زغرتا ـ الغربة
احتفلت رعية مار سركيس وباخوس في
حرف مزيارة في قضاء زغرتا، باليوبيل الكهنوتي الذهبي لخادم الرعية الخوري حنا
الباشا، وذلك خلال قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج
بو جوده، في كنيسة الرعية، عاونه في القداس الخوري المكرم حنا الباشا، المرسل
اللبناني الاب ايلي نصر، والكهنة ميشال شمونه، ريمون الباشا، بطرس ضومط، بمشاركة
السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، النائب البطريركي المطران حنا علوان،
ومطران كندا السابق جوزيف خوري، المونسينيور انطوان مخائيل، ولفيف من كهنة
الابرشية.
حضر القداس رئيس بلدية مزياره مارون
سليم دينا، واعضاء من المجلس البلدي، المختار ايلي بو شمونه، المقدم الركن انطون
انطون ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم اسكندر يونس ممثلا المدير العام
لامن الدولة اللواء جورج قرعة، الرائد رينه خوري ممثلا المدير العام للامن العام
اللواء عباس ابراهيم، والرائد الياس ابراهيم ممثلا المدير العام لقوى الامن
الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، رئيس المركز الاقليمي للدفاع المدني
انطوان معوض ممثلا مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، الى حشد من ابناء
البلدة وفعالياتها واهالي وعائلة الخوري المكرم.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو
جوده عظة قال فيها :" خمسون سنة مرّت على سيامتك الكهنوتيّة وعلى خدمتك في
هذه الرعيّة المباركة التي أرادت اليوم أن تعبّر لك عن شكرها وإمتنانها لكل ما قمت
به من خدمات لإبنائها، إن على الصعيد الروحي أو على الصعيد الثقافي والتربوي، أو
على الصعيد الإجتماعي. خمسون سنة ترفع فيها اليوم أنت آيات الشكر للرب وتنشد له مع
المزمور : ماذا أردّ للرب على كل ما أعطاني، آخذ كأس الخلاص وأشكر الرب إلهي".
وتوجه المطران بو جوده الى الخوري
المكرم قائلا له :" خدمتك للرعيّة لم تكن مجرّد قيام بواجب تقليدي، بل كانت
رسالة بكل معنى الكلمة، لأنّ الرب إختارك لتكون نبيّه أي حاملاً لكلمته تهدم وتقلع
كي تغرس وتبني، تحاول أن تقلع من أبناء رعيّتك ما يمكن أن يحصل عند البعض منهم من
ممارسات خاطئة، كي تغرس وتبني فيهم المحبّة والإحترام للقيم والأخلاق المسيحيّة
والإنسانيّة. وكلّنا يعرف أنّ التجارب التي تعترض المؤمنين وخاصة الشبيبة عديدة
ومتنوّعة خاصة عند إختلاطهم بشعوب وحضارات أخرى تختلف عاداتهم وتقاليدهم عن
عاداتنا وتقاليدنا، وهي غالباً ما تهدّد عندهم ما تلقّنوه في بلادهم ورعاياهم من
تربية مسيحيّة وأخلاقيّة. لذلك سعيتَ لأن تكون دائماً حاضراً في الرعيّة تتابع
أوضاعهم وأوضاع أبنائها المقيمين والمغتربين، ولا تفارقها إلاّ نادراً، وبصورة
خاصة للمشاركة في اللقاءات الكهنوتيّة الأبرشيّة وفي الرياضات الروحيّة السنويّة.
وعلى ما علمنا أنّك غادرتها مرّتين لعدّة أيام لسبب آخر، وهو مرض ألمّ بك وهدّد
حياتك، لكنّ الرب بمحبّته شفاك منه كي تعود إلى خدمة الرعيّة بالغيرة والحماس ذاته".
ثم سلم المطران بو جوده الكاهن
المكرم ذخيرة القديس سركيس، من السلطة الكنسيّة في روما قائلا له "سعينا إلى
تلبية طلبك وإنّني سعيد جداً اليوم، وبمناسبة هذا اليوبيل المبارك، أن أعطيك ذخيرة
من القديس سركيس لتضعها في هذه الكنيسة المبنيّة على إسمهما".
وفي نهاية القداس وقبل اعطاء البركة
الاخيرة، تلا المرسل اللبناني الاب ايلي نصر الرقيم البطريركي الذي ارسله البطريرك
الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى الخوري المكرم حنا الباشا في مناسبة
يوبيله الذهبي وجاء فيه :" نرفع معكم ومع عائلتكم وانسبائكم وابناء رعية مار
سركيس وباخوس في حرف مزياره، نشيد الشكر لله، لمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي،
الذي تحتفلون به، وتجددون العهد الذي قطعتموه امام الله يوم دعاكم المسيح الكاهن
الازلي وانطلقتم الى الخدمة الكهنوتية بقوة الروح القدس، وها انتم تجددون العهد
امام اعين راعي الابرشية سيادة اخينا المطران جورج بو جوده وامام الجسم الكهنوتي.
لقد اخذتم عن بيتكم الوالدي روح الايمان والتقوى، فاسستم عائلة صالحة من ثلاثة
ابناء وثلاث بنات، مع شريكة حياتكم السيدة روزيت ضومط، وما زرعتم في عائلتكم
الصغيرة من قيم مسيحية وروحية رحتم تنشرونها في العائلة الكبيرة التي خدمتم، اي في
الرعية التي اسندت اليكم خدمتها، فعلمتم الكلمة ووزعتم الاسرار ونشاتم الاجيال
الطالعة بكل مسؤولية وجداره. لم تتوانوا يوما عن الحضور في الرعية الا لاشتراككم
في الرياضة السنوية الروحية او لاسباب مرضية قاهرة. انكم تواظبون على صلاة الفرض
اليومية لكي تستمدوا من الله تعالى القوة والعضد في رسالتكم وتستمروا في التقديس
والتعليم والتدبير، لقد اسستم الجيش المريمي واخوية مار شربل وما زلتم ترافقونهم
بارشاداتكم وتوجيهاتكم. اننا اذ نهنئكم من صميم القلب، ونعرب لكم عن اطيب التمنيات
مع جميع المبتهجين معكم بهذا اليوبيل الكهنوتي، مع تاكيد محبتنا وتقديرنا لجهودكم
وعطاءاتكم في خدمة الابرشية والكهنوت، نسال الله بشفاعة امنا مريم العذراء
والقديسين سركيس وباخوس ان يسدد خطاكم ويثبتكم في محبته لتواصلوا مسيرتكم
الكهنوتية بك غيرة واخلاص".
من ثم تلا السفير البابوي غابريال
كاتشيا نص البركة البابوي التي ارسلها البابا فرنسيس الاول للمناسبة عينها وجاء
فيها :"ان قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الاول يمنح البركة الرسولية الى
الخوري حنا الباشا في مناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي، والتسبيح للرب لسنوات عديدة
في خدمة الكنيسة، نلتمس له نعما فياضة متجددة له، ولزوجته روزيت، ولابنائه وبناته،
ولاحفاده وحفيداته، ولكل من اشترك معنا في هذه المراسم في كنيسة القديسين سركي
وباخوس ـ حرف مزيارة".
في الختام اقيم حفل عشاء حاشد في
نادي شبيبة حرف مزياره، تخلله كلمات لكل من وقف رعية حرف مزياره القاها جوزيف بو
شمونه عضو لجنة الوقف، ثم المختار ايلي بو شمونه، والاب ايلي نصر، وكلها اجمعت على
مسيرة الخوري الكرم حنا الباشا الذي كانت له كلمة ختامية شكر فيها كل من حضر وتعب
وساهم في انجاح هذا الحفل متمنيا ان يعطيه الرب القوة والصحة كي يستطيع الاستمرار
في رسالته الكهنوتية ومرشدا للشبيبة في مسيرتها الايمانية".