اليوبيل الكهنوتي الذهبي للخوري حنا الباشا في حرف مزياره ـ زغرتا


زغرتا ـ الغربة
احتفلت رعية مار سركيس وباخوس في حرف مزيارة في قضاء زغرتا، باليوبيل الكهنوتي الذهبي لخادم الرعية الخوري حنا الباشا، وذلك خلال قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة الرعية، عاونه في القداس الخوري المكرم حنا الباشا، المرسل اللبناني الاب ايلي نصر، والكهنة ميشال شمونه، ريمون الباشا، بطرس ضومط، بمشاركة السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، النائب البطريركي المطران حنا علوان، ومطران كندا السابق جوزيف خوري، المونسينيور انطوان مخائيل، ولفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس رئيس بلدية مزياره مارون سليم دينا، واعضاء من المجلس البلدي، المختار ايلي بو شمونه، المقدم الركن انطون انطون ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم اسكندر يونس ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، الرائد رينه خوري ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والرائد الياس ابراهيم ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، رئيس المركز الاقليمي للدفاع المدني انطوان معوض ممثلا مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، الى حشد من ابناء البلدة وفعالياتها واهالي وعائلة الخوري المكرم.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" خمسون سنة مرّت على سيامتك الكهنوتيّة وعلى خدمتك في هذه الرعيّة المباركة التي أرادت اليوم أن تعبّر لك عن شكرها وإمتنانها لكل ما قمت به من خدمات لإبنائها، إن على الصعيد الروحي أو على الصعيد الثقافي والتربوي، أو على الصعيد الإجتماعي. خمسون سنة ترفع فيها اليوم أنت آيات الشكر للرب وتنشد له مع المزمور : ماذا أردّ للرب على كل ما أعطاني، آخذ كأس الخلاص وأشكر الرب إلهي".
وتوجه المطران بو جوده الى الخوري المكرم قائلا له :" خدمتك للرعيّة لم تكن مجرّد قيام بواجب تقليدي، بل كانت رسالة بكل معنى الكلمة، لأنّ الرب إختارك لتكون نبيّه أي حاملاً لكلمته تهدم وتقلع كي تغرس وتبني، تحاول أن تقلع من أبناء رعيّتك ما يمكن أن يحصل عند البعض منهم من ممارسات خاطئة، كي تغرس وتبني فيهم المحبّة والإحترام للقيم والأخلاق المسيحيّة والإنسانيّة. وكلّنا يعرف أنّ التجارب التي تعترض المؤمنين وخاصة الشبيبة عديدة ومتنوّعة خاصة عند إختلاطهم بشعوب وحضارات أخرى تختلف عاداتهم وتقاليدهم عن عاداتنا وتقاليدنا، وهي غالباً ما تهدّد عندهم ما تلقّنوه في بلادهم ورعاياهم من تربية مسيحيّة وأخلاقيّة. لذلك سعيتَ لأن تكون دائماً حاضراً في الرعيّة تتابع أوضاعهم وأوضاع أبنائها المقيمين والمغتربين، ولا تفارقها إلاّ نادراً، وبصورة خاصة للمشاركة في اللقاءات الكهنوتيّة الأبرشيّة وفي الرياضات الروحيّة السنويّة. وعلى ما علمنا أنّك غادرتها مرّتين لعدّة أيام لسبب آخر، وهو مرض ألمّ بك وهدّد حياتك، لكنّ الرب بمحبّته شفاك منه كي تعود إلى خدمة الرعيّة بالغيرة والحماس ذاته".
ثم سلم المطران بو جوده الكاهن المكرم ذخيرة القديس سركيس، من السلطة الكنسيّة في روما قائلا له "سعينا إلى تلبية طلبك وإنّني سعيد جداً اليوم، وبمناسبة هذا اليوبيل المبارك، أن أعطيك ذخيرة من القديس سركيس لتضعها في هذه الكنيسة المبنيّة على إسمهما".
وفي نهاية القداس وقبل اعطاء البركة الاخيرة، تلا المرسل اللبناني الاب ايلي نصر الرقيم البطريركي الذي ارسله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى الخوري المكرم حنا الباشا في مناسبة يوبيله الذهبي وجاء فيه :" نرفع معكم ومع عائلتكم وانسبائكم وابناء رعية مار سركيس وباخوس في حرف مزياره، نشيد الشكر لله، لمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي، الذي تحتفلون به، وتجددون العهد الذي قطعتموه امام الله يوم دعاكم المسيح الكاهن الازلي وانطلقتم الى الخدمة الكهنوتية بقوة الروح القدس، وها انتم تجددون العهد امام اعين راعي الابرشية سيادة اخينا المطران جورج بو جوده وامام الجسم الكهنوتي. لقد اخذتم عن بيتكم الوالدي روح الايمان والتقوى، فاسستم عائلة صالحة من ثلاثة ابناء وثلاث بنات، مع شريكة حياتكم السيدة روزيت ضومط، وما زرعتم في عائلتكم الصغيرة من قيم مسيحية وروحية رحتم تنشرونها في العائلة الكبيرة التي خدمتم، اي في الرعية التي اسندت اليكم خدمتها، فعلمتم الكلمة ووزعتم الاسرار ونشاتم الاجيال الطالعة بكل مسؤولية وجداره. لم تتوانوا يوما عن الحضور في الرعية الا لاشتراككم في الرياضة السنوية الروحية او لاسباب مرضية قاهرة. انكم تواظبون على صلاة الفرض اليومية لكي تستمدوا من الله تعالى القوة والعضد في رسالتكم وتستمروا في التقديس والتعليم والتدبير، لقد اسستم الجيش المريمي واخوية مار شربل وما زلتم ترافقونهم بارشاداتكم وتوجيهاتكم. اننا اذ نهنئكم من صميم القلب، ونعرب لكم عن اطيب التمنيات مع جميع المبتهجين معكم بهذا اليوبيل الكهنوتي، مع تاكيد محبتنا وتقديرنا لجهودكم وعطاءاتكم في خدمة الابرشية والكهنوت، نسال الله بشفاعة امنا مريم العذراء والقديسين سركيس وباخوس ان يسدد خطاكم ويثبتكم في محبته لتواصلوا مسيرتكم الكهنوتية بك غيرة واخلاص".
من ثم تلا السفير البابوي غابريال كاتشيا نص البركة البابوي التي ارسلها البابا فرنسيس الاول للمناسبة عينها وجاء فيها :"ان قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الاول يمنح البركة الرسولية الى الخوري حنا الباشا في مناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي، والتسبيح للرب لسنوات عديدة في خدمة الكنيسة، نلتمس له نعما فياضة متجددة له، ولزوجته روزيت، ولابنائه وبناته، ولاحفاده وحفيداته، ولكل من اشترك معنا في هذه المراسم في كنيسة القديسين سركي وباخوس ـ حرف مزيارة".

في الختام اقيم حفل عشاء حاشد في نادي شبيبة حرف مزياره، تخلله كلمات لكل من وقف رعية حرف مزياره القاها جوزيف بو شمونه عضو لجنة الوقف، ثم المختار ايلي بو شمونه، والاب ايلي نصر، وكلها اجمعت على مسيرة الخوري الكرم حنا الباشا الذي كانت له كلمة ختامية شكر فيها كل من حضر وتعب وساهم في انجاح هذا الحفل متمنيا ان يعطيه الرب القوة والصحة كي يستطيع الاستمرار في رسالته الكهنوتية ومرشدا للشبيبة في مسيرتها الايمانية".  

هل الجهل سبب التمسك بالمادة 219 / الشيخ د. مصطفى راشد

أم أن العمالة للغرب هى الدافع لتنفيذ أجندة التفتيت والتقسيم؟
                        
أتمنى  مناقشة كل من يطالب ويتمسك بالمادة 219  من الدستور المعدل ، لقمة الإعجاز الذى سيحدثه  بهذا الوطن الآمن  الذى نتمنى له الإستقرار   لأن المادة 219 التى تقول (  ، أن مبادىء الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلیة وقواعدها الأصولیة والفقهیة ومصادرها المعتبرة  فى مذاهب أهل السنة والجماعة ) فى الدستور المعدل السلفى الإخوانى لعام 2012
فقد وضعها هؤلاء معللين بقولهم  كى تشرح معنى كلمة مبادىء الواردة فى المادة الثانية من الدستور المعدل ،  والتى تقول (الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع )  ورغم أن الدين يحمله ويعتقد به الإنسان ، والدولة لا تعقل كى يكون لها دين ، إلا أن المشكلة  ليست هنا ، فالمشكلة  ظهرت عندما  أتى العبقرى واضع المادة 219 بتعريف مبادىء الشريعة ، حيث أن المبادىء التى نعرفها  للشريعة هى أن  كلمة مبادىء تنصرف إلى المبادىء العامة للشريعة الإسلامية والموجودة  بكل الشرائع السماوية  مثـل؛
وحريتة ----- ومبدأ: - السلام ورفض العنف  ومبدأ :- كرامة الإنسان  مـبـدأ: العدالة،
 ومبدأ: لا ضرر ولا ضرار،
 ومبدأ: حفظ النفس والمال،
.                                                                               ومبدأ: عدم الإكراه في الدين  لكن أن يأتى من يتمسك بهذا التعريف بهذا الشكل  الوارد فى المادة  219  ويجعلها نص مُلزم بالدستور القادم  ،فهذا أمر فى غاية الخطورة على  مستقبل هذا الوطن ، لأن الشريعة الإسلامية أقل من   10% منها فقط  يقوم على أدلة قطعية الثبوت ، أما حولى 90% من الشريعة  يعود لرؤى وأراء وإجتهادات  وتفسيرات فقهاء ومشايخ بشر مثلنا ، ماتوا منذ أكثر من 1200 عام ، وقد تأثروا فى رؤيتهم  وتفسيراتهم وكذا إجتهادهم  بظروف زمنهم  الفقير الذى لم يعرف أو يرى التكنولجيا الحديثة ولا الإنترنت ولا الطيران  ولا المصارف الدولية  والبنك الدولى  وقرارات وقوانين الأمم المتحدة  والإتفاقات الدولية إلى أخره ، لذا رأيناهم يتحدثون عن العبيد والسبايا ، ونظام المقايضة والبغال والحمير والبعير، وإستخدام العقاب البدنى بدلا من العقاب القانونى ، لعدم وجود سجون لديهم ،  وعدم قتل المسلم بغير المسلم ، أى يستطيع المسلم قتل غير المسلم ولا يعاقب ، ونظام المبايعة المختلف عن النظام الإنتخابى  القائم على مشاركة الجميع بصوته ورأيه ، كما رأيناهم يتحدثون عن التداوى ببول البعير لعدم وجود تكنولجيا لتصنيع الأدوية الحديثة ،  ورأيناهم يجعلون مدة الحمل أربعة أعوام ، لعدم وجود أجهزة الأكسراى الأشعة والسونار   . 
ومع كل ذلك فالأمر له حلول ، ولهم إجتهاد ولنا إجتهاد ، لكن مايفعله العبقرى  الذى يتمسك  بالمادة 219 الأن دون وعى ، هو أنه قد جمع كل الأراء والمذاهب المتناقضة لتكون مرجع للمشرع والقاضى ولمؤسسات الدولة  ولأن القواعد الأصولية والفقهية ، ومذاهب أهل السنة والجماعة ، متضاربة ومختلفة فيما بينها ،وهى  بالألاف ،  فبأى منهم سيلتزم المشرع ، أو القاضى ، أو المسؤل بأى مؤسسة، أو وزير . فهل الدستور يوضع لتشتيت الناس وتضارب المؤسسات ، فيكون سببا فى تفتيت وهدم  الدولة ، والقضاء على دولة القانون  ، والعودة  لدولة القبيلة ويتحزب كل فريق لحزبه ومذهبه ، ثم ماذا يفعل القاضى  لو كان ينتمى للمذهب الحنبلى مثلا ، و الخصوم أحدهما للمذهب المالكى ، والأخر للمذهب الشافعى ،  والثالث للمذهب الحنفى ، فبأى مذهب سيلتزم القاضى  ،  أم يتخيل العبقرى  المتمسك بالمادة 219  أن كل البشر ينتمون لمذهب واحد ،  فلو كان الأمر كذلك ماكنا رأينا الإختلافات وتعدد الجماعات والفرق  والأحزاب الإسلامية ، وكلاً منهم يكفر الآخر ، فهذا إخوانى وهذا سلفى وهذا جهادى إلى أخره ، كما أن الشيعى المصرى غير مُلزَم  بمذاهب أهل السنة جميعاً ، فهل أصبح المواطن المصرى الشيعى فوق الدستور أم نُزعَت عنه الجنسية ، فهل العبقرى الذى يتمسك بهذه المادة يستطيع  أن يحدد لنا أى مذهب سيتبع، وهل هو مدرك لما يفعل بهذا الوطن المكلوم الجريح ، الذى تلتف حوله  طيور الظلام  تنهشه بلا رحمة ، فلو كان يدرك فتلك مصيبة ولو كان لا يدرك فالمصيبة أشد ، أما إدراكه فيعنى أنه ينفذ أجندة غربية تسعى لتقسيم وتفتيت الوطن بأسم الدين وبإستعمال المتأسلمين  تجار الدين  وهو أمر بات معلوماً للجميع ،  لذا نقول لهذا العبقرى  إقرأ وتعلم قبل أن تتكلم حتى لا تكون سبباً فى تفتيت وتشتيت الآمة دون أن تدرى ولو كنت تدرى  فحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فيك  .
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان    
 ت دولى 61426895595



أقباط مصر حائط صد للدفاع عن شيخ الأزهر

القاهرة، مصر (CNN)--
لم تقتصر ردود الأفعال الغاضبة التي أثارتها انتقادات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، على المسلمين فقط، بل امتدت إلى الكنائس والهيئات القبطية، التي شكلت ما يمكن وصفه بـ"حائط صد"، للدفاع عن إمام أكبر مؤسسة دينية للمسلمين في مصر.
وفي خضم الردود الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية المصرية، على تصريحات أردوغان، التي قال فيها إن مشهد وقوف الطيب إلى جانب من أسماهم رئيس الحكومة التركية بـ"الانقلابيين"، قد أصابه بـ"خيبة أمل"، توالت ردود الأفعال على ما اعتبر "تطاولاً" بحق شيخ الأزهر.
وفي محاولة للتضامن مع شيخ الأزهر، إزاء ما تعرض له من انتقادات من جانب رئيس الحكومة التركية، أجرى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، اتصالاً هاتفياً مع الدكتور الطيب، صباح الثلاثاء، أكد خلاله تقديره لشيخ الأزهر، ورفضه لأي إساءة له.
وذكر سكرتير البابا، القمص أنجليوس إسحاق، أن "البابا تواضروس أعرب خلال الاتصال، عن رفضه الشديد، وأسفه على التطاول من قبل رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، على شيخ الأزهر، الذي يعد أحد الرموز الوطنية المخلصة، وصمام الأمان في مصر."
كما أعرب البابا تواضروس، بحسب المتحدث نفسه، عن رفضه لأي تدخل خارجي في شؤون مصر الداخلية، وأوضح أنه "عندما جاءت ثورة 30 يونيو (حزيران) العظيمة، كان لابد للأزهر والكنيسة أن يساندا الشعب المصري والجيش والشرطة، وهذا دفع كثيرين من الخارج لأن يتطاولا عليهما."
كما نقل القمص أنجليوس عن البابا تواضروس، وبحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، قوله: "لن تتأثر رموزنا الدينية والوطنية بكل هذه التطاولات، ونحن ننكر دائماً الإساءة والتطاول على رموزنا الوطنية والدينية."
إلى ذلك، استنكرت "الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية" ما وصفته بـ"تطاول" رئيس الوزراء التركي على شيخ الأزهر، وقال نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ومدير عام الهيئة، القس أندريه زكي، في بيان له الثلاثاء، إن "شيخ الأزهر قامة دينية، لها ثقلها، ليس في مصر وحدها، بل في العالم كله."
وبينما أكد زكي أن "الهيئة ترفض أي تدخل أو تطاول على مصر، وأي من قياداتها، سواء كانت سياسية أو دينية أو شعبية"، فقد اعتبر أن "تطاول أردوغان على شيخ الأزهر، يمثل تمادياً وتطاولاً في حق جميع المصريين، المسلمين والمسيحيين، ويتجاوز كافة حدود اللياقة والحنكة السياسية."

البطريرك الراعي يتراس في كفرصغاب حفل تكريم العلامة الاب يواكيم مبارك



الغربة ـ فريد بو فرنسيس - مصور                                               
دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي بشدّة الإنفجارين المروّعَين في طرابلس عاصمةِ الشمال، واللذين وقع ضحيتهما مواطنون أبرياء وحيا شبابَ طرابلس والضاحية وحركةَ "معًا نعيد البناء" وكلَّ ذوي الهممِ والمؤسسات التي تعمل بكلّ قواها لإعادة البناء ومساعدةِ العائلات للعودة الى المنازل والمحال التجارية.
ودعا غبطته المواطنين ولاسيما في الضاحية وطرابلس الى الوعي والتروّي وأخذ الأمثولة البنّاءة، والإلتزام في شدّ أواصر الوحدة الداخليّة وفي دعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية لافتا الى إنّ مسؤوليّة المرجعيّات السياسيّة عن التسبّب بالفلتان الأمني وتنقّلِ السيّارات المفخّخة، توجب عليهم أيضًا، بحكم ضميرهم الوطني، تلبيةَ دعوة رئيس الجمهوريّةالى الحوار، مشيرا الى إنّ مسؤوليّتَهم الجسيمة عن هذه الكوارث الوطنيّة، توجب عليهم إخراجَ لبنان من محاور النزاع الإقليمي المذهبي وارتباطاته الدّوليّة، وتحريرَه من إملاء القرارِ الخارجي والتبعيّةِ
واكد غبطته ان ان المصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبل افضل والمصالحةً السياسيّة تكون بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة ودولةِ الحقّ الصالحة والعادلة؛
البطريرك الراعي ترأس قداس الاحد في الديمان وعاونه المطارنة رولان ابو جودة ،بولس امبل سعادة ومطانيوس الخوري والمونسينيور فيكتور كيروز وكاهن رعية مار تقلا المروج الاب جوزيف العلم وخدمت القداس جوقة مار تقلا المروج .
وبعد تلاوة الانجيل المقس القى غبطته عظة بعنوان "خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبّت كثيرًا" وفيها
 يسعدني أن أُرحّبَ بكم جميعًا وقد توافدتم من مختلف المناطق، راجين أن يكون لقاؤنا مع الله، الواحد والثالوث، في هذه الليتورجيا الإلهية، تثبيتًا لإيماننا بالمسيح المخلّص والفادي، وتجديدًا لمحبّتنا له. ونسأله أن يذكيَ فينا روحَ الندامة على خطايانا والتماسَ مغفرتها، عبر سرِّ التوبة وخدمةِ الكاهن. نأمل أن يكونَ نصيبُنا مثلَ تلك المرأة. فنسمع من المسيح، على لسان الكاهن قابل توبتنا، ما قاله الرب لها: "إيمانك خلّصك! إذهبي بسلام" (لو 50:7). ونرحّب بنوعٍ خاص بمجلس أمناء متحف التراث اللبناني الكائن في مبنى الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة؛ وبرعيّة المتين وجوقتِها وخدّام المذبح. ما زلنا نعيش ذكريات زيارتنا الراعوية لها ولبلدات المتن الأعلى. وإنّنا نُصلّي معًا من أجل السلام في لبنان وسوريّا والعراق ومصر.
واضاف: ما أحوجنا اليوم، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الى إيمانٍ حقيقيٍّ بالله، يَظهر، على حقيقته وأصالته، في محبّتنا الكثيرة لله ولشخص المسيح، فنقرَّ بخطايانا وأخطائنا ونلتمسَ الغفرانَ من الله! إن الإيمانَ الصحيحَ ينكشف ويتجسّد في المحبة لله وللناس، ويُترجم بالتوبة عن الخطايا وأفعالِ الشرّ، وبالتماس الغفران الإلهي. مَن يؤمن حقًا بالله، يُحبُّ من كل القلب، ويسعى الى المصالحة، ويصمّم على بدء حياة جديدة، بالمسلك والنهج والتعاطي. وطالما قلبُالإنسان فارغٌ من الإيمان والحب، يبقى مُباعًا ومستعبدًا للشرّ وأسيرًا للغريزة والرذيلة. أجل، من يحبُّ كثيرًا، ويندمُ على أخطائه وشروره وخطاياه ويقرُّ بها، يَغفر له اللهُ خطاياه الكثيرة.
إنَّ الذين يُمعنون في الشرّ تخطيطًا وتنفيذًا، ويثيرون النزاعات ويفتعلون الحروب وممارسة العنف والإرهاب، ويرفضون التفاهم والحوار والمصالحة، هؤلاء قلوبُهم خاليةٌ من الإيمان والحب، ومستعبَدون لشرورهم، ومُباعون لأسيادهم أمراء الشر.
 لا يسعنا في المناسبة إلا أن نستنكر وندين بشدّة الإنفجارين المروّعَين في طرابلس عاصمةِ الشمال في الأول من أمس، وقد وقع ضحيتهما مواطنون أبرياء: ما يزيد على خمسة وأربعين شهيدًا، وخمسماية جريح، وأضرارٌ مادّيّةٌ باهظة. يا لهول الجريمة ضدّ الله والإنسانية ولبنان وشعبِه، وقد تلت تفجيرَ محلّة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية التي أدانها الجميع. إنّنا نصلّي لراحة نفوس الضحايا في محلّة الرويس وفي طرابلس، ونعزّي أهلَهم. ونلتمسُ من الله الشفاء للجرحى، ونتعاطفُ مع جميع المتضرّرين في بيوتهم ومحالِّهم التجارية وممتلكاتهم. ونُحيّي شبابَ طرابلس والضاحية وحركةَ "معًا نعيد البناء" وكلَّ ذوي الهممِ والمؤسسات التي تعمل بكلّ قواها لإعادة البناء ومساعدةِ العائلات للعودة الى المنازل والمحال التجارية.
وندعو المواطنين ولاسيما في الضاحية وطرابلس الى الوعي والتروّي وأخذ الأمثولة البنّاءة، والإلتزام في شدّ أواصر الوحدة الداخليّة وفي دعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية التي تحمي الجميع. فلا أحد من الشعب اللبناني يريد استبدالها بالأمن الذاتيّ المرفوض من الجميع.
  يا له من إجرامٍ ارتُكبَ في جنوب العاصمة بيروت وفي قلب طرابلس عاصمة الشمال. إنّه يدلّ على الوحشية، وتجريد الإنسان من إنسانيته لدى كل من يقترفُه ويدبّرُه ويموّلُه ويحرّضُ عليه! ما معنى هذا الإجرام المتزايد في لبنان وسوريا ومصر والعراق ؟ أهذه هي الحضارة التي بناها معًا المسيحيون والمسلمون منذ ألفٍ وأربعماية سنة في أوطانهم؟ نحن المسيحيين نرفض أن يُشوَّه الدينُ الاسلاميُّ بمثل هذه الممارسات. ماذا نقول للعالم المتمدّن عن حضارتنا في العالم العربي؟ ليست ثقافتُنا ثقافةَ القتل والدمار، بل ثقافةُ الحياة والبناء والترقّي. ايُّ إرثٍ يتركُ الكبارُ للأجيال الجديدة؟ وفي مصر، ما معنى الاعتداءُ على كنائس المسيحيين وقد أحرق منها المعتدون ثلاثًا وسبعين كنيسة؟ إننا نتعاطف مع الشعب المصري، ونؤيد رفضه لممارسة العنف والإرهاب والاعتداء، وندعوه بحكم حضارته العريقة الى وحدته الداخلية والصمود بوجه الشر. الوجود المسيحي في مصر يرقى إلى ألفي سنة، إلى عهد العائلة المقدّسة الهاربة من شرّ هيرودس الملك. ولقد طبعت المسيحيةُ بوجودها وأديارها الزاهرة ومؤسساتها التربوية والاقتصادية والتجارية والفنية ثقافةَ مصر وأسهمت في حضارتها. الاقباط هم السكان والمواطنون الأصليون والأصيلون في مصر. لهم في حضارتها وثقافتها أكثر من غيرهم. فيجب على الدولة تأمين كلّ حقوقهم كمواطنين، والسهر على أمنهم وسلامة ممتلكاتهم بوجه المتطرفين المعتدين.
 أمام الإنفجارات في الضاحية الجنوبية من بيروت، وفي طرابلس مقابل مسجدَين، والمؤمنون في صلاة، لا يكفي التنديد والإدانة، على أهميتهما. بل يجب على أصحاب السلطة في لبنان والأفرقاء المتنازعين الرافضين الجلوس معًا إلى طاولة الحوار، والذين يعطّلون تأليف حكومة جديدة، ويشلّون عمل المجلس النيابي، ويعلّقون مجرى الحياة العامّة، تشريعًا وإدارةً ومشاريعَ إجرائيّة، أن يدركوا أنهم هم أنفسُهم المسؤولون عن الفلتان الأمني وتفشّي السلاح غير الشرعي، وتنقّل السيّارات المُفخّخة من منطقة إلى أخرى، وعن التسبّب بالإنفجارات. إنّ دماء الشهداء الأبرياء تستصرخ ضمائرهم. بل صوتُ الله يناديهم، كما نادى اللهُ قايين قاتلَ أخيه: "أين أخوك؟. إنّ مسؤوليّتَهم الجسيمة عن هذه الكوارث الوطنيّة، توجب عليهم إخراجَ لبنان من محاور النزاع الإقليمي المذهبي وارتباطاته الدّوليّة، وتحريرَه من إملاء القرارِ الخارجي والتبعيّةِ له، وعدم ربطِ مصيره بتطوّر الأحداث في سوريّا وسواها. ولكنّهم لن يستطيعوا فعلَ ذلك إلا بالحوار المسؤول والصادقِ وبسلامة النوايا، والتجرّدِ من المصالح والحسابات الشخصيّة والفئويّة والمذهبية. هذا ما سمعنا الشعب يدعو إليه في الضاحية وفي طرابلس. وأكبرنا مبادرة الأطفال والنساء الذين نثروا الورود في الضاحية، علامةَ محبّةٍ وتضامنٍ مع أهل طرابلس، ونبذًا للعنف والنزاعات السياسيّة - المذهبيّة.
إنّ مسؤوليّة المرجعيّات السياسيّة عن التسبّب بالفلتان الأمني وتنقّلِ السيّارات المفخّخة، توجب عليهم أيضًا، بحكم ضميرهم الوطني، تلبيةَ دعوة رئيس الجمهوريّة، في ندائه مساء أمس، إلى اتّخاذ قرارٍ وطنيٍّ مسؤول يؤدّي إلى المصالحة الوطنيّة، وإلى تسهيل التأليف لحكومة جديدة قادرة، وإلى الجلوس إلى طاولة الحوار الوطني من دون شروط. فالحوار الوطنيّ المخلص والمتجرّد يصل في إيجابياته ونتائجه إلى ما يفوق كلَّ الشروط. بل هذا النداء يأتي من الضحايا البريئة التي أوقعَتْها الانفجاراتُ في الضاحية وطرابلس.
وتابع :نحتاج في أيّامنا إلى قلوب ملؤها الحبُّ لله ولكلّ إنسان، لكي ترحمَ وتتحنّن، وتغتنيَ بالمشاعر الإنسانية. لأنّ مَن يحبُّ الله يتّقيه في خلائقه، فيحترمَ الانسانَ في كرامته وسلامه وقدسيّةِ الحياة. ومَن يحبُّ الله يدرك إساءاتَه إليه بخطاياه وشروره. ومَن يحبُّ الله يلتمس منه مغفرةَ خطاياه وهي بمثابة ديون، ويغفرُ بدوره لمن أساء. وحدهم كبارُ النفوس والقلوب يستطيعون ذلك، لا صغارها.
 المصالحة هي حاجةُ مجتمعنا اللبناني وكلِّ المجتمعات البشريّة. فالمصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبلٍ جديدٍ أفضل. معَ المصالحة تنتهي حربُ المصالح الشخصيّة والفئويّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة. وبالمصالحة تخمد الخلافات وتزول العداوات وتتبدّل الذهنيّات. إنها الحلّ لكل معضلات الأشخاص والجماعات. وإنّا، بحقّ الضحايا البريئة والدماء المُراقة، ندعو إلى المصالحة أوّلاً مع الله والذات بروح التوبة؛ وإلى المصالحةً الإجتماعيّة بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حلِّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم، ومع الفقراء وسائر المعوِزين بمبادراتِ محبّة، ومع الجميع بتعزيز العدالة الإجتماعيّة ورفعِ الظلم والفساد، وتأمينِ الحقوق الأساسيّة؛ فإلى المصالحةً السياسيّة بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة ودولةِ الحقّ الصالحة والعادلة؛ أخيرًا إلى المصالحة الوطنيّة القائمة على التزام عقدٍ إجتماعيٍّ يُجدّد ميثاقنا الوطني ويُحصّن العيشَ معًا، ومشاركةَ الجميع العادلة والمنصفة في إدارة شؤون البلاد. المصالحة، بكل وجوهها، هي بنوعٍ خاص رسالة المسيحيين الذين يقولون مع بولس الرسول: "لأنّ الله صالح العالم مع نفسه بالمسيح، أودعنا كلمة المصالحة، نحن سفراء المسيح لهذه المصالحة" (2كور5: 19-20).
وتابع: فيما البلدان العربية، في معظمها، تبحث عن هويّتها، ولكن بكل أسف، عن طريق العنف والقتل والدمار وتمزيق العائلة الاسلامية من الداخل، نرى بكلّ أسف أيضًا، أنّ لبنان،بالمقابل، آخذٌ في نسيان هويّته وتشويهها بسبب الصراع السياسي - المذهبي، وفي فقدان دوره ورسالته في الأسرتين العربية والدّوليّة، وبخاصّة على مستوى العيش المشترك والتفاعل بين المسيحية والإسلام. ذلك أنّ الأفرقاء السياسيين المتنازعين على أساس سياسيٍّ - مذهبي، إنّما ينتهكون الميثاق الوطني، ميثاق 1943، الذي يشكّل الصيغة النهائيّة للتاريخ التعايشي بين المسيحيين والمسلمين، حتى قيل عن لبنان أنّه "الابنُ البكر للمساكنة الآمنة بين الإسلام والمسيحية"[1]. بفضل هذه الصيغة تعيش الديانتان معًا بدون أي تمييزٍ عنصريّ، وعلى ذات المستوى من المساواة. إنَّ ميثاقَ العيش المشترك في لبنان علامةٌ مرفوعة ضد الأنظمةِ الآحاديّة في البلدان العربية، وضد عِرقيّة النظام الصهيوني.
هذا الميثاق جعل من لبنان مكانًا مُميَّزًا للدفاع عن الإنسان، لا لأنّه مسيحيٌّ أو مسلم، أكثريةٌ أو أقلّية، مُهيمنٌ أو مُتسامح، بل لأنّه إنسان[2]. كما جعل منه "وطنَ حقوق الإنسان"، وطنًا يحفظ الإسلام من الانحراف أمام العرقيّة الصهيونيّة والميلِ إلى عرقية إسلاميّة. لقد نجح الميثاقُ الوطنيُّ اللبناني، في الأساس، في أن يُقيم شيئًا من المنطق المرجِّح لمنطق الشعب على منطق العشائر، ومنطق العقل على الطائفة، ومنطق الدولة على الإقطاع. ولذلك، لبنان مشروعٌ دائمُ التحقيق، وزمنٌ تاريخيٌّ خلاّق غيرُ قابلٍ للتحجّر. إنّه مشروع"البناء الوطني" الذي يُميّز الدولة اللبنانية عن محيطها، بكونها تقرّ دستوريًّا الحقّ بالاختلاف، والاعتراف بفسيفساء العائلات الروحيّة والتعايش، كضرورة للحياة المشتركة[3].
وختم: إنّنا نُصلّي لكي يدركَ المسؤولون السياسيّون مسؤوليّتهم في الحفاظ على لبنان الوطن والنموذج، فيعودوا إلى تجديد ميثاقِنا الوطني وتطويرِه، فيكون للبنان دورُه المساهم في انبثاق فجرٍ للربيع العربيّ المنشود. وليتمجّد اللهُ في خلقه، الآبُ والابنُ والروحُ القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
وبعد القداس استقبل البطريرك الراعي مجلس امناء متحف التراث اللبناني والقى امينه العام سيمون الخازن كلمة شكر فيها البطريرك على رعايته مسيرة المتحف وفال :اليوم نأتيكم لامرين الاول تجديد الشكر والولاء لشخصكم ولمقامكم الروحي والوطني والثاني ان نعاهدكم بمتابعة العمل وبمسؤولية اكبر العناية بتراثنا اي هويتنا التي تحدد دورنا ورسالتنا في لبنان وفي هذه المنطقة ونعمل لاتفاقيات تعاون تحققت اولاها مع الجامعة اللبنانية بعد اتفاق الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية كما تشكلت الحلقة الاولى لمجلس امناء متحف التراث اللبناني .وكلنا امل بان يكون عملنا ترجمة لتوجهات غبطتكم واسهاما في رسالتكم الكبرى والتي تهدف الى تعميق الارتباط بتراثنا.
كما استقبل غبطته المشاركين في الذبيحة الالهية ثم المهندس جون مفرج والشيخ بنوا كيروز.فوفدا من رعية مار منصور النقاش الذي عرض مع غبطته شؤون  الرعية طالبا من غبطته اعطاء توجيهاته الابوية لمعالجة الامور المتعلقة بالرعية
 وكان البطريرك الراعي تراس في كفرصغاب مساء السبت حفل تكريم العلامة الاب يواكيم مبارك بحضور عدد من المطارنة الموارنة ورؤوساء البلديات والسيدة ماريال معوض واسرة الاي مبارك واهالي البلدة الذين استقبلوه عند المدخل من جهة قضاء بشري فحرقوا البخور وسار الجميع الى كنيسة سيدة النجاة حيث الاحتفال.الذي استهل بكلمة ترحيب من اليس جبير ونبذة عن الاب مبارك ثم كلمة البلدية القاها رئيس البلدية غسان سميافاكد ان الاب مبارك كان منارة متنقلة بين الشرق والغرب كما شكر للبطريرك الراعي حضوره الاحتفال وقدم لغبطته في نهاية الكلمة درع البلدية عربون شكر وتقدير.
ثم القت كارول فضول كلمة العائلة التي شكرت البطريرك الراعي على مشاركته في الاحتفال وعلى تدشينه مدرسة على اسم الاب مبارك في قنوبين ثم تحدثت عن الاب العلامة الملهم والمحب والمفكر الذي اعطى الكنيسة الكثير من فكره وعقله وقلبه.
بعدها كلمة راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خير الله الذي اشار الى ان الخوري يواكيم مبارك الاصلاحي على خطى البطريرك الدويهي العظيم وقال:" عاش في باريس حياة نسكية أكثر من أربعين سنة، درس فيها اللاهوت والفلسفة والعلوم الإسلامية، ثم كرّس حياته للوعظ والإرشاد والتدريس والبحث في المجالات الراعوية والكنيسة والفلسفية والسياسية والمارونية والمسكونية والإسلامية والحوار المسيحي الإسلامي. وكانت له مؤلفات عديدة لا تحصى، ومن أهمها وأشهرها الخماسية الإسلامية المسيحية (1972-1973) والخماسية الأنطاكية في بُعدها الماروني (1984). وكان من هذا المؤلَّف الأخير أن دفعه إلى العودة إلى لبنان ليطرح مشروع حياته في الكنيسة المارونية الكفيل بإحداث نهضة جديدة تعيدها إلى دور الريادة في حضورها الفاعل وشهادتها المشرقية الأنطاكية؛ تماماً كما كان فعل قبله البطريرك الدويهي بعد عودته من روما.
فقال البعض إنه عاد إلى مارونيته بعد رحلة طويلة في الإسلام والمسكونية والسياسة.
كلاّ، إنه كان مارونياً في حياته كلها، من ألِفها إلى يائها.
كان مارونياً في غوصه في العالم الإسلامي حتى أصبح مستشاراً ومعاوناً في معهد دار السلام-جامعة الأزهر- في القاهرة منذ سنة 1954.
كان مارونياً في حواره المسكوني والأنطاكي بالذات حتى أصبح مستشاراً دائماً في مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ 1968. وكان من الذين ساهموا مع المطران يوسف الخوري في دخول الكنائس الكاثوليكية في المجلس المذكور كعضو دائم سنة 1991.
كان مارونياً في مواقفه السياسية الجريئة التي دافع فيها عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن مدينة القدس وعن حق الأقليات بالحياة الكريمة.
وكان مارونياً في توقه إلى إصلاح ماروني مجمعي بالعودة إلى الينابيع الروحانية في قنوبين.

وتابع: قرر العودة إلى لبنان ليطرح مشروعه الإصلاحي على الرابطة الكهنوتية في تموز 1985 في خلال الرياضة السنوية التي عنونها: « الموارنة وعلامات الأزمنة. قراءة لفكر البطريرك اسطفان الدويهي». وأطلق معها « المسيرة المجمعية المارونية» التي كان من أهدافها أن تقود إلى عقد مجمع لبناني جديد يكون بمثابة المجمع اللبناني الذي عُقد في دير سيدة اللويزة سنة 1736 وأطلق الكنيسة المارونية في عالم الحداثة وكان من نتيجة المسيرة الإصلاحية التي قادها البطريرك الدويهي طيلة أربع وثلاثين سنة.
وكانت تكوّنت لديه قناعات ثلاث:
الأولى: أن لا إصلاح في الكنيسة إلا عن طريق العمل المجمعي.
الثانية: أن لا إصلاح مجمعياً في الكنيسة من دون نهضة روحية وعودة إلى الجذور الإيمانية والينابيع الروحانية في قنوبين وغيرها.
الثالثة: أن عمل الإصلاح في الكنيسة المارونية يتحقق عبر تبنّي السلطة الكنسية للمشاريع المنطلقة من القاعدة، العلمانية منها والإكليريكية، والسماح بتداولها مليّاً وإبداء الآراء وتقديم المقترحات.
وبعدما غاص المطران خير الله في تعداد ماثر الخوري مبارك خلص الى القول أن ما قام به الخوري يواكيم مبارك من إنجازات في تصوّر الإصلاح الكنسي ورسم معالمه يشبه إلى حدٍّ بعيد ما قام به البطريرك العظيم اسطفان الدويهي من إنجازات إصلاحية لإحداث نهضة في كنيسته المارونية تحققت في المجمع اللبناني الذي لم يكن له الحظ في المشاركة فيه ؟فمجمع الكنيسة المارونية هو هدية لك حيث أنت وتعزية كبرى.
والكلمة الاخيرة كانت للبطريرك الراعي الذي شكر الجميع على ما قالوه في الخوري مبارك معربا عن سعادته للمشارة في احتفال ازاحة الستارة عن تمثال له وافتتاح ساحة على اسمه في مسقط راسه مشيرا الى ان مبارك كان مدرسة للاجيال معتبرا ان الخماسية المارونيةالتي ضمنها كل نتاجه الفكري تشكل ينبوعا لا ينضب وتعتبر ارثا كنسيا تعتز به الكنيسة المارونية  والبطريركية تسهر على حفظه ونشره خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة وهي ايام عنف بحثا عن الهويةالتي اكد الخوري  مبارك في كتاباته الاصلاحيةان لبنان الابن البكر للمساكنة الامنة بين المسلمين والمسيحيين  ولبنان عنده مشروع مشرف تاسس بقوة التاريخ المشترك مع التشديد على الميثاق الوطني الذي راى فيه الصيغة الاكثر وضوحالارادة الحياة بين المسلم والمسيحي في لبنان ويخلصنا من كل اشكال الاقليات واقامة المواطنة الحقيقية وهوعلاقة مرفوعة ضد الانظمة الاحادية في البلدان المجاورة.
وخلص: ونحن في ذكراه نوجه نداء الى البنانيين لكي يعودوا الى ميثاقهم الوطني للخروج من نزاعاتهم المهددة للكيان والميثاق من اجل المساهمة في انبثاق فجر للربيع العربي المنشود.
بعد ذلك ازاح غبطته والمطارنة والاهل الستارة عن تمثال للاب مبارك وضع في ساحة الكنيسة ثم افتتح الجميع ساحة الخوري مبارك في وسط البلدة .والختام قطع قالب من الحلوى.



[1]   يواكيم مبارك، الخماسية الاسلامية - المسيحية، ص 201
[2]   باسم الراعي، ميثاق 1943، ص 173
[3]   المرجع نفسه، ص 172-175

مفتي الإخوان ردا على جمعة: الإنقلابيون هم الخوارج

القاهرة، مصر (CNN) --
رد عبدالرحمن البر، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والملق بـ"مفتي" الإخوان على حديث منسوب للشيخ علي جمعة، مفتي مصر السابق، يعتبر فيه أن السلطة القائمة حاليا في مصر "شرعية" وأن من يخرج عليها بالسلاح "يجوز قتله" قائلا إن الخوارج الحقيقيين هم من "انقلبوا على الإرادة الشعبية."
وقال البر، في مقال له نقله الموقع الرسمي لحزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة الإخوان، إن الخوارج هم "من انقلبوا على الإرادة الشعبية والرئيس المنتخب وليس الثوار الذين يطالبون بعودة الشرعية وولي الأمر،" متهما من وصفهم بـ"مديري الفتنة" بأنهم يعمدون إلى "استخدام بعض أهل العلم الشرعي."
وتوجه البر إلى جمعة بالقول: "نحب أن نذكّر الشيخ بأنه سبق أن اعتبر الثورة على المستبد المخلوع (حسني) مبارك حرام، ودعا المتظاهرين حينها للرجوع إلى منازلهم في الوقت الذي كان المخلوع يتحدث فيه عن حق التظاهر ويعترف بمطالب الثوار، حتى تنحى المخلوع عن السلطة بشكل قانوني ونزل على إرادة الثوار الأحرار."
وأضاف البر أن الرئيس المعزول محمد مرسي "انعقدت له بيعة الأمة، وصارت طاعته واجبة.. ولم يسقطه الشعب في انتخابات حرة، إنما خانه وزير دفاعه مستغلا وجود قسم من الشعب معارض له ولسياساته، فنازعه في حكمه وخرج عليه بالسلاح، واختطفه واختطف معه إرادة الأمة التي انتخبته" على حد تعبيره.
وتابع بالقول: "ومن ثم فالحقيق بوصف الخوارج هم الانقلابيون ومن رضي بخيانتهم.. ولهذا كانت فتاوى سائر العلماء والروابط العلمية والهيئات والاتحادات العلمائية في كل أنحاء الدنيا واضحة في التأكيد على أن الحاكم الشرعي لمصر هو الدكتور محمد مرسي، وأن ما جرى من انقلاب هو خروج غير مشروع".
وكان جمعة قد أوضح في مقابلات صحفية مؤخرا أنه افتى بقتل من "يخرج على الدولة بالسلاح ليشق أمن واستقرار الدولة"، نافيا أن يكون قد أمر بقتل المنتمين إلى جماعة الإخوان في المظاهرات.

شرق أوسط خال من المسيحيين.. قريباً؟

بقلم.. بيتر بيرغن وجنيفر راولند
 (بيتر بيرغن هو محلل شؤون الأمن القومي الأميركي لدى CNN ومدير مؤسسة أميركا الجديدة أما جنيفر راولند فهي مديرة برامج في نفس المؤسسة)
(CNN)--
كان هناك ومازال، مسيحيون في الشرق الأوسط منذ ميلاد المسيح،  أما الآن فإنّ هذا التاريخ الذي يمتد على 2013 سنة، بات مهددا.
وهاجم متظاهرون إسلاميون عشرات الكنائس في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وحرقوا عددا منها، وذلك في ردة فعل على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وحملة القمع العسكرية التي تستهدف الإخوان المسلمين.
ودعم بابا الأقباط البابا تواضروس الإجراءات التي اتخذها الجيش في أعقاب قراره إطاحة الرئيس محمد مرسي.
واشتكى المسيحيون، الذين يشكلون 10 بالمائة من الشعب المصري، إلى جانب أقليات أخرى من أن الدستور الذي أقره محمد مرسي ينتقص من حقوقهم.
اقرأ أيضا..مستشار دولي لمنع الإبادة: أحداث القاهرة وضرب الكنائس يقلقنا
وبالنسبة إلى بعض الناشطين الإسلاميين، فإنّ ساعة الحساب قد دقّت الآن.
فوفقا لتقرير، تمت مهاجمة 52 كنيسة عبر مختلف أنحاء مصر في 24 ساعة خلال الأسبوع الماضي.
وأحصت "المبادرة المصرية من أجل حقوق شخصية" 30 هجوما على كنائس ومؤسسات مسيحية آخرى.
وبعد قليل من إطاحة مرسي، هاجم غاضبون رجل أعمال مسيحيا وقتلوه قرب الأقصر، جنوب البلاد ثمّ واصلوا شغبهم في قرية نجع حمادي حسن حيث حرقوا العشرات من منازل المسيحيين وقتلوا ثلاثة منهم.
والآن يعيش 10 ملايين مسيحي في الشرق الأوسط مما يجعل منهم 5 بالمائة من إجمالي عدد سكانه. وقبل قرن كان تعدادهم يقارب 20 بالمائة.
وأسباب التراجع كثيرة من ضمنها موجات الهجرة وكذلك ارتفاع نسب الولادة لدى المسلمين العرب، ولكن دون نسيان عاملي تهميش المسيحيين واستهدافهم ليس في مصر وحدها بل في عدة دول عربية.
خذوا مثلا سوريا.. فقد دأبت الأقلية المسيحية على دعم الرئيس بشار الأسد ونظامه لاسيما أنه ينحدر من الأقلية العلوية وهو ما جعله في موقف حماية جميع الأقليات.
ونتيجة لذلك، بات الجهاديون يستهدفون المسيحيين ومن الأمثلة على ذلك استهداف منطقة مسيحية تقع في العاصمة دمشق، من قبل مسلحين جهاديين مما أدى إلى مصرع أربعة مسيحيين.
كما يشتبه في كون جماعة على علاقة بتنظيم القاعدة قتلت رجل دين إيطاليا أمضى معظم حياته في دير شمال سوريا وفقد أثره منذ الشهر الماضي.
قبل ذلك وفي شهر مارس/آذار، في بنغازي الليبية هذه المرة، تمت محاصرة نحو 60 مسيحيا من قبل متشددين ثم جرى تسليمهم إلى الحكومة للاشتباه في كونهم كانوا يحاولون الهجرة من مصر بطريقة غير قانونية.
بل إن المتشددين أخضعوا بعضا من هؤلاء المسيحيين للتعذيب وقتلوا واحدا منهم.
ويعقب ذلك اعتقال أربعة مسيحيين في فبراير/شباط بشبهة القيام بأنشطة تبشير.
لقد تسبب كل تلك الأعمال في موجة نزوح مسيحية من المنطقة، وتقول منظمات إنّ عدد المسيحيين شمال شرق سوريا، وهي المنطقة التي تعد معقلهم التاريخي، تراجع بمقدار الثلث مقارنة بما قبل عامين.
وفي العراق أيضا، ومنذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تراجع عدد المسيحيين هناك بمقدار النصف وفقا لوكالة الاستخبارات الأميركية. ورغم أنهم لا يمثلون سوى 3 بالمائة من إجمالي السكان، إلا أن المسيحيين الفارين من العراق يبلغ تعدادهم نصف عدد الفارين عموما عام 2010 أي في حدود 200 ألف.
ورغم أنّ التوترات بين مسلمين ومسيحيين غير مستحدثة في مصر، إلا أنّه منذ إطاحة حسني مبارك، شهد الوضع تدهورا واضحا، وشهد ذلك أوجه في أكتوبر/تشرين الأول 2011 عندما قتل ما لا يقل عن 20 مسيحيا في اشتباكات مع الجيش، وهو ما دفع 100 ألف مسيحي مصري يغادرون البلاد منذ 2011.
ويجدر القول إنّ هذا النوع من سيرورة الأحداث فيما يتعلق بالطوائف والأعراق والتجمعات الدينية ليس جديدا على الشرق الأوسط الذي سبق له أن عرف تعايش اليهود إلى جانب الآخرين ولاسيما حتى عقد خمسينيات القرن الماضي.
إلا أنه مع إعلان دولة إسرائيل وتنامي القومية العربية ثم صعود الظاهرة الإسلاموية، باتت في المنطقة نزعة غير مرحبة بغير المسلمين.
وحتى حدود الحرب العالمية الثانية، كان هناك ما لا يقل عن 100 ألف يهودي يعيشون في مصر وهم موجودون هناك منذ عهد الفراعنة.
أما الآن فلا يوجد في مصر سوى حفنة من معابد اليهود لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة.
وتفرض السلطات حراسة مشددة على تلك المعابد التي تبدو فارغة تقريبا من المرتادين الذين ليسوا سوى بضعة شيوخ يهود فضلوا لسبب أو لآخر البقاء هناك.
والأمل كل الأمل أن لا يشهد المسيحيون نفس المصير في الشرق الأوسط.
ما ورد في المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن آراء CNN

شكا احيت قداسا عن نفس الراحلة ماري كلير ميشال شيحا


المطران بو جوده : كرست حياتها للقضايا الاجتماعية
الغربة ـ شكا ـ فريد بو فرنسيس 
تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا لراحة نفس المرحومة ماري كلير ميشال شيحا، زوجة الصناعي الراحل جوزيف ضومط، وابنة المفكر اللبناني الراحل ميشال شيحا، وذلك في كنيسة سيدة الخلاص في بلدة شكا في قضاء البترون، عاونه خادم الرعية الخوري فادي منصور، رئيس مار انطونيوس الكبير للرهبانية اللبنانية المارونية الاب دانيال ديب، ولفيف من الرهبان وكهنة من الرعية. حضر القداس رئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري، مخاتير البلدة والجوار، رئيس مجلس ادارة شركة الترابة الوطنية بيار ضومط مع افراد العائلة، الى حشد من ابناء شكا وفعالياتها التربوية، الرياضية، الثقافية، الحزبية، وحشد من المؤمنين من شكا والمناطق المجاورة. 
بعد الانجيل المقدس القى المطران و جوده عظة في المناسبة تناول فيها سيرة حياة الراحلة :" ابنة الراحل الكبير، الخالد في تاريخ لبنان وذاكرة اللبنانيين، المفكر ميشال شيحا، فيلسوف الصبغة اللبنانية الفريدة بحق، والمسيحي الساطع بنقاء ايمانه، والمفكر الاسستشرافي النير، والمثقف البحر، الرحب بانفتاحه، والسياسي المختلف الذي لم تفقد السياسة معه الاخلاق والنزاهة والتجرد". 
وتابع بو جوده عظته يقول:" في كنف والدها ميشال شيحا، ووالدتها مرغريت فرعون، نشأت وتخلقت ماري كلير، وكانت وثيقة الصلة بوالدها، ومنه نهلت القيم الروحية والحياتية والانسانية، ليس فقط في تعاطيها مع شؤون وشجون بيئتها بنبرة المحبة، وبنزعة السمو الانساني الى مد يد العون والمساعدة على مقاومة شغف العيش ومضاضة الحاجة والعوز مع الاخرين". 
واضاف بو جوده :" انها صاحبة مجموعة من القصائد والمقالات كرست قسما كبيرا من حياتها لقضية غالية على قلبها " دليلات وكشافة لبنان " وقد كانت مفوضة دولية لعدة سنوات وتالقت في هذا المجال على المستوى الدولي وكانت على قناعة بان التنشئة بالعمق لشباب الوطن هي اساس بناء لبناننا. هي ارملة الراحل جوزيف ضومط، احد ابرز مؤسسي صناعة لبنان الحديثة، مع شقيقه المرحوم ميشال ضومط، صاحبي الاسهام الهام في بناء اقتصادنا اللبناني الوطني وتطويره، وذلك من خلال بنائهما المصانع التاسيسية البالغة الاهمية ومنها "شركة الترابة الوطنية" و"شركة كيماويات لبنان" و"شركة كابلات لبنان" وايضا "فندق البريستول" وغيرها". 
وقال بو جوده في عظته :" السيد بيار ضومط الحاضر بيننا اليوم، يشغل رئيس مجلس ادارة شركة " الترابة الوطنية" يتابع بصورة خلاقة نهج المرحوم والده بتطوير هذا التراث الصناعي اللبناني وتحديثه باستمرار، وقد بات معروفا اساسيّ الحضور على الصعيدين العربي والاقليمي الاوسع، ناهيك عن اهتمام بيار الوطني والانساني الفذ بتاسيس ورعاية "محمية جبل موسى" بانتباهه المتميز الى المحافظة على ابداعات الطبيعة التي وهبها الله الى لبناننا الجميل ليبقى غناء جميلا، الى اوجه عدة للمساعدات الاجتماعية والوطنية الطابع التي يثابر على تقديمها". 
اما بناتها الثلاث كلود، ايزابيل، ومارغريت، هن كاخيهن يتحلون بالمزايا المسيحية والخلقية التي انشاتهن عليها والدتهن، انهن لامعات في اختصاصهن المهني ويتبوأن المراكز المهمة في مجالاتهن، كما تراهن يثابرن على اداء واجباتهن الدينية والدنيوية تجاه العائلة والكنيسة والوطن والمجتمع في الاعمال الخيرية والمساعدات وسواها من المبادرات الايلة الى دعم التكافل والتضامن المجتمعي القائم على المحبة والايمان". 
بعد القداس، انتقل الجميع الى قاعة الرعية، حيث تقبلت العائلة تعازي الحاضرين، والى جانبها راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، ورئيس البلدية فرج الله الكفوري، وعدد من الاصدقاء.

الشفيعة المؤتمنة/ مهندس عزمي إبراهيم



ستظل مصر المباركة.. إلى الأبد مصونة ومباركة. وسيكتب لها النصر والازدهار والاستقرار عبر كل الشدائد والتجارب ورغم تآمر المتآمرين.
ويسعدني أن أهنئ كل أبناء مصر، مسيحيين ومسلمين، بمصر وبالخارج، بعيد سيدتنا القديسة العذراء القديسة مريم الذي تحتفل به الكنيسة "الشرقية" في أنحاء العالم، شرقه وغربه، في 22 أغسطس من كل عام.
كل عام ومصر والمصريين بخير.
***
أطهَـر من الفَجْـر وأبهَج من الصباح فى بَهـاه
فيكى الغِـنىَ والبساطة من غير دهب ولا جـاه
التقـوى عندك إيمــان خَـلاّ الإلــــه فى سَـمـاه
يرســل ملاكــه إليـكى
يبشــَّــرك بالنــــُــــور
صبحتى أمّ الإلـــه.. حـاملـة نعمتــه ورضــاه
***


البــِــرّ فيـكى... وقـلبـِـــك مَنبَعُــــه ومَجـــراه
وإحنــا خطـــاة... والشـفـاعـة أمــل بنترجــاه
ياما شـفيـتى المريـض وكانت شـفاعتـك دواه
أمّ الإلـــــه.. إشـفعيلنـا
يغـفــــــــر خطـايـــانا
إللى رجــــاكى كسـب.. واللى جفــاكى تــــاه
***
إبنــك حبيـبك جمع شـعبــه برحمتـه ورَعـــاه
غفـــر ذنوبـــه وشـال عنـه عبوديتــه وأســاه
الأعـمى فتَّـــح عينيــه... واللي مــات أحيـــاه
وانتى بحُبـِّـك يامريــم
كنـــتي الأم بحنــــانها
إللى بيطلـب شـفاعتــك، ينـــول ما يتـرجـــاه
***
يا عـدرا لإبنـك يسـوع مذبـح في مصـر بَنــاه
من بـدء عهـد الطفـولـة بارك أرضـها بخطـاه
يا عدرا شعبك في مصر بيرفع صيام وصلاه
اتشـفعي لشعـب مصـر
يحـوش الظــلام عنهم
ينشــر سـلامـُـه عليـهم.. ويضُمُّـهم في حِمــاه
***
يا عـدرا شعبك في شــدة
اقـــفي يا عــــدرا معـــاه
*******
مهندس عزمي إبراهيم

كفرزينا تحتفل بوضع تمثال القديس البادواني في ساحة الدير في البلدة




زغرتا ـ  الغربة
احتفلت رعية كفرزينا في قضاء زغرتا، ومعها جمهور دير مار انطونيوس البادواني في البلدة والرعايا المجاورة، بازاحة الستارة عن تمثال صخري للقديس البادواني في وسط ساحة الدير، بحضور رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، رئيس بلدية كفرزينا تادي نادر، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، حادم مزار البادواني الخوري جوزيف غبش، الى لفيف من كهنة الابرشية وحشد من المؤمنين.
بعدما ازاح رئيس البلدية نادر الستار التقليدية عن التمثال الصخري للقديس البادواني، بارك المطران بو جوده بالمياه المقدسة التمثال ومحيطه، والمؤمنين الذين تجمهروا من حوله، ليتراس بعد ذلك قداسا احتفاليا في الباحة الخارجية للدير بمشاركة لفيف من الكهنة وحضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" ياتي قداسنا اليوم، في مناسبة عيد مولد القديس انطونيوس البادواني، هذا القديس المميز بحياته، وبصورة خاصة بحمله رسالة المسيح من بلده الام البرتغال الى بلاد اوروبا المجاورة، حتى وصل الى مدينة بادوفا الايطاليا، فاعطي في هذه المدينة اسم "البادوفاني"، اي " البادواني"،  فعبر بحياته كلها عن ايمانه بيسوع المسيح، وما نشاهده اليوم في هذا التمثال ان القديس البادواني يحمل الطفل يسوع، ما يعني ان القديس البادواني حمل رسالة المسيح بين يديه". وتابع بو جوده :" حياتنا المسيحية وايماننا ليستا مبنيتان على المظاهر، انما هما مبنيتان على العلاقة بيسوع المسيح، ولا يمكن ان يكون لدينا ايمان اذا لم نتعرف الى اساس ايماننا وهو يسوع المسيح، وهذه هي العلاقة الوطيدة التي ميزت حياة القديس البادواني". 

حملة عنف غير مسبوقة تستهدف الكنائس بمصر

القاهرة، مصر (CNN)--
تواصلت حملة العنف التي تستهدف عدداً من الكنائس في مصر، وسط اتهامات لجماعة "الإخوان المسلمين" بالوقوف وراء الهجمات على دور العبادة الخاصة بالمسيحيين، في أعقاب قيام قوات الأمن الأربعاء، بفض اعتصامات أنصار الرئيس "المعزول"، محمد مرسي.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الخميس، أن العشرات من مؤيدي مرسي اقتحموا كنيسة "الأمير تواضروس"، في قرية "دسيا" بمحافظة الفيوم، وأشعلوا النار فيها، في هجوم يأتي ضمن سلسلة اعتداءات طالت عشرات الكنائس في مختلف المحافظات المصرية.
وأشارت الوكالة الرسمية، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، إلى أن نفس المحافظة كانت شهدت خلال الساعات القليلة الماضية اقتحام نحو خمس كنائس وأحد الأديرة، حيث قام المهاجمون بإضرام النار فيها، بالإضافة إلى مقر جمعية "الكتاب المقدس" بمدينة الفيوم.
وأكد بيان لـ"مجمع الكتاب المقدس"، تلقته CNN بالعربية، أن الاعتداءات طالت أيضاً مقار المجمع في مدينتي أسيوط والمنيا، كبرى المدن في صعيد مصر، مشيراً إلى أن النيران التهمت معظم محتويات المقرين، اللذين كانا يضمان مجموعة من الكتب النادرة.
إلى ذلك، اعتبر سكرتير المجمع المقدس، الأنبا رافائيل، أن "مصر تدفع ضريبة نجاتها من السرقة، من قبل تيار الإخوان المسلمين."
وتابع في بيان أوردته صحيفة "الأهرام"، شبه الرسمية، أن "الاعتداءات تبين لنا الجهات التي كانت تقف وراء الاعتداء على الكنائس طوال الـ40 عاماً الماضية."
من جانبه، أكد المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حمزة زوبع، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الحزب يدين حرق الكنائس، والاعتداء على المنشآت الحكومية والممتلكات العامة والخاصة، متهماً ما أسماها "حكومة الانقلاب" بالوقوف وراء تلك الاعتداءات.
كما أدان "بيت العائلة"، الذي يترأسه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الهجمات التي تستهدف دور عبادة المسيحيين في مصر، وأكد في بيان حصلت عليه CNN بالعربية الخميس، أن "الوطن يمر بمرحلة فتنة مجتمعية، تستهدف الأخضر واليابس بمصر لإشعال الوطن كله."
وفيما ندد "بيت العائلة" بأعمال العنف، ونبه المصريين، مسلمين ومسيحيين، إلى المحافظة على بيوت عبادتهم وحمايتها، ومنع التسلل إليها، فقد حذر مما أسماه "اللعب على وتر الفتنة الطائفية، والتوجه لدور العبادة بصفة خاصة، سواء الكنائس أو المساجد، ومؤسسات الدولة."
وكان رئيس الحكومة "المؤقتة"، حازم الببلاوي، قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، "للإعراب عن تضامنه ومواساته للإخوة الأقباط في المحافظات التي تعرضت لأعمال عنف وحرق لعدد من الكنائس."
وأدان الببلاوي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية، "تلك الأعمال الإجرامية"، مؤكداً أن وحدة الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه "خط أحمر"، وأن "الحكومة ستواجه بكل حسم أي محاولات للمساس بدور العبادة، أو التعدي على الإخوة الأقباط"، على حد تعبيره.
في الغضون، وجه القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي "بسرعة إعادة بناء وترميم جميع الكنائس التي تم الاعتداء عليها" خلال أحداث الأربعاء، ولفتت مصادر إلى أن قرار وزير الدفاع جاء "تقديراً للدور الوطني الذى يقوم به الإخوة الأقباط للوطن."

العمل الرسولي في ابرشية طرابلس المارونية يختتم اعماله بحضور المطران بو جوده



الغربة ـ زغرتا ـ  فريد بو فرنسيس
اختتم فريق العمل الرسولي، التابع لجمعية الاباء اللعازارييين مجدليا، مخيمه الصيفي للعمل الرسولي، في بلدة زغرتغرين في قضاء الضنية، بمشاركة راعي ابرشة طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده الذي تراس قداسا في مناسبة اختتام المخيم وعيد انتقال السيدة العذراء، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في البلدة، عاونه فيه خادم الرعية الخوري سمعان سمعان، والاب اللعازاري شربل خوري،  بحضور اعضاء الفريق الرسولي وحشد من ابناء الرعية.
في بداية القداس رحب الخوري سمعان بالمطران بو جوده وصحبه والفريق الرسولي في بلدة زغرتغرين، شاكرا فريق العمل الرسولي على خدمته للرعية وابناءها. وبعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" بكل فرح وسرور اشترك معكم في هذه الذبيحة الالهية مع حركة المرسلين العلمانيين التي تقوم بهذا النشاط الرسولي في هذه الرعية المباركة، الى جانب فرق عدة تقوم في هذا النشاط في مناطق عدة في الابرشية. كل ذلك يعبر عن الحيوية الروحية التي نعيشها في الابرشية والتي نرغب في ان تعمم". وقال :" ما يهمنا هو ان نتعمق باساس ايماننا الا وهو السيد المسيح، وهذا ما اشار اليه قداسة البابا امام شبيبة العالم في البرازيل، الذين عبروا عن فرحهم بالمشاركة في اللقاء مع المسيح". وتابع "كل ذلك يعبر عن تمسك المسيحيين بايمانهم من دون خوف، لان ما يخيفنا هو عندما نصل الى الرتابة والميوعة في حياتنا المسيحية، فايماننا المسيحي هو الانتماء الى السيد المسيح، وهو ما يشدد عليه البابا ومن سبقه، ان نتعرف الى السيد المسيح". اضاف بو جوده :" ان الراعي الصالح يعرف خرافه وخرافه تعرفه، فهل نحن نستمع الى نداء المسيح، ام ان انتماءنا اصبح انتماء سياسيا او عدديا". وشرح المطران بو جوده مثل الزارع الذي يبذر عشوائيا القمح في الارض والحبة التي تقع في ارض صالحة تنبت وتعيش وتعطي ثمارا صالحة. 
وكان الفريق الرسولي قد امضى زهاء خمسة عشر يوما في خدمة الرعية وابنائها من الناحية الروحية والاجتماعية، فكانت السهرات الانجيلية، واالقاءات الروحية الى الصلوات والقداديس. 

أنصار مرسي يحرقون 4 كنائس في مصر انتقاماً من الأقباط

القاهرة - فرانس برس
عمد مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي، الأربعاء، إلى إحراق ثلاث كنائس قبطية في وسط مصر، إثر قيام الشرطة بفض اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، بحسب ما أفاد مسؤولون أمنيون لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال المسؤولون إن أنصاراً لمرسي هاجموا كنيستين وأحرقوهما جزئياً في محافظة المنيا. في حين قالت مصادر أمنية إن متظاهري التيار الإسلامي أشعلوا النيران في ٧ منازل للأقباط في قرية دلجا مركز دير مواس، وفي الكنيسة الإنجيلية في منطقة أبو هلال ليرتفع عدد الكنائس المحترقة إلى ٤ كنائس. وقالت المصادر إن ٤ أشخاص لقوا مصرعهم في محافظة المنيا أثناء محاولات متفرقة لاقتحام مراكز الشرطة.
وفي هذا السياق، نقل اتحاد شباب ماسبيرو القبطي الأنباء ذاتها، متهماً جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بـ"شن حرب انتقامية على الأقباط".
وكان مسؤولون أمنيون أوضحوا أن صدامات تدور في هذه المنطقة التي تعيش فيها مجموعة قبطية كبيرة، بين قوات الأمن وأنصار مرسي الذين قطعوا طرقات بواسطة إطارات مشتعلة.
وفي سوهاج إلى الجنوب حيث يعيش أيضاً العديد من الأقباط، ألقى أنصار لمرسي زجاجات حارقة على كنيسة مار جرجس، بحسب الوكالة التي ربطت الهجوم بالرد على عملية فض الاعتصام في القاهرة.
يذكر أن الأقباط دعموا إزاحة الجيش لمرسي، وظهر بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني إلى جانب الفريق أول عبدالفتاح السيسي لدى إعلانه إزاحة الرئيس الإسلامي عبر التلفزيون في 3 تموز/يوليو المنصرم.

حشد من البوذيين يهاجم مسجدا في العاصمة السريلانكية

بي بي سي
هاجم حشد من البوذيين مسجدا في منطقة غراندباس في العاصمة السريلانكية كولومبو، ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
ووقع صدام بين البوذيين والمسلمين بعد الهجوم على المسجد السبت، وفرضت الشرطة حظر التجول في المنطقة.
كانت مجموعة من الرهبان البوذيين قد تظاهروا الشهر الماضي بالقرب من المسجد مطالبين بنقله لمكان آخر.
وصعدت الجماعات البوذية المتشددة في الشهور الأخيرة حملتها ضد أهداف مسلمة ومسيحية.
وقد أصاب الضرر منازل عدة أيضا في صدامات السبت.
ونقل عزام أمين، مراسل بي بي سي في كولومبو، عن ساكن مسلم من المنطقة قوله إن حشد البوذيين ألقى الحجارة على المسجد بينما كان الناس يؤدون صلاة العشاء داخله.
وقال متحدث باسم الشرطة لبي بي سي إن الشرطة والقوات الخاصة أرسلت إلى المنطقة وتمكنت من السيطرة على الموقف.
وقالت التقارير إن الرهبان البوذيين احتجوا على وجود المسجد غير أنهم وافقوا على السماح للمسلمين بمواصلة الصلاة لحين نهاية شهر رمضان.
غير أن المسلمين في المنطقة يقولون إن وزارة الشؤون الدينية السريلانكية أعطت الإذن بمواصلة استخدام المكان كما وفروا حماية تضطلع بها قوات خاصة من الشرطة بسبب المخاوف من هجمات محتملة.
توتر متصاعد
وشهد العام الماضي توترا دينيا متصاعدا في سريلانكا حيث هاجمت جماعات بوذية متشددة المساجد ومتاجر المسلمين وكذلك الكنائس.
وفي شهر فبراير الماضي دعت أيضا واحدة من هذه المجموعات إلى إلغاء نظام استخراج شهادات تؤكد أن المنتجات المعروضة للبيع حلال.
ويتهم المتشددون البوذيون المسلمين والمسيحيين بنشر التطرف ومحاولة إقناع البوذيين بالتحول إلى اعتناق الإسلام والمسيحية.
ويقول المراسلون إن المسلمين والمسيحيين ينفون هذه الاتهامات.
ويشكل البوذيون ثلاثة أرباع سكان سريلانكا البالغ عددهم 20 مليون نسمة.

صوم العذراء مريم / نسيم عبيد عوض

يصوم المسيحيين فى أنحاء الأرض – ماعدا مسيحى الغرب – فى هذه الأيام مايسمى بصوم العذراء مريم , وهناك كنائس بدأت الصوم من أول أغسطس ولمدة 15 يوما , وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية ووفقا للتقويم القبطى تبدأ صومها من أول شهر مسرى والموافق يوم 7 أغسطس والى 16 مسرى الوافق 21 أغسطس. وهذا الصوم من أعجب أصوام الكنائس المسيحية , فهو صوم فرضه الشعب وصامه قبل أن تقرره الكنائس , وكان صوم العذراء مريم فى مصر معروفا بصوم العذارى , أقتداء بطهارة وبتنسك وبتولية العذراء مريم , ثم عرفه رهبان الأديرة فصاموه.  وقبل القرن الثالث عشر الميلادى لم يكن فى كتب الكنيسة أى ذكر لصوم العذراء ,  وعندما وضعته الكنيسة فى أصوامها جعلته فى الطبقة الرابعة للأصوام ,أى بعد الأصوام الكنائسية ذات الصلة اللاهوتية . 
وكما ذكر ابونا متى المسكين فى كتابه "صوم العذراء القديسة مريم" , أنه لم ينتهى القرن الثالث عشر حتى أصبح لصوم العذراء وعيدها مكانة كبيرة فى حياة الشعب عامة , لا كسند للطهارة والتبتل فقط , بل كمعيار عام للتنسك والزهد الشديد وفرصة محببة للتوبة وتجديد الحياة ووفاء النذور‘ ينتظره الشعب بكافة مستوياته بترقب وإشتياق ‘ جاعلين من العذراء مريم الشفيع المؤتمن لنوال القوة والنعمة من الله للسلوك فى هذه الحياة.
ورغم إعتبار الكنائس لصوم العذراء انه صوما بسيطا يسمح فيه بأكل السمك‘ إلا أن الملاحظ أن الشعب لا يحتاج الى توجيه من الكنائس فى هذا الصوم ‘ وتكون مدة الصوم هذا من أروع الصور الروحانية فى الكنيسة ‘ ويتبارى فيه الشعب بالصوم الإنقطاعى والبعض يصومه 21 يوما ‘ بالماء والملح فى أسبوعه الأول ‘ وهناك من يصومه كصوم من الدرجة الأولى كالصوم الكبير (بدون سمك) ‘  ويتشبه فيه الناس بالرهبان فى التقشف والإنقطاع عن الطعام بحب شديد , وتقام النهضات الروحية الكنسية تمجيدا للعذراء مريم .
صوم العذراء مرتبط بعيدها ‘ وللعذراء 6 أعياد فى الكنيسة القبطية وهم :
1- ميلادها فى أول بشنس.2- ذكرى دخولها الهيكل فى 3 كيهك. 3- عيد نياحتها فى 21 طوبة. 4- عيد ظهور وصعود جسدها فى 16 مسرى ويختتم به صوم العذراء . 5- تذكار بناء أول كنيسة بأسمها فى فيلبى وأتريب فى 21 بؤونة. 6- عيد ظهورها فى كنيسة الزيتون فى 2 أبريل .
ومن الحقائق الإيمانية فى عقيدتنا الأرثوذكسية :
 1- أن القديسة العذراء مريم ليست موضع عبادة فى الكنيسة ولكنها موضع تكريم وتطويب كقولها النبوى ( فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى. لو1: 48. 2- أن الصوم صوم العذراء مريم ,ليس صوما للسيدة العذراء ولكنه صوما لله العلى القدير ليقبل شفاعة أمه العذراء من أجل المعونة والشفاء لجميع البشر المتشفعين بها ‘ فهى تقدم شفاعتها لغير المسيحيين أيضا‘ وهناك كثير منهم من يصوم للسيدة العذراء.
3- لا تعتقد الكنيسة الأرثوذكسية أن القديسة مريم ولدت بطبيعة مقدسة ‘ بل تقدست السيدة العذراء مريم  بعمل الروح القدس كقول الملاك " الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك.لو1: 35‘ أى بعد إختيارها وليس قبل ذلك.
4- لا تؤمن الكنيسة فى عقيدتنا الأرثوذكسية  إطلاقا أن السيدة العذراء كانت شريكة فى الفداء الذى تم بدم الفادى وحده.
وما نقدمه لأمنا وسيدتنا كلنا هو تكريمها وتعظيمها وتطويبها وتبريكها ‘ نسألها الشفاعة من أجلنا ‘ وهذا ما تسأله الكنيسة فى تسبحتها اليومية.
وبالتأمل فى حياة القديسة مريم نلتقط منها بعض النقاط القليلة فقط ‘ لأن المجال لا يتسع هنا ‘ فقد كانت هذه الشابه الصغيرة ذوال12 عاما ‘ مثلا فى محبتها لله الذى يملء قلبها ونفسها وحياتها ‘ وقدتمثل ذلك فى تسليمها لإرادة ومشيئة الله بقولها للملاك " هوذا أنا أمة الرب .ليكن لى كقولك " رغم ان ماقاله الملاك لها يفوق كل التصور للعقل البشرى: 
1- السيدة العذراء مريم كانت أعظم من أمنا حواء التى إنخدعت بحيلة وكلام ابليس ‘ وأسقطت البشرية كلها معها فى الخطية والموت. السيدة العذراء لم يستطيع الشيطان أن يقترب منها  طوال تجسد ابن الله على الأرض‘ ولم يكشف سرها حتى تم الصلب لفداء البشر‘ وسحق الشيطان كوعد الله لخلاص الإنسان من عبودية العدو. وأمام كل الظواهر اللاهوتية التى كانت تترائ لها كقول الكتاب " وأما  مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها."
2- كانت أعظم من سارة التى جاءها الرب وباركها وقال لإبراهيم أعطيك منها إبنا ‘ ولكن سارة ضحكت فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعم وسيدى قد شاخ ‘ متناسية ان الذى قال لا يستحيل عليه أمر وهو القادر على كل شيئ . 
3- كانت أعظم من موسى النبى العظيم  كليم الله ‘ فبعد أن دعاه الله من العليقة وعضده بثلاث آيات حتى يستخدمها فى خروج بنى إسرائيل من مصر ‘ يقول للرب: "استمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا حين كلمت عبدك."بل أنا ثقيل الفم واللسان .أرسل بيد من ترسل ."خر3"
ولكن الفتاه الصغيرة المحبة لله والخاضعة لإرادته قالت للملاك على الفور "ليكن لى كقولك" ومنها هذا أول درس نتعلمه منها فى محبة الله ‘ الخضوع لإرادته ومشيئته ‘فإن هذه محبة الله ان نحفظ وصاياه.
4- ويطول التأمل حتى نقول انها كانت أعظم من الملائكة والأنبياء ‘ لذلك فجميع الأجيال تطوبها.
شفاعة القديسة العذراء مريم :
كباقى القديسين والشهداء جميعا وكل الذين أرضوا الرب ‘ تتشفع فينا السيدة العذراء بدالتها  أمام السيد المسيح .  والشفاعة فى عقيدتنا الإرثوذكسية سليمة وصحيحة ‘ لأنها ترفعنا الى مستوى الشفيع ‘ فتوجدنا فى حضرة المسيح ‘ كما يقر الآباء ‘ على اساس إختفاء الوسيط ‘ فحينما تشفع فينا العذراء(ليست شفاعة كفارية فهذه للمسيح وحده) من أجل معونتنا أو شفائنا أو قبول الرب لتوبتنا ‘ تدخلنا فى مجال دالتها وعلاقتها بالسيد المسيح. الشفاعة كما يقول الآباء القديسين هى وصال بالنعمة ‘ فالعذراء تهبنا كل أمكانياتها الموهوبة لها لنتقدم بها الى السيد المسيح.
والله يطلب ويقر بهذه الشفاعة ‘ فمثلا طلب من أبيمالك (تك20) الذى أخذ سارة أمرأة ابراهيم ‘" فالآن رد امرأة الرجل فإنه نبى فيصلى من أجلك فتحيا." فصلى إبراهيم الى الله فشفى الله ابيمالك وأمرأته وجواريه فولدن. قبول شفاعة العذراء فى عرس قنا الجليل لأنهم ليسوا لديهم خمر. شفاعة موسى  المتعددة فى شعب بنى إسرائيل وقبول الله لها. والكتاب لا يخلوا من قبول الله لشفاعة القديسين ‘ والتى رآها يوحنا الرائى فى سفر الرؤيا وقال عن البخور الصاعدة فى عرش الله أنها صلوات القديسين.
العذراء مريم هى مثلنا الأول فى كيفية الدخول فى علاقة حية مع الله ‘ بالطهارة والنقاوة "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله." ‘ بالوداعة والتواضع ‘ بالبساطة ‘ الصلاة الدائمة ‘ القلب والضمير النقى الخاليين من أي ذرة نجاسة وهنا تتحقق الشفاعة ‘ لأن  الشفاعة تتطلب حضورا شخصيا للعذراء التى   تتراءى بطهاتها من أجلنا أمام عرش المسيح .
مباركة هى  العذراء مريم وطوبى لمن يطوبها ‘ ونسألها كما نطلب منها فى لحن البركة" إشفعى فينا ياسيدتنا كلنا السيدة مريم والدة الإله أم يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ." 
كل سنة وشعب مصر طيب وليعبر بنا إلهنا هذه الأيام الصعبة لبر الأمان والسلام ‘ بصومنا وبشفاعة القديسة العذراء مريم.