريخ واحد ، ولكن مشكلة خطأ 13 يوما التي لا تزال لم تحذف من بعض الحسـابات الزمنية للكنائس الأرثوذكسية والشرقية ، هي السبب في ذلك  الاختلاف

ويرمز للقيامة في الغرب   بالارنب  مع سلة تحوي البيض الملون  علي ان الارنب  يمثل  الخصوبة بالنسبة  للكبار وكتسلية للاطفال  وكعادة له تاريخ ضارب في القدم
اما الكنائس الشرقية خاصة القبطية  فترمز للقيامة بالبيض  والبيضة محكمة الغلق وبداخلها كائن حي عندما يخرج لايحتاج الي من يخرجه فهو يشق بمنقاره الصغير جدار البيضة السميك ويخرج دون ان يعلق شئ من القشرة التي آوته لفترة كما المسيح كان حيا بلاهوته في القبر وخرج منه حيا
واهتمام الغرب بعيد القيامة دون عيد الميلاد الكريسماس  فاحتفالهم بعيد الميلاد احتفالاكبيرا متسعا في حين عيد القيامة لاياخذ نفس اهتمام عيد الميلاد  لان في القيامة تاتي بعد اسبوع الالام الذي يتهرب منه اليهود لانه يذكرهم بما فعلوه من الام للسيد المسيح وحتي لايكون بغضة المسيحيين لهم خاصة وهم  يتحكمون في الاقتصاد الامريكي واغلب دول الغرب
اما الشرق فاهتمامهم العظيم بالقيامة ويعتبرون ان كل الاعياد بما فيها الميلاد انما هو الطريق الي القيامة من خلال الصليب لذلك فنحن نعتبر عيد القيامة هو عيد الخلاص والانعتاق من عبودية الشيطان ونستعد له بصوم متقشف وانقطاعي لمدة 55 يوما
اخرستوس انستي ..اليثوس انستي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق